التعليق على كتاب الفرقان بين الحق والبطلان لابن تيمية

التعليق على كتاب الفرقان بين الحق والبطلان 1436-3-22 هـ (عبدالرحمن بن ناصر البراك) 12

عبدالرحمن البراك

الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى. والمقصود هنا - 00:00:00ضَ

ان السلف كان اعتصامهم بالقرآن والايمان. فلما حدث في الامة ما حدث من التفرق والاختلاف اهل التفرق والاختلاف شيعا. صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والايمان. ولكن على اصول ابتدعها شيوخهم عليها يعتمدون في التوحيد ولكن على اصول ابتدعها - 00:00:20ضَ

شيوخهم عليها يعتمدون في التوحيد والصفات. والقدر والايمان بالرسول وغير ذلك. ثم اظنوا انهم يوافقوها من القرآن احتجوا به. وما خالفها تأولوه. فلهذا تجدهم اذا احتجوا وبالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما. ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى - 00:00:50ضَ

اذ كان اعتمادهم في نفس الامر على غير ذلك. والايات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من ان قصد ردها كيف ما امكن شروع من قصد ردها كيف امكن ليس مقصوده ان - 00:01:20ضَ

ليس مقصوده ان يفهم مراد الرسول. ان يفهم. احسن الله اليكم. ليس مقصوده ان يفهم مراد الرسول بل ان يدفع منازعه عن الاحتجاج بها. ولهذا قال كثير منهم كابي الحسين - 00:01:40ضَ

البصري ومن تبعه كالرازي والامدي وابن الحاجب ان الامة اذا اختلفت في تأويل الاية على قولين جاز من بعدهم احداث قول ثالث. بخلاف ما اذا اختلفوا في الاحكام على قولين. فجوزوا ان تكون الامة مجتمعة - 00:02:00ضَ

على الضلال في تفسير القرآن والحديث. وان يكون الله انزل الآية واراد بها معنى لم يفهمه الصحابة والتابعون ولكن قالوا ان الله اراد معنى اخر. وهم لو تصوروا هذه المقالة لم يقولوا هذا. فان - 00:02:25ضَ

اصلهم ان الامة لا تجتمع على ضلالة. ولا يقولون قولين كلاهما خطأ. والصواب قول ثالث لم اقول لكن قد اعتادوا ان يتأولوا ما خالفهم. والتأويل عندهم مقصوده بيان احتمال في لفظ الاية بجواز ان يراد ذلك المعنى بذلك اللفظ. ولم يستشعروا ان المتأول هو مبين - 00:02:45ضَ

لمراد الاية ولم يستشعروا ان المتأول ان المتأول هو مبين لمراد الايات مخبر عن الله تعالى انه اراد هذا المعنى اذا حملها على معنى. وكذلك اذا قالوا يجوز ان يراد بها هذا المعنى. والامة فالمؤول الذي يفسر النصوص - 00:03:15ضَ

بخلاف ما تدل عليه ليدفع معارضتها لما لمذهبه وعقيدته يا ويله معنا ان هذا مراد الله هذا مراد الله من هذه الايات وبهذا يكون مفتريا على الله يزعمه هذا حكمه على الله بانه اراد هذا المعنى المخالف لظاهر اللفظ - 00:03:45ضَ

ليس باقبح من من رد الاية لانه اذا جحد معناها الظاهر حملها معنى اخر وزعم ان هذا مراد الله قد افترى على الله وباء بإسم ذلك وباء بإسم ذلك يجب على الله - 00:04:33ضَ

واعظم ما يكون من الكذب الكذب على الله ورسوله حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكذلك اذا قالوا يجوز ان يراد بها هذا المعنى - 00:05:10ضَ

والامة قبلهم لم يقولوا اريد بها الا هذا او هذا. فقد جوزوا ان يكون ما اراده الله لم به الامة واخبرت ان مراده غير ما اراده. لكن الذي قاله هؤلاء يتمشى اذا - 00:05:30ضَ

فكان التأويل انه يجوز ان يراد هذا المعنى من غير حكم بانه مراد. وتكون الامة قبلهم كلها اكانت جاهلة بمراد الله ضالة عن معرفته وانقرض عصر الصحابة والتابعين وهم لم يعلموا - 00:05:50ضَ

معنى الاية ولكن طائفة قالت يجوز ان يريد هذا المعنى. وطائفة قالت يجوز ان يريد هذا المعنى ليس فيهم من علم المراد. وجاء الثالث وقال ها هنا معني يجوز ان يكون هو المراد. فاذا كان - 00:06:10ضَ

الامة من الجهل بمعاني القرآن والضلال عن مراد والضلال عن مراد الرب بهذه الحال توجه ما قالوه وبسط هذا له موضع اخر. والمقصود ان كثيرا من المتأخرين لم يصير يعتمدون في دينهم لا على القرآن ولا على الايمان. الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف - 00:06:34ضَ

وفي السلف ولهذا كان السلف اكمل علما وايمانا. وخطأهم اخف وصوابهم اكثر كما وكان الاصل الذي اسسوه هو ما امرهم الله به في قوله. يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين - 00:07:04ضَ

الله ورسوله واتقوا الله. ان الله سميع عليم. فان هذا امر للمؤمنين بما وصف به الملائكة. كما قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه والعباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم - 00:07:24ضَ

يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهم من خشيتي مشفقون ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزي جهنم. كذلك نجزي الظالمين. ووصفهم سبحانه - 00:07:44ضَ

بانهم لا يسبقونه بالقول. وانهم بامره يعملون. فلا يخبرون عن شيء من صفاته. ولا غير صفات الا بعد ان يخبر سبحانه بما يخبر به فيكون خبرهم وقولهم تبعا لخبره وقوله. كما - 00:08:04ضَ

فقال سبحانه لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. واعمالهم تابعة لامره فلا يعملون الا الا ما امرهم هو ان يعملوا به. فهم مطيعون لامره سبحانه. وقد وصف سبحانه بذلك ملائكة النار - 00:08:24ضَ

فقال يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. عليها ملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقد ظن بعضهم ان هذا توكيد. وقال بعضهم بل لا يعصونه في الماضي ويفعلون ما امروا به في المستقبل. واحسنوا من هذا وهذا ان العاصي هو - 00:08:44ضَ

تمتنع من طاعة الامر مع قدرته على الامتثال. فلو لم يفعل ما امر به لعجزه لم يكن عاصيا. فاذا قال لا يعصون الله ما امرهم لم يكن في هذا بيان انهم يفعلون ما يؤمرون. فان العاجز ليس - 00:09:14ضَ

ابي عاص ولا فاعل لما امر به وقال ويفعلون ما يؤمرون ليبين انهم قادرون على فعل ما به فهم لا يتركونه لا عجزا ولا معصية. والمأمور انما يترك. والمأمور انما - 00:09:34ضَ

اتركوا ما امر به لاحد هذين. اما الا يكون قادرا واما ان يكون عاصيا لا يريد الطاعة اذا كان مطيعا يريد طاعة الامر. وهو قادر وجب وجود فعل ما امر به. وكذلك - 00:09:54ضَ

ملائكة المذكورون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقد وصف الملائكة بانهم عباد المعصية الحسن وهو لا يعصون الله ما امروا ويفعلون ما يعني ما فائدة الجملة الثانية - 00:10:14ضَ

مجرد تأكيد. ليس فيها معنى جديد ولكن التحقيق هو الذي يعني رجحه الشيخ وهو ان قوله لا يعصون الله ما يلزم من من عدم المعصية فعل المأمور انه قد قد لا يفعل المأمور قد لا يفعل ما امر به - 00:10:43ضَ

لا لمعصيته بل لعجزه قال ويفعلون وهم لا يعصون الله ويفعلون ما امروا به طاعة لله سبحانه وتعالى وعلى هذا فمن يفعل المأمور ليس بعاصي ومن يفعل ما ومن لا يفعل المأمور عجزا ليس بعاصي - 00:11:19ضَ

يفعل المأموم طاعته هذا مطيع ليس بعاصي ومن نايف عالمأمور عجل ايضا هو ليس بعاصي فتنقل فعل اما ان يكون للمعصية من ترك فعل المأمور عجزا فهو معذور ومن تركه معصية فهو - 00:12:08ضَ

حاسم الله اليكم وقد وصف الملائكة بانهم عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ثم لا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيتهم مشفقون. ومن يقل منهم اني اله من دوني فذلك نجزيه جهنم. كذلك - 00:12:39ضَ

كنجزي الظالمين فالملائكة مصدقون بخبر ربهم مطيعون لامره ولا يخبرون حتى يخبر ولا يعملون حتى تأمر كما قال تعالى لا يسبقونه بالقول وهم بامره. وقد امر الله المؤمنين ان يكونوا مع الله ورسوله كذلك - 00:13:06ضَ

فان البشر لم يسمعوا كلام الله منه. بل بين بل بينهم وبينه رسول من البشر. فعليهم الا يقولوا حتى يقول الرسول ما بلغهم عن الله. ولا يعملون الا بما امرهم به كما قال تعالى. يا ايها الذين امنوا لا - 00:13:26ضَ

تقدم بين يدي الله ورسوله. واتقوا الله ان الله سميع عليم. قال مجاهد رحمه الله لا تفتاتوا عليه شيء حتى يقضيه الله على لسانه. تقدم معناه تتقدم وهو فعل لازم. وقد قرئ تقدم - 00:13:46ضَ

قالوا قدم وتقدم كما يقال بين وتبين. وقد يستعمل قدم متعديا. اي قدم غيره لكن هنا هو فعل لازم فلا تقدم معناه لا تتقدم بين يدي الله ورسوله. فعلى كل مؤمن - 00:14:06ضَ

الا يتكلم في شيء من الدين. الا تبعا لما جاء به الرسول. ولا يتقدم بين لا يحرم الا ما حرم الله ولا يحل الا ما احله الله ولا يوجب الا ما اوجبه الله - 00:14:26ضَ

المؤمن ان يكون حكمه على الاشياء تبعا لحكم الله ولا يتقدم بين يدي الله ورسوله يستعجل يحرم الله ورسوله او يوجب ويستحق قال المفسرون لا تقولوا حتى يقول لا تتقدم لا تقدموا باذن الله ورسوله - 00:14:45ضَ

يعني لا تقولوا حتى يقولوا ولا تأمر الا بما امر به ولا تنهوا الا عما نهى عنه. نعم الله اليكم. ولا يتقدم بين يديه بل ينظر ما قال فيكون قوله تبعا لقوله وعمله تبعا لامره - 00:15:13ضَ

هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم. ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم باحسان وائمة المسلمين. فلهذا لم يكن احد احد منهم يعارض النصوص بمعقوله. ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول. واذا اراد معرفة شيء من الدين - 00:15:30ضَ

الكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول. فمنه يتعلم وبه يتكلم. وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل فهذا اصل اهل السنة واهل البدع قال رحمه الله فلهذا لم يكن احد منهم يعارض النصوص بمعقوله. ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول. واذا - 00:15:50ضَ

فاراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول فمنه يتعلم وبه وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل فهذا اصل اهل السنة واهل البدع لا يجعلون اعتمادا لهم في الباطن ونفس الامر على ما تلقوه عن الرسول. بل على ما رأوه او ذاقوه. ثم ان وجدوا السنة توافق - 00:16:18ضَ

والا لم يبالوا بذلك. فاذا وجدوها تخالفه اعرضوا عنها تفويضا. او حرفوها تأويلا فهذا هو الفرقان بين اهل الايمان والسنة واهل النفاق والبدعة. وان كان هؤلاء لهم من الايمان نصيب - 00:16:48ضَ

نصيب وافر من اتباع السنة. لكن فيهم من النفاق والبدعة بحسب ما تقدموا بين يدي الله ورسوله وخالفوا الله ورسوله ثم ان لم يعلموا هذه كلمة يعني تتضبر العدل في الحكم على - 00:17:08ضَ

من الطوائف المتكلمين يريد الحق لكنه اخطأ لهذا يقول الشيخ انهم له نصيب من الايمان يؤمنون بالله ورسوله ويعظمون القرآن يعظمون الرسول يعظمون الصحابة المخلطون من العصاة وصاة المسلمين الامور العملية - 00:17:28ضَ

هؤلاء مخالفون منهم العصاة ومنهم المخطئون خطأ في مواضع ان الخطأ ايضا مغفور حتى في المسائل الاعتقادية الواحد اصله معرفة الحق اما المعاند المتعصب يحمل من الوزر نعم الله اليكم - 00:18:20ضَ

قال لكن فيه من النفاق والبدعة بحسب ما تقدموا فيه بين يدي الله ورسوله. وخالفوا الله ورسوله ثم ان لم اعلموا ان ذلك يخالف الرسول. ولو علموا لما قالوه لم يكونوا منافقين. بل ناقص الايمان مبتدعين - 00:18:54ضَ

خطأهم مغفور لهم. لا يعاقبون عليه وان نقصوا به. فصل وكل من خالف. جزاك الله خير من بعده - 00:19:14ضَ