بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد تورث الرعد بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم راء تلك ايات الكتاب - 00:00:00
والذي انزل اليك من ربك الحق ولكن اكثر الناس لا يؤمنون تورث الرعد مدنية طبعا اختاروا بانها مدنية. وهذا هو الراجح من قولي اهل العلم من مقاصد السورة الرد على منكري الوحي والنبوة ببيان مظاهر عظمة الله تعالى - 00:00:29
التفسير الف لام ميم راء تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة باعتبار ان هذه الاحرف المقطعة لها مغزى وانها انتصار للقرآن وان القرآن مبني على كلمات وجمل من هذه الحروف فعلى الناس ان يؤمنوا به - 00:00:58
ومن كابر ولم يؤمن فليأت بمثله هذه الايات الرفيعة في هذه السورة هو القرآن الذي انزله الله عليك ايها الرسول هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك انه من عند الله - 00:01:26
ولكن اكثر الناس لا يؤمنون به عنادا وتكبرا اذا الاحرف المقطعة تكلمنا عنها تلك ايات الكتاب اي هذه ايات القرآن. الرفيعة الشأن العالية المراتب والذي انزل اليك من ربك الحق. اي وهذا القرآن - 00:01:46
الذي انزل اليك يا محمد من ربك لا من غيره هو الحق فاعتصم به واعمل بما فيه وعليك بثه ووجب لثبوت حقيته ان يؤمن به جميع الناس ورسالة كل مؤمن في هذه الدنيا ان يبث هذا الخير وان يبث هذا الدين - 00:02:16
كما مر في السورة السابقة قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن اتبعني ولكن اكثر الناس لا يؤمنون اي ولكن اكثر الناس لا يؤمنون بان القرآن هو الحق الذي جاء من عند الله - 00:02:46
مع وضوح ذلك وثبوته جهلا منهم واعراظا او عنادا وظلما ولذلك وجب علينا ان نبلغ هذا القرآن. لنرفع الجهل عن الناس ومن اعرض ايضا نجادله بالحسنى ومن عاند او ظلم في عدم الايمان نبين له بالدلائل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:10
ومر معنا في مجلس اليوم في صحيح البخاري برقم الف وعشرين ان المشركين في مكة كانوا يؤمنون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فطلبوا منهم ان يدعوا لهم في الاستسقاء - 00:03:39
فدعا فسقوا ثم لما بقي المطر جمعة كاملة طلب منه ان يرفع عنهم الضرر فدعا فمن لم يؤمن به انما لم يؤمن به عنادا وظلما وحسدا ونحو هذه الاية الكريمة وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمن كما مر في السورة السابقة - 00:03:54
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم للقاء ربكم توقنون الله الذي خلق السماوات مرفوعات دون دعائم تشاهدونها - 00:04:24
ثم علا وارتفع على العرش علوا يليق به سبحانه من غير تجفيف ولا تمثيل وذلل الشمس والقمر لمنافع خلقه كل من الشمس والقمر يجري لامد محدد في علم الله يصرف سبحانه وتعالى الامر في السماوات في السماوات والارض بما يشاء - 00:04:52
يبين الايات الدالة على قدرته رجاء ان توقنوا بلقاء ربكم يوم القيامة فتستعدوا له بالعمل الصالح وهذه الاية هل الانسان ان يتفكر بها مريض وربنا جل جلاله لما ذكر ان اكثر الناس لا يؤمنون ذكر عقيبه ما يدل على صحة التوحيد والميعاد - 00:05:23
فكان معنى انه يؤخذ من الايات القرآنية يؤخذ من الايات الكونية فقال الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها اي الله هو الذي رفع بقدرته العظيمة. السماوات السبع بلا اعمدة - 00:05:54
كما ترونها يعني هي هذه هي مرفوعة بعمد ام بغير عمد مرفوعة بعمد. ولكن العمد لا نراه. فهما قدرتان من قدرة الله تعالى. في هذه السنة وربنا قال ايضا كما في سورة لقمان خلق السماوات بغير عمد ترونها. اذا هي مرفوعة بعمد لكن لا نرى هذه - 00:06:10
الاعمدة التي جعلها الله تعالى في هذا الفضاء ثم استوى على العرش اي ثم على ثم علا الله على عرشه العظيم علوا يليق بجلاله وكماله وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى - 00:06:37
اي ودلل الشمس والقمر لمصالح خلقه كل منها يجري في السماء الى وقت معلوم وهو انتهاء الدنيا ووقوع يوم القيامة يدبر الامر اي يصرف امور مخلوقاته كما يريد يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون - 00:06:57
اي يبين ويوضح لكم اياته الدالة على وحدانيته وقدرته على البعث والنشور والحساب والجزاء والقصاص وهذه الايات كي توقن بالبعث بعد الموت وتوقن بوعده ووعيده فتستعدون لذلك بالعمل الصالح وعدم التفريط - 00:07:26
ثم قال تعالى وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهار. طبعا الرواسي اي الجبال الثوابت واصل رساوى يدل على الثبات ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اي صنفين ونوعين - 00:07:55
واصل زوج يدل على مقارنة شيء لشيء يمشي الليل النهار ان يغطى ليل نهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. قال الاخوة في مركز تفسير وهو سبحانه الذي بسط الارض - 00:08:11
وخلق فيها جبالا ثوابت حتى لا تضطرب بالناس وجعل فيها انهارا من ماء لتسقي الناس ودوابهم وزروعهم ومن كل انواع التمرات جعل فيها صنفين تلدثر والانثى بالحيوان يلبس الليل النهار فيصير مظلما بعدما كان منيرا. ان في ذلك المذكور لادلة وبراهين - 00:08:32
لقوم يتفكرون في صنع الله ويتأملون فيه فهم الذين ينتفعون بتلك الادلة والبراهين هذه الاية يعني نحن على الارض وتمرنا كثيرا وربنا لما ذكر العالم العلوي شرع في ذكر قدرته وحكمته واحكامه للعالم السفلي. فقال وهو الذي مد الارض - 00:09:03
اي الله هو الذي بسط لكم الارض طولا وعرضا فخلقها متسعة الارجاء لتنتفعوا بها وفي سورة البقرة الذي جاعد لكم الارض فراشا وفي سورة النبأ الم نجعل الارض مهادا ثم قال تعالى وجعل فيها رواسي وانهارا. اي جعل فيها جبالا ثابتة وانهارا جارية. وهذا الاختلاف يدل على - 00:09:33
الوحدانية وفي المرسلات وجعل فيها رواسي شامخات واسقيناكم ماء تراثا اذا في الموطنين دكتور الجبال مع ذكر الانهار وفيه اشارة الى مواطن نبع الماء ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين - 00:10:05
وتأمل لما ذكر الانهار ذكر ما ينشأ عن المياه فقال ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ايوة من جميع التمرات جعل الله في الارض صنفين اثنين وفي سورة لقمان خلق السماوات بغير عمد ترونها والقى في الارض رواسي ان تميل بكم وبث فيها من - 00:10:34
من كل دابة وانزل من السماء ماء وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل وانبتنا فيها من كل زوج كرم وانبتنا فيها من كل زوج كريم ربنا قال الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من - 00:11:00
نبات شتى ثم قال تعالى يغش الليل النهار ان يغطي الله بالليل النهار. ويغطي بالنهار الليل. فيجعل كلا منهما سافرا للاخر ولذلك نعمة النهار لا تتم الا بالليل ونعمة الليل لا تتم الا بالنهار - 00:11:30
ثم ختم الله الاية بقوله ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. وتأمل ختم هذه الاية حتى تتأمل الاية التي بعدها باي شيء ستختم اي ان فيما ذكرته لكم من عجائب مخلوقاتي لدلالات وعلامات لقوم يتفكرون فيها - 00:11:56
فيستدلون بها على وحدانية الله تعالى وكمال صفاته ومن ذلك حكمته وقدرته على وقوع البعث وان العباد لا تصلح لغيره سبحانه وهو الخالق فهو الخالق الذي يستحق العبادة وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان - 00:12:20
يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ان في ذلك لايات لقوم يعقلون وفي الارض بقاع متقاربة وفيها بساتين من اعناب وفيها زرع ونخلات مجتمعة في اصل واحد - 00:12:57
ونخلات منفردات باصلها تسقى هذه البساتين وتلك الزروع بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الطعم وغيره من الفوائد. على رغم تجاهلها وسقيها بماء واحد ان في ذلك المذكور لادلة وبراهين. لقوم يعقلون - 00:13:22
لانهم هم الذين يعتبرون بذلك نعم وفي الارض قطع متجاورات اي من الارض ايات تدل على كمال قدرته العجيبة وبديع صنعه وانه سبحانه هو المختار وحده لهذه الامور ان جعل في الارض بقاعا مختلفة في الوانها واحجامها - 00:13:47
من يدخل من من دمشق الى لبنان سيمر بمدينة اسمها البقاع و يعني هذه الارض متلونة متنوعة نعم فربنا جل جلاله وحده ان جاء الذي جعل بقاع مختلفة في الوانها واحجامها - 00:14:19
وانواعها وطبائع منابتها فهذه مثلا طيبة عذبة تنبت ما ينفع الناس وهذه سبخة مالحة لا تنبت شيئا مع كون تلك البقاع متجاورة متقاربة ثم قال وجنات من اعناب وزرع اي في الارض بساتين من اعناب متنوعة وفيها زروع مختلفة - 00:14:45
ونخيل صنوان وغير صنوان يعني صنوان اي مجتمع فالصنوال من النخل النخلتان والنخلات يجمعهن ساق واحد اي اصل واحد وتتشعب منه رؤوس فتصير نخيلا واصل صنع يدل على تقارب بين شيئين - 00:15:14
نعم العم صنو ابيه العمصن والاب باعتبار يرجعان الى اصل واحد وهو الجد ونخيل صنوان وغير صنوان. اي في الارض نخيل مختلفا. فهناك نخلات يجمعهن اصل واحد في منبت واحد. وهناك نخلات - 00:15:37
كل نخلة منها ثابتة من اصل مستقل يسقى بماء واحد الجميع ما ذكرناه من الجنات والنخيل والزروع يسقى بماء واحد عذب غير والح ونفضل بعضها على بعض في الاكل اي ونفضل بعض الاعناب والزروع والنخيل على بعض في الثمر - 00:15:59
طعما وشكلا ولونا ورائحة واوراقا وازهارا ونفعا مع كونها تسقى بماء واحد قال تعالى ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. اي ان في اختلاف قطع الارض المتجاورات. واختلاف ثمار الجنات لعلامات واضحة - 00:16:23
والدلالات لمن كان له قلب يفهم عن الله ما اخبر به فمن دلة دلالتها على ان الله هو الذي بعلمه وقدرته فاوت بين الاشياء وخلقها على ما يشاءه سبحانه وتعالى - 00:16:47
فكما انه قادر على ما يريد من ابتداء الخلق ثم تنويعه بعد ابداعه فهو قادر ايضا على اعادته بطريق الاولى وايضا فالذي خالف بين تلك الاشياء هو الذي خالف بين خلقه - 00:17:04
فيما قسم لهم من هداية وضلال وتوفيق. فتأمل قال في الاية الثانية ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون اي ايات قد تحتاج الى تفكير لكن الايات التي بعدها ايات اوضح قال ان في ذلك في ايات لقوم يعقلون. مجرد ان يكون لديه عقل - 00:17:22
يستطيع ان ينقدح امامه قدرة الخالق سبحانه وتعالى وان تعجب فعجب قولهم اي اذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - 00:17:44
وان تعجب ايها الرسول من شيء فاحق ما تتعجب منه تكذيبهم بالبعث وقولهم احتجاجا لانكاره. فاذا متنا وصرنا ترابا وعظاما بالية نخرة انبعث ما نعاد احياء اولئك المنكرون للبعث بعد الموت. الذين كفروا بربهم - 00:18:09
فانشروا قدرته على بعث الموتى واولئك توضع السلاسل من النار على اعناقهم يوم القيامة واولئك هم اصحاب النار وهم فيها ماكثون ابدا لا يلحقهم ثناء ولا ينقطع عنهم العذاب وتأمل هنا كلمة الاغلال والاغلال جمع غل والغل مختص - 00:18:32
بما يقيد به فهؤلاء حينما يساقون الى النار هم مقيدون بالاغلال وفيها يعني يعني تعظيم حبس هؤلاء وخزي هؤلاء وخلت بمعنى مضت وذهبت. اما المثلات فهي العقوبات النازرة على امثاله من المكذبين. لان الانسان - 00:18:57
يستذكر كم مضى ومضى ومضى من الامم واين هم الان اذا ربنا لما ذكر الدلائل القاهرة على ما يحتاج اليه في معرفة المبدأ ذكر بعده مسألة المعاد وذكر في هذه الايات القدرة العجيبة في خلقه سبحانه وتعالى - 00:19:24
فقال وان تعجب فعجب قوله ائذا كنا ترابا فانا لفي خلق جديد ايوة ان تعجب يا محمد من عبادة المشركين الهة لا تضر ولا تنفع بعد ما رأوا من اثار قدرة الله العظيمة ما رأوا - 00:19:47
من خلقه الاشياء التي تقدم ذكرها. فالعجب من انكاره البعث بقولهم اي اذا صرنا ترابا بعد موتنا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا كما كنا في الدنيا مع العلم انه قد تقدمت - 00:20:04
الايات العجيبة في الليل والنهار والسماء والارض والجبال والانهار والمطعومات ربنا قال عن هؤلاء الذين قالوا هكذا اولئك الذين كفروا بربهم لانهم انكروا البعث واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - 00:20:21
فلما حكى سبحانه عنهم قولهم ائذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد حكم عليهم بامور ثلاثة فقال اولئك الذين كفروا بربهم هذا اول شيء اي اولئك يبعدون عن كل خير - 00:20:46
ممن ينكرون البعث بعد الموت. قد وقعوا بذلك في الكفر بالله تعالى حيث انكر قدرة الرب الذي خلقهم ويملكهم ويدبر امورهم ويربهم بالنعم وكذبوا رسله ثانيا قال واولئك الاغلال في اعناقهم - 00:21:01
واولئك اصحاب النار فيها خالدون لما حكم عليهم بالكفر في الدنيا ذكر ما يؤولون اليه في الاخرة على سبيل الوعيد. قالوا اولئك الاغلال في اعناقهم ايه هم الذين في اعناقهم اطواق من حديد يوم القيامة - 00:21:24
اي اولئك سكان النار هم ماكثون فيها لا يخرجون منها ابدا نعم واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. واولئك اصحاب النار اي اولئك دكان النار هم ماكثون فيها لا يخرجون منها ابدا - 00:21:45
فوائد الايات ذكر الاخوة فائدة واحدة او فائدتين او ثلاثة لم يجعلوها مرتبة هذه المرة لضيق الصفحة اثبات قدرة الله والتعجب من خلقه للسماوات على غير اعمدة تحملها وهذا من عظيم خلقتها واتساعها - 00:22:13
اثبات قدرة الله وكمال ربوبيته برهان الخلق اذ ينبت النبات الضخمة يخرجه من البذرة الصغيرة ثم يسقيه من ماء واحد ومع هذا تختلف احجام والوان ثمراته وطعمها ان اخراج الله تعالى للاشجار الضخمة من البذور الصغيرة بعد ان كانت معدومة فيه رد على المشركين في انكارهم للبعث - 00:22:32
فان اعادة جمع اجزاء الرفات المتفرقة والمتحللة في الارض وبعثها من جديد بعد ان كانت موجودة هو بمنزلة اسهل من اخراج المأدوم من البذرة. اذا الايات حولنا في كل شيء - 00:22:59
تدل على قدرة الله وتدل على الاعادة وان الانسان سيعاد كما كان وسيكون جسده يتحمل العذاب اكثر مما يتحمل الان فنسأل الله ان يجعل ايامنا وايامكم خيرا وان يجعل ما بعد الممات خيرا مما هو قبل الممات - 00:23:15
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:23:43
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد تورث الرعد بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم راء تلك ايات الكتاب - 00:00:00
والذي انزل اليك من ربك الحق ولكن اكثر الناس لا يؤمنون تورث الرعد مدنية طبعا اختاروا بانها مدنية. وهذا هو الراجح من قولي اهل العلم من مقاصد السورة الرد على منكري الوحي والنبوة ببيان مظاهر عظمة الله تعالى - 00:00:29
التفسير الف لام ميم راء تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة باعتبار ان هذه الاحرف المقطعة لها مغزى وانها انتصار للقرآن وان القرآن مبني على كلمات وجمل من هذه الحروف فعلى الناس ان يؤمنوا به - 00:00:58
ومن كابر ولم يؤمن فليأت بمثله هذه الايات الرفيعة في هذه السورة هو القرآن الذي انزله الله عليك ايها الرسول هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك انه من عند الله - 00:01:26
ولكن اكثر الناس لا يؤمنون به عنادا وتكبرا اذا الاحرف المقطعة تكلمنا عنها تلك ايات الكتاب اي هذه ايات القرآن. الرفيعة الشأن العالية المراتب والذي انزل اليك من ربك الحق. اي وهذا القرآن - 00:01:46
الذي انزل اليك يا محمد من ربك لا من غيره هو الحق فاعتصم به واعمل بما فيه وعليك بثه ووجب لثبوت حقيته ان يؤمن به جميع الناس ورسالة كل مؤمن في هذه الدنيا ان يبث هذا الخير وان يبث هذا الدين - 00:02:16
كما مر في السورة السابقة قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن اتبعني ولكن اكثر الناس لا يؤمنون اي ولكن اكثر الناس لا يؤمنون بان القرآن هو الحق الذي جاء من عند الله - 00:02:46
مع وضوح ذلك وثبوته جهلا منهم واعراظا او عنادا وظلما ولذلك وجب علينا ان نبلغ هذا القرآن. لنرفع الجهل عن الناس ومن اعرض ايضا نجادله بالحسنى ومن عاند او ظلم في عدم الايمان نبين له بالدلائل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:10
ومر معنا في مجلس اليوم في صحيح البخاري برقم الف وعشرين ان المشركين في مكة كانوا يؤمنون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فطلبوا منهم ان يدعوا لهم في الاستسقاء - 00:03:39
فدعا فسقوا ثم لما بقي المطر جمعة كاملة طلب منه ان يرفع عنهم الضرر فدعا فمن لم يؤمن به انما لم يؤمن به عنادا وظلما وحسدا ونحو هذه الاية الكريمة وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمن كما مر في السورة السابقة - 00:03:54
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم للقاء ربكم توقنون الله الذي خلق السماوات مرفوعات دون دعائم تشاهدونها - 00:04:24
ثم علا وارتفع على العرش علوا يليق به سبحانه من غير تجفيف ولا تمثيل وذلل الشمس والقمر لمنافع خلقه كل من الشمس والقمر يجري لامد محدد في علم الله يصرف سبحانه وتعالى الامر في السماوات في السماوات والارض بما يشاء - 00:04:52
يبين الايات الدالة على قدرته رجاء ان توقنوا بلقاء ربكم يوم القيامة فتستعدوا له بالعمل الصالح وهذه الاية هل الانسان ان يتفكر بها مريض وربنا جل جلاله لما ذكر ان اكثر الناس لا يؤمنون ذكر عقيبه ما يدل على صحة التوحيد والميعاد - 00:05:23
فكان معنى انه يؤخذ من الايات القرآنية يؤخذ من الايات الكونية فقال الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها اي الله هو الذي رفع بقدرته العظيمة. السماوات السبع بلا اعمدة - 00:05:54
كما ترونها يعني هي هذه هي مرفوعة بعمد ام بغير عمد مرفوعة بعمد. ولكن العمد لا نراه. فهما قدرتان من قدرة الله تعالى. في هذه السنة وربنا قال ايضا كما في سورة لقمان خلق السماوات بغير عمد ترونها. اذا هي مرفوعة بعمد لكن لا نرى هذه - 00:06:10
الاعمدة التي جعلها الله تعالى في هذا الفضاء ثم استوى على العرش اي ثم على ثم علا الله على عرشه العظيم علوا يليق بجلاله وكماله وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى - 00:06:37
اي ودلل الشمس والقمر لمصالح خلقه كل منها يجري في السماء الى وقت معلوم وهو انتهاء الدنيا ووقوع يوم القيامة يدبر الامر اي يصرف امور مخلوقاته كما يريد يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون - 00:06:57
اي يبين ويوضح لكم اياته الدالة على وحدانيته وقدرته على البعث والنشور والحساب والجزاء والقصاص وهذه الايات كي توقن بالبعث بعد الموت وتوقن بوعده ووعيده فتستعدون لذلك بالعمل الصالح وعدم التفريط - 00:07:26
ثم قال تعالى وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهار. طبعا الرواسي اي الجبال الثوابت واصل رساوى يدل على الثبات ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اي صنفين ونوعين - 00:07:55
واصل زوج يدل على مقارنة شيء لشيء يمشي الليل النهار ان يغطى ليل نهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. قال الاخوة في مركز تفسير وهو سبحانه الذي بسط الارض - 00:08:11
وخلق فيها جبالا ثوابت حتى لا تضطرب بالناس وجعل فيها انهارا من ماء لتسقي الناس ودوابهم وزروعهم ومن كل انواع التمرات جعل فيها صنفين تلدثر والانثى بالحيوان يلبس الليل النهار فيصير مظلما بعدما كان منيرا. ان في ذلك المذكور لادلة وبراهين - 00:08:32
لقوم يتفكرون في صنع الله ويتأملون فيه فهم الذين ينتفعون بتلك الادلة والبراهين هذه الاية يعني نحن على الارض وتمرنا كثيرا وربنا لما ذكر العالم العلوي شرع في ذكر قدرته وحكمته واحكامه للعالم السفلي. فقال وهو الذي مد الارض - 00:09:03
اي الله هو الذي بسط لكم الارض طولا وعرضا فخلقها متسعة الارجاء لتنتفعوا بها وفي سورة البقرة الذي جاعد لكم الارض فراشا وفي سورة النبأ الم نجعل الارض مهادا ثم قال تعالى وجعل فيها رواسي وانهارا. اي جعل فيها جبالا ثابتة وانهارا جارية. وهذا الاختلاف يدل على - 00:09:33
الوحدانية وفي المرسلات وجعل فيها رواسي شامخات واسقيناكم ماء تراثا اذا في الموطنين دكتور الجبال مع ذكر الانهار وفيه اشارة الى مواطن نبع الماء ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين - 00:10:05
وتأمل لما ذكر الانهار ذكر ما ينشأ عن المياه فقال ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ايوة من جميع التمرات جعل الله في الارض صنفين اثنين وفي سورة لقمان خلق السماوات بغير عمد ترونها والقى في الارض رواسي ان تميل بكم وبث فيها من - 00:10:34
من كل دابة وانزل من السماء ماء وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل وانبتنا فيها من كل زوج كرم وانبتنا فيها من كل زوج كريم ربنا قال الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من - 00:11:00
نبات شتى ثم قال تعالى يغش الليل النهار ان يغطي الله بالليل النهار. ويغطي بالنهار الليل. فيجعل كلا منهما سافرا للاخر ولذلك نعمة النهار لا تتم الا بالليل ونعمة الليل لا تتم الا بالنهار - 00:11:30
ثم ختم الله الاية بقوله ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. وتأمل ختم هذه الاية حتى تتأمل الاية التي بعدها باي شيء ستختم اي ان فيما ذكرته لكم من عجائب مخلوقاتي لدلالات وعلامات لقوم يتفكرون فيها - 00:11:56
فيستدلون بها على وحدانية الله تعالى وكمال صفاته ومن ذلك حكمته وقدرته على وقوع البعث وان العباد لا تصلح لغيره سبحانه وهو الخالق فهو الخالق الذي يستحق العبادة وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان - 00:12:20
يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ان في ذلك لايات لقوم يعقلون وفي الارض بقاع متقاربة وفيها بساتين من اعناب وفيها زرع ونخلات مجتمعة في اصل واحد - 00:12:57
ونخلات منفردات باصلها تسقى هذه البساتين وتلك الزروع بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الطعم وغيره من الفوائد. على رغم تجاهلها وسقيها بماء واحد ان في ذلك المذكور لادلة وبراهين. لقوم يعقلون - 00:13:22
لانهم هم الذين يعتبرون بذلك نعم وفي الارض قطع متجاورات اي من الارض ايات تدل على كمال قدرته العجيبة وبديع صنعه وانه سبحانه هو المختار وحده لهذه الامور ان جعل في الارض بقاعا مختلفة في الوانها واحجامها - 00:13:47
من يدخل من من دمشق الى لبنان سيمر بمدينة اسمها البقاع و يعني هذه الارض متلونة متنوعة نعم فربنا جل جلاله وحده ان جاء الذي جعل بقاع مختلفة في الوانها واحجامها - 00:14:19
وانواعها وطبائع منابتها فهذه مثلا طيبة عذبة تنبت ما ينفع الناس وهذه سبخة مالحة لا تنبت شيئا مع كون تلك البقاع متجاورة متقاربة ثم قال وجنات من اعناب وزرع اي في الارض بساتين من اعناب متنوعة وفيها زروع مختلفة - 00:14:45
ونخيل صنوان وغير صنوان يعني صنوان اي مجتمع فالصنوال من النخل النخلتان والنخلات يجمعهن ساق واحد اي اصل واحد وتتشعب منه رؤوس فتصير نخيلا واصل صنع يدل على تقارب بين شيئين - 00:15:14
نعم العم صنو ابيه العمصن والاب باعتبار يرجعان الى اصل واحد وهو الجد ونخيل صنوان وغير صنوان. اي في الارض نخيل مختلفا. فهناك نخلات يجمعهن اصل واحد في منبت واحد. وهناك نخلات - 00:15:37
كل نخلة منها ثابتة من اصل مستقل يسقى بماء واحد الجميع ما ذكرناه من الجنات والنخيل والزروع يسقى بماء واحد عذب غير والح ونفضل بعضها على بعض في الاكل اي ونفضل بعض الاعناب والزروع والنخيل على بعض في الثمر - 00:15:59
طعما وشكلا ولونا ورائحة واوراقا وازهارا ونفعا مع كونها تسقى بماء واحد قال تعالى ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. اي ان في اختلاف قطع الارض المتجاورات. واختلاف ثمار الجنات لعلامات واضحة - 00:16:23
والدلالات لمن كان له قلب يفهم عن الله ما اخبر به فمن دلة دلالتها على ان الله هو الذي بعلمه وقدرته فاوت بين الاشياء وخلقها على ما يشاءه سبحانه وتعالى - 00:16:47
فكما انه قادر على ما يريد من ابتداء الخلق ثم تنويعه بعد ابداعه فهو قادر ايضا على اعادته بطريق الاولى وايضا فالذي خالف بين تلك الاشياء هو الذي خالف بين خلقه - 00:17:04
فيما قسم لهم من هداية وضلال وتوفيق. فتأمل قال في الاية الثانية ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون اي ايات قد تحتاج الى تفكير لكن الايات التي بعدها ايات اوضح قال ان في ذلك في ايات لقوم يعقلون. مجرد ان يكون لديه عقل - 00:17:22
يستطيع ان ينقدح امامه قدرة الخالق سبحانه وتعالى وان تعجب فعجب قولهم اي اذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - 00:17:44
وان تعجب ايها الرسول من شيء فاحق ما تتعجب منه تكذيبهم بالبعث وقولهم احتجاجا لانكاره. فاذا متنا وصرنا ترابا وعظاما بالية نخرة انبعث ما نعاد احياء اولئك المنكرون للبعث بعد الموت. الذين كفروا بربهم - 00:18:09
فانشروا قدرته على بعث الموتى واولئك توضع السلاسل من النار على اعناقهم يوم القيامة واولئك هم اصحاب النار وهم فيها ماكثون ابدا لا يلحقهم ثناء ولا ينقطع عنهم العذاب وتأمل هنا كلمة الاغلال والاغلال جمع غل والغل مختص - 00:18:32
بما يقيد به فهؤلاء حينما يساقون الى النار هم مقيدون بالاغلال وفيها يعني يعني تعظيم حبس هؤلاء وخزي هؤلاء وخلت بمعنى مضت وذهبت. اما المثلات فهي العقوبات النازرة على امثاله من المكذبين. لان الانسان - 00:18:57
يستذكر كم مضى ومضى ومضى من الامم واين هم الان اذا ربنا لما ذكر الدلائل القاهرة على ما يحتاج اليه في معرفة المبدأ ذكر بعده مسألة المعاد وذكر في هذه الايات القدرة العجيبة في خلقه سبحانه وتعالى - 00:19:24
فقال وان تعجب فعجب قوله ائذا كنا ترابا فانا لفي خلق جديد ايوة ان تعجب يا محمد من عبادة المشركين الهة لا تضر ولا تنفع بعد ما رأوا من اثار قدرة الله العظيمة ما رأوا - 00:19:47
من خلقه الاشياء التي تقدم ذكرها. فالعجب من انكاره البعث بقولهم اي اذا صرنا ترابا بعد موتنا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا كما كنا في الدنيا مع العلم انه قد تقدمت - 00:20:04
الايات العجيبة في الليل والنهار والسماء والارض والجبال والانهار والمطعومات ربنا قال عن هؤلاء الذين قالوا هكذا اولئك الذين كفروا بربهم لانهم انكروا البعث واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - 00:20:21
فلما حكى سبحانه عنهم قولهم ائذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد حكم عليهم بامور ثلاثة فقال اولئك الذين كفروا بربهم هذا اول شيء اي اولئك يبعدون عن كل خير - 00:20:46
ممن ينكرون البعث بعد الموت. قد وقعوا بذلك في الكفر بالله تعالى حيث انكر قدرة الرب الذي خلقهم ويملكهم ويدبر امورهم ويربهم بالنعم وكذبوا رسله ثانيا قال واولئك الاغلال في اعناقهم - 00:21:01
واولئك اصحاب النار فيها خالدون لما حكم عليهم بالكفر في الدنيا ذكر ما يؤولون اليه في الاخرة على سبيل الوعيد. قالوا اولئك الاغلال في اعناقهم ايه هم الذين في اعناقهم اطواق من حديد يوم القيامة - 00:21:24
اي اولئك سكان النار هم ماكثون فيها لا يخرجون منها ابدا نعم واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. واولئك اصحاب النار اي اولئك دكان النار هم ماكثون فيها لا يخرجون منها ابدا - 00:21:45
فوائد الايات ذكر الاخوة فائدة واحدة او فائدتين او ثلاثة لم يجعلوها مرتبة هذه المرة لضيق الصفحة اثبات قدرة الله والتعجب من خلقه للسماوات على غير اعمدة تحملها وهذا من عظيم خلقتها واتساعها - 00:22:13
اثبات قدرة الله وكمال ربوبيته برهان الخلق اذ ينبت النبات الضخمة يخرجه من البذرة الصغيرة ثم يسقيه من ماء واحد ومع هذا تختلف احجام والوان ثمراته وطعمها ان اخراج الله تعالى للاشجار الضخمة من البذور الصغيرة بعد ان كانت معدومة فيه رد على المشركين في انكارهم للبعث - 00:22:32
فان اعادة جمع اجزاء الرفات المتفرقة والمتحللة في الارض وبعثها من جديد بعد ان كانت موجودة هو بمنزلة اسهل من اخراج المأدوم من البذرة. اذا الايات حولنا في كل شيء - 00:22:59
تدل على قدرة الله وتدل على الاعادة وان الانسان سيعاد كما كان وسيكون جسده يتحمل العذاب اكثر مما يتحمل الان فنسأل الله ان يجعل ايامنا وايامكم خيرا وان يجعل ما بعد الممات خيرا مما هو قبل الممات - 00:23:15
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:23:43