الخطب المنبرية في المناسبات العصرية (المجموعة الثانية) - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

الخطب المنبرية في المناسبات العصرية-50 من 91-إنما المؤمنون إخوة \ صالح الفوزان \ كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الحمد لله رب العالمين جعل المسلمين اخوة متحابين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

الملك الحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان الله جعل المؤمنين - 00:00:23ضَ

اخوة متحابين من اول الخليقة الى اخرها ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم وانزل الله جل وعلا سورة الحجرات - 00:00:55ضَ

بين فيها كل ما يفسد هذه المحبة ونهى عنه وحذر منه قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين - 00:01:25ضَ

ان جاءكم فاسق الفاسق هو الذي لا تقبل شهادته ولا يقبل خبره بسبب نقصه في دينه وارتكابه لكبائر الذنوب هذا اول فاسق وايضا الذي ينقل الاشاعات وينقل الاخبار الكاذبة ويمشي بالنميمة - 00:01:56ضَ

ليشوش بين المسلمين ويفرط ما بينهم هذا فاسق والفاسق هو الخارج عن طاعة الله فهذا خارج عن طاعة الله الذي امر بالمحبة والتواصل والاجتماع وقوله فتبينوا يعني تثبتوا من خبره - 00:02:27ضَ

هل هو صدق او كذب؟ فان كان كذبا فردوه وان كان صدقا فلا تشيعوه ولا تنشروه بل عالجوه بالذي هو احسن واكتموه ابقاء على المحبة بين المسلمين وسدا لباب الفتنة - 00:02:53ضَ

وردعا للسعاة المفسدين ولهذا قال ان تصيبوا اي لان لا تصيبوا قوما بجهالة تجهلون هذا الخبر وتؤاخذونهم وهم برءاء وتصبحوا على ما فعلتم نادمين على ما فعلتم من اصابة الابرياء - 00:03:22ضَ

بناء على هذا الخبر الكاذب والشائعة نادمين على ما حصل منكم ولا يفلع ولا ينفع الندم بعد ذلك لان القلوب اذا تدابرت فيما بينها وتباغضت لا يمكن ردها عما حصل فيها - 00:03:50ضَ

لا يقدر على ذلك الا الله سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء - 00:04:19ضَ

عسى ان يكن خيرا منهن كذلك السخرية بالناس تنقص الناس هذا مما يسبب التباغظ والتنقص وازدراء الاخرين مع ان المؤمن له قدر عند الله ومكانة عظيمة لا يجوز انتهاكها ولا يجوز السخرية به - 00:04:41ضَ

وما يحرم على الرجال من ذلك يحرم على النساء والنساء اكثر وقوعا في هذا اكثر وقوعا فيما بينهن وهن اخوات في الايمان فلا يتخذن السخرية وتنقص الاخريات حرفة لهن فالله امن امر - 00:05:11ضَ

النساء بما امر به الرجال لان النساء شقائق الرجال ولانهن اذا صلحن صلحت الاسر والمجتمع واذا فسدنا فسدت الاسر وفسد المجتمع لانهن الاساس الذي ينبني عليه المجتمع ولانهن ضعيفات عقول تؤثر فيهن الشائعات - 00:05:38ضَ

وتؤثر فيهن السخرية والتنقص لا يصفر قوم من قوم ولا نساء من نساء لانه قد يكون المسخور منه خيرا من الساخر وهذا هو الواقع فان الذين يسخرون من الناس ويتنقصونهم - 00:06:05ضَ

لما فيهم هم من النقص العظيم والا لو لم يكن فيهم نقص لما تنقصوا الناس ثم قال جل وعلا ولا تلمزوا انفسكم اللمز هو التنقص ايضا وانفسكم يعني بعظكم بعظا لان المؤمنين كالنفس الواحدة - 00:06:30ضَ

والا فالانسان لا يلمز نفسه وانما يلمز اخاه واخوه من نفسه لان المؤمنين كنفس واحدة كجسد واحد وكبنيان واحد ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب الالقاب جمع لقب وهو ما اشعر بمدح او ذم - 00:06:58ضَ

فهذا نهي عن الالقاب التي فيها ذنب تنقص كالبخيل والجاهل وغير ذلك من العيوب حتى ولو كان الانسان فيه شيء من ذلك فانه يستر عليه ولا يبين ولا تنابزوا بالالقاب - 00:07:30ضَ

ثم قال جل وعلا بئس الاسم الفسوق بعد الايمان فسمى التنابز بالالقاب كسوقا بئس الاسم الفسوق والفسوق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل بعد الايمان دل على ان التنابز بالالقاب ينافي كمال الايمان وينقص الايمان - 00:07:56ضَ

ثم قال جل وعلا ومن لم يتب اعتبره ذنبا تجب التوبة منه ومن لم يتب من اللمز بالالقاب فاولئك هم الظالمون. سماه ظالما لان الظلم هو التعدي على الناس وبخس - 00:08:27ضَ

حقوق الناس اللامز بالالقاب متنقص لحقوق الناس فالذي يتنقص اموالهم وهذا اشد من انتقاص الاموال انتقاص الاعراض وانتقاص المنزلة وانتقاص اشد على الانسان من ان يفقد شيئا من ماله ولهذا - 00:08:51ضَ

نهى عن اللمز بالالقاب وسماه فسوقا ومنقصا للايمان وامر بالتوبة منه ومن لم يتب منه فانه ظالم والظالم مصيره مظلم والعياذ بالله ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن - 00:09:20ضَ

الظنون هذه هي التي ايضا تؤثر على الناس ان تظن باخيك سوءا والاصل في المؤمن العدالة والخير فلا تظن به الا الخير ولا تظن به السوء اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. فيجتنب الكثير من اجل القليل - 00:09:53ضَ

لقبحي هذا يقول هذا الذنب اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم فكيف اذا كثر الظن السيء والعياذ بالله ثم قال جل وعلا ولا تجسسوا لا تتبعوا عورات الناس الخفية - 00:10:20ضَ

لا تجسسوا على الناس استروا عليهم واذا انتقدتم عليهم شيئا فناصحوهم سرا اما تتبع عورات الناس والتحدث عنها والله نهى عن ذلك وفي الحديث من تتبع عورة اخيه تتبع الله عورته - 00:10:47ضَ

ومن تتبع الله عورته وما تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه فضحه على رؤوس الاشهاد فاذا تتبعت عورات الناس فالله اذ لتظهرها وتنشرها فان الله يتتبع عوراتك وهو - 00:11:15ضَ

بك سبحانه وتعالى وينشر مخازيك على الناس عقوبة لك نسأل الله العافية ولا تجسسوا ثم قال ولا يغتب بعضكم بعضا هذا من اسباب القطيعة ومن اسباب التفرق والتباغض الغيبة وما ادراك ما الغيبة - 00:11:41ضَ

بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله هي ذكرك اخاك بما يكره في مغيبه تتحدث عن ما يكره من اخلاقه تتحدث عنه وهو غائب في المجالس ذكرك اخاك بما يكره - 00:12:06ضَ

قال يا رسول الله ارأيت ان كان في اخي ما اقول قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته يعني كذبت عليه - 00:12:30ضَ

فامسك لسانك يا اخي عن الغيبة ثم بين ثم بين سوء الغيبة ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتة لو جيت الى جنازة ميتة هل تستسيغ ان تأكل من لحمها - 00:12:47ضَ

لا يستسيغ هذا احد مكروهة الذي يغتاب الناس يأكل لحومهم ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتة اكرهتموه واتقوا الله لعلكم ترحمون واذا حصل بين المسلمين اذا حصل بينهم فتنة او انقسام - 00:13:10ضَ

فانه يجب الاصلاح اذا حصل بينهم فتنة وقتال يجب الاصلاح وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما هذا هو العلاج الاول الصلح وقد قال الله جل وعلا والصلح خير والصلح هو تسوية النزاع بين المتنازعين - 00:13:43ضَ

حتى يرظى بعظهم عن بعظ ويزول النزاع والشقاق ولا سيما اذا كان نزاعا مسلحا فيه سفك للدماء فانه يجب التدخل بالاصلاح فيما بينهم ولا نتركهم ولا نتركهم يتقاتلون بل ندخل في الصلح بينهم مهما امكن. ولو تحملنا اموالا في مقابل ذلك - 00:14:11ضَ

نصلح بينهم ثم الخطوة الثانية اذا ابت احدى الطائفتين ان تقبل الصلح ابت ان تقبل الصلح فقاتلوا التي تبغي يجب على المسلمين ان يقاتلوا الفئة الباغية التي لا تقبل الصلح - 00:14:44ضَ

فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله اي ترجع عما هي عليه الى امر الله فان فاءت اي رجعت فاصلحوا بينهما بالعدل وانصفوا انصفوا المظلوم من الظالم وانصفوا المخطى عليه من المخطئ - 00:15:12ضَ

اصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين اي العادلين ثم قال جل وعلا انما المؤمنون اخوة اخوة في النسب لا قد يكون هذا من اقصى الارظ ولا من اقصاها ولا يعرف بعظهم بعظا - 00:15:34ضَ

لكن الايمان يجمع بينهم انما المؤمنون اخوة في اي مكان فالمؤمن اخو المؤمن في اي مكان ومن اي جنس العربي اخ للاعجمي المسلم والابيظ اخ للاسود المسلم لا فرق بين المسلمين والمؤمنين لا في الاوطان - 00:15:57ضَ

ولا في الالوان ولا في النسب لانهم اخوة اخوة في الايمان جمع الايمان بينهم هادي هي الاخوة الصحيحة اما الاخوة في النسب فهي اذا تعارضت مع الاخوة بالايمان فانها ترفض الاخوة في النسب. لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر. يوادون من حاد الله ورسوله - 00:16:22ضَ

ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم قلة المحبة انما هي بالايمان وحده لا بالاطماع ولا بالانحيازات والعنصرية الجاهلية انما هو بالايمان الذي من الله به على عباده - 00:16:52ضَ

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا ونساء وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم - 00:17:18ضَ

ونفعنا بالايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. الحمد لله على فضله واحسانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:17:48ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا يا ايها الناس قال تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى - 00:18:08ضَ

وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ان الله عليم خبير خاطب الناس جميعا بعدما خاطب المؤمنين خاصة خاطب الناس جميعا وبين لهم اصلهم انه خلقهم من ادم وحوا من ذكر وانثى لا فضل لبعضهم على بعض في النسب - 00:18:35ضَ

كلهم من بني ادم وانما الفضل بالاسلام والايمان والخصال الطيبة هذا هو الذي فيه الفظل ان اكرمكم عند الله اتقاكم فلا يقرب عند الله الا التقوى لا يقرب النسب ولو كان من ولو كان من ارفع الناس نسبا - 00:19:05ضَ

فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين ومن خفت موازينه في جهنم خالدون. نسأل الله العافية - 00:19:32ضَ

النسب انما هو في الدنيا فقط تعارف. تعرف انك من بني فلان لاجل الصلة اليهم ولاجل الصلة بهم تصلهم ولاجل انظباط القبايل يعرف بعضها بعضا اما من جهة ان النسب يرفع - 00:20:00ضَ

او يخفض فليس له قيمة عند الله سبحانه وتعالى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون - 00:20:23ضَ

اين انسابهم ذهبت انسابهم ولم يبقى الا اعمالهم ولم يبق الا التقوى. تقوى الله سبحانه وتعالى فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:20:48ضَ

وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة. ومن شذ شذ في النار ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما - 00:21:09ضَ

اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. وارضى اللهم عن خلفائه الراشدين. الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين - 00:21:29ضَ

اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. اللهم اصلح ولاة امورنا ووفقهم لما فيه صلاحهم - 00:21:50ضَ

وصلاح الاسلام والمسلمين. اللهم احمي حوزة الدين. اللهم احم بلاد المسلمين. اللهم احمي بلاد مسلمين من كل سوء ومكروه. اللهم من اراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واصرف كيده او في نحره واكفنا شره انك على كل شيء قدير. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان - 00:22:10ضَ

ايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. فاذكروا الله يذكركم واشكروه - 00:22:40ضَ

على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون - 00:23:00ضَ