بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فكان اخر ما تحدثنا عنه هو بيان ما للامثال من اهمية واليوم ساتحدث عن الامر السادس وهو - 00:00:00
ذكر فوائد الامثال الامثال ايها الاحبة تبرز المعقول بصورة المحسوس الذي يلمسه الناس فيتقبله العقل وذلك ان المعاني المعقولة لا تستقروا في الاذهان في كثير من الاحيان الا اذا صيغت - 00:00:25
بصورة حسية قريبة للفهم ستدركها افهام الناس انظر كيف ضرب الله تبارك وتعالى مثلا لحالي المنفق رياء حيث لا يحصل له من جراء ذلك الانفاق شيء الله عز وجل يقول - 00:00:57
فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا فلو قال الله تبارك وتعالى بان المنفق رياء لا جزاء له فان المعنى يفهم بذلك - 00:01:23
ولكن حينما يصور هذا بصورة محسوسة يشاهدها الناس ويعرفونها تمام المعرفة صفوان والصفوان من الحجارة كما هو معلوم من اشدها صلابة وملاسة فاذا نزل عليه المطر وعليه شيء من الغبار او التراب فانه يغسله غسلا فلا يبقى لذلك التراب والغبار - 00:01:48
اثر وهكذا العمل نسأل الله العافية ينفق ويبذل ويتعب ولكن لا يبقى لهذه النفقة اثر من الاجر والثواب عند الله جل جلاله انظروا كيف بين هذا المعنى المعقول بصورة محسوسة - 00:02:18
فاذا قربت المعاني ووضعت في صور محسوسة فان ذلك يبرزها وتستقر في الاذهان لانك قد شبهت الامر المعقول بامر محسوس وقسط النظير على النظير وذلك لا شك انه يكسب هذا المعنى - 00:02:47
جمالا وبراعة وهو مع ذلك ادعى لتقبل النفوس والاقتناع والمتكلم حينما يضرب الامثال للسامعين فهو ينقلهم في حقيقة الامر من عالم النظرية او التجريد او الى عالم الحس والمشاهدة وعلى من يحس المشاهدة لا شك انه اسهل في التعليم - 00:03:20
واقرب الى الادراك كما هو معلوم. ولذلك الاشياء التي نحسها تصل الينا الى اذهاننا المعاني التي تتصل بها ترتبط اسرع من الامور النظرية ولذلك تجد التجربة في المعمل مثلا ترسخ الفكرة - 00:03:56
وتوصل المعلومة بشكل جلي لدى التلاميذ فيتفاعل السامع مع هذا الحديث وهذا الكلام ويتأثر به يثير في ذهنه الكثير من التفكر واليقظة والاعتبار وامر اخر ان هذه الامثال تقرب لك الغائب - 00:04:20
الذي لا تصل اليه بالحواس وبالادراك تنقله الى صورة محسوس الحاضر المشاهد انظروا ماذا قال الله تبارك وتعالى عن اكل الربا وما يحصل له في الاخرة قال الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. نحن لا لا نستطيع ان - 00:04:53
نتصور كيف يقوم الذي يأكل الربا حينما يقوم من قبره فنقل الينا هذا المعنى الذي لا تصل اليه الحواس لانه من امر الغريب بصورة امر نشاهده في حواسنا ونعقله ونعلمه. وهو الانسان المصروع - 00:05:20
فالمشروع ترونه يقوم ويتخبط ومعنى يتخبط التخبط هو الضرب على غير اهتداء قل فلان يتخبط ولهذا يعبرون به حتى عن المعاني تقول فلان يتخبط يعني في افكاره وفي سلوكه في الحياة وما الى ذلك يتخبط - 00:05:41
اليس عنده رأي ونظر صحيح راسخ والا فاصله في المحسوسات الضرب على تقول فلان صار يخبط والضرب على غير اهتداء يقال له تخبط. رأيتم المشروع كيف اذا سقط يضرب بيديه ورجليه على غير اهتداء - 00:06:00
صورة لا شك انها غير محبذة الى النفوس ولذلك اعرف من احوال هؤلاء ان الواحد منهم يتمنى لربما ان يموت ولا يحصل له هذا الموقف امام الاخرين واصعب الاشياء في نفسه انه يدعى الى مناسبة الى زواج الى وليمة ثم يقع امام الاخرين - 00:06:17
قد شاهدت من هذا اشياء فما يقع له من الهم اضعاف هم الاكتئاب والحزن اضعاف ما يقع له من الالم لانه يتألم بعدها. يجلس لربما اياما على فراشه لكن هذا الايلام الجسدي والتعب الذي يحصل له - 00:06:45
جزء منه غير قليل هو بسبب الاذى النفسي تأذى لانه يخرج منه الزبد ويخبط هذا الانسان الرزين الذي في غاية الوقار ونسأل الله العافية للجميع ثم يخرج الزبد من فمه - 00:07:06
الا ربما عض لسانه واذى نفسه كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. جاءنا بامر لا نصل اليه بحواسنا من امور الغيب من امور الاخرة وقربه لنا بهذه الصورة التي نشاهدها ونعرفها - 00:07:26
ولهذا قال بعضهم بان المثل انما يسار اليه لما فيه من كشف المعنى ورفع الحجاب عن الغرض المطلوب وادناء المتوهم من المشاهد فهي تبرز خبيئات المعاني وترفع الاستار عن الحقائق - 00:07:48
التي لربما تكون غائبة وامر ثالث ان هذه الامثال تجمع لك معان عظيمة في عبارات موجزة قصيرة سواء قلنا الامثال عند الادباء او الامثال في القرآن كما سيأتي ان شاء الله حينما نشرح هذه الامثال - 00:08:13
وما ينطوي تحتها من المعاني العظيمة وامر الرابع وهو انه يحصل بضرب المثل في القرآن احيانا الترغيب بهذا الممثل اذا كان ذلك مما ترغب فيه النفوس انظر كيف مثل الله عز وجل حال الانسان المنفق الذي يبتغي وجه الله عز وجل بهذا الانفاق - 00:08:36
ماذا قال عنه مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. كان بالامكان ان يقال بان الله يجزي المنفق الحسنة - 00:09:05
الى سبعمائة الى اضعاف كبيرة لا سبع سنابل تعرفون السنبلة سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة فهذا مثل وسيأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى الدنيا مزرعة الاخرة وهذا الزرع - 00:09:28
يحسده الانسان حينما يكون احوج ما يكون اليه فيكون هذا هو قوته وغذاؤه. ولا نستعجل الحديث عن هذه الامثال ومعانيها وهكذا ايضا احيانا يحرك الذهن ليلفت الانظار الى معنى من المعاني بصورة تنفر منها النفوس - 00:09:49
ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه او يصور هذه الغيبة بذلك الانسان الذي ينهش من جسد اخيه وهو ميت. النفوس تنفر من رؤية الميت - 00:10:16
وكما قال بعض اهل العلم كابن القيم رحمه الله في مناسبة اخرى بان الانسان قد ذكرت هذا في الكلام على الاوهام ومن تأثيرهم الاوهام. لربما لا يستسيغ ان او ان ينام في بيت او في دار او في حجرة ومعه ميت - 00:10:37
مع انه كان يأنس به ويعرفه ويعرف ان هذا الميت لن يقوم ولن يتكلم ولن يصدر منه شيء. ولكن مع ذلك من الذي يستسيغ هذا بالغرفة معه انسان متوفى فهو يتصور انه في كل لحظة سيتحرك او سيصدر من شيء او سيقوم او ينتابه ما ينتابه - 00:11:01
مع انه في قرارة نفسه يعلم انه ميت هامدة مثل هذه السارية ولكنه شيء جبلت عليه النفوس فكيف اذا مثل ذلك بالذي ينهش الانسان لو رأى ذلك في رؤيا في المنام لكان ذلك في غاية الازعاج - 00:11:25
فهذا حال الانسان الذي يغتاب الناس هو من اكل اللحوم البشرية. بل من اكل الجثث البشرية نسأل الله العافية وهكذا في مقامات المدح لما ذكر الله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:44
قال ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ به الكفار لزرع اخرج شطأه يبدأ ضعيفا فازره فاستغلظ وهكذا بدء الاسلام بدأ بقلة بافراد - 00:12:10
ثم صار ينمو ويزداد كما ينمو هذا الزرع ويشتد ويقوى حتى صار في غاية القوة والشدة والصلابة بحيث انه يستعصي على الرياح العاتية يعجب الزراع لقوته وشدته ونمائه وما فيه من - 00:12:38
الثمر يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فان الكفار يغتاظون حينما يرون عز الاسلام وانتشاره وقوته وكثرة الاتباع له وتعرفون سؤالات يرقل حينما سأل ابا سفيان سأله هذا السؤال من ضمن المسائل لم يسأل عن معجزة - 00:13:00
سأل عن مسائل هي من دلائل النبوة وليست من الخوارق والمعجزات. سأله عن اتباع هذا الدين هل يزيدون او ينقصون؟ فقال بل يزيدون وسأل هل يرجع احد منهم عن دينه سخطة له بعد ان دخل فيه؟ قال لا - 00:13:26
فذكر فيما بعد اعنيه هرقل ذكر قال هكذا الاسلام او الدين او يبدأ قليلا ثم لا يزال قال يكثر حتى ينتشر او كما قال امر سابع يمكن ان نجمل الاشياء السابقة فيكون هذا دونه يمكن ان نجعل - 00:13:45
ما سبق كله في نوع واحد فيكون هذا هو الخامس وهو انه لربما ذكر المثل للناس من اجل ان ينفرهم من امر مكره مستقبح كما مثل الله عز وجل حال الذي اتاه الايات فانسلخ منها. كما قال الله تبارك وتعالى واتل - 00:14:10
النبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث - 00:14:37
قال الله تعالى ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا. الكلب بابشع صوره. حينما يخرج لسانه ويحركه فهو في كل حالاته يفعل هذا ان حملت عليه بمعنى تابعته وطاردته او زجرته يلهث وان تركته في حاله فهو يلهث - 00:14:55
وهكذا الامثال لا شك انها تؤثر في النفوس وتكون اشد وقعا من الكلام المجرد بالوعظ او الزجر وهي اقرب الى الاقناع ولهذا قال الله عز وجل ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون. وقال وتلك الامثال نضربها للناس - 00:15:15
وما يعقلها الا العالمون وهذا لا شك انه يؤثر تأثيرا عميقا متجذرا في نفوس السامعين فتبقى هذه الصورة شاخصة في اذهانهم يتصورونها ويتخيلونها كلما ارادوا الاقدام على هذا العمل. ان كانت صورة مستهجنة قبيحة نفروا. وان كانت صورة محببة اقدم وعملوا - 00:15:43
وهكذا يحصل تقرير المقصود الانسان الذي يرغب في الايمان ويدعى اليه اذا مثل له الايمان بالنور تأكد ذلك المقصود في قلبه واذا اردنا ان ننفره من الكفر مثلناه بالظلمات. فيتأكد قبحه في نفسه - 00:16:15
وهذا كما تشاهدون كما لا يخفى عليكم اشد من مجرد الوصف يقال انه يوجد بالانجيل سورة يقال لها سورة الانفال الامثال موجودة في الكتب السابقة ويستعملها الناس في كلامهم والحكماء - 00:16:39
ويرددونها لما لها من اثر بالغ هذا محصلة كلام اهل العلم في فوائد الامثال ولهم عبارات كثيرة جدا وان شئتم مقتطفات منها وبعضهم يقول ضرب امثالي في القرآن تستفاد منه امور كثيرة التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير تقريب المراد للعقل وتصويره بصورة - 00:17:02
المحسوس فان الامثال تصور المعاني بصورة الاشخاص لانها اثبت في الاذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس ومن ثم كان من المثل تشبيه الخفي بالجلي والغائب بالمشاهد. ولذلك نحن في البرنامج هذا حفظ المتون - 00:17:27
نعرض للطلاب الاحاديث بجهاز العرظ فيشاهدون الحديث باعينهم وبالصوت فيسمعونه باذانهم فيجتمع اكثر من وسيلة فيكون ذلك ادعى لثبوته وحفظه وهكذا ما يعبر عنه الجرجاني يقول بان مما اتفق عليه العقلاء ان التمثيل اذا جاء في اعقاب المعاني كساها - 00:17:47
ابهة واكسبها منقبة ورفع من اقدارها وشب من نارها وضاعف قواها في تحريك النفوس لها ودعا القلوب واستثار لها من اقاصي الافئدة صبابة وكلفا وقصر الطباع على ان تعطيه محبة وشغفا - 00:18:13
فان كان مدحا كان ابهى وافخم وانبل في النفس واعظم واسرع للالف واجلب للفرح واسير على الالسن واذكر واولى بان تعلقه القلوب اجدر. وان كان دما كان مسه اوجع وميسمه الذع ووقعه اشد وحده احد وان كان حجاجا كان برهانه انور وسلطانه اقهر وبيانه - 00:18:34
ابهر وان كان وعظا كان اشفى للصدر وادعى الى الفكر وابلغ في التنبيه والزجر واجدر بان يجلي الغياية ويبصر الغاية ويبرئ العليل ويشفي الغليل وهكذا قول اليوسي فان ضرب المثل يوضح المنبهم ويفتح المنغلق. وبه يصور المعنى في الذهن ويكشف المعمى عند اللبس. وبه يقع - 00:19:01
اقناع الخصم وقطع تشوف المعترض حتى شاع قولهم بامثالها تتبين الاشياء فالنفس قوية الاستئناس بالمحسوسات لوضوحها وسبقها والاستئناس بالمألوف مركوز في جبلة النفوس كذلك تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على الغرض من ذكر - 00:19:30
الامثال فهو يقرر ان الامثال تارة يراد بها التصوير وتفهيم المعنى وتارة يراد بها تقرير الحكم بل تارة ليفهم المراد يقرب المعنى وتارة لا لتقرير حكم من الاحكام. واحيانا يقصد هذا وهذا - 00:19:55
اه يكون المثل موضحا للمقصود ومبينا ايضا للحكم سواء كان ذلك بالتصريح بتسميته مثلا مثلهم كمثل الذي استوقد نارا او كان بطريقة اخرى هذه شذرات من كلامهم كلامهم اطول من هذا لكن اقتطفت منه بعض العبارات - 00:20:21
نسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا واجعلنا واياكم هداة مهتدين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:20:45
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فكان اخر ما تحدثنا عنه هو بيان ما للامثال من اهمية واليوم ساتحدث عن الامر السادس وهو - 00:00:00
ذكر فوائد الامثال الامثال ايها الاحبة تبرز المعقول بصورة المحسوس الذي يلمسه الناس فيتقبله العقل وذلك ان المعاني المعقولة لا تستقروا في الاذهان في كثير من الاحيان الا اذا صيغت - 00:00:25
بصورة حسية قريبة للفهم ستدركها افهام الناس انظر كيف ضرب الله تبارك وتعالى مثلا لحالي المنفق رياء حيث لا يحصل له من جراء ذلك الانفاق شيء الله عز وجل يقول - 00:00:57
فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا فلو قال الله تبارك وتعالى بان المنفق رياء لا جزاء له فان المعنى يفهم بذلك - 00:01:23
ولكن حينما يصور هذا بصورة محسوسة يشاهدها الناس ويعرفونها تمام المعرفة صفوان والصفوان من الحجارة كما هو معلوم من اشدها صلابة وملاسة فاذا نزل عليه المطر وعليه شيء من الغبار او التراب فانه يغسله غسلا فلا يبقى لذلك التراب والغبار - 00:01:48
اثر وهكذا العمل نسأل الله العافية ينفق ويبذل ويتعب ولكن لا يبقى لهذه النفقة اثر من الاجر والثواب عند الله جل جلاله انظروا كيف بين هذا المعنى المعقول بصورة محسوسة - 00:02:18
فاذا قربت المعاني ووضعت في صور محسوسة فان ذلك يبرزها وتستقر في الاذهان لانك قد شبهت الامر المعقول بامر محسوس وقسط النظير على النظير وذلك لا شك انه يكسب هذا المعنى - 00:02:47
جمالا وبراعة وهو مع ذلك ادعى لتقبل النفوس والاقتناع والمتكلم حينما يضرب الامثال للسامعين فهو ينقلهم في حقيقة الامر من عالم النظرية او التجريد او الى عالم الحس والمشاهدة وعلى من يحس المشاهدة لا شك انه اسهل في التعليم - 00:03:20
واقرب الى الادراك كما هو معلوم. ولذلك الاشياء التي نحسها تصل الينا الى اذهاننا المعاني التي تتصل بها ترتبط اسرع من الامور النظرية ولذلك تجد التجربة في المعمل مثلا ترسخ الفكرة - 00:03:56
وتوصل المعلومة بشكل جلي لدى التلاميذ فيتفاعل السامع مع هذا الحديث وهذا الكلام ويتأثر به يثير في ذهنه الكثير من التفكر واليقظة والاعتبار وامر اخر ان هذه الامثال تقرب لك الغائب - 00:04:20
الذي لا تصل اليه بالحواس وبالادراك تنقله الى صورة محسوس الحاضر المشاهد انظروا ماذا قال الله تبارك وتعالى عن اكل الربا وما يحصل له في الاخرة قال الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. نحن لا لا نستطيع ان - 00:04:53
نتصور كيف يقوم الذي يأكل الربا حينما يقوم من قبره فنقل الينا هذا المعنى الذي لا تصل اليه الحواس لانه من امر الغريب بصورة امر نشاهده في حواسنا ونعقله ونعلمه. وهو الانسان المصروع - 00:05:20
فالمشروع ترونه يقوم ويتخبط ومعنى يتخبط التخبط هو الضرب على غير اهتداء قل فلان يتخبط ولهذا يعبرون به حتى عن المعاني تقول فلان يتخبط يعني في افكاره وفي سلوكه في الحياة وما الى ذلك يتخبط - 00:05:41
اليس عنده رأي ونظر صحيح راسخ والا فاصله في المحسوسات الضرب على تقول فلان صار يخبط والضرب على غير اهتداء يقال له تخبط. رأيتم المشروع كيف اذا سقط يضرب بيديه ورجليه على غير اهتداء - 00:06:00
صورة لا شك انها غير محبذة الى النفوس ولذلك اعرف من احوال هؤلاء ان الواحد منهم يتمنى لربما ان يموت ولا يحصل له هذا الموقف امام الاخرين واصعب الاشياء في نفسه انه يدعى الى مناسبة الى زواج الى وليمة ثم يقع امام الاخرين - 00:06:17
قد شاهدت من هذا اشياء فما يقع له من الهم اضعاف هم الاكتئاب والحزن اضعاف ما يقع له من الالم لانه يتألم بعدها. يجلس لربما اياما على فراشه لكن هذا الايلام الجسدي والتعب الذي يحصل له - 00:06:45
جزء منه غير قليل هو بسبب الاذى النفسي تأذى لانه يخرج منه الزبد ويخبط هذا الانسان الرزين الذي في غاية الوقار ونسأل الله العافية للجميع ثم يخرج الزبد من فمه - 00:07:06
الا ربما عض لسانه واذى نفسه كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. جاءنا بامر لا نصل اليه بحواسنا من امور الغيب من امور الاخرة وقربه لنا بهذه الصورة التي نشاهدها ونعرفها - 00:07:26
ولهذا قال بعضهم بان المثل انما يسار اليه لما فيه من كشف المعنى ورفع الحجاب عن الغرض المطلوب وادناء المتوهم من المشاهد فهي تبرز خبيئات المعاني وترفع الاستار عن الحقائق - 00:07:48
التي لربما تكون غائبة وامر ثالث ان هذه الامثال تجمع لك معان عظيمة في عبارات موجزة قصيرة سواء قلنا الامثال عند الادباء او الامثال في القرآن كما سيأتي ان شاء الله حينما نشرح هذه الامثال - 00:08:13
وما ينطوي تحتها من المعاني العظيمة وامر الرابع وهو انه يحصل بضرب المثل في القرآن احيانا الترغيب بهذا الممثل اذا كان ذلك مما ترغب فيه النفوس انظر كيف مثل الله عز وجل حال الانسان المنفق الذي يبتغي وجه الله عز وجل بهذا الانفاق - 00:08:36
ماذا قال عنه مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. كان بالامكان ان يقال بان الله يجزي المنفق الحسنة - 00:09:05
الى سبعمائة الى اضعاف كبيرة لا سبع سنابل تعرفون السنبلة سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة فهذا مثل وسيأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى الدنيا مزرعة الاخرة وهذا الزرع - 00:09:28
يحسده الانسان حينما يكون احوج ما يكون اليه فيكون هذا هو قوته وغذاؤه. ولا نستعجل الحديث عن هذه الامثال ومعانيها وهكذا ايضا احيانا يحرك الذهن ليلفت الانظار الى معنى من المعاني بصورة تنفر منها النفوس - 00:09:49
ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه او يصور هذه الغيبة بذلك الانسان الذي ينهش من جسد اخيه وهو ميت. النفوس تنفر من رؤية الميت - 00:10:16
وكما قال بعض اهل العلم كابن القيم رحمه الله في مناسبة اخرى بان الانسان قد ذكرت هذا في الكلام على الاوهام ومن تأثيرهم الاوهام. لربما لا يستسيغ ان او ان ينام في بيت او في دار او في حجرة ومعه ميت - 00:10:37
مع انه كان يأنس به ويعرفه ويعرف ان هذا الميت لن يقوم ولن يتكلم ولن يصدر منه شيء. ولكن مع ذلك من الذي يستسيغ هذا بالغرفة معه انسان متوفى فهو يتصور انه في كل لحظة سيتحرك او سيصدر من شيء او سيقوم او ينتابه ما ينتابه - 00:11:01
مع انه في قرارة نفسه يعلم انه ميت هامدة مثل هذه السارية ولكنه شيء جبلت عليه النفوس فكيف اذا مثل ذلك بالذي ينهش الانسان لو رأى ذلك في رؤيا في المنام لكان ذلك في غاية الازعاج - 00:11:25
فهذا حال الانسان الذي يغتاب الناس هو من اكل اللحوم البشرية. بل من اكل الجثث البشرية نسأل الله العافية وهكذا في مقامات المدح لما ذكر الله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:44
قال ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ به الكفار لزرع اخرج شطأه يبدأ ضعيفا فازره فاستغلظ وهكذا بدء الاسلام بدأ بقلة بافراد - 00:12:10
ثم صار ينمو ويزداد كما ينمو هذا الزرع ويشتد ويقوى حتى صار في غاية القوة والشدة والصلابة بحيث انه يستعصي على الرياح العاتية يعجب الزراع لقوته وشدته ونمائه وما فيه من - 00:12:38
الثمر يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فان الكفار يغتاظون حينما يرون عز الاسلام وانتشاره وقوته وكثرة الاتباع له وتعرفون سؤالات يرقل حينما سأل ابا سفيان سأله هذا السؤال من ضمن المسائل لم يسأل عن معجزة - 00:13:00
سأل عن مسائل هي من دلائل النبوة وليست من الخوارق والمعجزات. سأله عن اتباع هذا الدين هل يزيدون او ينقصون؟ فقال بل يزيدون وسأل هل يرجع احد منهم عن دينه سخطة له بعد ان دخل فيه؟ قال لا - 00:13:26
فذكر فيما بعد اعنيه هرقل ذكر قال هكذا الاسلام او الدين او يبدأ قليلا ثم لا يزال قال يكثر حتى ينتشر او كما قال امر سابع يمكن ان نجمل الاشياء السابقة فيكون هذا دونه يمكن ان نجعل - 00:13:45
ما سبق كله في نوع واحد فيكون هذا هو الخامس وهو انه لربما ذكر المثل للناس من اجل ان ينفرهم من امر مكره مستقبح كما مثل الله عز وجل حال الذي اتاه الايات فانسلخ منها. كما قال الله تبارك وتعالى واتل - 00:14:10
النبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث - 00:14:37
قال الله تعالى ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا. الكلب بابشع صوره. حينما يخرج لسانه ويحركه فهو في كل حالاته يفعل هذا ان حملت عليه بمعنى تابعته وطاردته او زجرته يلهث وان تركته في حاله فهو يلهث - 00:14:55
وهكذا الامثال لا شك انها تؤثر في النفوس وتكون اشد وقعا من الكلام المجرد بالوعظ او الزجر وهي اقرب الى الاقناع ولهذا قال الله عز وجل ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون. وقال وتلك الامثال نضربها للناس - 00:15:15
وما يعقلها الا العالمون وهذا لا شك انه يؤثر تأثيرا عميقا متجذرا في نفوس السامعين فتبقى هذه الصورة شاخصة في اذهانهم يتصورونها ويتخيلونها كلما ارادوا الاقدام على هذا العمل. ان كانت صورة مستهجنة قبيحة نفروا. وان كانت صورة محببة اقدم وعملوا - 00:15:43
وهكذا يحصل تقرير المقصود الانسان الذي يرغب في الايمان ويدعى اليه اذا مثل له الايمان بالنور تأكد ذلك المقصود في قلبه واذا اردنا ان ننفره من الكفر مثلناه بالظلمات. فيتأكد قبحه في نفسه - 00:16:15
وهذا كما تشاهدون كما لا يخفى عليكم اشد من مجرد الوصف يقال انه يوجد بالانجيل سورة يقال لها سورة الانفال الامثال موجودة في الكتب السابقة ويستعملها الناس في كلامهم والحكماء - 00:16:39
ويرددونها لما لها من اثر بالغ هذا محصلة كلام اهل العلم في فوائد الامثال ولهم عبارات كثيرة جدا وان شئتم مقتطفات منها وبعضهم يقول ضرب امثالي في القرآن تستفاد منه امور كثيرة التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير تقريب المراد للعقل وتصويره بصورة - 00:17:02
المحسوس فان الامثال تصور المعاني بصورة الاشخاص لانها اثبت في الاذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس ومن ثم كان من المثل تشبيه الخفي بالجلي والغائب بالمشاهد. ولذلك نحن في البرنامج هذا حفظ المتون - 00:17:27
نعرض للطلاب الاحاديث بجهاز العرظ فيشاهدون الحديث باعينهم وبالصوت فيسمعونه باذانهم فيجتمع اكثر من وسيلة فيكون ذلك ادعى لثبوته وحفظه وهكذا ما يعبر عنه الجرجاني يقول بان مما اتفق عليه العقلاء ان التمثيل اذا جاء في اعقاب المعاني كساها - 00:17:47
ابهة واكسبها منقبة ورفع من اقدارها وشب من نارها وضاعف قواها في تحريك النفوس لها ودعا القلوب واستثار لها من اقاصي الافئدة صبابة وكلفا وقصر الطباع على ان تعطيه محبة وشغفا - 00:18:13
فان كان مدحا كان ابهى وافخم وانبل في النفس واعظم واسرع للالف واجلب للفرح واسير على الالسن واذكر واولى بان تعلقه القلوب اجدر. وان كان دما كان مسه اوجع وميسمه الذع ووقعه اشد وحده احد وان كان حجاجا كان برهانه انور وسلطانه اقهر وبيانه - 00:18:34
ابهر وان كان وعظا كان اشفى للصدر وادعى الى الفكر وابلغ في التنبيه والزجر واجدر بان يجلي الغياية ويبصر الغاية ويبرئ العليل ويشفي الغليل وهكذا قول اليوسي فان ضرب المثل يوضح المنبهم ويفتح المنغلق. وبه يصور المعنى في الذهن ويكشف المعمى عند اللبس. وبه يقع - 00:19:01
اقناع الخصم وقطع تشوف المعترض حتى شاع قولهم بامثالها تتبين الاشياء فالنفس قوية الاستئناس بالمحسوسات لوضوحها وسبقها والاستئناس بالمألوف مركوز في جبلة النفوس كذلك تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على الغرض من ذكر - 00:19:30
الامثال فهو يقرر ان الامثال تارة يراد بها التصوير وتفهيم المعنى وتارة يراد بها تقرير الحكم بل تارة ليفهم المراد يقرب المعنى وتارة لا لتقرير حكم من الاحكام. واحيانا يقصد هذا وهذا - 00:19:55
اه يكون المثل موضحا للمقصود ومبينا ايضا للحكم سواء كان ذلك بالتصريح بتسميته مثلا مثلهم كمثل الذي استوقد نارا او كان بطريقة اخرى هذه شذرات من كلامهم كلامهم اطول من هذا لكن اقتطفت منه بعض العبارات - 00:20:21
نسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا واجعلنا واياكم هداة مهتدين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:20:45