قل هذه سبيلي. ادعو الى الله اه على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما من المشركين. الحمد لله رب العالمين. احمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لا احصيت عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه - 00:00:00
وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نعم نار المحبة في قلوب المحبين تخاف منها نار جهنم. قال الجنيد قالت النار يا رب لو لم اطعك هل كنت تعذبني - 00:00:40
بشيء اشد مني؟ قال اسلط عليك نارا كبرى. قالت وهل نار اعظم مني واشد؟ قال نعم. نار محبة اسكنتها قلوب اولياء المؤمنين قفا قليلا بها علي فلا اقل من نظرة ازودها ففي فؤاد - 00:00:57
بنار جواء احر نار الجحيم ابردها. فلولا دموع المحبين تطفئ بعض حرارة الوجد لاحترقوا دعوه يطفئ بالدموع حرارة على كبد حرى دعودعوه سلوا عاذريه يعذروه فبالعدل دون الشوق قد قتلوه. كان بعض العارفين يقول اليس عجبا ان اكون بين اظهركم وفي قلبي من الاشتياق - 00:01:17
الى ربي مثل الشعل التي لا تنطفي. ولم ارى مثل نار الحب نارا تزيد ببعد موقدها ما للعارفين شغل بغير مولاهم ولا هم في غيره. وفي الحديث من اصبح وهمه غير الله فليس من الله - 00:01:47
قال بعضهم من اخبرك ان وليه له هم في غيره فلا تصدقه. وكان داود الطائي يقول همك عطل علي الهموم وحالف بيني وبين السهاد وشوقي الى النظر اليك اوبق مني اللذات وحال بيني وبين الشهوات - 00:02:07
فانا في سنك ايها الكريم مطلوب ما لي شغل سواه ما لي شغل ما يصرف عن هواه قلبي عدل ما اصنع ان جفا وخاب الامل مني بدن ومنه ما لي بدن. هذه النقول يعني هي التي جعلت بعض من - 00:02:27
علق على هذه الرسالة المباركة بان الشيخ رحمه الله ينقل عن الصوفية ولكن هذا الكلام في الحقيقة بعظه مفيد نافع وهو من الكلام الذي فيه دلالة على عظيم ما يقوم بقلوب اولياء الله تعالى من المحبة والاجلال والتعظيم لله عز وجل - 00:02:47
الجذاب اليه ومثل هذا الكلام لا يلزم ان يكون صاحبه اذ تشهد به او نقل ان يكون مقرا لكل ما نقل عنه عمن نقل عنه. لان حق ظالة المؤمن انا وجدها فهو احق بها فاذا وجد كلاما يشهد ويستأنس به في دعم ما يريد او او استشهاد - 00:03:07
لما لما نريد تقريره من المعاني الصحيحة ولو كان صاحب ذلك القول عنده مؤاخذات او عنده شيء من النقص والقصور في قول اخر او في مسألة اخرى فمن ذا الذي ترضى سجائره كلها كفى المرء نبلد ان تعد معايب والامر - 00:03:29
كما قال مالك رحمه الله كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر. يعني رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهذا الكلام فيه نفع وفيه خير وفيه دلالة على ما قام بقلوب اولئك القوم من محبة الله تعالى فيستشهد به على - 00:03:49
اراد المؤلف من ان من كمل المحبة اشتغل بالله تعالى عما سواه. فانه من كملت محبته لله جل وعلا لم يبق في قلبه منازعة لمحبة غيره سبحانه وتعالى او نزع الى الميل الى سواه بل كان خالصا لله جل وعلا ومن كان خالصا لله تعالى خلصه الله - 00:04:06
او من كل سيئة وسوء. ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعض الاحاديث التي لا تخلو من ضعف منها هذا الحديث الذي قاله في الحديث ومن اصبح وهمه غير الله فليس من الله. اي من اصبح وقلبه متعلق بغير الله تعالى فليس من الله - 00:04:26
الله جل وعلا وهذا قول لا يصح من حيث السند فان الاسناد ضعيف لكن المؤلف يحتج بمثل هذه الاحاديث التي معانيها صحيحة فان معنى ما ذكره المؤلف من اصبح همه غير الله فليس من الله. المعنى صحيح وذلك ان القلب - 00:04:46
فاذا اشتغل بغير الله تعالى انشغل عنه والقلب وعاء وظرف يسيل. لا يقبل المزاحمة. ولذلك اذا ملأه الانسان بشيء اشتغل عن غيره فاذا ملأ العبد قلبه بمحبة الله تعالى وتعظيمه والاقبال عليه لم يبقى لمحبة وتعظيم والاقبال على - 00:05:06
ومكان فاذا ادخل فيه شيئا غير الله جل وعلا كان ذلك صارفا له عن الله و نقص في محبته ونقص في تعظيم ونقص في خوفه ويلحقه من النقص في دينه وعمله بقدر ما حصل من النقص في قلبه قد تقدم ان النبي - 00:05:26
صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله الا وهي القلب. فالقلب ملك الجوارح كما جاء عن ابي هريرة رضي الله عنه فاذا استقام استقامت الجنود واذا فسد فسدت الجنود فينبغي للمؤمن - 00:05:46
ان يكمل قلبه بتمام تخليصه لله جل وعلا وان لا يكون فيه لسواه محل وهذا يحتاج الى كما في الدرس السابق يحتاج الى دوام مراقبة ودوام عناية ونظر في هذا القلب والا يغفل عنه الانسان الانسان اذا غفل عن قلبه لحظة لا يدري هل - 00:06:06
هذا الحصن الذي الشيطان قاعد له بالمرصاد قد ينفث تنفث شبهة او تنفث شهوة فتفسد عليه قلبه نسأل الله ان يحفظه قلوبنا وان يصلحها وان يكملها بطاعته ومحبته. نعم اخواني اذا فهمتم هذا المعنى فهمتم معنى قوله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله صادقا من قلبه حرمه - 00:06:26
الله على النار فاما من دخل النار من اهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها فان هذه الكلمة اذ صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله ومتى بقي في القلب اثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها من صدق في قول لا اله الا - 00:06:53
الله لم يحب سواه. الله اكبر. ولم يرجو سواه. ولم يخشى احدا الا الله. ولم يتوكل الا على الله. ولم يقبله من اثار نفسه وهواه ومع هذا فلا تظن ان المحب مطالب بالعصمة وانما هو مطالب كلما زل ان يتلافى تلك - 00:07:13
الوصمة الف رحمه الله بعد ان قال الكلام المتقدم عن عن من نقل بين مقصوده من هذا النقل وان مقصوده بيان نموذج لما ينبغي ان يكون عليه المؤمن من تكميل محبة الله تعالى. بغض النظر عن صحة هذا الكلام وهو - 00:07:33
صحة الجهر به والبوح به وما الى ذلك مما قد يورد على الكلام المتقدم. انما الشأن في فهم ما الذي يجب عليه ما الذي يجب ان يكون عليه قلب المؤمن من كمال المحبة لله تعالى والصدق في العبودية له سبحانه وتعالى. من شهد ان لا اله الا الله صادقا - 00:07:53
من قلبه حرمه الله على النار. صادق الصدق هو مطابقة الامر الواقع فهذه الكلمة اذا لم تكن مطابقة للقلب تماما فانها لا تنفع. بل يدخل فيها من النقص بقدر ما يدخل من من - 00:08:13
مخالفة الواقع والناس في هذا متفاوتون. فمنهم من من يكذب قلبه قوله وهؤلاء هم المنافقون الذين قال الله تعالى فيهم ان المنافقون في الدرك الاسفل من النار. ومنهم من هو دون ذلك. فعنده ايمان لكنه لم يصدق هذه الكلمة تمام التصديق. ومنهم من - 00:08:30
ليبلغ اعلى الدرجات بمطابقة قوله لقلبه فيفوز بهذا الفضل العظيم والاجر الكبير من التحريم النار نسأل الله ان يحرمنا واياكم على النار. يقول رحمه الله فاما من دخل النار من اهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها. فان هذه الكلمة اذا - 00:08:50
لقد طهرت القلب من كل ما سوى الله جل وعلا. ومتى بقي في القلب اثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها ولذلك ينبغي ان يتعاهد الانسان قلبه. والمعاهدة ليست من من سنة الى سنة او من عام الى عام المعاهدة هي دماء دوام النظر - 00:09:10
في هذا القلب وقلبك يحتاج الى نظر صباح ومساء ولذلك شرعت هذه الصلوات يا اخواني هذه الصلوات الخمس المفرقة على الاوقات هي لاصلاح القلب الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر دعت ولذكر الله اكبر ما فيها من ذكر الله الذي تطيب به القلوب وتطمئن وتصلح وتستقيم - 00:09:30
من نهيه عن الفحشاء والمنكر. ينبغي ان يكون لنا في كل ورد وفي كل صلاة وفي كل موقف نظرة الى هذا القلب ما ما حاله ما صلاحه؟ ما نقصه؟ ما زيادته؟ وبهذا يكمل العبد العبودية لله جل وعلا فيكون عبدا لله اختيارا كما انه عبد - 00:09:50
جل وعلا قهرا لا يخرج عن قدره وقضائه جل وعلا. وهذا يحتاج الى دوام ملاحظة ودوام عناية وان الانسان ببصره من يومه الذي يعيش الى جنة عرضها السماوات والارض اعدت لمن؟ اعدت للمتقين. لم تعد لله - 00:10:10
والمتوانين في سيرهم الى الله تعالى انما المتقون الذين يصلون الطاعة بالطاعة والاحسان بالاحسان ويبذلون طاقتهم في التقرب الى الله تعالى بانواع القرى هكذا يكون الانسان مكملا للتوحيد مكملا العبودية الحقيقية لله جل وعلا ليس فقط بان يعرف ان هذا شرك وهذا توحيد. هذا قد - 00:10:30
تحسنه صغار المسلمين يعرف ان السجود للصنم شرك لكن نحن نريد ان نعرف معنى السجود الصلاة بشرك ان السجود لله اذا كان مكملا بكمال الذل لله تعالى والخضوع له والتعظيم له. هذا هو التوحيد الكامل الذي نحتاجه. ليس سجودا نسجد لله وقلوبنا في الاسواق وقلوبنا - 00:10:50
في اه بيوتنا او في اشغالنا انما يكون سجود حقيقي بالقلب قبل البدن. اسأل الله ان يعيننا واياكم على الطاعة والاحسان. يقول ان الله من صدق في قول لا اله الا الله لم يحب سواه ولم يرجو سواه ولم يخشى احدا الا الله ولم يتوكل الا على الله ولم يلقى له بقية في من اثار نفسه - 00:11:10
وهواه ومع هذا فلا تظنوا ان المحب مطالب بالعصمة يعني لا يعني انه ما يقع خطأ. كل ابن ادم خطاء كما في جامع الترمذي من حديث عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن ادم خطاء ما في احد سالم من الخطأ. ولكن الناس يتفاوتون فيما بعد الخطأ وخير الخطائين - 00:11:30
وابوه فيجب على المؤمن ان يعلم انه لابد من خطأ والشأن ليس في الا يقع الخطأ الشأن في ان تتوقى الخطأ ما استطعت فاذا وقعت فالشأن ان تعالج ذلك بالتوبة والانابة ولذلك قال وانما هو مطالب كلما زل ان - 00:11:50
تلك الوصمة اي ذلك الخطأ بالتوبة والاستغفار والندم والانكسار والاوبة والتضرع لله جل وعلا ان يغفر وان وان وان يعفو وان يصفح عما كان من زمان. قال زيد ابن اسلم ان الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له ان يقول اذهب فاعمل - 00:12:10
ما شئت فقد غفرت لك. قال الشعبي اذا احب الله عبدا لم يضره ذنب. وتفسير هذا الكلام ان الله عز وجل له عناية بمن يحب وكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى اخذ بيده الى نجوة النجاة ييسر له التوبة وينبهه على قبح الزلة - 00:12:30
ويفزع الى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى. وفي بعض الاثار يقول الله تعالى اهل ذكري اهل مجالستي واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اؤيسهم من رحمة ان تابوا فانا حبيبهم - 00:12:50
ان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب. وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحمى تذيب الخطايا كما يذهب الكير الخبث. وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله ابن - 00:13:10
المغفل ان رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده اليها فقالت مه؟ فان الله قد اذهب الشرك وجاء بالاسلام فتركها وولى. فجعل يلتفت خلفه ينظر اليها حتى اصاب الحائط وجهه - 00:13:30
فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالامر فقال انت عبد اراد الله بك خيرا ثم قال ان الله اذا اراد بعبده شرا ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة. يا قومي قلوبكم على اصل الطهارة. وانما اصابها رشاش من نجاسة الذنوب. فرشوا - 00:13:50
عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت اعزموا على فطام النفوس عن رباع الهوى فالحمية رأس الدواء متى طالبتكم بمعروفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه اذهب الله الشرك وجاء بالاسلام والاسلام يقتضي - 00:14:10
استسلام والانقياد للطاعة. يقول المؤلف رحمه الله في هذا الكلام الماتع النفيس يقول قال زيد ابن اسلم ان الله ليحب العبد حتى حتى يبلغ من حبه له ان يقول اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك. وهذه منزلة كبرى ومنحة جليلة من رب العالمين - 00:14:30
لا تكون لقوم غافلين ولا لقوم عن ربهم لاهين. بل هي لقوم ذكروا الله جل وعلا فذكرهم وانا عند ظن عبدي بي اذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي واذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه كما في الصحيحين من حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة - 00:14:50
روى الامام مسلم في صحيح من حديث ابي هريرة صدق هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن رجل اذنب ذنبا فقال ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. قال الله جل وعلا علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اغفروا لعبدي - 00:15:10
هذا ما فتئ انعاد وقارف شيئا من السيئات اما بترك واجب واما بفعل محرم. فعاد قال ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله تعالى علم عبدي ان له ربا يأخذ بالذنب يعني يعاقب عليه ويغفر الذنب يغفر لي - 00:15:30
لعبدي ثم ما فاته ان وقع في سيئة هي الاولى او غير او غيرها. فقال ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله جل وعلا في الثالثة الاخيرة فعلم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اغفروا لعبدي ولعبدي ما فعل - 00:15:50
الله اكبر اغفروا لعبدي ولعبدي ما فعل ما دام على هذه الحال كلما اساء وقصر اب ورجع الى الله جل وعلا. واستغفره واستعتبه ورفع يديه منكسرا ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. يتضرع الى الله جل وعلا. ويسأله المغفرة ويستمطره الرحمة - 00:16:11
وهكذا يدخل العبد على الله جل وعلا فما من باب اعظم من باب الذل والانكسار فان العبد اذا انكسر ودل خضع حقق العبودية العبودية انما تكون بكمال الخظوع والذل لله جل وعلا. يقول رحمه الله وقال الشعبي اذا احب الله عبدا - 00:16:32
لم يضره ذنب نعم لم يضره ذنب لانه لابد ان اما ان يستغفر منه يعود الى الله تعالى واما ان يسهل الله له من اسباب المغفرة والتوبة والرحمة ما يكفر الله تعالى به من خطاياه. يقول وتفسير هذا الكلام ان الله عز وجل له عناية - 00:16:52
من يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هواء في هوة الهوى اخذ بيده الى نجوة النجاة يسر له التوبة ننبهه على قبح الزلة فيفزع الى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى. ثم ذكر هذا الاثر الذي هو فيما يظهر يشبه - 00:17:12
اخبار بني اسرائيل اهل ذكري ال مجالستي. واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اؤيسهم من رحمتي. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا سبحان الله وبحمده الذي تتلاشى في جنب مغفرته وعفوه - 00:17:32
الذنوب اذا صدق العبد في التوبة والرجوع الى الله تعالى فلا يخشى شيئا بل الله تعالى لو كانت امثال الجبال سيئات خطايا يقلبها والله تعالى حسنات ويكفرها ويحطها على العبد. يسر له التوبة وينبهه الى على قبح الزلة فيفزع الاعتذار ويبتليه - 00:17:52
نعم يقول ان تابوا فانا حبيبهم وان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعائب. ومن المصائب يصاب به الانسان من الوان المنغصات التي تخرج به عن حال الاستقامة. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس - 00:18:12
كل هذا للتطهير وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم فالله جل وعلا لا ينفك عباده منه بخير واحسان ومن وعطاء الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث - 00:18:32
المرء اذا اصيب بمرض او نزل به نقص فانما يكون ذلك تطهيرا له وتكفير اذا احتسب. وليعلم ان الله تعالى سيأجره ويخلف وعليه خيرا ومن عظيم منة الله على العبد انه يكتب له عمله صحيحا مقيما اذا كان لم يمنعه من العمل الا ما نزل به - 00:18:52
من المرض او السفر ثم ذكر ما رواه عبدالله بن مغفل في قصة الرجل وهذا الحديث وان كان في اسناده بعض ضعف فانه من رواية الحسن البصري عن عبد الله وقد عنعن وحسن رحمه الله من من اهل التدليس جاء من طريق اخر - 00:19:12
يعبد هذا عن سعد ابن ابن سنان عن عبد الله ابن مغفل ان رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده اليها فقالت مه وما هذه كلمة تقال للكف عن الفعل - 00:19:34
الكف عن هذا فان الله قد اذهب الشرك وجاء بالاسلام فلا ومعنى جاء بالاسلام اي جاء بهذا الدين العظيم الذي يحمل العبد على الكف عن المعاصي والسيئات. وليس الاسلام فقط هو القول - 00:19:49
الذي يتجرد عن العمل الصادق الصالح فتركها ولى فجعل يلتفت خلفه ينظر اليها حتى اصابته. الحائط وجهه فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم يعني بما جرى منه فقال انت عبد اراد الله بك خيرا اراد به خيرا حيث يسر له من يذكره ويكفه عن المضيف غيره - 00:20:05
معصيته واراد به خيرا ايضا في المعنى الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ان الله اذا اراد بعبد بعبده شراء امسك ذنبه حتى وافى به يوم اي انه عاقبه به في الدنيا وذلك بما اصابه من الحائط. وهنا مسألة مهمة يا اخواني وهي انه ينبغي لنا - 00:20:25
ان نربط بين ذنوبنا ومعاصينا وبين ما يحدث لنا من البلايا والنوازل. كثير منا لا يربط بين ما يقع من تقصير وما يقع من قصور في امر دنياه سواء بالمصيبة في المال او في النفس او في الاهل - 00:20:46
او في سائر انواع المصائب التي تنثر على الانسان. السلف رحمهم الله كانوا يقرنون بين المعاصي والمصائب قرنا عجيبا حتى ان احدهم يقول اني لاعرف معصيتي في عثرة دابة وخلق امرأتي. وهذا من دقة بصرهم ونظرهم - 00:21:06
فاسماء بنت ابي بكر كان يصيبها رأسها تقول وا رأساه وما يعفى الله تعالى عنه اعظم فتقرن بين ما نزل بها من الم رأسها رضي الله عنها وبينما كان من سيئاتها وقصورها على ان القوم في غاية الاحتراز - 00:21:26
والخشية والخوف ليسوا كحالنا في انواع الاسراف والوان الخطايا والذنوب لكن هم رحمهم الله عرفوا قدر ربهم وقدر حقه جل وعلا فكانت الدقائق عندهم كبائر كما ذكر ذلك انس كنا نعمل اعمالا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم نراها من كبائر الذنوب - 00:21:44
هي في اعينكم ادق من الشعر وهو يخاطب التابعين رحمهم الله المراد انه ينبغي للعبد ان يقرن بين ما ينزل به من مصاب وما ينزل وما يقع منه من خطأ وهذه مهمة يا اخواني كثير - 00:22:04
ان يعني اذا وقع في مشكلة او تعكس عليه امر يتوجه باللوم الى الخلق. وينسى انه ما من بلاء ولا شر الا بسبب الذنوب والمعاصي لولا ذنوبك ما سلط الله عليك احد - 00:22:19
ولذلك ابن القيم رحمه الله يقول في في مسألة التخلص من تسلط المتسلطين يقول اذا تسلط عليك احد او صال عليك فصائل فاعلم انه بذنبك فاكثر من الاستغفار فان الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب. واذا غفرت الذنوب ذهب الموجب للعقوبة. وقد قال الله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت - 00:22:36
ويعفو عن كثير. والاصل فيما يصيب الانسان انه بسبب ذنبه. الاصل فيما يصيبه الانسان انه بسبب قصوره وذنبه. لا انه رفعة في الدرجات هذا يعني اذا كمل الانسان الطاعات واحتسب ما نزل به كان ذلك نفعة في درجاته لكن - 00:23:00
في غالب ما يصيب الناس يدخل في قول الله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم والامر ويعفو عن كثير اي انه جل وعلا ولو اخذ لهلكنا نسأل الله ان يعاملنا بعفو. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:23:20
Transcription
قل هذه سبيلي. ادعو الى الله اه على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما من المشركين. الحمد لله رب العالمين. احمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لا احصيت عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه - 00:00:00
وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نعم نار المحبة في قلوب المحبين تخاف منها نار جهنم. قال الجنيد قالت النار يا رب لو لم اطعك هل كنت تعذبني - 00:00:40
بشيء اشد مني؟ قال اسلط عليك نارا كبرى. قالت وهل نار اعظم مني واشد؟ قال نعم. نار محبة اسكنتها قلوب اولياء المؤمنين قفا قليلا بها علي فلا اقل من نظرة ازودها ففي فؤاد - 00:00:57
بنار جواء احر نار الجحيم ابردها. فلولا دموع المحبين تطفئ بعض حرارة الوجد لاحترقوا دعوه يطفئ بالدموع حرارة على كبد حرى دعودعوه سلوا عاذريه يعذروه فبالعدل دون الشوق قد قتلوه. كان بعض العارفين يقول اليس عجبا ان اكون بين اظهركم وفي قلبي من الاشتياق - 00:01:17
الى ربي مثل الشعل التي لا تنطفي. ولم ارى مثل نار الحب نارا تزيد ببعد موقدها ما للعارفين شغل بغير مولاهم ولا هم في غيره. وفي الحديث من اصبح وهمه غير الله فليس من الله - 00:01:47
قال بعضهم من اخبرك ان وليه له هم في غيره فلا تصدقه. وكان داود الطائي يقول همك عطل علي الهموم وحالف بيني وبين السهاد وشوقي الى النظر اليك اوبق مني اللذات وحال بيني وبين الشهوات - 00:02:07
فانا في سنك ايها الكريم مطلوب ما لي شغل سواه ما لي شغل ما يصرف عن هواه قلبي عدل ما اصنع ان جفا وخاب الامل مني بدن ومنه ما لي بدن. هذه النقول يعني هي التي جعلت بعض من - 00:02:27
علق على هذه الرسالة المباركة بان الشيخ رحمه الله ينقل عن الصوفية ولكن هذا الكلام في الحقيقة بعظه مفيد نافع وهو من الكلام الذي فيه دلالة على عظيم ما يقوم بقلوب اولياء الله تعالى من المحبة والاجلال والتعظيم لله عز وجل - 00:02:47
الجذاب اليه ومثل هذا الكلام لا يلزم ان يكون صاحبه اذ تشهد به او نقل ان يكون مقرا لكل ما نقل عنه عمن نقل عنه. لان حق ظالة المؤمن انا وجدها فهو احق بها فاذا وجد كلاما يشهد ويستأنس به في دعم ما يريد او او استشهاد - 00:03:07
لما لما نريد تقريره من المعاني الصحيحة ولو كان صاحب ذلك القول عنده مؤاخذات او عنده شيء من النقص والقصور في قول اخر او في مسألة اخرى فمن ذا الذي ترضى سجائره كلها كفى المرء نبلد ان تعد معايب والامر - 00:03:29
كما قال مالك رحمه الله كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر. يعني رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهذا الكلام فيه نفع وفيه خير وفيه دلالة على ما قام بقلوب اولئك القوم من محبة الله تعالى فيستشهد به على - 00:03:49
اراد المؤلف من ان من كمل المحبة اشتغل بالله تعالى عما سواه. فانه من كملت محبته لله جل وعلا لم يبق في قلبه منازعة لمحبة غيره سبحانه وتعالى او نزع الى الميل الى سواه بل كان خالصا لله جل وعلا ومن كان خالصا لله تعالى خلصه الله - 00:04:06
او من كل سيئة وسوء. ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعض الاحاديث التي لا تخلو من ضعف منها هذا الحديث الذي قاله في الحديث ومن اصبح وهمه غير الله فليس من الله. اي من اصبح وقلبه متعلق بغير الله تعالى فليس من الله - 00:04:26
الله جل وعلا وهذا قول لا يصح من حيث السند فان الاسناد ضعيف لكن المؤلف يحتج بمثل هذه الاحاديث التي معانيها صحيحة فان معنى ما ذكره المؤلف من اصبح همه غير الله فليس من الله. المعنى صحيح وذلك ان القلب - 00:04:46
فاذا اشتغل بغير الله تعالى انشغل عنه والقلب وعاء وظرف يسيل. لا يقبل المزاحمة. ولذلك اذا ملأه الانسان بشيء اشتغل عن غيره فاذا ملأ العبد قلبه بمحبة الله تعالى وتعظيمه والاقبال عليه لم يبقى لمحبة وتعظيم والاقبال على - 00:05:06
ومكان فاذا ادخل فيه شيئا غير الله جل وعلا كان ذلك صارفا له عن الله و نقص في محبته ونقص في تعظيم ونقص في خوفه ويلحقه من النقص في دينه وعمله بقدر ما حصل من النقص في قلبه قد تقدم ان النبي - 00:05:26
صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله الا وهي القلب. فالقلب ملك الجوارح كما جاء عن ابي هريرة رضي الله عنه فاذا استقام استقامت الجنود واذا فسد فسدت الجنود فينبغي للمؤمن - 00:05:46
ان يكمل قلبه بتمام تخليصه لله جل وعلا وان لا يكون فيه لسواه محل وهذا يحتاج الى كما في الدرس السابق يحتاج الى دوام مراقبة ودوام عناية ونظر في هذا القلب والا يغفل عنه الانسان الانسان اذا غفل عن قلبه لحظة لا يدري هل - 00:06:06
هذا الحصن الذي الشيطان قاعد له بالمرصاد قد ينفث تنفث شبهة او تنفث شهوة فتفسد عليه قلبه نسأل الله ان يحفظه قلوبنا وان يصلحها وان يكملها بطاعته ومحبته. نعم اخواني اذا فهمتم هذا المعنى فهمتم معنى قوله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله صادقا من قلبه حرمه - 00:06:26
الله على النار فاما من دخل النار من اهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها فان هذه الكلمة اذ صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله ومتى بقي في القلب اثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها من صدق في قول لا اله الا - 00:06:53
الله لم يحب سواه. الله اكبر. ولم يرجو سواه. ولم يخشى احدا الا الله. ولم يتوكل الا على الله. ولم يقبله من اثار نفسه وهواه ومع هذا فلا تظن ان المحب مطالب بالعصمة وانما هو مطالب كلما زل ان يتلافى تلك - 00:07:13
الوصمة الف رحمه الله بعد ان قال الكلام المتقدم عن عن من نقل بين مقصوده من هذا النقل وان مقصوده بيان نموذج لما ينبغي ان يكون عليه المؤمن من تكميل محبة الله تعالى. بغض النظر عن صحة هذا الكلام وهو - 00:07:33
صحة الجهر به والبوح به وما الى ذلك مما قد يورد على الكلام المتقدم. انما الشأن في فهم ما الذي يجب عليه ما الذي يجب ان يكون عليه قلب المؤمن من كمال المحبة لله تعالى والصدق في العبودية له سبحانه وتعالى. من شهد ان لا اله الا الله صادقا - 00:07:53
من قلبه حرمه الله على النار. صادق الصدق هو مطابقة الامر الواقع فهذه الكلمة اذا لم تكن مطابقة للقلب تماما فانها لا تنفع. بل يدخل فيها من النقص بقدر ما يدخل من من - 00:08:13
مخالفة الواقع والناس في هذا متفاوتون. فمنهم من من يكذب قلبه قوله وهؤلاء هم المنافقون الذين قال الله تعالى فيهم ان المنافقون في الدرك الاسفل من النار. ومنهم من هو دون ذلك. فعنده ايمان لكنه لم يصدق هذه الكلمة تمام التصديق. ومنهم من - 00:08:30
ليبلغ اعلى الدرجات بمطابقة قوله لقلبه فيفوز بهذا الفضل العظيم والاجر الكبير من التحريم النار نسأل الله ان يحرمنا واياكم على النار. يقول رحمه الله فاما من دخل النار من اهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها. فان هذه الكلمة اذا - 00:08:50
لقد طهرت القلب من كل ما سوى الله جل وعلا. ومتى بقي في القلب اثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها ولذلك ينبغي ان يتعاهد الانسان قلبه. والمعاهدة ليست من من سنة الى سنة او من عام الى عام المعاهدة هي دماء دوام النظر - 00:09:10
في هذا القلب وقلبك يحتاج الى نظر صباح ومساء ولذلك شرعت هذه الصلوات يا اخواني هذه الصلوات الخمس المفرقة على الاوقات هي لاصلاح القلب الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر دعت ولذكر الله اكبر ما فيها من ذكر الله الذي تطيب به القلوب وتطمئن وتصلح وتستقيم - 00:09:30
من نهيه عن الفحشاء والمنكر. ينبغي ان يكون لنا في كل ورد وفي كل صلاة وفي كل موقف نظرة الى هذا القلب ما ما حاله ما صلاحه؟ ما نقصه؟ ما زيادته؟ وبهذا يكمل العبد العبودية لله جل وعلا فيكون عبدا لله اختيارا كما انه عبد - 00:09:50
جل وعلا قهرا لا يخرج عن قدره وقضائه جل وعلا. وهذا يحتاج الى دوام ملاحظة ودوام عناية وان الانسان ببصره من يومه الذي يعيش الى جنة عرضها السماوات والارض اعدت لمن؟ اعدت للمتقين. لم تعد لله - 00:10:10
والمتوانين في سيرهم الى الله تعالى انما المتقون الذين يصلون الطاعة بالطاعة والاحسان بالاحسان ويبذلون طاقتهم في التقرب الى الله تعالى بانواع القرى هكذا يكون الانسان مكملا للتوحيد مكملا العبودية الحقيقية لله جل وعلا ليس فقط بان يعرف ان هذا شرك وهذا توحيد. هذا قد - 00:10:30
تحسنه صغار المسلمين يعرف ان السجود للصنم شرك لكن نحن نريد ان نعرف معنى السجود الصلاة بشرك ان السجود لله اذا كان مكملا بكمال الذل لله تعالى والخضوع له والتعظيم له. هذا هو التوحيد الكامل الذي نحتاجه. ليس سجودا نسجد لله وقلوبنا في الاسواق وقلوبنا - 00:10:50
في اه بيوتنا او في اشغالنا انما يكون سجود حقيقي بالقلب قبل البدن. اسأل الله ان يعيننا واياكم على الطاعة والاحسان. يقول ان الله من صدق في قول لا اله الا الله لم يحب سواه ولم يرجو سواه ولم يخشى احدا الا الله ولم يتوكل الا على الله ولم يلقى له بقية في من اثار نفسه - 00:11:10
وهواه ومع هذا فلا تظنوا ان المحب مطالب بالعصمة يعني لا يعني انه ما يقع خطأ. كل ابن ادم خطاء كما في جامع الترمذي من حديث عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن ادم خطاء ما في احد سالم من الخطأ. ولكن الناس يتفاوتون فيما بعد الخطأ وخير الخطائين - 00:11:30
وابوه فيجب على المؤمن ان يعلم انه لابد من خطأ والشأن ليس في الا يقع الخطأ الشأن في ان تتوقى الخطأ ما استطعت فاذا وقعت فالشأن ان تعالج ذلك بالتوبة والانابة ولذلك قال وانما هو مطالب كلما زل ان - 00:11:50
تلك الوصمة اي ذلك الخطأ بالتوبة والاستغفار والندم والانكسار والاوبة والتضرع لله جل وعلا ان يغفر وان وان وان يعفو وان يصفح عما كان من زمان. قال زيد ابن اسلم ان الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له ان يقول اذهب فاعمل - 00:12:10
ما شئت فقد غفرت لك. قال الشعبي اذا احب الله عبدا لم يضره ذنب. وتفسير هذا الكلام ان الله عز وجل له عناية بمن يحب وكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى اخذ بيده الى نجوة النجاة ييسر له التوبة وينبهه على قبح الزلة - 00:12:30
ويفزع الى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى. وفي بعض الاثار يقول الله تعالى اهل ذكري اهل مجالستي واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اؤيسهم من رحمة ان تابوا فانا حبيبهم - 00:12:50
ان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب. وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحمى تذيب الخطايا كما يذهب الكير الخبث. وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله ابن - 00:13:10
المغفل ان رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده اليها فقالت مه؟ فان الله قد اذهب الشرك وجاء بالاسلام فتركها وولى. فجعل يلتفت خلفه ينظر اليها حتى اصاب الحائط وجهه - 00:13:30
فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالامر فقال انت عبد اراد الله بك خيرا ثم قال ان الله اذا اراد بعبده شرا ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة. يا قومي قلوبكم على اصل الطهارة. وانما اصابها رشاش من نجاسة الذنوب. فرشوا - 00:13:50
عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت اعزموا على فطام النفوس عن رباع الهوى فالحمية رأس الدواء متى طالبتكم بمعروفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه اذهب الله الشرك وجاء بالاسلام والاسلام يقتضي - 00:14:10
استسلام والانقياد للطاعة. يقول المؤلف رحمه الله في هذا الكلام الماتع النفيس يقول قال زيد ابن اسلم ان الله ليحب العبد حتى حتى يبلغ من حبه له ان يقول اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك. وهذه منزلة كبرى ومنحة جليلة من رب العالمين - 00:14:30
لا تكون لقوم غافلين ولا لقوم عن ربهم لاهين. بل هي لقوم ذكروا الله جل وعلا فذكرهم وانا عند ظن عبدي بي اذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي واذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه كما في الصحيحين من حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة - 00:14:50
روى الامام مسلم في صحيح من حديث ابي هريرة صدق هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن رجل اذنب ذنبا فقال ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. قال الله جل وعلا علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اغفروا لعبدي - 00:15:10
هذا ما فتئ انعاد وقارف شيئا من السيئات اما بترك واجب واما بفعل محرم. فعاد قال ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله تعالى علم عبدي ان له ربا يأخذ بالذنب يعني يعاقب عليه ويغفر الذنب يغفر لي - 00:15:30
لعبدي ثم ما فاته ان وقع في سيئة هي الاولى او غير او غيرها. فقال ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله جل وعلا في الثالثة الاخيرة فعلم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اغفروا لعبدي ولعبدي ما فعل - 00:15:50
الله اكبر اغفروا لعبدي ولعبدي ما فعل ما دام على هذه الحال كلما اساء وقصر اب ورجع الى الله جل وعلا. واستغفره واستعتبه ورفع يديه منكسرا ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي. يتضرع الى الله جل وعلا. ويسأله المغفرة ويستمطره الرحمة - 00:16:11
وهكذا يدخل العبد على الله جل وعلا فما من باب اعظم من باب الذل والانكسار فان العبد اذا انكسر ودل خضع حقق العبودية العبودية انما تكون بكمال الخظوع والذل لله جل وعلا. يقول رحمه الله وقال الشعبي اذا احب الله عبدا - 00:16:32
لم يضره ذنب نعم لم يضره ذنب لانه لابد ان اما ان يستغفر منه يعود الى الله تعالى واما ان يسهل الله له من اسباب المغفرة والتوبة والرحمة ما يكفر الله تعالى به من خطاياه. يقول وتفسير هذا الكلام ان الله عز وجل له عناية - 00:16:52
من يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هواء في هوة الهوى اخذ بيده الى نجوة النجاة يسر له التوبة ننبهه على قبح الزلة فيفزع الى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى. ثم ذكر هذا الاثر الذي هو فيما يظهر يشبه - 00:17:12
اخبار بني اسرائيل اهل ذكري ال مجالستي. واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اؤيسهم من رحمتي. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا سبحان الله وبحمده الذي تتلاشى في جنب مغفرته وعفوه - 00:17:32
الذنوب اذا صدق العبد في التوبة والرجوع الى الله تعالى فلا يخشى شيئا بل الله تعالى لو كانت امثال الجبال سيئات خطايا يقلبها والله تعالى حسنات ويكفرها ويحطها على العبد. يسر له التوبة وينبهه الى على قبح الزلة فيفزع الاعتذار ويبتليه - 00:17:52
نعم يقول ان تابوا فانا حبيبهم وان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعائب. ومن المصائب يصاب به الانسان من الوان المنغصات التي تخرج به عن حال الاستقامة. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس - 00:18:12
كل هذا للتطهير وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم فالله جل وعلا لا ينفك عباده منه بخير واحسان ومن وعطاء الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث - 00:18:32
المرء اذا اصيب بمرض او نزل به نقص فانما يكون ذلك تطهيرا له وتكفير اذا احتسب. وليعلم ان الله تعالى سيأجره ويخلف وعليه خيرا ومن عظيم منة الله على العبد انه يكتب له عمله صحيحا مقيما اذا كان لم يمنعه من العمل الا ما نزل به - 00:18:52
من المرض او السفر ثم ذكر ما رواه عبدالله بن مغفل في قصة الرجل وهذا الحديث وان كان في اسناده بعض ضعف فانه من رواية الحسن البصري عن عبد الله وقد عنعن وحسن رحمه الله من من اهل التدليس جاء من طريق اخر - 00:19:12
يعبد هذا عن سعد ابن ابن سنان عن عبد الله ابن مغفل ان رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده اليها فقالت مه وما هذه كلمة تقال للكف عن الفعل - 00:19:34
الكف عن هذا فان الله قد اذهب الشرك وجاء بالاسلام فلا ومعنى جاء بالاسلام اي جاء بهذا الدين العظيم الذي يحمل العبد على الكف عن المعاصي والسيئات. وليس الاسلام فقط هو القول - 00:19:49
الذي يتجرد عن العمل الصادق الصالح فتركها ولى فجعل يلتفت خلفه ينظر اليها حتى اصابته. الحائط وجهه فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم يعني بما جرى منه فقال انت عبد اراد الله بك خيرا اراد به خيرا حيث يسر له من يذكره ويكفه عن المضيف غيره - 00:20:05
معصيته واراد به خيرا ايضا في المعنى الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ان الله اذا اراد بعبد بعبده شراء امسك ذنبه حتى وافى به يوم اي انه عاقبه به في الدنيا وذلك بما اصابه من الحائط. وهنا مسألة مهمة يا اخواني وهي انه ينبغي لنا - 00:20:25
ان نربط بين ذنوبنا ومعاصينا وبين ما يحدث لنا من البلايا والنوازل. كثير منا لا يربط بين ما يقع من تقصير وما يقع من قصور في امر دنياه سواء بالمصيبة في المال او في النفس او في الاهل - 00:20:46
او في سائر انواع المصائب التي تنثر على الانسان. السلف رحمهم الله كانوا يقرنون بين المعاصي والمصائب قرنا عجيبا حتى ان احدهم يقول اني لاعرف معصيتي في عثرة دابة وخلق امرأتي. وهذا من دقة بصرهم ونظرهم - 00:21:06
فاسماء بنت ابي بكر كان يصيبها رأسها تقول وا رأساه وما يعفى الله تعالى عنه اعظم فتقرن بين ما نزل بها من الم رأسها رضي الله عنها وبينما كان من سيئاتها وقصورها على ان القوم في غاية الاحتراز - 00:21:26
والخشية والخوف ليسوا كحالنا في انواع الاسراف والوان الخطايا والذنوب لكن هم رحمهم الله عرفوا قدر ربهم وقدر حقه جل وعلا فكانت الدقائق عندهم كبائر كما ذكر ذلك انس كنا نعمل اعمالا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم نراها من كبائر الذنوب - 00:21:44
هي في اعينكم ادق من الشعر وهو يخاطب التابعين رحمهم الله المراد انه ينبغي للعبد ان يقرن بين ما ينزل به من مصاب وما ينزل وما يقع منه من خطأ وهذه مهمة يا اخواني كثير - 00:22:04
ان يعني اذا وقع في مشكلة او تعكس عليه امر يتوجه باللوم الى الخلق. وينسى انه ما من بلاء ولا شر الا بسبب الذنوب والمعاصي لولا ذنوبك ما سلط الله عليك احد - 00:22:19
ولذلك ابن القيم رحمه الله يقول في في مسألة التخلص من تسلط المتسلطين يقول اذا تسلط عليك احد او صال عليك فصائل فاعلم انه بذنبك فاكثر من الاستغفار فان الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب. واذا غفرت الذنوب ذهب الموجب للعقوبة. وقد قال الله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت - 00:22:36
ويعفو عن كثير. والاصل فيما يصيب الانسان انه بسبب ذنبه. الاصل فيما يصيبه الانسان انه بسبب قصوره وذنبه. لا انه رفعة في الدرجات هذا يعني اذا كمل الانسان الطاعات واحتسب ما نزل به كان ذلك نفعة في درجاته لكن - 00:23:00
في غالب ما يصيب الناس يدخل في قول الله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم والامر ويعفو عن كثير اي انه جل وعلا ولو اخذ لهلكنا نسأل الله ان يعاملنا بعفو. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:23:20