بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما ابا المختصر في التفسير الصحيفة السادسة والاربعون بعد المئتين مع سورة يوسف نسأل الله العفة والنجاة والظفر امين - 00:00:00
قال الله تعالى على لسان يعقوب يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون قال لهم ابوهم يا ابنائي اذهبوا - 00:00:32
فتعرفوا من اخبار يوسف واخيه ولا تقنطوا من تفريج الله وتنفيسه عن عباده انه لا يقنط من تفريجه وتنفيسه الا القوم الكافرون لانهم يجهلون عظيم قدرة الله وخفية افضاله على عباده - 00:00:56
وبمناسبة هذه الاية الكريمة انه لما اخبر يعقوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بنيه ان علمه فوق علمهم اتبعه استئنافا ما يدل عليه. فقال يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه - 00:01:24
اي قال يعقوب عليه السلام لابنائه. يا بني اذهبوا الى مصر فاجتهدوا في التماس يوسف واخيه وتعرفوا خبرهما ولا تيأسوا من روح الله اي ولا تقنطوا من فرج الله ومن رحمته بعباده - 00:01:45
وانه سيروح عنا ما نحن فيه من الكرب والشدة والضيق والحزن انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون اي انه لا يقنط من فرج الله ويقطع رجاءه من رحمته الا القوم الذين يجحدون قدرته - 00:02:10
ويستبعدون رحمته وهذا بمعنى لا تيأسوا من الظفر بيوسف معتلين بطول مدة البعد التي يبعد معها اللقاء عادة قال الله تعالى فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة. فاوف لنا الكيل وتصدق علينا - 00:02:34
ان الله يجزي المتصدقين فامتثلوا امر ابيهم وذهبوا بحثا عن يوسف واخيه فلما دخلوا على يوسف قالوا له اصابتنا الشدة والفقر واتينا ببضاعة حقيرة زهيدة فكن لنا كيلا وافيا كما كنت تكير لنا من قبل - 00:03:04
وتصدق علينا بزيادة على ذلك او بالتغاضي عن بضاعتنا الحقيرة ان الله يجازي المتصدقين باحسن الجزاء وتأملوا اخواني هنا فلما دخلوا وهنا فيه حذف واختصار. ومن البلاغ الاختصار اي فذهبوا - 00:03:34
من الشام الى مصر ووصلوا عنده فلما دخلوا عليه وفي هذه الاية الكريمة يعني مزجى اي قليلة رديئة مردودا مدفوعة غير مقبولة من الازجياء وهو الطرد والسوق والدفء فزجا هذا الفعل زجى يدل على - 00:03:59
يعني دفع الشيء باليد واما فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز مسنا اي اصابنا هو المس يقال في كل ما ينال الانسان من اذى واصل مسس يدل على جس الشيء باليد - 00:04:31
وفيه اشارة الى ان الفقر قد اثر فيهم غاية التأثير وان القحط اذاهم غاية الاذية وتأمل هذه الطريقة في ذلهم عند يوسف لانهم قد ظلموه ولابد ان نستذكر شؤم المعصية - 00:04:55
هو انك لن تصاب بمؤذ الا بذنب فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز تأمل حينما القى في الجب الان يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر. منعوه عن الطعام منعوه عن الشراب وضعوه في الجبن. لكن هم الان يطلبون منهم - 00:05:18
مسنا واهلنا ضر اذا تفسير الاية مع الاختصار اي فرجع اخوة يوسف الى مصر فلما دخلوا على يوسف فقالوا له يا ايها العزيز اصابنا واهلنا الجوع والحاجة الشدة بسبب القحط وقلة الطعام - 00:05:38
وجئنا ببضاعة مزجاة اي واتينا بثمن رديء قليل لشراء الطعام. فاوفي لنا الكيل اي فاوفنا كيل الطعام ولا تنقص وتصدق علينا. ايوة تفضل علينا وتسامح بما بين الثمن الجيد الطعام والثمن الرديء الذي - 00:06:00
قدمناه لشرائه ولا تنقصنا من الطعام بسبب ذلك ثم عللوا طلبهم بقولهم ان الله يجزي المتصدقين اي ان الله يثيب في الدنيا والاخرة المتفضلين باموالهم على المحتاجين اذا هكذا قالوا بهذا الاسلوب - 00:06:22
قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون فلما سمع كلامهم رق لهم رحمة بهم وعرفهم بنفسه قال لهم قد علمتم ما فعلتم بيوسف وشقيقه حين كنتم جاهلين عاقبة ما فعلتم بنا. اذا هكذا قالوا - 00:06:47
قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون. لا يعصي الله الا جاهل اي قال يوسف لاخوته هل تذكرون ما فعلتم بيوسف واخيه من الاذى حال جهلكم بمقدار ما ارتكبتم وعاقبة ما - 00:07:17
فعلتموه وتأملوا هنا قد يقول قائل يعني ما الذي فعلوه باخيه اخوه لما صار فردا وذهب شقيقه صار مستضعفا عند هؤلاء البقية قالوا ائنك لانت يوسف. قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا - 00:07:36
انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين فتفاجأوا وقالوا ائنك انت يوسف؟ قال لهم يوسف. نعم انا يوسف وهذا الذي ترون معي اخي الشقيق قد تفظل الله علينا بالخلاص مما كنا فيه - 00:07:59
وبرفع القدر فيوسف قد رفع الله قدره. انه من يتق الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ويصبر على البلاء فان عمله من الاحسان والله لا يضيع اجر المحسنين بل يحفظه سبحانه وتعالى - 00:08:24
وتأمل هنا في هذه المفاجأة قالوا ائنك لانت يوسف. يعني تأمل هنا انه لم يجزم. اي قال اخوة يوسف له ائنك لانت اخونا يوسف قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علي. اي قال يوسف لاخوته نعم انا يوسف - 00:08:47
وهذا اخي الشقيق قد من الله علينا بالاجتماع بعد الفرقة والعزة بعد الذلة والتمكين في في الدنيا ثم علل ذلك بما هو مختصر لهذه القصة بل هو العبرة من القصة انه من يتق ويصبر - 00:09:08
فان الله لا يضيع اجر المحسنين اي انه من يتق الله فيمتثل ما امر به ويجتنب ما نهى عنه ويصبر على الطاعات وعن المعاصي وعلى المصائب فان الله لا يبطل ثواب احسانه. ولا ثواب كل من احسن. يعني هذا العمل من الاحسان والله سبحانه وتعالى لا يضيع - 00:09:27
اجر من احسن عملا قالوا تالله لقد اثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا له اخوته معتذرين عما صنعوا به تالله لقد فضلك الله علينا بما اعطاك من صفات الكمال - 00:09:53
ولقد كنا فيما صنعنا بك مسيئين طالب اثرك اي فظلك هو اصله اثر تقديم الشيء وبمناسبة هذه الاية ان يوسف عليه السلام لما ذكر لاخوته ان الله تعالى من عليه - 00:10:17
وانه من يتق المعاصي ويصبر على اذى الناس ويتقي الله في فعل الطاعات فان الله لا يضيعه صدقوه واعترفوا له بالفضل والمزيد. قالوا تالله لقد اثرك الله علينا. اي قال اخوة يوسف مقسمين له تالله - 00:10:40
لقد فظلك الله علينا بالعلم والحلم وحسن الخلق والخلق والملك وان كنا لخاطئين اي ومارك وما كنا فيما فعلنا بك الا مذنبين. مخطئين في حقك بل مخطئين في حق الوالد وفي حق - 00:11:03
الاخ الشقيق وفي حق الله سبحانه وتعالى. قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فقبل يوسف اعتذارهم وقال لا لوم عليكم اليوم لا لوم عليكم اليوم يقتضي عقابكم ولا توبيخ. اسأل الله ان يغفر لكم - 00:11:27
وهو سبحانه ارحم الراحمين قال لا تثريب اي لا تعيير ولا توبيخ ولا تأنيب واصل التثريب يدل على اللوم قال لا تثريب عليكم اليوم اي قال يوسف لاخوته لا تعيير عليكم ولا توبيخ بما صنعتم ولا افساد لما بيننا من الاخوة بعد اليوم - 00:11:55
يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين اي دعا يوسف لاخوته فقال يستر الله لكم ذنوبكم ويتجاوز عن مؤاخذتكم بها وهو ارحم الراحمين لمن تاب واناب وبادر الى طاعة الله سبحانه وتعالى - 00:12:23
اذهبوا بقميص هذا فالقوه على وجه ابي يأتي بصيرا واتوني باهلكم اجمعين فاعطاهم قميصه لما اعلموه بما ال اليه بصر ابيه. وقال اذهبوا بقميص هذا فاطرحوه على وجه ابي يعد له بصره - 00:12:45
واحضروا الي اهليكم كل هم فاحضروا الي اهليكم كلهم اذا هكذا لم يذهب يوسف بنفسه لاجل خدمة الرعية واحقاق العدل والاحسان. فهذا ملمح مهم على ان من تولى امر الناس - 00:13:11
عليه ان يعمل بطاعة الله سبحانه وتعالى فيه وان لا يقصر فيهم كما انه لا يقصر في حق ابويه اذهبوا بقميص هذا فالقوه على وجه ابي ياتي بصيرا. اي قال يوسف لاخوته اذهبوا بقميص هذا فالقوه على وجه ابي يعقوب يصر - 00:13:33
بعد العمى واتوني باهلكم اجمعين. اي واجيئوني بجميع اهل اهلكم بني يعقوب وهذا من كرمه واحسانه للجميع ولذلك الكريم وصاحب اليد البيضاء لا تصيبه مخمصة ابدا ولما فصلت العير قال ابوهم اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندن - 00:13:55
ولما خرجت القافلة منطلقة من مصر وفارقت العامرة منها قال يعقوب لابنائه ولمن عنده في ارضه اني لاشم رائحة يوسف لولا انكم تجهلونني وتنسبونني الى الخرف بقولكم هذا شيخ خرف. يقول - 00:14:26
ما لا يعلم ولكن الانسان حينما يحسن ظنه بالله فربنا جل جلاله كريم يعطي عبده فوق ما يأمل ولما فصلت العير قال ابوهم اني لاجد ريح يوسف ايوه لما خرجت قافلة بني يعقوب من مصر الى الشام - 00:14:49
قال يعقوب عليه السلام لمن حضر عنده اني لاشم رائحة ابني يوسف لولا ان تفندني اي لولا ان تنسبوني الى الهرم وضعف العقل والخرف لتحققتم ذلك وصدقتموني قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم - 00:15:12
قال من عنده من ولده والله انك لا تزال في توهمك السابق بشأن منزلة يوسف عندك وامكانية رؤيته ثانية طبعا هو في المختصر في التفسير هكذا قالوا لكن نحن نقول قال الحاضرون ليعقوب - 00:15:40
والله انك لفي خطئك الذي كنت عليه قديما قد ذهبت عن العلم بحقيقة امر يوسف. ومن اجل ذلك تطمع في في رجوعه اليك من فوائد الايات اولا عظم معرفة يعقوب بالله حيث لم يتغير حسن ظنه - 00:16:00
رغم توالي المصائب ومروء السلم من خلق المعتذر الصادق ان يطلب التوبة من الله ويعترف على نفسه ويطلب الصفح ممن تضرر منه بالتقوى والصبر تنال اعظم الدرجات في الدنيا والاخرة - 00:16:27
قبول اعتذار المسيء وترك الانتقام خاصة عند التمكن منه وترك تأنيبه على ما سلف منه. هكذا ذكر الاخوة في هذا الكتاب الجليل المختصر في التفسير وبالامكان يعني ان نضيف بعض الفوائد - 00:16:46
نقول اولا خاطب يعقوب ابناءه بوصف البنوة ترقيقا لهم متلطفا بهم ليكون هذا ابعث الى الامتثال ونحن في زمن قد تغير فيه الابناء كثيرا. فصرنا بامس الحاجة الى التلطف بهم. نسأل الله العافية والسلامة - 00:17:06
ثانيا اراد يوسف تعليمهم وسائل التعرض الى نعم الله وحثهم على وحثهم على التقوى والتخلق بالصبر هكذا قال يوسف حينما ذكر لهم انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين - 00:17:29
باعتبار ان التقوى والصبر من الاحسان هو ان المحسن يجازيه الله تعالى على احسانه اذا اراد يوسف تعليمهم وسائل التعرض الى نعم الله بالتقوى والصبر والاحسان واراد حثهم على التقوى واراد حثهم على الصبر - 00:17:51
وعلى كل مؤمن ان يغتنم الفرصة لبعض عباد الله لا سيما فرصة تأثر السامع لان الدعوة الى الله واجب الجميع ثالثا كل خير في الدنيا والاخرة. فمن اثار التقوى والصبر - 00:18:14
وان عاقبة المتقين احسن العواقب رابعا ما تعلم من صفح يوسف ان نغفر لمن يسيء علينا ونحسن اليه والانسان اذا فعل هذا فان الله يسبغ عليه النعم والخيرات في هذه الدنيا كما اوسع الله على يوسف - 00:18:34
واذا فعل الانسان هذا نال السعادة يقول الشافعي لما تركت العداوات ارحت نفسي وارحت الاخرين خامسا لن تصاب بمؤذ الا بذنب وتأمل ذل اخوة يوسف يوم قالوا وتصدق علينا اذا اخي الكريم اعرف شؤم الزلل واجتنب مواقع الخطر - 00:19:01
سادسا من ظلم على اعظم نجوم ثم صبر واحتسب واحسن في عبادة ربه عوضه الله النصر وانصفر كما حصل ليوسف. ولذا تجد يوسف في جميع المواطن كان قلبه مع الله - 00:19:35
وفي هذه القصة في صبر يوسف صبر اضطراري حينما القاه اخوته في الجب. وصبر اختياري حينما صبر على مراودة امرأة العزيز وكل واحد منا الان تمر به المراودات عن طريق الهواتف وغيرها - 00:19:52
في الشوارع وغيرها بل صار الحرام يعني يوصل الى البيوت عياذا بالله تعالى. كما توصل طلبية الطعام فالذي يصبر على الحرام له منزلة كبيرة عند الله تعالى اذا في صبر يوسف صبر اضطراري - 00:20:10
هو صبر اختياري ثم كمله بعدله واحسانه للرعية حين تولى الخزائن نسأل الله تعالى ان يفتح لنا من خزائن رحمته اللهم ارحم امة الاسلام اللهم اهدي الشباب واهدي النساء واهدي امة الاسلام اجمعين - 00:20:30
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:55
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما ابا المختصر في التفسير الصحيفة السادسة والاربعون بعد المئتين مع سورة يوسف نسأل الله العفة والنجاة والظفر امين - 00:00:00
قال الله تعالى على لسان يعقوب يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون قال لهم ابوهم يا ابنائي اذهبوا - 00:00:32
فتعرفوا من اخبار يوسف واخيه ولا تقنطوا من تفريج الله وتنفيسه عن عباده انه لا يقنط من تفريجه وتنفيسه الا القوم الكافرون لانهم يجهلون عظيم قدرة الله وخفية افضاله على عباده - 00:00:56
وبمناسبة هذه الاية الكريمة انه لما اخبر يعقوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بنيه ان علمه فوق علمهم اتبعه استئنافا ما يدل عليه. فقال يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه - 00:01:24
اي قال يعقوب عليه السلام لابنائه. يا بني اذهبوا الى مصر فاجتهدوا في التماس يوسف واخيه وتعرفوا خبرهما ولا تيأسوا من روح الله اي ولا تقنطوا من فرج الله ومن رحمته بعباده - 00:01:45
وانه سيروح عنا ما نحن فيه من الكرب والشدة والضيق والحزن انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون اي انه لا يقنط من فرج الله ويقطع رجاءه من رحمته الا القوم الذين يجحدون قدرته - 00:02:10
ويستبعدون رحمته وهذا بمعنى لا تيأسوا من الظفر بيوسف معتلين بطول مدة البعد التي يبعد معها اللقاء عادة قال الله تعالى فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة. فاوف لنا الكيل وتصدق علينا - 00:02:34
ان الله يجزي المتصدقين فامتثلوا امر ابيهم وذهبوا بحثا عن يوسف واخيه فلما دخلوا على يوسف قالوا له اصابتنا الشدة والفقر واتينا ببضاعة حقيرة زهيدة فكن لنا كيلا وافيا كما كنت تكير لنا من قبل - 00:03:04
وتصدق علينا بزيادة على ذلك او بالتغاضي عن بضاعتنا الحقيرة ان الله يجازي المتصدقين باحسن الجزاء وتأملوا اخواني هنا فلما دخلوا وهنا فيه حذف واختصار. ومن البلاغ الاختصار اي فذهبوا - 00:03:34
من الشام الى مصر ووصلوا عنده فلما دخلوا عليه وفي هذه الاية الكريمة يعني مزجى اي قليلة رديئة مردودا مدفوعة غير مقبولة من الازجياء وهو الطرد والسوق والدفء فزجا هذا الفعل زجى يدل على - 00:03:59
يعني دفع الشيء باليد واما فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز مسنا اي اصابنا هو المس يقال في كل ما ينال الانسان من اذى واصل مسس يدل على جس الشيء باليد - 00:04:31
وفيه اشارة الى ان الفقر قد اثر فيهم غاية التأثير وان القحط اذاهم غاية الاذية وتأمل هذه الطريقة في ذلهم عند يوسف لانهم قد ظلموه ولابد ان نستذكر شؤم المعصية - 00:04:55
هو انك لن تصاب بمؤذ الا بذنب فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز تأمل حينما القى في الجب الان يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر. منعوه عن الطعام منعوه عن الشراب وضعوه في الجبن. لكن هم الان يطلبون منهم - 00:05:18
مسنا واهلنا ضر اذا تفسير الاية مع الاختصار اي فرجع اخوة يوسف الى مصر فلما دخلوا على يوسف فقالوا له يا ايها العزيز اصابنا واهلنا الجوع والحاجة الشدة بسبب القحط وقلة الطعام - 00:05:38
وجئنا ببضاعة مزجاة اي واتينا بثمن رديء قليل لشراء الطعام. فاوفي لنا الكيل اي فاوفنا كيل الطعام ولا تنقص وتصدق علينا. ايوة تفضل علينا وتسامح بما بين الثمن الجيد الطعام والثمن الرديء الذي - 00:06:00
قدمناه لشرائه ولا تنقصنا من الطعام بسبب ذلك ثم عللوا طلبهم بقولهم ان الله يجزي المتصدقين اي ان الله يثيب في الدنيا والاخرة المتفضلين باموالهم على المحتاجين اذا هكذا قالوا بهذا الاسلوب - 00:06:22
قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون فلما سمع كلامهم رق لهم رحمة بهم وعرفهم بنفسه قال لهم قد علمتم ما فعلتم بيوسف وشقيقه حين كنتم جاهلين عاقبة ما فعلتم بنا. اذا هكذا قالوا - 00:06:47
قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون. لا يعصي الله الا جاهل اي قال يوسف لاخوته هل تذكرون ما فعلتم بيوسف واخيه من الاذى حال جهلكم بمقدار ما ارتكبتم وعاقبة ما - 00:07:17
فعلتموه وتأملوا هنا قد يقول قائل يعني ما الذي فعلوه باخيه اخوه لما صار فردا وذهب شقيقه صار مستضعفا عند هؤلاء البقية قالوا ائنك لانت يوسف. قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا - 00:07:36
انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين فتفاجأوا وقالوا ائنك انت يوسف؟ قال لهم يوسف. نعم انا يوسف وهذا الذي ترون معي اخي الشقيق قد تفظل الله علينا بالخلاص مما كنا فيه - 00:07:59
وبرفع القدر فيوسف قد رفع الله قدره. انه من يتق الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ويصبر على البلاء فان عمله من الاحسان والله لا يضيع اجر المحسنين بل يحفظه سبحانه وتعالى - 00:08:24
وتأمل هنا في هذه المفاجأة قالوا ائنك لانت يوسف. يعني تأمل هنا انه لم يجزم. اي قال اخوة يوسف له ائنك لانت اخونا يوسف قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علي. اي قال يوسف لاخوته نعم انا يوسف - 00:08:47
وهذا اخي الشقيق قد من الله علينا بالاجتماع بعد الفرقة والعزة بعد الذلة والتمكين في في الدنيا ثم علل ذلك بما هو مختصر لهذه القصة بل هو العبرة من القصة انه من يتق ويصبر - 00:09:08
فان الله لا يضيع اجر المحسنين اي انه من يتق الله فيمتثل ما امر به ويجتنب ما نهى عنه ويصبر على الطاعات وعن المعاصي وعلى المصائب فان الله لا يبطل ثواب احسانه. ولا ثواب كل من احسن. يعني هذا العمل من الاحسان والله سبحانه وتعالى لا يضيع - 00:09:27
اجر من احسن عملا قالوا تالله لقد اثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا له اخوته معتذرين عما صنعوا به تالله لقد فضلك الله علينا بما اعطاك من صفات الكمال - 00:09:53
ولقد كنا فيما صنعنا بك مسيئين طالب اثرك اي فظلك هو اصله اثر تقديم الشيء وبمناسبة هذه الاية ان يوسف عليه السلام لما ذكر لاخوته ان الله تعالى من عليه - 00:10:17
وانه من يتق المعاصي ويصبر على اذى الناس ويتقي الله في فعل الطاعات فان الله لا يضيعه صدقوه واعترفوا له بالفضل والمزيد. قالوا تالله لقد اثرك الله علينا. اي قال اخوة يوسف مقسمين له تالله - 00:10:40
لقد فظلك الله علينا بالعلم والحلم وحسن الخلق والخلق والملك وان كنا لخاطئين اي ومارك وما كنا فيما فعلنا بك الا مذنبين. مخطئين في حقك بل مخطئين في حق الوالد وفي حق - 00:11:03
الاخ الشقيق وفي حق الله سبحانه وتعالى. قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فقبل يوسف اعتذارهم وقال لا لوم عليكم اليوم لا لوم عليكم اليوم يقتضي عقابكم ولا توبيخ. اسأل الله ان يغفر لكم - 00:11:27
وهو سبحانه ارحم الراحمين قال لا تثريب اي لا تعيير ولا توبيخ ولا تأنيب واصل التثريب يدل على اللوم قال لا تثريب عليكم اليوم اي قال يوسف لاخوته لا تعيير عليكم ولا توبيخ بما صنعتم ولا افساد لما بيننا من الاخوة بعد اليوم - 00:11:55
يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين اي دعا يوسف لاخوته فقال يستر الله لكم ذنوبكم ويتجاوز عن مؤاخذتكم بها وهو ارحم الراحمين لمن تاب واناب وبادر الى طاعة الله سبحانه وتعالى - 00:12:23
اذهبوا بقميص هذا فالقوه على وجه ابي يأتي بصيرا واتوني باهلكم اجمعين فاعطاهم قميصه لما اعلموه بما ال اليه بصر ابيه. وقال اذهبوا بقميص هذا فاطرحوه على وجه ابي يعد له بصره - 00:12:45
واحضروا الي اهليكم كل هم فاحضروا الي اهليكم كلهم اذا هكذا لم يذهب يوسف بنفسه لاجل خدمة الرعية واحقاق العدل والاحسان. فهذا ملمح مهم على ان من تولى امر الناس - 00:13:11
عليه ان يعمل بطاعة الله سبحانه وتعالى فيه وان لا يقصر فيهم كما انه لا يقصر في حق ابويه اذهبوا بقميص هذا فالقوه على وجه ابي ياتي بصيرا. اي قال يوسف لاخوته اذهبوا بقميص هذا فالقوه على وجه ابي يعقوب يصر - 00:13:33
بعد العمى واتوني باهلكم اجمعين. اي واجيئوني بجميع اهل اهلكم بني يعقوب وهذا من كرمه واحسانه للجميع ولذلك الكريم وصاحب اليد البيضاء لا تصيبه مخمصة ابدا ولما فصلت العير قال ابوهم اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندن - 00:13:55
ولما خرجت القافلة منطلقة من مصر وفارقت العامرة منها قال يعقوب لابنائه ولمن عنده في ارضه اني لاشم رائحة يوسف لولا انكم تجهلونني وتنسبونني الى الخرف بقولكم هذا شيخ خرف. يقول - 00:14:26
ما لا يعلم ولكن الانسان حينما يحسن ظنه بالله فربنا جل جلاله كريم يعطي عبده فوق ما يأمل ولما فصلت العير قال ابوهم اني لاجد ريح يوسف ايوه لما خرجت قافلة بني يعقوب من مصر الى الشام - 00:14:49
قال يعقوب عليه السلام لمن حضر عنده اني لاشم رائحة ابني يوسف لولا ان تفندني اي لولا ان تنسبوني الى الهرم وضعف العقل والخرف لتحققتم ذلك وصدقتموني قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم - 00:15:12
قال من عنده من ولده والله انك لا تزال في توهمك السابق بشأن منزلة يوسف عندك وامكانية رؤيته ثانية طبعا هو في المختصر في التفسير هكذا قالوا لكن نحن نقول قال الحاضرون ليعقوب - 00:15:40
والله انك لفي خطئك الذي كنت عليه قديما قد ذهبت عن العلم بحقيقة امر يوسف. ومن اجل ذلك تطمع في في رجوعه اليك من فوائد الايات اولا عظم معرفة يعقوب بالله حيث لم يتغير حسن ظنه - 00:16:00
رغم توالي المصائب ومروء السلم من خلق المعتذر الصادق ان يطلب التوبة من الله ويعترف على نفسه ويطلب الصفح ممن تضرر منه بالتقوى والصبر تنال اعظم الدرجات في الدنيا والاخرة - 00:16:27
قبول اعتذار المسيء وترك الانتقام خاصة عند التمكن منه وترك تأنيبه على ما سلف منه. هكذا ذكر الاخوة في هذا الكتاب الجليل المختصر في التفسير وبالامكان يعني ان نضيف بعض الفوائد - 00:16:46
نقول اولا خاطب يعقوب ابناءه بوصف البنوة ترقيقا لهم متلطفا بهم ليكون هذا ابعث الى الامتثال ونحن في زمن قد تغير فيه الابناء كثيرا. فصرنا بامس الحاجة الى التلطف بهم. نسأل الله العافية والسلامة - 00:17:06
ثانيا اراد يوسف تعليمهم وسائل التعرض الى نعم الله وحثهم على وحثهم على التقوى والتخلق بالصبر هكذا قال يوسف حينما ذكر لهم انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين - 00:17:29
باعتبار ان التقوى والصبر من الاحسان هو ان المحسن يجازيه الله تعالى على احسانه اذا اراد يوسف تعليمهم وسائل التعرض الى نعم الله بالتقوى والصبر والاحسان واراد حثهم على التقوى واراد حثهم على الصبر - 00:17:51
وعلى كل مؤمن ان يغتنم الفرصة لبعض عباد الله لا سيما فرصة تأثر السامع لان الدعوة الى الله واجب الجميع ثالثا كل خير في الدنيا والاخرة. فمن اثار التقوى والصبر - 00:18:14
وان عاقبة المتقين احسن العواقب رابعا ما تعلم من صفح يوسف ان نغفر لمن يسيء علينا ونحسن اليه والانسان اذا فعل هذا فان الله يسبغ عليه النعم والخيرات في هذه الدنيا كما اوسع الله على يوسف - 00:18:34
واذا فعل الانسان هذا نال السعادة يقول الشافعي لما تركت العداوات ارحت نفسي وارحت الاخرين خامسا لن تصاب بمؤذ الا بذنب وتأمل ذل اخوة يوسف يوم قالوا وتصدق علينا اذا اخي الكريم اعرف شؤم الزلل واجتنب مواقع الخطر - 00:19:01
سادسا من ظلم على اعظم نجوم ثم صبر واحتسب واحسن في عبادة ربه عوضه الله النصر وانصفر كما حصل ليوسف. ولذا تجد يوسف في جميع المواطن كان قلبه مع الله - 00:19:35
وفي هذه القصة في صبر يوسف صبر اضطراري حينما القاه اخوته في الجب. وصبر اختياري حينما صبر على مراودة امرأة العزيز وكل واحد منا الان تمر به المراودات عن طريق الهواتف وغيرها - 00:19:52
في الشوارع وغيرها بل صار الحرام يعني يوصل الى البيوت عياذا بالله تعالى. كما توصل طلبية الطعام فالذي يصبر على الحرام له منزلة كبيرة عند الله تعالى اذا في صبر يوسف صبر اضطراري - 00:20:10
هو صبر اختياري ثم كمله بعدله واحسانه للرعية حين تولى الخزائن نسأل الله تعالى ان يفتح لنا من خزائن رحمته اللهم ارحم امة الاسلام اللهم اهدي الشباب واهدي النساء واهدي امة الاسلام اجمعين - 00:20:30
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:20:55