شرح الأصول الثلاثة

الدرس التاسع(الأصول الثلاثة)1/3

أحمد القاضي

قل هذه سبيلي ادعو الى الله قال الامام احمد العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا وكيف تصلح نية يا ابا عبد الله؟ قال ينوي رفع عن نفسه وعن غيره - 00:00:00ضَ

متن ثلاثة الاصول لشيخ الاسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب قال رحمه الله والدليل على موته صلى الله عليه واله وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون - 00:00:30ضَ

والناس اذا ماتوا يبعثون. والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيد ومنها نخرجكم تارة اخرى. وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراج راجا وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم. والدليل قوله تعالى ولله ما في - 00:01:08ضَ

السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم. وذل - 00:01:49ضَ

ذلك على الله يسير وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل واولهم نوح عليه السلام واخرهم محمد صلى الله عليه واله وسلم. وهو خاتم النبي - 00:02:21ضَ

والدليل على ان اولهم نوح عليه السلام قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد صلى الله عليه واله وسلم - 00:02:54ضَ

يأمرهم بعبادة الله وحده. وينهاهم عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله - 00:03:23ضَ

قال ابن القيم رحمه الله تعالى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:03:51ضَ

لما قرر الشيخ رحمه الله تعالى هذه الاصول الثلاثة واخرها معرفة نبينا صلى الله عليه وسلم وذكر طرفا يسيرا مهما من سيرته اخبر بانه قد مات. وذلك لرفع شبهة من يدعي ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال حيا او ان روحه تتجول او غير ذلك من الدعاوى - 00:04:15ضَ

باطلة بل نبينا صلى الله عليه وسلم قد مات بنص الكتاب وشهادة الواقع ولا ريب. شأنه شأن بني ادم على موته قول الله تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون - 00:04:45ضَ

الموت امر كتبه الله تعالى على كل نفس. قال الله عز وجل كل نفس ذائقة الموت. كل نفس ذائقة الموت فلا شك ان الموت ادرك نبينا صلى الله عليه وسلم و لحق بالرفيق الاعلى وشهد - 00:05:05ضَ

اذا الناس بهذه الوفاة المحققة. بل ان الله تعالى قد قال في كتابه وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم؟ فقد مات نبينا صلى الله عليه وسلم ولا ريب كما يموت سائر بني - 00:05:25ضَ

ادم وليس لبشر الخلد. لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخبر كما يدعي الصوفية في مخاريطهم بل قد مات كل من اه كان اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يموت فانه خرج على اصحابه ذات ليلة - 00:05:45ضَ

وقال ارأيتكم ليلتكم هذه فانه على رأس مئة سنة منها لا يبقى على وجه الارض نفس منفوسة. اي ان ذلك الجيل وذلك القرن يفنى كله لا يبقى منهم احد. فلو فرض جدلا بانه كان احد بعده على قيد الحياة فقد ادركه الموت - 00:06:05ضَ

قال الله تعالى في هذه الايات ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. نعم هذا الاختصام الذي يجري بين يدي الله عز وجل بين النبي بين الانبياء واقوامهم هو الذي اخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله او اخبر الله تعالى عنه قبل ذلك بقوله وكذلك جعلناكم - 00:06:25ضَ

امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وذلك قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بانه يأتي النبي يوم القيامة فيشهد على قومه فيردون شهادته. فيقول الله تعالى له ايشهد - 00:06:55ضَ

معك احد؟ فيقول نعم محمد وامته. فيستشهدون فيشهدون ان انبياء الله او ان ذلك النبي قد بلغ صلاة ربه. فهذا الاختصام حينما تحاول الامم او الافراد التنصل من هذا المصير الذي ينتظرها - 00:07:15ضَ

فيقع الاغتصاب بين الاقوام وبين انبيائه. فيحسمه الله تعالى باقامة الحجة عليه. قال والناس اذا ماتوا ابعث كأن الشيخ رحمه الله لما فرغ من ذكر الاصول الثلاثة التي يسأل عنها الميت في قبره رأى التأكيد - 00:07:35ضَ

على مسألة الايمان باليوم الاخر. وان كان قد سبق ذكرها فيما مضى في ضمن مسائل الايمان. فقال والناس اذا ماتوا يبعثون يعني بعد موتهم يبعثون اي بمعنى ينشرون من قبورهم احياء. وقد - 00:07:55ضَ

نطق بهذا ناطق الكتاب زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا. قل بلى وربي لتبعثون. هكذا امر الله نبيه ان يقسم بذاك الله الشريفة بلى وربي وهذا احد ثلاثة مواضع يؤمر فيها بهذه الصيغة. قل بلى وربي لتبعثون - 00:08:15ضَ

وجاءت بهذه المؤكدات العظيمة فالبعث حق وفي الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس او يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما. حفاة غير منتعلين - 00:08:35ضَ

عراة غير مكتسين. غرلة غير مختونين. بهما اي ليس معهم شيء اي ان الانسان يرد بخلقه الكامل حتى القلفة التي تكون على رأس الذكر وتقتل في وقت الصغر تعود مع صاحبها كما بدأنا اول خلق نعيده تبارك الله. قال والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى - 00:08:55ضَ

منها خلقناكم وفيها نعيدكم. ومنها يخرجكم تارة اخرى. الى مرجع الضمير في الجمل الثلاث؟ الى امنا التي منها خلقنا وذلك ان الله تعالى خلق ابانا ادم من قبضة من تراب الارض من - 00:09:25ضَ

به ووعره واحمره واسوده. ولاجل ذا جاءت اخلاق بنيه على انحاء متفرقة. فمنهم السهل ومنهم صعب ومنهم والوانهم متفاوتة لحكمة بالغة. فقبض الله قبضة من تراب الارض. جعل فيها الماء فكان الطينا ثم بعد ذلك يبسط فصارت بعد ان شكلها الرب سبحانه وتعالى فصارت - 00:09:45ضَ

كالفخار ثم نفخ فيها من روحه. فاستحال خلقا جديدا. منها خلقناكم وفيها نعيدكم وذلك ان ابن ادم اذا مات دس في الارض ووري الثرى كما دل الله تعالى ابن ادم الاول الذي قتل اخاه على هذه - 00:10:15ضَ

في السنة الكونية. فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه فمنذ ذلك الحين علم الناس سنة الدهر. فيعود الانسان ترابا اذ تتحلل اجزاؤه يفنى ولا يبقى منه الا عجب الدنب. وهو العصعص. فيفنى ابن ادم ولا يبقى منه الا هذا الشيء اليسير - 00:10:35ضَ

الذي منه يركب الخلق يوم القيامة. وكأن هذا الموضع يحتفظ بالصفات الوراثية لكل ادمي فمنه يتركب خلق جديدا حين يأذن الله تعالى بالبعث والنشور. ومنها اي من الارض نخرجكم تارة اخرى. لكن تلك - 00:11:05ضَ

الارض ارض مبدلة هي ذات الارض. في مادتها لكنها على نحو جديد. فالارض التي يبعث عليها الناس يوم القيامة تمد مد الاديم مسطحة كالقرصة ليس فيها معلم لاحد. لا جبل يعلى عليه ولا وادي - 00:11:25ضَ

يكن كما قال ربنا سبحانه وتعالى ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها لا ترى فيها عوجا ولا امتا يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همس - 00:11:45ضَ

يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم. وقد خاب من حمل ظلما. لن تجد تصويرا لذلك المشهد العجيب الرهيب - 00:12:05ضَ

ابلغ من هذا التصوير ارض جديدة تنشق عن المودعين فيها من يد ادم عليه سلام ممن كانت اطوالهم ستون ذراعا في السماء الى من هم في مثل اطوالنا الى ما يكون من الخلق بعد ذلك - 00:12:25ضَ

ومعهم الوحوش والعشار والدواب والطير والبهائم ومن شاء الله تعالى في مشهد مهين مسيرة عجيبة يتجهون الى الارض التي سيحاكمون عليها ويقضى بينهم. ومنها نخرجكم ام تارة اخرى قال وقوله اي مما يدل على اثبات البعث والله انبتكم من الارض نباتا - 00:12:45ضَ

ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. هذا ايضا موافق للاية الاولى مطابق لها. فهذه الارض منها انبتنا الله ان جزيئات ابداننا ومكوناتنا مرجعها الى عناصر الارض المعروفة منها نبتنا ونشأنا اما عن طريق الغذاء الذي نتناوله او عن عما - 00:13:15ضَ

يرضعه الطفل من من والدته فمرده الى هذه الارض التي انبثنا الله تعالى منها ثم تجري الاعادة ثم ثم نعيدكم فيها ونخرجكم اخراجا. فالإعادة تكون بالموت والدفن. ثم الإخراج يكون يوم - 00:13:45ضَ

ما بعد النفخ في الصور. اذا الله تعالى قد وقت وقتا معلوما لعمر هذه الدنيا واخفاه عن فلا احد يعلم متى الساعة. وقد اخبر الله تعالى بانه لا يجليها لوقتها الا هو - 00:14:05ضَ

قل لا يعلم من في السماوات ومن في الارض الغيب الا الله. وما يشعرون ايام يبعثون. فكل من ادعى العلم بالساعة ونهاية العالم فاعلموا ان دعواه باطلة. فانه يخرج علينا بين الفينة والفينة. دعوات آآ تزعم ان القيامة وخراب العالم - 00:14:25ضَ

ونهاية الدنيا في تاريخ كذا وكذا. كلها دعاوى باطلة مردودة بنص القرآن. يجب تكذيبها وردها على قائلها قال وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم. اي والله. الله تعالى هذه الخليقة بل خلقها الله تعالى لحكمة هذه الحكمة هي التي نص عليها قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:14:45ضَ

وقال منكرا على من زعم عدم الحكمة او غاب عنه ذلك او لم يؤمن به قال احسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون لا يمكن ان يقيم الله عز وجل هذا البناء العالي - 00:15:15ضَ

هذه الارض الممهدة وينشر فيها هذه الخلائق. ويبث فيها رجالا ونساء لا لحكمة. الله منزه عن هذا العبث بل ذلك لحكمة بالغة ولاجل ذا قال وبعد البعث محاسبون. لا بد من حساب - 00:15:35ضَ

فحين يبعث الناس ويسيرون الى ارض المحشر يطول بهم المقام ينتظرون الفصل في يوم طويل جدا جدا يلحقهم فيه من العنت والعناء الشيء العظيم. الا من خفف الله تعالى عنه ذلك. قال ربنا على الكافرين - 00:15:55ضَ

غير يسير. يوم يدعو الداعي الى شيء مكر خشع الابصارهم. يخرجون من الاجداد كانهم جراد منتشر مهطعين الى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسل. عياذا بالله. ففي ذلك الموقف يعرق - 00:16:15ضَ

في الناس بعد ان تدنى الشمس منهم قدر ميل او ميلين. فيعرقون على قدر اعمالهم حتى يسيخ عرقهم في الارض سبعين ذراعا. ثم يطفو العرق. فمنهم من يبلغ العرق كعبين. ومنهم من يبلغ ركبته - 00:16:35ضَ

ومنهم من يبلغ حقويه يعني خصرة ومنهم من يبلغ تندوتيه او ثدييه ومنهم من قوة ومنهم من يلجمه العرق اي جاما. وهذا من الغيب الذي يجب ان نؤمن به ولا يجوز ان تعارظ مثل هذه الاخبار الغيبية - 00:16:55ضَ

بالنظرية الفيزيائية بان يقول قائل كيف يستقيم هذا والارض مستوية ومنبسطة؟ وقانون الاواني المستطرقة عند اهل الفيزيا مثل هذا لا يجوز ان تقابل به النصوص. الذي اوجد هذه القوانين الطبيعية قادر على ابطالها - 00:17:15ضَ

وخبر الله حق وخبر نبيه صلى الله عليه وسلم حق وهذه قاعدة. يجب على الانسان ان يعملها فيما بلغه وصح من كلام رب العالمين وكلام سيد المرسلين. الا يقابله بمحض العقول. بل يقابله بالقبول والتسليم. وانه - 00:17:35ضَ

حق على حقيقته. ثم بعد ذلك تنجفل الخلائق الى ابينا ادم عليه السلام يسألونه ان يعجل ربهم بالقضاء بين العباد بطول المقام عليهم. فيدفعهم الى نوح عليه السلام. ثمان نوح يدفعهم الى - 00:17:55ضَ

وابراهيم يدفعهم الى موسى وموسى يدفعهم الى عيسى. ثم يدفعهم عيسى الى نبينا صلى الله عليه وسلم كل نبي من هؤلاء الانبياء الكرام من لدن ادم واولي العزم من الرسل يستعفي. يذكر ذنبا آآ وقع منه - 00:18:15ضَ

فيحجب عن الشفاعة ويقول نفسي نفسي اذهبوا الى فلان ويذكروا من مناقبه حتى تعود النوبة الى نبينا صلى الله الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها. وهذا هو المقام المحمود. عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. يقول صلى الله عليه وسلم - 00:18:35ضَ

فاسجد تحت العرش ويفتح علي بمحامد لا احسنها الان. لا اقسمها الان. ثم يقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع. فاقول يا ربي امتي امتي. فلهذا كانت هذه الامة السعيدة - 00:18:55ضَ

هي اول الامم يقضى بينها يوم القيامة. كما قال في الحديث نحن الاخرون الاولون يوم القيامة ونحن اول من يدخل الجنة. فيقع القضاء بين العباد ويقع في ذلك اليوم امور عظيمة مهولة. يعني - 00:19:15ضَ

العقل في التفكر بها. ويوم تشقق السماء بالغمام. ونزل الملائكة تنزيلا. الملك يومئذ الحق الرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا. فتنشق كل سماء كما جاء في بعض الاثار و ينزل ملائكتها فيحيطون باهل الارض احاطة السوار بالمعصم. تنشق السماء التي بعدها فيحيطون بمن قبله - 00:19:35ضَ

حتى يكونون سبع حلق حول اهل الارض يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان. يكون ذلك كالارهاص والمقدمة لتنزل الرب سبحانه وتعالى ومجيئه لفصل القضاء بين العباد - 00:20:05ضَ

فينزل ربنا نزولا حقيقيا ويجيء مجيئا حقيقيا ويأتي اتيانا حقيقيا على الوجه اللائق به سبحانه لا ندرك كيف ذلك ولا نتخيله لكن نثبت معناه حقا وصدقا ونعلم ونصدق بخبر الله تعالى. فيجيء الرب للقضاء بين العباد - 00:20:25ضَ

يوم القيامة - 00:20:45ضَ