ابد الاله على حضوره فتبوءوا في منزل الاحسان. هذه منزلة الاحسان وهي لب الايمان روحه وكماله. وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان فقال ان تعبد الله كانك تراه - 00:00:00ضَ

فان لم تكن تراه فانه يراك ان تعبد الله كأنك تراه هذا مقام المشاهدة فان لم تكن تراه فانه يراك هذا مقام المراقبة والعبد مأمور بالاحسان بان يتقن عبادته وان يأتي بها على اكمل وجه. واحسنوا - 00:00:17ضَ

ان الله يحب المحسنين واحسن كما احسن الله اليك. يعني احسن في عبادتك لله واحسن الى عباد الله كما احسن الله اليك وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه ان يدعو الله ويسأله ان يرزقه حسن عبادته. فقال اوصيك يا معاذ لا تدعن - 00:00:35ضَ

كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم واسألك حسن ومما يعين على احسان العمل استشعار العبد ان الله مطلع عليه - 00:00:56ضَ

لا يخفى عليه من من عمل العبد شيء الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما - 00:01:15ضَ

يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. وما تكونوا في شأن ما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء - 00:01:32ضَ

لا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين وكان الله على كل شيء رقيبا. فمن علم يقينا ان الله هو الرقيب الشهيد وان الله مطلع عليه. يعلم ما العبد عامل ساقه ذلك - 00:01:47ضَ

حثيثا الى ان يحسن في عبادة ربه وان يأتي بالعبادة على اكمل الوجوه. ولا يزال العبد يحمل نفسه على احسان عبادة ربه ويعوضه ويعوضها ذلك. حتى يصير ذلك صفة راسخة - 00:02:00ضَ

فيه لا يتكلفها قرير العين بربه فرحا مسئولا بقربه انظر في حال النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه المنزلة كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تفطر قدماه. يصلي بالبقرة وال عمران والنساء في ركعة واحدة. وكيف كان يقرأ - 00:02:14ضَ

كان لا يمر باية رحمة الا وقف عندها يسأل. ولا اية عذاب الا وقف عندها يتعوذ. ولا اية تنزيه الا وقف عندها فسبح الله حقا يعبد الله على الحضور والمشاهدة كأنه يرى الله بقلبه. حتى في قراءة نسوة الفاتحة يقف عند رؤوس الايات لانه - 00:02:42ضَ

انه اذا قال الحمد لله رب العالمين ان الله تعالى يقول حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم ان الله تعالى يقول اثنى علي عبدي. الذي يصل الى هذه المرحلة في العبادة - 00:03:02ضَ

يعيش في شأن والناس في شأن اخر انظر الى سجوده صلى الله عليه وسلم في قيام الليل. كان يسجد بمقدار ما يقرأ احدنا خمسين اية. هذا لا يكون الا بشوق - 00:03:16ضَ

وتعلق بالله غلب على قلبه ما يطيق ان يرفع رأسه وهكذا كان عن بعده من الصحابة والتابعين ابن عمر رضي الله عنهما كان في الطواف فطلب منه عروة ابن الزبير طلبا - 00:03:29ضَ

قال الله فلم يجبني بكلمة ثم لقيه عروة بعد ذلك فقال له ابن عمر رضي الله عنهما نحن في الطواف نتخايل الله بين اعيننا وكنت قادرا ان تلقاني في غير ذلك الموطن - 00:03:46ضَ

انظر الى قوله نحن في الطواف نتخايل الله بين اعيننا هذا هو الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه نظر عبادة ابن الصامت رضي الله عنه الى الصنابحي وهو من ائمة التابعين - 00:04:06ضَ

فقال من سره ان ينظر الى رجل كأنما رقي به فوق سبع سماوات فعمل ما عمل على ما رأى فلينظر الى هذا يقصد النفس نابحية كان يعبد الله كانه يراها - 00:04:19ضَ

تأمل في جزاء المحسنين لما كان المحسن يعبد الله في الدنيا كانه يراه جازاه الله في الجنة برؤيته الذين احسنوا الحسنى وزيادة. فسر النبي صلى الله عليه وسلم زيادة بالنظر الى وجه الله الكريم - 00:04:36ضَ

كل مؤمن يرى ربه في الجنة لكن هؤلاء لهم شأن اخر لاحسانهم ومن اعظم الغبن ان يفارق الانسان الدنيا وما باشر قلبه حقائق الايمان هنا ذاق حلاوته ولا شم لهذه المقامات العالية رائحة - 00:04:52ضَ

هذا من اعظم الغبن وهذا امر يستطيع الانسان ان يصل اليه اذا اذا بذل اسقابه. لا تظن ان هذا امر بعيد خارج عن قدرة البشر. ليس الامر كذلك. هؤلاء الائمة الذين - 00:05:13ضَ

الى هذه المقامات العالية من البشر تحتاج كما ذكر الناظم في شرحه الى تدريج للنفوس شيئا فشيئا ولا يزال العبد يعودها نفسه حتى تنجلب اليها وتعتادها ويعيش العبد قرير العين بربه فرحا مسرورا بقربه. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ولا تستبعد ابدا - 00:05:26ضَ

ان يمن عليك المنان بهذه المقامات العالية فانه سبحانه اذا اعطى ادهش هي المواهب لم اشدد لها زيني ولا يقال بفضل الله باب كميمة يفتح الله للناس من رحمة فلا امسك لها - 00:05:51ضَ