الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين والشكر لله شكر المعترفين المقصرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين - 00:00:15
واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد سوف نقتطع هذه الدروس العلمية الستة باذن الله عز وجل - 00:01:09
بالكلام على فن من فنون الشريعة الاسلامية وهو من اعظم الفنون التي ينبغي لطالب العلم ان يلم بها وان يحيط باصولها وجزئياتها وكلياتها وفروعها لعظم حاجة الناس لمعرفة هذه الاصول والقواعد في هذا الزمان خاصة - 00:01:31
ولا يقول الانسان وما شأني بمثل هذه القواعد؟ لانني لن اكون ملكا ولا اكون ولن اكون حاكما ولن اكون رئيس جمهورية في يوم من الايام. لكن هذه القواعد يحتاج لها كل مسلم - 00:01:57
لا سيما طلبة العلم الذين بها يعرفون السياسات العادلة من السياسات الجائرة لا سيما ونحن في زمن قد تحولت فيه امور كثير من السياسات الى العدل من العدل الى الجور - 00:02:11
ومن الاستقامة الى الاعوجاج ولا نحتاج الى اثبات ادلة في صحة هذا الامر لان من له ادنى اطلاع على السياسات التي يحكم بها كثير من حكام من حكام هذا الزمان ترون فيها بعدا كثيرا عن - 00:02:27
هدي السياسة الشرعية وهذه المادة التي سوف تسمعونها ان شاء الله هي مدونة عندي في كتاب قد الف قبل ستة اشهر وهو الان يحقق في مصر ولله الحمد والمنة اسميته - 00:02:45
السياسة العادلة في تقويم السياسات الجائرة وهو عبارة عن جمل من الاصول والقواعد المؤيدة بادلة الكتاب والسنة وفهم سلف الامة رحمهم الله تعالى ولن ننزل عن خمسين قاعدة باذن الله عز وجل - 00:03:03
وقد تزيد القواعد على حسب ما يحصل من جمع بعضها مع بعض او تفصيل بعضها او فصل بعضها عن بعض وستكون طريقة الشرح ان شاء الله ان نذكر نص القاعدة اولا - 00:03:22
ثم نذكر بعد ذلك شرح القاعدة ثم نذكر بعد ذلك باذن الله تبارك وتعالى ما يتعلق بها من او ما ما يدل على صحتها من ادلة الكتاب والسنة ثم نذكر جملا من - 00:03:37
كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى على تقرير هذه القاعدة ثم نذكر بعض الفروع المخرجة عليها وسوف نحاول الاختصار ما استطعنا لان الكتاب قرابة ست مئة صفحة ولكن لعلنا نلخص مجمله واهم نقاطه - 00:03:53
في هذه المجالس الستة باذن الله عز وجل فهيا ننطلق الى بيان قواعد السياسة الشرعية قولهم قواعد السياسة الشرعية هذا من باب اضافة الشيء الى مصدره يعني سياسة مصدرها الشرع - 00:04:13
وهذه اول قواعدنا وهي القاعدة التي تقول السياسة الشرعية ربانية المصدر ربانية المصدر وهذه لن نطيل عندها لانها واظحة ولله الحمد وهي ان هذه السياسة لا تكون سياسة شرعية تنسب الى الشرع - 00:04:37
الا اذا كانت متفقة مع ادلة الشرع كتابا وسنة ومتفقة مع اصول هذا الشرع ومحققة لمقاصده الظرورية وبناء على ذلك فنعرف ان كل سياسة تصادم الشرع فليست من السياسات العادلة - 00:05:03
بل هي من السياسات الشيطانية الابليسية الجائرة لان السياسة العادلة كلها مأخوذة من الله تبارك وتعالى فاعظم شيء يميز هذه السياسة الشرعية انها سماوية المصدر. يعني ربانية المصدر انها جاءت عن طريق الوحي - 00:05:24
فلم تخضع تلك السياسة الى اجتهادات الحكام ولا الى ارائي الرؤساء ولا الى شهواتي الخلق وانما نزلت بها الادلة من عند الله عز وجل على نبينا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم - 00:05:46
واذا قلنا ربانية المصدر فالواجب على قلوب المؤمنين ان تطمئن بهذه السياسة الربانية لانها من عند من خلقنا والذي هو اعرف بمصالحنا كما قال الله تبارك وتعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير - 00:06:06
واما السياسات الارظية السياسات الجائرة فان من وضعها انما هم اناس مثلك لا يعرفون ما يصلحك فيقررون في سياساتهم الاشياء التي توجب بعث المفاسد وموت المصالح وان نظرة بسيطة الى كثير من السياسات - 00:06:27
المستوردة من الشرق والغرب والمخالفة لشريعة الله عز وجل لتطلعك على الظلم العظيم الذي تتضمنه هذه السياسات فان سياسات ودساتير كثير من الدول الاسلامية والعربية الان انما تصب في مصالح الحكام - 00:06:53
وقليل منها ما ينظر فيه نظرة الرحمة الى الشعوب والى العامة لان من يقرر هذه السياسات له مصالح خاصة. فهو يريد ان يقرب النار الى قرصه ويريد ان ينضج بالنار طعامه قبل - 00:07:12
قبل طعام الشعب حتى وان ذهب الشعب الى الجحيم فان هؤلاء الذين يقررون تلك السياسات انما ينظرون فيها الى مصالحهم واما السياسة الربانية فلا مصالح لله عز وجل ترجع له - 00:07:31
الله عز وجل لم يقرر هذه السياسات الربانية المصدر حتى من اجل مصالح يريدها هو فانه الغني عن خلقه تبارك وتعالى ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين - 00:07:47
فاذا اعظم ما يميز السياسة الشرعية انها ربانية المصدر فحق لحكام المسلمين ان يفخروا بهذه السياسة الاسلامية العادلة لانهم يحكمون بما يريده الله عز وجل ان يقام من السياسات في ارض - 00:08:07
ونسأل الله ان يهدي قلوب الحكام والامرا والرؤساء حتى يرجعوا الى هذه السياسات التي قررها الله عز وجل من فوق سبع سماوات وهذا يجرنا الى القاعدة الثانية وهي قاعدة مماثلة قريبة منها - 00:08:25
تقول هذه القاعدة ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله اعلم رحمك الله تعالى ان اهل السنة والجماعة مجمعون على ان الحكم في هذه الدنيا ينقسم الى قسمين الى احكام كونية - 00:08:43
والى احكام شرعية وكل هذه الاحكام من خصائص الله تبارك وتعالى فهي من جملة خصائصه جل وعلا لا يشركه في هذه الاحكام وتقريرها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح - 00:09:05
فالاحكام كلها لله عز وجل فكما انه لا حاكم في هذا الكون الا الله فكذلك لا حاكم في الشرع الا الله والاحكام الكونية كالحكم بخروج الشمس من مشرقها وغروبها من مغربها - 00:09:26
من يحكم بهذا الحكم؟ الله هل تستطيع قوانين الدنيا الارضية ان تغير حكم الله في الكون؟ الجواب لا من الذي قدر ان الثلج يكون باردا والنار تكون محرقة؟ هذه احكام كونية انما هو الله - 00:09:44
من الذي قدر ان القمر يخرج في اول الشهر؟ كالخيط الابيض الدقيق حتى يكتمل نوره بدرا. ثم يعود كالخيط الدقيق في اخر الشهر من هو الله. هل يستطيع احد ان يغير هذا الحكم او يشارك الله عز وجل في هذا التدبير والتصريف؟ الجواب لا يستطيع احد - 00:10:01
فكما انه لا مشارك لله عز وجل في حكمه الكوني فكذلك ايضا لا يجوز ان نعتقد ان ثمة مشاركا لله عز وجل في حكمه الشرعي فالحكم كله لله عز وجل كونا وشرعا - 00:10:22
فلا يجوز تبديل شريعة تبديل شريعة فلا يجوز تبديل شريعة الله ولا نسفها ولا يجوز تحكيم القوانين الشرقية او الغربية لان هذا من تبديل شريعة الله تبارك وتعالى فمن امن بان الحاكم كونا هو الله فقد كمل مراتب الايمان بربوبيته - 00:10:37
ومن امن بان الحاكم شرعا هو الله فقد كمل مراتب الوهيته وهما امران متلازمان. من قدح في احدهما فهو وقادح في الاخر في الاخر ولابد ودليل هذه القاعدة قول الله عز وجل - 00:11:00
ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فهذه القاعدة هي اصل السياسة الشرعية ان جميع السياسات لا لا يمكن ان تنسب الى الشرع - 00:11:17
ولا يمكن ان تكون صحيحة الا اذا كانت مستقاة من مصدرها الاصلي الاساسي وهو الله عز عز وجل فاذا لا حق لاحد ان ان ان يطرح شيئا من شريعة الله عز وجل - 00:11:38
ولا حق لاحد كبيرا او صغيرا ان يوافق او يقر على تحكيم اي شيء من هذه القوانين الوضعية المخالفة لشريعة الله تبارك وتعالى فانها قوانين قررت على خلاف الدين والدليل فالواجب اطراحها والواجب العودة بالناس الى المعين الصافي الذي لا شوب فيه ولا كدر والذي تتحقق - 00:11:58
به مصالحهم في عاجل امرهم واجله وهي سياسة الله عز وجل وهي شريعته تبارك وتعالى وقد اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على حرمة تحكيم القوانين الوضعية البشرية المخالفة لشريعة الله - 00:12:24
وقد تواترت الادلة من الكتاب والسنة وكلام اهل العلم على تقرير ذلك كما سنذكره ان شاء الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى افحكم الجاهلية يبغون فجميع الدساتير الوضعية الارضية تدخل في مسمى حكم الجاهلية - 00:12:42
وان اختلفت اسماؤها فهذا قانون امريكي وهذا قانون فرنسي وهذا قانون بريطاني وهذا قانون شيطاني وان اختلفت مسمياتها الا انها تصب في ميزاب واحد وهي انها من احكام الجاهلية وقد - 00:13:01
كتب الله عز وجل من يفضل هذه الاحكام الجاهلية على حكمه عز وجل فقال افحكم الجاهلية يبغون ومن من الله حكما لقوم يوقنون قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى - 00:13:21
ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر العادل الى ما سواه يعني انه يخرج من هذا الحكم الذي هذه صفاته - 00:13:38
الى ما سواه من الاراء والاهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان الجاهلية كما كان اهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بارائهم واهوائهم - 00:13:58
وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من احكام قد اقتبسها عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الاسلامية وفيها كثير من الاحكام - 00:14:18
اخذها من مجرد نظره وهواه. فصارت في فصارت في بنيتي شرعا فصارت في بنيه. شرعا متبعا لا يجوز يجوز تبديله ولا تغييره فانكر الله عز وجل عليهم ذلك ومن الادلة على هذه القاعدة ايضا - 00:14:42
قول الله تبارك وتعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. فاحكم بينهم بما انزل الله والمتقرر عند العلماء ان الامر بالشيء نهي عن ظده - 00:15:02
فلما امر الله عز وجل نبيه ان يحكم بين الناس بما انزل الله اليه من الوحي افاد ذلك ضمنا حرمة التحاكم لغير ما انزل الله تبارك وتعالى وقد وقد وصف الله عز وجل جميع المتحاكمين لغير شريعته - 00:15:22
بقوله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وفي الاية الثانية قل وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا - 00:15:41
فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون. ومن الادلة على ذلك ايضا قول الله عز وجل ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين. وقال تعالى ثم - 00:16:01
الى الله مولاهم الحق. الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين. وقال تعالى وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الدنيا والاخرة وله الحكم اي لا حكم الاله لان - 00:16:21
تقرر في قواعد البلاغة ان تقديم ما حقه التأخير يفيد الاختصاص له الحكم واليه ترجعون وقال الله تبارك وتعالى ولا تدعوا مع الله الها اخر. لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه - 00:16:41
له الحكم واليه ترجعون. وكل هذه الايات السابقة فيها نسبة الحكم الى الله عز وجل لا شريك له على سبيلي على سبيل الحصر فالذي نعتقده وندين الله عز وجل به ان الحكم كله عز ان الحكم كله لله عز وجل. فلا شريك له - 00:17:01
تعالى في احكامه الشرعية كما انه تعالى لا شريك له ايضا في احكامه الكونية. فكما انه لا حاكم كونا الا فكذلك ايضا لا حاكم شرعا الا الله تبارك وتعالى هذا هو ديننا الذي ندين الله عز وجل به وتلك هي سياستنا التي ينبغي - 00:17:23
ان تعتمد والتي تجب والتي يجب على الحكام بالدول الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها ان يحكموا بها ومن وصفنا بشيء من الصفات بسبب تقرير ذلك فاننا لا فانه فاننا لا شأن لنا به لاننا انما نقرر ما قرره الله - 00:17:46
تبارك وتعالى فاول ما يجب اعتماده فاول ما يجب اعتماده من قواعد السياسة الشرعية هي هذه القاعدة ان الحكم كله لله تبارك وتعالى فكل سياسة بنيت فكل سياسة بنيت على غير هدي الكتاب والسنة فهي سياسة ظالمة جائرة تالفة كاسدة فاسدة - 00:18:10
وكل سياسة بنيت على الكتاب والسنة فهي السياسة العادلة الطيبة التي لا صلاح للبلاد ولا للعباد الا الا بها فالواجب على حكام المسلمين اعيدها واكرر فالواجب على حكام المسلمين في اي زمان كانوا وفي اي بلاد كانوا الا يحكموا في منطقة نفوذهم الا بالكتاب والسنة. فان الله عز - 00:18:40
عز وجل سائلهم عن هذه الامانة العظيمة التي تحملوها لما قبلوا بالحكم والولاية. فالواجب عليهم ان يسعوا في فكاك انفسهم من هذه الامانة العظيمة والحمالة الكبيرة واعظم هذه الامانة ورأسها ان يحرصوا على الا يحكموا - 00:19:09
الا بشريعة الله تبارك وتعالى. فلا يجوز لاي حاكم من حكام المسلمين. في اي بلد كان من البلاد الاسلامية ان يحكم ديمقراطية ولا باي قانون من قوانين البشر فالوصية لكم يا حكام المسلمين - 00:19:31
الوصية لكم في حياتي وبعد مماتي يا حكام المسلمين الا تحكموا الا بشريعة الله عز وجل ولا يجوز لكم ان تنسفوا شيئا من شريعة الله حرصا على كراسيكم او مجاملة لاعدائكم فان هذا - 00:19:49
آآ مما يجعل الله عز وجل يسلب النعمة ويسحب بساط الخير والبركة من تحت اقدامكم. فان الملك نعمة من اتاه الله عز وجل الملك فقد اعطاه من اعظم نعم الدنيا فالواجب عليه ان يشكر نعمة الله على الملك بتحكيم - 00:20:07
بتحكيم شريعته ومن الادلة عليها ايضا قول الله تبارك وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فلابد لكل مسلم - 00:20:27
من ان يعلم علم اليقين ان سلامة اسلامه وسلامة ايمانه لا تكون مقبولة الا اذا طبق شريعة الله عز وجل على نفسه وعلى من تحت يده من الناس وان ينقاد - 00:20:50
الى شريعة الله عز وجل باطنا باطنا وظاهرا. والا يجد في قلبه حرجا في تحكيم شريعة الله ولا خجل في ان يحكم شريعة الله عز وجل في منطقة نفوذه ويذعن لشريعة الله اذعانا ويسلم تسليما لا مزيد - 00:21:08
ايه ومن الادلة على ذلك قول الله تبارك وتعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. وفي الاية الاخرى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون. وفي الاية الثالثة ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم - 00:21:29
الفاسقون فاولئك هم الفاسقون فجميع من حكم بغير ما انزل الله فانه يصدق عليه هذه الاوصاف الثلاثة التي هي الكفر والظلم والفسق كما سيأتي بيانه وتفصيله باذن الله عز وجل - 00:21:50
فلا يجوز لاحد من الحكام ان يغير ذلك فمن كان يرى من نفسه العجز من الحكام على ان يحكم شريعة الله فلا ينبري للحكم بين الناس ولا ينبغي ان يكون ملكا - 00:22:12
ولا تبرأ ذمته ان يطالب بالرئاسة او الامارة وهو وهو خائر النفس يعلم او يغلب على ظنه انه لا يستطيع ان يحكم شريعة الله عز وجل. فانه لا تبرأ ذمته بعد توليه لهذا المنصب الا اذا قام بهذا الواجب - 00:22:27
فان هذا من جملة ضمانات فان هذا من جملة الامانات والظمانات لهذا المنصب. والتي سيسأل عنها يوم القيامة. فاي حاكم واي رئيس يرى من نفسه ضعف في تطبيق شريعة الله عز وجل. فلا ينبغي له ان يحمل نفسه هذه الامانة العظيمة. وليتنازل عن هذا الحكم والسلامة لا يعد - 00:22:47
والسلامة لا يعد لها شيء. وان هذه الولايات انما هي تكليف عظيم وحبل يربطه الانسان على اه في في على عنقه وامانة عظيمة قد نأت عن حملها السماوات والارض والجبال وحملها الانسان. فلا ينبغي - 00:23:11
ان يكون الحاكم ظلوما جهولا يقحم نفسه في الحكم والسياسة ويقدم نفسه على شكل انتخاب في البرلمان على انه سيكون رئيسا وهو يعلم او يغلب على ظنه انه خائر وضعيف ولا يستطيع ان يحكم شريعة الله عز - 00:23:30
عز وجل في منطقة نفوذه ومن الادلة على هذه القاعدة ايضا. قول الله تبارك وتعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى من؟ الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. وقال الله تبارك وتعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه فحكمه الى الله - 00:23:50
اه فحكمه الى الله والادلة على هذا كثيرة جدا. وقد عاب الله عز وجل على من حكم غير شريعته من اليهود والنصارى فقال الله تبارك وتعالى ذاما فعل اليهود والنصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون - 00:24:14
وقد ثبت في جامع الامام الترمذي رحمه الله تعالى بسند جيد من حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقه صليب من ذهب - 00:24:35
قبل ان يسلم. فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. فقلت يا رسول الله انهم لم يكونوا يعبدون دونهم من دون الله - 00:24:50
ولكنهم كانوا اذا احلوا لهم شيئا استحلوه واذا حرموا عليهم شيئا حرموه. فقال النبي صلى الله عليه سلم فلا ان فعلوا ذلك فتلك عبادتهم. فلان فعلوا ذلك فتلك عبادتهم. هذه احد الروايات في هذا الحديث وهو حديث - 00:25:08
سنده جيد. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان اتخاذهم اربابا لم يكن بالركوع ولا بالسجود بين ايدي هؤلاء الاحبار والرهبان ولكن كان العامة يطيعون الاحبار والرهبان في تحليل الحرام وتحريم الحلال فيأتون الى الحرام شرعا - 00:25:28
ويقولون هو حلال لان احبارهم ورهبانهم احلوه ويأتون الى الحلال شرعا فيقولون هو حرام لان احبارهم ورهبانهم حرموه فلما جعلوا احبارهم ورهبانهم في منزلة المشرع لهم وصفهم الله عز وجل بانهم اتخذوا هؤلاء الاحبار والرهبان اربابا من دون الله عز وجل - 00:25:48
قال الامام العلامة محمد بن الامين الشنقيطي في اضواء البيان في قول الله تبارك وتعالى ولا يشرك في حكمه احد هذا قال ويفهم من هذه الاية كقوله ولا يشرك في حكمه احدا ان متبعي احكام المشرعين غير - 00:26:16
فشرعه الله انهم مشركون بالله عز وجل. وهذا المفهوم جاء مبينا في ايات في ايات اخر فوصف الله عز وجل من اتبع غير شريعته ومن رضي بحكم غيره انه اتخذ هذا شريكا مع الله عز - 00:26:36
وجل وقد وصف الله عز وجل كل حكم يخالف شريعته بانه طاغوت بانه حكم الطاغوت فقال الله عز وجل الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان - 00:26:56
حاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا وهذي من ايات الشرعية العظيمة واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك - 00:27:17
فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيق اولئك الذين حين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا - 00:27:37
قال الامام ابو الفداء ابن كثير رحمه الله تعالى هذا انكار من الله عز وجل على من يدعي الايمان بما انزل الله على رسوله وعلى الانبياء الاقدمين وهو مع ذلك اي مع دعواه انه مؤمن - 00:27:55
يريد التحاكم في فصل الخصومات الى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كما ذكر في سبب نزول هذه الاية ان في رجل من الانصار ورجل من اليهود تخاصما - 00:28:11
فجعل اليهودي يقول اليهودي فجعل اليهودي يقول بيني وبينك في هذه الخصومة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك الانصاري يقول بيني وبينك كعب بن الاشرف وقيل في جماعة من المنافقين ممن اظهروا الاسلام. ارادوا ان يتحاكموا الى حكام الجاهلية - 00:28:26
وقيل غير ذلك من اسباب النزول. والاية اعم من ذلك فانها ذامة لمن عدل عن حكم الكتاب والسنة وتحاكم الى ما سواهما من الباطل. وهو اي الحكم بغير بما انزل الله هو المراد بالطاغوت هنا. فاذا عندنا طاغوت - 00:28:54
يقال له الحاكم بغير ما انزل الله. فاي حاكم يحكم بين عباد الله بغير ما انزل الله فانه طاغوت والحكم الذي اصدره على غير شريعة الله عز وجل يقال يوصف بانه من احكام الطواغيت ايضا - 00:29:17
وقد امرنا الله عز وجل ان نكفر بالطاغوت وبالاحكام التي خالفت شريعة الله عز وجل ومن الادلة على هذه القاعدة ايضا ما في الصحيحين من حديث عائشة من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله - 00:29:37
وعليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. فهذه القاعدة النبوية تدل على ان كل ما خالف الكتاب والسنة فهو رد - 00:29:55
فيدخل في ذلك كل ما احدثه المخالفون لشريعة الله تبارك وتعالى ولا جرم انه يدخل في هذا الاحداث دخولا اوليا تلك السياسات الارضية والقوانين الوضعية التي احدثها هؤلاء وتحاكموا اليها وحكموها في الناس فان هذا من اعظم الاحداث في شريعة الله تبارك وتعالى. فاحداث القوانين المخالفة - 00:30:15
للكتاب والسنة لهي من اعظم المحدثات. ومن اكبر الخطر ومن اعظم ما خلق به شرع الله تبارك وتعالى فلان كانت الاذكار الجماعية تدخل في هذا الحديث. ولئن كانت بدعة الموالد تدخل في هذا الحديث - 00:30:44
بل ولان كان استدامة البسملة قبل الاذان تدخل في هذا الحديث. افلا يدخل فيه دخولا اوليا؟ نسف شريعة الله تبارك وتعالى واخراجها عن واقع الحكم والتحاكم اليها. واستبدالها بشرائع بالشرائع الارظية - 00:31:01
وقوانين الشرق والغرب؟ الجواب نعم انها تدخل في ذلك دخولا اوليا. فاذا كل حاكم يحكم بغير شريعة الله تبارك وتعالى. فليعلم انه محدث في شريعة ومغير ومبدل لدين الله تبارك وتعالى - 00:31:21
ومن الادلة كذلك ما رواه الامام ابو داوود والنسائي في سننهما من حديث شريح ابن هانئ عن ابيه ابي شريح انه وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه - 00:31:42
فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يسمونه يا ابا الحكم فاستغرب النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية فقال لما يكنونك بابي الحكم؟ لم يكنوك بابي الحكم فقال صلى الله عليه فقال رضي الله تعالى عنه لقد كان قومي اذا اختلفوا في شيء فتحاكموا الي حكمت فرضي كل - 00:32:00
بحكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما احسن هذا ولكن الله هو الحكم ولكن الله هو الحكم واليه الحكم كم لك من الولد؟ قال شريح وعبدالله وكذا وكذا قال من اكبرهم؟ قال شريح. قال فانت ابو - 00:32:27
شريح فانت ابو شريح. فلم يرضى النبي صلى الله عليه وسلم بان يوصف احد او يسمى احد بانه حكم لان هذا تدخل في شيء من خصائص الله تبارك وتعالى مع ان من اصحابه من كان يسمى بالحكم ولكنها تسمية لم يراعى فيها الصفة - 00:32:50
ولكن هذا ابو شريح انما كناه قومه بابي الحكم مراعاة للصفة التي كانت يتصف بها وهي انهم كانوا اذا حكم بينهم رضوا بحكمه وهذا من خصائص الله عز وجل. فالله هو الحكم واليه الحكم وهذا - 00:33:10
دليل على انه لا حاكم كونا ولا شرعا الا الله عز وجل بل ومن الادلة على ذلك جميع الادلة جميع الادلة التي تأمر باتباع الكتاب والسنة والاعتصام بهما والعض عليهما بالنواجذ كلها تدل على هذا - 00:33:30
الاصل العظيم كقول الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقول الله عز وجل والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع انا لا نضيع اجر المصلحين قال الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى - 00:33:51
والمطاع في معصية الله والمطاع في معصية الله والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق سواء كان مقبولا خبره المخالف سواء كان مقبولا خبره المخالف لدين الله او مطاعن امره المخالف لامر الله - 00:34:15
هو اي هذا الذي يطاع في تبديل شريعة الله هو طاغوت هو طاغوت ولهذا سمى من سمى من تحوكم اليه من حاكم بغير كتاب الله عز وجل طاغوت. وقال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى الطاغوت كل ما تجاوز به - 00:34:40
تبدو حده من معبود او متبوع او مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون اليه. فطاغوت كل قوم من يتحاكمون اليه غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقال الامام الطبري رحمه الله تعالى الطاغوت يعني - 00:35:05
من يعظمونه ويصدرون عن قوله ويرضون بحكمه من دون حكم الله عز وجل اي اذا كان مخالف لحكم الله عز وجل. وقال الامام مجاهد بن جبر المكي رحمه الله الطاغوت هو الشيطان في صورة انسان يتحاكمون - 00:35:31
يتحاكمون اليه وقال الشيخ عبدالرحمن باب طير رحمه الله الطاغوت كل من نصبه الناس للحكم بينهم باحكام الجاهلية المضادة لحكم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. وكلام العلماء في هذه المسألة كثير. فاذا هذه الادلة من كتاب - 00:35:51
الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العلماء وفهم السلف تدل دلالة صريحة على انه لا حاكم كونا ولا شرعا الا الله الا الله عز وجل. وعلى ذلك جمل من الفروع - 00:36:19
صغيرة جمل من الفروع صغيرة ان قلت ما حكم من حكم بغير ما انزل الله ما حكم من حكم بغير ما انزل الله الجواب في مسألة الحكم بغير ما انزل الله عندنا طرفان. عندنا حاكم ومتحاكم - 00:36:34
عندنا حاكم بغير ما انزل الله ومتحاكم الى غير ما انزل الله فاما الحاكم فلا يخلو من احوال الاول من وضع النظام المخالف لشريعة الله اصلا من سن هذه الاحكام الوضعية البشرية - 00:37:02
ووضع هذه الدساتير من باب التشريع ليعارض بها حكم الله عز وجل. فهذا كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر المخرج عن الملة بالكلية من غير نظر الى ما يكنه في باطنه. اهو يجيز او لا يجيز. لان مجرد وضعه لهذه القوانين - 00:37:27
وحمل الناس عليها وامر الناس بالتحاكم اليها هذا في حد ذاته كفر وما كان كفرا بالذات فلا يشترط فيه الاستحلال. خذوها قاعدة. ما كان كفرا بالذات فلا يشترط فيه الاستحلال - 00:37:59
يعني السجود للصنم كفر اليس كذلك؟ فلا نسأل من سجد للصنم هل انت مستحل للسجود او غير مستحل؟ لان السجود للصنم كفر بالذات لكن من شرب الخمر فلا نكفره لان شرب الخمر ليس كفرا بالذات - 00:38:18
فلا يكفر من فعل معصية او كبيرة دون الكفر الا اذا استحلها واما ما كان كفرا بالذات فانه لا يجوز لنا ان نستفسر عن فعله اهو مستحل ام غير مستحل - 00:38:33
ومثلها ان يضع العبد نظاما وشريعة يخالف بها حكم الله وشريعة الله عز وجل فهذا كافر الكفر الذي يخرجه عن دائرة الاسلام بالكلية. اذا الكفر والظلم والفسق بالنسبة لهذا الشخص هي الكفر الاكبر والظلم الاكبر - 00:38:51
والفسق الاكبر المخرجة عن ملة الاسلام بالكلية الحالة الثانية من يحكم بهذا القانون الذي وضعه هذا الشخص طبعا الواظع انتهينا من حكمه الان. لكن من يحكم بهذا القانون من يحكم بهذا القانون - 00:39:15
الحاكم بهذا القانون اذا كان حكمه به هو الحكم المطلق هو الحكم المطلق. اي انه قد قرر في بلاده وسلطانه الحكم بهذا القانون الحكم المطلق بحيث انه لا يحكم بشريعة الله مطلقا - 00:39:40
في اي جزئية من جزئيات الحياة والدين بل لا يحكم الا بهذا القانون في كل مصادره وموارده. وزاد على ذلك تقرير تدريس تفاصيل هذا القانون في مناهج بلاده وحارب الدعاة الذين يدعونه الى تطبيق شريعة الله عز وجل - 00:40:07
وفتح المحاكم ونصب القضاة وامرهم الا يحكموا الا بهذا القانون. ولا يحكم بشريعة الله عز وجل فهذا الحاكم بهذا الاعتبار لا جرم انه كافر خالع الربطة الاسلام من عنقه بالكلية - 00:40:37
فالظلم والكفر والفسق بالنسبة لهذه الحالة لا جرم انها كفر اكبر وظلم اكبر وفسق اكبر الحالة الثالثة ولا نزال في الحاكم ايضا من يحكم بهذا القانون من يحكم بهذا القانون - 00:41:03
وهو جاحد وهو جاحد لاحقية الحكم بما انزل الله اعني ان يجحد او ينكر الحاكم بغير ما انزل الله احقية حكم الله عز وجل يعني انه يقول ان الحكم بالقوانين الوضعية احق من الحكم بما انزل الله - 00:41:36
فهذا الحاكم الذي يعتقد هذا لا جرم انه كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر لانه مكذب للنصوص القرآنية الكثيرة الدالة على انه لا احسن ولا احق من حكم من الحكم بما انزل الله عز وجل - 00:42:03
ولانه مناقض ومصادم لما هو معلوم من الدين بالضرورة من احقية الحكم بما انزل الله عز وجل. الحالة الرابعة ولا نزال في الحاكم ايضا ان يحكم بغير ما انزل الله - 00:42:33
معتقدا معتقدا ان حكمه بغير ما انزل الله افضل من الحكم بما انزل الله هو لا يجحد احقية الحكم بما انزل الله. لكنه يرى ان حكمه بغير ما انزل الله افضل من الحكم - 00:42:52
بما انزل الله فاذا حكم بغير ما انزل الله وهو معتقد ان هذا الحكم افضل من الحكم بما انزل الله فلا جرم انه كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر كذلك - 00:43:14
فان قلت حتى ولو في مسألة واحدة فنقول حتى ولو كان في مسألة واحدة لو حكم ولو في مسألة واحدة معتقدا ان حكمه بغير ما انزل الله في هذه المسألة افضل من الحكم بما انزل الله فهو - 00:43:40
كافر الحالات الخامسة ولا نزال في الحاكم ايضا من يحكم بغير ما انزل الله معتقدا مساواة حكمه بحكم ما انزل الله مجرد مساواة ان يحكم بغير ما انزل الله معتقدا مساواة - 00:43:57
حكمه هذا بما انزل بالحكم بما انزل الله عز وجل ليس افظل وانما مجرد مساواة. فهذا كذلك كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر المخرج عن الملة بالكلية - 00:44:28
فمن اعتقد انه يجوز له عفوا ان ان انه يصوغ له ان يحكم بغير ما انزل الله لانه وحكم الله سواء فان هذا كافر كافر الحالة السادسة من ترك الحكم بما انزل الله - 00:44:56
من ترك الحكم بما انزل الله اباء واستكبارا وامتناعا عن الحكم بما انزل الله اباء وامتناعا واستكبارا عن الحكم بما انزل الله فهو ايضا كافر الكفر والاكبر فالحاكم بغير ما انزل الله - 00:45:26
ان كان هو واضع النظام اصلا فهو كافر وان كان هو الحاكم بهذا النظام الحكم المطلق فهو كافر وان كان هو الحاكم بهذا الحكم. انتبهوا يا جماعة لي. لان من الناس من يجعله اكبر في كل الصور - 00:46:01
ومنهم من يجعله اصغر في جميع الصور. وما اكرره لكم انما هو منقول عن شيخ الاسلام ومن قول كذلك عن ائمة الدعوة رحمه رحم الله الجميع رحمة واسعة فمن يضع النظام المعارض لشريعة الله هو كافر - 00:46:22
ومن يحكم الحكم المطلق بهذا النظام الفاسد فهو كافر ومن يعتقد احقية احقية الحكم بغير ما انزل الله على الحكم بما انزل الله فهو كافر ومن اعتقد ان الحكم بغير ما انزل الله افظل فهو ايظا كافر. ومن اعتقد انه مساو لحكم الله فهو ايضا - 00:46:41
كافر. ومن ابى ومن ابى وامتنع عن ان يحكم بشيء ولو حكم واحد اباء واستكبارا وعنادا لشريعة الله وحكم الله فلا جرم انه كافر الحالة السابعة والاخيرة وهي التي نقول فيها كفر - 00:47:05
دون كفر يعني كفر اصغر وعليها يحمل قول ابن عباس وقول من قال بان المقصود بهذه الاية كفر دون كفر وهي الحاكم بغير ما انزل الله مطلق الحكم لا الحكم المطلق. انتبهوا - 00:47:28
مطلق الحكم يعني في مسألة او مسألتين او اكثر او اقل بحيث لا يبلغ وصف الديمومة والكثرة والاستمرار بحيث لا يبلغ وصف الديمومة والكثرة والاستمرار. انتبهوا! وهو مع ذلك معترف بانه مرتكب - 00:47:47
قل للحرام وهو مع ذلك معترف بانه مرتكب للحرام ومقر بوجوب الحكم بما انزل الله معتقدا حرمة ما حكم به ولكنه حمله عليه شهوة او هوى او رغبة في مال او - 00:48:16
ورغبة في بقاء منصبه فهو يعلم انه ارتكب حراما وهو معترف بوجوب الحكم بما انزل الله. لكن حمله على مخالفة ما انزل الله شيء من شهوات الدنيا ورغباتها كدفع رشوة له او غرض من عصبية قبلية او حمية جاهلية - 00:48:38
او شهوة دنيوية فهذا لا يصل به حكمه هذا الى حد الكفر الاكبر ولكنه على خطر عظيم بل هو باق في دائرة الكفر الاصغر. فهو من اصحاب الكبائر فهو من اصحاب الكبائر - 00:49:01
وهذا القول الذي ذكرته لكم يجمع كلام اهل السنة والجماعة في هذه ايه المسألة ولكن اريد ان ابين لكم شيئا مهما مع انه اطلنا في هالقاعدة لكن لعله خير ان شاء الله - 00:49:25
اريد ان ابين شيئا مهما وهي ان حكمنا بالكفر هنا ليس حكما على اعيان وانما هو حكم على اوصاف لاننا معاشر اهل السنة والجماعة نعتقد ان هناك فاصلا بين الحكم على الفعل وعلى فاعله - 00:49:41
فنعطي الفعل حكما على ما تقرر بالادلة كتابا وسنة ولا نعد الفعل من ولا نعد الحكم من الفعل الى الفاعل الا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع. فلا يؤخذ كلامي هذا انني اكفر اشخاصا او رؤساء او حكاما باعيانهم - 00:49:58
وانما ابين تلك الافعال واحكامها ولا نقول هذا الا تعبدا لله عز وجل حتى لا يتسرع بعض انصاف المثقفين والمبتدئين في طلبة العلم وينصب التكفير عنده على اعيان يضعهم في رأسه. فكلامنا هذا انما هو في التكفير بالوصف العام - 00:50:16
تقرروا عند العلماء ان التكفير بالوصف العام لا يستلزم تكفير المعين الا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع. افهمتم افهمتم هذا لابد ان تنتبهوا لهذا وهذا القول خير من قول من جعل جميع صور الحكم بغير ما انزل الله من الكفر الاصغر لان هذا كأنه نوع ارجاء - 00:50:40
وخير من قول من قال بان جميع صور الحكم بغير ما انزل الله كفر اكبر. فان هذا فيه نوع خارجية ولكن بهذا التفصيل يتحرر ما هو من قبيل الكفر الاكبر وما هو من قبيل الكفر الاصغر. وبناء على ذلك فقول الله عز وجل فيمن في من حكم بغير ما انزل الله - 00:51:06
اولئك هم الكافرون الفاسق الظالمون الفاسقون يحتمل ان يكون في بعظ الصور ما فهمتوا شيء يحتمل ان يكون في بعض السور هو الكفر الاكبر ويحتمل في بعض السور ان يكون هو الكفر الاصغر. افهمتم هذا - 00:51:28
فهمتم هذا واضح. طيب المسألة الثانية حال المتحاكم حال المتحاكم بغير ما انزل الله حال المتحاكم بغير ما انزل الله هذا المتحاكم يعني من يدخل المحكمة القانونية التي يحكم فيها بغير ما انزل الله - 00:51:47
فهل مجرد رضاه بهذا الحكم او قبوله لهذا الحكم او دخوله للمحكمة يعتبر ردة وكفرا ام ماذا؟ نقول هنا لابد فيه من تفصيل في حالتين في حالتين في حالتين الحالة الاولى - 00:52:14
من يتحاكم الى غير ما من يتحاكم الى غير ما انزل الله وهو مريد للتحاكم الى غير ما انزل الله. ارادة قلبية هو لا يريد ان يحكم في قضيته بحكم الله - 00:52:34
وانما لا يريد الا ان يحكم في قضيته بغير ما انزل الله فلم يدفعه لذلك لا حاجة ملحة ولا ضرورة قصوى وانما هو من باب من باب الاختيار والارادة الباطنية - 00:52:48
انه لا يريد ان يحكم في قضيته بحكم الله عز وجل وانما هو مريد ان ان يحكم في قضيته بغير ما انزل الله فمن تحاكم الى غير ما انزل الله وهو مريد وراغب ومختار - 00:53:03
الحكم بغير ما انزل الله فلا جرم ان هذا كافر خالع الرفقة الاسلام من عنقه بالكلية كما قال الله عز وجل يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت فقيد الله عز وجل تحاكمهم الى الطاغوت بانها عن ارادة. فقال يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت - 00:53:22
فمن رفع قضيته الى شيء من هذه المحاكم القانونية الوضعية وهو مريد ارادة باطنية ان ان يحكم في قضيته بغير ما انزل الله فلا جرم انه كافر بهذا والعياذ بالله - 00:53:45
الحالة الثانية ان يكره ويبغض بغضا قلبيا وكراهة باطنية التحاكم الى غير ما انزل الله فهو لا يريد في قضيته ان يحكم الا بما انزل الله. ولكن لضرورة استخراج حقه - 00:54:03
ولا يجد في بلاده طريقا لاستخراج حقه الا اذا رفع قضيته لهذه المحاكم التي تحكم بغير ما انزل الله. لا يوجد في بلاده محكمة شرعية لا يوجد في بلاده قضاة يحكمون بما انزل الله عز وجل. وانما لا يوجد في بلاده الا هذه المحاكم القانونية. بمعنى انه لو لم يرفع - 00:54:21
قضيته الى هذه المحاكم لضاعت حقوق المسلمين في هذه البلاد ضاعت حقوق المسلمين في هذه البلاد ففي هذه الحالة الضرورة تجيز ذلك الضرورة تجيز ذلك. لكن بشرط ها بشرط بشرط قول الله عز وجل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وايش؟ وقلبه مطمئن بالايمان - 00:54:46
فهو يذهب لهم ذهاب اضطرار. وحرج لا ذهاب اختيار وارادة باطنية فهمتم هذا؟ فهذا لا يحكم عليه بانه لا كافر ولا ظالم ولا فاسق. وانما هذا يدخل تحت قاعدة الظرورات تبيح المحظورات - 00:55:17
اننا لو قلنا للمسلمين في تلك البلاد لا يجوز لكم مطلقا لا يجوز لكم مطلقا لا يجوز لكم مطلقا ان تستخرجوا حقوقكم عن طريق هذه المحاكم. لضاع لادى ذلك الى وقوعهم في حرج عظيم. كبير لا يعلمه الا الله عز وجل - 00:55:36
والحرج مرفوع في الشريعة الاسلامية والمشقة تجلب التيسير واذا ضاق الامر اتسع وما جعل الله علينا في الدين من حرج. والله عز وجل يقول فاتقوا الله ما استطعتم كثير من المعاملات في تلك البلاد لا يمكن ان ان تأتي لاصحابها - 00:55:55
الا اذا كانت نظامية ولا ينتفع بها صاحبها الا اذا كانت نظامية ولا يمكن ان تكون نظامية الا اذا مرت على هؤلاء القضاة ووقعوا عليها وحكموا فيها اليس كذلك؟ فلو اننا قلنا للناس لا تذهبوا مطلقا الى هؤلاء القضاة - 00:56:22
ولا تدخلوا تلك المحاكم فاننا سوف ندخل الناس في حرج وضيق وعنة لا يعلمه الا الله عز وجل والحمد لله على بلادنا هذه نعمة عظيمة علينا في هذه المملكة نحمد الله عز وجل ان جميع محاكمنا كلها محاكم تنسب للشرع. ربما قاضي او قاضيين او ثلاثة او اكثر او اقل - 00:56:41
هل يخطئون في بعض احكام الله لكن الصبغة العامة في هذه المحاكم انها تحكم بشريعة الله عز وجل لا بقوانين شرقية ولا بقوانين غربية وتلك نعمة انما هي محض فضل من الله عز وجل - 00:57:00
فالحمد لله عز وجل اولا واخرا وظاهرا وباطنا لكن لو قلبت طرفك في العالم الاسلامي لوجدت ان كثيرا من البلاد لا يجد المسلمون فيها محكمة شرعية ولا قاضيا شرعيا على مستوى المنطقة والبلد كلها ما في محكمة تحكم بما انزل الله عز وجل - 00:57:15
لا يستطيعون استخراج حقوقهم وكف يد الظلم عنهم الا اذا رفعوا قضاياهم الى هذه المحاكم. فحينئذ يجوز من باب الضرورات لكن بشرط بشرط ماذا يا اخوان الكراهة القلبية واطمئنان القلب بحكم بالحكم بما انزل الله - 00:57:36
المسألة الثالثة هناك شيء خرج علينا هناك شيء خرج علينا وهي دعوة انطلقت من بعض افواه من ينتسب الى الدعوة وهي دعوة خبيثة وهي الدعوة الى اقامة الدولة المدنية شيء يسمونه الدولة - 00:57:58
المدنية وهذه دعا اليها بعض الطوائف فهل الدعوة لها شرعية وهل تقبل الدعوة الى اقامة الدولة المدنية وان لم تكن هذه الدعوة شرعية. فما المآخذ الشرعية على هذه الدعوة اقول لابد اولا ان تعلم وفقك الله ان مصطلح الدولة المدنية لا وجود له في كتب العلم - 00:58:33
ممن الفوا في السياسة الشرعية سابقا هذا مصطلح حادث. هذا مصطلح افرزته السياسات الحديثة. فهو مصطلح حادث غريب على الامة الاسلامية فيقال في حق هذا المصطلح كما يقال في سائر المصطلحات الحديثة - 00:58:59
التي ربما تحتمل الحق والباطل فتكون من الالفاظ المجملة التي نقبل حقها ونرد ونرد باطلها فاذا هذا المصطلح لا يقبل مطلقا لان فيه باطلا ولا يرد مطلقا لان فيه بعض الحق. وان كان حقه لا يساوي الا ثلاثة في المئة او اثنين في المئة - 00:59:17
لان اغلب من ينادي بالدولة المدنية انما يعني بها معانيها الباطلة. ليست معانيها الحقة ليست معانيها الحقة فهل نحن نقبل هذا او نرده؟ نقول لا نقبله مطلقا ولا نرده مطلقا وانما هو موقوف على الاستفصال - 00:59:42
حتى يعلما حقه من باطله فيقبل الحق ويرد الباطل ومصطلح الدولة المدنية لا نعرف له وجودا لا في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة ولا في كلام السلف الصالح ولا في كلام المتأخرين من اهل العلم - 01:00:06
ولا نعلمه كذلك واردا في شيء من كتب السياسة الشرعية التي تعاقبت الامة على تأليفها وانما اول من تكلم به وجاء به الى بلاد الاسلام هم الكفرة المستعمرون لما جاءوا واستعمروا البلاد الاسلامية او افسدوا البلاد الاسلامية باسم الاستعمار ووضعوا ونقوا نقوا في - 01:00:25
بعض المسلمين والطوائف مصطلح الدولة المدنية. فهو مصطلح اول من تكلم به الكفار. واستورده بعض المسلمين الى بلاد الاسلام وصار يدعو اليه. وبما انه مستورد من الكفار. فاذا لا بد ان نتعرف على معناه على مقتضى ما يريدون به - 01:00:51
على مقتضى ما يريدون به هم. وبعد الاطلاع على كلامهم في تحديدها ومرادهم تبين لنا ان الدولة المدنية يقصد وبها حقيقة الدولة العلمانية ولكنهم من باب تلطيف المشاعر ومن باب دغدغة - 01:01:11
اه البواء ومن باب الدغدغة وزخرف القول سموها الدولة المدنية. والا فان الدولة المدنية والدولة العلمانية المبنية على فصل الدين عن السياسة عن الدين فلا دين في السياسة ولا سياسة في الدين - 01:01:31
فاذا من دعا الى الى اقامة الدولة المدنية فهو في حقيقته جاهلا او عالما يشعر او لا يشعر يدعو الى اقامة الدولة العلمانية التي اتفقت كلمة المسلمين على كفره هذه الدولة اذا على كفر هذه الدولة العلمانية - 01:01:52
اذا قامت على اسس العلمانية المعروفة فان اول مقصود من مقاصد الدولة المدنية اول مقصود اول مقصود من مقاصد الدولة المدنية فصلوا الدين عن السياسة والحكم وان بينهما فرقا اي بين السياسة والحكم. بينهما فرق كما كما بين السماء والارض. وانه لا يجوز الخلط بين السياسة والحكم. كما يقول هؤلاء - 01:02:10
في كتاباتهم فالدولة المدنية دولة تقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة عن الدولة ولكن لما كان مصطلح الدولة العلمانية مصطلحا قد لاكته الالسنة ومجته الاذان وعرفت حقيقته القلوب ارادوا ان يغيروا - 01:02:37
الى مصطلح اخر يحمل نفس الفكرة ويحمل نفس الاصول والتقعيد التقرير والحكم ولكن اسم اخر باسم اخر فهؤلاء يريدون زخرفة هذا الباطل والكفر بزخارف الاقوال فقط والا فالحقيقة هي الحقيقة ونحن عندنا قاعدة - 01:02:54
معاشر اهل السنة والجماعة متقررة ان الحكم على الشيء انما يكون بالنظر الى حقيقته. ومظمونه لا بمجرد النظر الى شعاراته لا بالنظر الى شعاراته. نحن لا شأن لنا بالشعائر وانما لنا نظر في حقيقة الامر واصوله - 01:03:14
فما دام انها دولة علمانية فسمها ما شئت. بما ان الاصول هي الاصول العلمانية والقواعد والمنطلقات هي المنطلقات والقواعد العلمانية. فحين اذ لا يجوز لنا قبول ذلك هذه الدعوة مطلقا. وللاسف - 01:03:32
انه وقع في المطالبة بها بعض من نحسن الظن فيه من طلبة العلم اما جهلا واما عن شيء اخر الله عز وجل يغفر للجميع ويهدي القلوب وقد حذرنا الله عز وجل من زخارف الاقوال التي تلبس - 01:03:48
على الباطل. فمنهم ولذلك قال الله عز وجل يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. فقد سموا الخمر اما الارواح سموا عبادة الاوثان تعظيما للاولياء ويسمون الشرك والوثنية والمعاصي باسماء تدغدغ المشاعر حتى يكون ادعي - 01:04:07
حتى يكون ادعى ذلك لقبولها. فاذا لا يجوز لنا معاشر طلبة العلم ولا ولا المسلمين جميعا ان نقبل هذه الدعوة مطلقا اقصد الدعوة الى اقامة دولة مدنية. اظن واطلنا عليكم في هذه القاعدة لكنها قاعدة طيبة. فاذا نخلص من هذا ان الحكم كله لله - 01:04:31
الحكم كله لله. فلا يجوز لا للحكام ولا لمن دونهم ولا لبطانتهم ان يغيروا شيئا من احكام شريعة الله عز وجل لا في صدر ولا ورد ولا يجوز الحكم بغير ما انزل الله ولا التحاكم الا لما انزل الله واقامة الدولة المدنية والعلمانية والديموقراطية كلها دعوات - 01:04:52
كن تناقض هذه القاعدة في السياسة الشرعية. ارأيتم بركة التقعيد هذه قاعدة عظيمة ابطلت جميع الدعوات التي تنطلق من بعض الافواه النتنة القذرة والتي تتضمن نسف شريعة الله عز وجل بمسميات - 01:05:12
وزخارف من الاقوال. القاعدة الثالثة الولايات امانات وحملات الولايات امانات وحملات نعم والله والخلاص والخلاص منها هو الاسلم والابعد عن التبعة فالولاية تكليف لا تشريف وتبعاتها في الدنيا والاخرة كثيرة - 01:05:30
فمهما استطعت ايها المسلم ان تبتعد عن شيء من الولايات فابتعد ومهما استطعت ان تتخلص منها فافعل فانك الرابح وان رآك بعض الناس خاسرا في تنازلك او استقالتك عن هذا المنصب - 01:05:58
الذي يطمح فيه الطامحون ويطمع في توليه الطامعون فان الربح ان تخرج من هذه الدنيا لا لك ولا عليك وابشر بالخير فان من اعظم ما تخرج به من هذه الدنيا ان تخرج كفافا عفافا - 01:06:15
لا لك ولا عليك ومن اعظم السلامة والتبعة عند الله يوم القيامة ان تسلم من حقوق الناس. والتي توجبها في ذمتك هذه الولايات والامانات فكلما كنت متنزها بعيدا عما يوجب تحمل شيء من حقوق الاخرين كلما كان ذلك ابرأ لذمتك عند الله عز وجل - 01:06:33
وان لم يكن تمة ممدوحة عن هذه الولاية فاقبل بها واستعن بالله تبارك وتعالى ان لم يكن ثمة ممدوحة عن هذه الولاية فاستعن بالله عز وجل وتوكل عليه واظهر الافتقار اليه وابشر - 01:06:54
بالخير والمهم ان نعلم ان الولاية حمالة وامانة عظيمة وكبيرة تنأى عن حملها الجبال الرواسي. وليست الولايات غنائم يستبق اليها وليست الولايات غنائم يسبق اليها واني لاعجب في الحقيقة من اناس يذهبون لمن تولى منصبا من مناصب المسلمين يبركون له هذا المنصب ويهنئونه بهذا المنصب وهي في - 01:07:10
وهو الى التعزية اقرب منه الى التهنئة الا لمن ذهب وهنأه وذكره بحقوق الله عز وجل عليه في هذا المنصب. هذا هو الواجب علينا جميعا فهؤلاء الولاة واصحاب المناصب مساكين ضعفاء يحتاجون ممن تحت ايديهم ان يناصحوهم وان يقفوا معهم - 01:07:35
وان يأخذوا بايديهم وان يدلوهم على افضل الطرق وان وان يتعاونوا واياهم على البر والتقوى فنسأل الله عز وجل ان يقبض ارواحنا ولا نتولى شيئا من مناصب المسلمين نسأل الله عز وجل ان يقبض ارواحنا ولا نتولى شيئا من مناصب المسلمين - 01:07:58
نسأل الله عز وجل ان يقبض ارواحنا ولا نتولى شيئا من مناصب المسلمين مع ان منصب الامامة ومنصب التعليم ومنصب التأليف ومنصب التدريس والافتاء هذه مناصب عظيمة ايضا. لكن نسأل الله عز وجل ان يعين - 01:08:21
فمن حمالة هذه الولايات وامانتها ان النبي صلى الله عليه وسلم شهد على الولايات بانها ندامة وحسرة يا شيخ ندامة وحسرة ايش لك فيها هذا من اعظم الامانات والحملات انك اذا توليت ولاية فانك قد اقحمت نفسك في شيء قد تندم وتتحسر عليه فيما فيما بعد - 01:08:36
وفي صحيح الامام البخاري رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة. وستكون ندامة يوم القيامة. فنعمة الموضعة يعني في بداياتها تنشط لها النفوس. وبئست الفاطمة - 01:08:58
قماء اي تبعاتها فيما بعد بين يدي الله عز وجل ففي بداياتها تنشط النفوس وتفرح لكن تبعاتها عند الله عز وجل هي الاصل. والوالي الذي يطلع على اوائل ولايته هذا عنده قصور نظر. لكن من اراد الله به خيرا فانه اذا - 01:09:17
فرضت عليه ولاية ينظر الى ماذا الى مآلاتها ونهاياتها فمن نظر في امر الولايات الى نهاياتها ومآلاتها اعانه الله وسدده ووفقه واخذ بناصيته للبر والتقوى. واما من كان همه في نظره في ولايته شرفها وعزها وكرسيها الدوار وخضوع الناس امامك وتملق الناس. انت - 01:09:36
نظرت الى بداياتها فالغالب ان يخذلك الله عز وجل الى ما نظرت اليه وتوكلت عليه انت توكلت على بداية هذه الولاية ولذلك نصيحتي لمن اراد ان يتولى شيئا من مناصب المسلمين الا ينظر الى بداياته - 01:09:58
وانما ينظر الى نهاياته ومآلاته يحرص على ان يفك نفسه من تلك التبعات يوم القيامة ولن يفكها ولن يتخلص منها الا اذا قام في امر هذه الولاية بما يريده الله بما يريده الله عز وجل - 01:10:12
نسأل الله العافية نسأل الله العافية والسلامة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال شريك وهو احد الرواة لا ادري رفعه ابو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم او قاله هو - 01:10:28
وعلى كلا الحالتين فهو حجة سواء كان مرفوعا او موقوفا لان مثله لا يقال بالرأي. قال الامارة اولها ندامة واوسطها غرامة. واخرها عذاب يوم القيامة رواه الطبراني باسناد حسن ومن حملاتها وامانتها ايضا - 01:10:44
ان الامير او الامام رعاة على من تحت ايديهم وانهم مسئولون يوم القيامة عن كل فرد من افراد رعاياهم بعينه يا ستير يا ستير هذه من اعظم الحملات اذا هي ندامة وحسرة ومن حملاتها انها محط للسؤال عن من تحت يدك. وما خول لك من هذا - 01:11:08
يوم القيامة. ولذلك هذا من اعظم الحملات. فاذا كان الانسان ربما يضيع امانة بيته المحصور في جدران وزوايا والمحصور في عدده. ربما يضيع الانسان امانته في تربية اولاده وهم ربما ثلاثة او اربعة فكيف يعرض نفسه لحمالة عظيمة يسأل فيها عن افراد الشعب كله او يفرد - 01:11:32
او يسأل فيها عن الاف الناس ممن هم تحت يده هل ضيعهم او لم يضيعهم اذا المسألة ليست قضية تشريف والمسألة ليست مسألة آآ افتخار وعز ها وانما هي تبعة عظيمة تبعاتها عظيمة وحملاتها كبيرة - 01:11:55
فكيف بوالي البلد اذا وقف بين يدي الله عز وجل وسأله عن افراد رعيته وعن ما يتعلق بهم ولذلك في الصحيحين من حديث ابن عمر يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالامام راع ومسؤول - 01:12:15
عن رعيته والرجل راع في اهل بيته ومسئول عن رعيته والزوجة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع ومسؤول عن رعيته الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته - 01:12:35
اذا من حملاتها انها ندامة وحسرة. ومن حملاتها انها محط للسواد. وخذ ايضا ومن حملاتها العظيمة ان الوالي اذا امكنه الله عز وجل من منصب واحتجب عن الناس واغلق بابه دونهم احتجب الله عنه عز وجل يوم القيامة - 01:12:55
هذا من اعظم الحملات التي تلقى على كاهل اصحاب الولايات فعن ابي مريم الازدي رحمه الله قال دخلت على معاوية رضي الله عنه فقال ما انعمنا بك ابا فلان هي كلمة تقولها العرب - 01:13:19
فقلت حديث حدثنيه حديث سمعته اخبرك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولاه الله عز وجل من ولاه الله عز وجل امرا من امور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عز وجل دون حاجته - 01:13:39
وخلته وفقره يوم القيامة. قال فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس يدخلهم عليه. بعد هالحديث بعد هذا الحديث لم يكن يرد احد عند باب معاوية رضي الله عنه وارضاه فلماذا تحرج نفسك في هذا - 01:14:04
سلامة لا يعدلها شيء سلامة لا يعد لها شيء كن في بيتك وباب بيتك تحت تصرفك وتحكمك ارجع يا فلان هو ازكى لكم. فان قيل لكم ارجعوا فارجعوا فبيتي انا اتحكم فيه ادخلوا من اشاء واخرجوا من اشاء واما قصر الولاية والحكم الذي يحكم فيه بين الناس فلا حق لاحد ان يطرد عنه احدا - 01:14:21
ولا حق لاحد ان يحجب احدا عن ولي امره في حاجة يريد ايصالها له تلك هي السياسة الشرعية. هذا هو السياسة الشرعية فمن رضي بالحكم والولاية فلا يجوز له ان يحتجب لا عن خلة الناس ولا عن حاجتهم ولا عن فقرهم - 01:14:43
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من امام يغلق بابه ما من امام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة الا اغلق الله ابواب السماء الا اغلق الله ابواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته. قال فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس. فالحمالة كبيرة والامانة - 01:15:00
عظيمة وطريق السلامة هو الخلاص منها وطريق السلامة هو الخلاص منها. ومن حملاتها ايضا خذ بعد اضافة. ومن حملاتها العظيمة ان الوالي ان لم يحط رعيته بنصحه ان الوالي ان لم يحط رعيته بكمال النصح وكمال الرعاية وكمال - 01:15:25
نادي لهم فيما ينفعهم فانه لا يدخل معهم الجنة يوم القيامة محروم من دخول الجنة بسبب ماذا؟ بسبب ولايته التي لم يتق الله عز وجل. فصارت الولاية مع عدم تقوى الله سببا من اسباب حرمان العبد من دخول الجنة - 01:15:56
ففي حديث معقل رضي الله عنه عند الامام مسلم وغيره. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من امير يلي امرا من امور المسلمين. ثم لا يجهد لهم. يجتهد في اختيار الاصلح لهم. ثم لا يجهد - 01:16:13
لهم ولا ينصح لهم الا لم يدخل معهم الجنة يوم القيامة يعني الرعية يدخلون والراعي مطرود برا الرعية يدخلون والراعي مطرود برا بسبب اهماله لامانة هذه الرعاية. نعوذ بالله من الولايات - 01:16:36
فما الذي يفرح به اهل الولاية بالله عليكم. اي شيء يفرحون به لكانت الولاية محاطة بتلك الهالة من التعظيم والتفخيم والتهويل. فاي شيء يبقى لهؤلاء يفرحون به لكنها الغفلة عن الله وعن يوم القيامة وعن الجزاء والحساب وقصر النظر على اوائلها - 01:16:58
واحتجاب البصر والبصيرة عن عن اواخرها وخذ ايضا خذ من حملاتها من حملات الولاية واماناتها ان الوالي ان مات وهو غاش لرعيته في امر من الامور فالجنة عليه حرام ما يدخل الجنة - 01:17:22
فكيف بمن لا يأتي اصلا لرعيته بامر من الامور النافعة. وانما جميع ما يقرره على رعيته انما هو الاضرار والضرر بهم والعياذ بالله هذا من اعظم الغش فاللهم غفرا فكون الانسان يغش في بيعة - 01:17:44
او يغش في صفقة ها مع انه حرام لكن ضررها عليه فقط. وعلى من اشترى منه هذا الامر المغشوش. لكن يكون الراعي يغش الرعية فان ضرر غشه عام والعياذ بالله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 01:18:02
يقول صلى الله عليه وسلم ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة يوم القيامة ومن حمالتها وامانتها ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف الظلمة من الولاة بانهم شر الناس - 01:18:21
وصف الظلمة من الرعاة بانهم شر الناس. ففي صحيح الامام مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان شر الرعاء الحطمة ان شر الرعاء الحطمة. فاياك ان تكون منهم فاياك ان تكون منهم - 01:18:48
والمقصود بالحطمة اي الظلوم ذو الوطأة الشديدة من الولاة وغيرهم فاذا الامر عظيم فلا بد من النظر للولاية للولايات من هذا الجانب خاصة. فان من نظر لها من هذا الجانب فقل ما تنام عينه - 01:19:10
ويهدأ له جفن وترتاح نفسه الا اذا رأى رعيته في خير حال واحسن مقام الا اذا رأى رعيته في احسن حال وفي خير وفي خير مقام ومن حمالتها وامانتها ايضا - 01:19:27
ان من تولى الحكم بين الناس فقد ذبح بغير سكين. وهذا وان كان في الولايات الخاصة كالقضاء وغيره. الا ان ما هو اعظم منها يدخل فيها من باب اولى. ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من ولي القضاء او جعل قاضيا - 01:19:43
بين الناس فقد ذبح بغير سكين. رواه الامام ابو داوود في سننه. والترمذي في جامعه واللفظ له. وقال حديث حسن وصححه الامام الحاكم والحافظ وغيرهم رحمهم الله تعالى ومن حمالتها ايضا غلبة قسمة اهل النار فيها على اهل الجنة - 01:20:03
غلبة قسمة اهل النار فيها على اهل الجنة فان من تولى الحكم والقضاء بين الناس او اي ولاية فقد اقحم نفسه في شيء غلبت قسمة اهل النار فيه على الجنة. يقول النبي صلى الله عليه - 01:20:27
القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار ومن المعلوم ان السياسة الشرعية ترى ما تتكلم عن الحاكم بس. تتكلم عن كل اصحاب الولايات الصغرى والكبرى القضاة ثلاثة قاضيان في الجنة واحد في الجنة واثنان في النار. غلبت اي قسمة قسمة اهل الجنة ام اهل النار؟ غلبت قسمة اهل النار - 01:20:41
فاما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار. رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة باسناد لا بأس به - 01:21:07
ومن حمالتها ايضا ومن حمالتها ايضا ان الوالي على على الناس ان الوالي على الناس يؤتى به مغلولا يوم القيامة بين يدي الله عز وجل فاما ان يفكه بره وعدله او يزيد في وثاقه اثمه وظلمه - 01:21:24
والعياذ بالله فعن ابي امامة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من رجل يلي امرا من امور المسلمين عشرة فما فوق ذلك يعني ولو عشرة - 01:21:52
عشرة فما فوق ذلك يعني حتى امام في الامام في السفر او الامير في السفر اذا ولي عشرة فما فوق ذلك ماذا يحصل له الا اتى الله به يوم القيامة مغلولا - 01:22:11
يده الى عنقه فكه بره او اوثقه اثمه. واولها ملامة واوسطها ندامة واخرها خزي يوم القيامة. رواه الامام احمد ورواته ثقات. وهو حديث حسن ان شاء الله تعالى. فاي شيء بقي في هذه الولايات يجعلها - 01:22:29
قليلة عند اصحابها اي شيء بقي بالله عليكم في هذه الولايات يجعلها لذيذة عند اصحابها. فنعوذ بالله تعالى منها ونسأله جل وعلا ان يقبض ارواحنا كفافا عفافا لا لنا ولا علينا ونسأله عز وجل ان نقدم عليه يوم القيامة ولا يطلبنا احد بمظلمة - 01:22:53
ولا يطلبنا احد بمظلمة ولكن ننبه على تنبيه مهم يعني كأني بقلوبكم انزجرت من الولايات انزجرت من من الولايات لان قلوبكم ان شاء الله قلوب حية تعرف الحق وتتبعه اي شيء يفرح به هؤلاء الولاة - 01:23:13
بعد توليهم لهذه المناصب وهي بهذه المثابة من الامانة والحمالة اي شيء يفرحون به لكن ومع ذلك ننبه على تنبيه لابد من ذكره وهي انه لو كان الامر قياما بالواجب وحملا للمسؤولية - 01:23:37
لا يقوم به كفؤ من اهل البلد الا واحد فلا ينبغي له ان يتنازل عن القيام بهذا الدور لانه ان تنازل وهو كفؤ فانه ربما يتولى هذا المنصب من ليس بكفئ فيكون هو اي الاول - 01:23:53
هو الذي تسبب في وصولها غير الكفؤ الى هذا الى هذا المنصب ولكن ينبغي له اذا تولاه ان يعلم ضعف نفسه وان يظهر الافتقار الى ربه وان ينطرح في كل امور ولايته بين يدي الله عز وجل ضعيفا - 01:24:09
مستعينا متخشعا متضرعا متبذلا لله عز وجل ان يعينه وان يوفقه وان يسدد قلبه ولسانه فان من اعظم الصفة التي ينبغي ان تكون في الوالي افتقاره الافتقار القلبي لمعونة الله عز وجل والاستعانة به - 01:24:29
متى ما قام هذا المعنى في قلب الوالي فانه سيكون والي خير ونعمة باذن الله واما متى ما احس صاحب الولاية انه بلغ منزلة لا يحتاج فيها الى توفيق الله - 01:24:47
ولا يحتاج فيها الى فضله ومعونته فان هذا الوالي سيكون والي نقمة على نفسه وعلى من تحت يده من شعبه ولذلك لا ينبغي ايها الاكفاء اذا عرض عليكم شيء من المناصب ولم تجدوا مندوحة عن الهروب منه الى من هو اكفأ منكم او مساويكم - 01:24:58
لا ينبغي ان تهربوا من هذا الموسم لانها امانة وحمالة وانت الكفؤ لها فتولها وهذا هو الذي جعل يوسف عليه الصلاة والسلام يقول لعزيز مصر اجعلني على خزائن الارض. لانه لم يكن من اهل زمانه من هو اوفى منه - 01:25:21
امانة وتحملا لهذا الامر الا هو رضي الله عليه صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم لكن ينبغي ان تفتقر الى الله عز وجل وانتم تعرفون ان من علامات الساعة ان يوسد الامر الى غير الى غير اهله. يقول النبي عليه الصلاة والسلام اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر - 01:25:39
ساعة فلا ينبغي ترك الباب مفتوحا امام من هب ودب. والاكفاء من قبعونها في الصفوف الخلفية لا ان كنت ستتركها لمن هو خير منك فهذا طيب. ان كنت ستتركها لمن هو مكافئ لك - 01:26:02
للقيام بهذه المسؤولة فهو طير. وان لم يوجد في البلد الا انت ممن يقوم به. فربما تكون فرض عين عليك. لان فرض الكفاية ان لم يقم به الا واحد فيتحول من كونه فرض كفاية الى - 01:26:16
الى فرض عين عليه. مثل تغسيل الاموات لم لو لم يوجد في البلد الا من يعرف التغسيل الا انت فيكون فرض عين في حقك مع انه فرض كفاية فرض كفاية فهذه الولاية اذا المعينة سواء قاضيا او رئيس بلد او رئيس دائرة او شركة او مؤسسة ان لم يقم فيها في البلد الا ان لم يكن - 01:26:30
ثمة كفء في البلد الا انت فلا ينبغي لك ان هم فلا ينبغي لك ان تتنازل عنها ولا ينبغي لك ان ترى نفسك انك اهل لها فيما بينك وبين الله - 01:26:49
فيما بينك وبين الله لا ينبغي ان ترى انك اهل لها وانما تعترف بين يدي الله عز وجل بقصورك وافتقارك اليه والى توفيقه سبحانه وتعالى فاذا نحن بين طرفي نقيض - 01:27:01
من الناس من يستشرف الولاية ويطلبها ابتداء حتى وان كان في الامة من هو اولى منه اضعافا مضاعفة فهذا باطل ومن الناس من يترك الولاية عن بكرة ابيها حتى وان تولاها الفساق والظلمة - 01:27:19
مع مصيرها اليه هو لكنه يتنازل عنه. حتى وان تولاها الظلمة والفساق. وهذا ايضا خطأ والوسط هو الحق والعدل. وهي ان نهرب من الولاية. واننا لا نريدها واننا متى ما وجدنا مندوحة عن الفرار والهروب منها هربنا وفررنا. لكن اذا لم يوجد - 01:27:32
من يقوم بامر الولاية شخص اكفأ منك او مساو لك على الاقل او قريب منك فحين اذ استعن بالله عز وجل ولا تعجز ولا تعجز ومن المسائل والتنبيهات ايضا المعروف عن السلف هو الخوف من الولايات - 01:27:51
المعروف عن السلف رحمهم الله تعالى الخوف الشديد والرهبة العظيمة من الولايات. فكانوا يفرون منها فرارهم من الاسد فهذا عمر رظي الله عنه يرفظ تولية ابنه من بعده. وقد كان ابن عمر للامارة خليقا ولكنه لم يرد ان يدخل ولده في هذه المتاهة - 01:28:11
لم لم يرد ان يدخل ولده في هذه المتاهة ولتخوفه عليه. وقد كان عمر رضي الله عنه من اخوف الناس من اخوف الناس من الله عز وجل. من اخوف الناس من اشد الناس خوفا - 01:28:30
من الله عز وجل. كان يخاف الله عز وجل في امر ولايته خوفا عظيما. حتى نقلت عنه اشياء لو اطلع عليها حكام هذا الزمان لرأوا انها اساطير. لا يمكن ان - 01:28:43
تصدر من حاكم يسمى بامير المؤمنين ويخاف هذا الخوف خاف هذا الخوف ولذلك يقولون من تولى امرا من امور المسلمين مات خوف قلبه ممن تحت بيده فان لم يقم الله خوفه في قلبه هلك وهلك وهلك من تحته - 01:28:53
هلك واهلك من الولي يخاف من ايش الولد يخاف من مين؟ ما يخاف من احد يفعل ما يشاء لا يخاف من احد. القوة والسلطة بيده. فان لم يرد الله به خيرا لم يزرع خوفه من قلبه - 01:29:11
فاعظم شيء يطرق في قلبه هو تذكيره بخوفه من الله عز وجل وشدة سلطان الله عز وجل وقهر الله عز وجل وانه الحاكم. فهنا يذعن قلبه لا تخوفه من العالم الفلاني لان العالم الفلاني تحت يده - 01:29:25
ولا تخوفه من الجهة الفلانية لانها تحت يده تحت سلطانه وقهره وتصرفه لكن خوفه بمن لا يدخل سلطانه تحت يده. وهو سلطان الله عز وجل وما من يد الا يد الله - 01:29:42
فوقها وقد كانوا رضي الله تعالى عنهم يخافون الخوف الشديد من الولايات ولا يفرحون بها ولا يهنئون اصحابها اصلا لم يهنئوا احدا تولى ولاية. هذا هو المعروف عن السلف رحمهم الله تعالى. لانهم يعلمون ان الامارة امانة. وهو يوم وهي يوم القيامة خزي - 01:29:57
ما دام الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته القاعدة التي بعدها كل متشوف للامارة فيمنع منها القاعدة واضحة كل متشوف للامارة فيمنع منها - 01:30:17
الوقت اللي يحسبون الوقت باقي ربع ساعة كل متشوث للامارة فيمنع منها اننا نجد من بعض الناس حرصا كبيرا على طلب الولايات فتراهم يتفانون فيها ويتسابقون في الوصول اليهم مع عظم خطرها وزهد اهل التقوى والصلاح فيها - 01:30:41
للخوف العظيم منها ومن مغبة اثارها وعدم القيام بحقوقها فترى من في قلبه خوف وورع يهرب من هذه الولايات وتجد من خف ميزان الايمان وميزان تحمل الامانة في قلبه يهرع الى هذه الامانات - 01:31:09
فروع الكلاب اليها فهو يتسابق اليها ويناضل يفنى يفني ماله ووقته وجهده حتى يصل الى هذه الولاية فهو يلهث ويكد ويكدح ويجاهد في تحصيل هذه الولاية بل ربما باع بسببها دينه يبيع دينه بسبب الولاية - 01:31:25
وربما باع بسببها عرظه والعياذ بالله وربما باع بسببها اخلاقه وتنازل عن كثير من قيمه رجاء تحصيل هذه الولاية كما ترونه حاصلا في هذا الزمان ربما يكذب ربما يخدع ربما يغتاب ينم يدلس يخادع - 01:31:48
يعصي الله عز وجل المهم المقصود الاعظم عنده ان يصل الى هذه الولاية باي طريق بأي طريقة؟ فهو متشوف ومتطلع ومتأمل قلبه في الوصول الى هذه الولاية في يوم من الايام - 01:32:12
فمتى ما علمنا او علمت الامة او علم الحاكم ان هذا يتطلع الى هذه الولاية فالواجب منعه منها فالواجب منعه منها لا يجوز لنا ان نمكن المتشوف للولاية منها. لانه لو كان صادقا لما تطلع قلبه لها - 01:32:30
ولعظم الحمالة والامانة الملقاة على عاتقه فيها. لكن لانه لا يطلع من هذه الولاية الا لحظوظ نفسه فهو يريد ان يتولاها لامر ومصلحة ترجع له هو لا للاخرين هو لم ينظر الى الاخرين في - 01:32:53
نظر اعتبار وانما نظر الى ما يرجع اليه فقط فاذا عندنا مقصود باطني دلت عليه قرينة ظاهرة المقصود الباطني هو انه لا يرى في هذه الولاية الا مصلحته طيب ما الذي دلنا على باطنه - 01:33:11
تهافته وتسابقه الى هذه الولاية لانه لو كان يقصد مصلحة المسلمين لخاف قلبه من توليها ولو كان ذا دين وخشية وتقوى وورع لفر منها فراره لفر منها فراره من الاسد - 01:33:27
وقد لاحظت السياسة الشرعية هذا المعنى فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يولي هذا الامر من يطلبه لم يكن يولي هذا الامر من يطلبه ولذلك في حديث عبد الله عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن ابن سمرة - 01:33:41
لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها يعني اذا سألتها وحرصت عليها وتشوف قلبك وتطلعت روحك لها فان الله يكلك الى نفسك هذا هو الهلكة وان اعطيتها من غير مسألة - 01:34:04
اعنت عليها. قال الامام ابن دقيق العيد رحمه الله لما كان خطر الولاية عظيما. اسمعوا الى كلام هذا العالم لما كان خطر الولاية عظيما بسبب امور في الوالي وبسبب امور خارجة عنه - 01:34:33
كان طلبها تكلفا ودخولا في غرر عظيم. فهو جدير بعدم العون من الله ولما كانت اذا اتت من غير مسألة لم يكن فيها هذا التكلف كانت جديرة بالعون على اعبائها واثقالها - 01:34:49
وقال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله هذا الحديث احتوى على جملتين عظيمتين احداهما ان الامارة وغيرها من الولايات على الخلق لا ينبغي للعبد ان يسألها وان يتعرض لطلبها بل يسأل الله العافية والسلامة منها فانه لا يدري هل تكون الولاية خيرا له او شراء - 01:35:09
ولا يدري هل يستطيع القيام بها ام لا فاذا سألها مع ذلك يعني من عدم علمه بنهاياتها فاذا سألها وحرص عليها وكل الى نفسه. ومتى وكل العبد الى نفسه لم - 01:35:33
وفقه ولم يسدد في اموره ولم يعن عليها. لان سؤالها ينبئ عن محذورين. لان سؤالها ينبئ عن محذورين. اولا الحرص على الدنيا والرئاسة والحرص عليها دليل الخذلان فيها. هذا الاول. الامر الثاني انه اتكال على النفس. كانه يقول انا - 01:35:47
لها الله عز وجل لا يعين من سألها ولكنه يعين من جاءته وهو كاره كراهة قلبية حقيقية له. لكنه ارغم عليها ارغاما واكره عليها اكراها وقد حدثني بعض المشائخ ان الشيخ محمد بن ابراهيم اختار فلان ابن فلان للقضاء - 01:36:16
على كبر في السن يقول فحضرته في مجلس الشيخ محمد ابن ابراهيم يبكي كما يبكي الغلام الصغير الذي اخذت لعبته يصيح بين يديه الشيخ يبكي كما يبكي الغلام يقول يا شيخ فكني منه - 01:36:41
مثل هؤلاء هم الذين يتولون لان ان تولى هؤلاء اعينوا عليها واما اذا تولاها المتطلعون لها المتشرفون لها الذين يطيرون فرحا عند اختيارهم لشيء من المناصب وقد لا ينامون تلك الليلة من شدة فرح في قلوبهم - 01:36:53
ها وقد يضعون الولائم تلو الولائم وقد يخرجون من اموالهم النفقات الكثيرة فرحا بهذه الولاية هؤلاء عندهم محظوران اول شيء ان هذا دليل على انهم ها حريصون على الرئاسة والدنيا والشيء الثاني انهم متوكلون على انفسهم وليس على الله عز وجل - 01:37:15
ولذلك لا يعطاها من سألها لا يعطاها من سألها لا يعطاها من سألها قال النبي صلى الله وقول النبي صلى الله عليه وسلم وكل اليها بمعنى انه لم يعن على ما اعطاه - 01:37:37
وذلك من خذلان الله عز وجل له قال الامام النووي في فوائد حديث عبدالرحمن بن سمرة قال في هذا الحديث فوائد منها كراهة سؤال الولاية سواء ولاية الامارة والقضاء الحسبة وغيرها - 01:37:52
ومنها بيان ان من سأل الولاية لا يكون معه توفيق ولا اعانة من الله عز وجل ولا تكون فيه كفاية لذلك العمل فينبغي ان لا يولى اليها جاء رجل يسأل الولاية في حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه. قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم انا ورجلان من قومي دخلت على النبي - 01:38:06
الله عليه وسلم انا ورجلان من قومي فقال احد الرجلين امرنا يا رسول الله امرنا يا رسول الله يطلبون الولاية. وقال الاخر مثله فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم انا لا نولي هذا الامر من سأله. هو نفس قاعدته. انا لا نوري هذا الامر من سأله ولا من حرص عليه - 01:38:32
والحديث رواه الامام البخاري ولما سأله ابو ذر رضي الله عنه الولاية قال ابو ذر ولني يا رسول اراد ابو ذر ان يتولى ولاية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر انك ضعيف وانها امانة وانها يوم القيامة خزي وندامة - 01:38:55
الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها فاذا ايها الشباب ايها الاخوان اياكم ان تسألوا الولاية وان اكرهتم عليها ولم تجدوا من هو اكفأ منكم فيها فاقبلوها ولكن على مضض - 01:39:15
وعلى كراهة قلبية حتى يعينكم الله عز وجل نقف عند هذه المسألة والله اعلى واعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 01:39:34
Transcription
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين والشكر لله شكر المعترفين المقصرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين - 00:00:15
واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد سوف نقتطع هذه الدروس العلمية الستة باذن الله عز وجل - 00:01:09
بالكلام على فن من فنون الشريعة الاسلامية وهو من اعظم الفنون التي ينبغي لطالب العلم ان يلم بها وان يحيط باصولها وجزئياتها وكلياتها وفروعها لعظم حاجة الناس لمعرفة هذه الاصول والقواعد في هذا الزمان خاصة - 00:01:31
ولا يقول الانسان وما شأني بمثل هذه القواعد؟ لانني لن اكون ملكا ولا اكون ولن اكون حاكما ولن اكون رئيس جمهورية في يوم من الايام. لكن هذه القواعد يحتاج لها كل مسلم - 00:01:57
لا سيما طلبة العلم الذين بها يعرفون السياسات العادلة من السياسات الجائرة لا سيما ونحن في زمن قد تحولت فيه امور كثير من السياسات الى العدل من العدل الى الجور - 00:02:11
ومن الاستقامة الى الاعوجاج ولا نحتاج الى اثبات ادلة في صحة هذا الامر لان من له ادنى اطلاع على السياسات التي يحكم بها كثير من حكام من حكام هذا الزمان ترون فيها بعدا كثيرا عن - 00:02:27
هدي السياسة الشرعية وهذه المادة التي سوف تسمعونها ان شاء الله هي مدونة عندي في كتاب قد الف قبل ستة اشهر وهو الان يحقق في مصر ولله الحمد والمنة اسميته - 00:02:45
السياسة العادلة في تقويم السياسات الجائرة وهو عبارة عن جمل من الاصول والقواعد المؤيدة بادلة الكتاب والسنة وفهم سلف الامة رحمهم الله تعالى ولن ننزل عن خمسين قاعدة باذن الله عز وجل - 00:03:03
وقد تزيد القواعد على حسب ما يحصل من جمع بعضها مع بعض او تفصيل بعضها او فصل بعضها عن بعض وستكون طريقة الشرح ان شاء الله ان نذكر نص القاعدة اولا - 00:03:22
ثم نذكر بعد ذلك شرح القاعدة ثم نذكر بعد ذلك باذن الله تبارك وتعالى ما يتعلق بها من او ما ما يدل على صحتها من ادلة الكتاب والسنة ثم نذكر جملا من - 00:03:37
كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى على تقرير هذه القاعدة ثم نذكر بعض الفروع المخرجة عليها وسوف نحاول الاختصار ما استطعنا لان الكتاب قرابة ست مئة صفحة ولكن لعلنا نلخص مجمله واهم نقاطه - 00:03:53
في هذه المجالس الستة باذن الله عز وجل فهيا ننطلق الى بيان قواعد السياسة الشرعية قولهم قواعد السياسة الشرعية هذا من باب اضافة الشيء الى مصدره يعني سياسة مصدرها الشرع - 00:04:13
وهذه اول قواعدنا وهي القاعدة التي تقول السياسة الشرعية ربانية المصدر ربانية المصدر وهذه لن نطيل عندها لانها واظحة ولله الحمد وهي ان هذه السياسة لا تكون سياسة شرعية تنسب الى الشرع - 00:04:37
الا اذا كانت متفقة مع ادلة الشرع كتابا وسنة ومتفقة مع اصول هذا الشرع ومحققة لمقاصده الظرورية وبناء على ذلك فنعرف ان كل سياسة تصادم الشرع فليست من السياسات العادلة - 00:05:03
بل هي من السياسات الشيطانية الابليسية الجائرة لان السياسة العادلة كلها مأخوذة من الله تبارك وتعالى فاعظم شيء يميز هذه السياسة الشرعية انها سماوية المصدر. يعني ربانية المصدر انها جاءت عن طريق الوحي - 00:05:24
فلم تخضع تلك السياسة الى اجتهادات الحكام ولا الى ارائي الرؤساء ولا الى شهواتي الخلق وانما نزلت بها الادلة من عند الله عز وجل على نبينا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم - 00:05:46
واذا قلنا ربانية المصدر فالواجب على قلوب المؤمنين ان تطمئن بهذه السياسة الربانية لانها من عند من خلقنا والذي هو اعرف بمصالحنا كما قال الله تبارك وتعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير - 00:06:06
واما السياسات الارظية السياسات الجائرة فان من وضعها انما هم اناس مثلك لا يعرفون ما يصلحك فيقررون في سياساتهم الاشياء التي توجب بعث المفاسد وموت المصالح وان نظرة بسيطة الى كثير من السياسات - 00:06:27
المستوردة من الشرق والغرب والمخالفة لشريعة الله عز وجل لتطلعك على الظلم العظيم الذي تتضمنه هذه السياسات فان سياسات ودساتير كثير من الدول الاسلامية والعربية الان انما تصب في مصالح الحكام - 00:06:53
وقليل منها ما ينظر فيه نظرة الرحمة الى الشعوب والى العامة لان من يقرر هذه السياسات له مصالح خاصة. فهو يريد ان يقرب النار الى قرصه ويريد ان ينضج بالنار طعامه قبل - 00:07:12
قبل طعام الشعب حتى وان ذهب الشعب الى الجحيم فان هؤلاء الذين يقررون تلك السياسات انما ينظرون فيها الى مصالحهم واما السياسة الربانية فلا مصالح لله عز وجل ترجع له - 00:07:31
الله عز وجل لم يقرر هذه السياسات الربانية المصدر حتى من اجل مصالح يريدها هو فانه الغني عن خلقه تبارك وتعالى ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين - 00:07:47
فاذا اعظم ما يميز السياسة الشرعية انها ربانية المصدر فحق لحكام المسلمين ان يفخروا بهذه السياسة الاسلامية العادلة لانهم يحكمون بما يريده الله عز وجل ان يقام من السياسات في ارض - 00:08:07
ونسأل الله ان يهدي قلوب الحكام والامرا والرؤساء حتى يرجعوا الى هذه السياسات التي قررها الله عز وجل من فوق سبع سماوات وهذا يجرنا الى القاعدة الثانية وهي قاعدة مماثلة قريبة منها - 00:08:25
تقول هذه القاعدة ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله اعلم رحمك الله تعالى ان اهل السنة والجماعة مجمعون على ان الحكم في هذه الدنيا ينقسم الى قسمين الى احكام كونية - 00:08:43
والى احكام شرعية وكل هذه الاحكام من خصائص الله تبارك وتعالى فهي من جملة خصائصه جل وعلا لا يشركه في هذه الاحكام وتقريرها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح - 00:09:05
فالاحكام كلها لله عز وجل فكما انه لا حاكم في هذا الكون الا الله فكذلك لا حاكم في الشرع الا الله والاحكام الكونية كالحكم بخروج الشمس من مشرقها وغروبها من مغربها - 00:09:26
من يحكم بهذا الحكم؟ الله هل تستطيع قوانين الدنيا الارضية ان تغير حكم الله في الكون؟ الجواب لا من الذي قدر ان الثلج يكون باردا والنار تكون محرقة؟ هذه احكام كونية انما هو الله - 00:09:44
من الذي قدر ان القمر يخرج في اول الشهر؟ كالخيط الابيض الدقيق حتى يكتمل نوره بدرا. ثم يعود كالخيط الدقيق في اخر الشهر من هو الله. هل يستطيع احد ان يغير هذا الحكم او يشارك الله عز وجل في هذا التدبير والتصريف؟ الجواب لا يستطيع احد - 00:10:01
فكما انه لا مشارك لله عز وجل في حكمه الكوني فكذلك ايضا لا يجوز ان نعتقد ان ثمة مشاركا لله عز وجل في حكمه الشرعي فالحكم كله لله عز وجل كونا وشرعا - 00:10:22
فلا يجوز تبديل شريعة تبديل شريعة فلا يجوز تبديل شريعة الله ولا نسفها ولا يجوز تحكيم القوانين الشرقية او الغربية لان هذا من تبديل شريعة الله تبارك وتعالى فمن امن بان الحاكم كونا هو الله فقد كمل مراتب الايمان بربوبيته - 00:10:37
ومن امن بان الحاكم شرعا هو الله فقد كمل مراتب الوهيته وهما امران متلازمان. من قدح في احدهما فهو وقادح في الاخر في الاخر ولابد ودليل هذه القاعدة قول الله عز وجل - 00:11:00
ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فهذه القاعدة هي اصل السياسة الشرعية ان جميع السياسات لا لا يمكن ان تنسب الى الشرع - 00:11:17
ولا يمكن ان تكون صحيحة الا اذا كانت مستقاة من مصدرها الاصلي الاساسي وهو الله عز عز وجل فاذا لا حق لاحد ان ان ان يطرح شيئا من شريعة الله عز وجل - 00:11:38
ولا حق لاحد كبيرا او صغيرا ان يوافق او يقر على تحكيم اي شيء من هذه القوانين الوضعية المخالفة لشريعة الله تبارك وتعالى فانها قوانين قررت على خلاف الدين والدليل فالواجب اطراحها والواجب العودة بالناس الى المعين الصافي الذي لا شوب فيه ولا كدر والذي تتحقق - 00:11:58
به مصالحهم في عاجل امرهم واجله وهي سياسة الله عز وجل وهي شريعته تبارك وتعالى وقد اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على حرمة تحكيم القوانين الوضعية البشرية المخالفة لشريعة الله - 00:12:24
وقد تواترت الادلة من الكتاب والسنة وكلام اهل العلم على تقرير ذلك كما سنذكره ان شاء الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى افحكم الجاهلية يبغون فجميع الدساتير الوضعية الارضية تدخل في مسمى حكم الجاهلية - 00:12:42
وان اختلفت اسماؤها فهذا قانون امريكي وهذا قانون فرنسي وهذا قانون بريطاني وهذا قانون شيطاني وان اختلفت مسمياتها الا انها تصب في ميزاب واحد وهي انها من احكام الجاهلية وقد - 00:13:01
كتب الله عز وجل من يفضل هذه الاحكام الجاهلية على حكمه عز وجل فقال افحكم الجاهلية يبغون ومن من الله حكما لقوم يوقنون قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى - 00:13:21
ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر العادل الى ما سواه يعني انه يخرج من هذا الحكم الذي هذه صفاته - 00:13:38
الى ما سواه من الاراء والاهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان الجاهلية كما كان اهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بارائهم واهوائهم - 00:13:58
وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من احكام قد اقتبسها عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الاسلامية وفيها كثير من الاحكام - 00:14:18
اخذها من مجرد نظره وهواه. فصارت في فصارت في بنيتي شرعا فصارت في بنيه. شرعا متبعا لا يجوز يجوز تبديله ولا تغييره فانكر الله عز وجل عليهم ذلك ومن الادلة على هذه القاعدة ايضا - 00:14:42
قول الله تبارك وتعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. فاحكم بينهم بما انزل الله والمتقرر عند العلماء ان الامر بالشيء نهي عن ظده - 00:15:02
فلما امر الله عز وجل نبيه ان يحكم بين الناس بما انزل الله اليه من الوحي افاد ذلك ضمنا حرمة التحاكم لغير ما انزل الله تبارك وتعالى وقد وقد وصف الله عز وجل جميع المتحاكمين لغير شريعته - 00:15:22
بقوله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وفي الاية الثانية قل وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا - 00:15:41
فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون. ومن الادلة على ذلك ايضا قول الله عز وجل ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين. وقال تعالى ثم - 00:16:01
الى الله مولاهم الحق. الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين. وقال تعالى وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الدنيا والاخرة وله الحكم اي لا حكم الاله لان - 00:16:21
تقرر في قواعد البلاغة ان تقديم ما حقه التأخير يفيد الاختصاص له الحكم واليه ترجعون وقال الله تبارك وتعالى ولا تدعوا مع الله الها اخر. لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه - 00:16:41
له الحكم واليه ترجعون. وكل هذه الايات السابقة فيها نسبة الحكم الى الله عز وجل لا شريك له على سبيلي على سبيل الحصر فالذي نعتقده وندين الله عز وجل به ان الحكم كله عز ان الحكم كله لله عز وجل. فلا شريك له - 00:17:01
تعالى في احكامه الشرعية كما انه تعالى لا شريك له ايضا في احكامه الكونية. فكما انه لا حاكم كونا الا فكذلك ايضا لا حاكم شرعا الا الله تبارك وتعالى هذا هو ديننا الذي ندين الله عز وجل به وتلك هي سياستنا التي ينبغي - 00:17:23
ان تعتمد والتي تجب والتي يجب على الحكام بالدول الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها ان يحكموا بها ومن وصفنا بشيء من الصفات بسبب تقرير ذلك فاننا لا فانه فاننا لا شأن لنا به لاننا انما نقرر ما قرره الله - 00:17:46
تبارك وتعالى فاول ما يجب اعتماده فاول ما يجب اعتماده من قواعد السياسة الشرعية هي هذه القاعدة ان الحكم كله لله تبارك وتعالى فكل سياسة بنيت فكل سياسة بنيت على غير هدي الكتاب والسنة فهي سياسة ظالمة جائرة تالفة كاسدة فاسدة - 00:18:10
وكل سياسة بنيت على الكتاب والسنة فهي السياسة العادلة الطيبة التي لا صلاح للبلاد ولا للعباد الا الا بها فالواجب على حكام المسلمين اعيدها واكرر فالواجب على حكام المسلمين في اي زمان كانوا وفي اي بلاد كانوا الا يحكموا في منطقة نفوذهم الا بالكتاب والسنة. فان الله عز - 00:18:40
عز وجل سائلهم عن هذه الامانة العظيمة التي تحملوها لما قبلوا بالحكم والولاية. فالواجب عليهم ان يسعوا في فكاك انفسهم من هذه الامانة العظيمة والحمالة الكبيرة واعظم هذه الامانة ورأسها ان يحرصوا على الا يحكموا - 00:19:09
الا بشريعة الله تبارك وتعالى. فلا يجوز لاي حاكم من حكام المسلمين. في اي بلد كان من البلاد الاسلامية ان يحكم ديمقراطية ولا باي قانون من قوانين البشر فالوصية لكم يا حكام المسلمين - 00:19:31
الوصية لكم في حياتي وبعد مماتي يا حكام المسلمين الا تحكموا الا بشريعة الله عز وجل ولا يجوز لكم ان تنسفوا شيئا من شريعة الله حرصا على كراسيكم او مجاملة لاعدائكم فان هذا - 00:19:49
آآ مما يجعل الله عز وجل يسلب النعمة ويسحب بساط الخير والبركة من تحت اقدامكم. فان الملك نعمة من اتاه الله عز وجل الملك فقد اعطاه من اعظم نعم الدنيا فالواجب عليه ان يشكر نعمة الله على الملك بتحكيم - 00:20:07
بتحكيم شريعته ومن الادلة عليها ايضا قول الله تبارك وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فلابد لكل مسلم - 00:20:27
من ان يعلم علم اليقين ان سلامة اسلامه وسلامة ايمانه لا تكون مقبولة الا اذا طبق شريعة الله عز وجل على نفسه وعلى من تحت يده من الناس وان ينقاد - 00:20:50
الى شريعة الله عز وجل باطنا باطنا وظاهرا. والا يجد في قلبه حرجا في تحكيم شريعة الله ولا خجل في ان يحكم شريعة الله عز وجل في منطقة نفوذه ويذعن لشريعة الله اذعانا ويسلم تسليما لا مزيد - 00:21:08
ايه ومن الادلة على ذلك قول الله تبارك وتعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. وفي الاية الاخرى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون. وفي الاية الثالثة ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم - 00:21:29
الفاسقون فاولئك هم الفاسقون فجميع من حكم بغير ما انزل الله فانه يصدق عليه هذه الاوصاف الثلاثة التي هي الكفر والظلم والفسق كما سيأتي بيانه وتفصيله باذن الله عز وجل - 00:21:50
فلا يجوز لاحد من الحكام ان يغير ذلك فمن كان يرى من نفسه العجز من الحكام على ان يحكم شريعة الله فلا ينبري للحكم بين الناس ولا ينبغي ان يكون ملكا - 00:22:12
ولا تبرأ ذمته ان يطالب بالرئاسة او الامارة وهو وهو خائر النفس يعلم او يغلب على ظنه انه لا يستطيع ان يحكم شريعة الله عز وجل. فانه لا تبرأ ذمته بعد توليه لهذا المنصب الا اذا قام بهذا الواجب - 00:22:27
فان هذا من جملة ضمانات فان هذا من جملة الامانات والظمانات لهذا المنصب. والتي سيسأل عنها يوم القيامة. فاي حاكم واي رئيس يرى من نفسه ضعف في تطبيق شريعة الله عز وجل. فلا ينبغي له ان يحمل نفسه هذه الامانة العظيمة. وليتنازل عن هذا الحكم والسلامة لا يعد - 00:22:47
والسلامة لا يعد لها شيء. وان هذه الولايات انما هي تكليف عظيم وحبل يربطه الانسان على اه في في على عنقه وامانة عظيمة قد نأت عن حملها السماوات والارض والجبال وحملها الانسان. فلا ينبغي - 00:23:11
ان يكون الحاكم ظلوما جهولا يقحم نفسه في الحكم والسياسة ويقدم نفسه على شكل انتخاب في البرلمان على انه سيكون رئيسا وهو يعلم او يغلب على ظنه انه خائر وضعيف ولا يستطيع ان يحكم شريعة الله عز - 00:23:30
عز وجل في منطقة نفوذه ومن الادلة على هذه القاعدة ايضا. قول الله تبارك وتعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى من؟ الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. وقال الله تبارك وتعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه فحكمه الى الله - 00:23:50
اه فحكمه الى الله والادلة على هذا كثيرة جدا. وقد عاب الله عز وجل على من حكم غير شريعته من اليهود والنصارى فقال الله تبارك وتعالى ذاما فعل اليهود والنصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون - 00:24:14
وقد ثبت في جامع الامام الترمذي رحمه الله تعالى بسند جيد من حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقه صليب من ذهب - 00:24:35
قبل ان يسلم. فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. فقلت يا رسول الله انهم لم يكونوا يعبدون دونهم من دون الله - 00:24:50
ولكنهم كانوا اذا احلوا لهم شيئا استحلوه واذا حرموا عليهم شيئا حرموه. فقال النبي صلى الله عليه سلم فلا ان فعلوا ذلك فتلك عبادتهم. فلان فعلوا ذلك فتلك عبادتهم. هذه احد الروايات في هذا الحديث وهو حديث - 00:25:08
سنده جيد. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان اتخاذهم اربابا لم يكن بالركوع ولا بالسجود بين ايدي هؤلاء الاحبار والرهبان ولكن كان العامة يطيعون الاحبار والرهبان في تحليل الحرام وتحريم الحلال فيأتون الى الحرام شرعا - 00:25:28
ويقولون هو حلال لان احبارهم ورهبانهم احلوه ويأتون الى الحلال شرعا فيقولون هو حرام لان احبارهم ورهبانهم حرموه فلما جعلوا احبارهم ورهبانهم في منزلة المشرع لهم وصفهم الله عز وجل بانهم اتخذوا هؤلاء الاحبار والرهبان اربابا من دون الله عز وجل - 00:25:48
قال الامام العلامة محمد بن الامين الشنقيطي في اضواء البيان في قول الله تبارك وتعالى ولا يشرك في حكمه احد هذا قال ويفهم من هذه الاية كقوله ولا يشرك في حكمه احدا ان متبعي احكام المشرعين غير - 00:26:16
فشرعه الله انهم مشركون بالله عز وجل. وهذا المفهوم جاء مبينا في ايات في ايات اخر فوصف الله عز وجل من اتبع غير شريعته ومن رضي بحكم غيره انه اتخذ هذا شريكا مع الله عز - 00:26:36
وجل وقد وصف الله عز وجل كل حكم يخالف شريعته بانه طاغوت بانه حكم الطاغوت فقال الله عز وجل الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان - 00:26:56
حاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا وهذي من ايات الشرعية العظيمة واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك - 00:27:17
فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيق اولئك الذين حين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا - 00:27:37
قال الامام ابو الفداء ابن كثير رحمه الله تعالى هذا انكار من الله عز وجل على من يدعي الايمان بما انزل الله على رسوله وعلى الانبياء الاقدمين وهو مع ذلك اي مع دعواه انه مؤمن - 00:27:55
يريد التحاكم في فصل الخصومات الى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كما ذكر في سبب نزول هذه الاية ان في رجل من الانصار ورجل من اليهود تخاصما - 00:28:11
فجعل اليهودي يقول اليهودي فجعل اليهودي يقول بيني وبينك في هذه الخصومة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك الانصاري يقول بيني وبينك كعب بن الاشرف وقيل في جماعة من المنافقين ممن اظهروا الاسلام. ارادوا ان يتحاكموا الى حكام الجاهلية - 00:28:26
وقيل غير ذلك من اسباب النزول. والاية اعم من ذلك فانها ذامة لمن عدل عن حكم الكتاب والسنة وتحاكم الى ما سواهما من الباطل. وهو اي الحكم بغير بما انزل الله هو المراد بالطاغوت هنا. فاذا عندنا طاغوت - 00:28:54
يقال له الحاكم بغير ما انزل الله. فاي حاكم يحكم بين عباد الله بغير ما انزل الله فانه طاغوت والحكم الذي اصدره على غير شريعة الله عز وجل يقال يوصف بانه من احكام الطواغيت ايضا - 00:29:17
وقد امرنا الله عز وجل ان نكفر بالطاغوت وبالاحكام التي خالفت شريعة الله عز وجل ومن الادلة على هذه القاعدة ايضا ما في الصحيحين من حديث عائشة من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله - 00:29:37
وعليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. فهذه القاعدة النبوية تدل على ان كل ما خالف الكتاب والسنة فهو رد - 00:29:55
فيدخل في ذلك كل ما احدثه المخالفون لشريعة الله تبارك وتعالى ولا جرم انه يدخل في هذا الاحداث دخولا اوليا تلك السياسات الارضية والقوانين الوضعية التي احدثها هؤلاء وتحاكموا اليها وحكموها في الناس فان هذا من اعظم الاحداث في شريعة الله تبارك وتعالى. فاحداث القوانين المخالفة - 00:30:15
للكتاب والسنة لهي من اعظم المحدثات. ومن اكبر الخطر ومن اعظم ما خلق به شرع الله تبارك وتعالى فلان كانت الاذكار الجماعية تدخل في هذا الحديث. ولئن كانت بدعة الموالد تدخل في هذا الحديث - 00:30:44
بل ولان كان استدامة البسملة قبل الاذان تدخل في هذا الحديث. افلا يدخل فيه دخولا اوليا؟ نسف شريعة الله تبارك وتعالى واخراجها عن واقع الحكم والتحاكم اليها. واستبدالها بشرائع بالشرائع الارظية - 00:31:01
وقوانين الشرق والغرب؟ الجواب نعم انها تدخل في ذلك دخولا اوليا. فاذا كل حاكم يحكم بغير شريعة الله تبارك وتعالى. فليعلم انه محدث في شريعة ومغير ومبدل لدين الله تبارك وتعالى - 00:31:21
ومن الادلة كذلك ما رواه الامام ابو داوود والنسائي في سننهما من حديث شريح ابن هانئ عن ابيه ابي شريح انه وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه - 00:31:42
فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يسمونه يا ابا الحكم فاستغرب النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية فقال لما يكنونك بابي الحكم؟ لم يكنوك بابي الحكم فقال صلى الله عليه فقال رضي الله تعالى عنه لقد كان قومي اذا اختلفوا في شيء فتحاكموا الي حكمت فرضي كل - 00:32:00
بحكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما احسن هذا ولكن الله هو الحكم ولكن الله هو الحكم واليه الحكم كم لك من الولد؟ قال شريح وعبدالله وكذا وكذا قال من اكبرهم؟ قال شريح. قال فانت ابو - 00:32:27
شريح فانت ابو شريح. فلم يرضى النبي صلى الله عليه وسلم بان يوصف احد او يسمى احد بانه حكم لان هذا تدخل في شيء من خصائص الله تبارك وتعالى مع ان من اصحابه من كان يسمى بالحكم ولكنها تسمية لم يراعى فيها الصفة - 00:32:50
ولكن هذا ابو شريح انما كناه قومه بابي الحكم مراعاة للصفة التي كانت يتصف بها وهي انهم كانوا اذا حكم بينهم رضوا بحكمه وهذا من خصائص الله عز وجل. فالله هو الحكم واليه الحكم وهذا - 00:33:10
دليل على انه لا حاكم كونا ولا شرعا الا الله عز وجل بل ومن الادلة على ذلك جميع الادلة جميع الادلة التي تأمر باتباع الكتاب والسنة والاعتصام بهما والعض عليهما بالنواجذ كلها تدل على هذا - 00:33:30
الاصل العظيم كقول الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقول الله عز وجل والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع انا لا نضيع اجر المصلحين قال الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى - 00:33:51
والمطاع في معصية الله والمطاع في معصية الله والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق سواء كان مقبولا خبره المخالف سواء كان مقبولا خبره المخالف لدين الله او مطاعن امره المخالف لامر الله - 00:34:15
هو اي هذا الذي يطاع في تبديل شريعة الله هو طاغوت هو طاغوت ولهذا سمى من سمى من تحوكم اليه من حاكم بغير كتاب الله عز وجل طاغوت. وقال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى الطاغوت كل ما تجاوز به - 00:34:40
تبدو حده من معبود او متبوع او مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون اليه. فطاغوت كل قوم من يتحاكمون اليه غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقال الامام الطبري رحمه الله تعالى الطاغوت يعني - 00:35:05
من يعظمونه ويصدرون عن قوله ويرضون بحكمه من دون حكم الله عز وجل اي اذا كان مخالف لحكم الله عز وجل. وقال الامام مجاهد بن جبر المكي رحمه الله الطاغوت هو الشيطان في صورة انسان يتحاكمون - 00:35:31
يتحاكمون اليه وقال الشيخ عبدالرحمن باب طير رحمه الله الطاغوت كل من نصبه الناس للحكم بينهم باحكام الجاهلية المضادة لحكم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. وكلام العلماء في هذه المسألة كثير. فاذا هذه الادلة من كتاب - 00:35:51
الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العلماء وفهم السلف تدل دلالة صريحة على انه لا حاكم كونا ولا شرعا الا الله الا الله عز وجل. وعلى ذلك جمل من الفروع - 00:36:19
صغيرة جمل من الفروع صغيرة ان قلت ما حكم من حكم بغير ما انزل الله ما حكم من حكم بغير ما انزل الله الجواب في مسألة الحكم بغير ما انزل الله عندنا طرفان. عندنا حاكم ومتحاكم - 00:36:34
عندنا حاكم بغير ما انزل الله ومتحاكم الى غير ما انزل الله فاما الحاكم فلا يخلو من احوال الاول من وضع النظام المخالف لشريعة الله اصلا من سن هذه الاحكام الوضعية البشرية - 00:37:02
ووضع هذه الدساتير من باب التشريع ليعارض بها حكم الله عز وجل. فهذا كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر المخرج عن الملة بالكلية من غير نظر الى ما يكنه في باطنه. اهو يجيز او لا يجيز. لان مجرد وضعه لهذه القوانين - 00:37:27
وحمل الناس عليها وامر الناس بالتحاكم اليها هذا في حد ذاته كفر وما كان كفرا بالذات فلا يشترط فيه الاستحلال. خذوها قاعدة. ما كان كفرا بالذات فلا يشترط فيه الاستحلال - 00:37:59
يعني السجود للصنم كفر اليس كذلك؟ فلا نسأل من سجد للصنم هل انت مستحل للسجود او غير مستحل؟ لان السجود للصنم كفر بالذات لكن من شرب الخمر فلا نكفره لان شرب الخمر ليس كفرا بالذات - 00:38:18
فلا يكفر من فعل معصية او كبيرة دون الكفر الا اذا استحلها واما ما كان كفرا بالذات فانه لا يجوز لنا ان نستفسر عن فعله اهو مستحل ام غير مستحل - 00:38:33
ومثلها ان يضع العبد نظاما وشريعة يخالف بها حكم الله وشريعة الله عز وجل فهذا كافر الكفر الذي يخرجه عن دائرة الاسلام بالكلية. اذا الكفر والظلم والفسق بالنسبة لهذا الشخص هي الكفر الاكبر والظلم الاكبر - 00:38:51
والفسق الاكبر المخرجة عن ملة الاسلام بالكلية الحالة الثانية من يحكم بهذا القانون الذي وضعه هذا الشخص طبعا الواظع انتهينا من حكمه الان. لكن من يحكم بهذا القانون من يحكم بهذا القانون - 00:39:15
الحاكم بهذا القانون اذا كان حكمه به هو الحكم المطلق هو الحكم المطلق. اي انه قد قرر في بلاده وسلطانه الحكم بهذا القانون الحكم المطلق بحيث انه لا يحكم بشريعة الله مطلقا - 00:39:40
في اي جزئية من جزئيات الحياة والدين بل لا يحكم الا بهذا القانون في كل مصادره وموارده. وزاد على ذلك تقرير تدريس تفاصيل هذا القانون في مناهج بلاده وحارب الدعاة الذين يدعونه الى تطبيق شريعة الله عز وجل - 00:40:07
وفتح المحاكم ونصب القضاة وامرهم الا يحكموا الا بهذا القانون. ولا يحكم بشريعة الله عز وجل فهذا الحاكم بهذا الاعتبار لا جرم انه كافر خالع الربطة الاسلام من عنقه بالكلية - 00:40:37
فالظلم والكفر والفسق بالنسبة لهذه الحالة لا جرم انها كفر اكبر وظلم اكبر وفسق اكبر الحالة الثالثة ولا نزال في الحاكم ايضا من يحكم بهذا القانون من يحكم بهذا القانون - 00:41:03
وهو جاحد وهو جاحد لاحقية الحكم بما انزل الله اعني ان يجحد او ينكر الحاكم بغير ما انزل الله احقية حكم الله عز وجل يعني انه يقول ان الحكم بالقوانين الوضعية احق من الحكم بما انزل الله - 00:41:36
فهذا الحاكم الذي يعتقد هذا لا جرم انه كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر لانه مكذب للنصوص القرآنية الكثيرة الدالة على انه لا احسن ولا احق من حكم من الحكم بما انزل الله عز وجل - 00:42:03
ولانه مناقض ومصادم لما هو معلوم من الدين بالضرورة من احقية الحكم بما انزل الله عز وجل. الحالة الرابعة ولا نزال في الحاكم ايضا ان يحكم بغير ما انزل الله - 00:42:33
معتقدا معتقدا ان حكمه بغير ما انزل الله افضل من الحكم بما انزل الله هو لا يجحد احقية الحكم بما انزل الله. لكنه يرى ان حكمه بغير ما انزل الله افضل من الحكم - 00:42:52
بما انزل الله فاذا حكم بغير ما انزل الله وهو معتقد ان هذا الحكم افضل من الحكم بما انزل الله فلا جرم انه كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر كذلك - 00:43:14
فان قلت حتى ولو في مسألة واحدة فنقول حتى ولو كان في مسألة واحدة لو حكم ولو في مسألة واحدة معتقدا ان حكمه بغير ما انزل الله في هذه المسألة افضل من الحكم بما انزل الله فهو - 00:43:40
كافر الحالات الخامسة ولا نزال في الحاكم ايضا من يحكم بغير ما انزل الله معتقدا مساواة حكمه بحكم ما انزل الله مجرد مساواة ان يحكم بغير ما انزل الله معتقدا مساواة - 00:43:57
حكمه هذا بما انزل بالحكم بما انزل الله عز وجل ليس افظل وانما مجرد مساواة. فهذا كذلك كافر الكفر الاكبر وظالم الظلم الاكبر وفاسق الفسق الاكبر المخرج عن الملة بالكلية - 00:44:28
فمن اعتقد انه يجوز له عفوا ان ان انه يصوغ له ان يحكم بغير ما انزل الله لانه وحكم الله سواء فان هذا كافر كافر الحالة السادسة من ترك الحكم بما انزل الله - 00:44:56
من ترك الحكم بما انزل الله اباء واستكبارا وامتناعا عن الحكم بما انزل الله اباء وامتناعا واستكبارا عن الحكم بما انزل الله فهو ايضا كافر الكفر والاكبر فالحاكم بغير ما انزل الله - 00:45:26
ان كان هو واضع النظام اصلا فهو كافر وان كان هو الحاكم بهذا النظام الحكم المطلق فهو كافر وان كان هو الحاكم بهذا الحكم. انتبهوا يا جماعة لي. لان من الناس من يجعله اكبر في كل الصور - 00:46:01
ومنهم من يجعله اصغر في جميع الصور. وما اكرره لكم انما هو منقول عن شيخ الاسلام ومن قول كذلك عن ائمة الدعوة رحمه رحم الله الجميع رحمة واسعة فمن يضع النظام المعارض لشريعة الله هو كافر - 00:46:22
ومن يحكم الحكم المطلق بهذا النظام الفاسد فهو كافر ومن يعتقد احقية احقية الحكم بغير ما انزل الله على الحكم بما انزل الله فهو كافر ومن اعتقد ان الحكم بغير ما انزل الله افظل فهو ايظا كافر. ومن اعتقد انه مساو لحكم الله فهو ايضا - 00:46:41
كافر. ومن ابى ومن ابى وامتنع عن ان يحكم بشيء ولو حكم واحد اباء واستكبارا وعنادا لشريعة الله وحكم الله فلا جرم انه كافر الحالة السابعة والاخيرة وهي التي نقول فيها كفر - 00:47:05
دون كفر يعني كفر اصغر وعليها يحمل قول ابن عباس وقول من قال بان المقصود بهذه الاية كفر دون كفر وهي الحاكم بغير ما انزل الله مطلق الحكم لا الحكم المطلق. انتبهوا - 00:47:28
مطلق الحكم يعني في مسألة او مسألتين او اكثر او اقل بحيث لا يبلغ وصف الديمومة والكثرة والاستمرار بحيث لا يبلغ وصف الديمومة والكثرة والاستمرار. انتبهوا! وهو مع ذلك معترف بانه مرتكب - 00:47:47
قل للحرام وهو مع ذلك معترف بانه مرتكب للحرام ومقر بوجوب الحكم بما انزل الله معتقدا حرمة ما حكم به ولكنه حمله عليه شهوة او هوى او رغبة في مال او - 00:48:16
ورغبة في بقاء منصبه فهو يعلم انه ارتكب حراما وهو معترف بوجوب الحكم بما انزل الله. لكن حمله على مخالفة ما انزل الله شيء من شهوات الدنيا ورغباتها كدفع رشوة له او غرض من عصبية قبلية او حمية جاهلية - 00:48:38
او شهوة دنيوية فهذا لا يصل به حكمه هذا الى حد الكفر الاكبر ولكنه على خطر عظيم بل هو باق في دائرة الكفر الاصغر. فهو من اصحاب الكبائر فهو من اصحاب الكبائر - 00:49:01
وهذا القول الذي ذكرته لكم يجمع كلام اهل السنة والجماعة في هذه ايه المسألة ولكن اريد ان ابين لكم شيئا مهما مع انه اطلنا في هالقاعدة لكن لعله خير ان شاء الله - 00:49:25
اريد ان ابين شيئا مهما وهي ان حكمنا بالكفر هنا ليس حكما على اعيان وانما هو حكم على اوصاف لاننا معاشر اهل السنة والجماعة نعتقد ان هناك فاصلا بين الحكم على الفعل وعلى فاعله - 00:49:41
فنعطي الفعل حكما على ما تقرر بالادلة كتابا وسنة ولا نعد الفعل من ولا نعد الحكم من الفعل الى الفاعل الا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع. فلا يؤخذ كلامي هذا انني اكفر اشخاصا او رؤساء او حكاما باعيانهم - 00:49:58
وانما ابين تلك الافعال واحكامها ولا نقول هذا الا تعبدا لله عز وجل حتى لا يتسرع بعض انصاف المثقفين والمبتدئين في طلبة العلم وينصب التكفير عنده على اعيان يضعهم في رأسه. فكلامنا هذا انما هو في التكفير بالوصف العام - 00:50:16
تقرروا عند العلماء ان التكفير بالوصف العام لا يستلزم تكفير المعين الا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع. افهمتم افهمتم هذا لابد ان تنتبهوا لهذا وهذا القول خير من قول من جعل جميع صور الحكم بغير ما انزل الله من الكفر الاصغر لان هذا كأنه نوع ارجاء - 00:50:40
وخير من قول من قال بان جميع صور الحكم بغير ما انزل الله كفر اكبر. فان هذا فيه نوع خارجية ولكن بهذا التفصيل يتحرر ما هو من قبيل الكفر الاكبر وما هو من قبيل الكفر الاصغر. وبناء على ذلك فقول الله عز وجل فيمن في من حكم بغير ما انزل الله - 00:51:06
اولئك هم الكافرون الفاسق الظالمون الفاسقون يحتمل ان يكون في بعظ الصور ما فهمتوا شيء يحتمل ان يكون في بعض السور هو الكفر الاكبر ويحتمل في بعض السور ان يكون هو الكفر الاصغر. افهمتم هذا - 00:51:28
فهمتم هذا واضح. طيب المسألة الثانية حال المتحاكم حال المتحاكم بغير ما انزل الله حال المتحاكم بغير ما انزل الله هذا المتحاكم يعني من يدخل المحكمة القانونية التي يحكم فيها بغير ما انزل الله - 00:51:47
فهل مجرد رضاه بهذا الحكم او قبوله لهذا الحكم او دخوله للمحكمة يعتبر ردة وكفرا ام ماذا؟ نقول هنا لابد فيه من تفصيل في حالتين في حالتين في حالتين الحالة الاولى - 00:52:14
من يتحاكم الى غير ما من يتحاكم الى غير ما انزل الله وهو مريد للتحاكم الى غير ما انزل الله. ارادة قلبية هو لا يريد ان يحكم في قضيته بحكم الله - 00:52:34
وانما لا يريد الا ان يحكم في قضيته بغير ما انزل الله فلم يدفعه لذلك لا حاجة ملحة ولا ضرورة قصوى وانما هو من باب من باب الاختيار والارادة الباطنية - 00:52:48
انه لا يريد ان يحكم في قضيته بحكم الله عز وجل وانما هو مريد ان ان يحكم في قضيته بغير ما انزل الله فمن تحاكم الى غير ما انزل الله وهو مريد وراغب ومختار - 00:53:03
الحكم بغير ما انزل الله فلا جرم ان هذا كافر خالع الرفقة الاسلام من عنقه بالكلية كما قال الله عز وجل يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت فقيد الله عز وجل تحاكمهم الى الطاغوت بانها عن ارادة. فقال يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت - 00:53:22
فمن رفع قضيته الى شيء من هذه المحاكم القانونية الوضعية وهو مريد ارادة باطنية ان ان يحكم في قضيته بغير ما انزل الله فلا جرم انه كافر بهذا والعياذ بالله - 00:53:45
الحالة الثانية ان يكره ويبغض بغضا قلبيا وكراهة باطنية التحاكم الى غير ما انزل الله فهو لا يريد في قضيته ان يحكم الا بما انزل الله. ولكن لضرورة استخراج حقه - 00:54:03
ولا يجد في بلاده طريقا لاستخراج حقه الا اذا رفع قضيته لهذه المحاكم التي تحكم بغير ما انزل الله. لا يوجد في بلاده محكمة شرعية لا يوجد في بلاده قضاة يحكمون بما انزل الله عز وجل. وانما لا يوجد في بلاده الا هذه المحاكم القانونية. بمعنى انه لو لم يرفع - 00:54:21
قضيته الى هذه المحاكم لضاعت حقوق المسلمين في هذه البلاد ضاعت حقوق المسلمين في هذه البلاد ففي هذه الحالة الضرورة تجيز ذلك الضرورة تجيز ذلك. لكن بشرط ها بشرط بشرط قول الله عز وجل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وايش؟ وقلبه مطمئن بالايمان - 00:54:46
فهو يذهب لهم ذهاب اضطرار. وحرج لا ذهاب اختيار وارادة باطنية فهمتم هذا؟ فهذا لا يحكم عليه بانه لا كافر ولا ظالم ولا فاسق. وانما هذا يدخل تحت قاعدة الظرورات تبيح المحظورات - 00:55:17
اننا لو قلنا للمسلمين في تلك البلاد لا يجوز لكم مطلقا لا يجوز لكم مطلقا لا يجوز لكم مطلقا ان تستخرجوا حقوقكم عن طريق هذه المحاكم. لضاع لادى ذلك الى وقوعهم في حرج عظيم. كبير لا يعلمه الا الله عز وجل - 00:55:36
والحرج مرفوع في الشريعة الاسلامية والمشقة تجلب التيسير واذا ضاق الامر اتسع وما جعل الله علينا في الدين من حرج. والله عز وجل يقول فاتقوا الله ما استطعتم كثير من المعاملات في تلك البلاد لا يمكن ان ان تأتي لاصحابها - 00:55:55
الا اذا كانت نظامية ولا ينتفع بها صاحبها الا اذا كانت نظامية ولا يمكن ان تكون نظامية الا اذا مرت على هؤلاء القضاة ووقعوا عليها وحكموا فيها اليس كذلك؟ فلو اننا قلنا للناس لا تذهبوا مطلقا الى هؤلاء القضاة - 00:56:22
ولا تدخلوا تلك المحاكم فاننا سوف ندخل الناس في حرج وضيق وعنة لا يعلمه الا الله عز وجل والحمد لله على بلادنا هذه نعمة عظيمة علينا في هذه المملكة نحمد الله عز وجل ان جميع محاكمنا كلها محاكم تنسب للشرع. ربما قاضي او قاضيين او ثلاثة او اكثر او اقل - 00:56:41
هل يخطئون في بعض احكام الله لكن الصبغة العامة في هذه المحاكم انها تحكم بشريعة الله عز وجل لا بقوانين شرقية ولا بقوانين غربية وتلك نعمة انما هي محض فضل من الله عز وجل - 00:57:00
فالحمد لله عز وجل اولا واخرا وظاهرا وباطنا لكن لو قلبت طرفك في العالم الاسلامي لوجدت ان كثيرا من البلاد لا يجد المسلمون فيها محكمة شرعية ولا قاضيا شرعيا على مستوى المنطقة والبلد كلها ما في محكمة تحكم بما انزل الله عز وجل - 00:57:15
لا يستطيعون استخراج حقوقهم وكف يد الظلم عنهم الا اذا رفعوا قضاياهم الى هذه المحاكم. فحينئذ يجوز من باب الضرورات لكن بشرط بشرط ماذا يا اخوان الكراهة القلبية واطمئنان القلب بحكم بالحكم بما انزل الله - 00:57:36
المسألة الثالثة هناك شيء خرج علينا هناك شيء خرج علينا وهي دعوة انطلقت من بعض افواه من ينتسب الى الدعوة وهي دعوة خبيثة وهي الدعوة الى اقامة الدولة المدنية شيء يسمونه الدولة - 00:57:58
المدنية وهذه دعا اليها بعض الطوائف فهل الدعوة لها شرعية وهل تقبل الدعوة الى اقامة الدولة المدنية وان لم تكن هذه الدعوة شرعية. فما المآخذ الشرعية على هذه الدعوة اقول لابد اولا ان تعلم وفقك الله ان مصطلح الدولة المدنية لا وجود له في كتب العلم - 00:58:33
ممن الفوا في السياسة الشرعية سابقا هذا مصطلح حادث. هذا مصطلح افرزته السياسات الحديثة. فهو مصطلح حادث غريب على الامة الاسلامية فيقال في حق هذا المصطلح كما يقال في سائر المصطلحات الحديثة - 00:58:59
التي ربما تحتمل الحق والباطل فتكون من الالفاظ المجملة التي نقبل حقها ونرد ونرد باطلها فاذا هذا المصطلح لا يقبل مطلقا لان فيه باطلا ولا يرد مطلقا لان فيه بعض الحق. وان كان حقه لا يساوي الا ثلاثة في المئة او اثنين في المئة - 00:59:17
لان اغلب من ينادي بالدولة المدنية انما يعني بها معانيها الباطلة. ليست معانيها الحقة ليست معانيها الحقة فهل نحن نقبل هذا او نرده؟ نقول لا نقبله مطلقا ولا نرده مطلقا وانما هو موقوف على الاستفصال - 00:59:42
حتى يعلما حقه من باطله فيقبل الحق ويرد الباطل ومصطلح الدولة المدنية لا نعرف له وجودا لا في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة ولا في كلام السلف الصالح ولا في كلام المتأخرين من اهل العلم - 01:00:06
ولا نعلمه كذلك واردا في شيء من كتب السياسة الشرعية التي تعاقبت الامة على تأليفها وانما اول من تكلم به وجاء به الى بلاد الاسلام هم الكفرة المستعمرون لما جاءوا واستعمروا البلاد الاسلامية او افسدوا البلاد الاسلامية باسم الاستعمار ووضعوا ونقوا نقوا في - 01:00:25
بعض المسلمين والطوائف مصطلح الدولة المدنية. فهو مصطلح اول من تكلم به الكفار. واستورده بعض المسلمين الى بلاد الاسلام وصار يدعو اليه. وبما انه مستورد من الكفار. فاذا لا بد ان نتعرف على معناه على مقتضى ما يريدون به - 01:00:51
على مقتضى ما يريدون به هم. وبعد الاطلاع على كلامهم في تحديدها ومرادهم تبين لنا ان الدولة المدنية يقصد وبها حقيقة الدولة العلمانية ولكنهم من باب تلطيف المشاعر ومن باب دغدغة - 01:01:11
اه البواء ومن باب الدغدغة وزخرف القول سموها الدولة المدنية. والا فان الدولة المدنية والدولة العلمانية المبنية على فصل الدين عن السياسة عن الدين فلا دين في السياسة ولا سياسة في الدين - 01:01:31
فاذا من دعا الى الى اقامة الدولة المدنية فهو في حقيقته جاهلا او عالما يشعر او لا يشعر يدعو الى اقامة الدولة العلمانية التي اتفقت كلمة المسلمين على كفره هذه الدولة اذا على كفر هذه الدولة العلمانية - 01:01:52
اذا قامت على اسس العلمانية المعروفة فان اول مقصود من مقاصد الدولة المدنية اول مقصود اول مقصود من مقاصد الدولة المدنية فصلوا الدين عن السياسة والحكم وان بينهما فرقا اي بين السياسة والحكم. بينهما فرق كما كما بين السماء والارض. وانه لا يجوز الخلط بين السياسة والحكم. كما يقول هؤلاء - 01:02:10
في كتاباتهم فالدولة المدنية دولة تقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة عن الدولة ولكن لما كان مصطلح الدولة العلمانية مصطلحا قد لاكته الالسنة ومجته الاذان وعرفت حقيقته القلوب ارادوا ان يغيروا - 01:02:37
الى مصطلح اخر يحمل نفس الفكرة ويحمل نفس الاصول والتقعيد التقرير والحكم ولكن اسم اخر باسم اخر فهؤلاء يريدون زخرفة هذا الباطل والكفر بزخارف الاقوال فقط والا فالحقيقة هي الحقيقة ونحن عندنا قاعدة - 01:02:54
معاشر اهل السنة والجماعة متقررة ان الحكم على الشيء انما يكون بالنظر الى حقيقته. ومظمونه لا بمجرد النظر الى شعاراته لا بالنظر الى شعاراته. نحن لا شأن لنا بالشعائر وانما لنا نظر في حقيقة الامر واصوله - 01:03:14
فما دام انها دولة علمانية فسمها ما شئت. بما ان الاصول هي الاصول العلمانية والقواعد والمنطلقات هي المنطلقات والقواعد العلمانية. فحين اذ لا يجوز لنا قبول ذلك هذه الدعوة مطلقا. وللاسف - 01:03:32
انه وقع في المطالبة بها بعض من نحسن الظن فيه من طلبة العلم اما جهلا واما عن شيء اخر الله عز وجل يغفر للجميع ويهدي القلوب وقد حذرنا الله عز وجل من زخارف الاقوال التي تلبس - 01:03:48
على الباطل. فمنهم ولذلك قال الله عز وجل يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. فقد سموا الخمر اما الارواح سموا عبادة الاوثان تعظيما للاولياء ويسمون الشرك والوثنية والمعاصي باسماء تدغدغ المشاعر حتى يكون ادعي - 01:04:07
حتى يكون ادعى ذلك لقبولها. فاذا لا يجوز لنا معاشر طلبة العلم ولا ولا المسلمين جميعا ان نقبل هذه الدعوة مطلقا اقصد الدعوة الى اقامة دولة مدنية. اظن واطلنا عليكم في هذه القاعدة لكنها قاعدة طيبة. فاذا نخلص من هذا ان الحكم كله لله - 01:04:31
الحكم كله لله. فلا يجوز لا للحكام ولا لمن دونهم ولا لبطانتهم ان يغيروا شيئا من احكام شريعة الله عز وجل لا في صدر ولا ورد ولا يجوز الحكم بغير ما انزل الله ولا التحاكم الا لما انزل الله واقامة الدولة المدنية والعلمانية والديموقراطية كلها دعوات - 01:04:52
كن تناقض هذه القاعدة في السياسة الشرعية. ارأيتم بركة التقعيد هذه قاعدة عظيمة ابطلت جميع الدعوات التي تنطلق من بعض الافواه النتنة القذرة والتي تتضمن نسف شريعة الله عز وجل بمسميات - 01:05:12
وزخارف من الاقوال. القاعدة الثالثة الولايات امانات وحملات الولايات امانات وحملات نعم والله والخلاص والخلاص منها هو الاسلم والابعد عن التبعة فالولاية تكليف لا تشريف وتبعاتها في الدنيا والاخرة كثيرة - 01:05:30
فمهما استطعت ايها المسلم ان تبتعد عن شيء من الولايات فابتعد ومهما استطعت ان تتخلص منها فافعل فانك الرابح وان رآك بعض الناس خاسرا في تنازلك او استقالتك عن هذا المنصب - 01:05:58
الذي يطمح فيه الطامحون ويطمع في توليه الطامعون فان الربح ان تخرج من هذه الدنيا لا لك ولا عليك وابشر بالخير فان من اعظم ما تخرج به من هذه الدنيا ان تخرج كفافا عفافا - 01:06:15
لا لك ولا عليك ومن اعظم السلامة والتبعة عند الله يوم القيامة ان تسلم من حقوق الناس. والتي توجبها في ذمتك هذه الولايات والامانات فكلما كنت متنزها بعيدا عما يوجب تحمل شيء من حقوق الاخرين كلما كان ذلك ابرأ لذمتك عند الله عز وجل - 01:06:33
وان لم يكن تمة ممدوحة عن هذه الولاية فاقبل بها واستعن بالله تبارك وتعالى ان لم يكن ثمة ممدوحة عن هذه الولاية فاستعن بالله عز وجل وتوكل عليه واظهر الافتقار اليه وابشر - 01:06:54
بالخير والمهم ان نعلم ان الولاية حمالة وامانة عظيمة وكبيرة تنأى عن حملها الجبال الرواسي. وليست الولايات غنائم يستبق اليها وليست الولايات غنائم يسبق اليها واني لاعجب في الحقيقة من اناس يذهبون لمن تولى منصبا من مناصب المسلمين يبركون له هذا المنصب ويهنئونه بهذا المنصب وهي في - 01:07:10
وهو الى التعزية اقرب منه الى التهنئة الا لمن ذهب وهنأه وذكره بحقوق الله عز وجل عليه في هذا المنصب. هذا هو الواجب علينا جميعا فهؤلاء الولاة واصحاب المناصب مساكين ضعفاء يحتاجون ممن تحت ايديهم ان يناصحوهم وان يقفوا معهم - 01:07:35
وان يأخذوا بايديهم وان يدلوهم على افضل الطرق وان وان يتعاونوا واياهم على البر والتقوى فنسأل الله عز وجل ان يقبض ارواحنا ولا نتولى شيئا من مناصب المسلمين نسأل الله عز وجل ان يقبض ارواحنا ولا نتولى شيئا من مناصب المسلمين - 01:07:58
نسأل الله عز وجل ان يقبض ارواحنا ولا نتولى شيئا من مناصب المسلمين مع ان منصب الامامة ومنصب التعليم ومنصب التأليف ومنصب التدريس والافتاء هذه مناصب عظيمة ايضا. لكن نسأل الله عز وجل ان يعين - 01:08:21
فمن حمالة هذه الولايات وامانتها ان النبي صلى الله عليه وسلم شهد على الولايات بانها ندامة وحسرة يا شيخ ندامة وحسرة ايش لك فيها هذا من اعظم الامانات والحملات انك اذا توليت ولاية فانك قد اقحمت نفسك في شيء قد تندم وتتحسر عليه فيما فيما بعد - 01:08:36
وفي صحيح الامام البخاري رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة. وستكون ندامة يوم القيامة. فنعمة الموضعة يعني في بداياتها تنشط لها النفوس. وبئست الفاطمة - 01:08:58
قماء اي تبعاتها فيما بعد بين يدي الله عز وجل ففي بداياتها تنشط النفوس وتفرح لكن تبعاتها عند الله عز وجل هي الاصل. والوالي الذي يطلع على اوائل ولايته هذا عنده قصور نظر. لكن من اراد الله به خيرا فانه اذا - 01:09:17
فرضت عليه ولاية ينظر الى ماذا الى مآلاتها ونهاياتها فمن نظر في امر الولايات الى نهاياتها ومآلاتها اعانه الله وسدده ووفقه واخذ بناصيته للبر والتقوى. واما من كان همه في نظره في ولايته شرفها وعزها وكرسيها الدوار وخضوع الناس امامك وتملق الناس. انت - 01:09:36
نظرت الى بداياتها فالغالب ان يخذلك الله عز وجل الى ما نظرت اليه وتوكلت عليه انت توكلت على بداية هذه الولاية ولذلك نصيحتي لمن اراد ان يتولى شيئا من مناصب المسلمين الا ينظر الى بداياته - 01:09:58
وانما ينظر الى نهاياته ومآلاته يحرص على ان يفك نفسه من تلك التبعات يوم القيامة ولن يفكها ولن يتخلص منها الا اذا قام في امر هذه الولاية بما يريده الله بما يريده الله عز وجل - 01:10:12
نسأل الله العافية نسأل الله العافية والسلامة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال شريك وهو احد الرواة لا ادري رفعه ابو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم او قاله هو - 01:10:28
وعلى كلا الحالتين فهو حجة سواء كان مرفوعا او موقوفا لان مثله لا يقال بالرأي. قال الامارة اولها ندامة واوسطها غرامة. واخرها عذاب يوم القيامة رواه الطبراني باسناد حسن ومن حملاتها وامانتها ايضا - 01:10:44
ان الامير او الامام رعاة على من تحت ايديهم وانهم مسئولون يوم القيامة عن كل فرد من افراد رعاياهم بعينه يا ستير يا ستير هذه من اعظم الحملات اذا هي ندامة وحسرة ومن حملاتها انها محط للسؤال عن من تحت يدك. وما خول لك من هذا - 01:11:08
يوم القيامة. ولذلك هذا من اعظم الحملات. فاذا كان الانسان ربما يضيع امانة بيته المحصور في جدران وزوايا والمحصور في عدده. ربما يضيع الانسان امانته في تربية اولاده وهم ربما ثلاثة او اربعة فكيف يعرض نفسه لحمالة عظيمة يسأل فيها عن افراد الشعب كله او يفرد - 01:11:32
او يسأل فيها عن الاف الناس ممن هم تحت يده هل ضيعهم او لم يضيعهم اذا المسألة ليست قضية تشريف والمسألة ليست مسألة آآ افتخار وعز ها وانما هي تبعة عظيمة تبعاتها عظيمة وحملاتها كبيرة - 01:11:55
فكيف بوالي البلد اذا وقف بين يدي الله عز وجل وسأله عن افراد رعيته وعن ما يتعلق بهم ولذلك في الصحيحين من حديث ابن عمر يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالامام راع ومسؤول - 01:12:15
عن رعيته والرجل راع في اهل بيته ومسئول عن رعيته والزوجة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع ومسؤول عن رعيته الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته - 01:12:35
اذا من حملاتها انها ندامة وحسرة. ومن حملاتها انها محط للسواد. وخذ ايضا ومن حملاتها العظيمة ان الوالي اذا امكنه الله عز وجل من منصب واحتجب عن الناس واغلق بابه دونهم احتجب الله عنه عز وجل يوم القيامة - 01:12:55
هذا من اعظم الحملات التي تلقى على كاهل اصحاب الولايات فعن ابي مريم الازدي رحمه الله قال دخلت على معاوية رضي الله عنه فقال ما انعمنا بك ابا فلان هي كلمة تقولها العرب - 01:13:19
فقلت حديث حدثنيه حديث سمعته اخبرك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولاه الله عز وجل من ولاه الله عز وجل امرا من امور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عز وجل دون حاجته - 01:13:39
وخلته وفقره يوم القيامة. قال فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس يدخلهم عليه. بعد هالحديث بعد هذا الحديث لم يكن يرد احد عند باب معاوية رضي الله عنه وارضاه فلماذا تحرج نفسك في هذا - 01:14:04
سلامة لا يعدلها شيء سلامة لا يعد لها شيء كن في بيتك وباب بيتك تحت تصرفك وتحكمك ارجع يا فلان هو ازكى لكم. فان قيل لكم ارجعوا فارجعوا فبيتي انا اتحكم فيه ادخلوا من اشاء واخرجوا من اشاء واما قصر الولاية والحكم الذي يحكم فيه بين الناس فلا حق لاحد ان يطرد عنه احدا - 01:14:21
ولا حق لاحد ان يحجب احدا عن ولي امره في حاجة يريد ايصالها له تلك هي السياسة الشرعية. هذا هو السياسة الشرعية فمن رضي بالحكم والولاية فلا يجوز له ان يحتجب لا عن خلة الناس ولا عن حاجتهم ولا عن فقرهم - 01:14:43
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من امام يغلق بابه ما من امام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة الا اغلق الله ابواب السماء الا اغلق الله ابواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته. قال فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس. فالحمالة كبيرة والامانة - 01:15:00
عظيمة وطريق السلامة هو الخلاص منها وطريق السلامة هو الخلاص منها. ومن حملاتها ايضا خذ بعد اضافة. ومن حملاتها العظيمة ان الوالي ان لم يحط رعيته بنصحه ان الوالي ان لم يحط رعيته بكمال النصح وكمال الرعاية وكمال - 01:15:25
نادي لهم فيما ينفعهم فانه لا يدخل معهم الجنة يوم القيامة محروم من دخول الجنة بسبب ماذا؟ بسبب ولايته التي لم يتق الله عز وجل. فصارت الولاية مع عدم تقوى الله سببا من اسباب حرمان العبد من دخول الجنة - 01:15:56
ففي حديث معقل رضي الله عنه عند الامام مسلم وغيره. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من امير يلي امرا من امور المسلمين. ثم لا يجهد لهم. يجتهد في اختيار الاصلح لهم. ثم لا يجهد - 01:16:13
لهم ولا ينصح لهم الا لم يدخل معهم الجنة يوم القيامة يعني الرعية يدخلون والراعي مطرود برا الرعية يدخلون والراعي مطرود برا بسبب اهماله لامانة هذه الرعاية. نعوذ بالله من الولايات - 01:16:36
فما الذي يفرح به اهل الولاية بالله عليكم. اي شيء يفرحون به لكانت الولاية محاطة بتلك الهالة من التعظيم والتفخيم والتهويل. فاي شيء يبقى لهؤلاء يفرحون به لكنها الغفلة عن الله وعن يوم القيامة وعن الجزاء والحساب وقصر النظر على اوائلها - 01:16:58
واحتجاب البصر والبصيرة عن عن اواخرها وخذ ايضا خذ من حملاتها من حملات الولاية واماناتها ان الوالي ان مات وهو غاش لرعيته في امر من الامور فالجنة عليه حرام ما يدخل الجنة - 01:17:22
فكيف بمن لا يأتي اصلا لرعيته بامر من الامور النافعة. وانما جميع ما يقرره على رعيته انما هو الاضرار والضرر بهم والعياذ بالله هذا من اعظم الغش فاللهم غفرا فكون الانسان يغش في بيعة - 01:17:44
او يغش في صفقة ها مع انه حرام لكن ضررها عليه فقط. وعلى من اشترى منه هذا الامر المغشوش. لكن يكون الراعي يغش الرعية فان ضرر غشه عام والعياذ بالله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 01:18:02
يقول صلى الله عليه وسلم ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة يوم القيامة ومن حمالتها وامانتها ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف الظلمة من الولاة بانهم شر الناس - 01:18:21
وصف الظلمة من الرعاة بانهم شر الناس. ففي صحيح الامام مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان شر الرعاء الحطمة ان شر الرعاء الحطمة. فاياك ان تكون منهم فاياك ان تكون منهم - 01:18:48
والمقصود بالحطمة اي الظلوم ذو الوطأة الشديدة من الولاة وغيرهم فاذا الامر عظيم فلا بد من النظر للولاية للولايات من هذا الجانب خاصة. فان من نظر لها من هذا الجانب فقل ما تنام عينه - 01:19:10
ويهدأ له جفن وترتاح نفسه الا اذا رأى رعيته في خير حال واحسن مقام الا اذا رأى رعيته في احسن حال وفي خير وفي خير مقام ومن حمالتها وامانتها ايضا - 01:19:27
ان من تولى الحكم بين الناس فقد ذبح بغير سكين. وهذا وان كان في الولايات الخاصة كالقضاء وغيره. الا ان ما هو اعظم منها يدخل فيها من باب اولى. ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من ولي القضاء او جعل قاضيا - 01:19:43
بين الناس فقد ذبح بغير سكين. رواه الامام ابو داوود في سننه. والترمذي في جامعه واللفظ له. وقال حديث حسن وصححه الامام الحاكم والحافظ وغيرهم رحمهم الله تعالى ومن حمالتها ايضا غلبة قسمة اهل النار فيها على اهل الجنة - 01:20:03
غلبة قسمة اهل النار فيها على اهل الجنة فان من تولى الحكم والقضاء بين الناس او اي ولاية فقد اقحم نفسه في شيء غلبت قسمة اهل النار فيه على الجنة. يقول النبي صلى الله عليه - 01:20:27
القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار ومن المعلوم ان السياسة الشرعية ترى ما تتكلم عن الحاكم بس. تتكلم عن كل اصحاب الولايات الصغرى والكبرى القضاة ثلاثة قاضيان في الجنة واحد في الجنة واثنان في النار. غلبت اي قسمة قسمة اهل الجنة ام اهل النار؟ غلبت قسمة اهل النار - 01:20:41
فاما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار. رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة باسناد لا بأس به - 01:21:07
ومن حمالتها ايضا ومن حمالتها ايضا ان الوالي على على الناس ان الوالي على الناس يؤتى به مغلولا يوم القيامة بين يدي الله عز وجل فاما ان يفكه بره وعدله او يزيد في وثاقه اثمه وظلمه - 01:21:24
والعياذ بالله فعن ابي امامة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من رجل يلي امرا من امور المسلمين عشرة فما فوق ذلك يعني ولو عشرة - 01:21:52
عشرة فما فوق ذلك يعني حتى امام في الامام في السفر او الامير في السفر اذا ولي عشرة فما فوق ذلك ماذا يحصل له الا اتى الله به يوم القيامة مغلولا - 01:22:11
يده الى عنقه فكه بره او اوثقه اثمه. واولها ملامة واوسطها ندامة واخرها خزي يوم القيامة. رواه الامام احمد ورواته ثقات. وهو حديث حسن ان شاء الله تعالى. فاي شيء بقي في هذه الولايات يجعلها - 01:22:29
قليلة عند اصحابها اي شيء بقي بالله عليكم في هذه الولايات يجعلها لذيذة عند اصحابها. فنعوذ بالله تعالى منها ونسأله جل وعلا ان يقبض ارواحنا كفافا عفافا لا لنا ولا علينا ونسأله عز وجل ان نقدم عليه يوم القيامة ولا يطلبنا احد بمظلمة - 01:22:53
ولا يطلبنا احد بمظلمة ولكن ننبه على تنبيه مهم يعني كأني بقلوبكم انزجرت من الولايات انزجرت من من الولايات لان قلوبكم ان شاء الله قلوب حية تعرف الحق وتتبعه اي شيء يفرح به هؤلاء الولاة - 01:23:13
بعد توليهم لهذه المناصب وهي بهذه المثابة من الامانة والحمالة اي شيء يفرحون به لكن ومع ذلك ننبه على تنبيه لابد من ذكره وهي انه لو كان الامر قياما بالواجب وحملا للمسؤولية - 01:23:37
لا يقوم به كفؤ من اهل البلد الا واحد فلا ينبغي له ان يتنازل عن القيام بهذا الدور لانه ان تنازل وهو كفؤ فانه ربما يتولى هذا المنصب من ليس بكفئ فيكون هو اي الاول - 01:23:53
هو الذي تسبب في وصولها غير الكفؤ الى هذا الى هذا المنصب ولكن ينبغي له اذا تولاه ان يعلم ضعف نفسه وان يظهر الافتقار الى ربه وان ينطرح في كل امور ولايته بين يدي الله عز وجل ضعيفا - 01:24:09
مستعينا متخشعا متضرعا متبذلا لله عز وجل ان يعينه وان يوفقه وان يسدد قلبه ولسانه فان من اعظم الصفة التي ينبغي ان تكون في الوالي افتقاره الافتقار القلبي لمعونة الله عز وجل والاستعانة به - 01:24:29
متى ما قام هذا المعنى في قلب الوالي فانه سيكون والي خير ونعمة باذن الله واما متى ما احس صاحب الولاية انه بلغ منزلة لا يحتاج فيها الى توفيق الله - 01:24:47
ولا يحتاج فيها الى فضله ومعونته فان هذا الوالي سيكون والي نقمة على نفسه وعلى من تحت يده من شعبه ولذلك لا ينبغي ايها الاكفاء اذا عرض عليكم شيء من المناصب ولم تجدوا مندوحة عن الهروب منه الى من هو اكفأ منكم او مساويكم - 01:24:58
لا ينبغي ان تهربوا من هذا الموسم لانها امانة وحمالة وانت الكفؤ لها فتولها وهذا هو الذي جعل يوسف عليه الصلاة والسلام يقول لعزيز مصر اجعلني على خزائن الارض. لانه لم يكن من اهل زمانه من هو اوفى منه - 01:25:21
امانة وتحملا لهذا الامر الا هو رضي الله عليه صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم لكن ينبغي ان تفتقر الى الله عز وجل وانتم تعرفون ان من علامات الساعة ان يوسد الامر الى غير الى غير اهله. يقول النبي عليه الصلاة والسلام اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر - 01:25:39
ساعة فلا ينبغي ترك الباب مفتوحا امام من هب ودب. والاكفاء من قبعونها في الصفوف الخلفية لا ان كنت ستتركها لمن هو خير منك فهذا طيب. ان كنت ستتركها لمن هو مكافئ لك - 01:26:02
للقيام بهذه المسؤولة فهو طير. وان لم يوجد في البلد الا انت ممن يقوم به. فربما تكون فرض عين عليك. لان فرض الكفاية ان لم يقم به الا واحد فيتحول من كونه فرض كفاية الى - 01:26:16
الى فرض عين عليه. مثل تغسيل الاموات لم لو لم يوجد في البلد الا من يعرف التغسيل الا انت فيكون فرض عين في حقك مع انه فرض كفاية فرض كفاية فهذه الولاية اذا المعينة سواء قاضيا او رئيس بلد او رئيس دائرة او شركة او مؤسسة ان لم يقم فيها في البلد الا ان لم يكن - 01:26:30
ثمة كفء في البلد الا انت فلا ينبغي لك ان هم فلا ينبغي لك ان تتنازل عنها ولا ينبغي لك ان ترى نفسك انك اهل لها فيما بينك وبين الله - 01:26:49
فيما بينك وبين الله لا ينبغي ان ترى انك اهل لها وانما تعترف بين يدي الله عز وجل بقصورك وافتقارك اليه والى توفيقه سبحانه وتعالى فاذا نحن بين طرفي نقيض - 01:27:01
من الناس من يستشرف الولاية ويطلبها ابتداء حتى وان كان في الامة من هو اولى منه اضعافا مضاعفة فهذا باطل ومن الناس من يترك الولاية عن بكرة ابيها حتى وان تولاها الفساق والظلمة - 01:27:19
مع مصيرها اليه هو لكنه يتنازل عنه. حتى وان تولاها الظلمة والفساق. وهذا ايضا خطأ والوسط هو الحق والعدل. وهي ان نهرب من الولاية. واننا لا نريدها واننا متى ما وجدنا مندوحة عن الفرار والهروب منها هربنا وفررنا. لكن اذا لم يوجد - 01:27:32
من يقوم بامر الولاية شخص اكفأ منك او مساو لك على الاقل او قريب منك فحين اذ استعن بالله عز وجل ولا تعجز ولا تعجز ومن المسائل والتنبيهات ايضا المعروف عن السلف هو الخوف من الولايات - 01:27:51
المعروف عن السلف رحمهم الله تعالى الخوف الشديد والرهبة العظيمة من الولايات. فكانوا يفرون منها فرارهم من الاسد فهذا عمر رظي الله عنه يرفظ تولية ابنه من بعده. وقد كان ابن عمر للامارة خليقا ولكنه لم يرد ان يدخل ولده في هذه المتاهة - 01:28:11
لم لم يرد ان يدخل ولده في هذه المتاهة ولتخوفه عليه. وقد كان عمر رضي الله عنه من اخوف الناس من اخوف الناس من الله عز وجل. من اخوف الناس من اشد الناس خوفا - 01:28:30
من الله عز وجل. كان يخاف الله عز وجل في امر ولايته خوفا عظيما. حتى نقلت عنه اشياء لو اطلع عليها حكام هذا الزمان لرأوا انها اساطير. لا يمكن ان - 01:28:43
تصدر من حاكم يسمى بامير المؤمنين ويخاف هذا الخوف خاف هذا الخوف ولذلك يقولون من تولى امرا من امور المسلمين مات خوف قلبه ممن تحت بيده فان لم يقم الله خوفه في قلبه هلك وهلك وهلك من تحته - 01:28:53
هلك واهلك من الولي يخاف من ايش الولد يخاف من مين؟ ما يخاف من احد يفعل ما يشاء لا يخاف من احد. القوة والسلطة بيده. فان لم يرد الله به خيرا لم يزرع خوفه من قلبه - 01:29:11
فاعظم شيء يطرق في قلبه هو تذكيره بخوفه من الله عز وجل وشدة سلطان الله عز وجل وقهر الله عز وجل وانه الحاكم. فهنا يذعن قلبه لا تخوفه من العالم الفلاني لان العالم الفلاني تحت يده - 01:29:25
ولا تخوفه من الجهة الفلانية لانها تحت يده تحت سلطانه وقهره وتصرفه لكن خوفه بمن لا يدخل سلطانه تحت يده. وهو سلطان الله عز وجل وما من يد الا يد الله - 01:29:42
فوقها وقد كانوا رضي الله تعالى عنهم يخافون الخوف الشديد من الولايات ولا يفرحون بها ولا يهنئون اصحابها اصلا لم يهنئوا احدا تولى ولاية. هذا هو المعروف عن السلف رحمهم الله تعالى. لانهم يعلمون ان الامارة امانة. وهو يوم وهي يوم القيامة خزي - 01:29:57
ما دام الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته القاعدة التي بعدها كل متشوف للامارة فيمنع منها القاعدة واضحة كل متشوف للامارة فيمنع منها - 01:30:17
الوقت اللي يحسبون الوقت باقي ربع ساعة كل متشوث للامارة فيمنع منها اننا نجد من بعض الناس حرصا كبيرا على طلب الولايات فتراهم يتفانون فيها ويتسابقون في الوصول اليهم مع عظم خطرها وزهد اهل التقوى والصلاح فيها - 01:30:41
للخوف العظيم منها ومن مغبة اثارها وعدم القيام بحقوقها فترى من في قلبه خوف وورع يهرب من هذه الولايات وتجد من خف ميزان الايمان وميزان تحمل الامانة في قلبه يهرع الى هذه الامانات - 01:31:09
فروع الكلاب اليها فهو يتسابق اليها ويناضل يفنى يفني ماله ووقته وجهده حتى يصل الى هذه الولاية فهو يلهث ويكد ويكدح ويجاهد في تحصيل هذه الولاية بل ربما باع بسببها دينه يبيع دينه بسبب الولاية - 01:31:25
وربما باع بسببها عرظه والعياذ بالله وربما باع بسببها اخلاقه وتنازل عن كثير من قيمه رجاء تحصيل هذه الولاية كما ترونه حاصلا في هذا الزمان ربما يكذب ربما يخدع ربما يغتاب ينم يدلس يخادع - 01:31:48
يعصي الله عز وجل المهم المقصود الاعظم عنده ان يصل الى هذه الولاية باي طريق بأي طريقة؟ فهو متشوف ومتطلع ومتأمل قلبه في الوصول الى هذه الولاية في يوم من الايام - 01:32:12
فمتى ما علمنا او علمت الامة او علم الحاكم ان هذا يتطلع الى هذه الولاية فالواجب منعه منها فالواجب منعه منها لا يجوز لنا ان نمكن المتشوف للولاية منها. لانه لو كان صادقا لما تطلع قلبه لها - 01:32:30
ولعظم الحمالة والامانة الملقاة على عاتقه فيها. لكن لانه لا يطلع من هذه الولاية الا لحظوظ نفسه فهو يريد ان يتولاها لامر ومصلحة ترجع له هو لا للاخرين هو لم ينظر الى الاخرين في - 01:32:53
نظر اعتبار وانما نظر الى ما يرجع اليه فقط فاذا عندنا مقصود باطني دلت عليه قرينة ظاهرة المقصود الباطني هو انه لا يرى في هذه الولاية الا مصلحته طيب ما الذي دلنا على باطنه - 01:33:11
تهافته وتسابقه الى هذه الولاية لانه لو كان يقصد مصلحة المسلمين لخاف قلبه من توليها ولو كان ذا دين وخشية وتقوى وورع لفر منها فراره لفر منها فراره من الاسد - 01:33:27
وقد لاحظت السياسة الشرعية هذا المعنى فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يولي هذا الامر من يطلبه لم يكن يولي هذا الامر من يطلبه ولذلك في حديث عبد الله عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن ابن سمرة - 01:33:41
لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها يعني اذا سألتها وحرصت عليها وتشوف قلبك وتطلعت روحك لها فان الله يكلك الى نفسك هذا هو الهلكة وان اعطيتها من غير مسألة - 01:34:04
اعنت عليها. قال الامام ابن دقيق العيد رحمه الله لما كان خطر الولاية عظيما. اسمعوا الى كلام هذا العالم لما كان خطر الولاية عظيما بسبب امور في الوالي وبسبب امور خارجة عنه - 01:34:33
كان طلبها تكلفا ودخولا في غرر عظيم. فهو جدير بعدم العون من الله ولما كانت اذا اتت من غير مسألة لم يكن فيها هذا التكلف كانت جديرة بالعون على اعبائها واثقالها - 01:34:49
وقال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله هذا الحديث احتوى على جملتين عظيمتين احداهما ان الامارة وغيرها من الولايات على الخلق لا ينبغي للعبد ان يسألها وان يتعرض لطلبها بل يسأل الله العافية والسلامة منها فانه لا يدري هل تكون الولاية خيرا له او شراء - 01:35:09
ولا يدري هل يستطيع القيام بها ام لا فاذا سألها مع ذلك يعني من عدم علمه بنهاياتها فاذا سألها وحرص عليها وكل الى نفسه. ومتى وكل العبد الى نفسه لم - 01:35:33
وفقه ولم يسدد في اموره ولم يعن عليها. لان سؤالها ينبئ عن محذورين. لان سؤالها ينبئ عن محذورين. اولا الحرص على الدنيا والرئاسة والحرص عليها دليل الخذلان فيها. هذا الاول. الامر الثاني انه اتكال على النفس. كانه يقول انا - 01:35:47
لها الله عز وجل لا يعين من سألها ولكنه يعين من جاءته وهو كاره كراهة قلبية حقيقية له. لكنه ارغم عليها ارغاما واكره عليها اكراها وقد حدثني بعض المشائخ ان الشيخ محمد بن ابراهيم اختار فلان ابن فلان للقضاء - 01:36:16
على كبر في السن يقول فحضرته في مجلس الشيخ محمد ابن ابراهيم يبكي كما يبكي الغلام الصغير الذي اخذت لعبته يصيح بين يديه الشيخ يبكي كما يبكي الغلام يقول يا شيخ فكني منه - 01:36:41
مثل هؤلاء هم الذين يتولون لان ان تولى هؤلاء اعينوا عليها واما اذا تولاها المتطلعون لها المتشرفون لها الذين يطيرون فرحا عند اختيارهم لشيء من المناصب وقد لا ينامون تلك الليلة من شدة فرح في قلوبهم - 01:36:53
ها وقد يضعون الولائم تلو الولائم وقد يخرجون من اموالهم النفقات الكثيرة فرحا بهذه الولاية هؤلاء عندهم محظوران اول شيء ان هذا دليل على انهم ها حريصون على الرئاسة والدنيا والشيء الثاني انهم متوكلون على انفسهم وليس على الله عز وجل - 01:37:15
ولذلك لا يعطاها من سألها لا يعطاها من سألها لا يعطاها من سألها قال النبي صلى الله وقول النبي صلى الله عليه وسلم وكل اليها بمعنى انه لم يعن على ما اعطاه - 01:37:37
وذلك من خذلان الله عز وجل له قال الامام النووي في فوائد حديث عبدالرحمن بن سمرة قال في هذا الحديث فوائد منها كراهة سؤال الولاية سواء ولاية الامارة والقضاء الحسبة وغيرها - 01:37:52
ومنها بيان ان من سأل الولاية لا يكون معه توفيق ولا اعانة من الله عز وجل ولا تكون فيه كفاية لذلك العمل فينبغي ان لا يولى اليها جاء رجل يسأل الولاية في حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه. قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم انا ورجلان من قومي دخلت على النبي - 01:38:06
الله عليه وسلم انا ورجلان من قومي فقال احد الرجلين امرنا يا رسول الله امرنا يا رسول الله يطلبون الولاية. وقال الاخر مثله فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم انا لا نولي هذا الامر من سأله. هو نفس قاعدته. انا لا نوري هذا الامر من سأله ولا من حرص عليه - 01:38:32
والحديث رواه الامام البخاري ولما سأله ابو ذر رضي الله عنه الولاية قال ابو ذر ولني يا رسول اراد ابو ذر ان يتولى ولاية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر انك ضعيف وانها امانة وانها يوم القيامة خزي وندامة - 01:38:55
الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها فاذا ايها الشباب ايها الاخوان اياكم ان تسألوا الولاية وان اكرهتم عليها ولم تجدوا من هو اكفأ منكم فيها فاقبلوها ولكن على مضض - 01:39:15
وعلى كراهة قلبية حتى يعينكم الله عز وجل نقف عند هذه المسألة والله اعلى واعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 01:39:34