Baheth

محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اليوم معنا التعليق على كتاب تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة رحمه الله تعالى محمد احسن الله اليكم. شد شوي عشان ما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على - 00:00:00ضَ

على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين العاشر دوام الحرص على الازدياد بملازمة الجد والاجتهاد. نعم. والمقصود الادب العاشر او الامر العاشر مما ينبغي لمن جلس للتعليم ونال قدرا من العلم - 00:00:30ضَ

ان يكون هذا الادب عنده الا وهو ان يحرص على دوام الازدياد ويلازم الجد والاجتهاد على الاوراد فلا يقصر باوراده من الذكر والاستغفار والصلاة وغيرها وكذلك ايضا يحرص على الجد والاجتهاد في - 00:00:56ضَ

اموره العلمية فيواظب على آآ على التعلم والتعليم وقراءة الكتب والبحث والاطلاع وغيرها فلا ينبغي لمن نال حظا من من العلم وجلس للتعليم ان يقف عن العمل فليحرص على العمل وعلى قراءة القرآن وعلى الذكر وعلى الصلاة - 00:01:21ضَ

وعلى الصيام وكذلك ايضا على الدعوة وعلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكذلك ايضا يحرص على ان يكون له نصيب من التزود العلمي فانه وان جلس للتعليم فانه ما زال محتاجا للتزود من العلم. ولذا قال الله جل وعلا - 00:01:46ضَ

نبيه صلى الله عليه وسلم وهو ينزل عليه الوحي صباحا ومساء قال وقل ربي زدني علما ثم ذكر جملة من الامور المناسبة لهذا. نعم احسن الله اليكم والمواظبة على وظائف الاوراد من العبادة والاشتغال والاشغال - 00:02:06ضَ

قراءة واقراء ومطالعة وفكرا وتعليقا وحفظا وتصنيفا وبحثا ولا يضيع شيئا من اوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل الا بقدر الضرورة من اكل او من اكل او شرب او نوم او استراحة لملل او اداء حق زوجة او زائر - 00:02:29ضَ

او تحصيل قوت وغيره مما يحتاج اليه او لالم او غيره مما يتعذر معه فان بقية عمر المؤمن لا قيمة له. ومن استوى يومه فهو مغبون. وكان بعضهم لا يترك - 00:02:58ضَ

لعروض مرض خفيف او الم لطيف. بل كان يستشفي بالعلم ويشتغل بقدر الامكان كما اذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر احيانا فننتكس وذلك لان درجة العلم درجة وراثة الانبياء. ولا تنال المعالي الا بشق الانفس. وفي صحيح مسلم - 00:03:18ضَ

عن يحيى ابن ابي كثير قال لا يستطاع العلم براحة الجسم. وفي الحديث حفت الجنة بالمكاره. وكما ولابد دون الشهد من ابر النحل. وكما قيل لا تحسب المجد تمرا انت اكله - 00:03:49ضَ

لا تبلغوا المجد حتى تلعن الشافعي رضي الله عنه حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهده في الاستكثار من علمه. والصبر على كل عارض دون طلبه. واخلاص النية لله تعالى في ادراك علمنا الصمد - 00:04:09ضَ

واستنباطا والرغبة الى الله تعالى في العون عليه. وقال الربيع لم ارى الشافعي رضي الله عنه آكلا بنهار ولا نائما بليل لاشتغاله بالتصنيف. ومع ذلك فلا تحمل نفسه فوق طاقتها كي لم تسأم كي لا تسأم وتمل. فربما نفرت نفرة لا يمكنه تداره - 00:04:29ضَ

وتداركها بل يكون امره في ذلك قصدا قصدا وكل انسان ابصر بنفسه وهذا هو خلاصة الحاصل ان المعلم والعالم وطالب العلم ايضا من باب اولى في هذا ينبغي عليهم ان يحرصوا على الجد والاجتهاد - 00:04:57ضَ

ويكون جدهم واجتهادهم على حسب قدراتهم والناس ليسوا واحدا. فمن الناس من يستطيع ان يغتنم ثلثي يومه ومنهم من لا يستطيع ان يغتنم من يومه الا ساعتين. فلو زاد لربما تعبت نفسه او نفرت - 00:05:19ضَ

لكن يربي الانسان نفسه على الاستفادة بما يقويها ويعلي همتها وذلك بالاطلاع على فضل العلم المعارف ونحوها وكذلك ايضا يربي نفسه بالتدرب والتمرس على هذا الامر ومما ينبغي لطالب العلم ايضا ان يحرص عليه وللمعلم ان يحرص عليه - 00:05:39ضَ

ان يكون عنده نهمة في الطلب نهمة الطلب ما تنقطع بحفظ كتاب والحرص على التزود ما تنقطع ختم علم من العلوم او فن من الفنون او درس من الدروس الامام ابراهيم الحربي كانوا يقولون ما فقدناه في درس نحو ولا لغة اكثر من اربعين سنة مع انهم من ائمة الحديث - 00:06:03ضَ

وبقي هذه المدة. احمد ابن ابي زهير يقول حضرت عند الامام احمد زهاء اثنا عشر سنة واولاده يقرأون عليه المسند قرابة اثنعشر سنة وهو يلازم هذه الدروس وهكذا ينبغي لطالب العلم ان يكون هذا عنده وللمعلم ان يكون هذا عنده فلا تظع حدا للتزود العلمي. ولا زمنا - 00:06:28ضَ

التزود العلمي وقل رب زدني علما الى ان توسد قبرك. والكلام على هذا يطول والاطلاع على صبر العلماء وجدهم واجتهادهم وقيمة الزمن عند العلماء وحرصهم على استغلال اوقات الشدائد فظلا عن استغلال اوقات الرخاء يطول ذكره - 00:06:54ضَ

الامام اه يعني اه لما ننظر الى بعض الائمة رحمهم الله واستغلالهم اوقات الشدائد نرى عجبا المبسوط للسرخسي رحمه الله قرابة ثلاثين جزء املاه على طلابه وهو محبوس في جب - 00:07:14ضَ

وهو في جب يعني في بئر محبوس جلس مدة طويلة والطلب يقرأون عليه وهو يملي عليهم حتى حتى خرج لنا هذا السحر العظيم اذا كان هذا بذله في وقت الشدة - 00:07:34ضَ

فكيف يكون بذله في وقت الرخاء؟ لكن لنعلم ان استغلال اوقات الضيق واوقات الشدائد لا يمكن للانسان ان يستغل الا اذا كان مستغلا لاوقات الرخاء والحاصل ان طالب العلم يحرص لكن ينبغي عليه - 00:07:46ضَ

ان يتوازن والقصد القصد تبلغ. نعم احسن الله اليكم. الحادي عشر الا يستنكف ان يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه ممن هو دونه منصبا او نسبا او سنا فليكونوا حريصا على الفائدة حيث كانت. والحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها - 00:08:02ضَ

قال سعيد بن جبير لا يزال الرجل عالما ما تعلم فاذا ترك التعلم وظن انه قد استغنى ما عنده فهو اجهل ما يكون وانشد بعض العرب وليس العمى طول السؤال وانما تمام العمى طول السكوت على الجهل - 00:08:31ضَ

وكان على الجهل وكان تسكين الهاء على الجهل تستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم. قال الحميدي وهو تلميذ الشافعي من مكة الى مصر فكنت استفيد منه المسائل وكان يستفيد مني الحديث. وقال احمد بن حنبل قال لنا الشافعي انتم - 00:08:56ضَ

صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى اخذ به. وصح رواية جماعة من الصحابة وابلغ من ذلك كله. قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي. وقال امرني ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا قالوا من فوائدي الا يمتنع الفاضل من الاخذ - 00:09:29ضَ

نعم وهذه وصية عظيمة جدا. ينبغي للانسان ان ينتبه لها الا يستنكف العالم والمعلم ان يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه الحكمة ظالة المؤمن ان وجدها فهو احق بها - 00:09:59ضَ

فاذا جاءته الفائدة والتوجيه والنصيحة والمعلومة ممن هو دونه في باب من ابواب العلم. لكن افاده في هذا الباب فلا ينبغي ان له رؤية تحمله رؤية الذات او معرفة نفسه او قدره آآ ان آآ الا يستفيدها من هذا - 00:10:19ضَ

الرجل النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي هريرة لما اخبره حينما امره ان يحفظ مال الزكاة وفي اخر المطاف قال فقال لي الذي اخذ من الزكاة دعني واحدثك بامر - 00:10:41ضَ

ثم قال اقرأ اية الكرسي فانك ان قرأتها لا يقربك شيطان حتى تصبح. قال صدقك وهو كذوب. اعلمت من من كنت تحدث طيلة ثلاث ليال؟ قال لا. قال ذاك الشيطان. اذا كان الشيطان قبل منه النبي صلى الله قبل منه النبي صلى الله عليه وسلم ما اخبر به - 00:10:59ضَ

اخبر ابا هريرة انه صدقة فكيف بطالب علم اه يحمل من العلم والدين الشيء الكثير. خلاصة الكلام ان طالب العلم والعالم ينبغي ان تكون ان يكون الحق طلبته فان علمت ان هناك من هو - 00:11:21ضَ

من يعلم علما ليس عندك ولو كان اقل منك اصغر منك سنا او اقل منك شهرة او اقل منك قدرا عند الناس فينبغي عليك ان تجلس جلسة المتواضع الامام احمد كان يذاكر احد طلابه ببعض الاحاديث فاذا عند هذا الطالب حديث - 00:11:39ضَ

ليس عند الامام احمد باسناده فقام الامام احمد وجلس بين يديه جلسة المتعلم فقال يا ابا عبد الله اجلس في محلك فقال لا هكذا نأخذ الحديث هكذا يتعلم العلم هكذا يتربى الانسان - 00:11:59ضَ

البعض من الناس احيانا قد ينال شهادة دنيوية او ينال علما معينا فيوفق الله عز وجل من هو دونه في الشهادة الدنيوية او في الشهرة لعلم ليس عنده فتأنف نفسه. ان يجلس بين يديه لكونه اصغر منه. قد يكون هذا فاقك - 00:12:15ضَ

وان كان اصغر منك سنا. ولذلك هذه وصية عظيمة من الشيخ رحمه الله من لم يوفق للغلبة على او التغلب على نفسه فيها سيفوته خير كثير. الله جل وعلا جعل علوما عند اناس - 00:12:36ضَ

هم اقل من غيرهم انظر الى الخضر الخضر اقل من موسى عليه السلام اختلف في نبوته واما موسى فهو كليم الله ومع ذلك الله جل وعلا قال لموسى عليه السلام بلى ان عبدا من عباده - 00:12:51ضَ

بمجمع البحرين عنده علم ليس عندك. فسن لنا موسى عليه السلام هذه السنة. فبهداه مقتضى ورحل حتى جاء الى هذا الرجل وكان يشتد على موسى عليه السلام في بعض الامور - 00:13:06ضَ

ومع ذلك موسى عليه السلام يصبر. فحري بنا نحن طلبة العلم ان نصبر وان يكون العلم طلبتنا وايضا ان لا نقف عند حد في التعلم قرأت الكتاب مرة اقرأه اثنتان - 00:13:23ضَ

حضرت الدرس سنة احضروه سنتين حفظت اعد انظر الامام الذهبي رحمه الله احيانا تجد في تراجمه لبعض الائمة يقول ختم القرآن في الكتاتيب عشرين مرة فلان حفظ القرآن عند الشيخ. ثم اعاده عليه عشرين مرة - 00:13:38ضَ

ومن الناس من ختم محفوظه في السنة عند شيخه مرارا كثيرة ومنهم من قرأ الفقه على شيخه مرارا كثيرة. وقد ضربنا مثالا بالامام المزاني رحمه الله واحمد ابن ابي زهير وغيرهم من الائمة. فهذه وصية ايضا عظيمة نعم - 00:13:59ضَ

عشان نختم اه احسن الله اليكم. الثاني عشر الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف لكن مع تمام الفضيلة وكمال الاهلية فانه يطلع على حقائق الفنون ودقائق العلوم. للاختيار الى كثرة التفتيش والمطالعة والتنقيب والمراجعة - 00:14:19ضَ

وهو كما قال الخطيب البغدادي يثبت الحفظ ويذكر ويشهد الطبع ويجد البيان ويقسم جميل الذكر وجزيل الاجر. ويخلده الى اخر الدهر والاولى ان يعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة اليه. وليكن اعتناءه بما لم يسبق الى تصنيف - 00:14:45ضَ

معرضا عن التطويل الممل والايجاز المخل مع اعطاء كل مصنف ما يليق به. ولا يخرج تصنيفه من يده قبل تهذيبه. وتكرير النظر فيه وترتيبه ومن الناس من ينكر التصنيف والتأليف في هذا الزمان على من ظهرت اهليته. وعرفت - 00:15:13ضَ

ولا وجه لهذا الانكار الا التنافس بين اهل الاعصار. والا فمن اذا تصرف في مداد وورقتك وورقه بكتابة ما شاء من اشعار او حكايات مباحة او غير ذلك لا ينكر عليه - 00:15:43ضَ

فلما اذا تصرف به بتسويد ما ينتفع به ما ينتفع به من علوم الشريعة يمكر ويستهجن اما من لم يتأهل لذلك فالانكار عليهم متجه. لما يتضمن من الجهل وتغرير من يقف على - 00:16:03ضَ

التصنيف به ولكونه يضيع زمانه فيما لم يتقنه ويدع الاتقان الذي هو نعم ها هنا تنبيهات عديدة اشار الشيخ اليها اشير اليه على سبيل الايجاز اولها ان من فتح الله عليه في العلم - 00:16:25ضَ

يحسن به ان يعتني بالتصنيف كتب العالم ومؤلفاته اولاده المخلدون. مات العلماء. لكن بقيت تصانيفهم ما زلنا نستفيد من تصانيف الائمة. الامام احمد وكذلك ما لك والشافعي وابو حنيفة ومن بعدهم كالبخاري - 00:16:47ضَ

مسلم وابي داوود واصحاب السنن ومن بعدهم من الشراح والمؤلفين الى زماننا بقوا لان لهم اولاد علميون بقوا وهذا التصنيف ما جاء من فراغ الف غيرهم من المؤلفين باعداد لا حصر لها. لكن انما بقيت التأليف المحررة التي الفها علماء افذاذ. واما غيره - 00:17:08ضَ

فهي موجودة مخطوطات لا يقوم احد باخراجها لانها لا تساوي التعب الذي سيبذل فيها ولذلك التصنيف مهم لكن انما يوصى به من تأهل من عنده القدرة. اما من ليس عنده القدرة فينبغي عليه الا يتعب نفسه - 00:17:36ضَ

عليك بالحفظ بالفهم بالقراءة بالاطلاع بالتوسع واذا تأهلت فصنف ثانيا ينبغي لمن اراد ان يصنف الا يكرر ما كتبه غيره. فان في هذا تضيع الازمان بلا فائدة كبيرة ترجى. وانما - 00:17:58ضَ

الى ما يستفيد غيره منه. اختصار او توضيح لبعض المهام او آآ عرظ هذه المسائل بطريقة معينة فالتصنيف ليس لذات التصنيف. وانما لاظهار العلم بطريقة آآ يفتحها الله على من يشاء - 00:18:19ضَ

امر اخر وهو ان من صنف كتابا او رسالة فينبغي عليه ان لا يستعجل باخراجها كم من كتاب قد تصفحته وقلت في نفسي قد اصلحته حتى اذا راجعته ثانيا وجدت تصحيفا فصححته - 00:18:38ضَ

لا يستعجل باخراجه من اهل العلم من بقي كتابه عنده عشرين سنة الكتاب محرر وموضوع لانه يريد ان يحرره اكثر لكن اذا كان هناك احتياج اليه فاخرجه اذا اطمئن العالم الى كتابه وهكذا الحاصل ان العلماء - 00:18:54ضَ

الموفقون يعرفون متى يخرجون ومتى آآ يؤلفون ومتى يدونون وكل هذا توفيق من الله. لكن العجلة في التصنيف مذمومة وكذلك اخراج الكتاب قبل تحريره مذموم. واذا الف الانسان فقد عرظ عقله على العلماء - 00:19:17ضَ

فانهم يميزون فينبغي عليه ان يحرر ويضبط ويتقن ولا مانع ان ينتظر بعد تصنيف الكتاب سنة سنتين ثلاث سنوات اربع سنوات خمس عشر ما يظير ذلك اسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:19:38ضَ