Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه - 00:00:00ضَ
انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فيه فوائد عظيمة وهو كما تقدم حديث عظيم تضمن آآ من المعاني الاصول ما ينبغي ان اه يعتني به اهل الايمان - 00:00:18ضَ
فانه قد تضمن نداءات رب العالمين لعباده ايه عاشرين نداءات وهذا لم يجتمع مثل هذه النداءات في موضع كما اجتمع في هذا الحديث فانه قد صدر كل معنى من المعاني الشريفة التي ذكرها بنداء - 00:00:37ضَ
يا عبادي هذا الحديث ايمان عظيم بفظل الله تعالى واحسانه ورحمته بعباده حيث ناداهم بهذا النداء المتضمن التلطف لهم والرفق بهم والعناية بدلالتهم على الخير حث ووزجرهم عن الشر بهذا الحديث - 00:01:01ضَ
ان الوصف الجامع للانس والجن هذا المعنى وهو العبودية ولذلك يشترك فيه الجميع والعبودية هنا بمعناها العام كما تقدم في الشرح وهي التي تشمل كل الانس وكل الجن مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم - 00:01:39ضَ
فكلهم عباد الله وكلهم وجه اليهم هذا النداء يا عبادي في هذا الحديث بيان قبح الظلم وانه من اعظم المحرمات التي تفسد بها احوال الناس حيث صدر الله تعالى هذه النداءات - 00:02:09ضَ
بالنهي عن الظلم فكل فساد في الكون مصدره الظلم سواء كان فيما يتعلق بحق الله ومعاملته او كان فيما يتعلق بحق المخلوقين ومعاملتهم فالشرك وهو اعظم الذنوب اصله الظلم كما قال الله تعالى ان الشرك لظلم - 00:02:42ضَ
عظيم وفيه ان الله تعالى نزه نفسه عن كل ما لا يليق ومنه الظلم قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وتحريم الظلم على نفسه جل في علاه لبيان كمال عدله - 00:03:07ضَ
وعظيم قصده او انه لا يلحق الناس منه نقص في شيء من قضائه وقدره ولا في شيء من شرعه فقول يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي امتناع الله تعالى عن ظلم ظلم العباد في القدر والشرع - 00:03:33ضَ
فليس في شرع الله ظلم ولا في قدره ظلم جل وعلا فهو العدل ان الله يأمر بالعدل والاحسان هذا وصف يشمل كل شرائع الدين فانها عدل وما يتوهم من ان شيئا من - 00:03:55ضَ
الشرائع او شيئا من الاقدار ظلم انما هو وهم ولذلك لقطع توهم وقوع الظلم في فعل الله عز وجل قال زيد ابن ثابت وابن مسعود حذيفة بن اليمان لمن سألهم عن القدر - 00:04:18ضَ
وانا في نفسي شيء منه قال لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم اي انهم مستحقون لذلك وذلك ان الظلم كما تقدم هو تصرف الانسان فيما لا يملك - 00:04:45ضَ
فيه من الفوائد ان الظلم محرم بين الناس وبين الناس والجن فالظلم محرم في كل العلاقات فلا يجوز للانسان ان يظلم احدا من الناس سواء كان مؤمنا او كافرا محبوبا او مبغوضا - 00:05:06ضَ
قريبا او بعيدا لا يجوز ان يظلمها بل لا يجوز ان يظلم حتى الجن لا يجوز ان يظلم الانسان الجن بالاعتداء عليهم ان قدر على ذلك ومن ظلمهم الاعتداء على طعامهم - 00:05:31ضَ
باستعمال العظام في الاستنجاء فان هذا اعتداء عليهم لا يجوز كما جاء ذلك في الاثر و قوله فلا تظالموا تأكيد كما تقدم للنهي عن الظلم وهو بيان ان النهي عن الظلم نهي مؤكد - 00:05:52ضَ
وجه التأكيد هذا ببيان تحريمه على نفسه وبيان تحريمه بين الناس ثم اعادة ذلك بقوله فلا تظالموا كل هذا يؤكد من فوائد هذا الحديث تأكيد تحريم الظلم بكل وجه فيه من الفوائد - 00:06:22ضَ
ان الناس ضلال الا من هداه الله ظلال اي ظائعون عن الحق كما تقدم ويستثنى من ذلك من هداه الله دله على الخير واعانه على سلوكه وفيه امر الله تعالى عباده بدعائه وسؤاله الهداية - 00:06:43ضَ
وهذا يدل على وجوب سؤال له الهداية ولهذا كان سؤال الهداية ودعاؤها وطلبها سعاد الهداية ودعاء الله تعالى بها طلبها من الواجبات امام مصل يصلي الا ويجب عليه ان يسأل الله تعالى الهداية في قوله اهدنا الصراط المستقيم - 00:07:10ضَ
وفي ان كل من صدق في سؤال الله عز وجل لابد ان يدرك مطلوبه من قوله فاستهدوني فاستهدوني اهدكم فانه وعد بالاجابة لمن صدق في السؤال وفيه من الفوائد ان - 00:07:38ضَ
اعظم ما يجمل به الباطن الهداية اعظم ما يجمل به الباطل الهداية ولذلك لم يذكر حاجة سواها بما يتعلق البواطن ولذلك ويدل لذلك قول الله تعالى يا بني ادم قد - 00:08:06ضَ
يا بني ادم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشة ثم قالوا لباس التقوى ذلك خير والتقوى معلوم انها لباس يكون في الاصل - 00:08:31ضَ
للقلب ثم يظهر اثره على الجوارح وهنا بدأ بصلاح القلب قبل صلاح البدن لانه اصل الصلاح وفيه من الفوائد ان الابدان ان ان الابدان لا تقوم الا برزق الله تعالى الذي ييسره. كلكم جائع - 00:08:47ضَ
الا من اطعمته وفيه من الفوائد ان سؤال الله تعالى الطعام وهذا يشمل كل ما يطعم من مأكول او مشروب مشروع مأمور به لذلك قال فاستطعموني وفيه من الفوائد ما تقدم من ان كل من دعا الله وسأله لابد ان يدرك مطلوبه اذا صدق في السؤال - 00:09:18ضَ
اطعمكم وفيه ايضا من الفوائد ان الناس عراة الا من كساه الله تعالى وهذا هو الحال قال بني ادم يخرج من بطن امه عاريا فيسر الله تعالى له الكساء وكلكم عار - 00:09:57ضَ
الا من كسوته صادق على كل بني ادم قول فاستكسوني اي اسألوني الكساء يسألوني ما تسترون به عوراتك؟ ما تسترون به عوراتكم وما تتزينون به فالكساء يشمل المعنيين ما تستر به العورات وما يتجمل به - 00:10:32ضَ
فاستكسوني عكسكم اي ارزقكم ما يستر عوراتكم وما تتجملون به وهذا يدل على ان من سأل الله ما يضطر ما يضطر اليه فانه لا بد ان يجيبه الله تعالى لان المذكورات هنا ضرورات - 00:10:53ضَ
الهداية ضرورة قلبية و الطعام ظرورة بدنية والكساء ظرورة حياتية فان الله فطر الناس على الستر فكل من سأل الله ما ما ما هو ظرورة ما يضطر اليه فانه يجاب - 00:11:25ضَ
ولذلك قال تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه حتى لا يقال ان هناك من يسأل الله ولا يجد جوابا وهنا قد قال فاستهدوني اهدكم فاستطعموني اطعمكم فاستكسوني اكسكو هذه تكفل الله بالاجابة - 00:11:49ضَ
لكل من سأل لانها ظرورة فهي مندرجة في قوله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه فالناس مضطرون الى هذا بالجملة بعد ان ذكر هذه الحاجات الثلاث التي بها قوام الناس في وبواطنهم وظواهرهم - 00:12:15ضَ
البواطن بالهداية والظواهر الطعام والكساء واثار الهداية التي في القلب قال يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار فيه من فوائد ان الخطأ يقع من بني ادم ليلة والانس والجن ليلا ونهارا - 00:12:37ضَ
وقدم ذكر الليل على ذكر النهار لانه الاكثر تيوقع الخطأ الناس يستترون بالليل في مواقعة ما يكون من اخطائهم وفيه من الفوائد ان الله تعالى يغفر الذنوب جميعا الصغيرة والكبير - 00:13:08ضَ
والسر والاعلان وفيه امر الله تعالى عباده بالاستغفار في قوله فاستغفروني ايطلب المغفرة مني وفي ان من طلب المغفرة صادقا نالها حيث قال اغفر لكم اي السروع ذنوبكم واتجاوز عنها فالمغفرة تتضمن هذين المعنيين كما تقدم - 00:13:40ضَ
وفيه من الفوائد ان حصول الهداية والكفاية في الطعام والشراب ليس معناه العصمة من الخطأ بل العباد يخطئون الليل والنهار لكن هداية الله تعالى تكون في المعصية بالتوفيق الى التوبة منها - 00:14:17ضَ
وطلب المغفرة واذا لما اخبر عن الخطأ اخبر على التوبة والمغفرة والرجوع اليه قال فاستغفروني اغفر لكم وفيه من الفوائد ان الخلق جمعهم انسهم وجنهم لن يضروا الله شيئا كما انهم - 00:14:44ضَ
لن ينفعوه شيئا فلا يقدر على فلا يقدرون على ايصال النفع اليه ولا على ايصال الضر بل هو العزيز الذي يمتنع من ان يبلغ عباده ضره او يبلغ نفعه وهذا - 00:15:10ضَ
مقدمة الخبر عن ان ما يكون من طاعة وما يكون من اساءة لا تزيد بملك الله تعالى شيئا ولا تنقص من ملكه شيئا لا تضره ولا تنفعه ولذلك قال يا عبادي لو انه ولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم - 00:15:45ضَ
ما زاد ذلك في ملكي شيئا فمهما كان العباد على الطاعة والاحسان فان ذلك لا يزيد في ملك الله شيئا ولا ينتفع منه شيئا ولا ينتفع منه بشيء سبحانه وبحمده - 00:16:11ضَ
وفيه من الفوائد ان الخلق يتفاوتون في التقوى ليسوا على تقوى على درجة واحدة في التقوى بل هم متفاضلون في التقوى وهذا يدل على ان الايمان في قلوب العباد متفاضل - 00:16:28ضَ
كما هو عقيدة اهل السنة والجماعة في ان الايمان يزيد وينقص وان الناس فيه متفاضلون ليسوا على درجة واحدة واذا قال على اتقى قلب رجل واحد منكم وفيه من الفوائد - 00:16:52ضَ
ان الناس لو اجتمعوا على الكفر والفسق الفجور ما نقص ذلك من ملك الله شيئا الله هو الغني سبحانه وبحمده عنا وعن عباداتنا وفيه ايضا من الفوائد ان الانس والجن متفاوتون في الفجور ليسوا على درجة واحدة كما هم متفاوتون - 00:17:12ضَ
في الطاعة فكما ان الايمان يزيد وهو درجات فكذلك الكفر يزيد وهو دركات وفيه من الفوائد ان الخلق جميعهم فقراء الى الله ليس منهم غني عنه الجميع اليه فقير وهذا - 00:17:34ضَ
مستفاد من كل ما تقدم كلكم ضال كلكم جائع كلكم عار ثم تخطئون بالليل والنهار ففقر العباد اليه بين ظاهر وفيه ان الله تعالى يسمع دعاء الداعين ولو كثروا فلا يشغله دعاء احد عن احد - 00:18:06ضَ
ولا مناجاة احد على احد بل يسمع دعاء كل داع ويعطي كل سائل ما سأل من الاجر والفظل وانه لو اجاب العباد كلهم الى ما سألوه ما نقص ذلك من ملك الله شيئا - 00:18:37ضَ
وفيه عظيم ملك الله عز وجل فان ملكه سبحانه واسع لو اجتمع الخلق كلهم على تمني ما يريدون والسؤال ما يأملون ما نقص ذلك من ملك الله شيئا الا كما ينقص المخيط - 00:19:02ضَ
اذا ادخل البحر وهو لا ينقص وهو لا ينقص البحر شيئا وفيه ان الجزاء في الاخرة ثمرة العمل بقوله انما هي اعمالكم احصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه - 00:19:27ضَ
فالناس يوم القيامة يتفاضلون باعمالهم فمن عمل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وفيها ان العامل اذا عمل خيرا فهو بتوفيق الله تعالى فليحمد الله عليه. واذا عمل غير ذلك - 00:19:51ضَ
فهو من قبل نفسه وخذلانه وخذلان الله لها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:13ضَ