التعليق على سورة الفاتحة وقصار المفصل
Transcription
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه - 00:00:00ضَ
ليلة الثلاثاء الثالث عشر من شهر جمادى الاولى بل جمادى الثانية. من عام سبعة وثلاثين واربعمئة والف نجتمع فيها ان تذاكر شيئا من معاني سورة الشمس. وهذه السورة مكية باتفاق اهل العلم. وهي - 00:00:25ضَ
تضمنت شيئا لم تتضمنه اي سورة في القرآن الكريم الا وهو تتابع احد قسما فيها وهذا لا يوجد في موضع اخر من القرآن الكريم كما سيتبين لنا ان شاء الله تعالى - 00:00:45ضَ
بعد قليل والله عز وجل اقسم في هذه السورة بعدد من مخلوقاته العظيمة وقد جمعت في اية واحدة في سورة غافر. لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. ولكن اكثر الناس لا يعلمون - 00:01:05ضَ
ولكن اكثر الناس لا يؤمنون. كونها اكبر لا يعني ان ما دون السماوات والارض ليس بكبير كلها كبيرة لكن خلق السماوات والارض اكبر. والسورة تضمنت القسم بافلاك ونجوم ونفس تتضمنها او تعيش وتسبح في هذه السماوات والارض. فاقسم الله عز وجل - 00:01:25ضَ
بالشمس. وهي التي نراها جعلها الله عز وجل اية على النهار. وجعلها سبحانه وتعالى او جعل جملة كبيرة من مصالح العباد مقترنة بها. ولهذا ينفع الله عز وجل بها كثيرا - 00:01:55ضَ
في قتل الجراثيم في آآ نبات الزروع والثمار وانضاجها ونحو ذلك. ولهذا يتبين الانسان شيء من اثارها حينما يعلم انها تغيب عن اناس اشهر عديدة متوالية فيرون من اثر غيابها وفوات مصالحها شيئا عظيم. شيئا عظيما. ولكن سبحان الله لما كانت هذه الشمس معتادة على - 00:02:15ضَ
اصبحنا لا نشعر بعظمتها. والا فلو تأمل الانسان بغض النظر عن الارقام الفلكية التي يذكرها الفلكيون في درجة حرارتها وفي حجمها ونحو ذلك. فان هذه اشياء لم نتعبد نحن بها. ولم يربط الله عز وجل - 00:02:45ضَ
التفكر بمعرفتها. يكفي ان تتأمل في شروقها وغروبها. يكفي ان تتأمل في شروقها وغروبها. وكون او وكونها تمشي وتسير بحسبان. لا تتخلف ابدا. منذ خلقها الله عز وجل الى يومنا هذا - 00:03:05ضَ
وهي تسير بحسبان. وتسبح في فلك لا تحيد عنه. لا هي ولا القمر ولا بقية النجوم. قال الله عز وجل والشمس تجري لمستقر لها. ذلك تقدير العزيز العليم. والقمر قدرناه منازل. لتعلموا عدد - 00:03:25ضَ
اه وقدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم. لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر. ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون سبحان الله. ولهذا يقول الفلكيون الذين يتحدثون عن ايات الله عز وجل في هذا الكون. ان الشمس منذ ان - 00:03:45ضَ
افلاك والنجوم كلها لا تتخلف يا اخوان في شروقها وغروبها ولا ثانية واحدة. يعني اليوم مثلا في الميلادي يوافق آآ واحد وعشرين مارس واحد وعشرين مارس مخرجها اليوم عندنا هنا وغروبها هو هو قبل - 00:04:05ضَ
مليون سنة. لا يتغير ابدا. لا تتغير ولا ثانية. وهذا شيء عظيم جدا وينبغي للانسان الا يعميه او لا ينسيه تتابع هذه الايات عن تأملها وما قلناه في الشمس نقوله في القمر ونقوله في السماء التي فوقنا وفي الارض التي نمشي عليها. ولهذا اثنى الله عز وجل على من يا اخوان - 00:04:25ضَ
على الذين لا يلهيهم هذا الاعتياد ولا ينسيهم هذا الاعتياد عن الغفلة عن التفكر وذكر الله. قال الله سبحانه وتعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لمن؟ لاولي الالباب. ما صفة هؤلاء - 00:04:55ضَ
يا رب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض هذا التفكر يجعلهم ينطقون ويقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا. سبحانك فقنا عذاب النار. يعرفون انها - 00:05:15ضَ
هذه بعض اثار قدرة الله عز وجل. ومن هذه قدرته وهذا هذه عظمته لا يصح ان يعصى. فيستغفرون عن تقصير في ذكره وفي تعظيمهم وفي تنزيهه سبحانه في تعظيمه وتنزيهه جل وعلا. فالمقصود ايها الاخوة الافاضل - 00:05:35ضَ
ينبغي لنا ان نحيي عبادة التفكر في قلوبنا. ماذا يضرنا؟ بل اقول والله ان هذه احد اسباب زيادة الايمان ومن تأمل النصوص الشرعية وجد ان زيادة الايمان لا يخرج عن ثلاثة اسباب كبرى اولها - 00:05:55ضَ
فعل الطاعات الثانية ترك المعاصي الثالثة التفكر في ايات الله الشرعية كونية. ايات الله الشرعية اللي هي عليكم السلام اللي هي القرآن الكريم. تدبر القرآن والايات الكونية هي التي ترونها في اية ال عمران التفكر في خلق السماء - 00:06:15ضَ
وفي الارض ونحو ذلك. انظر ماذا قال هؤلاء حينما تفكروا في ايات الله وكونية وانظر ماذا قال القسيسون حينما تدبر وتفكروا في ايات الله الشرعية والكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال الله سبحانه وتعالى لتجدن اشد الناس عداوة - 00:06:35ضَ
للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى. لماذا؟ ليس فقط لانهم صار لا لانهم ذلك بان منهم قسيسين ورهبان وانهم لا يستكبرون هذه اول صفة بعكس اليهود وان - 00:06:55ضَ
او انهم لا يستكبرون واذا سمعوا ها ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق اي بسبب ما عرفوا من الحق. يقولون لاحظ كيف يؤثر هذا التدبر والتفكر والتأمل؟ نطقا باللسان - 00:07:15ضَ
وبالقلب ربنا نعم امنا فاكتبنا مع الشاهدين. ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين. اذا هذا التفكر ايها الاخوة في ايات الله الكونية وفي ايات الله الشرعية يورث هذا الخضوع ويورث هذا الانكسار ويورث هذا الذل لله عز وجل ويرث الحياء منه - 00:07:35ضَ
وتعالى ولهذا تجد من جملة العتاب الذي عاتب الله به الكفار على ما يقعون فيه من شرك كفر كونهم غفلوا عن تعظيم الله وقدرته. قال الله عز وجل وما قدروا الله حق قدره. والارض - 00:07:55ضَ
جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. وما قدروا الله حق قدره. ان الله لقوي عزيز الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ان الله لسميع عليم. اذا التفكر في ايات الله الكونية والشرعية يورث الانكسار يورث الذل لله عز - 00:08:15ضَ
عز وجل يورث الاخبات يورث الايمان. يورث دمع العين. يورث انكسارا في القلب. وهذه والله هي نعيم الدنيا وهي لذته وهي جزء من نعيم الجنة الذي يعجله الله للانسان في هذه الحياة ان يطمئن قلبه بذكر الله وبالتفكر في ايات الله - 00:08:35ضَ
في مخلوقاته. والشمس هذا اول مقسم به. والله عز وجل كما تقدم معنا مرارا له ان يقسم بما شاء من مخلوق لكن المخلوق لا يجوز له ان يقسم الا بالله. من كان حالفا فليحلف بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:55ضَ
وضحاها. وعليكم السلام. هذا المخلوق الثاني. هذا المخلوق الثاني. وهو وقت الضحى وبعض اهل العلم من المفسرين كقتاده وغيره يرى ان الضحى شامل للنهار كله. والاقرب هو الاول. والاقرب هو الاول - 00:09:15ضَ
وذلك ان اية الشمس اظهر ما تكون وابرز ما تكون حرارتها وانتشارها وشعاعها في ردعة الضحى. في عز الضحى الثالثة والقمر فاقسم الله عز وجل بالقمر اذا جل اي كف ما على وجه الارض واوضحه. عفوا نعم والنهار والقمر اذا تلاها اي تبع الشمس. والنهار اذا - 00:09:35ضَ
لها اي جل ظلمة الليل. فانكشف النهار وجل الليل كما قال الله سبحانه وتعالى وجعلنا الليل والنهار ايتين. فمحونا اية الليل وجعلنا ايش؟ اية النهار مبصرة. لتبتغوا فضلا من ربكم - 00:10:05ضَ
ولتعلموا عدد السنين والحساب. اذا الشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها. هذه اربعة مخلوقات واربعة اقسام قال والليل اذا يغشاها. هذا القسم الخامس. اي غشى وجه الارض. فيكون ما عليها مظلم - 00:10:25ضَ
وسبب ذلك كما هو معلوم هو انتقال الشمس الى النصف الثاني من الكرة الارضية. والا فالشمس انما اتغيب عن اعيننا؟ انما تغيب عن اعيننا وتغيب او تذهب الى الجهة الاخرى من الكرة الارضية فيحصل التعاقب بين الليل - 00:10:45ضَ
والنهار والظلمة والضياء. وهذا كله لقيام مصالح العباد. ولو ان ولو اننا تصورنا كيف ستكون حياة الناس لو ان الدنيا كلها ظلام او كلها نهار؟ كم سيفوت عليه من المصالح؟ سيفوت - 00:11:05ضَ
مصالح عظيمة جدا ولهذا الله سبحانه وتعالى قال في سورة القصص قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه افلا تسمعون؟ قل ارأيتم ان جعل الله عليكم - 00:11:25ضَ
الليل سرمدا الى يوم القيامة. من اله غير الله يأتيكم بضياء. افلا تبصرون؟ افلا تبصرون هذه اسئلة ايها الاخوة يراد منها التفكر والتعقل والتذكر فانت اذا اجبت على هذا السؤال لا يوجد اله يأتي به - 00:11:45ضَ
غير الله عز وجل اذا اذا اجبت على هذا السؤال ينبغي ان يعود بك هذا الجواب على التفكر والتذكر وذكر الله سبحانه وتعالى هذا واستحضار عظمته وقدرته الى غير ذلك. فقال الله سبحانه وتعالى هنا والليل اذا يغشاها. اذا الله سبحانه وتعالى - 00:12:05ضَ
بين هذين المخلوقين الليل والنهار وبين الشمس والقمر. والله تعالى يقول والقمر اذا تلاها. لانه كما تعلمون القمر يخرج في اول الشهر بعد بعد غروب ايش؟ بعد غروب الشمس. فاذا غربت تلاها القمر في الخروج. وكذلك - 00:12:25ضَ
عند الابداع اي مثل هذه الليالي فانه يتلو الشمس ايضا في في ظهوره يتلو الشمس في ظهوره وهذا من معاني معاني هذه الاية والليل آآ والنهاء نعم والقمر اذا تلاها. كما الان عندنا من قسم والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها - 00:12:45ضَ
النهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها. خمسة اقسام. السادس قال الله سبحانه وتعالى والسماء وما بناها. فاقسم الله عز وجل بالسماء واقسم ما بناها. والمفسرون مختلفون في ماء هذه. هل هي مصدرية - 00:13:05ضَ
او هي بمعنى من؟ فمن قال انها مصدرية فان القسم يكون حينئذ والسماء وبنيانها. ومن بناها الله عز وجل فيكون حينئذ يعني مآل القولين الى معنى واحد لكن الاختلاف في تفسير ماء هذه ومن قال - 00:13:25ضَ
انها ماء بمعنى من فيكون الله عز وجل اقسم بالسماء واقسم بنفسه العلية سبحانه وتعالى. فيكون المعنى ومن بناها. مثل ووالد وما ولد. اي ومن ولد. ومثله فانكحوا ما طاب لكم - 00:13:45ضَ
من النساء وما هنا المقصود بها العاقل بطبيعة الحال فيكون معناها من فما في اللغة العربية تأتي احيانا وان كان الاصل اطلاقها لغير العاقل لكنها تطلق في مواضع من القرآن الكريم ويراد بها العاقل. اذا على كلا القولين يكون المقصود هنا - 00:14:05ضَ
بالقسم بالسماء ويقسام بالله سبحانه وتعالى. والله عز وجل يقسم بنفسه سبحانه وتعالى. كما قال في اية النساء فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الاية الكريمة. كم عندنا من قسم الان؟ سبعة. القسم الثامن - 00:14:25ضَ
والارض فاقسم الله عز وجل بالارض. هذا الكوكب الذي جعله الله سبحانه وتعالى موطنا ومكانا لمعاش الناس. ولا تعلم ان كوكبا اخر ها يصلح للعيش غير هذا الكوكب. واليه يشير القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى - 00:14:45ضَ
وما من دابة في الارظ الا على الله رزقها. وهذا موظع تمدح. فلو كان ثمة مخلوقات موجودة الكواكب الاخرى لقال الله عز وجل وما من دابة تدب الا على الله رزقها. والعلم عند الله. لكن اقصد ان القرآن يشير - 00:15:05ضَ
الى ان الكوكب الوحيد الصالح للعيش هو الارض. والناس كما تعلمون الى الان وهم يبحثون في الكواكب الاخرى لينظروا افيها مخلوقات تعيش او لا وعلى كل حال يعني ليس هذا مقصودنا انما المقصود ان هذه الارض امتن الله سبحانه وتعالى على العباد فيها - 00:15:25ضَ
عظيمة. منها قوله هنا او قسمه جل وعلا بقوله وما وما طحاها. اي مدها وشحنها بالارزاق سبحانه وتعالى. فهو عز وجل مدها ووسعها لينتفع بها الخلق. والله تعالى حينما خلق - 00:15:45ضَ
على هذه الاية قال لعباده هو الذي جعل لكم الارض ايش؟ ذلولا مدللا. فامشوا في مناكبها. وكلوا من رزقه لانه سبحانه وتعالى حشاها وملأها بالارزاق. وجعل الميدان مفتوحا للناس ليطلبوا الرزق. ليطلبوا الرزق فيها - 00:16:05ضَ
هذه تسعة اقسام الان عندنا. القسم العاشر ونفس. فاقسم الله عز وجل بالنفس اه النفس المقصود بها هنا كما هو ظاهر من سياق السورة من اولها الى اخرها هي النفس المكلفة. التي خوطبت بالشرائع - 00:16:25ضَ
وليس كل نفس يعني لا يدخل فيها آآ مثلا الحيوانات وكذا مع انها انفس لان سياق الايات كما هو ظاهر في الحديث عن عن النفس التي تثاب وتعاقب. ويصدق انها فاجرة او تقية. بدليل قوله هنا قد افلح من زكاها وما بعدها. وفي - 00:16:45ضَ
قوم ثمود وانما ذكرت هذا لان بعض المفسرين المتأخرين اشار الى ان كلمة نفس هنا ان يقصد بها كل نفس منفوسة. وهذا القول ضعيف. لان سياق السورة كما ذكرنا من اولها الى اخرها متعلق بدلالة - 00:17:05ضَ
جواب القسم وسياق قصة تمود متعلق بالانفس المكلفة. القسم العاشر ونفس فاقسم الله عز وجل بهذه النفس التي ومن معانيها الروح التي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمها ويسألونك عن الروح - 00:17:25ضَ
قل الروح من امر ربي. وما اوتيتم من العلم الا قليلا. واقسم عز وجل وهذا القسم الحادي عشر تسوية هذه النفس بتسوية هذه النفس. فالله سبحانه وتعالى خلق هذه النفس وجعلها مليئة بالمشاعر - 00:17:45ضَ
مخلوق عظيم جدا يضحك ويبكي يحزن ويفرح يسعد ويشقى في صور احوال عجيبة جدا قد يمر عليك في اليوم الواحد عدة مشاعر. هذه المشاعر من سواها؟ من خلقها؟ من شحن هذه النفس - 00:18:05ضَ
هذه الاشياء الله عز وجل الذي خلقها. وسواها وجعلها بهذه الاحوال. التي اه تمر بهذا المخلوق والا يعني بدون هذا التقليب لهذه النفس بهذه الاحوال فان هذا الجسد يصبح اشبه ما يكون بالجماد - 00:18:25ضَ
ولهذا الله سبحانه وتعالى يقول وانه هو اضحك وابكى وامات وانه مات واحيا وانه خلق الزوجين الذكر والانثى من نطفة اذا تمنع الى غير ذلك من الايات التي تدل على قدرة الله عز وجل في تنويع هذه الاحوال. فسبحان من خلقها وسواها - 00:18:45ضَ
كل هذه الاحد عشر قسما ايها الاخوة. على اي شيء؟ قلنا في اول المجلس انه لا يوجد قسم في القرآن متتابع بهذا في الطول احد عشر قسما متتابعة الا في هذا الموضع. على ماذا؟ على قضية من اخطر القضايا. وهي زكاة هذه النفس - 00:19:05ضَ
اذ لا يمكن ان تنجو نفس يوم القيامة الا وقد الا بهذه بهذا الشرط والقيد وهو جواب القسم قد افلح من زكاها زكاها بالطاعة زكاها بالانقياد. زكاها بالاستجابة لامر الله ورسله. وفي المقابل - 00:19:25ضَ
خيبتها عذابها في الاخرة وشقاؤها المعجل في الدنيا حينما تدس نفسها في المعاصي وترتكس في حمأة الشهوات المحرمة. وتعرض عن الاستجابة لامر الله ورسوله. هذا الكلام العام ذكر الله بعده مثالا تعرفه الامم على قوم دسوا انفسهم في المعاصي فآل امرهم الى ما قد علمتم - 00:19:45ضَ
وهذه السورة بهذا البيان الذي سبق ان ذكرناه هي رسالة لكفار مكة. ولكل من سار على دربهم انه لا فلاح لكم الا ان تستجيبوا. وانكم ان اعرضتم وكفرتم بهذا الرسول الذي بعثناه وتحايلتم - 00:20:15ضَ
على اذيته او قتله او غير ذلك فان هذا مؤذن بعقوبتكم كما عوقب قوم ثمود. وانظروا ايها الاخوة هنا ذكر الله قصة ثمود هنا قد يتساءل الانسان لماذا اختيرت قصة ثمود بالذات؟ لماذا لم تختر مثلا قصة صالح او قصة نوح - 00:20:35ضَ
او قصة موسى على كثرة ما ذكر. السبب والله تعالى اعلم ان هذا الرجل الذي ذكره الله كذبت دمود طغواها يعني بسبب طغيانها واعراضها وترفع عن الحق وقع منها التكذيب. لكن كيف آل امرها بسبب فساد رجل واحد - 00:20:55ضَ
فيها جر قومه الى العذاب والويل والثبور في الدنيا والاخرة. وهو قدر ابن سالف. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ان بعث اليها رجل عزيز منيع في قومه رجل من العلية القوم لكنه خبيث النفس - 00:21:15ضَ
دس نفسه بالكبر مع كون الاية التي جاءتهم من ابصر واوضح الايات قال الله سبحانه وتعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون. واتينا ثمود الناقة مبصرة. ومع كونها مبصرة بينة واضحة لا يمكن ان - 00:21:35ضَ
احد الا الله او رجل يعني او يأتي بها احد الا من عند الله. ومع ذلك فظلموا بها وما نرسل بالايات الا تخويفا فقام هذا الرجل الخبيث الذي كان منيعا في قومه فيقال كما ذكر ابن كثير انه اخذ البيع - 00:21:55ضَ
من قومه انه ان قتل هذه الناقة او ان يتعاهدوا وان يعني يعني يعاهدوه على ان يعينوه على ماذا؟ على قتل الناقة. مع انهم في اول الامر استسلموا للقسمة. هذه ناقة لها شرب - 00:22:15ضَ
ولكم شرب يوم معلوم. لكن ما صبروا والعياذ بالله. غرهم هذا المجرم. هذا الذي هو نموذج لنفس خبيثة دست نفسها في العصيان ولم تتزكى بالطاعة. فلما اخذ عهد عليهم وتواطؤوا معه وتعاونوا على هذه الجريمة النكراء - 00:22:35ضَ
والله سبحانه وتعالى اذ انبعث اشقاها. يعني علم النبي صلى الله عليه وسلم انهم لديهم شيء او مؤامرة. فقال لهم رسول الله ناقة الله احذروا احذروا ناقة الله. واحذروا ان تعتدوا على وقت سقيها. وقت سقيها. وشربها - 00:22:55ضَ
فلم نظلمكم لها شرك لانها كانت ناقة عظيمة جدا يعادل شربها شرب القبيلة باكملها. دابة عظيمة جدا لكن ما احتملوا ذلك. فتواطؤوا فماذا صنع؟ قال الله سبحانه وتعالى فكذبوه. كذبوا هذا النبي. وبعد تكذيبهم او لم - 00:23:15ضَ
كذبوه ترجموا او اظهروا شيئا من اثار تكذيبهم بهذا النبي وبوعيده بعقلهم للناقة لاحظوا الذي عقرها شخص واحد يا اخوان. لكنه بلغ بالطغيان مبلغا عظيما. ولما كان قومه متواطئين معه - 00:23:35ضَ
عمهم الله عز وجل بالعقاب. وهذه سنة الله سبحانه وتعالى في من يفعل المنكر ولا يجد من ينكر عليه. او يجد من يواطؤه ويشجعه ويعينه. وهذا احد اسباب خراب الامم. وتسلط العقوبات عليها. وتسلط الاعداء عليها. واذا اراد - 00:23:55ضَ
ادنى ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا نسأل الله العافية يقول الله سبحانه وتعالى فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم اي عاقبهم الله سبحانه وتعالى - 00:24:15ضَ
ودمر عليهم وعمهم بعقابه ما السبب؟ بذنبهم اي بسبب ماذا؟ بسبب ذنوبهم. كما قال الله عز وجل فاهلكناهم بذنوبهم والله سبحانه وتعالى لا يعذب احدا الا بسبب. قال الله سبحانه وتعالى للصحابة وهم صحابة في غزوة احد - 00:24:35ضَ
فهذا لماذا هزمنا؟ قال الله قل هو من عند انفسكم. فاهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين اي ان الله سبحانه وتعالى سوى بينهم في العقوبة. مع ان القاتل واحد ايها الاخوة. لم؟ لان الراضي - 00:24:55ضَ
وهؤلاء قد اقروه بل اعانوه وبايعوه. وتعاقدوا معه على ان يعني يؤيدوه على هذه الجريمة النكراء. قال الله عز وجل ولا يخاف عقباها. وفي قراءة فلا يخاف عقباها فتكون هذه تفريع على العقوبة. بمعنى ان الله عز وجل - 00:25:15ضَ
فعل هذه العقوبة بهم وهو لا يخشى سبحانه وتعالى شيئا. هو الرب القوي القادر جل في علاه. وكيف يخاف وهو سبحانه وتعالى القاهر فوق عباده. وعباده كلهم لا يخرجون عن قهره ولا عن تصرفه. اذا ايها الاحبة خلاصة القول في هذه السورة العظيمة - 00:25:35ضَ
ان المؤمن كلكم يحفظها. ينبغي لنا جميعا ونحن نقرأها ان نتعاهد انفسنا وان ننظر في زكاتها. وفي تائهة وفي زكاتها. ما الذي يزكيها؟ يزكيها الطاعة. يزكيها البعد عن المعصية. يزكيها التفكر في هذه المخلوقات العظيمة. التي اقسم الله عز - 00:25:55ضَ
وجل بها. ثم يحذر الانسان ان يدس نفسه بالمعاصي والذنوب لان هذا الدس كلما زاد فانه وعلى حساب زكاء النفس. واذا كثر والعياذ بالله في الامة وانتشر فان هذا مؤذن بعقوبة الله سبحانه وتعالى. وعقوبات الله عز وجل - 00:26:15ضَ
لا حصر لها ولا عد لها نسأل الله العافية والسلامة ونسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى الذي خلق هذه النفس فسواها نسأله عز وجل ان يجعلنا ممن تزكى بالطاعة. اللهم انا نسألك يا حي يا قيوم ان تؤتي نفوسنا تقواها وان تزكيها انت خير من زكاها - 00:26:35ضَ
انت وليها ومولاها وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:55ضَ