الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه واشكره واثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه - 00:00:00
واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاحبتي الاعزاء في يومنا هذا نتدارس اواخر سورة المؤمنون لعل الله جل وعلا ان يختم لنا بخير ولعلنا نستمع الايات اولا ثم بعد ذلك ابدأ بتفسيرها - 00:00:16
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. فاذا - 00:00:38
نفخ في الصور فلا انسب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تنفح وجوههم النار وهم فيها كالحون. الم تكن - 00:01:16
اياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما كل ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلموا انه كان فريق من - 00:02:06
عبادي يقولون ربنا يقولون ربنا امنا فاغفر اغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين اتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري. وكنتم اني جزيتهم اليوم بما صبروا قال كم لبثتم في عدد سنين - 00:02:50
قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون افحسبتم انما خلقناكم عبثا. وانكم الينا لا فتعالى الله الملك الحق. لا اله الا - 00:03:41
رب العرش ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. فانما ابوه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين يذكر الله جل وعلا الناس - 00:04:23
بموقفين عصيبين لهم اولهما موقف ورود ملك الموت عليهم حينما يريد ان يأخذ ارواحهم وان يقبضها فتذكر يا ايها الانسان ذلك الموطن والثاني موقف القيامة عند ورود الحساب فاما الموقف الاول فذكره تعالى بقوله حتى اذا جاء احدهم الموت - 00:05:02
اي سيستمرون على حياتهم وعلى طريقتهم وعلى مخالفتهم حتى اذا حتى حتى يأتيهم ملك الموت. وبالتالي قرر عليهم الموت. فاذا عاين انسان ما ينزل به وبدأ يستشعر انه سينتقل من هذه الدار الدنيا - 00:05:36
تركوا ما فيها مما كسبه ومما ملكه ففي تلك الحال يطلب من ربه ان يبقى في الدنيا. وان يرجع اليها. وان يمكن وان يمكن من طاعة الله عز وجل لماذا؟ لانه قد ندم على ما فوته من اوقات عمره حيث - 00:06:06
على معاصي الله تفريطا في جنب الله. وبالتالي يسأل ربه ان يرجع الى الدنيا ماذا يرجع للدنيا؟ قال لعلي اعمل صالحا اي مراده من ان يرجع ان يتمكن من اداء ما يقربه الى الله عز وجل مما يكون على - 00:06:34
بمحمد صلى الله عليه وسلم ويكون بنية صافية صالحة يريد بها ارضاء رب العزة والجلال فرد الله عليه قال لعلي اعمل صالحا فيما تركت فيما تركت قيل من الاوقات وقيل من الاموال وقيل من متاع الدنيا الذي - 00:06:58
اصبح لورثته من بعده ولن يتمكن من الانتفاع به فجاء الجواب على سؤاله الرجعة كلا لا يمكن ان ترجع وليس هناك تحقيق لطلبك بالرجوع قيل الدنيا وهذا الكلام الذي تكلم به لما قال ربي ارجعون انما هي كلمة - 00:07:25
يقولها لكنه لو رد الى الحياة الدنيا لما وفى بذلك ولكان من شأنه ان يخلف هذا الوعد الذي عقده على نفسه كما قال جل وعلا في كتابه ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات - 00:07:54
بنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا وعنه وانهم لكاذبون ثم قال تعالى ومن ورائهم اي ان الله جل وعلا - 00:08:20
قد جعل بعد الموت حياة ثانية قبل حياة الاخرة الا وهي حياة البرزخ حياة البرزخ المراد بالبرزخ حياة القبور التي يبقى الناس فيها الى يوم البعث. ففي حياتي البرزخ هناك نعيم لاصحاب الطاعات - 00:08:39
وهناك عذاب وعقاب المخالفين لحالهم فانت يا ايها الانسان لا زلت في زمن الادراك لا تحوج نفسك الى ان تتمنى الرجوع للدنيا من اجل ان تعمل عملا صالحا. بل عليك ان تستدرك - 00:09:06
كنفسك اليوم بالتوبة الصادقة وبالعزم الاكيد على فعل الطاعات اما الموقف الثاني فذكره الله جل وعلا في قوله فاذا نفخ في الصور السور الة عظيمة قرن كبير ينفخ فيه فينتشر صوته - 00:09:32
في العالم اجمع وقد وكل بالنفخ فيه ملك من الملائكة فاذا نفخ في الصور النفخة المؤزنة بوقوع القيامة فحينئذ لا انساب بينهم هذا النسب الذي يفتخر به الانسان ويظن علو نفسه بسببه - 00:10:00
حينئذ لا قيمة له في الاخرة وهكذا القرابة الذين يربطهم النسب بك لن ينفعوك في ذلك اليوم ولن يتمكنوا من القيام معك وبالتالي انت مشتغل بما انت فيه فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون - 00:10:27
كل واحد من الناس منشغل بنفسه وبالتالي لن يقوم بنفع قرابته ولا بنفع الاخرين ثم ينقسم الناس الى قسمين بانه ستوضع الموازين يوزن فيها اعمال بني ادم ويوزن فيها الصحف التي كتبت - 00:10:53
فيها اعمالهم ويوضع فيها ايضا ابن ادم فيوزن فيها فمن ثقلت موازينه اي ان موازينه اصبحت راجحة برجحان حسناته على سيئاته فحينئذ يبشرون بالفوز والفلاح والنجاة ينالون مطلوبهم ويتنعمون بفظل ربهم ويقيهم الله شر ما كانوا يحذرون - 00:11:21
من نار جهنم ويقابلهم من خفت موازينه. لماذا تخف موازينهم؟ لان سيئاتهم كانت اعظم ومن حسناتهم فمن كان كذلك فهؤلاء الذين خسروا انفسهم ضيعوها وجعلوها تخسر بولوجهم في نار جهنم - 00:11:55
تلك النار العظيمة المحرقة في جهنم خالدون يبقون فيها ابد ابد الاباد ويمكثون فيها لا يستطيعون ان يخرجوا منها ما شأنهم في تلك النار تلفح وجوههم النار اي ان ان النار تأتيهم حتى تصل الى وجوههم - 00:12:22
وهم يشاهدون فتحرقها شيئا فشيئا. وهم فيها كالحون. اي ان وجوههم تغيرت بسبب تلك النار حتى ان شفاههم تقلصت عن اسنانهم فاصبحوا كأنهم ذلك الشخص المعبس الذي تكدر بسبب وجود الاخبار المحزنة المؤثرة - 00:12:50
ما الذي جعله كذلك تلك النار المحرقة ثم يخاطبون على جهة التبكيت لهم والتقريع ايات القرآن وصلت لكم وايات الله جاءت اليكم وكانت تتلى وتقرأ عليكم وكنتم لا تقابلونها الا بالتكذيب والاعراض وعدم التصديق لها وعدم الانقياد - 00:13:20
اليها فردوا على ذلك فقالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ظالين نعترف بخطأنا قالوا نعترف خطأنا وان الشقاء قد غلبنا. وآآ بالتالي نعترف اننا كنا ممن اضاع وممن لم يسلك طريق الحق والهداية فيعترفون الاعتراف الكامل بخطأهم - 00:13:53
وظلالهم وشقائهم. لكن يقولون اعطنا فرصة اخرى ويقولون ربنا اخرجنا من النار اخرجنا اي ابعدنا عن نار جهنم واجعل لنا فرصة اخرى فاذا لم ننجح في الفرصة الاخرى فحينئذ نعترف باننا على اشد درجات الظلم قد ظلمنا انفسنا - 00:14:30
وبالتالي لا عذر لنا فرد الله عليهم ردا يبكتهم ويقطع املهم ورجاءهم فيقول اخسئوا فيها اي عودوا فيها خاسئين ذليلين ولن نسمح لكم بان تطلبوا مثل هذا الطلب ويذكرهم رب العزة والجلال بموقفهم من المؤمنين - 00:15:00
الذين قال عنهم انه كان فريق من عبادي. اي هناك طائفة من عباد الله الذين خلقهم الله بعبوديته كانوا يقولون في الدنيا ربنا امنا وهم قد اقروا وامنوا بالله جل وعلا صدقوا بكلامه - 00:15:31
قاموا على شرعه وامتثلوا امره فكان ومع ذلك كانوا يطلبون من الله ان يغفر لهم وان يتجاوز لهم عن اخطائهم. وانتم لم تكونوا تفعلون ذلك وكانوا يطلبون من الله ان ينزل رحمته بهم - 00:16:01
فيرحمهم في الدنيا وفي الاخرة. وكانوا يقرون بان الله خير الراحمين. افضل من انزل الرحمات وهو سبحانه الرحمن لا ينزل الرحمات سواه. وهو سبحانه خير الراحمين لكنكم لم تقف معهم ولم تفعلوا مثل فعلهم - 00:16:23
وانما قابلتم فعلهم بمقابلة شنيعة الا وهو انكم اصبحتم تستهزئون بهم وتسخرون منهم فجعلتموهم محلا لسخريتكم واستهزائكم حتى استمر بكم الحال في السخرية والاستهزاء ان جعلكم تعرضون عن ذكر الله وتعرظون عن ايات الله وما يذكركم بهم سبحانه - 00:16:52
وكنتم تستمرون على الضحك منهم والسخرية بهم حينئذ شاهدوا الفرق بين حالكم وحالهم. انتم في نار جهنم خالدين فيها. وانتم تلفحكم النار وانتم فيها كالحون. اما هؤلاء الذين كنتم تسخرون منهم في الدنيا فانني اعطيهم - 00:17:24
كثيرا وثوابا جزيلا بسبب صبرهم على ما كنتم تعرضونه لهم من انواع الاذى. وبالتالي لما صبروا على طاعة الله وصبروا على استهزائكم وسخريتكم جعلتهم الفائزين الذين ينالون خيري الدنيا والاخرة - 00:17:53
وحينئذ الا تذكرون انكم كنتم في الدنيا كان لكم فرصة قبل موتكم بحيث تتمكنون من عبودية الله ومن ان تكونوا من هؤلاء الطيبين عباد الله المؤمنين فقال لهم قال كم لبثتم في الارض عدد السنين؟ اي ما هي المدة التي بقيتم فيها في الدنيا؟ وكم - 00:18:24
دار العمر الذي اضعتموه فلم تعودوا الى الله فيه. كم يوم وكم ساعة وكم وكم ثانية مرت عليك يا ايها الانسان لم تعد فيها الى الله وبالتالي ستسأل عنها يوم - 00:18:58
القيامة فما كان منهم الا ان قالوا مضت الايام سريعا وبالتالي لا نستشعر اننا بقينا فيها زمنا طويلا انما لبثنا يوما او بعضا يوم هكذا قالوا ولذا قالوا فاسأل العادين. اي ارجع بالسؤال والاستفسار عن اولئك الذين يهتمون - 00:19:18
بالحساب حساب الايام والشهور ويعدونها فاسألهم فاننا لم نبق الا قليلا فقال الله لهم نعم لم تبقوا الا قليلا زمن يسير كان يمكنكم ان تطيعوا الله فيه وان تقوموا بعبوديته ولكنكم اضعتموه وحينئذ - 00:19:51
تأملوا نتيجة فعلكم قال ان لبثتم الا قليلا اي مكثكم في الدنيا زمن قليل. تتمكنون فيه من طاعة الله ومن الصبر عليه. لو انتم ذلك لنلتم الجزاء الكثير على العمل اليسير في تلك الايام القليلة. لو انكم كنتم تعلمون - 00:20:16
اي لو كان عندكم علم ينفعكم لو كان عندكم استعداد للاخرة وتجهز لها وحينئذ قال لهم الله جل وعلا هل تظنون في الحياة ان الله عز وجل يفعل شيئا على جهة العبث - 00:20:41
بدون ان يكون له فائدة ولا ثمرة فان خلقكم كان لغاية وايجادكم من العدم كان لهدف ومهمة عظيمة الا وهي عبودية الله وبالتالي كيف غاب عن اذهانكم وظننتم ان الله عز وجل انما خلقكم واوجدكم على جهة العبث - 00:21:06
واللعب بدون ان يكون هناك غاية وحكمة لخلقكم الله يتنزه عن هذا ثم كيف تظنون انكم لا تعودون الى الله فيحاسبكم على اعمالكم ويسألكم عنها في قليلها وكثيرها هذا الظن الفاسد - 00:21:32
وهذه الاعتقادات السيئة وهذا التقدير التقدير غير الموفق هو الذي جعلكم تصلون الى هذه الحال حيث ظننتم انكم لم تخلقوا لهدف ولا غاية وظننتم وغاب عن اذهانكم انكم ستعودون الى الله - 00:21:59
بعد البعث فسيحاسبكم على اعمالكم قليلها وكثيرها ومن ثم يتنزه الله عن ظنونكم الفاسدة ويترفع عن تلك الاعتقادات الخاطئة فتعالى الله الملك الحق فالله اعظم من اعتقاداتكم وينزه عن هذه الظنون فهو الملك الذي ملك الكون في الدنيا والاخرة. يتصرف - 00:22:24
فيه كيف يشاء وهو الملك الحق الذي لا مرية ولا شك فيه فكلامه حق ووعده حق وهو معبود بحق ولذا قال لا اله الا هو اي لا معبود بحق سواه. فالعبادة الحق انما هي لله جل وعلا - 00:22:59
رب العرش الكريم الذي هو اعظم المخلوقات. فاذا كان ربا لاعظم المخلوقات يصرفه كيف يشاء فغيره من المخلوقات من باب اولى ثم ذكر لهم قاعدة عظيمة تكون من اسباب الفلاح والنجاح - 00:23:27
عند مراعاتها ومن اسباب الخسارة عند عدم المراجعة والمراعاة لها. فقال سبحانه ومن يدعو مع الله الها اخر اي من يصرف العبادة لغير الله ومن يصرف الدعاء لغير الله. فيقول يا فلان سواء من الانبياء او من الملائكة او من الصالحين - 00:23:51
او من الاولياء او من القبور والمقبورين او من الاصنام او من غيرها من المخلوقات فان من للعموم ومن يدعو مع الله الها اخر ان يصرف العبادة لغير الله او يدعو غير الله جل وعلا فانه - 00:24:19
لا برهان له. اي لا دليل لا دليل عنده على صرفه عبادة الدعاء لغير الله. وحينئذ سيحاسبه الله جل وعلا سيحاسبه الله جل وعلا على عمله السيء انه لا يفلح الكافرون. حكم عليه بحكمين. الاول انه لا يفلح. يعني لا - 00:24:42
ولا ينجح والحكم الثاني حكم عليه بانه من اهل الكفر وفي اواخر الايات خطاب عام يبتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم والى افراد الامة جمعاء بان يقولوا كما قال اولئك الذين يسخر اهل الباطل منهم - 00:25:13
الذين قالوا ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. فهكذا قالوا فقال وقل ربي هنا نداء للرب واعتراف بنعمه سبحانه علينا. وبما يتضمن الايمان به رب اغفر اي تجاوز - 00:25:42
عن خطايانا وعن تقصيرنا وعن اغفالنا لعدد من اوقاتنا حيث لم نقم بعبوديتك فيها وفي نفس الوقت نرجو منك ان ترحم بان تنزل رحماتك في الدنيا وفي الاخرة ولن يدخل الجنة احد - 00:26:06
بعمله انما يدخل الناس الجنان برحمة رب العباد ولذا فهو خير الراحمين. فهو الذي ينزل الرحمات على عباده فضلا منه واحسانا جل وعلا فهذه ايات عظيمة فيها احكام كثيرة فمن الاحكام التي تضمنتها هذه الايات - 00:26:28
ان الموت حق لا بد ان يكون لجميع الناس بدون استثناء وفي هذه الايات تمني رجوعي من يكون في سياق الموت ليعود الى الطاعة وليعمل الصالحات وفي هذه الايات ان ندم الكافرين - 00:26:59
بورود الموت عليهم اعظم حيث يتمنون الرجوع الى الدنيا ليعملوا الصالحات وفي هذه الايات ندموا اولئك على ما تركوه من الدنيا وما ابقوه من اموالهم ومن امتعة الدنيا وفي هذه الايات ان من قدر عليه الموت فهو حاصل له لا محالة - 00:27:22
ولا يمكن ان يتخلص منه وفي هذه الايات ان تمني الكافرين الرجوع للدنيا للعمل الصالح انما هو مجرد كلام به ولو رجعوا الى الدنيا فسيعودون الى ما كانوا عليه بل قد يكون ذلك اشد - 00:27:54
وفي هذه الايات اثبات البرزخ وهو هو القبر وما فيه من النعيم والعذاب وفي هذه الايات ان العباد يبعثون يوم القيامة بعد نفخ الصور وفي هذه الايات ان العبد لا ينتفع بانسابه يوم القيامة ولا بما كان يفخر به في ذلك اليوم - 00:28:16
وفي هذه الايات اشتغال كل واحد من افراد الناس بنفسه بحيث لا يهتم لغيره وفي هذه الايات ان المعول عليه يوم القيامة بالميزان والميزان حقيقة فمن ثقلت موازينه فقد افلح - 00:28:45
ومن خفت موازينه فقد خسر وفي هذه الايات ان اهل النار يبقون فيها خالدين مخلدين ابد الاباد وفي هذه الايات ان النار تلفح وجوه اهلها وانهم يصبحون كالحين قد تغيرت وجوههم بسبب عماهم فيه من عذاب شديد - 00:29:06
قد عبست وجوههم وفي هذه الايات ان من اسباب دخول النيران الاعراض عن ايات القرآن وعدم الاستماع لها والتكذيب بها وفي هذه الايات اهمية تدبر ايات القرآن والعمل بها وفي هذه الايات - 00:29:36
ان الاعتراف يوم القيامة بالذنب والتقصير لا ينفع صاحبه ولا يبعد عنه العذاب ولا يعيده الى الدنيا وانما ينتفع الانسان بندمه في الدنيا قبل ان يغرغر وفي هذه الايات ان - 00:30:02
ما ما ينشأ في نفوس اهل النار من رجاء يقطع سريعا بان يمنعوا من الكلام وان يقال لهم اخسئوا فيها وفي هذه الايات ان اهل الايمان يطلبون من الله ان يغفر لهم ذنوبهم - 00:30:26
ويطلبون من الله ان ينزل عليهم رحماته وفي هذه الايات دعاء الله جل وعلا بالمغفرة والرحمة والتوسل اليه بصفاته واسمائه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات المنع من السخرية بالمؤمنين وتحريم ذلك فالاستهزاء بهم بسبب تمسكهم بدينهم عظيم شنيع - 00:30:50
وفي هذه الايات ان من اعظم اسباب دخول النار نسيان ذكر الله عز وجل ومن اسباب نسيان ذكره الاستهزاء بالمؤمنين في هذه الايات تحريم الضحك على الاخرين خصوصا في تمسكهم طاعة الله عز وجل - 00:31:27
رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذه الايات فظل الصبر على طاعة الله والصبر على ايذاء عباد الله وانه من اسباب الفوز في الدنيا والاخرة وفي هذه الايات تذكير الناس بما فوتوه تذكير اهل النار - 00:31:54
بما فوتوه من الفرصة في الدنيا حيث كانت مدة يسيرة يتمكنون فيها من طاعة الله ولكنهم فرطوا فيها وفي هذه الايات بيان ان خلق الخلق انما هو لحكم عظيمة الا وهي اقامة عبودية الله. كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس - 00:32:17
الا ليعبدون وفي هذه الايات تحريم الظنون الفاسدة السيئة ومنها ان يظن الانسان انه لن يبعث وظنه انه انما خلق على جهة اللعب في هذه الايات ان الله منزه عن العبث - 00:32:47
وفي هذه الايات ايضا ينزيه الله جل وعلا عن كل وصف لا يليق به سبحانه وتعالى. وفيها اثبات عموم ملك الله لجميع الخلق وفي هذه الايات وجوب افراد الله بالعبادة - 00:33:10
تحريم صرفها لاحد سواه في هذه الايات عظم خلق العرش وان الله هو الذي خلقه وقدره ويتصرف في امره وفي هذه الايات تحريم صرف الدعاء لغير الله. فلا يجوز ان يدعى احد من دون الله. بل الاية تقرر بان من - 00:33:33
من دعا غير الله فانه لا يفلح وانه من الكافرين فدعاء غير الله نوع من انواع الكفر وفي هذه الايات ان من صرف عبادة الدعاء لغير الله فانه ليس عنده دليل على ذلك - 00:34:00
وان الله جل وعلا سيحاسبه على افعاله وفي هذا تشديد في حقه وفي هذه الايات الترغيب بدعاء الله وحده لما نهى عن دعاء غير الله رغب في دعاء الله ولما ذكر ان المؤمنين يدعون الله بهذا الدعاء الذي جابههم المشركون حينه - 00:34:21
سخرية والاستهزاء امرنا بان نفعل مثلهم في الدعاء وفي هذا السير على طريقة الصالحين وفي الاية تذكير الانسان بنعم الله عليه وطلبه من ربه ان يتجاوز له عن اخطائه وعن تقصيره وعن عدم بذل شيء من وقته لطاعته - 00:34:51
وفيها دلالة على ان العبد ينبغي به ان يجعل كل اعماله طاعة لله سبحانه وتعالى. وذلك بالنية الصادقة وفي هذه الايات سعة رحمة الله سبحانه وتعالى. وهو خير الراحمين. وبهذا نكون - 00:35:19
قد انتهينا من سورة المؤمنون. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم كن من الهداة المهتدين كما اسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يرزقنا واياكم عملا صالحا وعلما نافعا ونية خالصة ورزقا واسعا و - 00:35:42
خيري الدنيا والاخرة. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:36:11
Transcription
الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه واشكره واثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه - 00:00:00
واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاحبتي الاعزاء في يومنا هذا نتدارس اواخر سورة المؤمنون لعل الله جل وعلا ان يختم لنا بخير ولعلنا نستمع الايات اولا ثم بعد ذلك ابدأ بتفسيرها - 00:00:16
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. فاذا - 00:00:38
نفخ في الصور فلا انسب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تنفح وجوههم النار وهم فيها كالحون. الم تكن - 00:01:16
اياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما كل ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلموا انه كان فريق من - 00:02:06
عبادي يقولون ربنا يقولون ربنا امنا فاغفر اغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين اتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري. وكنتم اني جزيتهم اليوم بما صبروا قال كم لبثتم في عدد سنين - 00:02:50
قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون افحسبتم انما خلقناكم عبثا. وانكم الينا لا فتعالى الله الملك الحق. لا اله الا - 00:03:41
رب العرش ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. فانما ابوه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين يذكر الله جل وعلا الناس - 00:04:23
بموقفين عصيبين لهم اولهما موقف ورود ملك الموت عليهم حينما يريد ان يأخذ ارواحهم وان يقبضها فتذكر يا ايها الانسان ذلك الموطن والثاني موقف القيامة عند ورود الحساب فاما الموقف الاول فذكره تعالى بقوله حتى اذا جاء احدهم الموت - 00:05:02
اي سيستمرون على حياتهم وعلى طريقتهم وعلى مخالفتهم حتى اذا حتى حتى يأتيهم ملك الموت. وبالتالي قرر عليهم الموت. فاذا عاين انسان ما ينزل به وبدأ يستشعر انه سينتقل من هذه الدار الدنيا - 00:05:36
تركوا ما فيها مما كسبه ومما ملكه ففي تلك الحال يطلب من ربه ان يبقى في الدنيا. وان يرجع اليها. وان يمكن وان يمكن من طاعة الله عز وجل لماذا؟ لانه قد ندم على ما فوته من اوقات عمره حيث - 00:06:06
على معاصي الله تفريطا في جنب الله. وبالتالي يسأل ربه ان يرجع الى الدنيا ماذا يرجع للدنيا؟ قال لعلي اعمل صالحا اي مراده من ان يرجع ان يتمكن من اداء ما يقربه الى الله عز وجل مما يكون على - 00:06:34
بمحمد صلى الله عليه وسلم ويكون بنية صافية صالحة يريد بها ارضاء رب العزة والجلال فرد الله عليه قال لعلي اعمل صالحا فيما تركت فيما تركت قيل من الاوقات وقيل من الاموال وقيل من متاع الدنيا الذي - 00:06:58
اصبح لورثته من بعده ولن يتمكن من الانتفاع به فجاء الجواب على سؤاله الرجعة كلا لا يمكن ان ترجع وليس هناك تحقيق لطلبك بالرجوع قيل الدنيا وهذا الكلام الذي تكلم به لما قال ربي ارجعون انما هي كلمة - 00:07:25
يقولها لكنه لو رد الى الحياة الدنيا لما وفى بذلك ولكان من شأنه ان يخلف هذا الوعد الذي عقده على نفسه كما قال جل وعلا في كتابه ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات - 00:07:54
بنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا وعنه وانهم لكاذبون ثم قال تعالى ومن ورائهم اي ان الله جل وعلا - 00:08:20
قد جعل بعد الموت حياة ثانية قبل حياة الاخرة الا وهي حياة البرزخ حياة البرزخ المراد بالبرزخ حياة القبور التي يبقى الناس فيها الى يوم البعث. ففي حياتي البرزخ هناك نعيم لاصحاب الطاعات - 00:08:39
وهناك عذاب وعقاب المخالفين لحالهم فانت يا ايها الانسان لا زلت في زمن الادراك لا تحوج نفسك الى ان تتمنى الرجوع للدنيا من اجل ان تعمل عملا صالحا. بل عليك ان تستدرك - 00:09:06
كنفسك اليوم بالتوبة الصادقة وبالعزم الاكيد على فعل الطاعات اما الموقف الثاني فذكره الله جل وعلا في قوله فاذا نفخ في الصور السور الة عظيمة قرن كبير ينفخ فيه فينتشر صوته - 00:09:32
في العالم اجمع وقد وكل بالنفخ فيه ملك من الملائكة فاذا نفخ في الصور النفخة المؤزنة بوقوع القيامة فحينئذ لا انساب بينهم هذا النسب الذي يفتخر به الانسان ويظن علو نفسه بسببه - 00:10:00
حينئذ لا قيمة له في الاخرة وهكذا القرابة الذين يربطهم النسب بك لن ينفعوك في ذلك اليوم ولن يتمكنوا من القيام معك وبالتالي انت مشتغل بما انت فيه فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون - 00:10:27
كل واحد من الناس منشغل بنفسه وبالتالي لن يقوم بنفع قرابته ولا بنفع الاخرين ثم ينقسم الناس الى قسمين بانه ستوضع الموازين يوزن فيها اعمال بني ادم ويوزن فيها الصحف التي كتبت - 00:10:53
فيها اعمالهم ويوضع فيها ايضا ابن ادم فيوزن فيها فمن ثقلت موازينه اي ان موازينه اصبحت راجحة برجحان حسناته على سيئاته فحينئذ يبشرون بالفوز والفلاح والنجاة ينالون مطلوبهم ويتنعمون بفظل ربهم ويقيهم الله شر ما كانوا يحذرون - 00:11:21
من نار جهنم ويقابلهم من خفت موازينه. لماذا تخف موازينهم؟ لان سيئاتهم كانت اعظم ومن حسناتهم فمن كان كذلك فهؤلاء الذين خسروا انفسهم ضيعوها وجعلوها تخسر بولوجهم في نار جهنم - 00:11:55
تلك النار العظيمة المحرقة في جهنم خالدون يبقون فيها ابد ابد الاباد ويمكثون فيها لا يستطيعون ان يخرجوا منها ما شأنهم في تلك النار تلفح وجوههم النار اي ان ان النار تأتيهم حتى تصل الى وجوههم - 00:12:22
وهم يشاهدون فتحرقها شيئا فشيئا. وهم فيها كالحون. اي ان وجوههم تغيرت بسبب تلك النار حتى ان شفاههم تقلصت عن اسنانهم فاصبحوا كأنهم ذلك الشخص المعبس الذي تكدر بسبب وجود الاخبار المحزنة المؤثرة - 00:12:50
ما الذي جعله كذلك تلك النار المحرقة ثم يخاطبون على جهة التبكيت لهم والتقريع ايات القرآن وصلت لكم وايات الله جاءت اليكم وكانت تتلى وتقرأ عليكم وكنتم لا تقابلونها الا بالتكذيب والاعراض وعدم التصديق لها وعدم الانقياد - 00:13:20
اليها فردوا على ذلك فقالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ظالين نعترف بخطأنا قالوا نعترف خطأنا وان الشقاء قد غلبنا. وآآ بالتالي نعترف اننا كنا ممن اضاع وممن لم يسلك طريق الحق والهداية فيعترفون الاعتراف الكامل بخطأهم - 00:13:53
وظلالهم وشقائهم. لكن يقولون اعطنا فرصة اخرى ويقولون ربنا اخرجنا من النار اخرجنا اي ابعدنا عن نار جهنم واجعل لنا فرصة اخرى فاذا لم ننجح في الفرصة الاخرى فحينئذ نعترف باننا على اشد درجات الظلم قد ظلمنا انفسنا - 00:14:30
وبالتالي لا عذر لنا فرد الله عليهم ردا يبكتهم ويقطع املهم ورجاءهم فيقول اخسئوا فيها اي عودوا فيها خاسئين ذليلين ولن نسمح لكم بان تطلبوا مثل هذا الطلب ويذكرهم رب العزة والجلال بموقفهم من المؤمنين - 00:15:00
الذين قال عنهم انه كان فريق من عبادي. اي هناك طائفة من عباد الله الذين خلقهم الله بعبوديته كانوا يقولون في الدنيا ربنا امنا وهم قد اقروا وامنوا بالله جل وعلا صدقوا بكلامه - 00:15:31
قاموا على شرعه وامتثلوا امره فكان ومع ذلك كانوا يطلبون من الله ان يغفر لهم وان يتجاوز لهم عن اخطائهم. وانتم لم تكونوا تفعلون ذلك وكانوا يطلبون من الله ان ينزل رحمته بهم - 00:16:01
فيرحمهم في الدنيا وفي الاخرة. وكانوا يقرون بان الله خير الراحمين. افضل من انزل الرحمات وهو سبحانه الرحمن لا ينزل الرحمات سواه. وهو سبحانه خير الراحمين لكنكم لم تقف معهم ولم تفعلوا مثل فعلهم - 00:16:23
وانما قابلتم فعلهم بمقابلة شنيعة الا وهو انكم اصبحتم تستهزئون بهم وتسخرون منهم فجعلتموهم محلا لسخريتكم واستهزائكم حتى استمر بكم الحال في السخرية والاستهزاء ان جعلكم تعرضون عن ذكر الله وتعرظون عن ايات الله وما يذكركم بهم سبحانه - 00:16:52
وكنتم تستمرون على الضحك منهم والسخرية بهم حينئذ شاهدوا الفرق بين حالكم وحالهم. انتم في نار جهنم خالدين فيها. وانتم تلفحكم النار وانتم فيها كالحون. اما هؤلاء الذين كنتم تسخرون منهم في الدنيا فانني اعطيهم - 00:17:24
كثيرا وثوابا جزيلا بسبب صبرهم على ما كنتم تعرضونه لهم من انواع الاذى. وبالتالي لما صبروا على طاعة الله وصبروا على استهزائكم وسخريتكم جعلتهم الفائزين الذين ينالون خيري الدنيا والاخرة - 00:17:53
وحينئذ الا تذكرون انكم كنتم في الدنيا كان لكم فرصة قبل موتكم بحيث تتمكنون من عبودية الله ومن ان تكونوا من هؤلاء الطيبين عباد الله المؤمنين فقال لهم قال كم لبثتم في الارض عدد السنين؟ اي ما هي المدة التي بقيتم فيها في الدنيا؟ وكم - 00:18:24
دار العمر الذي اضعتموه فلم تعودوا الى الله فيه. كم يوم وكم ساعة وكم وكم ثانية مرت عليك يا ايها الانسان لم تعد فيها الى الله وبالتالي ستسأل عنها يوم - 00:18:58
القيامة فما كان منهم الا ان قالوا مضت الايام سريعا وبالتالي لا نستشعر اننا بقينا فيها زمنا طويلا انما لبثنا يوما او بعضا يوم هكذا قالوا ولذا قالوا فاسأل العادين. اي ارجع بالسؤال والاستفسار عن اولئك الذين يهتمون - 00:19:18
بالحساب حساب الايام والشهور ويعدونها فاسألهم فاننا لم نبق الا قليلا فقال الله لهم نعم لم تبقوا الا قليلا زمن يسير كان يمكنكم ان تطيعوا الله فيه وان تقوموا بعبوديته ولكنكم اضعتموه وحينئذ - 00:19:51
تأملوا نتيجة فعلكم قال ان لبثتم الا قليلا اي مكثكم في الدنيا زمن قليل. تتمكنون فيه من طاعة الله ومن الصبر عليه. لو انتم ذلك لنلتم الجزاء الكثير على العمل اليسير في تلك الايام القليلة. لو انكم كنتم تعلمون - 00:20:16
اي لو كان عندكم علم ينفعكم لو كان عندكم استعداد للاخرة وتجهز لها وحينئذ قال لهم الله جل وعلا هل تظنون في الحياة ان الله عز وجل يفعل شيئا على جهة العبث - 00:20:41
بدون ان يكون له فائدة ولا ثمرة فان خلقكم كان لغاية وايجادكم من العدم كان لهدف ومهمة عظيمة الا وهي عبودية الله وبالتالي كيف غاب عن اذهانكم وظننتم ان الله عز وجل انما خلقكم واوجدكم على جهة العبث - 00:21:06
واللعب بدون ان يكون هناك غاية وحكمة لخلقكم الله يتنزه عن هذا ثم كيف تظنون انكم لا تعودون الى الله فيحاسبكم على اعمالكم ويسألكم عنها في قليلها وكثيرها هذا الظن الفاسد - 00:21:32
وهذه الاعتقادات السيئة وهذا التقدير التقدير غير الموفق هو الذي جعلكم تصلون الى هذه الحال حيث ظننتم انكم لم تخلقوا لهدف ولا غاية وظننتم وغاب عن اذهانكم انكم ستعودون الى الله - 00:21:59
بعد البعث فسيحاسبكم على اعمالكم قليلها وكثيرها ومن ثم يتنزه الله عن ظنونكم الفاسدة ويترفع عن تلك الاعتقادات الخاطئة فتعالى الله الملك الحق فالله اعظم من اعتقاداتكم وينزه عن هذه الظنون فهو الملك الذي ملك الكون في الدنيا والاخرة. يتصرف - 00:22:24
فيه كيف يشاء وهو الملك الحق الذي لا مرية ولا شك فيه فكلامه حق ووعده حق وهو معبود بحق ولذا قال لا اله الا هو اي لا معبود بحق سواه. فالعبادة الحق انما هي لله جل وعلا - 00:22:59
رب العرش الكريم الذي هو اعظم المخلوقات. فاذا كان ربا لاعظم المخلوقات يصرفه كيف يشاء فغيره من المخلوقات من باب اولى ثم ذكر لهم قاعدة عظيمة تكون من اسباب الفلاح والنجاح - 00:23:27
عند مراعاتها ومن اسباب الخسارة عند عدم المراجعة والمراعاة لها. فقال سبحانه ومن يدعو مع الله الها اخر اي من يصرف العبادة لغير الله ومن يصرف الدعاء لغير الله. فيقول يا فلان سواء من الانبياء او من الملائكة او من الصالحين - 00:23:51
او من الاولياء او من القبور والمقبورين او من الاصنام او من غيرها من المخلوقات فان من للعموم ومن يدعو مع الله الها اخر ان يصرف العبادة لغير الله او يدعو غير الله جل وعلا فانه - 00:24:19
لا برهان له. اي لا دليل لا دليل عنده على صرفه عبادة الدعاء لغير الله. وحينئذ سيحاسبه الله جل وعلا سيحاسبه الله جل وعلا على عمله السيء انه لا يفلح الكافرون. حكم عليه بحكمين. الاول انه لا يفلح. يعني لا - 00:24:42
ولا ينجح والحكم الثاني حكم عليه بانه من اهل الكفر وفي اواخر الايات خطاب عام يبتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم والى افراد الامة جمعاء بان يقولوا كما قال اولئك الذين يسخر اهل الباطل منهم - 00:25:13
الذين قالوا ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. فهكذا قالوا فقال وقل ربي هنا نداء للرب واعتراف بنعمه سبحانه علينا. وبما يتضمن الايمان به رب اغفر اي تجاوز - 00:25:42
عن خطايانا وعن تقصيرنا وعن اغفالنا لعدد من اوقاتنا حيث لم نقم بعبوديتك فيها وفي نفس الوقت نرجو منك ان ترحم بان تنزل رحماتك في الدنيا وفي الاخرة ولن يدخل الجنة احد - 00:26:06
بعمله انما يدخل الناس الجنان برحمة رب العباد ولذا فهو خير الراحمين. فهو الذي ينزل الرحمات على عباده فضلا منه واحسانا جل وعلا فهذه ايات عظيمة فيها احكام كثيرة فمن الاحكام التي تضمنتها هذه الايات - 00:26:28
ان الموت حق لا بد ان يكون لجميع الناس بدون استثناء وفي هذه الايات تمني رجوعي من يكون في سياق الموت ليعود الى الطاعة وليعمل الصالحات وفي هذه الايات ان ندم الكافرين - 00:26:59
بورود الموت عليهم اعظم حيث يتمنون الرجوع الى الدنيا ليعملوا الصالحات وفي هذه الايات ندموا اولئك على ما تركوه من الدنيا وما ابقوه من اموالهم ومن امتعة الدنيا وفي هذه الايات ان من قدر عليه الموت فهو حاصل له لا محالة - 00:27:22
ولا يمكن ان يتخلص منه وفي هذه الايات ان تمني الكافرين الرجوع للدنيا للعمل الصالح انما هو مجرد كلام به ولو رجعوا الى الدنيا فسيعودون الى ما كانوا عليه بل قد يكون ذلك اشد - 00:27:54
وفي هذه الايات اثبات البرزخ وهو هو القبر وما فيه من النعيم والعذاب وفي هذه الايات ان العباد يبعثون يوم القيامة بعد نفخ الصور وفي هذه الايات ان العبد لا ينتفع بانسابه يوم القيامة ولا بما كان يفخر به في ذلك اليوم - 00:28:16
وفي هذه الايات اشتغال كل واحد من افراد الناس بنفسه بحيث لا يهتم لغيره وفي هذه الايات ان المعول عليه يوم القيامة بالميزان والميزان حقيقة فمن ثقلت موازينه فقد افلح - 00:28:45
ومن خفت موازينه فقد خسر وفي هذه الايات ان اهل النار يبقون فيها خالدين مخلدين ابد الاباد وفي هذه الايات ان النار تلفح وجوه اهلها وانهم يصبحون كالحين قد تغيرت وجوههم بسبب عماهم فيه من عذاب شديد - 00:29:06
قد عبست وجوههم وفي هذه الايات ان من اسباب دخول النيران الاعراض عن ايات القرآن وعدم الاستماع لها والتكذيب بها وفي هذه الايات اهمية تدبر ايات القرآن والعمل بها وفي هذه الايات - 00:29:36
ان الاعتراف يوم القيامة بالذنب والتقصير لا ينفع صاحبه ولا يبعد عنه العذاب ولا يعيده الى الدنيا وانما ينتفع الانسان بندمه في الدنيا قبل ان يغرغر وفي هذه الايات ان - 00:30:02
ما ما ينشأ في نفوس اهل النار من رجاء يقطع سريعا بان يمنعوا من الكلام وان يقال لهم اخسئوا فيها وفي هذه الايات ان اهل الايمان يطلبون من الله ان يغفر لهم ذنوبهم - 00:30:26
ويطلبون من الله ان ينزل عليهم رحماته وفي هذه الايات دعاء الله جل وعلا بالمغفرة والرحمة والتوسل اليه بصفاته واسمائه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات المنع من السخرية بالمؤمنين وتحريم ذلك فالاستهزاء بهم بسبب تمسكهم بدينهم عظيم شنيع - 00:30:50
وفي هذه الايات ان من اعظم اسباب دخول النار نسيان ذكر الله عز وجل ومن اسباب نسيان ذكره الاستهزاء بالمؤمنين في هذه الايات تحريم الضحك على الاخرين خصوصا في تمسكهم طاعة الله عز وجل - 00:31:27
رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذه الايات فظل الصبر على طاعة الله والصبر على ايذاء عباد الله وانه من اسباب الفوز في الدنيا والاخرة وفي هذه الايات تذكير الناس بما فوتوه تذكير اهل النار - 00:31:54
بما فوتوه من الفرصة في الدنيا حيث كانت مدة يسيرة يتمكنون فيها من طاعة الله ولكنهم فرطوا فيها وفي هذه الايات بيان ان خلق الخلق انما هو لحكم عظيمة الا وهي اقامة عبودية الله. كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس - 00:32:17
الا ليعبدون وفي هذه الايات تحريم الظنون الفاسدة السيئة ومنها ان يظن الانسان انه لن يبعث وظنه انه انما خلق على جهة اللعب في هذه الايات ان الله منزه عن العبث - 00:32:47
وفي هذه الايات ايضا ينزيه الله جل وعلا عن كل وصف لا يليق به سبحانه وتعالى. وفيها اثبات عموم ملك الله لجميع الخلق وفي هذه الايات وجوب افراد الله بالعبادة - 00:33:10
تحريم صرفها لاحد سواه في هذه الايات عظم خلق العرش وان الله هو الذي خلقه وقدره ويتصرف في امره وفي هذه الايات تحريم صرف الدعاء لغير الله. فلا يجوز ان يدعى احد من دون الله. بل الاية تقرر بان من - 00:33:33
من دعا غير الله فانه لا يفلح وانه من الكافرين فدعاء غير الله نوع من انواع الكفر وفي هذه الايات ان من صرف عبادة الدعاء لغير الله فانه ليس عنده دليل على ذلك - 00:34:00
وان الله جل وعلا سيحاسبه على افعاله وفي هذا تشديد في حقه وفي هذه الايات الترغيب بدعاء الله وحده لما نهى عن دعاء غير الله رغب في دعاء الله ولما ذكر ان المؤمنين يدعون الله بهذا الدعاء الذي جابههم المشركون حينه - 00:34:21
سخرية والاستهزاء امرنا بان نفعل مثلهم في الدعاء وفي هذا السير على طريقة الصالحين وفي الاية تذكير الانسان بنعم الله عليه وطلبه من ربه ان يتجاوز له عن اخطائه وعن تقصيره وعن عدم بذل شيء من وقته لطاعته - 00:34:51
وفيها دلالة على ان العبد ينبغي به ان يجعل كل اعماله طاعة لله سبحانه وتعالى. وذلك بالنية الصادقة وفي هذه الايات سعة رحمة الله سبحانه وتعالى. وهو خير الراحمين. وبهذا نكون - 00:35:19
قد انتهينا من سورة المؤمنون. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم كن من الهداة المهتدين كما اسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يرزقنا واياكم عملا صالحا وعلما نافعا ونية خالصة ورزقا واسعا و - 00:35:42
خيري الدنيا والاخرة. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:36:11