حلقات برنامج فادعوه بها الجزء 3

الحلقة (26) من برنامج فادعوه بها 3: وهو الغفور الودود

خالد المصلح

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون احمده حق حمده لاحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه - 00:00:00ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك - 00:00:23ضَ

حميد مجيد. اما بعد فحياكم الله واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها برنامج نتناول فيه جملة من اسماء الله عز وجل نتعرف على معنى هذا الاسم - 00:00:40ضَ

ومدلوله في استعمالاته في القرآن وفي السنة واثار الايمان به وكيف نتعبد لله تعالى به؟ كيف نحقق ما امرنا الله تعالى به في اللي هو لله الاسماء الحسنى فادعوه بها. كل اسم من اسماء الله المؤمن مطالب بمعرفته وفهم معناه وايضا - 00:00:56ضَ

دعاء ومطالب بدعاء الله تعالى به. لقوله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها في هذه الحلقة نتناول اسما من اسماء الله تعالى عظيم وكل اسمائه الحسنى عظيمة انه اسم الودود - 00:01:17ضَ

ذاك الاسم الذي ذكره الله تعالى في قرآنه الكريم في كتابه الحكيم في قوله ويا قومي لا يجيمنكم شقاقي ان يصيبكم مثل ما اصاب قوما وحين او قوم هود او قوم صالح - 00:01:35ضَ

وما قوم لوط منكم ببعيد ثم قال واستغفروا ربكم انا رب واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود وقد ذكر الله تعالى هذا الاسم ايضا في سورة البروج حيث قال جل في علاه ان بطش ربك لشديد. انه هو يبدأ ويعيد. وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد سبحانه وبحمده - 00:01:48ضَ

اما السنة المطهرة فلم يرد فيها هذا الاسم الا في الحديث الذي جاء فيه سرد الاسماء وهو مدرج في قول محقق اهل الحديث ذاك انه لم يثبت مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مدرج من صنيع بعض الرواة الذي - 00:02:16ضَ

جاء ملحقا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة من جملة ما ذكر وعد من الاسماء الودود في ذلك الحديث المدرج ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:37ضَ

ثبت عنه جملة من الاسماء لم يرد ذكرها في القرآن وجاء في القرآن اسماء لم يرد لها ذكر في السنة وكلا الوحيين يثبت به ما اخبر الله تعالى او اخبر به رسوله عن نفسه - 00:02:54ضَ

كما قال الامام احمد نصف الله تعالى ونسميه بما وصف وسمى به نفسه في القرآن والحديث لا يتجاوز القرآن والحديث اي لا يتجاوز ما جاء في القرآن وما جاء في السنة من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل فانه لا ينطق عن الهوى - 00:03:11ضَ

معنى الودود الودود له صلة الحب والمحبة ولذلك هذه الكلمة تدور على الحب فتقول وددت الرجل وودت الرجل اي احببته وودت الشيء اي احببته الا ان هذه الكلمة تدل على مدلولين - 00:03:33ضَ

تأتي على صيغة اسم الفاعل واسم المفعول اي انها تأتي بمعنى اسم الفاعل وتأتي بمعنى اسم المفعول. فودود فعول هي صيغة واحدة لكن فعول تأتي بمعنى فاعل وتأتي بمعنى مفعول فهي تأتي بمعنى محب - 00:03:56ضَ

وتأتي بمعنى محبوب فالودود بمعنى فاعل هو الذي يحب انبيائه وعباده الصالحين ويحب العمل الصالح ويحب ما اخبر في كتابه لانه يحبه من خلقه وامره وشرعه اما ودود بمعنى مفعول فهذا - 00:04:16ضَ

لانه محبوب جل في علاه فهو الذي يحبه اولياؤه ويحبه عباده الصالحون ويحبه المتقون العارفون به. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله عندما ذكر هذا اسم في نونيته وهو الودود يحبهم ويحبه يحبهم الله يحب اولياءه. وهو الودود يحبه وهو الولي وهو - 00:04:41ضَ

الودود يحبهم ويحبه احبابه والفظل للمنان. وهو الذي جعل المحبة في قلوبهم وجازاهم بحب ثاني فالودود هو المحب لاولياءه وعباده الصالحين. والودود هو المحبوب جل في علاه. الذي يحبه عباده الصالحون - 00:05:03ضَ

المؤمنون به. هذا الاسم العظيم في القرآن الكريم ورد مقترنا بالغفور ورد مقترنا الرحيم ففي قوله جل وعلا اه واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي ان ربي ان ربي غفور ان ربي ودود رحيم. هذه الاية الكريمة ان ربي رحيم ودود. في قوله - 00:05:23ضَ

بقوله جل وعلا واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود قرن الودود بالرحيم لان ذلك من مقتضيات رحمته ان يحب عباده جل في علاه ومحبة ومحبة الله تعالى لعباده بها يبلغون - 00:05:49ضَ

العلا والمنازل الرفيعة فان الشأن ان يحبك الله جل في علاه ومن احبه الله رفعه واعلى شأنه الشاهد ان اقتران الرحمة بالود لان ود الله تعالى لمن يود لمن يودهم لمن يحبهم من عباده انما ذلك بمقتضى رحمته. هو الذي يتفضل عليهم - 00:06:11ضَ

جل وعلا ان يجعل في قلوبهم محبته. ثم يجيزهم يجازيهم على هذه المودة التي جعلها في قلوبهم المحبة التي جعلها في قلوبهم يجازيهم بانه يحبهم كما قال وهو الذي جعل المحبة في قلوبهم وجازاهم بحب - 00:06:34ضَ

بحب بحب ثاني وهو حب الله تعالى لعباده هذا كله من رحمته جل في علاه. اقترن ايضا اسم الرحيم اقترح ايضا باسم الغفور كما في قوله جل وعلا ان بطش ربك لشديد انه يبدأ وعيد وهو الغفور الودود - 00:06:57ضَ

هنا نكتة بليغة ان الله تعالى ذكر هذا الوصف في مقام المغفرة ذلك ان كل تائب ينال ينال بفضل الله ورحمته محبة رب العالمين الم يقل الله تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين - 00:07:17ضَ

فاقتران المغفرة الود لان الله تعالى اذا غفر للعبد وتاب عليه احبه جل في علاه فهذا بشارة لكل من تاب واناب ان الله اغفر له ذنوبه ثم انه يبلغه جل وعلا منزلة المحبة يحبه سبحانه وبحمده - 00:07:37ضَ

ومنزلة المحبة منزلة سامقة منزلة عالية اذا بلغها العبد فقد امن من كل شر لانها درجة الولاية التي بها يدرك امن الدنيا وفوز الاخرة. فان الله عز وجل يدافع عن اولياءه. ان الله يدافع عن الذين - 00:07:58ضَ

امنوا وهم الذين احبوه كما قال تعالى يحبهم ويحبونه. فاذا احب الله تعالى عبدا تولاه عصمه من السوء والشر وله الى كل بر وخير وحفظه من بين يديه ومن خلفه. وهذه مرتبة عليا ينالها في الدنيا اولئك المحبون كما ينالها في الاخرة - 00:08:14ضَ

فضل الله وعطائه بالنظر الى وجهه الكريم وتبليغه اعلى المنازل في جنات النعيم نسأل الله من فضله ان المحبة الحقيقية لا تدرك بالاماني محبة الله تعالى لا تدرك بالامانة بل لا بد من عمل يصدق به العبد مع الله لينال حبه جل في علاه. ولهذا يقول - 00:08:35ضَ

جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فجعل الله اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. والسير على هديه والموافقة لشرعه طريقا لتحصيل محبته لتحصيل هذا الوصف الذي اخبر به في قوله جل وعلا جل وعلا ان ربي رحيم ودود - 00:08:59ضَ

فمن اراد ان يفوز بمغفرة الله تعالى ورحمته ومحبته فليبادر الى اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فكل الخير في اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد شملت سنة النبي صلى الله عليه وسلم امرين. اتباع النبي يتحقق بامرين بفعل الواجبات - 00:09:20ضَ

التي فرضها وترك المحرمات التي نهى عنها كما يتحقق بالمسابقة والمسارعة في الوان الخيرات وصنوف المبرات. لهذا جاء في الحديث الصحيح ايه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب. الولي هو المحبوب من اذى لي محبوبا - 00:09:40ضَ

فقد اذنته بالحرب او من اذى لي محبا فقد اذنته بالحرب طيب كيف تحصل هذه المحبة؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه - 00:10:00ضَ

هذا الطريق الاول وهذا هو الشرط الاول والعتبة الاولى التي بها تبلغ درجة المحبة ان تتقرب الى الله بما فرضه عليك. من الواجبات فعلا ومن المنهية تركا. ثم بعد ذلك ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل - 00:10:15ضَ

انواع الطاعات والقربات من سائر المسنونات والمشروعات المستحبات حتى احبه حتى يحبك الله تعالى فاذا احبه الله تعالى تولاه وبلغ منزلة عليا في الدنيا قبل الاخرة. فاذا احببته فاز بالمعية قلت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن استعاذني لاعيذنه ان طلب - 00:10:32ضَ

للحماية واعتصم بي فله العصمة والحماية ولن يستنصرني ان طلب مني العون والنصر والظفر على احد لانصرنه لا يكون المحبوب عند الله عز وجل بهذه المنزلة في الدنيا. فكيف يكون في الاخرة؟ انها - 00:10:57ضَ

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعددت في في الحديث الالهي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين اعين جزاء بما كانوا يعملون. اذا - 00:11:17ضَ

طريق تحصيل المحبة طريق تحصيل الولاية التي بها يدرك العبد معنى الودود وهو ان يحبه الله تعالى هو ان يحب الله فاحب الله يحبك الله جل وعلا. ومحبة الله ليست دعوة كما ذكرت بل - 00:11:34ضَ

هي عمل وصدق في الظاهر والباطن يدرك به العبد فضل الله تعالى وعطاءه وينال احسانه وبره فليصدق المؤمن في حبه لله سيصدقه الله تعالى في الجزاء ان الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:11:52ضَ

فيجعل لهم الرحمن ودا. فمن اراد ان يفوز بفظل الله الذي تظمنه اسمه الودود فليحب الله وليجتهد بهذين الوصفين ان الذين امنوا وعملوا الصالحات فيجعل لهم الرحمن ودا. فامن بالله بقبول اخباره - 00:12:13ضَ

واخبار رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاءت به الرسل ثم اجتهد في العمل الصالح بكل اوجهه واجبه ومستحبه كما جاء في حديث ابي هريرة. وابشر اذا حققت هذين الامرين سنلاحظ الباطن بالايمان وصلاح الظاهر بالعمل الصالح - 00:12:33ضَ

كان ذلك مبلغا لك درجة الود فسيجعل الله لك ودا وهو الذي يحبك واذا احبك سيدعو جبريل في السماء يا جبريل اني احب فلانا فاحبة في نادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه - 00:12:52ضَ

فيوضع لك القبول في الارض والقبول هو قبول عباد الله الصالحين هو محبة الله تعالى التي يقذفها في قلوب عباده لك دون صنع منك دون سبب لا لمال يرجونه منك ولا لجاه عندك ولا لشيء مما يكون مما يطمع الناس فيما عندك - 00:13:09ضَ

هناك لاجله انما يحبونك لله. اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا ارزقنا صدق محبتك والاقبال عليك. اجعلنا من خاصتك واوليائك وحزبك. يا ذا الجلال والاكرام - 00:13:29ضَ

والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:13:46ضَ