Transcription
وللاسف فان الشيطان قد اضل فئاما من بني ادم فحملهم على دعاء غير الله. وزين لهم ذلك فصار فصاروا يتخذون الاصنام على هيئات متنوعة ويزعمون انها وسائط بينهم وبين الله عز وجل واول ما ظهر ذلك في قوم نوح. فان قوم نوح كانوا فيما مضى على - 00:00:00ضَ
التوحيد. وكان بين ادم ونوح عشرة قرون. وخلال هذه القرون المتطاولة جعل الشيطان يفتل في الذروة والغارب على هؤلاء الناس. حتى انه زين لهم تعظيما بعض الصالحين. من للمتقدمين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرى. وقال للناس هؤلاء المدعوون لهم جاه - 00:00:30ضَ
عند الله ومنزلة فلو انكم ذهبتم الى المواضع التي كانوا فيها ونصبتم فيها انصابا حتى اذا رأيتموها نشطكم ذلك على العبادة وتذكرتموه. وهذا مدخل لطيف كما ترون. الشيطان لا يأتي الناس مباشرة ويقول اشركوا بالله. وانما - 00:01:00ضَ
يتلطف في تسويق باطله. فزين لهم ذلك فصنعوا التماثيل ونصبوها في مواضعهم. فلما اندرس ذلك الجيل وجاء جيل بعده اتى الشيطان اليهم وقال ادعوهم هؤلاء لهم جاه عند الله فادعوهم لكي يتحقق آآ - 00:01:20ضَ
ما ما تريدون فدعوهم من دون الله فوقعوا في الشرك الاعظم. فجاء نوح عليه السلام لهذا الغار. ثم ان هذه الاصنام والعياذ بالله بعد ان طمرها الطوفان واختفت عاود الشيطان الكرة حتى بعثت من جديد في جزيرة العرب فاتى الشيطان - 00:01:40ضَ
الى عمرو ابن لحي الخزاعي اول من ادخل الشرك في العرب اتاه في المنام وقال له ائت جدة تجد اصناما معدة جدة على سيف البحر. فذهب الى الموضع الذي ذكر له الشيطان وكشف عن هذه الاصنام وبثها في الناس. فعادوا - 00:02:00ضَ
الناس الى دعاء غير الله عز وجل. اذا من اعظم مراتب العبادة الدعاء. فيجب ان يخلص العبد دعاء لله رب العالمين. والا يلتفت الى غير الله. لكن ينبغي ان نعلم ان الدعاء - 00:02:20ضَ
الذي هو فيصل التفرقة بين التوحيد وبين الشرك هو ان يدعو العبد ربه فيما لا يقدر عليه الا هو. فان صرفه لله فقد سلم من الشرك. وان دعا غير الله فيما لا يقدر عليه - 00:02:40ضَ
الا الله فقد وقع في الشرك الاعظم الذي لا يغفره الله. مثل ماذا؟ كان يدعو ميتا. او يدعو غائبا او ان يدعو حاضرا فيما لا يقدر عليه ذلك الحاضر هذه ثلاثة انواع ان يدعو ميتا ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم. ولو سمعوا ما استجابوا لكم - 00:03:00ضَ
او ان يدعو غائبا. غير موجود. كيف تناجي غير موجود؟ او ان يدعو حاضرا لكن ليس من شأنه في ذلك كأن يقول له يا فلان ارزقني يا فلان اشفني يا فلان وهو لا يملك داك. فهذه الصور الثلاث صورة - 00:03:30ضَ
مخرجة من التوحيد مدخلة في الشرك. اما ان دعا غير الله فيما يقدر عليه ذلك الغير فهذا ليس فاذا دعا واحدا من الناس في امر من الامور التي يقدر عليها فلا حرج لو قال - 00:03:50ضَ
لرجل بين يديه طعام يا فلان اطعمني. ليس ليس شركا. لو قال لرجل يا فلان اسقني. ليس شركا. اذا صار الشرك هو ما يتناول الصور التي ذكرنا وهو ان يدعو ميتا او ان يدعو غائبا او ان يدعو - 00:04:10ضَ
حاضرا في امر لا يقدر عليه الا الله عز وجل. قبل ان نغادر هذا ينبغي ان نعلم ان الدعاء نوعان. دعاء عبادة ودعاء مسألة. دعاء الله تعالى نوعان. دعاء عبادة ودعاء مسألة. ايهما اشهر؟ الثاني - 00:04:30ضَ
دعاء المسألة. وهي طلب حصول الحاجات وتحقيق الرغبات. فهذا كثير اه في بني ادم ان يدعو الانسان بالرزق بالصحة بالذرية اه اه الرفعة اي امر من الامور فهذا يسمى دعاء مسألة. والنوع الثاني دعاء العبادة. وهو - 00:04:50ضَ
ان يتقرب لله عز وجل بما اوجب عليه من الطاعات يرجو بذلك ثوابه ويخشى عقابه او ان يتملق الهه ومعبوده بالثناء عليه دون ان يذكر مسألة. كيف ذلك حينما يمتثل امر الله ويجتنب نهيه. مستصحبا انه يرجو بذلك ان يبلغه جنته. او ان - 00:05:20ضَ
عنه عذابه. او ان يصلح حاله ويدفع عنه السوء. فهذا وان لم يدعو بمسألة فهو دعاء لانه يعلم ان الله تعالى نصب هذه العبادات سببا موصلا الى الحياة الطيبة في الدنيا - 00:05:50ضَ
للفوز في الجنة في الاخرة. الصورة الثانية لدعاء العبادة ان يثني على الله تعالى بما هو اهله من صفات الكمال ونعوب في جلال. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في صلاة الليل فيقول اللهم لك الحمد - 00:06:10ضَ
انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت فاطر السماوات والارض ومن فيهن. هل سأل شيئا؟ هل طلب شيئا؟ كلا لكنه يناجي ربه. ويثني عليه بما هو اهله. هذا عبادة - 00:06:30ضَ
ادم دعاء عبادة. وقد قال ربنا سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى. فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمع ودل هذا ايضا على انه ينبغي للداعي ان يدعو الله تعالى بالاسم المناسب للطلب. فاذا كنت - 00:06:50ضَ
من الله عز وجل ان يعفو عنك. ما الذي ينبغي ان تقول؟ هل يستقيم ان تقول يا ذا البطش الشديد اعف عني؟ لا يستقيم وانما قل اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اذا اردت من الله الرزق تقول يا رزاق ارزقني وهكذا - 00:07:10ضَ
فاختر الاسم المناسب للطلب المناسب. ولهذا انعم الله تعالى علينا بتسعة وتسعين اسما. يمكن ادراكها استخلاصها من نصوص الكتاب والسنة لكي ندعو الله تعالى بها. فالدعاء يا اخوة عبادة من اجل العبادات لمن تذوقه - 00:07:30ضَ
وفق اليه حتى ان من من يدعو الله عز وجل من العارفين بالله عز وجل يجد لذة ونعيما في مناجاة ربه في الاسحار وفي السجدات. ويتبين لنا سوء حال كثير - 00:07:50ضَ
من الناس الذين ابتلوا بدعاء غير الله. وهذا امر وللاسف وقع لفئام من المسلمين حيث زين لهم الشيطان عن طريق مشايخ السوء وسددت الاموات المنتفعين بها. ان ينصبوا القباب والمشاهد على هذه القبور وغيرها - 00:08:10ضَ
ويغروا هؤلاء العوام دعائها وترك دعاء الله عز وجل. واعلموا انه ليس شيء اكرم على الله من الدعاء ليس شيء اكرم على الله من الدعاء. وانه ما من عبد يدعو الله في الارض دعوة الا اعطاه بها احدى ثلاث خصال - 00:08:30ضَ
اما ان يعجل له دعوته واما ان يصرف عنه من الشر مثلها واما ان يدخرها له احوج ما يكون اليها. فلا يضيع على الله دعاء وقد قيل الرب يغضب ان تركت سؤاله. وبني ادم حين يسأل يغضب. عجيب! اليس - 00:08:50ضَ
وكذلك الادمي اذا دعوته مرة ومرتين تبرم منك وتظايق. الله تعالى لو تركت دعاءه لغظب كما جاء ذلك في الحديث. قال رحمه الله ودليل الخوف قوله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. اما المقام الثاني فهو مقام الخوف - 00:09:10ضَ
والخوف معروف ايها الاخوة وهو توقع مكروه. عن امارة او علامة مظنونة او معلومة اذا الخوف حقيقته توقع امر مكروه. وضد الخوف الامن. والخوف عبادة الخوف انفعال يقع في القلب. وهو من العبادات والدليل على كون الخوف عبادة. قول الله عز وجل - 00:09:40ضَ
كما استدل الشيخ رحمه الله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. جعل ذلك شرطا في الايمان واول هذه الاية انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين - 00:10:10ضَ
انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. ما معنى يخوف اولياءه؟ اي يخوفكم باوليائه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. فدل ذلك على ان الخوف عبادة. والخوف ايها الاخوة انواع منه خوف العبادة ومنه الخوف الطبيعي. ومنه الخوف المحرم. ونضرب لذلك امثلة - 00:10:30ضَ
حتى يتميز ما يوقع في الشرك مما يوقع في الحرام مما هو مباح. نبتدأ بادناها وهو الخوف الطبيعي. الخوف الطبيعي هو ما جبل الله تعالى عليه الادميين من الخوف من الامور الضارة. كالخوف من - 00:11:00ضَ
سبع والحية والنار والعدو. فهذا خوف طبيعي. وهو يقع لكم الناس حتى ان موسى عليه السلام لما القى العصا وانقلب الثعبان ولى مدبرا ولم يعقر. حتى قال الله له اقبل ولا تخف. اذا - 00:11:20ضَ
ثم خوف طبيعي ركبه الله تعالى في بنية ابن ادم لضمان سلامته ودوام جنس الانساني ولو لم يكن عند الانسان خوف لهلك الناس منذ القدم. لان الخوف يحمل ابن ادم على ان يتقي ما يضره - 00:11:40ضَ
ولو لم يكن في قلبه هذا الدافع وهذا الوازع لوقع في المهلكات. طيب اذا هذا نوع مباح لا يلام عليه صاحبه. النوع الثاني هو الخوف المحرر. وهو ما منعك من فعل واجب. او حملك على - 00:12:00ضَ
محرم. فهذا الخوف لا يجوز. فاذا كان عند للانسان خوف مبالغ فيه ومنعه من من فعل ما اوجب الله تعالى عليه و او اوقعه فيما حرم الله تعالى عليه فهذا خوف محرم لكنه لا يبلغ به مبلغ الشرك. اضربوا لذلك مثلا - 00:12:20ضَ
مثلا وجب الجهاد على المسلمين. واستنفرهم الامام. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم واذا استنفرتم فانفروا فمنع الخوف بعض احاد المسلمين من القيام بهذا الواجب. فهذا الخوف محمود ام مذموم - 00:12:50ضَ
مذموم هذا الخوف مذموم لانه حال بينه وبين فعل ما اوجب الله تعالى عليه. ولهذا اه يعني قدر الله عباده وقال يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم لما قعدوا عن الجهاد خوفا على اهليهم - 00:13:10ضَ
ازواجهم واولادهم. طيب اما النوع الثالث وهو بيت القصيد فهو خوف العبادة. ويسمى ايضا خوف السر. لان ان محله القلب لا لا يطلع عليه الا العليم بالاسرار. خوف العبادة هو ان يخاف - 00:13:30ضَ
من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. فمن وقع منه ذلك فقد وقع في الشرك الاعظم. ان يخاف من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. كان يخاف من جن او مخلوق او غير ذلك ان يصيبه بشيء - 00:13:50ضَ
ان لا يملكه لا يستطيع. فهذا الخوف خوف ينافي التوحيد. فلا يجوز صرفه لغير الله عز وجل. يجب على الانسان ان يعلم انه لا يأتي بالحسنات الا الله ولا يصرف السيئات - 00:14:10ضَ
الا الله عز وجل. فمن خاف غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فهذا هو الخوف الذي يسمى خوف العبادة او خوف السر فلا يجوز صرفه لغير الله عز وجل. وبهذا يتبين لنا ان الخوف مراتب ولعلي انقل لكم كلاما آآ بديعا - 00:14:30ضَ
رجب رحمه الله يقول فيه القدر الواجب من الخوف ما حمل على اداء الفرائض واجتناب المحارم. فان زاد على ذلك بحيث صار باعثا للنفوس على التشمير في نوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق المكروهات والتبصر - 00:14:50ضَ
في فضول المباحات كان ذلك فضلا محمودا. فان تزايد على ذلك بان اورث مرضا او موتا او هما بحيث يقطع عن السعي في اكتساب الفضائل المطلوبة المحبوبة لله عز وجل لم يكن محمودا. الخوف - 00:15:10ضَ
المطلوب منا معشر الاخوان الخوف المحمود هو الخوف الذي يحجزك عن محارم الله ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله. فما زاد فلا حاجة لك به. وبيان - 00:15:30ضَ
ذلك انك تحتاج حصة من الخوف في قلبك تكون رادعا لك عن غشيان الحرام فاذا تحقق ذلك فانعم واكرم. لا بأس ان زاد قليلا وحملك على بازيد توق من المشتبهات والمكروهات فهذا نور على نور. لكن ان تزايد - 00:15:50ضَ
ذلك الخوف بحيث افسد عليك عيشك. واقض مضجعك. وصرت لا تهنأ بعيش. فهذا عليك ان تتخفف منه. لانه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. بل الواقع انه يتحول الى حالة نفسية غير مراد - 00:16:20ضَ
للشرع فبعض الناس مثلا الذين يدمنون قراءة المواعظ والزواجر ربما يعني يتضاعف عندهم هذا الشعور حتى لهم قلقا وارقا وبلبلة وتشويشا. الى درجة انه يعطل عليهم مصالحهم الدينية والدنيوية فلا يهنأ بعيش ونبينا صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخائفين. بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم كان من اطيب الناس عيشا - 00:16:40ضَ
واهنئهم مجلسا. فالخوف الذي نحتاج اليه هو الخوف الذي يحجزنا عن محارم الله. وما زاد فلا حاجة لنا به - 00:17:10ضَ