Transcription
ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان - 00:00:01ضَ
نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد بعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى. وراقبوه في السر والنجوى. ايها المسلمون جعل الله الحياة الدنيا دارا لابتلاء العباد واختبارهم يقطعون مراحلها سائرين - 00:00:21ضَ
الى دار البقاء. فهي مزرعة العاملين وسوق العابدين. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم اي ايكم احسن عملا. فمن احسن العمل فاز واستحق الثواب. ومن اساء خسر واستحق العقاب والحكمة من خلق الجن والانس ان يعبدوه وحده دون سواه. وقد اعانهم على هذه الغاية بما نصب - 00:00:51ضَ
فلهم من الشواهد في انفسهم وفيما حولهم. وبما ارسل اليهم من الرسل وانزل عليهم من الكتب فقامت عليهم الحجة واستبانت لهم المحجة. وضرب لكل عبد اجلا وكتب له في علمه - 00:01:21ضَ
في عمران وعمر العبد في الدنيا هو زمن عمله وكدحه الى ربه قبل ان يلاقيه. قال جل يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. والدنيا كلها من من اولها الى اخرها قصيرة بالنسبة الى الاخرة. ومهما عمر فيها العبد فله فله اجر - 00:01:41ضَ
مجال لا بد ان يبلغه وكل نفس يتردد في صدره فهو مرحلة من مراحل حياته اذا قضت ولم ترجع والزيادة في العمر حقيقة نقص منه وقرب من الاجل. واكثر الخلق في غصب - 00:02:11ضَ
عن الحكمة التي لها خلقوا فتأخذهم الدنيا بزينتها وفتنتها. قال عز وجل الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. وقد اقسم الله في كتابه بالزمان واجزائه ومراحله للعباد بكثرة تقلب الحياة وسرعة زوالها. فاقسم بالليل والنهار والشمس - 00:02:31ضَ
والضحى والفجر والعصر. وندب الى الاعتبار بما في حركة الشمس والقمر من انقضاء الاوقات والاعمار قال سبحانه والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون. واخبر سبحانه - 00:03:01ضَ
او بانه لا يعتبر بتقلب الدهر الا اولو الابصار. قال جل شأنه يقلب الله الليل والنهار فان في ذلك لعبرة لاولي الابصار. وكل عام ينقضي من عمر العبد بل كل يوم من ايام - 00:03:31ضَ
فيه تذكرة بان لكل بداية نهاية. وفي طلوع فجر العام الجديد ما يذكر النفس به في ان الفرصة لا تزال قائمة والعاقل من يحصي على نفسه نتيجة عمله وثمرة عمره. كما - 00:03:51ضَ
لا يحصي ارباح تجارته وخسارته. فالعمر رأس ما فالعمر رأس مال كل مخلوق. وعدته الصحة وسلامة القوى. واكثر الناس مغبون فيهما. قال عليه الصلاة والسلام نعمتان مغبون كونوا فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. رواه البخاري. والربح في الدنيا بحسن العمل - 00:04:11ضَ
ودوام الاستعداد لانقضاء الاجل. والربح في الدنيا بحسن العمل ودوام الاستعداد لانقضاء الاجل وابن ادم يؤمل البقاء ويزيد حرصه على الدنيا وما فيها من الاموال والمتاع ويشغل ما هو فيه من النعم عن تذكر قرب العاقبة ودنو النهاية. قال عليه الصلاة والسلام - 00:04:41ضَ
يهرم ابن ادم وتشب منه اثنتان. الحرص على المال والحرص على العمر. متفق عليه حري بمن عرف حقيقة الدنيا وسرعة انقضائها ان يتخير الانفع له في كل امر والاكثر اجمل من كل شأن. فلا يبذل وقته الا فيما هو اكمل فائدة. فيتخير من الفضائل اعلاها - 00:05:11ضَ
ومن الصالحات اسناها ومن القربات اجلها. ومن لم يكن ومن لم يكن ملازما للطاعة هات فليكن مفارقا للسيئات. على ان من لم يزدد بالاحسان فحاله الى نقصان. ومن لم تقدم بالخيرات تأخر بالسيئات. قال سبحانه لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر - 00:05:41ضَ
والضعف بعد القوة في الحياة سنة لازمة. والهرم بعد الفتوة امر لا يتخلف بعد الصحة جادة لا محيد عن سلوكها. قال تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد قوة من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة - 00:06:11ضَ
ومثل الدنيا من اولها الى اخرها كمثل زرع نبت بعد غيث مدرار فاعجب اهله ما فيه من الخضرة والجمال. ثم لا يلبث ان يكون حطاما. قال سبحانه اعلموا انما الحياة - 00:06:41ضَ
الدنيا لعبوا وله وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما. ومن طال بهم العمر حتى لاح عليه الشيب فقد جاءه النذير بقرب الاجل. قال تعالى او لم نعمركم ما - 00:07:01ضَ
اتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير. قال البخاري رحمه الله النذير الشيب اعمار هذه الامة ما بين الستين والسبعين. ومن بلغ الستين فلا عذر له لطول المهلة. قال عليه الصلاة والسلام اعذر الله الى امرئ اخر اجله حتى بلغه ستين سنة. رواه البخاري - 00:07:31ضَ
بهذا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى اغتنام الحياة وما فيها من الشباب والقوة قبل فقدهما العمل في حال الفراغ والغنى قبل نزول اضطادهما. قال الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه - 00:08:01ضَ
اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك. رواه النسائي. واغتنامها بكثرة العمل من الصالح والحرص على الوقت فلا يكون يوم العبد الا خيرا من امسه ولا غده الا خيرا من يوم - 00:08:21ضَ
ومن استوى يوماه فهو مغبون. ومن نقص على عقبيه بعد الاستقامة فهو خاسر. ومن من اعظم ما تذهب به ايام ومن اعظم ما تذهب به ايام العام سدى اضاعة الاوقات - 00:08:51ضَ
من غير عمارة الاخرة. ومن لم يحفظ وقته فاته الانتفاع به. وخير ما تعمر به الاوقات الازدياد من العلم النافع وكثرة العبادة وقراءة القرآن والكسب الحلال احسان الى الخلق. ودوام الحال في الدنيا من المحال. والايام دول. ولابد ان - 00:09:11ضَ
تقلب العبد فيها بين السراء والضراء والفقر والغنى والامن والخوف. قال تعالى لو انكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. ومن حكمة الله التقلب ان يستخرج من العبد في كل حال ما يناسبه من انواع العبودية. فلا يكمل الصبر الا - 00:09:41ضَ
وبالشكر ولا يقدر النعمة قدرها الا من ذاق الم فقدها ولا يخاف الله حق الخوف الا من كمل رجاؤه فيه. ومن لم يقاس المن لم يعرف لذة العطاء. فمن عرف هذا استقام - 00:10:11ضَ
الى اقدار الله وافعاله في خلقه. فما من رفع ولا خفض ولا قبض ولا بسط ولا خير ولا شر الا ولله فيه حكمة بالغة. وله على العباد فيه عبودية لابد منها - 00:10:31ضَ
وانما يدفع قدر الله بقدره ويستنزل الخير منه بدوام شكره. والتسليم للقدر لا يعارض العمل بالشرع. والعبد في الحياة مبتلى بشيطان يوسوس له. ونفس تأمره بالسوء وشهوات تقطع الطريق عليه. فلا غنى له عن ملازمة التوبة في كل حين. قال - 00:10:51ضَ
عز وجل وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. وهي عبادة جليلة كن يحبها الله من عباده. ان الله يحب التوابين. والعبد قريب من المعصية والغفلة الخطأ من لوازم البشر والنقص الذي يوجب اللوم هو ترك التوبة والاصرار على الذنوب. وما - 00:11:21ضَ
من واقع السيئة فليمحوها بكثرة الاستغفار والازدياد من الحسنات. قال تعالى ان الحسنات يذهبن ابن السيئات وختام العمر بالتوبة الصادقة توفيق ونجاة. ومن تاب الله عليه لم يؤاخذه بما اسلف من الاوزار. ومن لازم التوبة بعد الذنوب وفق لها عند دنو الاجل - 00:11:51ضَ
من سوف يوشك ان يبغته الموت قبل ان يتوب. قال سبحانه انما التوبة على الله للذين ملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. اي قبل نزول الموت فاولئك يتوب الله عليهم - 00:12:21ضَ
واعظم وازع يدفع الى الاعتبار تذكر الموت والاتعاظ بكثرته في الاقربين او الابعدين لا سيما في هذه الازمان لا سيما في هذا الزمن التي ظهر الذي ظهرت فيه واخاف الناس خشوع وباء بعد وباء. وكثر فيهم من يموت فجأة. وبعد ايها - 00:12:41ضَ
فالدنيا خطوتان خطوة انقضت بخروجك الى الدنيا وبقيت الخطوة التي انت فيها الان ونهايتها اذا طلعت الشمس فقد لا تغيب وانت من الاحياء. واذا غربت وانت من الاحياء فقد لا تطلع الا وانت من الموتى. قال ابن عمر رضي الله عنهما اخذ رسول الله - 00:13:11ضَ
اي صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح. واذا اصبحت فلا تنتظر المساء - 00:13:41ضَ
رواه البخاري. واجمع ما شئت فسترحل كما جئت. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قل متاع الدنيا دنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم - 00:14:01ضَ
ونفعني الله واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب استغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما - 00:14:21ضَ
تعني واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما مزيدا اذا ايها المسلمون لقد اظلكم شهر الله المحرم اضافه الله الى نفسه لان تحريمه - 00:14:51ضَ
من الله لا من غيره. ونهى عن ظلم الانفس فيها بالمعاصي والذنوب. قال جل شأنه ان عدة شهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم - 00:15:11ضَ
ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم. قال ابن عباس رضي الله عنهما الذنب فيهن اعظم والعمل الصالح والاجر اعظم. وكثرة التطوع بالصيام في هذا الشهر فعل مسنون فعل مسنون - 00:15:31ضَ
قال عليه الصلاة والسلام افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم. رواه مسلم. وافضل ما الرا من ايامه بالصيام يوم عاشوراء. فقد صامه النبي عليه الصلاة والسلام وامر بصيامه. فهو يوم - 00:15:51ضَ
انجى الله فيه موسى وقومه واغرق فرعون وقومه. فصامه موسى شكرا لربه. متفق عليه والاكمل ان يصام معه اليوم الذي قبله فيصوم التاسع والعاشر. قال عليه الصلاة والسلام لان بقيت الى - 00:16:11ضَ
قابل لاصومن التاسع. رواه مسلم. وليس لفاتحة العام مزية في الشرع. ولم يرد فيه فضل ولا خصيصة. وتخصيصه بعبادة بدنية او مالية او غيرها احداث في الدين تقدم بين يدي الشرع العظيم. ثم اعلموا ان الله امركم بالصلاة والسلام على نبيه. فقال في محكم التنزيل - 00:16:31ضَ
ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا سيدنا محمد وارضى اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون. ابي بكر وعمر وعثمان وعلي - 00:17:01ضَ
وعن سائر الصحابة اجمعين. وعنا معهم بجودك وكرمك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك هو المشركين ودمر اعداء الدين واجعل اللهم هذا البلد امنا مطمئنا رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم وفق - 00:17:21ضَ
امامنا وولي عهده لما تحب وترضى. وخذ بناصيتهما للبر والتقوى وانفع اللهم بهما الاسلام والمسلمين ووفق جميع ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعك يا رب العالمين. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا - 00:17:41ضَ
انا لنكونن من الخاسرين. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء - 00:18:01ضَ
والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على الائه ونعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون - 00:18:21ضَ