شرح الأصول الثلاثة

الدرس الثامن(الأصول الثلاثة)1/3

أحمد القاضي

قل هذه سبيلي ادعو الى الله قال الامام احمد العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا وكيف تصلح نية يا ابا عبد الله؟ قال ينوي رفع عن نفسه وعن غيره - 00:00:00ضَ

متن ثلاثة الاصول لشيخ الاسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب قال رحمه الله والهجرة لانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام - 00:00:30ضَ

وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها - 00:01:01ضَ

فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي - 00:01:32ضَ

فاعبدون قال البغوي رحمه الله سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه واله وسلم - 00:02:12ضَ

لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها فلما استقر بالمدينة امر ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج الجهاد والاذان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام - 00:02:36ضَ

اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلاة الله وسلامه عليه ودينه باق. وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه. والخير الذي دلها عليه التوحيد وجميع ما يحب - 00:03:07ضَ

الله ويرضاه. والشر الذي حذرها منه الشرك وجميع ما يكره الله ويأباه بعثه الله الى الناس كافة وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا - 00:03:34ضَ

واكمل الله به الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:04:07ضَ

تقدم معنا ان نبينا صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة الى المدينة لما اذن الله تعالى له بالهجرة فوصل المدينة يوم اثنين. وكان اصحابه يخرجون كل يوم الى ظاهر المدينة. يترقبون مقدمه - 00:04:37ضَ

حتى اذا غلبتهم حرارة الشمس على الظل رجعوا ادراجهم. فخرجوا في ذلك اليوم حتى ارتفع ولم يبقى ظل يستظلون به. فهموا بالرجوع. فطلع رجل من اليهود على اطم من المدينة يعني على حصن من الحصون فنظر فاذا سواد مقبل فقال يا بني قيلة - 00:04:57ضَ

هذا حظكم الذي تنتظرون او قال هذا جدكم الذي تنتظرون فزع الناس الى سيوفهم اه اقبلوا يستقبلون النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه شهادة انطق الله تعالى بها ذلك اليهودي. قال هذا جدكم يعني حظكم - 00:05:27ضَ

وعزكم وشرفكم الذي تنتظرون. اه فاتى الناس فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر ومعه عامر بن فهيرة والدليل عبدالله بن اريقط فلم يميزوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ابي بكر حتى - 00:05:47ضَ

فقام ابو بكر يظلل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشمس. فعرفوا ان هذا رسول الله لان كثيرا منهم لم يلقه بعد. ثمان نبينا صلى الله عليه وسلم سار مع الناس حتى اتى قباء ونزل آآ فيها ما شاء الله ثم بعد ذلك توجه الى المدينة - 00:06:07ضَ

وصار بطون اه قبائل الانصار كل يأخذ بناقته يريد ان ينزل عنده ويرحبون به يقولون ها هنا المنعة يرغبونه في النزول عندهم وكان صلى الله عليه وسلم يقول دعوها فانها مأمورة. حتى اتت ناقته - 00:06:27ضَ

الى موضع مسجده فبركت. فلم ينزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قامت فمشت الى موضع ثم ثم رجعت الى موضعها الاول فبركت وتحلحلت وآآ القت بجيرانها في الارض. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:47ضَ

قال هذا المنزل ان شاء الله. فقد امرت هذه الناقة بتحديد موضع مسجده صلى الله عليه وسلم. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الموضع فقيل انه لغلامين من الانصار ساومهما عليه ساومهما - 00:07:07ضَ

قالوا يا رسول الله نبذله لك آآ دون ثمن فقال بل اخذه بالثمن. فاقام عليه صلى الله عليه وسلم مسجده واقام حجرات ازواجه الى جانبه وبقي ابان ذلك في بيت ابي ايوب الانصاري في تفاصيل معلومة من من - 00:07:27ضَ

من السيرة وهذا الحدث ايها الاخوة مفرق في طريق الاسلام اي الهجرة ولهذا عظمه الصحابة رضوان الله عليهم فلما اراد امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان يجعل تأريخا للمسلمين جمع الصحابة وشاورهم - 00:07:47ضَ

ثم استقر رأيهم على ان يؤرخوا بالهجرة. لان هجرة النبي صلى الله عليه وسلم هي الايذان بقيام الدولة المسلمة بجميع عناصرها واركانها فلم يكن التقويم مبنيا لا على البعثة ولا على المولد النبوي وانما كان مبنيا على هجرة النبي - 00:08:07ضَ

صلى الله عليه وسلم الى المدينة. لعظم هذا الحدث وكان ذلك اليوم يوما مشهودا. آآ فرح به غاية الفرح بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الهجرة صارت فريضة كما عبر المصنف لكل مؤمن دخل في دين الاسلام وكان قادرا على ان يهاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:27ضَ

لما في ذلك من تقوية المسلمين وتكثير سوادهم نصرهم وموالاتهم. فلاجل كان من دخل في عقد الاسلام لزمه ان يهاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم وينهى عن الرجوع الى اه بلده - 00:08:57ضَ

او باديته وكان ينهى عن تعرب المهاجر. عن تعرب المهاجر وهو ان يعود الى باديته بعد ان اسلم فكانت هذه الفريضة ضرورة لقيام دولة الاسلام حصول النصر العز والتمكين فصار الناس يتقاطرون الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصار الانصار رضوان الله عليهم يتلقون هؤلاء - 00:09:17ضَ

مهاجرين ويرحبون بهم ويقاسمونهم اموالهم وضياعهم كما جرى هذا في وقائع مشهورة فكانت المدينة الانصار وهم الذين تبوأوا الدار والايمان من قبل مسلمة الاوس والخزرج وكان المهاجرون الذين تقاطروا من من مكة ومن بقية قبائل العرب. ثم ما زال امر الاسلام يقوى ويشتد الى ان بلغ ما - 00:09:47ضَ

بلغ ولله الحمد. تكلم الشيخ رحمه الله عن الهجرة فعرفها بقوله الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام. ما هو بلد الشرك وما هو بلد الاسلام؟ بلد الاسلام هو الذي تكون فيه اعلام الاسلام وشرائعه ظاهرة - 00:10:17ضَ

والمقصود ظاهرة يعني في الاعم الاغلب. واما بلد الشرك فهو الذي لا تظهر فيه شعائر الاسلام في الاعم الاغلب. بلد الاسلام هو الذي تظهر فيه شعائر الاسلام في الاعم الاغلى. وبلد الشرك هو الذي لا تظهر فيه شعائر الاسلام. ماذا نقصد بشعائر الاسلام؟ الاذان - 00:10:37ضَ

العيدان آآ اقامة الحدود صلاة الجماعة الجمع المظاهر الاسلامية هذا التعريف هو اوسع تعريف يمكن ان نطبقه في هذا العصر الحديث. والا ففيما مضى المراد ببلد اسلام هو البلد الجامع لاهل الاسلام الذي ينظوي الناس فيه تحت امام واحد - 00:11:07ضَ

قاتلون فيه تحت راية واحدة ومن سواهم فهم حربيون. او معاهدون او ذميون او مستأمنون. ذلك ان غير المسلمين لا يخلون من اربعة اوصاف غير المسلم اما ان يكون ذميا او معاهدا او مستأمنا او حربيا - 00:11:37ضَ

فنظرة الاسلام للبشر انهم اما مسلمون واما غير مسلمين. وغير المسلمين هم هؤلاء الاصناف اربعة فالمقصود بالذميين هم اليهود والنصارى الذين رضوا بان الجزية للمسلمين ويساكنوهم ويبقوا على دينهم. قال الله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون - 00:12:07ضَ

فبالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله. ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية في يد وهم صاغرون. فاذا فتح الله تعالى البلاد على المسلمين وصار بعض اهلها من اليهود والنصارى - 00:12:37ضَ

مصرين على البقاء على دينهم مع بذل الجزية فانهم يسمون ذميين. واهل الذمة في ذمة اهل الاسلام بمعنى انهم يحفظون حقوقهم ودماءهم واموالهم واعراضهم لا الانتهاك شيء منها ولكنهم خاضعون للسلطة الاسلامية ويبذلون جزية - 00:12:57ضَ

هؤلاء اهل الذمة. ولا وجود في هذه العصور الاخيرة لهذا التطبيق. فمنذ انتهاء الدولة العثمانية لم يبقى هذا النظام نظام اهل الذمة بل ذهب واضمحل. المستأمنون هم الذين يدخلون بلاد الاسلام بامان كما دل عليه قول الله عز وجل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى - 00:13:27ضَ

مع كلام الله ثم ابلغه مأمنه. فاذا دخل احد من غير المسلمين بلاد المسلمين وام فانه لا يحل لاحد ان يتعرض له حتى يرد الى مأمنه. ولكنه يدعى كما قال الله - 00:13:57ضَ

يسمع كلام الله. ويرد الى مأمنه ولا يقصر على الدخول في الاسلام. هذا يقال له مستأمن. المعاهد هو من بينه وبين اهل الاسلام عهد وميثاق. وهذه الصيغة هي الصيغة الغالبة الان - 00:14:17ضَ

في علاقات الدول الاسلامية مع غير الدول الاسلامية. فحينما يقع اعتراف بين دولتين او اكثر فهذا اعتراف يعني نوع معاهدة بحيث انه اذا انتقل احد من اهل اه تلك البلاد الى البلاد الاسلامية فانه يدخل بالعهد - 00:14:37ضَ

ويكون معاهدا ويسمونها الان بالفيزا. اذا حصل على الفيزا فمعنى ذلك انه حصل على عهد فلا يحل التعرض له ولا يجوز خفر ذمة اهل الاسلام بقتله او ايذائه او ظلمه فان هذا معاهد وقد جاء في الحديث من قتل - 00:14:57ضَ

عهدا لم يرح رائحة الجنة. اذا بقي الصنف الرابع وهم الحربيون. وهو ان يقع بين اهل الاسلام الذين تضمهم دولة واحدة وسلطان واحد حرب وقتال مع غير المسلمين. فلا ريب ان ما يقع بين المتحاربين - 00:15:17ضَ

ان يحاول كل فريق ان ينال من الفريق الاخر. فلا عهد للحربي ولا ذمة له بل هو حلال الدم اذا كان واجبا على من دخل في في عقد الاسلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ان يهاجر - 00:15:37ضَ

اليه في المدينة ولا يحل له ان يرجع الى بادية ولا اعرابيته. بل يبقى مؤتمرا بامر النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ رحمه الله والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة - 00:15:57ضَ

هناك هجرة خاصة وهي من مكة الى المدينة. هذا النوع من الهجرة انقطع باي شيء بفتح مكة لما فتح الله مكة وصارت مكة دار اسلام انقطعت هذه المنقبة وهذه الفضيلة العظيمة - 00:16:17ضَ

لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح. ولكن جهاد ونية. ومنزلة المهاجرين منزلة علية رفيعة الا ترون ان الله سبحانه وتعالى اذا ذكر المهاجرين والانصار من يقدم في الذكر؟ المهاجرين. قال الله تعالى - 00:16:37ضَ

قال في سورة الحشر للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم. ثم ثنى فقال والذين تبوأوا الدهر والايمان من قبله يعني الانصار ثم ثلت فقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان يقصد - 00:16:57ضَ

وقال في موضع اخر والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. وكلا الفريقين على منزلة عظيمة لكن المهاجر على وجه العموم افضل من الانصاري. وطوبى للانصار فقد جاء انه انزل مهاجر على انصاري الا بقرعة تأملوا ما نزل مهاجر على انصاري الا بقرعة وذلك بشدة - 00:17:17ضَ

رغبتهم رضوان الله عليهم اعني الانصار في ايواء اخوانهم واناسهم واستضافتهم هذه الهجرة يا اخوة لن تنقطع هي فريضة باقية فحيثما وجد بلد شرك وبلد اسلام صار لزاما على من - 00:17:47ضَ

عش في بلد الشرك ان ينتقل الى بلد الاسلام. لتحقيق المقاصد التي ذكرنا من تكثير سواد المسلمين وتقويتهم. ويعني النأي بدينه عن الفتن. واستدل المصنف رحمه الله بهذه الاية ان الذين توفاهم - 00:18:07ضَ

ملائكة ظالمي انفسهم. قالوا اي الملائكة فيم كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض يعني فتنا عن ديننا واستضعفنا فتجيبهم الملائكة الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها؟ كان يسعكم ان تنتقلوا وان تهاجروا - 00:18:27ضَ

فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. عياذا بالله وعيد عظيم. ثم استثنى الله تعالى غير القادر فقال ان المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. وهذا من سعة دين الله وآآ سماحة الشريعة ان - 00:18:47ضَ

المكره لا شيء عليه. وقد كان اقوام في مكة يرسفون في الاغلال والقيود يحال بينهم وبين الهجرة. كما جرى ذلك لابي جندل وكما جرى لابي بصير وغيرهم من الصحابة الذين كانوا قد حيل بينهم وبين الهجرة - 00:19:17ضَ

الى المدينة فهؤلاء معفو عنهم - 00:19:37ضَ