Transcription
ثم قال المصنف رحمه الله واعظم ما نهى الله ما نهى عنه الشرك. اي والله. قال الله عز وجل ان الشرك لظلم عظيم ان الشرك لظلم عظيم. وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الظلم. فلما تلا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:01ضَ
قول الله عز وجل الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. شق ذلك على الصحابة وقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه؟ فقال انه ليس الذي تعلون الم تسمعوا ما قال العبد الصالح ان - 00:00:21ضَ
تلك لظلم عظيم. فطمأنهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ان الظلم المحذور هو الظلم العظيم الذي هو الشرك بالله قال الله تعالى منفرا من هذا الشرك انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ومال - 00:00:41ضَ
وقال ومن يشرك في الله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق الشرك ايها الاخوة يهدم الانسانية ويهدم العبودية. يفقد الانسان انسانيته. اذا اذا لم يخلص العبادة لله عز وجل يحبط عمله. يباح دمه وماله. فالشرك امره عظيم - 00:01:01ضَ
وخطره شديد. ولذلك قال الله في اية ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. وقال في اية اخرى اه ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما. اذا هو فرية وضلال وما شئت من القاب السوء - 00:01:31ضَ
ولاجل ذا كان الله تعالى لا يقبل لمشرك عمله. قال الله عز وجل وما منعهم ان تقبل منهم نفقات الا انهم كفروا بالله ورسوله. ففي الدنيا لا يقبل من مشرك عملا. انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري - 00:01:51ضَ
تركته وشركه. واما في الاخرة فان الله تعالى يحبط جميع الاعمال وان كانت صالحة في الدنيا لكنه يحبطها في الاخرة. قال الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا - 00:02:11ضَ
ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك. ولا تكونن من الخاسرين. وهذا يبين لنا معشر الاخوان اهمية التوحيد وخطر الشرك وانه يجب ان يكون عمدة دعوتنا الدعوة الى توحيد الله. والتحذير من - 00:02:31ضَ
الشرك وان نلتفت الى مجتمعاتنا ومجتمعات المسلمين. فنحذر الناس قبل ان نحذرهم من الشهوات والمعاصي. ان من الشرك وان نأمرهم بالتوحيد لانه اذا صلحت قلوبهم تخلصوا من تبعات ذلك من المنكرات والمعاصي - 00:02:51ضَ
تاجب البداءة بالاهم. وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل الهي ندا وهو خلقك. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. لان هذا هو الظلم حقيقة. الظلم هو النقص. فاي نقص اعظم من هذا - 00:03:11ضَ
النقص ان يجعل لله ندا وهو خلقه. وقال في الحديث ايضا من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. ومن يشرك به شيئا دخل النار. فلذلك من وحد الله توحيدا تاما دخل الجنة تلقائيا. ومن - 00:03:31ضَ
كلمة توحيده بشيء من الكبائر فهو تحت المشيئة والارادة. ان شاء الله عفا عنه مجانا وادخله الجنة وان شاء بقدر ذنب لكن مآله الى الجنة. لان عنده حسنة التوحيد. واما من اشرك بالله فانه لا ينفعه اي عمل صالح - 00:03:51ضَ
حتى لو قام باعمال خيرية في الدنيا قد تنفعه في الدنيا بتوسعة الرزق والصحة في في البدن ونحو ذلك لكنها تحفة في الاخرة. ومما ينبغي ان نعلم اه ان حقيقة الشرك مساواة غير - 00:04:11ضَ
بالله. هذه حقيقة الشرك. مساواة غير الله بالله. فيما يختص به الله. لو اردنا ان نعطي عاما للشرك نعرفه بهذا التعريف. مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. والشرك نوعان - 00:04:31ضَ
شرك اكبر وشرك اصغر. كما قسمنا التوحيد نقسم الشرك. الشرك نوعان. شرك اكبر وشرك فالشرك الاكبر هو مساواة غير الله. بالله فيما يختص به الله في الربوبية او في الالوهية او في الاسماء والصفات. فقد يقع الشرك في الربوبية - 00:04:51ضَ
بان يعتقد خالقا مع الله او مالكا مع الله او رازقا مع الله او مدبرا مع الله. وقد وقع ذلك لفئام من الناس ان وقعوا في شرك الربوبية. والشرك في الالوهية هو ان يعبد غير الله. مع الله - 00:05:21ضَ
والشرك في الاسماء والصفات ان يعتقد احدا يتصف بصفات مماثلة بصفات الله اذا يمكن ان يقع الشرك آآ في هذه الامور الثلاثة في الربوبية وفي الالوهية وفي الاسماء والصفات وفرعون قد وقع منه الشرك بجميع انواعه والكفر بجميع انواعه. واما الشرك الاصغر فانه - 00:05:41ضَ
يتعلق ببعض الالفاظ والاعمال التي لا تبلغ مبلغ الشرك الاكبر. فلذلك يعرفه بعض العلماء بان انه يعني ما لم يبلغ حد الشرك الاكبر. الشرك الاكبر يفترق عن الشرك الاصغر في عدة امور. الفرق الاول ان الشرك الاكبر مخرج عن الملة. والشرك - 00:06:11ضَ
كل اصغر لا يخرج عن الملة. الفرق الثاني الشرك الاكبر لا يغفره الله تعالى ابدا والشرك الاصغر مختلف فيه. فمنهم من فمن العلماء من يقول يغفر. كالكبائر ومنهم من يقول لا يخفى ولكن يدخل في الموازنة بين الحسنات والسيئات. الفرق الثالث - 00:06:41ضَ
الشرك الاكبر صاحبه خالد مخلد في النار. مع فرعون وهامان وقارون. والشرك الاصغر لا يخلد صاحبه في النار. مآله الى الجنة. حتى لو عذب بمقدار ما بدر منه من شرك اصغر. فان قلت ما الشرك الاصغر - 00:07:11ضَ
كما قلت لكم ما يتعلق ببعض الالفاظ وببعض الاعمال. كالحلف بغير الله مثلا او قول ما شاء الله وشئت او بنوء كذا كما سيأتينا ان شاء الله في كتاب التوحيد. او ببعض الاعمال كمن اعتقد شيئا سببا وليس بسبب كالذي يربط الحلقة - 00:07:31ضَ
خيط او نحو ذلك من الامور. او يستعمل التمائم والرقى على وجه معين. فهذا يدخل في الشرك على تفصيل ان شاء الله نذكره في موضعه. قال رحمه الله فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة - 00:07:51ضَ
التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم فاذا قيل لك من ربك؟ وقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه - 00:08:11ضَ
وهو معبودي ليس لي معبود سواه. والدليل قوله تعالى الحمدلله رب عالمي وكل ما سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم فاذا قيل لك بم عرفت ربك؟ وقل باياته ومخلوقاته - 00:08:37ضَ
ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر. واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم - 00:09:05ضَ
انتم اياه تعبدون وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام لا من ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حسيسا الشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق والامر - 00:09:41ضَ
تبارك الله رب العالمين. انتقل الشيخ الى مقام اخر وقد قيل ان هذا هو مبتدأ الاصول ثلاثة وان ما تقدم اضافة اليها. وايا كان الكلام يناسب بعضه بعضا. قال الشيخ رحمه الله - 00:10:14ضَ
فاذا قيل لك ما الاصول؟ ما الاصول الثلاثة؟ التي يجب على الانسان معرفتها. سلك الشيخ رحمه الله مسلك سؤالي والجواب لان طريقة السؤال الجواب تحفز ذهن السامع وتنشطه. وتذهب عنه الملاذة - 00:10:34ضَ
والاصول جمع اصل. والاصل هو ما يبنى عليه غيره. كما نقول اصل الجدار هو ما يبنى عليه الجدار فاصل الشيء هو اساسه. ولذا قال الله عز وجل الم تر كيف ضرب الله مثلا؟ المتر - 00:10:54ضَ
كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء الاصل هو ما يبنى عليه غيره ويقابله الفرد. وينبغي لطالب العلم دوما ان يضبط الاصول والقواعد. ثم بعد ذلك - 00:11:14ضَ
ذلك يشتغل بالفروع والمفردات. واياك يا طالب العلم ان تعكس فان من طلبة العلم من يشتغل بجمع والتقاط المتناثر من مسائل العلم قبل ان يضبط الاصول والقواعد. فلا يحصل علما وانما يحصل متفرقات ومنثورات. فليكن في - 00:11:34ضَ
منهجيتك في طلب العلم ان تبدأ بالاصول والقواعد والكليات. ثم بعد ذلك تنتقل الى الفروع والجزئيات. طيب ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها. هذه الاصول الثلاثة ايها الاخوة لم يؤصلها الشيخ من نفسه. وانما - 00:11:54ضَ
حبسها من حديث نبوي صحيح وهو حديث سؤال الميت الذي رواه البراء بن عازب وغيره آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان الانسان اذا وضع في قبره اتاه ملكان فيقعدانه فيسألانه - 00:12:14ضَ
ثلاثة مساء من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فاما المؤمن فيقول ربي الله والاسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي. حتى تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت - 00:12:34ضَ
في الحياة الدنيا وفي الاخرة. واما المرتاب او المنافق فانه يقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. فاما المؤمن فيفسح له في قبره - 00:12:54ضَ
مد بصره الى اخر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من النعيم. واما الكافر فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الثقلان. هذه الاسئلة الثلاثة جدير بالمؤمن - 00:13:14ضَ
ان يحيط بها علما. ولهذا عدها الشيخ اصولا. وليس الامر ايها الاخوة بمعرفة السؤال والجواب ولكن بان تستقر في القلب فما اكثر الذين مرت عليهم في الدنيا كما قال ذلك المنافقة والمرتاب او سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. ربما قرعت هذه الاسئلة - 00:13:34ضَ
والاجوبة سمعا لكنها لم تستقر في قلبه. لم تتجاوز ترقوته. فينبغي لك ايها المؤمن ان تحلها في قلبك محلا عظيما وان تكون من الرسوخ والثبات. بحيث لا يتطرق اليها شك ثبتنا الله واياكم بالقول - 00:13:54ضَ
فقل معرفة العبد ربه. معرفة العبد ربه ودينه ونبيه اه محمدا صلى الله عليه وسلم. اذا يجب علينا ان نعرف ربنا سبحانه وتعالى. نعرفه بمقتضى اسمائه وصفاته والله سبحانه وتعالى معشر المؤمنين قد تعرف الينا من خلال كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:14:14ضَ
باسمائه الحسنى وصفاته العلى. فمن قرأ القرآن وجد فيه من الاسماء الحسنى والصفات العلى ما يورث الاجلال والتعظيم وما يورث المحبة والاقبال على الله سبحانه وتعالى. وكذا في سنته صلى الله عليه وسلم. فهذه اعظم الطرق لمعرفة الله تعالى. وهي معرفة الرب سبحانه عن طريق السمع. ما اودع - 00:14:44ضَ
دعاه الله تعالى في كتابه وما اثبته النبي صلى الله عليه وسلم في سنته. وهذا جم غفير كثير بحمد الله عن اقوال المتكلمين وتشقيقاتهم. الطريق الثاني لمعرفة الرب عز وجل معرفته من خلال مخلوقاته - 00:15:14ضَ
وما بث في الكون كما قال الله عز وجل اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء. قل انظروا في السماوات والارض. افلم يسيروا في الارض الى غير ذلك من الايات التي تدعو الى اعمال الفكر والنظر والتدبر - 00:15:34ضَ
فان من سرح طرفه في هذا الكون وجد من الدلائل العظيمة التي تعمر قلبه بالايمان وتزكيه وتطيبه وتعلي قيمة الايمان في قلبه. فهذه دلائل مادية حسية ناتجة عن النظر والتفكر في ملكوت السماوات والارض. الطريق الثالث في معرفة الرب عز وجل - 00:15:54ضَ
النظر في اياته الشرعية اعني بها كتاب الله عز وجل فان من تأمل القرآن العظيم واقبل عليه بكليته يماع قلبه في هذا البيان العظيم. ويجد قلبه مليئا بالمعاني المعرفة بالله عز وجل. ثم ما يفتحه الله تعالى على قلب المؤمن من الفتوحات الصحيحة والخطرات - 00:16:24ضَ
الايمانية التي يسوقها الملك الى قلب ابن ادم. فان الله تعالى قد وكل انسان ملكا وكل به قرينا من الجن فالملك يفتح له من الفتوحات الايمانية كما ان الشيطان او القرين الجني يفتح عليه باب الشك والريبة - 00:16:54ضَ
والحزن - 00:17:14ضَ