بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في تفسير القرآن الاية التاسع والثلاثون - 00:00:00
ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة. ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ذلك الذي وضحناه من الاوامر والنواهي والاحكام من الحكمة التي اوحاها اليك ربك - 00:00:27
ولا تتخذ ايها الانسان مع الله معبودا اخر فترمى في جهنم يوم القيامة ملوما تلومك نفسك ويلومك الناس مطرودا عن كل خير قوله تعالى ذلك مما اوحى اليك ربك بذي الحكمة - 00:00:56
اي هذه الاحكام والاوامر والنواهي التي تضمنتها الايات الماضية مما اوحى اليك ربك يا محمد من الحكمة لتعمل بها وتدعو الناس اليها وربنا جل جلاله يقول يؤتي الحكمة من يشاء - 00:01:22
ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ولذلك على الانسان ان يطلب الحكمة وان يريد الحكمة فهي شيء محكم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق - 00:01:46
فالانسان يقرأ القرآن ويقرأ السنة النبوية ويتخلق باخلاق القرآن وبهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم لوما مدحورا اي ولا تجعل مع الله معبودا غيره - 00:02:02
فترمى في جهنم ملوما تلومك نفسك ويلومك الخلق مبعدا مطرودا من رحمة الله سبحانه وتعالى والمسلم حينما يتدبر الايات تقوده الايات الى الاخذ بمحاسن الكمالات فالحكمة هي الامر بمحاسن الاعمال ومكارم الاخلاق - 00:02:23
والنهي عن اراد الاخلاق واسوء الاعمال وهذه الاعمال المذكورة في هذه الايات السابقة من الحكمة العالية التي اوحاها رب العالمين لسيد المرسلين في اشرف الكتب ليأمر بها افضل الامم فهي من الحكمة - 00:02:52
التي من من اوتيها فقد اوتي خيرا كثيرا فينبغي على الانسان ان لا يفرط ابدا الاية الاربعون افاشفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما يا من تدعون ان الملائكة بنات الله - 00:03:19
افختصكم ربكم ايها المشركون بالذكور من الاولاد واتخذ لنفسه الملائكة بنات تعالى الله عما تقولون انكم لتقولون على الله سبحانه قولا بالغ القبح حيث تنسبون له الولد وتزعمون ان له البنات - 00:03:56
امعانا في الكفر عياذا بالله اذا ربنا يقول افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا بمعنى افخصكم ربكم ايها المشركون بالذكور من الاولاد فلم يجعل لنفسه نصيبا منهم وجعل الملائكة بنات له كما تزعمون - 00:04:23
والحال انكم لا ترضون البنات لانفسكم فهذا خلاف المعقول والمعهود المتعارف عليه. فان السادة لا يؤثرون عبيدهم بافضل الاشياء. ويتخذون لانفسهم ادوامها ولذلك جاء الرد عليهم انكم لتقولون قولا عظيما - 00:04:52
اي انكم ايها المشركون لتقولون على الله قولا عظيما بافترائكم ان الملائكة بناتهم الاية الحادية والاربعون ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم الا نفورا ولقد اوضحنا في هذا القرآن الاحكام - 00:05:16
والمواعظ والامثال ليتعظ بها الناس في سلك ما ينفعهم ويتركوا ما يضرهم والحال ان بعضهم ممن انتكست فطرتهم لم يزدد بذلك الا بعدا عن الحق وكراهية له ربنا يقول ولقد صرفنا في هذا القرآن ليدكروا وما يزيدهم الا نثورا - 00:05:45
اي ولقد بينا ونوعنا واكثرنا في هذا القرآن العبر والمواعظ والحجب والامثال والحجج والادلة ليتذكروا وليتعظوا لكن ما هو الحال؟ وما يزيد الظالمين هذا التصريف والتذكير بايات القرآن الا ذهابا وهربا من الحق - 00:06:19
وتباعدا عن الايمان وغفلة عن النظر والاعتبار وهنا التصريف كناية عن التبيين بمختلف البيان ومتنوعه. ولذا تجد ضرب الامثال متنوع وسيد العبر والقصص والاحكام كل هذي الاشياء فيها عبرة لمن اعتبر - 00:06:48
الاية الثانية والاربعون قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا اللبت واو الى ذي العرش سبيلا اه قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين لو كان مع الله تعالى معبودات كما يقولون افتراء وكذبا - 00:07:13
اذا لطلبت تلك المعبودات المزعومة الى الله ذي العرش طريقا لتغالبه على ملكه وتنازعه فيه قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. اي قل يا محمد - 00:07:38
لو كان مع الله معبودات من سواه كما يزعم المشركون اذا لطلبت تلك المعبودات المزعومة التقرب الى الله ونيل رضاه بعبادته. لاعترافهم بفضله وعلمهم بقدرته وعجزهم فكيف تعبدونهم من دونه والحالة هذه - 00:08:00
وهذا هو التسيير المختار لهذه الاية الكريمة الاية الثالثة والاربعون سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا تنزه الله سبحانه وتقدس عما يصفه به المشركون. وتعالى عما يقولون علوا كبيرا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. اي تنزيها لله عما لا يليق بعظمته - 00:08:24
وتعالى علوا كبيرا عما يقول المشركون من الكذب عليه كنسبة الولد والشريك اليه الاية الرابعة والاربعون تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. انه - 00:09:03
انا حليما غفورا تسبح لله السماوات وتسبح لله الارض وتسبح لله من في السماوات والارض من المخلوقات وما من شيء الا ينزهه قارنا تنزيهه اياه بالثناء ولكن لا تفهمون كيفية تسبيحهم - 00:09:38
فانتم لا تفهمون الا تسبيح من يسبح بلسانكم انه تعالى كان حليما لا يعاجل بالعقوبة غفورا لمن تاب اليه اذا ربنا يقول تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن اي تسبح لله السماوات السبع والارض ومن فيهن من الملائكة والانس والجن وجميع المخلوقات - 00:10:06
فتنزهه عما لا يليق به وان من شيء الا يسبح بحمده اي وما من شيء من المخلوقات الا يسبح بحمد الله تعالى فينزهه تنزيها مقرونا بوصفه بصفات الكمال مع محبته - 00:10:42
وتعظيمه عز وجل ولكن لا تفقهون تسبيههم اي ولكن لا تعلمون ايها الناس تسبيح المخلوقات لانها على غير لغتكم انه كان حليما غفورا اي ان الله كان حليما فلا يعاجل بالعقوبة من يكفر به ويعصيه - 00:11:02
غفورا لمن تاب من عباده فيستر ذنوبهم ويتجاوز عن مؤاخذتهم بها وهنا تنبيه ايها المسلم في قوله انه كان حليما غفورا تنبيه لانه لما كان الغالب على احوال البشر ان حليمهم اذا غضب لا يغفر وان عفا كان عفوه مكدرا - 00:11:32
قال تعالى حليما غفورا. مشيرا بصيغة المبالغة الى انه على غير ذلك يعني ترغيبا في التوبة وترغيبا بان نتحلى باعظم الصفات وهكذا الانسان يقرأ القرآن فيتخلق باعظم الصفات الاية الخامسة والاربعون - 00:11:59
واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا واذا قرأت ايها الرسول القرآن فسمعوا ما فيه من الزواجر والمواعظ جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون في يوم القيامة حجابا ساترا - 00:12:22
يمنعهم من فهم القرآن عقابا لهم على اعراضهم وتأمل هذه العقوبة لان الانسان يقرأ الايات فحينما يجد عقوبة يحذر هذه هذا الذنب ويحذر هذه المعصية حتى ولو كانت الاية نازلة في الكافرين لان الايات النازلة في الكافرين ايضا فيها موعظة للمؤمنين - 00:12:49
واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ايوه اذا شرعت يا محمد في قراءة القرآن فسمعه مشركوا قومك الذين لا يصدقون من بعد ولا يقرون بالثواب والعقاب جعلنا بينك وبينهم حجابا مستورا عن الاعين - 00:13:17
لا يرى يمنعهم من فهم القرآن وتدبره والانتفاع به ويحول بينهم وبين الايمان به. ولذلك المعاصي تحجب الانسان عن فهم القرآن الاية السادسة والاربعون وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوا هو فيه اذانهم وقرا - 00:13:42
واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو على ادبارهم نفورا وصيرنا على قلوبهم اغطية حتى لا يفهم القرآن وسيرنا في اذانهم ثقلا حتى لا يسمعوه سماع انتفاع واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولم تذكر الهته المزعومة رجعوا على اعقابهم - 00:14:12
متباعدين عن اخلاص التوحيد لله اذا ربنا يقول وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوا اي وجعلنا على قلوب هؤلاء الذين لا يؤمنون بالاخرة اغشية واغطية تحجبها كراهة ان يفهموا معاني القرآن. فهما ينتفعون به - 00:14:43
وفي اذانهم وقرا. اي وجعلنا في اذان المشركين صمما وثقلا يمنعهم من سماع القرآن سماع قبول له وانتفاع به واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا. اي واذا وحدت ربك يا محمد في تلاوتك للقرآن - 00:15:11
فقلت لا اله الا الله وانت تتلوه اعرض المشركون عنك نافرين مستكبرين عن توحيد الله من شدة كراهيتهم لهذا الحق ومحبتهم لما هم عليه من الباطل عياذا بالله الاية السابعة والاربعون - 00:15:35
نحن اعلم بما يستمعون به اذ يستمعون اليك واذ هم نجوا اذ يقول قولوا الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا نحن اعلم بطريقة استماع رؤسائهم للقرآن فهم لا يريدون الاهتداء به بل يريدون الاستخفاف واللغو عند قرائتك - 00:15:57
ونحن اعلم بما يتناجون به من التكذيب والصد عنه حين يقول هؤلاء الظالمون لانفسهم بالكفر لا تتبعون ايها الناس الا رجلا مسحورا اختلط عقله اذا تأمل الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. وتأمل الحكمة في عقاب من يستحق العقاب. فربنا يقول نحن اعلم بما يستمعون - 00:16:30
به اذ يستمعون اليك. اي نحن اعلم يا محمد باستهزاء المشركين واستخفافهم بالقرآن وتكثيرهم به وقت استماعهم اليك وانت تتلوه واذ هم نجوى اي ونحن اعلم يا محمد بما يتناجى به مشركو قومك في امرك - 00:17:01
ويسار بعضهم بعضا بفعلك اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا اي حين يقول المشركون وهم يتناجون فيما بينهم ما تتبعون ان اتبعتم محمدا الا رجلا مغلوبا على عقله بالسحر - 00:17:23
يهدي بكلام ولا يدري ما يقول الاية الثامنة والاربعون انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا. تأمل ايها لتعجب مما وصفوك به من صفات مذمومة مختلفة فانحرفوا عن الحق - 00:17:44
وحاروا فلم يهتدوا الى طريق الحق انظر كيف ظربوا لك الامثال. اي انظر يا محمد متعجبا كيف مثل لك المشركون الامثال الباطلة وشبهوا لك الاشباه فشبهوك بالمسحور وقالوا عنك شاعر وقالوا عنك مجنون وقالوا عنك ساحر وقالوا عنك كذاب - 00:18:12
فربنا يقول انظر كيف ظربوا لك الامثال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا اي فظل المشركون عن طريق الحق بظرب الامثال الباطلة المتناقظة لك يا محمد وتحيروا فلم يقدروا ان يسلكوا طريقا يخرجهم من هذا الضلال - 00:18:39
ويوصلهم الى الحق الاية التاسعة والاربعون وقالوا ائذا كنا عظمه ورفاتا ائنا لمبعوثون كن جديدا وقال المشركون انكارا للبعث فاذا متنا وصرنا عظاما وبليت اجسامنا انبعث بعثا جديدا؟ ان هذا لمستحيل - 00:19:01
وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا اي وقال هؤلاء المشركون لا يؤمنون بالاخرة انكارا للبعث يوم القيامة ائذا صرنا عظاما وترابا وقد بليت اجسادنا في قبورنا فهل يبعثنا الله احياء من جديد كما كنا قبل موتنا؟ هذا امر محال لا يمكن وقوعه - 00:19:35
من فوائد الايات الزعم بان الملائكة بنات الله افتراء كبير وقول عظيم الاثم عند الله اكثر الناس لا تزيدهم الايات الا نفورا لبغضهم للحق ومحبتهم ما كانوا عليه من الباطل - 00:20:07
ما من مخلوق في السماوات والارض الا يسبح بحمد الله تعالى. فينبغي للعبد الا تسبقه المخلوقات بالتسبيح من حلم الله على عباده انه لا يعادلهم بالعقوبة على غفلتهم وسوء صنيعهم. فرحمته سبقت غضبه - 00:20:31
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:52
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في تفسير القرآن الاية التاسع والثلاثون - 00:00:00
ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة. ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ذلك الذي وضحناه من الاوامر والنواهي والاحكام من الحكمة التي اوحاها اليك ربك - 00:00:27
ولا تتخذ ايها الانسان مع الله معبودا اخر فترمى في جهنم يوم القيامة ملوما تلومك نفسك ويلومك الناس مطرودا عن كل خير قوله تعالى ذلك مما اوحى اليك ربك بذي الحكمة - 00:00:56
اي هذه الاحكام والاوامر والنواهي التي تضمنتها الايات الماضية مما اوحى اليك ربك يا محمد من الحكمة لتعمل بها وتدعو الناس اليها وربنا جل جلاله يقول يؤتي الحكمة من يشاء - 00:01:22
ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ولذلك على الانسان ان يطلب الحكمة وان يريد الحكمة فهي شيء محكم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق - 00:01:46
فالانسان يقرأ القرآن ويقرأ السنة النبوية ويتخلق باخلاق القرآن وبهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم لوما مدحورا اي ولا تجعل مع الله معبودا غيره - 00:02:02
فترمى في جهنم ملوما تلومك نفسك ويلومك الخلق مبعدا مطرودا من رحمة الله سبحانه وتعالى والمسلم حينما يتدبر الايات تقوده الايات الى الاخذ بمحاسن الكمالات فالحكمة هي الامر بمحاسن الاعمال ومكارم الاخلاق - 00:02:23
والنهي عن اراد الاخلاق واسوء الاعمال وهذه الاعمال المذكورة في هذه الايات السابقة من الحكمة العالية التي اوحاها رب العالمين لسيد المرسلين في اشرف الكتب ليأمر بها افضل الامم فهي من الحكمة - 00:02:52
التي من من اوتيها فقد اوتي خيرا كثيرا فينبغي على الانسان ان لا يفرط ابدا الاية الاربعون افاشفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما يا من تدعون ان الملائكة بنات الله - 00:03:19
افختصكم ربكم ايها المشركون بالذكور من الاولاد واتخذ لنفسه الملائكة بنات تعالى الله عما تقولون انكم لتقولون على الله سبحانه قولا بالغ القبح حيث تنسبون له الولد وتزعمون ان له البنات - 00:03:56
امعانا في الكفر عياذا بالله اذا ربنا يقول افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا بمعنى افخصكم ربكم ايها المشركون بالذكور من الاولاد فلم يجعل لنفسه نصيبا منهم وجعل الملائكة بنات له كما تزعمون - 00:04:23
والحال انكم لا ترضون البنات لانفسكم فهذا خلاف المعقول والمعهود المتعارف عليه. فان السادة لا يؤثرون عبيدهم بافضل الاشياء. ويتخذون لانفسهم ادوامها ولذلك جاء الرد عليهم انكم لتقولون قولا عظيما - 00:04:52
اي انكم ايها المشركون لتقولون على الله قولا عظيما بافترائكم ان الملائكة بناتهم الاية الحادية والاربعون ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم الا نفورا ولقد اوضحنا في هذا القرآن الاحكام - 00:05:16
والمواعظ والامثال ليتعظ بها الناس في سلك ما ينفعهم ويتركوا ما يضرهم والحال ان بعضهم ممن انتكست فطرتهم لم يزدد بذلك الا بعدا عن الحق وكراهية له ربنا يقول ولقد صرفنا في هذا القرآن ليدكروا وما يزيدهم الا نثورا - 00:05:45
اي ولقد بينا ونوعنا واكثرنا في هذا القرآن العبر والمواعظ والحجب والامثال والحجج والادلة ليتذكروا وليتعظوا لكن ما هو الحال؟ وما يزيد الظالمين هذا التصريف والتذكير بايات القرآن الا ذهابا وهربا من الحق - 00:06:19
وتباعدا عن الايمان وغفلة عن النظر والاعتبار وهنا التصريف كناية عن التبيين بمختلف البيان ومتنوعه. ولذا تجد ضرب الامثال متنوع وسيد العبر والقصص والاحكام كل هذي الاشياء فيها عبرة لمن اعتبر - 00:06:48
الاية الثانية والاربعون قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا اللبت واو الى ذي العرش سبيلا اه قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين لو كان مع الله تعالى معبودات كما يقولون افتراء وكذبا - 00:07:13
اذا لطلبت تلك المعبودات المزعومة الى الله ذي العرش طريقا لتغالبه على ملكه وتنازعه فيه قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. اي قل يا محمد - 00:07:38
لو كان مع الله معبودات من سواه كما يزعم المشركون اذا لطلبت تلك المعبودات المزعومة التقرب الى الله ونيل رضاه بعبادته. لاعترافهم بفضله وعلمهم بقدرته وعجزهم فكيف تعبدونهم من دونه والحالة هذه - 00:08:00
وهذا هو التسيير المختار لهذه الاية الكريمة الاية الثالثة والاربعون سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا تنزه الله سبحانه وتقدس عما يصفه به المشركون. وتعالى عما يقولون علوا كبيرا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. اي تنزيها لله عما لا يليق بعظمته - 00:08:24
وتعالى علوا كبيرا عما يقول المشركون من الكذب عليه كنسبة الولد والشريك اليه الاية الرابعة والاربعون تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. انه - 00:09:03
انا حليما غفورا تسبح لله السماوات وتسبح لله الارض وتسبح لله من في السماوات والارض من المخلوقات وما من شيء الا ينزهه قارنا تنزيهه اياه بالثناء ولكن لا تفهمون كيفية تسبيحهم - 00:09:38
فانتم لا تفهمون الا تسبيح من يسبح بلسانكم انه تعالى كان حليما لا يعاجل بالعقوبة غفورا لمن تاب اليه اذا ربنا يقول تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن اي تسبح لله السماوات السبع والارض ومن فيهن من الملائكة والانس والجن وجميع المخلوقات - 00:10:06
فتنزهه عما لا يليق به وان من شيء الا يسبح بحمده اي وما من شيء من المخلوقات الا يسبح بحمد الله تعالى فينزهه تنزيها مقرونا بوصفه بصفات الكمال مع محبته - 00:10:42
وتعظيمه عز وجل ولكن لا تفقهون تسبيههم اي ولكن لا تعلمون ايها الناس تسبيح المخلوقات لانها على غير لغتكم انه كان حليما غفورا اي ان الله كان حليما فلا يعاجل بالعقوبة من يكفر به ويعصيه - 00:11:02
غفورا لمن تاب من عباده فيستر ذنوبهم ويتجاوز عن مؤاخذتهم بها وهنا تنبيه ايها المسلم في قوله انه كان حليما غفورا تنبيه لانه لما كان الغالب على احوال البشر ان حليمهم اذا غضب لا يغفر وان عفا كان عفوه مكدرا - 00:11:32
قال تعالى حليما غفورا. مشيرا بصيغة المبالغة الى انه على غير ذلك يعني ترغيبا في التوبة وترغيبا بان نتحلى باعظم الصفات وهكذا الانسان يقرأ القرآن فيتخلق باعظم الصفات الاية الخامسة والاربعون - 00:11:59
واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا واذا قرأت ايها الرسول القرآن فسمعوا ما فيه من الزواجر والمواعظ جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون في يوم القيامة حجابا ساترا - 00:12:22
يمنعهم من فهم القرآن عقابا لهم على اعراضهم وتأمل هذه العقوبة لان الانسان يقرأ الايات فحينما يجد عقوبة يحذر هذه هذا الذنب ويحذر هذه المعصية حتى ولو كانت الاية نازلة في الكافرين لان الايات النازلة في الكافرين ايضا فيها موعظة للمؤمنين - 00:12:49
واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ايوه اذا شرعت يا محمد في قراءة القرآن فسمعه مشركوا قومك الذين لا يصدقون من بعد ولا يقرون بالثواب والعقاب جعلنا بينك وبينهم حجابا مستورا عن الاعين - 00:13:17
لا يرى يمنعهم من فهم القرآن وتدبره والانتفاع به ويحول بينهم وبين الايمان به. ولذلك المعاصي تحجب الانسان عن فهم القرآن الاية السادسة والاربعون وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوا هو فيه اذانهم وقرا - 00:13:42
واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو على ادبارهم نفورا وصيرنا على قلوبهم اغطية حتى لا يفهم القرآن وسيرنا في اذانهم ثقلا حتى لا يسمعوه سماع انتفاع واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولم تذكر الهته المزعومة رجعوا على اعقابهم - 00:14:12
متباعدين عن اخلاص التوحيد لله اذا ربنا يقول وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوا اي وجعلنا على قلوب هؤلاء الذين لا يؤمنون بالاخرة اغشية واغطية تحجبها كراهة ان يفهموا معاني القرآن. فهما ينتفعون به - 00:14:43
وفي اذانهم وقرا. اي وجعلنا في اذان المشركين صمما وثقلا يمنعهم من سماع القرآن سماع قبول له وانتفاع به واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا. اي واذا وحدت ربك يا محمد في تلاوتك للقرآن - 00:15:11
فقلت لا اله الا الله وانت تتلوه اعرض المشركون عنك نافرين مستكبرين عن توحيد الله من شدة كراهيتهم لهذا الحق ومحبتهم لما هم عليه من الباطل عياذا بالله الاية السابعة والاربعون - 00:15:35
نحن اعلم بما يستمعون به اذ يستمعون اليك واذ هم نجوا اذ يقول قولوا الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا نحن اعلم بطريقة استماع رؤسائهم للقرآن فهم لا يريدون الاهتداء به بل يريدون الاستخفاف واللغو عند قرائتك - 00:15:57
ونحن اعلم بما يتناجون به من التكذيب والصد عنه حين يقول هؤلاء الظالمون لانفسهم بالكفر لا تتبعون ايها الناس الا رجلا مسحورا اختلط عقله اذا تأمل الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. وتأمل الحكمة في عقاب من يستحق العقاب. فربنا يقول نحن اعلم بما يستمعون - 00:16:30
به اذ يستمعون اليك. اي نحن اعلم يا محمد باستهزاء المشركين واستخفافهم بالقرآن وتكثيرهم به وقت استماعهم اليك وانت تتلوه واذ هم نجوى اي ونحن اعلم يا محمد بما يتناجى به مشركو قومك في امرك - 00:17:01
ويسار بعضهم بعضا بفعلك اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا اي حين يقول المشركون وهم يتناجون فيما بينهم ما تتبعون ان اتبعتم محمدا الا رجلا مغلوبا على عقله بالسحر - 00:17:23
يهدي بكلام ولا يدري ما يقول الاية الثامنة والاربعون انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا. تأمل ايها لتعجب مما وصفوك به من صفات مذمومة مختلفة فانحرفوا عن الحق - 00:17:44
وحاروا فلم يهتدوا الى طريق الحق انظر كيف ظربوا لك الامثال. اي انظر يا محمد متعجبا كيف مثل لك المشركون الامثال الباطلة وشبهوا لك الاشباه فشبهوك بالمسحور وقالوا عنك شاعر وقالوا عنك مجنون وقالوا عنك ساحر وقالوا عنك كذاب - 00:18:12
فربنا يقول انظر كيف ظربوا لك الامثال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا اي فظل المشركون عن طريق الحق بظرب الامثال الباطلة المتناقظة لك يا محمد وتحيروا فلم يقدروا ان يسلكوا طريقا يخرجهم من هذا الضلال - 00:18:39
ويوصلهم الى الحق الاية التاسعة والاربعون وقالوا ائذا كنا عظمه ورفاتا ائنا لمبعوثون كن جديدا وقال المشركون انكارا للبعث فاذا متنا وصرنا عظاما وبليت اجسامنا انبعث بعثا جديدا؟ ان هذا لمستحيل - 00:19:01
وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا اي وقال هؤلاء المشركون لا يؤمنون بالاخرة انكارا للبعث يوم القيامة ائذا صرنا عظاما وترابا وقد بليت اجسادنا في قبورنا فهل يبعثنا الله احياء من جديد كما كنا قبل موتنا؟ هذا امر محال لا يمكن وقوعه - 00:19:35
من فوائد الايات الزعم بان الملائكة بنات الله افتراء كبير وقول عظيم الاثم عند الله اكثر الناس لا تزيدهم الايات الا نفورا لبغضهم للحق ومحبتهم ما كانوا عليه من الباطل - 00:20:07
ما من مخلوق في السماوات والارض الا يسبح بحمد الله تعالى. فينبغي للعبد الا تسبقه المخلوقات بالتسبيح من حلم الله على عباده انه لا يعادلهم بالعقوبة على غفلتهم وسوء صنيعهم. فرحمته سبقت غضبه - 00:20:31
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:52