الخطب المنبرية في المناسبات العصرية (المجموعة الرابعة) - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية-4-تحري الكسب الحلال|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. الحمد لله على فضله وانعامه اغنانا بحلاله عن حرامه فكفانا بفضله عمن سواه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
ولا نعبد الا اياه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتق الله تعالى واعلموا ان المآكل والمشارب - 00:00:25ضَ
يترتب عليها اثار حميدة او اثار سيئة عن الابدان فان كانت من الطيبات فانها تؤثر في القلوب وفي الابدان تأثيرا حسنا وان كانت خبيثة فانها تؤثر على القلوب والابدان خبثا وضررا - 00:00:59ضَ
ولهذا قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون - 00:01:33ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين وتلا هاتين الايتين الكريمتين ثم قال ثم قال صلى الله عليه وسلم ان الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب - 00:02:03ضَ
ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فاما يستجاب لذلك وجاء في الحديث كل جسم نبت من السحت فالنار اولاده والله جل وعلا اباح لنا الطيبات وهو كل طاهر لا مضرة فيه - 00:02:35ضَ
كل طاهر لا مضرة فيه فانه مباح وحرم علينا كل نجس وكل ما فيه مضرة كله كل نجس وكل ما فيه مضرة وهذا كما في قوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:13ضَ
في وصفه صلى الله عليه وسلم في التوراة ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فما نص الله على انه حلال فانه او رسول الله فانه حلال قال تعالى واحلت لكم الانعام - 00:03:40ضَ
الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان. اجتنبوا قول الزور وقال سبحانه وتعالى احل لكم صيد لصيد البحر متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيده ما دمتم حرمة وقال تعالى واحل الله البيع - 00:04:11ضَ
ما نص الله على انه حرام فانه حرام قطعا كالموتة قال تعالى حرمت عليكم الموتى والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنطة الى اخر الاية وقال تحرم الربا - 00:04:42ضَ
وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرشوة وحرم صلى الله وحرم الله جل وعلا الموسم وهي القمار وقرنه مع الخمر يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والاجلام لبس من عمل الشيطان - 00:05:12ضَ
فاجتنبوه لعلكم تفلحون والمنصر هي القمار الذي يسمونه يا نصوم وكذلك المراهنات المراهنات التي تؤخذ عليه الاموال فانها من الموصل فكذلك كل بيع فيه غرر وكل معاملة فيها غرر وجهالة - 00:05:34ضَ
ولا تعلم وانما تبنى على المخاطرة والغضب والجهالة فانها هي الميسر وهو القمام الذي حرمه الله سبحانه وتعالى ومن ثم قال العلماء يشترط يشترط لصحة البيع ان يكون المبيع مباحا - 00:06:05ضَ
فلا يجوز له المحرمات ويشترط ان يكون الثمن والمثمن معلومين فلا يجوز بيع المجهول ولا بالثمن المجهول وان يكون كلا من المديع والثمن مقدورا على تسليمه. شروط ذكروها في كتاب البيع - 00:06:34ضَ
اذا لم تتنثر فان البيع غير صحيح وبذلك واضحة بينة من الحلال والحرام واما ما لم ينص في الكتاب والسنة على انه حلال او حرام وهذا يرجع فيه الى اهل العلم - 00:07:06ضَ
واهل البصيرة فما اجمعوا على انه حلال او على انه حرام فانه حلال او حرام قطعا باجماعهم. قوله صلى الله عليه وسلم لا تجتمعوا امتي على ضلالة وقد اجمعوا على تحريم الربا وعلى تحريم الميسل وهو القمار وعلى تحريم الرشوة وعلى تحريم اكل - 00:07:33ضَ
بغير حق اجمعوا على هذا اجماعا قطعيا لا شك فيه فيجب العمل بذلك في التوقف عما اجمعوا على تحريمه واخذ ما اجمعوا على حلة اما ما اختلفوا فيه فانه من المتشابه - 00:08:04ضَ
الذي يكون موقف المسلم فيه التوقف استبراء لدينه وعرضه حتى يتبين امره قال صلى الله عليه وسلم ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس - 00:08:29ضَ
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى. يوشك ان ليرتع فيه الا وان لكل ملك الا وان حمى الله محارمه - 00:08:55ضَ
الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهو القلب ودل هذا على ان الواجب على المسلم ان يأخذ ما احله الله ويترك ما حرمه الله - 00:09:19ضَ
وما اشتبه فلم يتبين امره فانه يتوقف فيه حتى يتبين له امره الا باجماع العلما واما بان يأخذ بفتاوى الراسخين في العلم ممن عرفوا بالعلم والتقوى والورع فيأخذ بفتواهم ويترك الاقوال الشاذة - 00:09:43ضَ
والفتاوى الرخيصة التي لم تبنى على دليل وانما بنيت على جهل او على هوى فالواجب على الانسان ان يستبرئ نجومه وعرضه بان لا يفتح لنفسه باب التساهل او ان يحمل ان يحمل الناس مسؤوليته ويقول هذا بذمة فلان وفلان افتى بكذا وفلان - 00:10:10ضَ
قال كذا ما تبرأ الذمة بهذا الا بان ترجع الى الضوابط التي وضعها الله ورسوله اذا كنت تريد النجاة لنفسك اما اذا كنت تريد الطمع ولا تسأل عن الطريق فانت وما اخترتك فانت وما اخترت لنفسك - 00:10:43ضَ
والله المستعان واليه المرد وعنده الحساب سبحانه وتعالى فامور الحلال والحرام وامور المكاسب امور مهمة وامور خطرة يجب على المسلم ان يتفقه فيها والا يقدم الا على شيء فاطمئنوا اليه نفسه ويرتاح له قلبه - 00:11:11ضَ
واما ما تنفر منه النفس او لا يقتنع به القلب فان المسلم يتجنبه قال صلى الله عليه وسلم البر ما اطمأنت اليه النفس والاسم ما حاك في والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس - 00:11:47ضَ
اما الذي يتبع هواه ويريد المال من اي طريق فهذا هو الذي ضيع نفسه وافرض انه حصل على اموال كثيرة فانها تكون وبالا عليه عاجلا واجلا فهو يتعب في تحصيلها ويتحمل حسابها عند الله سبحانه وتعالى - 00:12:12ضَ
وفي الاثر فانما قل وكفى خير مما كثر والهى. حتى الحلال اذا الهاك عن فانه لا يجوز لك. قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم بما اولادكم عن ذكر الله. ومن - 00:12:42ضَ
بعد ذلك فاولئك هم الخاسرون وليس الغرض من جمع المال ان الانسان يصبح ثريا وعنده ارصدة بل الغرض من تحصيل المال اولا ان ينظر في وصوله اليه هل هو من طريق سليم او طريق غير سليم - 00:13:04ضَ
تنظر في الطرق طرق التحصيل ثانيا اذا حصل عليه فانه يستعمله في طاعة الله سبحانه وتعالى في منافعه وما اباح الله له وفي طاعة الله بان يخرج زكاته وان ينفق على من تجد نفقته عليه وان يتصدق منه وان - 00:13:30ضَ
كما احسن الله اليه هذا هو المقصود من المال فلابد من الفقه في تحصيله اولا ثم الفقه في تصريفه. ولهذا كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب يضرب من لا يحسن البيع والشراء - 00:13:58ضَ
ويمنعه من دخول اسواق المسلمون حتى يتفقه في احكام البيع والشراء فالامر مهم جدا فاتقوا الله عباد الله يحتاطوا لانفسكم واحذروا من الانسوياق وراء الاطماع. واحذروا من الجشع والطمع فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور - 00:14:22ضَ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ثم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:14:52ضَ
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه سلم تسليما كثيرا - 00:15:11ضَ
اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى قال سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله ان يجعلني مجاب الدعوة قال يا سعد - 00:15:29ضَ
اطب مطعمك تجب دعوتك لهذا كما في الحديث يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام. قال فان يستجاب لذلك انكم في هذه الايام - 00:15:49ضَ
تسمعون او ربما ان بعضكم وقع في ما حصل من قضية الاسهم تعامل بالاسهم وكم حذر اهل العلم واهل البصيرة كم حذروا من عدم التسرع وكم حذروا من عدم المبالاة - 00:16:11ضَ
وكم نهوا عن ذلك وامروا بالتأني والتثبت. ولكن الاطماع اخذت كثير من الناس فوقعوا في ما وقعوا مما لا يحسدون عليه الان منهم من مات قهرا ومنهم من خذل عقله - 00:16:37ضَ
ومنهم من وقع مريضا ومنهم من يفصل بالدهون نتيجة لانهم باعوا املاكهم واستدانوا وجمعوا ما لديهم وقدموه في هذه المخاطرات فال بهم الامر الى ما لا يخفاكم كل هذا نتيجة عدم المبالاة وعدم التسرع وعدم الاخذ بمشورة الناصحين - 00:16:57ضَ
ولا ندري ماذا ينتهي الامر عليه او ماذا ينتهي الامر اليه ولكن نقول اللهم سلم سلم ولعل فيما وقع موعظة لمن بقي في قلبه عقل او تفكير ان يرجع الى الصواب - 00:17:26ضَ
وان يقنع بما احل الله له والا يغامر في هذه المعاملات المجهولة هذه المعاملات المشبوهة الا يغامر فيها تعطلت الاسواق الان تعطل البيع والشراء في العقارات تعطل البيع والشراء في المواشي والاقمشة والاطعمة - 00:17:45ضَ
تعطل البيع في التجارات المعروفة النقية وانصرف الناس الى التعامل بهذه الاسهم وهذه الشركات وهذه الامور التي لا يعلم مداها فكانت بعض النتيجة والله اعلم لما تؤول اليه الامور كانت النتيجة ما سمعتم مما لا يخفاكم - 00:18:10ضَ
فعلى المسلم ان يتقي الله سبحانه وتعالى والا يغامر تعطلت الاعمال الان حتى الموظف اصبح لا يؤدي الوظيفة على المطلوب وانما ينشغل مع الشاشة ومع الاسهم ومع ومعه ولا يؤدي عمله. وانما يحظو بصورته واما قلبه فهو مع الشاشة. مربوط فيها - 00:18:38ضَ
حتى في الصلاة كثير منهم لا لا يعقل الصلاة. يحضر جسمه وقلبه مع الشاشات ومع الاسهم. يفكر فيها وانصرف الناس عما ينفعهم في دينهم ودنياهم الى مجهول العاقبة ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:19:05ضَ
فعلى المسلم ان يتقي الله وان لا ينجرف مع الدعايات ومع اصحاب الاطماع الذين روجوا على ناس يأكلوا اموالهم ويسكنوهم بالديون والغرامات او الخسارات التي لا طاقة لهم بها اتقوا الله عباد الله - 00:19:25ضَ
قال صلى الله عليه وسلم لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل بدعة - 00:19:52ضَ
ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. وارض اللهم عن خلفائه الراشدين. الائمة المهديين ابي بكر - 00:20:15ضَ
وعمر وعثمان وعليم وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعدائك اعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر كفرت والمشركين الذين يبدلون دينك ويصدون عن سبيلك. اللهم دمرهم تدميرا. اللهم اجعل تدميرهم في تدمير - 00:20:42ضَ
اللهم اشغلهم بانفسهم وسلط بعظهم على بعظ واصرف عنا كيدهم ومكرهم وبأسهم فانت اشد واشد تنفيلا. اللهم اصلح ولاة امورنا. واجعلهم هداة مهتدين غير ظالمين ولا مضلين ثم اصلح بطانتهم وابعد عنهم بطانة السوء والمفسدين. يا رب العالمين. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم - 00:21:12ضَ
قل عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايفائه القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان ذلك وقد جعلتم الله عليكم - 00:21:42ضَ
كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. فاذكروا الله يذكركم. فاشكروا نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم وتصنعون - 00:22:02ضَ