خطب الجمعة

الأمن وحراسة المقاصد الكبرى |د.عمر المقبل |

عمر المقبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا منه بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة - 00:00:00ضَ

اما بعد فيا ايها الناس دعونا ننتقل الى حيث مكة زادها الله شرفا وكرامة في يوم من ايامها الملتهبة بحرارة الصيف. والملتهبة باذى قريش للنبي صلى الله عليه سلم واصحابه في هذه الاثناء وفي يوم من الايام - 00:00:21ضَ

جاء خباب ابن الارت رضي الله عنه وهو يمثل شريحة من الصحابة الذين تعرضوا لاشد انواع الاذى الابتلاء في سبيل الله فقال رضي الله عنه شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة - 00:00:51ضَ

قلنا له الا تستنصر لنا؟ الا تدعو الله لنا؟ فقام عليه الصلاة والسلام وقال كان الرجل في من قبلكم يحفر له في الارض فيجعل فيه اي في ذلك الحصر فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه في شق باثنتين - 00:01:15ضَ

وما يصده ذلك عن دينه. ويمشط بامشاط الحديد ما دون لحمه من عظم او عصب. وما يصده ذلك عن دينه. والله والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله او الذئب على غنمه - 00:01:43ضَ

ولكنكم تستعجلون. هكذا يا عباد الله يجمع النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه بين التسلية وبين بيان السنن الالهية في اوليائه واعدائه وبين مآل الامر في ذلك والاشارة الى شيء من العوائق التي تحول دونه - 00:02:10ضَ

اما السنن والسلوى فهي ما ابتلي به السابقون من المؤمنين وانه اشد مما ابتليتم به يا خباب انت واصحابك واما مآل الامر فهو بالتمكين لهذا الدين وانتصاره. وحصول الامن الوارث. وحصول الامن - 00:02:37ضَ

وظرب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا عجيبا. يدركه من عرف جغرافية اليمن وما معنى ان يمشي الانسان من صنعاء؟ عاصمة اليمن الحالية الى حضرموت في جنوبها هذا مثل عظيم - 00:02:59ضَ

لكن ما العائق الذي يحول دون ذلك؟ ودون تحققه. ولكنكم تستعجلون. انه الداء الذي حذر منه صلى الله عليه وسلم اهل الايمان وشداة الاصلاح والراغبين في تغيير واقع الناس الى الاحسن - 00:03:22ضَ

انه الاستعجال الذي حمل بعض الانفس على اليأس انه الاستعجال الذي حمل بعض الناس على ترك الدعوة الى الله لان الناس لان المدعوين تأخرت استجابتهم انه الاستعجال الذي حمل بعضهم على ارتكاب المحاذير الشرعية لاجل الرغبة - 00:03:42ضَ

في قطف الثمرة مبكرا بزعمه انها ثمرة. يريد قطفها قبل نضجها. وحصول اوانها انه الاستعجال الذي يظن معه بعض الشباب ان عملية الاصلاح عملية سهلة يمكن تنفيذها في مدة قصيرة. وخصوصا كلما تأخر الوقت. ولنتأمل يا عباد الله بعد نصف - 00:04:09ضَ

قرن من الزمان تقريبا بل اقل من ذلك. في هذا الموقف الذي وقع لعبد الملك ابن الخليفة الراشد عمر ابن عبد العزيز الذي حمدت خلافته وحمدت سيرته. لما ولي ابوه الخلافة دخل عليه ابنه عبدالملك الشاب - 00:04:39ضَ

صالح قال يا ابتي او يا امير المؤمنين ما انت قائل لربك غدا اذا سألك فقال رأيت بدعة فلم تمتها او سنة فلم تحيها. فقال له يا بني اشيء حملته الرعية اياك - 00:05:04ضَ

الي ام هو رأي رأيته من قبل نفسك قال لا والله يا ابتي لكنه رأي رأيته من قبل نفسي وعرفت انك مسؤول فما انت قائل. فقال له ابوه ونعم الاب كان رحمك الله وجزاك من ولد خيرا. فوالله اني لارجو ان تكون من الاعوان على الخير - 00:05:24ضَ

يا بني ان قومك يقصد بني امية قد شدوا هذا الامر عقدة عقدة وعروة عروة ومتى اريد مكابرة وهم على انتزاع ما في ايديهم. لم امن ان يفتقوا علي فتقا تكثر فيه الدماء. والله لزوال - 00:05:49ضَ

دنيا علي لزوال الدنيا اهون علي من ان يهراق. بسببي محجمة من دم. اوما ترضى الا يأتي على ابيك يوم من ايام الدنيا الا وهو يميت بدعة. ويحيي فيه سنة حتى يحكم الله بيننا - 00:06:11ضَ

وبين قومنا بالحق وهو خير الحاكمين فسكت عبدالملك. وفي قصة اخرى له ايضا حينما ولي قال ابنه عبدالملك اني لاراك يا ابتاه قد اخرت امورا كثيرة يعني من الاصلاح. كنت احسبك لو وليت ساعة من النهار عجلتها. ولوددت انك قد فعلت - 00:06:31ضَ

كذلك ولو فارت بي وبك القدور في ذات الله. قال عمر اي بني انك على حسن قسم لفيك بعض رأي اهل الحداثة. يعني الشباب الصغار. والله يا بني ما استطيع ان - 00:06:58ضَ

لهم شيئا من من الدين الا ومعه طرف من الدنيا استلين به قلوبهم خوفا ان ينخرق علي منهم ما لا طاقة لي به وهكذا في هذين هذين الموقفين هكذا يبدو الفرق العظيم بين رأي الشاب - 00:07:18ضَ

حديث السن ورأي الشيخ المجرب. وهكذا يتبين الفرق بين رأي الحدث الذي قل علمه وعظم حماسه للدين. وبين رأي العالم الذي لا يقل حماسة عنه لكنه لكنه يزن الامور بعقل وعلم يراعي اعلى المصالح وارتكاب ادنى المفاسد عند - 00:07:41ضَ

تعارضها. ايها المسلمون ايها الشباب هذان المشهد ان اللذان ذكرتهما انفا. مشهد خباب رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم. ومشهد عبدالملك ابن عمر مع والده. يتكرران كثيرا في واقعنا المعاصر - 00:08:11ضَ

مع ان واقع الامة بعد هذه القرون المتطاولة اصبح اشد واصعب واكثر تعقيدا من حيث التفرق والضعف وتسلط الاعداء من كل مكان على الامة. الا ان ذات الاسئلة تتكرر من شباب الاسلام الغيور - 00:08:31ضَ

على امته. والذي يبدي رغبته في فداء دينه بروحه وماله وولده وما يملك. لكن بعضا من هؤلاء الشباب لم يفضي بهذه المشاعر كما افضى بها عبد الملك ومن قبله خباب الى علماء - 00:08:51ضَ

او اشياخ عقلاء نصحه يوجهون رأيهم ويهذبون حماستهم المتقدة حتى لا تقذف هذه الحماسة بها فتؤذيهم وتحرقهم قبل غيرهم بل ذهب بعضهم يفضي الى بعض بهذه المشاعر. شاب متحمس حدث غيور - 00:09:11ضَ

يفضي الى مثله او من هو اصغر منه سنا فيقع الحافر على الحافر. ويوافق شن طبقة فيجب تجتمع حماس الى حماس ثم يترجم هذا الى تصرفات يعظم معها الضرر. وتدفع الامة - 00:09:36ضَ

داخليا وخارجيا فاتورتها من احداث الفتن داخل الصف الواحد وتسليط الامة من الخارج على اهلها بلادها وتجرئة السفهاء على ارتكاب الحماقات. وتجرئة وتجرئة اصحاب الاقلام المريظة على الطعن في الدين واهله - 00:09:56ضَ

ايها الاخوة ايها الشباب ان اي تصرف مهما كان غطاؤه ومبرره ودافعه يقضي على على الضروريات الخمس او يهددها فهو مرفوض وغير مقبول مهما كانت دواعيه. اتدرون ما الضروريات الخمس - 00:10:18ضَ

انها الدين والعقل والنفس والمال والعرض هذه الضروريات لم تأت بها شريعة الاسلام فحسب. بل جاءت بها الديانة اليهودية والنصرانية. وكل الشرائع السماوية التي نزل بها جبريل على انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام. فكل عمل يهددها او يلحق الضرر بها عبر - 00:10:38ضَ

استعجال بمواقف غير مدروسة ومحسوبة. كلها مرفوضة. وفي وفي قصة خباب وابن عمر ابن عبد العزيز ما يشير الى الغطاء الاعظم لحفظ هذه الظروريات. ويشير الى الحارس الذي يحمي ويحفظ هيبتها. ما هذا الغطاء؟ وما ذاك الحارس؟ وكيف نحميه ونحافظ عليه؟ هذا ما سنعرفه في - 00:11:08ضَ

الثانية باذن الله. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. فان الغطاء الاكبر والحارس - 00:11:38ضَ

اعظم لتلك المقاصد الكبرى باذن الله هو الامن نعم هو الامن. اذ لا يتصور احد قيام مجتمع او امة او دولة بدون هذا العنصر الضروري. والامن حين يطلق فهو يشمل امرين اساسيين. اولهما الامن على النفوس. والاموال والاعراض. والثاني - 00:11:58ضَ

هو الامن الغذائي وهو ما يتعلق بتوفير الطعام والشراب. وهو مرتبط بالامن بالامر الاول ولاهمية هذين الامرين وعظيم اثرهما. امتن الله تعالى بهما على قريش من دون سائر القبائل العربية قال عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف - 00:12:24ضَ

فليعبدوا رب هذا البيت. لماذا الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. وقال عز وجل لهم مخاطبا لهم بهذه النعمة العظيمة. او لم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم. افبالباطل يؤمنون. وبنعمة الله يكفرون - 00:12:54ضَ

وفي مقابل هذا يجعل الله تعالى من جملة الابتلاءات التي يبتلي به يبتلي بها عباده ما يحصل من نقص هذا الامن بنوعيه الجسمي والغذائي. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع نقسم في من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. ايها المسلمون ان الحديث عن الامن - 00:13:19ضَ

ضرورة الحفاظ عليه. وخصوصا في هذه البلاد التي احتضنت الحرمين الشريفين. والامر يعم كل بلاد الاسلام. ان حديث عن هذا امر يجب التواصي به. في كل وقت وفي هذه السنوات الاخيرة التي ازداد فيها تكالب اعداء - 00:13:49ضَ

الامة عليها وتكالب اعداء هذه البلاد عليها. يبغون ويريدون خيبهم الله. تقويض امنها العبث بمقدراتها باحداث القلاقل والفتن ويريدون تحويلها الى مناطق صراع واحتراب داخلي عيادة بالله بل يصرح بعضهم ويقسم على تحويلها الى صور مكررة من بعض الدول التي حولنا - 00:14:09ضَ

خيب الله مساعيهم ورد كيدهم في نحورهم. ان هذا الحديث يحتم علينا ان يكون حديثنا مركزا في نقاط مهمة وجليلة اولها التواصي والتعاون على حفظ هذا الامن. الذي لا يعدله والله - 00:14:39ضَ

بعد الاسلام والسنة شيء. فان الانسان قد يصبر عن الطعام يوما او يومين وربما اكثر. لكنه لا ان يعيش خائفا دقائق معدودة فضلا عن ساعات او ايام. الامر الثاني يجب علينا جميعا - 00:14:59ضَ

ان ان نجرم كل عمل يزعزع هذا الامن ويخل به. ايا كان فاعله وتحت اي غطاء كان ومن اي شخص صدر عنه او طائفة ولو كانوا من اقرب الناس الينا. ومن ذلكم الحدث الذي وقع في قرية من قرى الاحساء - 00:15:19ضَ

في منتصف هذا الاسبوع فمثل هذا العمل منكر شنيع لا يقره دين ولا يقره عقل ولا شريعة انه اعتداء اثم ذهب ضحيته عدد من الامنين. من الامنين وعدد من رجال الامن نسأل الله تعالى ان يتقبلهم في الشهداء. ايها الاحبة على العاقل وقد وقع الحدث ان - 00:15:39ضَ

سأل عدة اسئلة من المستفيد من مثل هذه الاعمال الاجرامية؟ وما موقفه لو جر مثل هذا العمل ايا كان فاعله لو جر احترابا داخليا والعياذ بالله وسؤال ثالث هل يقبل محب وغيور على هذه البلاد التي اكرمها الله برعاية الحرمين الشريفين - 00:16:09ضَ

ايقبل ان يكون مثل هذا الحدث وغيره سببا في اضطراب الامن او تأليب اناس من الخارج على الدولة وقيادتها؟ الم يتصور من يتوقف في تجريم مثل هذه الاعمال او الفرح بها عياذا - 00:16:35ضَ

لانها وقعت من طائفة يكرهها. ايتصور مثل هذا لو اضطرب حبل الامن لا قدر الله. من الذي سيدفع ثمن انا فاتورة اضطرابه انه انا وانت واعراضنا ونساؤنا واموالنا وانفسنا. نعوذ بالله تعالى من ذلك - 00:16:56ضَ

مما يجب التواصي به وهو الامر الثالث ونحن نمر بمثل هذا الحدث وقد مرت قبله احداث ومن اخرها احداث شروط وفي رمظان يجب علينا ونحن نتابعها نمر بمثل هذه الاحداث. ونتابع ايضا ما يجري في الدول من حولنا ان نكون السبب - 00:17:19ضَ

الاقوى بعد الله عز وجل في حماية هذا الامن الذي نعيشه. وهذا لن يكون الا بتمسكنا الحقيقي. رعاة الورعية قادة وشعبا ان نتمسك بديننا تمسكا حقيقيا. وان نجتمع على من ولاه الله تعالى امرا - 00:17:41ضَ

وان نحذر من كل سبب يؤدي الى الفرقة. وان نقيم جميعا العدل على انفسنا وما ولينا وان نرد المظالم الى اهلها. وان نتوب جميعا توبة عامة. وان نتوب توبة خاصة فيما بيننا وبين الله - 00:18:01ضَ

وان نجتهد في تحقيق ما امرنا به وان نجتهد في تحقيق ما امرنا الله به ليحقق لنا ما وعده سبحانه ووعده الحق. استمعوا لوعده وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم - 00:18:21ضَ

يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا. لكن ما الشرط؟ يعبدونني لا يشركون بي شيئا. ومن كفر كفر بنعمة الله او كفر به سبحانه. ومن كفر بعد ذلك فاولئك - 00:18:46ضَ

اولئك هم الفاسقون. ما مقومات هذا الامن العظمى؟ واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ويقول عز وجل الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر - 00:19:06ضَ

ولله عاقبة الامور. اللهم احفظ على بلادنا امنها واستقرارها وسائر بلاد المسلمين. اللهم من اراد بلادنا وبلاد الاسلام في السوق اللهم فاشغله بنفسه اللهم اجعل كيده في نحره. اللهم رده خاسئا حسيرا يا رب العالمين. اللهم يا حي يا قيوم - 00:19:26ضَ

يا ذا الجلال والاكرام انشر امنك ورحمتك على بلادنا وسائر بلاد الاسلام يا رب العالمين - 00:19:46ضَ