Transcription
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:06ضَ
الحميد المجيد واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي وهو خليل خيرته من خلقه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد - 00:00:21ضَ
مجيد اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات ومرحبا بكم في هذه الحلقة من برنامجكم فادعوه بها هذه الحلقة نتناول فيها اسما من اسماء الله تعالى الحميد ذاك الاسم العظيم الذي اخبر الله تعالى به في كتابه في مواضع عديدة يقول الله جل وعلا وهدوا الى الطيب من القول - 00:00:41ضَ
وهدوء الى صراط الحميد. اي الى طريقه الموصل اليه جل في علاه. فنسأل الله ان يهدينا واياكم الى صراط الحميد. وقال جل وعلا لله ما في السماوات وما في الارض ان الله هو الغني الحميد. وقال سبحانه وبحمده وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد. وقال - 00:01:04ضَ
جل وعلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فالايات التي ذكر الله تعالى في هذا الاسم عديدة تتعلق بما يخبر به عن نفسه ما يخبر به من وحيه ما يخبر به من انزال كتبه ما يخبر به من آآ عبادته - 00:01:24ضَ
كل ذلك من مقتضيات انه الحميد جل في علاه. وقد جاء هذا الاسم في السنة النبوية المطهرة في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه الصلاة عليه. حيث ختم الصلاة الابراهيمية بقوله انك حميد مجيد. وجاء ايضا ذكره - 00:01:46ضَ
في الحديث المدرج الذي عدت فيه اسماء الله تعالى هذا الاسم ثابت ثبوتا لا ريب فيه في كلام الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتق من الحمد الحميد فعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول وهو مشتق من الحمد - 00:02:06ضَ
والحمد هو الثناء بالفظيلة وقيل الحمد هو ذكر المحمود بصفات الكمال. وهذا هو الواقع ان الحمد هو ذكر المحمود بصفات الكمال. وذلك كأن الله تعالى انما استوجب هذا الوصف وهذا الاسم لكونه مذكورا جل في علاه صفات الكمال - 00:02:28ضَ
له الكمال المطلق ولهذا افتتح الله تعالى كتابه الحكيم بحمده الحمد لله رب العالمين وذكر في اعقاب حمده اصول اسمائه وصفاته رب العالمين الرحمن الرحيم. ذكر ثلاثة اسماء. ذكر خمسة اسماء واوصاف الحمد لله - 00:02:53ضَ
هذا الاول رب العالمين الثاني مالكي الرحمن الرحيم الثالث والرابع مالك يوم الدين الخامس. هذه هي موجبات حمده هذه الاسماء اصول الاسماء الحسنى التي تستوجب حمد الله تعالى والثناء عليه جل وعلا - 00:03:17ضَ
والحمد اوسع الصفات واعم المدائح فانه المستحق لكل حمد جل في علاه. فجميع اسمائه وجميع صفاته دالة على انه المحمود جل في علاه المستحق بان يثنى عليه وان يجل كل اسمائه كل صفاته كل افعاله كل احكامه كل جزاءاته كل - 00:03:36ضَ
ما يكون منه جل وعلا موجب لحمده سبحانه وبحمده. يقول ابن القيم رحمه الله الحمد اوسع الصفات وعم المدائح لان جميع اسمائه تبارك وتعالى حمد وصفاته حمد وافعاله حمد واحكامه حمد وعزله حمد وانتقامه من اعدائه حمد - 00:04:00ضَ
وفظله في احسانه الى اولياء حمد والخلق والامر انما قام بحمده ووجد بحمده وظهر بحمده وكان الغاية هي حمده روح كل شيء وقيام كل شيء بحمده فهو الحميد سبحانه وبحمده لا يقوم شيء في الدنيا الا بحمده وهو دال على انه المحمود. الحميد في ذاته الحميد في - 00:04:22ضَ
اسمها الحميد في صفاته الحميد في افعاله فله من الاسماء احسنها وله من الصفات اكملها ولهم من افعالي اتمها وله من الاقوال اصدقها وله من الافعال ما هو بهي الجميل ففعله جل في علاه دائر بين الفضل والعدل. فالحمد كله له جل في علاه. فالحمد كثرة الصفات - 00:04:48ضَ
والخيرات وهو الذي لا يحصي عباده لا يحصي عباده ثناء عليه جل في علاه هو كما اثنى على نفسه بل ما يديك هو العباد من موجبات حمده شيء لا يبلغ حقه ولهذا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الناس بربه - 00:05:15ضَ
الذي قال اما والله اني لاعلمكم بالله واخشاكم له يخبر انه يوم القيامة يفتح الله تعالى عليه من المحامد ما لا يعلمه الان يعني في الدنيا هذا دال على ان موجبات حمده - 00:05:38ضَ
كثيرة لا يحصيها العباد وانه يوم القيامة يتبين من موجبات حمده ومقتضيات انه الحميد جل في علاه ما لا يعرفه الناس بل ما لا يعرفه اكمل الخلق علما به في الدنيا وهو النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:05:53ضَ
حمد الله تعالى له جانبان وله وجهان. الوجه الاول ان جميع مخلوقاته ناطقة بحمده فكل حمد وقع من اهل السماء والارض الاولين والاخرين انما هو له جل وعلا. وكل حمد يقع في الدنيا والاخرة - 00:06:13ضَ
انما هو له جل في علاه. فله الحمد كله اوله وظاهره. اخره وباطنه سبحانه وبحمده. هذا من ناحية انه المحمود فهو الحميد بمعنى المحمود الذي يحمده كل من في السماوات ومن في الارض. على احسانه وفضله وانعامه وسائر - 00:06:34ضَ
جوده سبحانه وبحمده اما الثاني فهو المعنى الذي تقدم وهو حمده لما له من الصفات الكاملة. فحمد لفعله اه وحمد لوصفه حمد لفعله الذي يصل الى العباد. وحمد لوصفه لما يعلمه الخلق من كمالاته. وكله يندرج في انه - 00:06:55ضَ
هو المحمود جل وعلا. هناك معنى اخر للحميد وهو انه يحمد عباده والقائمين. الحميد بمعنى حميد فعيل بمعنى ياتي بمعنى فاعل وهو القائم بحمد عباده جل في علاه. فهو الذي يحمد عباده على طاعتهم - 00:07:17ضَ
فيشكرهم عليها ويجزيهم عليها اثابة وعطاء واحسانا وتفضلا له وتفضلا منه جل في علاه ولهذا يقول جل وعلا لله ما في السماوات والارض ان الله هو الغني الحميد فغناه متجاوز لعباده - 00:07:37ضَ
واصل الى خلقه وهو موجب حمده وهو من حمده لمن يستحق الحمد من عباده سبحانه وبحمده. ولهذا يقول جل وعلا ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. ولستم باخذه الا ان تغمضوا فيه. واعلموا ان الله غني حميد - 00:07:57ضَ
هو طيب لا يقبل الا طيبا وهو حميد يحمد من صدق في اقباله عليه تقدم اليه بما يحب طلبا لما عنده جل في علاه. ان هذا الاسم العظيم يتوسل به المؤمن الى الله تعالى في صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم كما علمه صلى الله عليه وسلم امته فيقول اللهم صلي على محمد - 00:08:19ضَ
وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وكذلك في الدعاء المباركة اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. كما ان المؤمن - 00:08:42ضَ
يتوسل الى الله تعالى بحمده وهو من مقتضيات انه الحميد في صلاة الليل كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام في التهجد قال اللهم لك الحمد انت قيم السماوات - 00:09:00ضَ
والارض ومن فيهن ثم يعود ويقول ولك الحمد انت ملك السماوات والارض ومن فيهن. ويعود ثالثة ويقول ولك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن. فحمد الله تعالى هو مما يقوم به - 00:09:13ضَ
قلب العبد تحقيقا للعبودية وذلا لله عز وجل وخضوعا هذا الجمال والبهاء والحسن الذي لا يمكن ان يملك العبد الا ان يذل له وان يخضع وان يحبه وان يثني عليه وان يمجده. ان حمد الله تعالى به - 00:09:30ضَ
ينال العبد المراتب العليا والعطايا الكبرى لذلك قال في الصلاة قسمت الصلاة بين عبدي بيني وبين عبدي نصفين. ولعبدي ما فعل ولعبدي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فاذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين. قال الله عز وجل حمدني عبدي. مفتاح العطاء - 00:09:53ضَ
حمد رب الارض والسماء ثم قال اذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي ثم اذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ثم فقال اذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي نصفين. ثم اذا قال اهدنا الصراط المستقيم قال الله تعالى هذا لعبدي - 00:10:16ضَ
لي ولعبدي ما سأل. من هذا يتبين ان الحمد وهو فاتحة كتاب الله عز وجل هو مفتاح تحقيق العبودية التي لينال بها العبد ما يؤمل من الخير ومن العطاء. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح الخطب بحمد الله عز وجل والثناء عليه وتمجيده - 00:10:37ضَ
لانه الذي به تستفتح المستغلقات وبه تدرك المطلوبات وبه يحصل الانسان الخيرات في الدنيا وفي الاخرة كذلك ينبغي للمؤمن ان يستحضر ان حمد الله يوجب محبته. فمن حمد الله حقا - 00:11:00ضَ
نال بذلك محبة الله جل وعلا وينال بذلك رضاه فان المحبة فان الحمد موجب للرضا. لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليرضى عن العبد يشرب الشربة فيحمده عليها - 00:11:18ضَ
ويأكل الاكل فيحمده عليها. هذا في حمد اللسان فكيف اذا كان حمد اللسان قد وافق قلبا امتلأ بالثناء على الله محبته وتعظيمه واجلاله والاقرار كماله في اسمائه وصفاته وافعاله وحكمه وشرعه ودينه. بالتأكيد ان ذلك - 00:11:34ضَ
سيكون محققا لرضى الله جل وعلا. فان الله تعالى اذا رظي اذا اذا رأى من العبد حمدا صادقا واقبالا تاما كان ذلك موجبا لرضاه عنه فانه اذا قال العبد الحمد لله عند اكلة او شربة رضي الله تعالى عنه. فكيف اذا كان حامدا لله في قيامه وقعوده - 00:11:54ضَ
وفي ذهابه ومجيئه وفي سائر احواله بالتأكيد ان هذا يفتح له ابواب العطاء والرضا. اللهم انا نسألك رضاك وان ترزقنا السننا ذاكرة وقلوبا خاشعة واعمالا صالحة وان تجعلنا من اوليائك وحزبك والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من - 00:12:19ضَ
فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:39ضَ