التعليق على ديوان حماسة أبي تمام (متجدد)
التعليق على ديوان حماسة أبي تمام | | 12- قصيدة السموأل بن عادياء | | الشيخ محمد محمود الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبداو بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثاني عشر من التعليق على ديوان حماسة - 00:00:10
ابي تمام. وقد وصلنا الى قوله قال السموأل بن عادياء ويقال انها لعبد الملك بن عبدالرحيم الحارثي اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل. وان هو لم - 00:00:30
احمل على النفس ضيمها فليس الى حسن الثناء سبيل. تعيرنا انا قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل وما قل من كانت بقاياه مثلنا شباب تسامى للعلا وكهول. وما ضرنا - 00:00:56
اما قليل وجارنا عزيز وجار الاكثرين ذليل لنا جبل يحتله من نجيره منيع يرد الطرف وهو كليل رسى اصله تحت الثرى والسما به الى النجم فرع لا ينال طويل وانا لقوم ما نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول. يقرب حب الموت اجالنا - 00:01:20
لنا وتكرهه اجالهم فتطول. وما مات منا سيد حتف انفه ولا ذمنا في نزيل وما مات منا سيد حتف انفه ولا قل منا حيث كان قتيل تسيل على حد الضباط نفوسنا وليست على غير الظبات تسيل - 00:01:53
صفونا فلم نكدر واخلص سرنا اناث اطابت حملنا وفحول علونا الى خير الظهور وحطنا لوقت الى خير البطون نزول فنحن كماء المزن ما في نصابنا كهام ولا فينا يعد بخيل - 00:02:23
وننكر ان شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول اذا سيد منا خلا قام سيد قبول لما قام الكرام قول لما قال الكرام فعولوا وما اخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمنا في النازلين نزيل - 00:02:48
وايامنا مشهورة في في عدونا لها غرر معلومة وحجول واسيافنا في كل شرق ومغرب بهام قراعي الدارعين فلول معودتنا الا تسل نصالها فتغمد حتى يستباح قبيل سليم جهلت الناس عنا وعن هموم وليس سواء عالم وجهول. فان بني الديان قطب - 00:03:12
قومهم تدور رحاهم حولهم وتجول هذه القصيدة قال انها للسموؤل ابن عادية وهو يهودي آآ جاهلي معروف بالوفاء وتنسب ايضا لعبد الملك ابن عبدالرحيم الحارثي يفخر بقومه يعرض ببعض قبائل العرب وخصوصا - 00:03:43
اه بني عامر بن صعصعة واخوتهم بنو بني بنو سلول قال اذا المرء اي الرجل لم يدنس من اللؤم اللؤم الشح يطلق على البخل ويطلق ايضا على عدم الاكتراث بالمروءة - 00:04:13
وعلى دناءة النفس والعرض محل المدح والذم من الانسان معناه ان الانسان اذا كان كريما جوادا ووقي شح نفسه فكل رداء يرتديه جميل كل خلق تخلق به وكل حالة كان عليها فهي جميلة. فلا شيء يضر الانسان كما يضره البخل - 00:04:34
وقد قال صلى الله عليه وسلم واي داء ادوم من البخل وقال تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. وان هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس الى حسن الثناء سبيل - 00:05:04
قال وان هو لم يحمل على النفس ضيمها الضيم في الاصل الذل. ولكنه اراد اذلال الانسان نفسه آآ اي تعرضه للمشاق وامتهانه للامور الصعبة ليكتسب بذلك دربة ورياضة على التعامل مع احوال الحياة كلها - 00:05:23
فاذا كان الانسان كذلك فانه اه يكون اهلا بالثناء الحسن لانه سيتدرب وسيكسب دربة على التعامل مع الامور كلها وعلى الشجاعة والاحسان ووجوه الخير وتحمل المشاق وان هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس الى حسن الثناء سبيله. اذا لم يتخلق بذلك ليس له سبيل الى - 00:05:51
حسن الثناء اي المدح لا يستحق المدح حينئذ ولا يقصد بحمل النفس على الضيم هنا قبول الضيم اي قبول اذلال الناس له فانها ليس من خلق الكرام ولا يقيم على ضيم يراد به الا الاذلان عير الحي والوتد - 00:06:23
هذا على الخسف مربوط برمته ولا يشج فلا يرضي له احد بل ان الكريم لا يقبل الضيم ولا يقيم على الهوان كما قال الشنفرة وفي الارض ملأى للكريم عن الاذى وفيها لمن خاف الكلى - 00:06:46
متحول او متعزل تعيرنا انا قليل عديدنا تعيرنا اي تعيبنا تعيير ذكر العيوب ان قليل عديدنا اي عددنا فقلت لها ان الكرام قليل. قلت لها ان القلة ليست عيبا فالكرام قليل - 00:07:03
اي قليل عددهم ووجهكن الكرام قليل اما لان الموت مولع بهم فهو يصطفي كرام الناس دون اراذلهم وهذا رأي لبعض الحكماء والشعراء كما قال طرفة ابن العبد ارى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدد - 00:07:25
را الموت يعتام الكرام موت يتخير في كرام الناس وفي كرائم الاموات فيأخذها واما لان الكريم من شأنه المحافظة على حسبه ومحافظته على حسبه تقتضي منه الثبات في مواطن الخطر - 00:07:52
فيثبت امام الاعداء ويتقدموا امام الجيش ومثل هذه المواطن هي مظنة الهلاك والموت ومن لم يكن من الكرام ومن لم يكن له شأن ولا همة فانه في الغالب لا يطأ مواطئ الخطر - 00:08:13
ويكون جبانا يبتعد عن عن مواطن الموت فقلت لها ان الكرام قليل وما قل من كانت بقاياه مثلنا تقول ان القليل اذا كان نافعا فانه لا يوصف في الحقيقة بانه قليل لانه يغني غناء - 00:08:36
الكثير من كانت بقاياه مثلنا في الاغناء لا يوصف بانه قليل لانه يغني غناء الكثير. ما اقل من كانت بقاياه مثلنا شبابنا اي نحن شباب جمعوا شاب وهو الحدث تسامى اي تسابق في العلا وكهول جمع كهل - 00:09:00
اه الكهولة هي المنزلة بين الشباب والشيخوخة هو منهم من يحدها بسن ما بين الثلاثين الى الخمسين. وما اقل من كانت بقاياه مثلنا شباب تسامى للعلا وكهول وما ضرنا انا قليل وجارنا عزيز وجار الاكثرين ذليل - 00:09:23
يقول لا يضرنا ان قليل اي عددنا قليل وجارنا جيراننا كثير عددهم عزيز والمراد بالعزة هنا الكثرة اي قوم كثير عددهم يعزز بعضهم بعضا ويقوي بعضهم بعضا وليس المراد عزة النفس مثلا او الشرف او نحو ذلك - 00:09:50
فهذه عندهم هم مراد بالعزة هنا الكثرة وما درنا ان قليل وجارنا عزيز وجار الاكثرين ولذلك في السراء فقال وجار الاكثرين ذليل لنا جبل اي منزلة عظيمة في المجد كالجبل - 00:10:15
يحتله اي ينزله من نجيره ينزل به من نجيره اي ندخله في جوارنا ونعطيه الامان منيع اي شديد او ممنوع نمنعه نحن فلا يصل اليه الا من اردنا ان يصل اليه - 00:10:36
يرد الطرف طرف العين والمراد بها هنا انه ينتهي عنده مدد لحو ناظر رمى خلفه لطوله وعظمه يرد الطرف وهو اي الطرف كليل اي حسير كال معين حين يتأمله لطوله - 00:10:54
وعظمه رسائل ثبت اصله اي اسفله تحت الثراء اي تحت الارض وسماع به اي ارتفع به الى النجم فرع اي رأس لا ينال لا يمكن ان ينال لطوله وشموخه طويل - 00:11:17
المراد هنا عند كثير من الشراح هو آآ كما قالوا اراد الامرا معنويا وهو مجد عظيم بمنزلة الجبل في شموخه واشرافه وارتفاعه فلا يستطيع احد ان يصل اه اليه ومنهم من يفسره بانه جبل حقيقي - 00:11:39
وخصوصا من ينسب القصيدة الى السموأل لانه يهودي واليهود من شأنهم ان يكون لهم ان تكون لهم حصون وجبال مرتفعة يتحصنون بها في العادة وانا لقوم ما نرى القتل سبة يعني ما نرى القتل سبة نحن قوم - 00:12:15
اي قبيلة وجماعة قوم في الاصل تطلق على جماعة الرجال هذا غالب اطلاقها في كلام العرب او هو اصل اطلاقها ولذلك عطف عليها النساء لافادة المغايرة في قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا - 00:12:40
لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء وعطف النساء على القوم يدل على المغايرة بين القوم والنساء وان القوم جماعة رجال دون النساء هذا هو الاصل ولكن قد يدخل النساء على وجه التغليب - 00:13:00
كقوم نوح مثلا وقوم هود مراد امته. فقد يطلق القوم على الجماعة او على القبيلة وهذا هو المقصود هنا ما نرى اي ما نظن القتل سبة يعني القتل بالنسبة لنا - 00:13:20
ليس مجلبة ولا عيبا يسب به اراد ان يعير بذلك بعض القبائل قال اذا ما رأته عامر والسدود اراد بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر - 00:13:35
ابن نزار ابن معد ابن عدنان واخوتهم من بني سلول سلول وعامر اخوان وهما ابناء صعصعة بن معاوية بن بكر بن هواز وفي الحقيقة بينهما مراتب في الشرف والمكانة فان بني عامر - 00:13:56
اشراف في قومهم وهم بنو كلاب وبنو كعب وبنو هلال ومنهم ايضا بنو نمير وكانوا اهل سرج قبل ان يحطهم هجاء جرير واما قبيلة السلول فلن تكن ذات نباهة بالجاهلية بل كانت من القبائل التي تستضعفها العرب - 00:14:21
ولذلك قال عامر بن الطفيل عندما اصابته غدة ومات وهو ضيف في بيت امرأة من بني السلول قال اغدة كغدة البعير وموتا في بيت امرأة سلورية يعني ان هذا غايتهم ما يمكن ان يصل اليه - 00:14:52
من الهوان ان تصيبه هذه الغدة وهو الفارس الذي كان يرى انه لن يقتل الا على ظهر جواده وكان يقول واني وان كنت ابن سيد عامر وفارسه المشهور في كل موكب فما سودتني عامر عن وراثة ابى الله ان اسمو بام ولا ابي - 00:15:11
ولكنني احمي حماها واتقي اذاها وارمي من رماها بمنكبي لكنه في النهاية مات في بيت امرأة اسألوا لي فهذا هو ان عظيم يقرب حب الموت اجالنا لنا يقرب حب الموت - 00:15:35
اي حبنا الموتى او حب الموت ايانا يمكن ان يكون مصدرا مضافا الى فاعله ويمكن ان يكون مضافا الى مفعوله يمكن ان يكون حب الموت لنا سيكون مصدرا مضافا الى فاعله - 00:15:54
او حبنا الموتى ثم اضيف المصدر الى مفحوله و حب الموت لهم كما تقدم يدل على شرفهم لان الموت مولع بالكرام كما تقدم ارى الموت يعتام الكرام كما قال طرفة ابن العبد - 00:16:13
يقرب حب الموت اجالنا لنا وتكرهه اجالهم فتقول وهذا كأنه سبب لما تقدم من من كثرتهم وقلتنا اننا بسبب مثلا قوم الشاعر بسبب حب الموت لهم لشرفهم ومنزلتهم قلوا والاخرون كثروا لجبنهم وتأخرهم عن مواطن القتل والقتال - 00:16:35
من شأن الرجال اه ان ان ينتدبوا للقتل والقتال كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الزيول فمن لم يكن اهلا لذلك فانه آآ يبقى في بيته كالمرأة هكذا كانت العرب تنظر الى الرجال - 00:17:10
اه عندما ارادت قريش الخروج الى غزوة بدر كان بعض رجال قريش اه لم يرغبوا في الخروج فكانوا يأتونهم بالمبخرة والبخور يقول لهم تبخروا يعني انتم نساء اذا كنتم لا تحبون - 00:17:34
الحرب ان يليق بكم ما يليق بالنساء نعطيكم المبخرة والطيب وتستعملونه وتجلسون. لا اشكال في ذلك تسير على حد الضباط وما مات منا سيد حتف انفه. يقول لم يمت منا واحد حتف انفه. اي - 00:17:56
وتم بدون قتل لا نموت ونحن لا نموت الا في القتل ولا طل منا حيث كان قتله لا طل اي لم يهدر قتيل منا يقال طل القتيل ويهدر دمه لم يؤخذ - 00:18:16
بداره وقالوا هذا هذا دم مطلول اي مهدر لم يؤخذ به تقول نحن لم يقتل منا قتيل فيطل اي لابد ان نأخذ بدم من قتل منا تسيل على حد الضباط نفوسنا وليست على غير الضباط تسيل - 00:18:31
جمع وهي حد السيف تقول نفوسنا تسيل تذهب فنموت على حد السيوفين يقتل بالسيوف ولا نقتل بغيرها وليست على غير الضباط تسير. اظهر ايضا هنا في محل الاضمار فلم يقل وليست على غيرها - 00:18:52
لنكتة اعادة الاسم الظاهري الذي هو لما فيه من تأكيد قتلهم على آآ على آآ بالسيوف فقط. ولما فيه من من التفخيم فهو نظير ما تقدم في قول الهند الزماني مشينا مشية الليث غدا والليث غضبان فاعاد لفظة الليث - 00:19:14
وخص موتهم بالسيوف لان الدماء قد تسال بالعصي رجل قد يقتل بالعصا وهي مذنبة ان يقتل الرجل بالعصا هذا مثل هذا السلاح العاجز ولذلك كانت بنو اسد بن خزيمة يسمون عبيد العصا - 00:19:40
لان حجرا والد امرؤ قيس آآ كان قد قتل بعضهم بالعصا فكانت مثلبة في حق من يقتل بالعصا. وذلك يقول لهم مرور قيس قولا لدودان عبيد العصا ما غركم بالاسر الباسل - 00:20:03
قد قرت العينان من مالك ومن بني عمر ومن كاهلي ومن بني غني ومن بني غنم بن دودان اذ نقذف اعلاهم على السافل نطعنهم سلكا ومخلوجة لافتك لأمين على نابل - 00:20:25
فهن اقساط كرجل الدبى او كقطى كاظمة الناهل حتى تركناهم لدى معرك ارجلهم كالخشب الشائل حلات ليا الخمر وكنت امرا عن شربها في شغل شاغلي فاليوم اشرب. غير مستحقب اثما من الله ولا واغل - 00:20:41
صفونا يقول صفونا اي كنا كانت احسابنا وانسابنا صافية لم يشوبها شيء مما يشوب انساب الناس من الدماء غير الزكية او القرابات التي فيها ذل او هوان او تعيير كانت انسابنا صافية - 00:21:04
فلم نقدر واخلص سرنا نكاحنا اناث اطابت حملنا وفحول رجال هل هنا الى خير ظهوره علونا الى خير ظهره الى رجال ظهورهم هي خير ظهور حين كنا في اصلاب ابائنا - 00:21:31
وحطنا انزلنا لوقت وهو وقت اطهار النساء الى خير البطون اي الى بطون امهاتنا التي هي خير البطون نزول اجعلونا في صدور الرجال حين كنا اه في صدورهم قبل ان - 00:21:54
نخلق ونولد ثم بعد ذلك نزلنا في الوقت المناسب في بطون امهاتنا حطنا لوقت معلوم وهو وقت اطهار نسائنا الى خير البطون نزوله فنحن كماء المزن نحن في الصفاء كماء المزن الذي هو اصفى المياه - 00:22:17
وهو اعذبها ما في نصابنا اي ليس في اصلنا الكهام يقال سيف كهام اذا كان كالا لا يقطع يقول ليس في اصلنا اصل دنيء فوصولنا شريفة كلها فلسنا كمن في اصوله الكهام وهو السيف الكال عبر به عن الاصل الدنيء - 00:22:42
عن القرابات التي تكون من من اصول دنيئة. وهذا فخر بقومه وتعريض آآ المخاطبين الذين ذكرنا ولا فينا يعد بخيل ايضا ليس فينا بخيل وهذا فيه تعريض ايضا بالجماعة الاخرى - 00:23:11
ونقتصر على هالقدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:23:33
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبداو بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثاني عشر من التعليق على ديوان حماسة - 00:00:10
ابي تمام. وقد وصلنا الى قوله قال السموأل بن عادياء ويقال انها لعبد الملك بن عبدالرحيم الحارثي اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل. وان هو لم - 00:00:30
احمل على النفس ضيمها فليس الى حسن الثناء سبيل. تعيرنا انا قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل وما قل من كانت بقاياه مثلنا شباب تسامى للعلا وكهول. وما ضرنا - 00:00:56
اما قليل وجارنا عزيز وجار الاكثرين ذليل لنا جبل يحتله من نجيره منيع يرد الطرف وهو كليل رسى اصله تحت الثرى والسما به الى النجم فرع لا ينال طويل وانا لقوم ما نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول. يقرب حب الموت اجالنا - 00:01:20
لنا وتكرهه اجالهم فتطول. وما مات منا سيد حتف انفه ولا ذمنا في نزيل وما مات منا سيد حتف انفه ولا قل منا حيث كان قتيل تسيل على حد الضباط نفوسنا وليست على غير الظبات تسيل - 00:01:53
صفونا فلم نكدر واخلص سرنا اناث اطابت حملنا وفحول علونا الى خير الظهور وحطنا لوقت الى خير البطون نزول فنحن كماء المزن ما في نصابنا كهام ولا فينا يعد بخيل - 00:02:23
وننكر ان شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول اذا سيد منا خلا قام سيد قبول لما قام الكرام قول لما قال الكرام فعولوا وما اخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمنا في النازلين نزيل - 00:02:48
وايامنا مشهورة في في عدونا لها غرر معلومة وحجول واسيافنا في كل شرق ومغرب بهام قراعي الدارعين فلول معودتنا الا تسل نصالها فتغمد حتى يستباح قبيل سليم جهلت الناس عنا وعن هموم وليس سواء عالم وجهول. فان بني الديان قطب - 00:03:12
قومهم تدور رحاهم حولهم وتجول هذه القصيدة قال انها للسموؤل ابن عادية وهو يهودي آآ جاهلي معروف بالوفاء وتنسب ايضا لعبد الملك ابن عبدالرحيم الحارثي يفخر بقومه يعرض ببعض قبائل العرب وخصوصا - 00:03:43
اه بني عامر بن صعصعة واخوتهم بنو بني بنو سلول قال اذا المرء اي الرجل لم يدنس من اللؤم اللؤم الشح يطلق على البخل ويطلق ايضا على عدم الاكتراث بالمروءة - 00:04:13
وعلى دناءة النفس والعرض محل المدح والذم من الانسان معناه ان الانسان اذا كان كريما جوادا ووقي شح نفسه فكل رداء يرتديه جميل كل خلق تخلق به وكل حالة كان عليها فهي جميلة. فلا شيء يضر الانسان كما يضره البخل - 00:04:34
وقد قال صلى الله عليه وسلم واي داء ادوم من البخل وقال تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. وان هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس الى حسن الثناء سبيل - 00:05:04
قال وان هو لم يحمل على النفس ضيمها الضيم في الاصل الذل. ولكنه اراد اذلال الانسان نفسه آآ اي تعرضه للمشاق وامتهانه للامور الصعبة ليكتسب بذلك دربة ورياضة على التعامل مع احوال الحياة كلها - 00:05:23
فاذا كان الانسان كذلك فانه اه يكون اهلا بالثناء الحسن لانه سيتدرب وسيكسب دربة على التعامل مع الامور كلها وعلى الشجاعة والاحسان ووجوه الخير وتحمل المشاق وان هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس الى حسن الثناء سبيله. اذا لم يتخلق بذلك ليس له سبيل الى - 00:05:51
حسن الثناء اي المدح لا يستحق المدح حينئذ ولا يقصد بحمل النفس على الضيم هنا قبول الضيم اي قبول اذلال الناس له فانها ليس من خلق الكرام ولا يقيم على ضيم يراد به الا الاذلان عير الحي والوتد - 00:06:23
هذا على الخسف مربوط برمته ولا يشج فلا يرضي له احد بل ان الكريم لا يقبل الضيم ولا يقيم على الهوان كما قال الشنفرة وفي الارض ملأى للكريم عن الاذى وفيها لمن خاف الكلى - 00:06:46
متحول او متعزل تعيرنا انا قليل عديدنا تعيرنا اي تعيبنا تعيير ذكر العيوب ان قليل عديدنا اي عددنا فقلت لها ان الكرام قليل. قلت لها ان القلة ليست عيبا فالكرام قليل - 00:07:03
اي قليل عددهم ووجهكن الكرام قليل اما لان الموت مولع بهم فهو يصطفي كرام الناس دون اراذلهم وهذا رأي لبعض الحكماء والشعراء كما قال طرفة ابن العبد ارى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدد - 00:07:25
را الموت يعتام الكرام موت يتخير في كرام الناس وفي كرائم الاموات فيأخذها واما لان الكريم من شأنه المحافظة على حسبه ومحافظته على حسبه تقتضي منه الثبات في مواطن الخطر - 00:07:52
فيثبت امام الاعداء ويتقدموا امام الجيش ومثل هذه المواطن هي مظنة الهلاك والموت ومن لم يكن من الكرام ومن لم يكن له شأن ولا همة فانه في الغالب لا يطأ مواطئ الخطر - 00:08:13
ويكون جبانا يبتعد عن عن مواطن الموت فقلت لها ان الكرام قليل وما قل من كانت بقاياه مثلنا تقول ان القليل اذا كان نافعا فانه لا يوصف في الحقيقة بانه قليل لانه يغني غناء - 00:08:36
الكثير من كانت بقاياه مثلنا في الاغناء لا يوصف بانه قليل لانه يغني غناء الكثير. ما اقل من كانت بقاياه مثلنا شبابنا اي نحن شباب جمعوا شاب وهو الحدث تسامى اي تسابق في العلا وكهول جمع كهل - 00:09:00
اه الكهولة هي المنزلة بين الشباب والشيخوخة هو منهم من يحدها بسن ما بين الثلاثين الى الخمسين. وما اقل من كانت بقاياه مثلنا شباب تسامى للعلا وكهول وما ضرنا انا قليل وجارنا عزيز وجار الاكثرين ذليل - 00:09:23
يقول لا يضرنا ان قليل اي عددنا قليل وجارنا جيراننا كثير عددهم عزيز والمراد بالعزة هنا الكثرة اي قوم كثير عددهم يعزز بعضهم بعضا ويقوي بعضهم بعضا وليس المراد عزة النفس مثلا او الشرف او نحو ذلك - 00:09:50
فهذه عندهم هم مراد بالعزة هنا الكثرة وما درنا ان قليل وجارنا عزيز وجار الاكثرين ولذلك في السراء فقال وجار الاكثرين ذليل لنا جبل اي منزلة عظيمة في المجد كالجبل - 00:10:15
يحتله اي ينزله من نجيره ينزل به من نجيره اي ندخله في جوارنا ونعطيه الامان منيع اي شديد او ممنوع نمنعه نحن فلا يصل اليه الا من اردنا ان يصل اليه - 00:10:36
يرد الطرف طرف العين والمراد بها هنا انه ينتهي عنده مدد لحو ناظر رمى خلفه لطوله وعظمه يرد الطرف وهو اي الطرف كليل اي حسير كال معين حين يتأمله لطوله - 00:10:54
وعظمه رسائل ثبت اصله اي اسفله تحت الثراء اي تحت الارض وسماع به اي ارتفع به الى النجم فرع اي رأس لا ينال لا يمكن ان ينال لطوله وشموخه طويل - 00:11:17
المراد هنا عند كثير من الشراح هو آآ كما قالوا اراد الامرا معنويا وهو مجد عظيم بمنزلة الجبل في شموخه واشرافه وارتفاعه فلا يستطيع احد ان يصل اه اليه ومنهم من يفسره بانه جبل حقيقي - 00:11:39
وخصوصا من ينسب القصيدة الى السموأل لانه يهودي واليهود من شأنهم ان يكون لهم ان تكون لهم حصون وجبال مرتفعة يتحصنون بها في العادة وانا لقوم ما نرى القتل سبة يعني ما نرى القتل سبة نحن قوم - 00:12:15
اي قبيلة وجماعة قوم في الاصل تطلق على جماعة الرجال هذا غالب اطلاقها في كلام العرب او هو اصل اطلاقها ولذلك عطف عليها النساء لافادة المغايرة في قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا - 00:12:40
لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء وعطف النساء على القوم يدل على المغايرة بين القوم والنساء وان القوم جماعة رجال دون النساء هذا هو الاصل ولكن قد يدخل النساء على وجه التغليب - 00:13:00
كقوم نوح مثلا وقوم هود مراد امته. فقد يطلق القوم على الجماعة او على القبيلة وهذا هو المقصود هنا ما نرى اي ما نظن القتل سبة يعني القتل بالنسبة لنا - 00:13:20
ليس مجلبة ولا عيبا يسب به اراد ان يعير بذلك بعض القبائل قال اذا ما رأته عامر والسدود اراد بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر - 00:13:35
ابن نزار ابن معد ابن عدنان واخوتهم من بني سلول سلول وعامر اخوان وهما ابناء صعصعة بن معاوية بن بكر بن هواز وفي الحقيقة بينهما مراتب في الشرف والمكانة فان بني عامر - 00:13:56
اشراف في قومهم وهم بنو كلاب وبنو كعب وبنو هلال ومنهم ايضا بنو نمير وكانوا اهل سرج قبل ان يحطهم هجاء جرير واما قبيلة السلول فلن تكن ذات نباهة بالجاهلية بل كانت من القبائل التي تستضعفها العرب - 00:14:21
ولذلك قال عامر بن الطفيل عندما اصابته غدة ومات وهو ضيف في بيت امرأة من بني السلول قال اغدة كغدة البعير وموتا في بيت امرأة سلورية يعني ان هذا غايتهم ما يمكن ان يصل اليه - 00:14:52
من الهوان ان تصيبه هذه الغدة وهو الفارس الذي كان يرى انه لن يقتل الا على ظهر جواده وكان يقول واني وان كنت ابن سيد عامر وفارسه المشهور في كل موكب فما سودتني عامر عن وراثة ابى الله ان اسمو بام ولا ابي - 00:15:11
ولكنني احمي حماها واتقي اذاها وارمي من رماها بمنكبي لكنه في النهاية مات في بيت امرأة اسألوا لي فهذا هو ان عظيم يقرب حب الموت اجالنا لنا يقرب حب الموت - 00:15:35
اي حبنا الموتى او حب الموت ايانا يمكن ان يكون مصدرا مضافا الى فاعله ويمكن ان يكون مضافا الى مفعوله يمكن ان يكون حب الموت لنا سيكون مصدرا مضافا الى فاعله - 00:15:54
او حبنا الموتى ثم اضيف المصدر الى مفحوله و حب الموت لهم كما تقدم يدل على شرفهم لان الموت مولع بالكرام كما تقدم ارى الموت يعتام الكرام كما قال طرفة ابن العبد - 00:16:13
يقرب حب الموت اجالنا لنا وتكرهه اجالهم فتقول وهذا كأنه سبب لما تقدم من من كثرتهم وقلتنا اننا بسبب مثلا قوم الشاعر بسبب حب الموت لهم لشرفهم ومنزلتهم قلوا والاخرون كثروا لجبنهم وتأخرهم عن مواطن القتل والقتال - 00:16:35
من شأن الرجال اه ان ان ينتدبوا للقتل والقتال كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الزيول فمن لم يكن اهلا لذلك فانه آآ يبقى في بيته كالمرأة هكذا كانت العرب تنظر الى الرجال - 00:17:10
اه عندما ارادت قريش الخروج الى غزوة بدر كان بعض رجال قريش اه لم يرغبوا في الخروج فكانوا يأتونهم بالمبخرة والبخور يقول لهم تبخروا يعني انتم نساء اذا كنتم لا تحبون - 00:17:34
الحرب ان يليق بكم ما يليق بالنساء نعطيكم المبخرة والطيب وتستعملونه وتجلسون. لا اشكال في ذلك تسير على حد الضباط وما مات منا سيد حتف انفه. يقول لم يمت منا واحد حتف انفه. اي - 00:17:56
وتم بدون قتل لا نموت ونحن لا نموت الا في القتل ولا طل منا حيث كان قتله لا طل اي لم يهدر قتيل منا يقال طل القتيل ويهدر دمه لم يؤخذ - 00:18:16
بداره وقالوا هذا هذا دم مطلول اي مهدر لم يؤخذ به تقول نحن لم يقتل منا قتيل فيطل اي لابد ان نأخذ بدم من قتل منا تسيل على حد الضباط نفوسنا وليست على غير الضباط تسيل - 00:18:31
جمع وهي حد السيف تقول نفوسنا تسيل تذهب فنموت على حد السيوفين يقتل بالسيوف ولا نقتل بغيرها وليست على غير الضباط تسير. اظهر ايضا هنا في محل الاضمار فلم يقل وليست على غيرها - 00:18:52
لنكتة اعادة الاسم الظاهري الذي هو لما فيه من تأكيد قتلهم على آآ على آآ بالسيوف فقط. ولما فيه من من التفخيم فهو نظير ما تقدم في قول الهند الزماني مشينا مشية الليث غدا والليث غضبان فاعاد لفظة الليث - 00:19:14
وخص موتهم بالسيوف لان الدماء قد تسال بالعصي رجل قد يقتل بالعصا وهي مذنبة ان يقتل الرجل بالعصا هذا مثل هذا السلاح العاجز ولذلك كانت بنو اسد بن خزيمة يسمون عبيد العصا - 00:19:40
لان حجرا والد امرؤ قيس آآ كان قد قتل بعضهم بالعصا فكانت مثلبة في حق من يقتل بالعصا. وذلك يقول لهم مرور قيس قولا لدودان عبيد العصا ما غركم بالاسر الباسل - 00:20:03
قد قرت العينان من مالك ومن بني عمر ومن كاهلي ومن بني غني ومن بني غنم بن دودان اذ نقذف اعلاهم على السافل نطعنهم سلكا ومخلوجة لافتك لأمين على نابل - 00:20:25
فهن اقساط كرجل الدبى او كقطى كاظمة الناهل حتى تركناهم لدى معرك ارجلهم كالخشب الشائل حلات ليا الخمر وكنت امرا عن شربها في شغل شاغلي فاليوم اشرب. غير مستحقب اثما من الله ولا واغل - 00:20:41
صفونا يقول صفونا اي كنا كانت احسابنا وانسابنا صافية لم يشوبها شيء مما يشوب انساب الناس من الدماء غير الزكية او القرابات التي فيها ذل او هوان او تعيير كانت انسابنا صافية - 00:21:04
فلم نقدر واخلص سرنا نكاحنا اناث اطابت حملنا وفحول رجال هل هنا الى خير ظهوره علونا الى خير ظهره الى رجال ظهورهم هي خير ظهور حين كنا في اصلاب ابائنا - 00:21:31
وحطنا انزلنا لوقت وهو وقت اطهار النساء الى خير البطون اي الى بطون امهاتنا التي هي خير البطون نزول اجعلونا في صدور الرجال حين كنا اه في صدورهم قبل ان - 00:21:54
نخلق ونولد ثم بعد ذلك نزلنا في الوقت المناسب في بطون امهاتنا حطنا لوقت معلوم وهو وقت اطهار نسائنا الى خير البطون نزوله فنحن كماء المزن نحن في الصفاء كماء المزن الذي هو اصفى المياه - 00:22:17
وهو اعذبها ما في نصابنا اي ليس في اصلنا الكهام يقال سيف كهام اذا كان كالا لا يقطع يقول ليس في اصلنا اصل دنيء فوصولنا شريفة كلها فلسنا كمن في اصوله الكهام وهو السيف الكال عبر به عن الاصل الدنيء - 00:22:42
عن القرابات التي تكون من من اصول دنيئة. وهذا فخر بقومه وتعريض آآ المخاطبين الذين ذكرنا ولا فينا يعد بخيل ايضا ليس فينا بخيل وهذا فيه تعريض ايضا بالجماعة الاخرى - 00:23:11
ونقتصر على هالقدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:23:33
التعليق على ديوان حماسة أبي تمام (متجدد)
التعليق على ديوان حماسة أبي تمام | | 12- قصيدة السموأل بن عادياء | | الشيخ محمد محمود الشنقيطي