خطوة عقل 💡

التخطيط رؤية مختلفة|| مع ياسر الحزيمي

ياسر الحزيمي

في نهاية كل سنة يبدأ الناس في كتابة الخطط الشخصية وتجهيز كراسة الاهداف وتدوير عجلة الحياة ورسم مستقبل ايام العام تقاويم وتطبيقات ادارة المهام واجندة يومية ورؤية قصيرة المدى واخرى بعيدة وغير ذلك. لكن خلونا - 00:00:00ضَ

نتأملها شوي. هل هذا يسمى تخطيط؟ ام تنظيم وترتيب؟ لماذا اقترن التخطيط بنهاية عام وبداية عام؟ الا يوجد نقاط تحول في حياتك لابد لها من خطة. الا يوجد احداث تجعل حياتك كانها بدأت الان؟ الا يوجد ظروف تمنع الخطة - 00:00:20ضَ

المتوقعة لا يوجد فرص تحرث الخطة المرسومة. طيب فكر معي شوي. التخطيط هو عيش توقع والحياة واقع معاش. هل توقعك يتحكم في واقعك؟ ام واقعك يكتم انفاس توقعك؟ طبعا الجواب الاقرب - 00:00:40ضَ

ان التوقع يرسم لك خارطة الوصول. لكن الواقع يخبرك بان بعض الطرق مغلقة. طيب هل تمزق خارطتك ام تنتظر فتح الطرق ولو نمت على رصيف الحرمان؟ هل كل من خطط نجح؟ طبعا؟ لا. هل كل من نجح خطط؟ ايضا - 00:01:00ضَ

لا. قد تكون الخطة عبارة عن سلوك شخصي. ومجموعة عادات لشخص يعرف ماذا يريد. ليس بالضرورة ان تكون مدروسة ومكتوبة ومعلنة ولا ان تكون معلقة على باب الغرفة كتعويذة نجاح مثلا ولا فوق السرير لتراها مع اشراقة كل صباح - 00:01:20ضَ

طبعا لست ضد كثير من هذه الاشياء ولكني ضد المبالغة بالتعلق بمثل هذه الاشياء. وضد اعتبار التخطيط شرط للنجاح والانجاز التخطيط اداة من ادوات النجاح وليس شرطا. سلوك من سلوكيات النجاح هو ليس شرطا. مثله مثل الاصرار والمبادرة والتركيز - 00:01:40ضَ

الصبر والاجتهاد هو ليس شرط ليس شرطا. الواقع يقول لنا ليس شرطا اقدار الله سبحانه وتعالى تصيح بنا كل صباح انك تريد والله يفعل ما يريد. ليس شرطا فبعض نجاحاتك لم تخطط لها. بل ربما كانت بعض نجاحاتك بسبب - 00:02:00ضَ

فشل خطتك. هو ليس شرطا بل سلوك يزيد نفعه وينقص. احيانا. هناك من التزم ولم ينجح. وهناك من لم يجتهد فوفق وهناك مجد لم يجد وزارع لم يحصد ومخطط لم يصل. وواصل لا يدري من وماذا - 00:02:20ضَ

وكيف ولماذا ومتى ولكنه بتوفيق الله وصل. هذه كلها اسباب تنقصها المكملات وتوقفها العوائق وتدفعها المعينات وتعظمها البركة. الخطة ببساطة يا كرام تصور وتصرف. تصور ذهني لما اريد وتصرف سلوكي الى ما اريد. غير مكتوبة على ورق واحيانا غير موقوتة بزمن. سألت ثمانطعش عالم هل خططت - 00:02:40ضَ

لما انت عليه اجاب خمسطعش منهم بكلمة لا. واجاب الثلاثة الباقون خططنا وجاءت الامور ببعظ ما نريد سئلت مرة هل خططت لما انت عليه؟ فقلت نعم خططت والحمد لله انها لم تتحقق لان خيرة الله اجمل وتدبير - 00:03:10ضَ

واكمل ورزقه اوسع من افقه الظيق وهدايته وسداده احكم جل جلاله من درايتي ورغبتي. في الازمة المالية التي حدثت لامريكا عام الفين وثمانية سئل وين داير لماذا فشلت امريكا في التخطيط؟ وعجزت عن التنبؤ واتخاذ الاجراءات اللازمة فقال لا شيء ينفع - 00:03:30ضَ

مئة بالمئة. فقالوا طيب ما الحل؟ قال كن في خطة الله. يعني خطط وكن مرن. وافعل الاسباب ولا تتصارع مع اقدار بل استرسل معها. تصور ما تريد واستخره واسأله الهداية والسداد. ولذلك الغرب ادرك القصور البشري في النظر الى المستقبل - 00:03:50ضَ

فانحسرت الخطط الاستراتيجية من عشر سنوات الى خطط خمسية وبعضها ثلاثية. وانتقلوا من التخطيط الاستراتيجي الى التخطيط بالسيناريو وادارة الازمات والمرونة والبلان بي ولجان فرعية خارج الخطة والهيكلة. وتحولت الاطروحات من الادارة بالتخطيط الى الادارة بالمواجهة. اي - 00:04:10ضَ

مواجهة الواقع. لماذا؟ لان الانسان اعجز من ان يدرك واقعه. فكيف بان يتصور مستقبله؟ هذا الكلام قوله ليكون دافعا لمن لا يحب التخطيط. لا مانعا عن التخطيط. لا اخاطب هنا من يخطط ويحب التخطيط ومتسق معه - 00:04:30ضَ

ولكني اخاطب المبالغ فيه المعتمد عليه المتعلق به الذي يظن ان الحياة بدون خطة هي مجرد وان المواعيد غير المنجزة فخ ينتظره كضحية. التخطيط ليس شرطا بل هو اداة ممتازة لتنظيم الاهداف. وتحديد - 00:04:50ضَ

الاولويات وحفظ الاوقات وتذكر انه مهما كانت خطتك متقنة فان الحياة لن تنحني لجدولك بعد هذه المقدمة المفاهيمية دعني انتقل واياك الى بعض الوقفات. اولا قصور الانسان عن الادراك من الاسئلة الكبرى في التخطيط هو سؤال من انا؟ والسؤال الثاني ماذا اريد؟ والسؤال الثالث كيف اصل الى هناك - 00:05:10ضَ

في الادراك يكمن في اشكالية السؤال الاول في جهلي لنفسي ونقاط ضعفي وقوتي وما هو انفع لي وكيف افرق بين ما اريده وما احتاجه ومهما بلغت من معرفة الاجابات. ففي داخلك اسئلة ستخرج في منتصف الرحلة. القصور في السؤال الثاني ماذا - 00:05:40ضَ

اريد هل ما اريده اصيل ام مقلد؟ هل اخترته لانه يوافق قيمي ام اخترته لانه براق وعليه مسحة الاجتماعية. الانسان عاجز عن توقع يومه. فكيف بتوقع حياته؟ هذه الحياة المتقلبة في عصر بات - 00:06:00ضَ

على التنبؤ كيف اصل؟ هذا هو السؤال الثالث والاشكالية فيه تكمن في جهلي بالوسائل المناسبة والوسائل الانسب والوسائل غير المناسبة فما يصلح لي لا يصلح لغيري وما صلح لي في عمر ما لا يناسبني في هذا العمر وما يصلح في شيء قد لا - 00:06:20ضَ

يصلح في شيء اخر. كيف اصل هذا السؤال الكبير في الاجابة على سؤال متى نبدأ؟ ومتى نتوقف؟ ومع من سنكون؟ ما تحديات الطريق؟ ما سائلنا ما الوسائل؟ المتاحة كل هذه الاشياء يقصر عقل الانسان عن وعيها والالمام بها. يا الله. لدينا - 00:06:40ضَ

ثلاث معضلات. قصور في الدراية في رقم واحد وقصور في معرفة الغاية. وقصور في تصور طريق الهداية في رقم ثلاث. هذي الثلاثية لا يمكن لها ان تعطيك خطة عالية الدقة. فالطريق مليء بالاحتمالات. ويستلزم منا ان نكون مرنين في التعاطي مع - 00:07:00ضَ

منعطفاته لا ان نكون اسارة لخطة مستقبلية رسمها من يعيش في ماظيه. ثانيا لابد ان نفرق بين التنظيم والتخطيط معظم الناس ينظم حياته ولا يخطط له. فهو ينظر في سلة طموحه ثم ينثر اهدافه على ورق ثم يضع لها اوقات تحقيق ويرتب - 00:07:20ضَ

في جدول يسمونه خطة. وهذا ليس تخطيطا وانما هو تنظيم لما تبعثر من اهداف تحتاج الى ترتيب وتوقيت. التنظيم يا صديقي تجيب على سؤال ماذا ومتى وكيف؟ اما التخطيط فيجيب على سؤال لماذا؟ وجواب لماذا؟ هو الدوافع والغايات والقيم - 00:07:40ضَ

والاتجاه. اريد ان اقرأ ساعة يوميا من كتاب كذا. هذا تنظيم. ولكن الاجابة على سؤال لماذا تريد ان تقرأ؟ يشكل اول ملامح الخطة. لماذا تريد ان تقرأ يوجه البوصلة تجاه الغايات والدوافع ويحفر في تربة القيم ويجعلك تختار الاهداف النابعة - 00:08:00ضَ

من داخلك وليس الاهداف المقلدة. كثير من الذين يخططون لا يستمرون. لانها ليست خططهم اصلا. هي خطط مستعارة وجدوها في معلنة او في سيرة لشخصية معتبرة بل تطور الامر لان يكون هناك قوائم للاهداف وبنوك للامنيات ومنيو للطموحات - 00:08:20ضَ

والصق وعش حياة غيرك. لذلك الكثير من الناس لا يبدأون في التخطيط واذا بدأوا لا يستمرون. واذا استمروا لا يستمتعون لتحقيق هذه الاهداف لانها اصلا ليست اهدافه التنظيم يا كرام نتيجته ترتيب الاولويات وحفظ الاوقات وقياس التقدم والانجاز في يومك واسبوعك وشهرك وعامك. اما التخطيط - 00:08:40ضَ

نتيجته الانسجام في الحياة والاتساق مع الذات وتزكيتها وتهذيبها. لان الاهداف التي اخترتها متوافقة مع قيمي وظروفي ونقصي وقدراتي وليست مقلدة ولا مستعارة. فالتخطيط ينطلق منك وبك ولك واليك. بعد توفيق الله سبحانه والاهداف - 00:09:03ضَ

التي لا تقبل الانحراف هي تلك التي اخرجتها من بئر الذات وسقيت بها ارض عاداتك ومهاراتك حتى خرجت اشجار انجازك فاستظللت انتبه بقية حياتك. التخطيط يا صديقي رسم. والرسم لا يمكن ان يطابق الحقيقة. فاستمتع بالرسم ولكن لا تصدق اللوحة - 00:09:23ضَ

وحتى لا يكون التخطيط توريط اجعله موجه ولا تجعله مواجهة واجعله حافز للبدء ولا تجعله حاجز عن البدء واجعل سلم ولا تجعله قيد واجعله في الرحلة صديق ولا تجعله هو الطريق واجعله خارطة ولا تجعله فتوى واجعله انيس - 00:09:43ضَ

ولا ترفعه منزلة التقديس. واجعله جزرة ولا تجعله سوط تجلد به فتور نفسك. وخلاصة هذا المحور ان التخطيط بلا تأثر وتعمق ودراسة للواقع والمأمول. مع توثيق وتحقيق ومرونة بلا تدقيق. وسؤال الله الهداية والتوفيق هو نظارة مستعارة - 00:10:03ضَ

منظرها جميل ولكن المشهد من خلالها لا يحتمل ثالثا انماط الناس في التخطيط. منهم الاجمالي اللي يحب الاختصار والاختزال ويكره الالتزام ويتوه في التفاصيل. ومنهم التفصيل الذي يحب التدقيق والتوثيق والانضباط والجداول والمواعيد والتنظيم ويشعر انه بدونها يعيش في - 00:10:23ضَ

الاجمالي التخطيط بالنسبة له قيد بدونه يجد البركة. والتفصيلي التخطيط بالنسبة له عكاز بدونه لا يستطيع الحركة فلا نلزم الناس وكل الناس بنمط واحد للانجاز من خلال التسجيل والتنظيم والتخطيط والجدولة لان الاجمالي هنا سيصاب - 00:10:49ضَ

الاحباط والتفصيلي ربما يصاب بلوثة الكمال وجلد الذات اذا لم يستطع القيام بالمطلوب كما هو مكتوب. رابعا لا بد يخطط الانسان وفق مرحلته التي يعيشها وظروفه التي يتعايش معها. فلكل انسان محطات توقف ونقاط تحول تعترض - 00:11:09ضَ

فمن الناس من يعيش مرحلة القطار ومنهم من يعيش مرحلة السفينة. مرحلة القطار هناك سكة يمشي عليها ومواعيد ملزمة بها ومحطات توقف لا يستطيع تجاوزها. مثل الطالب الجامعي هناك مواعيد لمحاضراته ومواعيد لاختباراته واوقات بدء الدراسة واوقات لنهاية - 00:11:29ضَ

ودرجات لا بد ان يحققها ومشاريع او واجبات لا بد ان ينجزها. وله موعد تخرج فهناك موعد انطلاق وموعد انتهاء ومحطات توقف فخياراته محدودة وليس له سوى ركوب السكة والانتظام في الخطة. مرحلة السفينة فيها الحياة اكثر مرونة والمنظر اكثر - 00:11:49ضَ

اتساعا الحركة تكون فيها بموجب اتجاه الرياح وقوة الموج وصفاوة الجو. فالمتخرج او الموظف مثلا حياته اكثر تنوعا من الطالب والفرص من حوله تبتعد وتقترب وتضيق وتتسع وقد يسير خلف هدف ما فتعترظ حياته فرصة انسب فيحرص - 00:12:09ضَ

المسار باتجاهها هنا استراتيجية السفينة انسب حيث القدرة على تغيير المسار. فنحن نعرف ماذا نريد؟ واين وجهتنا؟ ولكننا لسنا ملزمين باتجاه محدد ولا بطريق موحد. اما القطار فلا يستطيع التوقف لمثل هذه الفرص العارضة. ولو توقف لتعطلت بقية - 00:12:29ضَ

محطات في طريق رحلة صاحب السفينة يستخدم البوصلة لانها تنظم اتجاهاته وصاحب القطار يستخدم الساعة لانها تنظم يومياته. ولذلك الاصل ان يعيش الانسان حياة السفينة. يعرف غاياته الكبرى واين وجهته؟ ومتى يتوقف ليستمتع بالمناظر من حوله؟ ومتى - 00:12:49ضَ

لا يجدف بسرعة ومتى يفرد اشرعته لينطلق مع هواء الخيارات من حوله. ولكنه ايضا يتحول الى قطار اذا دخل في مشروع معين او اراد ان ينجز عملا او كل اليه او تسديد مديونية عليه. والحكيم من يوفقه الله عز وجل لمعرفة متى يركب السفينة ومتى - 00:13:09ضَ

يستقل القطار ختاما من كانت خطته نابعة عن قيمه وهي اصيلة غير مقلدة وهو محب للتفاصيل ويعيش مرحلة القطار فالتدوين والتوثيق والاجندة والجداول خير صحبة يقضي معها يومياته. اما من كانت خططه مستعارة وركب موظة وموجة التخطيط. تقليدا لا يقينا وهو - 00:13:29ضَ

لا يحب التفاصيل ويعيش حياة السفينة في الاجندة والخطط والمواعيد الدقيقة لن تكون له صديقة. اخيرا يا صديقي الحياة اكثر تعقيدا اذا والاحتمالات اكثر من التنبؤ بها والاستعداد لها. والاقدار هي سر الله في خلقه. فاسأل الله الهداية والسداد. فقد قال - 00:13:50ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه وهو شاب في مقتبل عمره قال له قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك وبالسداد سداد السهم. فالهداية معناها يا رب دلني اي طريق اسلك؟ والسداد معناها يا رب اعني - 00:14:10ضَ

نهاية ذلك الطريق. فاكثر من هذا الدعاء عند التخطيط ولا تركن الى حولك وقوتك وقدرتك. فالهادي سبحانه ليس رب الاغبياء والبسطاء والضعفاء. بل هو ايضا هادي الاذكياء والاقوياء والعلماء. فكلنا تائهون لولا هداية الله فان حصلت على ما - 00:14:30ضَ

تريد فاحمد الله واطلبه المزيد وقل الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وان لم تحصل على ما تريد فتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا. فاذا لم تصب ما تريد فانت على الاقل اقتربت منه. فان جمعت عند التخطيط سؤال - 00:14:50ضَ

الهداية والسداد، وصليت ركعتين، وقلت بعدها دعاء الاستخارة فاعلم انك على خير. ففي دعاء الاستخارة قد سألت الله ان لك ما تريد او يصرفه عنك ويرضيك بغيره. فاي خطة احكم من ذلك. فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز - 00:15:10ضَ

ولا تتبع الهوى ثم تتتمنى على الله الاماني حتى لا تكون ممن اغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان امره شروط لا يجتمع امره ولا ينتظم يومه ولا يتحقق مراده. وقبل الوداع يا صديقي تأكد ان من الجميل كتابة - 00:15:30ضَ

خطة لمستقبلك في الدنيا واجمل منه واحكم ان تكتب وصيتك. فهي خطتك لمستقبلك في الاخرة الله - 00:15:50ضَ