سلسلة سياسة الخطاب.. محطاتٌ في فقه الطرح المنبري
التدرج || محمد بن محمد الأسطل || سياسة الخطاب.. محطاتٌ في فقه الطرح المنبري || الحلقة (2)
Transcription
تفقه في بساتين وافق بسياسة الخطب الدواني. وكن سمحا ترى ترك الناس خيرا. غماما فوق اروقة المكان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد اهلا وسهلا ومرحبا باخواني الكرام - 00:00:00ضَ
في هذه السلسلة المرئية التي تهم الخطباء والمربين والمدرسين وكل من وقف بباب الامر والنهي والتبليغ وهي بعنوان سياسة الخطاب وما محطة جديدة من محطات فقه الطرح المنبري وحلقة اليوم بعنوان التدرج - 00:00:49ضَ
الكلام الذي يطرحه المحاضر او الخطيب اذا كان من المساحة المحسومة شرعا امرا ونهيا فهذا لابد ان يبلغ ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة لكن اذا كان الكلام ثقيلا او شاقا على الناس او ان الحرام اصبح ثقافة رائجة بخصوص معصية بعينها او معاصي بعينها - 00:01:13ضَ
حتى نشأ عليها الصغير وهرم عليها الكبير وعلم الخطيب او المحاضر ان الناس لن تستجيب له وربما ثارت عليه فهذا له خطاب اخر يأتي في السلسلة في موضعه باذن الله تعالى - 00:01:42ضَ
مادة هذه الحلقة تتكلم عما فيه اتساع من الفضائل والاداب هناك من الواجبات ما هو واجب في اصله وقد يكون نفلا في وصفه. يعني صلة الرحم امر واجب لكن لها درجات لها - 00:01:58ضَ
اعلى ولها حد ادنى. هذه المساحة التي فيها اتساع كيف نتعامل معها؟ هنا من فقه الطرح ان نتمثل الناس وتفاوت احوالهم كاننا في سفح جبل والاسلام ومقرراته ومكرماته في القمة - 00:02:17ضَ
ويريد هذا الخطيب او المدرس ان ينقل الناس من السفح الى القمة. بعض الناس في القاع بعض الناس في اول السفح بعض في وسطه بعضهم الى اعلى. بعضهم يكون قريبا من التمام - 00:02:37ضَ
كيف يتعامل اذا الاصل الا ترفعن احدا الا درجة. يعني الخطاب ينبغي ان يرفع الناس لبناء الايمان طبقيا درجة درجة لبنة لبنة. يمكن يعني ان يكون هناك زيادة ان ترفع الناس درجتين وثلاث - 00:02:54ضَ
مثلا في المواسم الفاضلة في رمضان خاصة في العشر الاواخر خاصة للمعتكفين خاصة في الايام الاول من ذي الحجة اذا استشهد احد الشهداء وتحركت النفوس له مات احد العلماء او غير ذلك في هذه المناسبات يمكن ان ترفع السقف يعني قليلا - 00:03:14ضَ
اه بحيث يمكن للناس ان يفعلوه اذا صفوة هذه الفكرة انك تبني الايمان. يعني وظيفة الخطيب انه يعرف كيف يراكم البنى المعرفية والبنا الايمانية. وكيف يبني الايمان لبنة لبنة في النفوس. اما - 00:03:36ضَ
اذا خاطبنا من في السفح ومن في القاع؟ باحوال من بلغ القمة فان هذا في ظاهره يدعو الى التحريض. لكن في حقيقته يحبط وربما يشعر بعض الناس باليأس وانه لا مجال ان نصل الى القمة الى هؤلاء الائمة العظام الذين بلغوا ما بلغوا وربما - 00:03:57ضَ
وصل الامر في بعض الاحيان الى لغة تشكيك. يعني اضرب مثالا. بعض الخطباء اذا اراد ان يعظ الناس بتلاوة القرآن الكريم يأتي بمثال الامام الشافعي انه كان يقرأ ستين ختمة في رمضان - 00:04:19ضَ
بعض الناس كان اذا خرج من الدرس يبدأ يحسب مدة تلاوة الجزء ويقسم على عدد ساعات اليوم والليلة ليصل هل هذا الامر متصور او لا قبل ان نعطي الرأي وقد اتضح في ضوء ما تقدم - 00:04:36ضَ
لكن حتى نشخص المشهد. الامام الشافعي من افراد الدهر يعني هو شخصية متميزة من ضمن الشخصيات المحورية في التاريخ الاسلامي نحن نتكلم اذا عن شخصية خاصة يذكرون ايضا انه كان يقرأ ثلاثين ختمة في غير رمضان - 00:04:54ضَ
اذا هو اصلا دخل رمضان يعني مستوا ايماني حافظ عليه كان هذا الرجل يقرأ بنظام العرض السريع من غير شك وهذا الكلام في رمضان والذي يعود الى الرواية يعلم انه خرج من القاهرة الى الاسكندرية مرابطا على ثغرها وكان يجلس على شاطئ البحر ويبدأ في التلاوة - 00:05:13ضَ
اذا هو في تفرغ تام وهو امام وله عادة والعادة هنا ركن. يعني ارتياض اللسان على طول التلاوة هذا يحتاج الى تعب ويحتاج الى مدة فاذا ذكرنا بركة الزمان رمضان والتفرغ التام وهو في رباط ليس يعني في اعماله - 00:05:40ضَ
وله عادة سابقة هذه الظروف التي احتفت بهذا الخبر اذا جئت تنقد هذه الموعظة الى عوام الخلف الذين لا يقرأون القرآن اه من جهة الكفر ربما يقرأ الواحد منهم جزءا واحدا وربما لا يقرأ يعني الا صفحات وربما لا يقرأ اصلا صار التصور عندنا - 00:06:03ضَ
اننا نعظ عوام الخلف بخصوصيات آآ خواص السلف فهذا الامر لا يمكن هذا الامر يدعو الى الاحباط حتى الذي يتكلم لا يقدر ان يلتزم بهذا الذي يتكلم به ايها الاخوة - 00:06:26ضَ
لكن الفقه هنا ان تطرح فقها واقعيا. يعني انا اعرف شخصا صديقا له اكثر من ثلاثين سنة فيما احسب يقرأ يوميا جزئين من القرآن عن ظهر قلب. هو حفظ القرآن في سن صغيرة - 00:06:45ضَ
واتقنه وهو راسخ في صدره عند صلاة الفجر يكون قد انتهى من الجزئين يجعل بعضه في صلاة الليل وبعضه ربما بين الاذان والاقامة يختم جمعة بعد جمعة واذا بقي عليه شيء يجمع نفسه - 00:07:02ضَ
ويقوم بتتمته لتكون له ختمتان في كل اسبوعين. لتكون له ختمتان في كل شهر وهذا الرجل من اكثر الناس اعباء ويتقلد عدة مسؤوليات وهذا حاله ايها الاخوة هذا المثال وهو رجل يقرأ جزئين - 00:07:21ضَ
يؤثر في المستمع اكثر من مثال الامام الشافعي الذي يختم ستين ختمة في الشهر. لماذا؟ انت تخاطب الناس برجل اتحد ظرفه مع ظرفهم وصل الى الله عز وجل في نفس الظروف. في نفس الاحوال - 00:07:42ضَ
وربما كان اكثر انشغالا منه زانوا بفقه هدا فاهتدى اه فهك المعاني والسؤددان قبل سنوات بعيدة كان هناك احد الاخوة بيني وبينه عمل وسرنا يعني نهيئ وقتا لنقوم به. فاتفقنا ان نسهر ليلة وان نتم هذا العمل - 00:08:00ضَ
فذهبت الى بيته في تمام الساعة الثالثة ليلا فوجئت ان اباه جاء يسلم علي. ثم جاء اخوه الثاني ثم اخوه الثالث وهكذا فسلمت عليهم وجلسنا سويا وقلت لأخي شوف يعني اكثر اهلك حضروا قال والله هذه عادتنا نحن في الساعة الثالثة - 00:08:41ضَ
يستيقظ البيت لا يمكن ان يبقى احد نائما رجالا ونساء كبارا وصغارا كل يحرص على ورده من القيام ويقرأ يعني ورده من القرآن في هذا الوقت ولا تجد نائما ابدا - 00:09:11ضَ
اذا هذا المثال مع اناس يعيشون بيننا وصلوا الى الله عز وجل عائلات باكملها هو اوقع من الامثلة اوقع مثلا من مثال ابي حنيفة الذي كان يعني لا ينام الليل اصلا - 00:09:26ضَ
لذلك على يعني المتكلم ان ينتبه الى يعني الفقه الذي يخاطب به الناس. مثلا انت الان جئت الى قوم لا يقرأون القرآن او يقلون من قراءته. الخطاب المناسب في ظني - 00:09:42ضَ
ان تقول لهم يكفي ان تقرأ خمس عشرة صفحة. يعني في اليوم والليلة يعني استنادا الى حديث الترمذي في الحديث الذي فيه جزء ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لابن عمر - 00:09:57ضَ
اقرأوا القرآن في اربعين بل قد تخاطب قوما تقول لهم اقرأ خمس صفحات يعني ينبغي الانسان ان يقدر الفئة التي يجلس اليها حتى لا نقع في المبالغة لكن بعد ذلك الخطيب والمدرس والمربي يبني الايمان بناء تراكميا حتى يصل باذن الله سبحانه وتعالى. الامامة ممكنة - 00:10:12ضَ
الوصول الى القمة ممكن النبي عليه الصلاة والسلام اخذ اناسا من القاع واوصلهم الى القمة في عشرين عاما في نحو عشرين سنة كان قد جعل آآ جيل الصحابة جعل اصحابه افضل انموذج انساني في التاريخ - 00:10:35ضَ
وهم ائمة الدنيا مصابيح الدجى رضوان الله تعالى عليهم لو جاء وهذا طبعا احد الاسرار التي فسر العلماء بها مجيء الرسالة للعرب الاميين الوثنيين في جزيرة العرب في الصحراء لو جاءت البعثة في اليهود والنصارى ربما توهم بعض الناس - 00:10:55ضَ
ان الايمان وان الامامة تحتاج الى مؤهلات سابقة. هؤلاء يعني افترض انهم في وسط السفح من الجبل عندهم كتاب يعرفون القراءة والكتابة وكانوا افضل اهل زمان في محطة من المحطات كما اخبر القرآن الكريم - 00:11:19ضَ
الان اذا جئنا الى بعض الناس ربما توهم انه يشترط الا يكون اميا وان يكون من اهل كتاب. لكن جاء القرآن في امة امية جاهلية وثنية في القاء وان كان عندها بعض الفضائل والاداب - 00:11:38ضَ
ونقلها الى القمة فهذا امر ممكن. اذا لا ينبغي ان يعني ان نرفع السعر وان نرفع الشكل الذي به الناس لاننا نفقد الاقتداء والاستنان وهذا يحصل ايها الاخوة مع يعني استدعاء اخبار الشهداء. يعني احد الشهداء مثلا اذا رحل الى الله عز وجل وجاء من يتكلم - 00:11:55ضَ
ينظر الى مجمل حياته يختار افضل موقف في الكرم. والصدقة وقيام الليل والرباط وطلب العلم وتلاوة القرآن والجود والعفو. اذا جاء الخطيب او المحاضر والصق هذه المشاهد ببعضها حتى صارت في شكل واحد - 00:12:19ضَ
تلقائيا المستمع يقول هذا اصبح من الصحابة وهذا لا يمكن ان نصل اليه ابدا. وعند ذلك ما يزال المتكلم يرفعه الى السماء الى الثريا والمستمع ما زال في الثروة يقول لا يمكن ان اصل الى هذا. فصار هذا كالتحفة التي تعجب من يراها لكن لا يصل احد اليها - 00:12:41ضَ
ووظيفة الخطيب ان يقنع الناس انه بامكانهم ان يصلوا الى ما وصل اليه هؤلاء. لاننا اذا عدنا الى السيرة التي ذكرت هذه كانت موجودة في سنوات فرقت في احداث في مواسم ولم تكن نهجا يوميا ولو كان فهذا امر يعد قليلا في البشر. حتى ان بعض - 00:13:03ضَ
العلماء اذا ذكرنا التلاوة التي تقدمت كان يفسرها من باب الكرامات انها من الامر الخارق للعادة ولا يجري على معتاد الناس ولا يكون قدوة لغيرهم ايها الاخوة. اذا المقصود من هذه الحلقة - 00:13:23ضَ
ان المتكلم والمبلغ لامر الله عز وجل ينبغي ان يكون فقيها في اه كيف يرفع الناس درجة درجة؟ وكيف يبني الايمان عقيدة وشريعة واخلاقا؟ اسأل الله جل وعلا ان يفتح عليكم بما فتح به على عباده الصالحين. والحمد لله رب العالمين - 00:13:39ضَ
- 00:14:05ضَ