الخطب المنبرية في المناسبات العصرية (المجموعة الثانية) - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

الخطب المنبرية في المناسبات العصرية-67 من 91-صبر المؤمن عند المصيبة \ صالح الفوزان \ كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الحمد لله معز من اطاعه واتقاه ومذل من خالف امره وعصاه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

ولا نعبد الا اياه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن والاه سلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعتبروا بما يجري - 00:00:25ضَ

بالليالي والايام من المداولات بين الحق والباطل والهدى والضلال حكمة الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين فما زال الحق والباطل من قديم الدنيا الى اخر الدنيا - 00:00:55ضَ

وهما يتصارعان ولكن العاقبة للتقوى فالله جل وعلا قد يعطي الكفار ادالة على المسلمين لاجل استدراجهم ولاجل تطهير المسلمين وتنبيههم على اخطائهم وعيوبهم حتى يتنبهوا ويصلحوا شأنهم ثم تعود لهم - 00:01:30ضَ

العزة والرفعة في الدنيا والاخرة وما جرى على الرسل عليهم الصلاة والسلام مع الكفار مما قصه الله في كتابه فيه اكبر عبرة وعظة للمعتبرين ومن ذلك ما جرى على موسى - 00:02:14ضَ

عليه الصلاة والسلام ومن معه من المؤمنين من فرعون وقومه وتكبره عليهم وطغيانه واحتقاره لهم واغتراره بما اتاه الله من الملك حتى ادعى الربوبية فقال انا ربكم الاعلى يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري - 00:02:45ضَ

هكذا يبلغ الطغيان بالانسان فماذا كانت العاقبة دمره الله هو وقومه ودمر ديارهم وقصورهم واورثها للمسلمين المؤمنين والله سبحانه وتعالى بالمرصاد لا يغفل عن عباده فانه سبحانه وتعالى يمهل لكنه - 00:03:25ضَ

لا يهمل ويملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته وكأين من قرية امليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها والي المصير ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم - 00:04:14ضَ

انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين فهم اذا ظفروا بشيء فرحوا به وبطروا تكبروا والمؤمنون اذا اصابهم شيء اذا اصابهم نعمة شكروا واذا اصابهم بلاء صبروا فكان ذلك - 00:04:41ضَ

خيرا لهم عاجلا واجلا والعاقبة للمتقين وقد تكفل الله جل وعلا بنصر رسله وعباده المؤمنين قال تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد فتكفل الله بنصرهم لكن - 00:05:14ضَ

قد يبتليهم وقد يزيل عدوهم عليهم وقد يتأخر النصر لكن العاقبة لهم في النهاية ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا - 00:05:47ضَ

حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب النبي صلى الله عليه وسلم يقول واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا - 00:06:15ضَ

فبينما فرعون بطغواه وبينما هو في كبريائه وجبروته يقول سنقتل ابناءهم لما قال له قومه اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويا درك والهتك قال سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا فوقهم قاهرون - 00:06:39ضَ

قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم - 00:07:10ضَ

ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون وقد حصل هذا دمر الله فرعون وقومه وما كانوا يعرشون واورث موسى وقومه الارض من بعدهم وتحقق نصر الله سبحانه وتعالى ووعده الصادق وهكذا سنة الله جل وعلا - 00:07:32ضَ

في خلقه الاولين والاخرين فالمؤمنون لا ييأسون ولو اصابهم ما اصابه بل يتمسكون بدينهم ويعملون الاسباب يعملون الاسباب لنصرهم على عدوهم وينتظرون والله سبحانه وتعالى مع الصابرين هذه سنته سبحانه - 00:08:03ضَ

وهذا وعده الذي لا يتخلف فما اصاب موسى وقومه من بني من فرعون وقومه ما اصاب موسى وقومه من فرعون وقومه مع ان موسى كليم الله رسول الله وقومه هم خيرة اهل الارض في وقتهم - 00:08:40ضَ

من ذريتي اسرائيل وهو يعقوب عليه السلام ومع هذا ابتلاهم الله بفرعون وقومه فلما صبروا وجاهدوا في سبيل الله جاءهم النصر من الله بايسر سبب ما هو الا ان جمد الله البحر لهم - 00:09:09ضَ

فدخلوا فيه امنين مطمئنين في شوارع يابسة جعله الله فرقا بقبر اسباط بني اسرائيل يابسة طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى فلما تكاملوا خارجين وتكامل فرعون وقومه داخلين في البحر - 00:09:38ضَ

اطبقه الله عليهم فاغرقهم عن اخرهم وبنو اسرائيل ينظرون اليهم هكذا سنة الله جل وعلا ووعده الذي لا يتخلف ابدا ولكن هذا يحتاج من المؤمنين الى الصبر ويحتاج من المؤمنين الى اليقين - 00:10:09ضَ

ويحتاج الى المؤمنين من بذل الاسباب النافعة والله جل وعلا لا يخلف وعده الله جل وعلا لا يخلف وعده ابدا ولو تأخر لحكمة من الله فانه لا بد ان يأتي - 00:10:35ضَ

نصر الله عز وجل ماذا جرى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من اذى قومه وتطاولهم عليه ووقوفهم في وجهه حتى هاجر من بينهم الى المدينة ووجد الانصار الذين حموه وازروه ونصروه - 00:10:58ضَ

واووا اصحابه وفي سنين قليلة جاء صلى الله عليه وسلم بجيش جرار بعشرة الاف مجند من جنود الله مدججين بالسلاح فدخلوا مكة فاتحين ونصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:11:29ضَ

ومكنه من رقاب اعدائه ما هي الا سنوات وكان قبلها قد خرج ثاني اثنين هو وابو بكر الصديق الا تنصروه فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين زدهما في الغار - 00:11:56ضَ

اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم هذه سنة الله مع الاولين - 00:12:20ضَ

والاخرين ثمان المسلمين اذا اذا اذا نصرهم الله اي انهم يشكرون الله عز وجل يشكرون الله على نعمته يعرفون نعمة الله عليهم ويعترفون بها فلما نصر الله موسى عليه السلام وقومه - 00:12:46ضَ

صام هذا اليوم الذي اغرق الله فيه فرعون وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم صامه شكرا لله عز وجل فصامته بنو اسرائيل من بعده وصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:13:22ضَ

وامر بصيامه واخبر ان الله يكفر به ذنوب السنة الماضية وهذا فظل عظيم هذه سنة الانبياء والمؤمنين انهم عند النصر يشكرون الله عز وجل ويعبدونه ولا يحدثون في يوم النصر فرحا وبطرا - 00:13:44ضَ

وهتافات ويحدثون فيه اعيادا جاهلية ما يحدثون هذا في يوم انتصارهم كم انتصر الرسول صلى الله عليه وسلم من الانتصارات ولم يحدث هذه الترهات والاباطيل انما يحدث شكر الله عز وجل - 00:14:13ضَ

وطاعة الله عز وجل هكذا انتصر الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر وانتصر في حنين وانتصر في غزواته صلى الله عليه وسلم ولم يحدث في واحدة منها ما يحدثه الجهال - 00:14:41ضَ

اذا ظفروا بشيء من النصر من الكبرياء والغرور بل يحدثون الشكر لله عز وجل وفي ختام امره صلى الله عليه وسلم قال الله له اذا جاء نصر الله والفتح يعني فتح مكة - 00:15:01ضَ

ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا ماذا يحدث الرسول عند ذلك؟ هل يحدث الاسر والبطر؟ لا بل قال الله جل وعلا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا امره الله - 00:15:25ضَ

ان يسبح بحمد ربه عز وجل وان يستغفر استغفر ربه ولا يغتر بهذا النصر ويقول هذا انا حصلت عليه بجهادي وبقوتي بل يعتبر نفسه مقصرا في حق الله وفي شكر الله فيستغفر ربه عز وجل - 00:15:48ضَ

انه كان توابا هكذا هدي الاسلام في ايام الله عز وجل مع عباده اتقى الله الجميع لما يحب ويرضى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واورثنا الذي القوم الذين كانوا يستضعفون - 00:16:11ضَ

مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم - 00:16:36ضَ

ولجميع المسلمين من كل ذنب استغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على فضله واحسانه واشكره على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:17:00ضَ

صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان النعم تحتاج الى شكر تحتاج الى تقييدها بشكر الله عز وجل والاعتراف - 00:17:25ضَ

بفظله في هذا اليوم يوم عاشوراء ماذا عمل المسلمون فيه صامه موسى عليه السلام وصامه بنو اسرائيل وصامه محمد صلى الله عليه وسلم وصامه المسلمون اعترافا بنعمة الله وشكرا لله عز وجل - 00:17:54ضَ

اما طائفة من الناس فانهم يعتبرون هذا اليوم يوم حزن يعتبرونه يوم حزن فيظهرون الجزع والسخط تسخط يضربون ابدانهم ويشقون جيوبهم ويلطمون خدودهم في هذا اليوم ويكررون هذا في كل عام - 00:18:21ضَ

لكل عام يكررون هذا ويقولون انه اليوم الذي قتل فيه الحسين رضي الله عنه نعم قتل فيه الحسين رضي الله عنه والحسين ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي جليل - 00:18:48ضَ

سيد شباب اهل الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومقتله مصيبة على المسلمين ولكن المسلمون قابلون هذه المصيبة بالصبر والاحتساب وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون - 00:19:09ضَ

يعترفون ان هذا من الله وانه ما اصابهم الا بذنب فيتوبون الى الله عز وجل هكذا شأن المسلمين مع النعم ومع النصر اما ان يجزع على المصيبة مثل مصيبة قتل الحسين - 00:19:35ضَ

ويظهر امور الجاهلية من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية فهذا مما حرمه الله ورسوله وليس هذا من دين المسلمين بينما فريق ثالث تبرون يوم عاشوراء يوم عيد يجعلون فيه يكتحلون ويتزينون - 00:19:57ضَ

وينبسطون فيه بالنفقة يجعلونه عيدا وهذا لا اصل له لا اصل له كل هذا لا اصل له لا الجزع ولا التوسع في النفقة والتزين كل هذا لا اصل له الاصل الصحيح هو صيام هذا اليوم - 00:20:23ضَ

وهو هدي الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهدي المؤمنين وهكذا المسلمون ولله الحمد يصومون هذا اليوم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحدثون فيه شيئا اخر فاتقوا الله عباد الله - 00:20:46ضَ

اقرأوا تاريخكم وتأملوا فيه واعتبروا بما جرى ويجري ليكون ذلك عبرة وموعظة لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه تفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون - 00:21:10ضَ

هكذا المسلمون يستفيدون من الوقائع والحوادث التي قصها الله علينا في القرآن وقصها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا للتسلية لا للتسلية والاطلاع فقط اطلاع على التاريخ يقولون لا - 00:21:35ضَ

بل لاجل الاتعاظ والاعتبار لما جرى ويجري حتى نحذر من العقوبات ونستكثر من السيئات من الحسنات ونتوب من السيئات هذا هو شأن تاريخ الاسلام ثم اعلموا عباد الله ان خير الحديث كتاب الله - 00:21:56ضَ

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ان الله وملائكته يصلون على النبي - 00:22:24ضَ

يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين - 00:22:45ضَ

وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين اللهم احفظ علينا امننا وايماننا - 00:23:06ضَ

واستقرارنا في اوطاننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم اصلح ولاة امورنا واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم اصلح بطانتهم وابعد عنهم بطانة السوء والمفسدين - 00:23:33ضَ

واصلح ولاة امور المسلمين في كل مكان يا رب العالمين ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون - 00:23:54ضَ

واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقض الايمان بعد توكيدها قد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر - 00:24:16ضَ

والله يعلم - 00:24:35ضَ