الخطب المنبرية في المناسبات العصرية (المجموعة الثانية) - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

الخطب المنبرية في المناسبات العصرية-23 من 91-الاقتداء بالنبي في كثرة استغفاره لربه \ صالح الفوزان

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. الحمد لله رب العالمين يقبل التائبين ويغفر ذنوب المذنبين ويشكر للطائعين وهو الغفور الشكور واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير واشهد ان محمدا عبده ورسوله بشير نذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اما بعد ايها الناس - 00:00:28ضَ

اتقوا الله تعالى وتوبوا اليه فانه يقبل التوبة عن عباده ويغفر الذنوب ويستر العيوب وقد امر الله بالتوبة ووعد ان يتوب على التائبين ويغفر ذنوب المذنبين في ايات كثيرة وهو الذي يقبل التوبة عن عباده - 00:00:59ضَ

ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون وفي الحديث كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون وفي الحديث القدسي ان الله سبحانه وتعالى يقول - 00:01:35ضَ

يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يبسط يده بالليل ليتيب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ينزل في كل ليلة الى سماء الدنيا - 00:02:07ضَ

حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول هل من تائب فاتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فاعطيه فانه سبحانه وتعالى غفور شكور يمهل عباده ولا يهملهم يعاجلونه - 00:02:41ضَ

ويبادرونه بالمعاصي ولكنه لا يبادرهم ولا يعاجلهم بالعقوبة بل يمهلهم ويدعوهم الى التوبة فاذا تابوا غفر لهم وكفر عنهم سيئاتهم عرظ الله التوبة على اكثر الخلق وهم الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة - 00:03:10ضَ

ان الله هو المسيح ابن مريم قال تعالى افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم وقال صالح عليه السلام لقومه يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا لولا تستغفرون الله - 00:03:43ضَ

لعلكم ترحمون قال نوح لقومه فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا فالله سبحانه وتعالى يرتب على الاستغفار والتوبة - 00:04:08ضَ

خيرات كثيرة عاجلة واجلة يرسل السماء عليكم مدرارا ينزل عليكم المطر المتواصل الذي به تحيا دياركم والذي به تنبت اشجاركم وثماركم يجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا اذا ارسل الله المطر - 00:04:40ضَ

بغزارة ومتتابعا فانه فانه تنبت به الجنات من النخيل والاعناب والزيتون ووسائل الثمار وكذلك تجري الانهار من هذه الامطار فتسقي الزروع وتسقي الادميين وتسقي البهايم كل هذا من اثار الاستغفار - 00:05:21ضَ

بل ان الله سبحانه وتعالى يرفع العذاب عن المستغفرين قال تعالى وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون والاستغفار هو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى - 00:05:57ضَ

والاستغفار يكون من كل ذنب من اقبح الذنوب اشد الذنوب وهو الكفر والشرك بالله عز وجل فان الله جل وعلا قال قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف - 00:06:32ضَ

ينتهوا عن كفرهم وشركهم وقتالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فان الله يغفر لهم ما قد سلف منهم من الذنوب والشرك والكفر وسائر المعاصي فكيف بالمؤمن اذا عصى الله عز وجل ثم تاب اليه - 00:06:55ضَ

فان الله يغفر له جميع الذنوب والاستغفار مطلوب في كل وقت في كل وقت تستغفر الله عز وجل ولكن ولكن له اوقات يكون قبول الاستغفار فيها اكد واكثر قال الله سبحانه وتعالى في اهل الجنة - 00:07:20ضَ

انهم كانوا قبل ذلك محسنين يعني في الدنيا كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون فهم مع قيام الليل يستغفرون الله من تقصيرهم لان الانسان مهما بذل من الطاعات فانه مقصر - 00:07:51ضَ

ويجبر ذلك بالاستغفار والتوبة هذا حال الصالحين المحسنين فكيف بحال المسيئين المقصرين وكان صلى الله عليه وسلم اذا سلم من الصلاة المفروضة فانه قبل ان ينصرف الى اصحابه وهو مستقبل القبلة - 00:08:16ضَ

يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله ثلاث مرات ويداوم على ذلك والله جل وعلا قال فاستقيموا اليه واستغفروه فاهل الاستقامة بحاجة الى الاستغفار لما يحصل منهم من التقصير في حق الله سبحانه وتعالى - 00:08:51ضَ

فكيف باهل المعاصي والذنوب والسيئات والغفلات فعلينا جميعا ان نكثر من الاستغفار وان نطلب من الله جل وعلا ان يغفر ذنوبنا ويكفر عنا خطايانا واسرافنا في امرنا فاننا مقصرون دائما وابدا - 00:09:19ضَ

ولا نزكي انفسنا ولا نعجب باعمالنا هذا في حال اهل الطاعة والايمان فكيف بحال المقصرين والعاصين ولكن المسلم لا ييأس من رحمة الله ولا يقنط من رحمة الله ولا يتعاظم ذنبه - 00:09:48ضَ

ويقول هذا لا يغفر فان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم المسلم دائما يستغفر الله ويلهج بالاستغفار ولا يترك ذلك حتى بعد الطاعات وقيام الليل فكيف في حال الغفلات - 00:10:14ضَ

وكان صلى الله عليه وسلم اذا قام من المجلس يستغفر الله عز وجل وكان صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم اكثر من سبعين مرة قال صلى الله عليه وسلم - 00:10:47ضَ

يا ايها الناس توبوا الى الله فاني اتوب الى الله واستغفر الله في اليوم سبعين مرة عد له اصحابه عد له اصحابه في جلساته انه يستغفر اكثر من مئة مرة - 00:11:09ضَ

في المجلس الواحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بنا نحن فعلينا ان نكثر من الاستغفار وان نحاسب انفسنا على اخطائنا فنحدث لكل ذنب لكل ذنب توبة واستغفار - 00:11:29ضَ

ولا نصر على ذنوبنا قال جل وعلا وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين - 00:11:58ضَ

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار - 00:12:25ضَ

خالدين فيها ونعم اجر العاملين الاستغفار له فوائد عظيمة وخيرات كثيرة ولهذا كان شعار الانبياء والمرسلين يستغفرون الله سبحانه وتعالى ويطلبون منه التوبة لما يحصل منهم من التقصير الانسان عرضة للخطأ - 00:12:50ضَ

عرضة للتقصير فالمذنب يتوب من ذنوبه ويستغفر من ذنوبه والمطيع يستغفر الله عن تقصيره في حق الله سبحانه وتعالى فلا احد يستغني عن الاستغفار دائما وابدا فاستغفروا الله وتوبوا اليه - 00:13:22ضَ

انه هو الغفور الرحيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. ولجميع المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على فضله واحسانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:13:48ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه سلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان الاستغفار ليس لفظا يقال باللسان فقط وانما الاستغفار يكون باللسان ويكون بالقلب - 00:14:08ضَ

ويكون بالاعمال الصالحة اما اذا كان الاستغفار باللسان فقط ولا يتغير شيء من حال الانسان مع الذنوب والمعاصي وهو مصر على ذنوبه فان الله لا يغفر له ولو اكثر من الاستغفار - 00:14:34ضَ

لانه استغفار اجوف لا معنى له فانت حينما تستغفر الله عن ماذا تستغفر الله نستغفره من الذنوب فلماذا تبقى عليها مع الاستغفار هذا لا يكون من عاقل فظلا عن المؤمن - 00:14:57ضَ

فاذا استغفرت الله من ذنب فاتركه وابتعد عنه واستبدله بالطاعة فان الله جل وعلا لن يقبل منك استغفارك وهو يعلم انك مصر على الذنوب وانك مقيم على المعاصي وانك لا تغير - 00:15:21ضَ

من سلوكك شيئا لا تغير من سلوكك الخاطئ شيئا فان هذا استغفار فان هذا استغفار الكذابين فعلينا علينا ان نستحضر معنى الاستغفار حينما نستغفر الله فاننا نستحضر معنى الاستغفار الحقيقي والاستغفار الصادق - 00:15:43ضَ

اما الاستغفار باللسان من دون رجوع عن الذنوب والمعاصي فانه لا يفيد صاحبه شيئا فعلينا جميعا ايها الناس علينا ان نكثر من الاستغفار وان نبتعد عما استغفرنا منه وتبنى منه - 00:16:13ضَ

وان نستبدله بطاعة الله سبحانه وتعالى ومن تاب وامن وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا فيكون استغفاره وتوبته صحيحين اه يظهر اثار ذلك في صلاح سلوكه وصلاح اعماله وصلاح قلبه - 00:16:39ضَ

وبعده عن المنكرات والمعاصي والسيئات هذا هو الذي يستغفر الله حقيقة ويتوب الله عليه كما وعد الله كما وعد الله بذلك وهو لا يخلف وعده سبحانه والله جل وعلا يفرح بتوبة عبده - 00:17:11ضَ

اذا استغفره وتاب فان الله يفرح بذلك فرحا شديدا وليس هو بحاجة الى هذا العبد ولا الى توبته ولا الى عمله ولكنه يفرح له بالخير ويفرح له بالنجاة ويفرح له بالتوبة - 00:17:34ضَ

في الحديث لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم فقد راحلته في ارض فلاة في مفازة عليها طعامه وشرابه ويا ايهايس منها ثم جلس تحت شجرة ينتظر الموت فبينما هو كذلك - 00:17:56ضَ

فاذا هو براحلته عليها طعامه وشرابه ففرح بذلك وقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح يريد ان يقول اللهم انت ربي وانا عبدك لكنه اخطأ من شدة الفرح - 00:18:25ضَ

فقال اللهم انت عبدي وانا ربك فالله فالله اشد فرحا من هذا الرجل الذي شارف على الهلاك ثم وصل الى النجاة والحياة لا لحاجة منه الى عباده ولكن لان عباده محتاجون اليه - 00:18:47ضَ

ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله غني حميد ولكنه برحمته وفضله واحسانه يفرح لهم بالخير يفرح لهم بالنجاة يكره لهم الذنوب والمعاصي لانها تهلكهم. يكره لهم العقاب والنار - 00:19:14ضَ

هذا من رأفته ورحمته بعباده لكن هم الذين ينفرون عن الله سبحانه وتعالى مع حاجتهم الى الله الله يدعوهم وهو غني عنهم وهم ينفرون عنه وهم محتاجون اليه. لان الشيطان يتلاعب بهم - 00:19:35ضَ

ويصدهم عن الله سبحانه وتعالى فاتقوا الله عباد الله وبادروا بالتوبة تعلمون ان التوبة مفتوحة ومتاحة لكن لا بد ان تنتهي ولابد ان يأتي وقت لا تقبل فيه التوبة وذلك عند حضور الوفاة - 00:19:56ضَ

عندما تبلغ الروح الحلقوم حينئذ كل يتوب ولكن لا تقبل التوبة في هذا الوقت ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وكذلك لا تقبل التوبة من جميع الناس اذا طلعت الشمس من مغربها في اخر الزمان - 00:20:19ضَ

يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها. لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا فلنبادر بالتوبة ولنكررها ولنلازمها دائما وابدا لعل الله سبحانه وتعالى ان يتوب علينا - 00:20:42ضَ

ثم اعلموا عباد الله ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة. ومن شذ شذ في النار - 00:21:04ضَ

ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارضى اللهم عن خلفائه الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي - 00:21:24ضَ

وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وفضلك يا ارحم الراحمين اللهم انصر الاسلام والمسلمين وادل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. اللهم - 00:21:45ضَ

علينا خيارنا واكفنا شر شر شرارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق امامنا اللهم وفق امامنا لما فيه صلاح الاسلام والمسلمين - 00:22:10ضَ

اللهم وفق امامنا لما فيه صلاحه وصلاح الاسلام والمسلمين اللهم اصلح بطانته وجلساءه ومستشاريه وابعد عنه بطانة السوء والمفسدين يا رب العالمين ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين - 00:22:33ضَ

عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقض الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. فاذكروا الله يذكركم - 00:22:56ضَ

واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر - 00:23:19ضَ