الخطب المنبرية في المناسبات العصرية (المجموعة الثانية) - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

الخطب المنبرية في المناسبات العصرية-15 من 91-الابتلاء والامتحان لبني آدم \ الفوزان \ كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير - 00:00:00ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور واشهد ان محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى اله واصحابه - 00:00:21ضَ

اهل الجد والتشمير وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى قال الله سبحانه وتعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا بين سبحانه وتعالى الحكمة من خلق الموت - 00:00:48ضَ

والحياة وانها الابتلاء والامتحان لبني ادم ايهم يحسن العمل لاخرته والعمل والله جل وعلا لم يقل ايكم اكثر عملا وانما قال ايكم احسن عملا فالعبرة بالعمل الحسن لا بالعمل الكثير - 00:01:21ضَ

الذي ليس بحسب ولا يكون العمل حسنا الا اذا توفر فيه شرطان الشرط الاول الاخلاص لله عز وجل فيه فلا يكون فيه شرك ولا يكون فيه رياء ولا سمعة ولا قصد لغير وجه الله - 00:01:59ضَ

ولا قصد لطمع الدنيا والشرط الثاني ان يكون صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موافقا لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون فيه بدعة - 00:02:30ضَ

ومحدثات فان العمل الاول وهو الذي خالطه شرك مردود على صاحبه لا يقبل وهو حابط وباطل واما الذي فقد الشرط الثاني وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فانه ايضا باطل ومردود على صاحبه - 00:02:51ضَ

قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي رواية من من عمل عملا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود على صاحبه - 00:03:19ضَ

سواء هو الذي احدث البدعة او احدثه او احدثها غيره وعمل بها تقليدا له فان البدع مردودة كلها مهما كلف صاحبها نفسه فيها لان الله امرنا بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم - 00:03:41ضَ

لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ولم يأمرنا بالاقتداء بغيره ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور - 00:04:09ضَ

فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والله سبحانه وتعالى جعل لنا دورا ثلاثا نمر بها الدار الاولى دار الدنيا وهي دار العمل وهي يختلط فيها الخير والشر والمؤمن والكافر والمنافق - 00:04:38ضَ

يختلطون في هذه الدنيا اختلطوا الاعمال وتختلطوا الاشخاص في هذه الدنيا والدار الثانية دار القبور دار البرزخ وهي محطة انتظار بين الدنيا والاخرة وفي القبر اما روضة من رياض الجنة واما حفرة - 00:05:14ضَ

من حفر النار والعياذ بالله على حسب ما مات عليه من ايمان او نفاق او كفر وشرك فانه يأتيه في قبره من جزاء الاخرة ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون - 00:05:44ضَ

فيأتيه من الجنة ان كان مؤمنا ويأتيه من النار ان كان منافقا او كافرا او مشركا والدار الثالثة دار الاخرة وهي دار القرار التي لا رحيل منها دار القرار اي الاستقرار - 00:06:16ضَ

التي لا رحيل فيها لا رحيل منها وهي دار الجزاء وينقسم الناس فيها الى فريقين لا ثالث لهما فريق في الجنة وفريق في السعير فالمؤمنون في الجنة والكفار والمشركون والمنافقون في النار والعياذ بالله - 00:06:45ضَ

ولا رحيل منها ولا موت ولا انتقال هذه هي الدار الاخرة وكلها نمر بها لكن اين من يعتبر واين من يتعظ قال الله سبحانه وتعالى لنا اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة - 00:07:11ضَ

وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج وتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور - 00:07:42ضَ

سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم الامر واضح ليس فيه لبس - 00:08:09ضَ

وما ترك الله لنا معذرة او حجة بل اقام لنا البراهين والدلائل وضح لنا كل شيء لا يخفى علينا شيء مما يكون مما كان وما يكون انما الحياء اعلموا اعلموا ايها الناس تيقنوا - 00:08:32ضَ

انما الحياة الدنيا لعب لعب في الابدان ولهو في القلوب وزينة في المظاهر انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة لعب في الابدان بعض الناس مهنته اللعب ويسمى لاعبا طول حياته - 00:08:56ضَ

طول حياته وهو من اللاعبين ويفتخر بذلك ولا حول ولا قوة الا بالله فكأنه خلق للعب لانه خلق للعب اللعب اذا كان في حدود وفيه فائدة للبدن ولا يترتب عليه - 00:09:26ضَ

محاذير فانه مباح لكن بحدود ولا يسمى الانسان لاعبا او تكون مهنته اللعب دائما وابدا هذا شأن الكفار ما المؤمن فانه يعد لاخرته ويسعى لاخرته لم يخلق لهذه الدنيا ولهو في القلوب القلوب لاهية لاهية قلوبهم - 00:09:56ضَ

اللهو يكون في القلوب يكون القلب منصرفا عن الاخرة ومشغولا بالدنيا ومشغولا بما لا فائدة له منه وزينة زينة في المظاهر من الملابس المراكب والمساكن زينة الزينة لها حدود زينة مباحة والمن حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات - 00:10:29ضَ

من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة والله امرنا بالتزين والتجمل في لباسنا وفي هيئاتنا ولكن ذلك لا يشغلنا عن زينة القلب يعني نزين الظواهر - 00:11:09ضَ

ولا نزين البواطن يزين القلوب بطاعة الله عز وجل ونزين الابدان بما اباح الله سبحانه وتعالى وتفاخر بينكم تفاخر بين الناس في الانساب وفي الاحساب وفي الوظائف كل واحد يفتخر على الاخر - 00:11:36ضَ

والفخر انما هو بطاعة الله عز وجل العمل الصالح هذا هو الفخر واما الفخر بغير ذلك فانه فخر باطل خصوصا الفخر الذي يحمل على احتقار الناس وازدراء الناس الفخر الذي يحمل على التكبر - 00:12:05ضَ

والعشر والبطر تفاخر بينكم تكاثر في الاموال والاولاد كل واحد يقول انا اكثر من فلان ثروة انا اكثر من فلان مالا ايوب يفني ليله ونهاره لطلب المال ليكدسه ويرصده في البنوك - 00:12:33ضَ

ويقول انا اكثر من فلان مالا قال انا اكثر منك ما ان ترني انا اكثر منك قال انا اكثر منك مالا واعز نفرا يفتخر على صاحبه. انا اكثر منك مالا واعز نفرا - 00:12:58ضَ

قال له ان ترني انا اقل منك مالا ان ترني انا اقل منك مالا فان الله سبحانه وتعالى لا ينظر الى الاموال وانما ينظر الى الاعمال والقلوب ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم - 00:13:20ضَ

وانما ينظر الى قلوبكم واعمالكم تكاثر بالاموال الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين قال الله جل وعلا وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا - 00:13:39ضَ

وهم في الغرفات امنون الله لا ينظر الى الاموال والاولاد انما ينظر الى الى القلوب والى الاعمال فعلى المسلم ان ينشغل بذلك ثم ضرب لهذه الدنيا مثلا فقال كمثل غيث يعني مطر - 00:14:16ضَ

كمثل غيث اعجب الكفار نباته اعجب الكفار اي الزراع الذين يزرعون اذا جاد الزرع اعجبوا به ويراد به هنا يراد بالزراع هنا الكفار هم الذين يعجبون في الدنيا فهذا من باب ضرب المثل - 00:14:45ضَ

الكفار يعجبون بالدنيا وينسون الاخرة ولا تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا تزهق انفسهم وهم كافرون فعلى المسلم ان يحذر من ذلك تكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج هذه عاقبة الدنيا - 00:15:10ضَ

ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما هكذا الانسان يكون شابا نظرا قويا ثم يكونوا يافعا متوسطا ويأخذ بالنقص ثم يكون شيخا هرما ثم يكون شيخا هرما اذا اطال الله في عمره - 00:15:41ضَ

ثم يموت وينتهي اجله ومقامه في هذه الدنيا فتراه مصفرا ثم يكون حطاما هذا مثال لبني ادم ضربه الله سبحانه وتعالى الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ضعف قوة - 00:16:08ضَ

ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير فعلى كل حال علينا جميعا ان نتبصر في امورنا وان نتبصر في دنيانا واخرتنا وان نتمسك بديننا - 00:16:34ضَ

وان نحسن العمل لانه ليس لنا من هذه الدنيا الا العمل مهما كثرت الاموال والاولاد فانه لا يخرج من هذه الدنيا الا بالكفن بخرقة قيمتها بضعة دراهم ولو كانت عنده المليارات والملايين فانها لغيره - 00:16:55ضَ

الا ما قدم لنفسه منها لاخرته او او انتفع به في دنياه فيما اباح الله سبحانه وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا - 00:17:19ضَ

ولا يغرنكم بالله الغرور ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم - 00:17:42ضَ

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب استغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على فضله واحسانه واشكره على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:18:04ضَ

تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه سلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان ذم الدنيا لا يرجع الى ذاتها فهي خلقها الله جل وعلا - 00:18:26ضَ

بمنافع الناس فهي خير لمن استعملها في طاعة الله وهي شر على من استعملها في سخط الله عز وجل. فالذي يذم في هذه الدنيا انما هي اعمال الانسان هذا هو الذي يذم اعمال الانسان في هذه الدنيا - 00:18:52ضَ

وتصرفه فيها الذم يرجع الى هذا ولا يرجع الى الدنيا فلا نظن ان الذنب يرجع للدنيا ونرخص الدنيا ونتركها؟ لا لكن الذم يرجع الى تصرفاتنا واعمالنا الدنيا نعم العون على طاعة الله لمن استغلها في ذلك - 00:19:13ضَ

فهي لا تذم لذاتها لانها منافع وارزاق خلقها الله جل وعلا لمصالحنا ومنافعنا ولنستعين بها على طاعته سبحانه وتعالى ولنعتبر بها. نعتبر سرعة زوالها ونعتبر بتقلباتها وتغيراتها نعتبر بهذا فاذا لم - 00:19:45ضَ

نقم بهذا فالذم يرجع الى اعمالنا وتصرفاتنا فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة - 00:20:14ضَ

وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد - 00:20:37ضَ

ارض اللهم عن خلفائه الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين - 00:20:58ضَ

اللهم اعز الاسلام والمسلمين وادل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شر شر شرارنا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن - 00:21:21ضَ

اللهم اصلح ولاة امورنا واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم اصلح بطانتهم وابعد عنهم بطانة المفسدين اللهم اصلح ولاة امور المسلمين واصلح شأن المسلمين في كل مكان يا رب العالمين - 00:21:45ضَ

اللهم انت الله لا اله الا انت انت الغني ونحن الفقراء انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا غيثا مباركا تحيي به تحيي به البلاد - 00:22:07ضَ

وتجعله بلاغا للحاضر والباز اللهم ارحم عبادك اللهم ارحم بهائمك اللهم احي بلدك الميت يا سميع الدعاء اللهم انا نستغفرك ونتوب اليك فانك لم تمنع القطر عنا الا بسبب ذنوبنا فاغفر لنا انك كنت غفارا - 00:22:34ضَ

فارسل السماء علينا مدرارا ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم - 00:23:01ضَ

ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها قد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم - 00:23:23ضَ