التعليق على رسالة فضل علم السلف على علم الخلف - للحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى
التعليق على رسالة فضل علم السلف على علم الخلف - للحافظ بن رجب رحمه الله تعالى - (8)
Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين اما بعد. فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح - 00:00:00ضَ
وان يفقهنا في الدين وان يفتح لنا فتوح العارفين. وان يرزقنا الاخلاص في الاقوال والاعمال. اللهم امين اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تنصر اخوتنا في ارض فلسطين. نصرا مؤزرا وان تكسر - 00:00:22ضَ
شوكة اليهود الغاصبين وان ترد كيدهم في نحورهم وان تجعلهم اية للسائلين وعبرة للمعتبرين. اللهم فرق جمعهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم. اللهم ثبت اقدام اخواننا. اللهم اربط على قلوبهم. اللهم اشف جرحاهم. اللهم سدد رميهم - 00:00:42ضَ
اللهم انصرهم يا قوي يا عزيز. يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى رحمة واسعة. ونفعنا بعلمه في الدنيا والاخرة في رسالته النافعة. بيان فضل علم السلف على علم الخلف. وهذا هو المجلس الاخير من التعليق على هذه الرسالة - 00:01:02ضَ
قال واما من علمه غير نافع فليس له شغل سوى التكبر بنفسه على الناس. واظهار فضله عليهم ونسبتهم الى الجهل وتنقصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا يمكن ان تدركوه من خلال معاشرتكم - 00:01:22ضَ
لاصحاب العلم غير النافع تجد ديدنه الاشتغال بانتقاص الاخرين حتى يظهر فضله عليهم لانه يعلم من نفسه ان فضله لا يظهر بكثرة علمه النافع فلما كان علمه علما غير نافع لجأ الى انتقاص الاخرين. حتى يظهر مكانته. وحتى يظهر منزلته - 00:01:49ضَ
فقال هنا واما من علمه غير نافع فليس له شغل سوى التكبر بنفسه على الناس. واظهار فضله عليهم ونسبتهم الى الجهل وتنقصهم ليرتفع بذلك ليرتفع بذلك عليهم. تمام؟ سيكون هكذا - 00:02:18ضَ
سوى التكبر تكبر بيكون مجهول بسوى. بنفسه على الناس واظهار بالجر فضله عليهم ونسبتهم الى الجهل وتنقصهم. ليرتفع بذلك عليهم. وهذا من اقبح من اقبح من اقبح الخصال واردئها وربما نسب من كان قبله من العلماء الى الجهل والغفلة والسهو فيوجب هذا - 00:02:39ضَ
حب نفسه وحب ظهورها احسان ظن بها واساءة ظن بمن سلف واهل العلم النافع هذه صفة مهمة هنا ضع قوسا على هذا الكلام اهل العلم النافع يسيئون الظن بانفسهم ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء - 00:03:06ضَ
ويقرون بقلوبهم وانفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول اليها او مقاربتها. هؤلاء اصحاب العلم النافع قال وما احسن قول ابي حنيفة وقد سئل عن علقمة والاسود وهما تابعيان جليلان - 00:03:36ضَ
وهما من تلاميذ سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وارضاه سئل الامام ابو حنيفة ايهما افضل؟ علقمة افضل من الاسود او الاسود افضل من علقمع. فقال والله ما نحن باهل لسنا اهلا - 00:04:03ضَ
ان نذكرهم فكيف نفضل بينهم نحن ما بلغنا منزلة ان نذكره فكيف نبلغ منزلة التفضيل بينهما وكان ابن مبارك اذا ذكر اخلاق من سلف ينشد شعرا لا تعرظن لذكرنا عن ذكرهم ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد - 00:04:20ضَ
ومن علمه غير نافع اذا رأى لنفسه فضلا على من تقدمه في المقال وتشقيق الكلام ظن لنفسه عليهم فظلا في العلم والدرجة عند الله. يعني لو رأى من نفسه فضلا في - 00:04:41ضَ
كثرة الكلام وتشقيقه وتفريعه وتقسيمه ظن انه اعلم ممن كان قبله واقرب رتبة الى الله عز وجل. لا يعني تشقيقك للكلام. كثرة كلامك في المسائل لا يعني كثرة كلامك في المسائل وتفريعها انك اعلم ممن قبلك - 00:04:58ضَ
الذين من قبلك كانوا اعلم منك. وكثرة الكلام لا تكسبك علما. لا تجعلك من العلماء. ولذلك قال ومن علمه غير نافع. اذا رأى لنفسه فضلا على من تقدمه في المقال وتشقيق الكلام ظن لنفسه عليهم فضلا في العلم - 00:05:22ضَ
والدرجة عند الله لفضل خص به عمن سبق. فاحتقر من تقدمه. وازرع ازرى بمعنى احتقر. وازرى عليه بقلة العلم ولا يعلم المسكين ولا يعلم المسكين ان قلة كلام من سلف انما كان ورعا - 00:05:42ضَ
وخشية لله ولو اراد الكلام واطالته لما عجز عن ذلك. الاسلاف المتقدمون من الائمة لو ارادوا اطالة الكلام والتوسع فيه عجزوا عن ذلك لكن الخوف والخشية والورع هو الذي منعهم عن ذلك. فقال هنا - 00:06:04ضَ
ولو اراد الكلام واطالته لما عجز عن ذلك. كما قال ابن عباس لقوم سمعهم يتمارون في الدين اي يتجادلون في مسائل اما علمتم ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير عي اي من غير عجز - 00:06:24ضَ
بكسر العين من غير علم اي من غير عجز ولا بكم اي ليسوا بكم. لا يستطيعون الكلام موصوفين بالعي الذي هو العجز عن الكلام تمام؟ وانهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء - 00:06:44ضَ
والنبلاء العلماء بايام الله غير انهم اذا تذكروا عظمة الله طاشت لذلك عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت السنتهم حتى اذا استفاقوا من ذلك تسارعوا الى الله بالاعمال. يعدون مع المفرطين وهم علماء ائمة عباد ومع ذلك يعدون انفسهم من المفرطين. وانهم لاكياس اقوياء - 00:07:06ضَ
ويعدون انفسهم مع الظالمين الخاطئين. وانهم لابرار. الا انهم لا يستكثرون له الكثير. يعني عندهم اعمال كثيرة ومع ذلك لا يستكثرونها. بل يرون اعمالهم قليلة. لا يستكثرون له الكثير ولا يرظون له - 00:07:39ضَ
بالقليل بل يجدون ويجتهدون في العمل الصالح. ولا يدلون عليه بالاعمال. يعني لا يتمنون باعمالهم يقول الواحد انا قرأت القرآن كذا كذا مئة مرة. ما يقول واحد منهم انا حججت كذا كذا مئة مرة. ما يقول واحد منهم انا طلبت العلم كذا كذا من السنين - 00:07:59ضَ
لا يقول ان الواحد منهم انا تصدقت بكذا وكذا من الصدقات. لا يدلون على الله باعمالهم. واضح؟ لا يرون اعمالهم شيئا يعملون الاعمال الصالحة وهم في خوف ووجل. ان الله عز وجل لا يتقبلها. واذا كان سيدنا الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام يبني - 00:08:19ضَ
لله عز وجل بيته الذي امره الله عز وجل ببنائه ومع ذلك يدعو الله قائلا ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم يبني البيت الذي امره الله عز وجل ان يرفع قواعده ان يرفع بناءه ويسأل الله القبول - 00:08:39ضَ
كانه يقول اخشى ما اخشى ان الله لا يتقبل مني هذا العمل اذا كان هذا حال سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام فكيف يكون حالنا؟ فقال هنا هم حيث لقيتهم مهتمون - 00:09:03ضَ
اي بانفسهم مشفقون اي خائفون من ربهم وجلون خائفون. خرجه ابو ابو نعيم وغيره. وخرج الامام احمد والترمذي من حديث ابي امامة رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء - 00:09:21ضَ
شعبتان من الايمان. العيد عندكم بكسر العين او بفتحها. جميل هنا لم يضبطها وبعدين في موضع ضبطها بالفتح وهو غير صحيح قال الحياء والعيد. ما المراد بالعيد المراد بالعين قلة الكلام - 00:09:41ضَ
قلة الكلام بهذا فسر الامام الترمذي في سننه العيد قلة الكلام. الحياء وقلة الكلام من الايمان. شعبتان من شعب الايمان قال الحياء والعين شعبتان من الايمان والبذاءة بالذان. عندكم بالذان او بالزاي؟ بالذات هذا هو الصواب - 00:10:03ضَ
عندنا عملها بالزائد والبذاء الكلام الفاحش والبذاء والبيان شعبتان من النفاق والمراد بالبيان هنا كثرة الكلام كثرة الكلام. قال وحسنه الترمذي وخرجه الحاكم وصححه. قال وخرج ابن حبان في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله - 00:10:26ضَ
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البيان من الله والعي من الشيطان وليس البيان بكثرة الكلام ولكن البيان الفصل في الحق ان يأتي بكلام يفصل الحق عن الباطل - 00:10:51ضَ
وليس قلة الكلام وليس العيئ قلة الكلام. ولكن العياء من سفه الحق واضح؟ اذا كثرة الكلام لا تدل على علم. وقلة الكلام لا تدل على جهل. قالوا وفي مراسيل بن كعب القرضي وقد ذكرت لكم قصته فيما سبق. محمد بن كعب القرضي. تمام؟ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:11:10ضَ
ينقص بهن العبد اي في الدنيا ويدرك بهن في الاخرة ما هو اعظم من ذلك عندكم من ذلك؟ اه الذي عنده نسخة كنسخته يصوب عندنا ما هو اعظم من ذكر هكذا - 00:11:40ضَ
عرفت؟ قال وفي مراسيم محمد بن كعب القرضي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث ينقص بهن العبد اي في الدنيا اي ينقص عبد اي ينقص حظ العبد بهن في الدنيا. ويدرك بهن في الاخرة ما هو اعظم من ذلك - 00:12:01ضَ
الاول ايش هو الرحم بظم الراء والرحم بضم الراء بمعنى الرحمة في القرآن الكريم عسى ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحمة رحمة الرحم بظم الراء تمام الثاني والحياء - 00:12:21ضَ
والثالث وعي اللسان انتبه معي هذه الصفات الثلاث عكسها عكسها صاحبها صاحب العكس في الدنيا يكثر حظه اذا كان الانسان فصيح البيان في الغالب هذا فصيح البيان يستطيع ان يحصل على المال والجاه والسلطان - 00:12:51ضَ
ما لا يستطيعه صاحب عيد النساء صح؟ فيزداد حظه في الدنيا بسبب ماذا كثرة كلامه وبيانه جيد الذي عنده حياء كبير في الدنيا حظه قليل. لانه يستحي لكن الذي نقص حياؤه في الدنيا يزداد حظه - 00:13:19ضَ
فهمتم معنى الحديث؟ فيقول ان المتصف بهذه الصفات حظه في الدنيا قليل لكن حظه في الاخرة اعظم من ذلك ما هي هذه الصفات؟ صفة الرحمة او صفة الحياة او صفت علم لسان. فقال هنا - 00:13:43ضَ
ثلاث ينقص بهن العبد اي في الدنيا اي ينقص بهن حظ العبد في الدنيا ويدرك بهن في الاخرة ما هو اعظم من ذلك. الرحم اي الرحمة الحياة وعي النساء فهمتم معنى الحديث او لا - 00:14:04ضَ
طيب ما الشاي من الحديث اي اللسان؟ نعم وقال عون بن عبدالله وقال عون ابن عبد الله وهو من التابعين ثلاث من الايمان الحياء والعفاف والعيد اي اللسان لا عين القلب - 00:14:24ضَ
اي اللسان يعني قلة الكلام في اللسان. لكن قلبه ليس عاجزا قلبه يفهم هو ذكي في قلبه. لكنه لا يكثر الكلام قال لاعي القلب ولاعي العمل. هو في العمل نشيط يعمل عنده عمل صالح - 00:14:49ضَ
وهن مما يزدن في الاخرة اي صاحبهن رفيع الدرجة في الاخرة. وينقصن في الدنيا اي ان حظه في الدنيا ناقص وما يزدن في الاخرة اكثر مما ينقصن في الدنيا ببعض النسخ اكبر - 00:15:08ضَ
وروي هذا مرفوعا من وجه ضعيف وقال بعض السلف ان كان الرجل لا يجلس الى القوم فيرون ان به عيا. يرون ان به ايا يعني قلة كلام يظنونه لا يفهم - 00:15:30ضَ
ناقص العلم لقلة كلامه. قالوا وما به من علم ليس عنده نقصان علم. ولا نقصان فقه انه لفقيه مسلم لكن يمنعه ورعه وتمنعه خشيته ان يتكلم ولذلك يا اخواني بارك الله فيكم اقول لكم شيئا - 00:15:49ضَ
اليوم احيانا تحصل نازلة تحصل مسألة بعض الناس في كل مسألة في كل مشكلة في كل قضية لابد ان يكتب فيها او يقول قوله لابد ان يكون حاضر واضح وهذا - 00:16:09ضَ
من الجرأة التي تدل على قلة الورع وقلة تعظيم هيبة العلم ما دمت في عافية لم تسأل وحتى اذا سئلت ويوجد من هو اعلم منك انت في عافية ما دام انك لم تسأل لا تتكلم - 00:16:33ضَ
خاصة في النوازل الجديدة وفي القضايا الشائكة وفي الامور التي تترتب عليها دماء قضايا عامة تتعلق بالدول تتعلق العلاقة مع الحكام تتعلق لا تتكلم ما دمت لم تسأل. وما دامت هذه الفتنة بعيدة عن عنك. لا تتكلم. واذا وجد من هو اكثر منك علما - 00:16:54ضَ
وفقها فيكفيك ان تحيل اليه. وانت في عافية. فتقول لمن يسألك اسأل العلماء. اسأل فلان وسل فلان. لا تسألني فانا لست محسوبا منهم انت في عافية هذا اذا فعله الداعية اذا فعله الاستاذ - 00:17:19ضَ
يدل على ورع وعلى خشية من الله لانه يخاف ان يقول على الله عز وجل في دينه ما لا يعلم فلا ينبغي انك في كل قضية صغيرة او كبيرة ان يكون لك موقفا - 00:17:39ضَ
وان يكون لك رأيا واضح فلا تتصدر في مقام لم تدعى للتصدر فيه ولا تتصدر في مقام انت لست اهلا ان تتصدر فيه ارجو ان يكون هذا واضحا لكم. قال هنا - 00:17:57ضَ
فمن عرف قدر تلك السلف عرف ان سكوتهم عما سكتوا عنه من دروب الكلام وكثرة الجدال والخصام والزيادة في البيان على قدر الحاجة لم يكن عيئا ولا جهلا. ولا قصورا وانما - 00:18:19ضَ
كان ورعا وخشية لله. واشتغالا عما لا ينفع بما ينفع. وانظر هذا الكلام وانظر حالنا اليوم في مواقع التواصل من خلافات ومراء وجدال وضياع اوقات وجهود بما لا ينفع ترى امرا محزنا - 00:18:37ضَ
ترى امرا محزنا وبعدا حقيقيا عن منهج السلف رحمهم الله تعالى ورضي الله عنهم قال هنا وسواء في ذلك كلامهم في اصول الدين وفروعه وفي تفسير القرآن والحديث وفي الزهد والرقائق والحكم والمواعظ - 00:18:58ضَ
وغير ذلك مما تكلموا فيه. فمن سلك سبيلهم فقد اهتدى. ومن سلك سبيل غيرهم ودخل في كثرة السؤال والجدال والقيل والقال فان اعترف لهم بالفضل اي اعترف للسلف بالفضل وعلى نفسه بالنقص كان حاله قريبا - 00:19:16ضَ
وقد قال اياس بن معاوية الياس بن معاوية هذا قاضي مشهور. اشتهر بالذكاء اياس بن معاوية قال ما من احد لا يعرف عيب نفسه الا وهو احمر الذي لا يعرف عيب نفسه - 00:19:36ضَ
احمق اذا كنت لا تعرف عيب نفسك فانت احمق ولذلك دائما حدث نفسك ما هي عيوبي؟ ستجد اذا حملت قلما وورقة تكتب عيوبك ستجد اشياء كثيرة وينبغي ان تكون اعلم الناس بعيوب نفسك - 00:19:56ضَ
لا ان غيرك يعلمون عيوبك اكثر منك واضح قال ما من احد هذه كلمة جميلة خذها في حياتك. ما من احد لا يعرف عيب نفسه الا وهو احمق تصيغها بطريقة اخرى الذي لا يعرف عيب نفسه فهو احمق - 00:20:18ضَ
فقيل له انظره احدهم يسأل مباشرة فما عيبك قالت كثرة الكلام عندي عيب ما هو عيبه؟ قال كثرة الكلام واضح قال فما عيبك؟ قال كثرة الكلام جيد؟ قال وان ادعى لنفسه الفضل - 00:20:40ضَ
ولمن سبقه النقص والجهل فقد ظل ضلالا مبينا. وخسر خسرانا عظيما. وفي الجملة ففي هذه الازمان الفاسدة اما ان يرضى الانسان لنفسه ان يكون عالما عند الله او لا يرضى الا بان يكون عند اهل - 00:21:03ضَ
زمان عالما فان رضي بالاول اي ان يكون عالما عند الله فليكتفي بعلم الله فيه. يكفي ان الله يعلم انك عالم يكفي ان الله عز وجل يعلم انك مخلص قال ومن كان بينه وبين الله معرفة اكتفى بمعرفة الله اياه. ومن لم يرضى الا بان يكون عالما عند الناس دخل في - 00:21:23ضَ
قوله صلى الله عليه واله وسلم من طلب العلم ليباهي به العلماء او يماري به السفهاء او يصرف به وجوه الناس ومقعده من النار. قال وهيب بن الورد رب عالم يقول له الناس عالم وهو معدود عند الله من الجاهلين - 00:21:47ضَ
هو عالم في انظار الناس لكن عند الله عز وجل معدود من الجاهلين وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما سعر به النار ثلاثة احدهم من قرأ القرآن وتعلم - 00:22:09ضَ
ان يقال ليقال هو عالم وقارئ ويقال له قد قيل قد قيل ذلك ثم امر به فسحب على وجهه حتى في النار وصاحب الزبد ذكر بيتا يتضمن هذا المعنى فقال - 00:22:31ضَ
وعالم بعلمه لم يعملا معذب من قبل عباد الوثن. في بعض النسخ من قبل عابد الوثن قال فان لم تقتنع نفسه بذلك حتى يصل الى درجة الحكم بين الناس. اي جعل العلم سلما - 00:22:50ضَ
لمنصب دنيوي ان يكون قاضيا يحكم بين الناس قال فان لم تقتنع نفسه بذلك حتى يصل الى درجة الحكم بين الناس حيث كان اهل الزمان لا يعظمون من لم يكن كذلك يعني الناس لا يعظمون الا من كان قاضيا الا من تولى منصبا. وبعض الناس بعلمه يسعى ان يكون قاضيا او ان يكون - 00:23:10ضَ
مفتيا او ان يكون كذا او ان يكون في منصب كذا مستشارا دينيا لحاكم الولاية او للسلطان او للرئيس نحو ذلك واضح؟ لماذا؟ حتى يعظم عند الناس. لان الناس اذا علمت ان هذا ان هذا الشخص قد اصبح قاضيا قد - 00:23:36ضَ
اصبح مفتيا عظموه. اذا كان هذا مراده فانظر ماذا سيقول. قال فان لم تقتنع نفسه بذلك حتى يصل الى درجة الحكم بين الناس حيث اهل الزمان لا يعظمون من لم يكن كذلك ولا يلتفتون اليه فقد استبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير. وانتقل من درجة العلماء - 00:23:56ضَ
الى درجة الظلمة. ولهذا قال بعض السلف لما اريد على القضاء اي دعي ليكون قاضيا فاباه قال انما ما تعلمت العلم لاحشر به مع الانبياء. لا مع الملوك فان العلماء يحشرون مع الانبياء والقضاة يحشرون - 00:24:16ضَ
مع الملوك انا اريد العلم حتى احشر مع الانبياء. لان العلماء ورثة الانبياء. ولا اريد العلم للقضاء. لان القاضي يحشر مع الملك. وانا لا اريد ان نحشر مع الملوك. واضح؟ قال ولابد للمؤمن من صبر قليل حتى يصل به حتى يصل به راحة طويلة - 00:24:36ضَ
فان جزع ولم يصبر فهو كما قال ابن المبارك من صبر فما اقل ما يصبر. لان الدنيا مهما طالت ايامها قصيرة مقارنة بالاخرة. ومن جزع فما اقل ما يتمتع. لان متع الدنيا قليلة. وكان الامام الشافعي - 00:24:57ضَ
رحمه الله تعالى ينشد ثم ذكر بيتين لكن من باب التنبيه هذان البيتان ليسا للامام الشافعي بل هما لابي العتاهية هل هل المحقق عندكم ينبه على هذا او شيء؟ او لا؟ ما نبه؟ هذان البيتان لابي العتاهية. وعندي في نسختي - 00:25:17ضَ
كتبا بتحريف كثير. بسم الله فانا اذكرهما كما نقلتهما. تمام؟ يقول ابو العتاهية رحمه الله. يا نفس ما هو الا صبر ايامي كأن لذاتها اضغاث احلامي يا نفس كوني عن الدنيا مباعدة وخلفيها فان العيش قدامي. يعني العيش في الاخرة في الامام - 00:25:40ضَ
واضح متفق اللي عندكم ولا مختلف؟ مختلف؟ صوبوا عندكم. يا نفس ما هو الا صبر ايامي يا نفس ما هو الا صبر ايامي كأن لذاتها كأن لذاتها اظغاث احلامي. يعني - 00:26:11ضَ
كأن لذاء فيها بالنصب كأن لذاتها اظغاث احلامي اي لذات الدنيا كأنها اظغاف احلام. سريعة الزوال تمام يا نفس ما هو الا صبر ايامي كأن لذاتها اظغاث احلامي يا نفس كوني عن الدنيا مباعدة - 00:26:34ضَ
ابتعدي عن الدنيا وبهرجها وزينتها وخلفيها اي وراء ظهرك. اجعلي الدنيا وراء ظهرك. يا نفس كوني عن الدنيا مباعدة وخلفيها. فان العيش قدامي العيش سيأتي في الاخرة واضح وان الدار الاخرة لهي حيوان - 00:27:04ضَ
واضح بارك الله فيكم. وابو العتاهية له قصائد جميلة زودية له قصيدة يقول فيها لا ادري هل ما زلت احفظها او لا؟ يقول فيها رغيف خبز يابس تاكله في زاوية - 00:27:31ضَ
وكوز ماء بارد تشربه من ساقية وغرفة ظيقة رغيف خبز يابس تاكله في زاوية وكوز ماء بارد تشربه من ساقية وغرفة ظيقة نفسك فيها خالية. او مسجد بمعزل عن الورى بناحية تدرس فيه دفترا. مستندا - 00:27:49ضَ
معتبرا بمن مضى من القرون خالية خير من الساحات في لهو القصور فانية تعقبها عقوبة تلك العمر كافية فهذه قد تعقبها عقوبة تلك الامر تعقبها عقوبة نسيت اشقاها بعدين قال اه - 00:28:16ضَ
فهذه موضعة فهذه موعظة فهذه موعظة مخبرة بحالية آآ نسيتم ماذا قال في اخر البيت. فهذه موعظة مخبرة بحانية فهذه موعظة مقبلة بحانية آآ اقول لمن يسمعها عفوا غفرا لابي العتاهية. المهم هو ذكر اسمه في الاخير. نسيت بقية الابيات. كنت احفظها قديما - 00:28:41ضَ
قال هنا فنسأله تعالى علما نافعا ونعوذ به من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع اللهم انا نعوذ بك من هؤلاء الاربع - 00:29:19ضَ
فصل ليتدبر ما ذم الله به اهل الكتاب من قسوة القلوب بعد اتيانهم الكتاب ومشاهدتهم الايات كاحياء القتيل المضروب ببعض البقرة. يشير الى قصة البقرة فقلنا اضربوه ببعضها فاخذ بعض البقرة وضرب به الميت فاحياه الله - 00:29:34ضَ
فقيل له من قتلك؟ قال فلان بعد ان مات وهذه القصة في سورة البقرة احد خمس قصص ذكر الله فيها احياء الموتى في سورة البقرة هذه واحدة والباقيات ليس هذا موضع ذكرها - 00:30:00ضَ
قال هنا ابعثوا عنها. خمس مواضع في سورة البقرة ذكر الله فيها احياء الموتى في الدنيا. هذه الاولى بقي ابحثوا عنها قال هنا ثم نهينا عن التشبه بهم في ذلك فقيل لنا الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق - 00:30:24ضَ
الى قوله فاسقون. وبين تمام؟ يعني تتمة الاية ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون قال وبين في مواضع اخر سبب قسوة قلوبهم فقال نعوذ بالله من غضبه فبما نقضيهم ميثاقهم - 00:30:47ضَ
عناهم وجعلنا قلوبهم قاسية. بسبب نقضيهم الميثاق لعنهم الله بسبب نقضهم من ميثاق صارت قلوبهم قاسية فاخبر ان قسوة قلوبهم كانت عقوبة لهم على نقضهم ميثاق الله. وهو مخالفتهم لامره وارتكابهم لنهيه - 00:31:13ضَ
بعد ان اخذت عليهم مواثيق الله وعهوده الا يفعلوا ذلك. ثم قال تعالى دون الكلمة عن مواضعه. ونسوا حظا مما ذكروا به فذكر ان قسوة القلب اوجبت لهم خصلتين مذمومتين. احداهما تحريف الكلام عن مواضعه. تحريف الكلم عن مواضعه - 00:31:34ضَ
والثاني نسيانهم حظا مما ذكروا به. والمراد تركهم واهمالهم نصيبا مما ذكروا به من الحكمة الموعظة الحسنة فنسوا ذلك وتركوا العمل به واهملوه وهذان الامران موجودان في الذين فسدوا من علمائنا - 00:32:00ضَ
مشابهتهم اهل الكتاب احدهما تعريف الكلم فان من تفقه لغير العمل يقسى قلبه فلا يشتغل بالعمل بل بتحريف الكلم عن مواضعه وصرف الفاظ الكتاب والسنة عن مواضعها. والتلطف في ذلك - 00:32:20ضَ
بانواع الحيل اللطيفة من حملها على مجازات اللغة المستبعدة ونحو ذلك. والطعن في الفاظ السنن حيث لا يمكنهم الطعن في الفاظ الكتاب ويذمون من تمثل بالنصوص واجراها على ما يفهم منها ويسمونه جاهلا او او - 00:32:40ضَ
وهذا يوجد في المتكلمين في اصول الديانات وفقهاء اهل الرأي وفي صوفية الفلاسفة والمتكلمين فيعيبون على من يقفوا على النصوص ولا يسلك فيها المسالك التي سلكوها هم بانه جاهل وبانه لا يفهم وبانه كما - 00:33:00ضَ
يقولون حشوي وبانه كذا وبانه كذا قال والثاني نسيان حظ مما ذكروا به من العلم النافع فلا تتعظ قلوبهم بل يذمون من تعلم ما يبكيه ويرق قلبه قلبه ويسمونه قاصا. فاذا تعلم الانسان امور السلوك والتزكية وآآ - 00:33:21ضَ
حتى يشعر برقة قلب حتى ينشئ او يقوي خوف الله عز وجل في قلبه قالوا هذا قاس هذا واعظ واعظ هذا ما ما يؤثر ولكي يفرقون يقولون لا نحن نريد عالم لا نريد واعظ. الاصل الاصل ان يكون العالم صاحب الخشية. ان يكون العالم صاحب الخوف - 00:33:45ضَ
الذي يخوف الناس قال وينقل قال وينقل اهل الرأي في كتبهم عن بعض شيوخهم ان ثمرات العلوم. بسم الله تدل على شرفها. فمن اشتغل بالتفسير فغايته ان يقص على الناس ويذكرهم. وبالتالي يقولون علم التفسير هذا ليس مفيدا - 00:34:09ضَ
يعني ايش الذي يتعلم التفسير ايش ايش بيكون يعني؟ بيكون يقص للناس واضح هذا لا يفيد لكن هؤلاء غفلوا ان علم التفسير اجل العلوم لتعلقه باجل الكلام. كلام المولى عز وجل. قال ومن اشتغل برأيه وعلمهم فانه - 00:34:32ضَ
ويقضي ويحكم ويدرس. اي يتولى المناصب يكون قاضيا يكون مفتيا. يكون معلما يكون حاكما وهؤلاء لهم وهؤلاء لهم الذين لهم هذا العمل والابتداء اي الايام التي تقع في في الخبر مزحلقة. تمام؟ وهؤلاء لهم الذين - 00:34:52ضَ
يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. والحامل وهم على هذا شدة محبتهم للدنيا وعلوها ولو انهم زهدوا في الدنيا ورغبوا في الاخرة ونصحوا انفسهم وعباد الله ليتمسكوا بما انزل الله على رسوله صلى - 00:35:16ضَ
الله عليه وسلم والزموا الناس بذلك فكان الناس حينئذ اكثرهم يخرجون عن التقوى فكان يكفيهم ما في نصوص الكتاب والسنة ومن خرج منهم عنهما كان قليلا فكان الله فكان الله يقيض من يفهم من يفهم من معاني النصوص - 00:35:36ضَ
ما يرد به الخارج عنهما الى الرجوع اليهما. ويستغني بذلك عما ولدوه من الفروع الباطلة. والحيل التي بسببها فتحت ابواب الربا وغيره من المحرمات. واستحلت به محارم الله بادنى الحيل. وهذا - 00:35:56ضَ
الكلام محمول على الحيل المذمومة. والا فالحيل نوعان حيل مشروعة وحيل ممنوعة كما فعل اهل الكتاب فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم - 00:36:16ضَ
هذا ختام هذه الرسالة النافعة رسالة فضل علم السلف على علم الخلف. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا بما قرأنا وان لنا في اعمارنا وعلومنا وان يغفر لنا وان يتجاوز عنا اللهم امين. ولعل الله عز وجل ييسر لنا بعد هذه الرسالة - 00:36:36ضَ
ولنقرأ رسالة الامام الغزالي ابي حامد بداية الهداية. وفق الله الجميع والله اعلم وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين - 00:36:56ضَ