الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه وتن عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله هو صفيه وخليله صلى الله عليه - 00:00:04
وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد هذا هو اول الدروس المتعلقة التعليق على كتاب تجريد التوحيد المفيد للامام العلامة احمد ابن علي المقريزي رحمه الله - 00:00:19
هذا الكتاب يعالج ما يتعلق بتوحيد الالهية اي انه تضمن تخليص وتوظيح توحيد الالهية فقوله تجريد التوحيد المقصود بالتوحيد هنا توحيد الالوهية كما ستتبين من مباحث هذا الكتاب وهو كتاب ماسع مفيد - 00:00:38
كتبه مؤلفه رحمه الله في القرن الثامن او التاسع الهجري مدة حياته رحمه الله في هذين القرنين فيه من بيان حق الله تعالى في التوحيد و مكملاته وبيان اسباب الضرر عنه - 00:01:00
ما هو حري بالوقوف عليه؟ والكتاب تضمن نقولا من كلام الشيخين كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله ولم يشر المؤلف رحمه الله فيما نقل وهذا ما جرى عليه عمل العلماء - 00:01:21
ما في السابق انهم ينقلون كلام بعضهم دون عزو وليس في هذا تثريب فالامر في هذا واسع لان المقصود العلم وهذا على حد قول الشافعي وددت ان الناس اخذوا عني دون ان يذكروني - 00:01:35
فهم رحمهم الله لم يكونوا يدققون في هذا الامر ويشددون كما هو حال المتأخرين فان المتأخرين يعيبون نقل كلام الغير دون عزوه او بيانه ولعل من الاسباب التي جعلت المؤلف رحمه الله - 00:01:53
لا يعزو ما نقله من كلام الشيخين ان الشيخين رحمهما الله لقي معارضة شديدة من كثير من الناس فخشي من ذكر الاسم ان يكون ذلك من اسباب الرد وعدم القبول - 00:02:11
فذكر الحق الذي رآه من كلامهما دون ان يعزوه اليهما وهذا ادعى لقبول ما كتب رحمه الله والمراد ان المؤلف رحمه الله ذكر في هذا الكتاب وجل ما يتعلق بتوحيد - 00:02:28
الالهية ولم يجري فيه رحمه الله على تنسيق او ترتيب معين بل جرى في كلامه بعض التكرار ولكنه في الجملة كلام عذب لبيب تتوق الاسماع الى سماعه والانفس الى عقله بعبارة سهلة موجزة رفيعة. وهذا ما تميز به هذا الكتاب عن غيره. والذي يظهر انه اول - 00:02:44
كتاب افرد فيما يتعلق بتوحيد الالهية على وجه التخصيص لهذا العلم فلم يسبق فيما وقفنا عليه وسمعناه من كلام العلماء فيما يتعلق بتوحيد الالهية انه صنف في هذا الباب كتاب مستقل قبل هذا الكتاب - 00:03:10
وفوق كل ذي علم عليم. ولعل المؤلف رحمه الله خص هذا الموضوع هذا الكتاب لكثرة الانحراف الذي طرأ على هذا الاصل الاصيل من اصول الايمان وقواعد الدين فاحتاج الى تجليته وتوظيحه بمؤلف مستقل وسيجري ان شاء الله تعالى - 00:03:30
تنبيه على بعض ما ورد في كلام المؤلف رحمه الله في بعض المواضع اذا جاء محل ذلك مما قد يكون فيه بعض النظر لكن في الجملة هذا الكتاب من انفع الكتب - 00:03:53
ومن ادعاها قبولا عند الناس فيما يظهر والسبب ان الشيخ رحمه الله من العلماء المتقدمين ولا يمكن ان ينسب لمدرسة معينة كالوهابية على سبيل المثال فان محمد بن عبد الوهاب - 00:04:07
متأخر عن المؤلف بقرون مع كونه موافقا له في مسائل هذا الباب واصول هذا اه الاصل الاصيل من قواعد الدين وهذا يؤكد ان العلماء وان اختلفت ازمانهم واختلفت مذاهبهم وان اختلفت طرائقهم - 00:04:24
فهم فيما يتعلق بعبادة الله تعالى وتوحيده على اصل واحد لا خلاف بينهم. فكل من ورد الكتاب والسنة وصحح القصد وصدق الطلب فلا بد ان يصل الى النتيجة التي هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من اخلاص الله تعالى وافراده بالعبادة. نسأل الله جل وعلا ان يجعل هذه القراءة مباركة - 00:04:43
وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام المقرزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد - 00:05:07
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين بديع الفرائض ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة. سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد. والله اسأل العون - 00:05:40
على العمل به بمنه المؤلف رحمه الله هو احمد بن علي المقريزي المصري الشافعي وهو من علماء القرن الثامن والتاسع الهجري والمؤلف رحمه الله من الكبراء الذين اكثروا التأليف في فنون شتى - 00:06:20
الا ان بروزه الاكبر والاظهر فيما يتعلق التواريخ فهو امام كبير له مؤلفات معتمدة ونظر ثاقب فيما يتعلق تواريخ الامم الاسلامية وله مؤلفات في الفقه وفي غيره من العلوم ومنه هذا المؤلف فيما يتعلق باصل الدين وهو التوحيد - 00:06:43
المؤلف رحمه الله سمى هذا الكتاب تجريد التوحيد المفيد ومعنى التجريد التخليص فتجريد الشيء تخليصه وازالة العوائق العالقة به والتوحيد المقصود بالتوحيد هنا توحيد الالهية وهو افراد الله تعالى بالعبادة - 00:07:09
واصل التوحيد مأخوذ من وحد يوحد توحيدا فهو بمعنى التفريط واما في الاصطلاح فذكرت انه افراد الله تعالى بالعبادة. وقوله رحمه الله المفيد اي الذي يفيد الانسان في تحقيق الفضائل وتحصيل - 00:07:32
ما رتبه الله تعالى من الاجور على التوحيد فقول تجريد التوحيد المفيد اي تخليص التوحيد الذي تحصل به الفائدة وذلك ان التوحيد الذي جاءت به الرسل متفق عليه بينهم وهو ظاهر بين في كتاب الله تعالى - 00:07:53
لا يتعب الناظر في كتاب الله تعالى والقارئ لكلام الله جل وعلا في التوصل الى معناه وانه افراد الله تعالى بالعبادة لكن هذا التوحيد طرأ عليه من العلائق والشوائب ما اوجب - 00:08:14
تخليصه حتى يصفو ويسلم مما علق به. فجعل المؤلف رحمه الله كتابه بهذا الاسم ليبين ان مقصوده من كتابه تجلية التوحيد وتوظيحه والتوحيد الذي يريد تجليته وتوظيحه هو التوحيد الذي - 00:08:32
يحصل به الفائدة لمن حققه وعمل به ابتدأ المؤلف رحمه الله هذا الكتاب المبارك بالبسملة كسائر عمل العلماء في مؤلفاتهم والبسملة جملة مفيدة تامة وهي اما اسمية او فعلية على حسب التقدير - 00:08:51
والبداءة بالبسملة هي ما جرى عليه كلام الله تعالى في كتابه فان الله تعالى افتتح كتابه بالبسملة وافتتح السور للبسملة عدا سورة البراءة. فافتتاح الكتب بالبسملة سنة قرآنية كما انه سنة نبوية فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح كتبه بالبسملة كما جرى ذلك في كتاباته للملوك - 00:09:09
اصحابه غيرهم ممن كتب لهم. فكان يفتتح كتبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ببسم الله الرحمن الرحيم او باسمك اللهم او ما الى ذلك مما جرى به عمله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:09:36
وقد جاءت احاديث عديدة في الندب الى الافتتاح بالبسملة لكن لا يصح منها شيء فكلها ظعيف وعطف المؤلف رحمه الله على الافتتاح بالبسملة الحنبلة فجمع في هذا الكتاب بين الامرين البسملة والحمدلة - 00:09:50
وكان يكفي ان يبتدأ كتابه بالبسملة لانه الاصل فيما تفتتح به المكاتبات لكن ذكر الحمدلة مما جرى عليه عمل العلماء وان كان المحفوظ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كتبه انه يقتصر في الافتتاح على البسملة ثم يشرع في المقصود من الكتاب - 00:10:11
لكن جرى عمل العلماء على ذكر الحنبلة فجمعوا بين الامرين والامر في هذا واسع. لكن من حيث المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم هو ذكر البسملة. في اول كتبه - 00:10:31
قال رحمه الله الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين. اقتضب المؤلف رحمه الله في هذه المقدمة في افتتاح الكتاب مسارعة في البداء بالمقصود. وذكر في الحمدلة - 00:10:45
نوعين من انواع التوحيد الالهية والربوبية وهذا قد يقال انه من براعة الاستهلال لان المؤلف رحمه الله سيتكلم عن هذين النوعين. وان كان المقصود الاصلي في الكلام والكلام على توحيد الالهية لكنه ذكر ايضا توحيد - 00:11:07
الربوبية في ثنايا كلامه ثم بين ان العاقبة للمتقين والعاقبة اي الخاتمة وما يؤول اليه الامر للمتقين وهي في الدنيا على وجه الاحتمال بالنسبة للافراد وفي الاخرة على وجه اليقين لكل احد ممن اتصف بهذا الوصف. اما في الدنيا فهي في حق الافراد على الاحتمال - 00:11:26
قد تكون العاقبة لهم بمعنى انهم يظفرون ويظهرون على خصومهم وقد لا يكون ذلك. لكنها لا تفوت في الاخرة بل هي لهم على وجه اليقين. واما من حيث العموم بوصف المتقين فان العاقبة لهم حتى في الدنيا - 00:11:51
لان الله تعالى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله باظهار هذا الدين على كل دين امر لابد منه لانه وعد الله الذي لا يخلف الميعاد ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك - 00:12:11
قال وبعد والغالب في كلام العلماء استعمال اما بعد وهذا هو الذي جاءت به السنة واما كلمة وبعد فانها لم تذكر في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وليست مما عرف في كلام المتقدمين فيما يظهر - 00:12:29
لكن جرى عليها كلام المتأخرين ولعل ذلك على وجه الاختصار بكثرة ورود هذه الكلمة والا فان الاصل في الكلمة انها اما بعد يقول رحمه الله فهذا كتاب جمع الفوائد بديع الفرائض. المشار اليه هو ما سنقرأه من هذا الكتاب - 00:12:47
والمشار اليه هنا مشار الى موجود وقبل تأليفه مشار الى منوي وصف الكتاب رحمه الله بوصفين انه جمع الفوائد بديع الفرائض. جمع الفوائد اي كثيرها كما قال الله تعالى وتحبون المال حبا - 00:13:09
جما اي كثيرة قوله جمع الفوائد اي كثير الفوائد بديع الفرائض بديع اي انه يأتي بفوائد مبتكرة لم يسبق اليها وهذا على وجه التجوز وليس في كل ما ذكر انما فيه فوائد اشار اليها ونبه اليها لم يسبق اليها ولعل - 00:13:28
الكتاب ذاته بديع من حيث هو لانه لم يسبق الى التأليف في هذا الباب من ابواب العلم على وجه الخصوص فاصل التأليف على وجه الاختصاص بهذا الموضوع لم يسبق اليه المؤلف رحمه الله كما ذكرنا قبل قليل - 00:13:52
فقول بديع الفرائد اي انه يأتي بفرائض لم يسبق اليها وهو صادق من حيث بعض ما تضمنه الكتاب ومن حيث الكتاب اصله فانه بدعة حسنة دعت اليه الحاجة قال رحمه الله ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة. المؤلف رحمه الله - 00:14:11
بعد ان اثنى على كتابه وهذا الثناء ليس من العجاب بالعمل بشيء انما هو للترغيب والحث نظير قول يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فوصف نفسه بهذين لا على وجه العلو والارتفاع والكبر والعجب انما - 00:14:32
ذلك على وجه البيان للواقع حتى يقبل الملك على تعيينه والاستفادة منه فكذلك المؤلف رحمه الله وصف كتابه بهذا الوصف ليحث القراء على قراءته والسامعين على سماعه. والدارسين على دراسته - 00:14:56
لكنه اشترط للانتفاع به شرطين. وهذان الشرطان لا بد منهما لمن اراد العلم النافع. قال رحمه الله ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة من اراد الله اي قصد الله تعالى في عمله واراد الاخرة يعني اراد ثواب الله تعالى - 00:15:13
ولم يكن همه امرا من امور الدنيا بل همه الدار الاخرة يسعى لتحصيلها والفوز بها والدار الاخرة هي ما يستقر فيه الناس وسميت الاخرة لانها اخر المراحل واخر الطباق التي يمر بها الناس - 00:15:32
قال الله تعالى لتركبن طبقا عن طبق اي معاني هذه الاية ان الانسان يمر بمراحل اولا تراب ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظام ثم يكسو العظام لحم ثم يولد الانسان - 00:15:52
صغيرا ثم يشب حتى يهرب ثم يموت فيقبر ثم ينشر ويحاسب ثم بعد ذلك يصير الى ما ذكر الله تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير. وهذا منتهى المراحل ومنتهى الطباق ولذلك سميت - 00:16:11
تلك الدار بالدار الاخرة لانها اخر الدور التي يسكنها الانسان. والدور دار العدم ودار الوجود الدنيوي ودار الحياة البرزخية والدار الاخرة التي ينتهي اليه الناس وهي اربعة دور في الجملة - 00:16:30
على اجمال للمراحل التي تقدمت يقول رحمه الله سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد تجريد التوحيد المفيد وتكلمنا على هذا المعنى ثم بعد ذلك قال والله اسأل العون على العمل به بمنه - 00:16:46
يعني بعد علمه ومعرفته ينتقل الانسان الى العمل وهذي اللفتات لفتات مهمة لطالب العلم وانه انما يتعلم ليعمل لا ليستكثر من المعلومات والمعارف فقط فان الاستكثار من المعلومات والمعارف دون ان يرتقل ذلك الى عمل - 00:17:03
لا ينفع الانسان بل لابد للمؤمن ان يجتهد في العمل بكل ما علم. وقد كان السلف يحرصون على العمل بما علموه ولو مرة واحدة. ولو مرة واحدة حتى ان الامام احمد رحمه الله عمل في الحجامة واعطى الحاجم - 00:17:23
دينارا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. تأثيم بعمله صلى الله عليه وسلم واخذا بسنته فينبغي للمؤمن ان يحرص على ان يكون عمله تابعا لعلمه والا يكون العلم مجرد معارف - 00:17:42
نظرية فان المرء اذا لم يقيد العلم بالعمل لم ينتفع وكان علمه حجة عليه ومزيدا من حجج الله تعالى التي تقوم عليه يوم القيامة يقول رحمه الله بعد هذا اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه. فالرب مصدر رب يرد ربا - 00:17:59
فهو راب فمعنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين فان الرب سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا يقول رحمه الله اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه واله. هذا شروع في - 00:18:23
المقصود من هذا الكتاب وابتدأه رحمه الله بطلب العلم فقال اعلم وهذا يكون فيما يهم ادراكه وفيما يشرف من المعلومات قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك - 00:18:58
ولذلك الغالب ان ذلك يأتي فيما يهم ادراكه ويختل امر الانسان تركه وجهله. فطلب العلم في مثل هذا المقام للتنبيه الى اهمية المعلوم. اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه. فعرف المؤلف - 00:19:18
الله تعالى بربوبيته والهيته فقال اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء والله تعالى رب كل شيء كما قال جل وعلا اه رب العالمين الحمد لله رب العالمين والعالم - 00:19:40
هو كل ما سوى الله تعالى في العالمين جمع عالم والعالم هو سوء كل ما سوى الله تعالى. فهو رب كل شيء ومالكه اي مالك كل شيء فالملك كله لله تعالى ولله ملك السماوات والارض - 00:19:57
وهذا مما ذكره الله تعالى في كتابه كثيرا فان الله تعالى مالك كل شيء جل وعلا. والهه اي ومألوه وسيأتينا بيان معنى الالهية في كلام المؤلف رحمه الله بعد ان بين المؤلف رحمه الله ان الله جل وعلا رب كل شيء - 00:20:12
وانه اله كل شيء بين معنى الربوبية فقال فالرب مصدر ربا يرب ربا وابتدأ المؤلف رحمه الله ببيان الربوبية لانه الاصل الذي تبنى عليه الالهية الاصل الذي تبنى عليه الالهية. ولذلك ابتدأ بذكره وابتدأ ببيانه. فقال اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء - 00:20:32
ومالكه ثم قال واله وبدأ في التفسير والتفصيل ببيان وشرح الربوبية فقال فالرب مصدر يرب ربا فهو راب وهذه الكلمة تدور على معنى التربية وهو التدرج في الشيء الى ان يبلغ كماله - 00:20:56
هذا المعنى الجامع لكلمة الرب واذا تأملت ما ذكره العلماء في معنى هذه الكلمة وجدت انه لا يخرج عن هذا المعنى فالرب في كلام العلماء هو ايد المالك الرازق المصلح المدبر - 00:21:21
وما اشبه ذلك من المعاني وهذه المعاني مقتضاها ان الرب هو القائم على العبد بما يصلحه خلقا وملكا ورزقا وتدبيرا وهذا المعنى يتبين به قول الله تعالى رب العالمين. اي القائم على العالمين جميعا كما قال الله تعالى افمن هو قائم على كل نفس - 00:21:39
بما كسبت فالله تعالى قائم على كل نفس بما كسبت اي بكسبها وكل شيء يقوم به فلا قيام لشيء الا به سبحانه وبحمده وهذا من معاني اسمه القيوم فبه قامت السماوات والارض وبه قام الخلق فالرب هو القائم على عباده بما - 00:22:06
يصلحهم خلقا ملكا رزقا تدبيرا يقول المؤلف رحمه الله فمعنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين فهو مصدر في معنى اسم الفاعل راب بمعنى قائم بما تحصل به مصالح العالمين - 00:22:28
فان الرب سبحانه هو الخالق الموجد لعباده والخلق من اول ما يندرج بمعنى الربوبية ثم قال القائم بتربيتهم واصلاحهم بتربيتهم واصلاح تربية هنا هي القيام بكل ما يحصل به نموهم وذكاؤهم - 00:22:50
وارتفاعهم لان التربية مأخوذة من الربو وهو الزكاة والصلاح والارتفاع. المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين اذا الملخص من هذا الكلام ان الربوبية هي القيام معنى الربوبية هي القيام على الخلق بما يصلحه. القيام على الخلق بما يصلحه خلقا - 00:23:13
وملكا ورزقا وتدبيرا والدليل على ان الربوبية تشتمل على هذه المعاني الاربعة قول الله تعالى في سورة يونس قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر - 00:23:39
فسيقولون الله قل افلا تتقون هذه الاية تضمنت هذه المعاني الاربعة وهي اصول ما يتعلق باثبات الربوبية لله تعالى الرزق في قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض الملك في قوله - 00:24:01
امن يملك السمع والابصار الخلق في قوله ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي التدبير في قوله ومن يدبر الامر فهذه المعاني الاربعة كلها من لوازم الاقرار بربوبية الله تعالى لا يتم ايمان احد بان الله رب العالمين الا اذا اقر بهذه المعاني الاربعة فمن - 00:24:20
على خالق غير الله فانه كفر بالربوبية. من جعل مالكا مع الله فانه كفر بربوبية الله تعالى من جعل خالقا رازقا مع الله فقد اشرك في الربوبية من جعل مدبرا مع الله يدبر الكون ويصرف امر الخلق - 00:24:44
ولو في جزء من الاجزاء وامر من الامور فقد اشرك في الربوبية. وهذه الاصول كانت العرب تقر بها بل ان جميع من ارسل الله تعالى اليهم الرسل كانوا يقرون في الجملة هذه المعاني وان كان بعض من ارسل اليهم اشركوا في الربوبية - 00:25:04
كما قال فرعون انا ربكم الاعلى وكما قال النمرود انا احيي واميت لكن هذا على وجه الشذوذ لا على وجه العموم. فعامة من بعثت اليهم الرسل يقرون بهذا النوع من التوحيد - 00:25:27
ليس عندهم انكار ولا تكذيب لتوحيد الربوبية ولذلك تجد ان القرآن يحتج على المشركين فيما وقعوا من تقصير في توحيد الالهية باي شيء بتوحيد الربوبية ولذلك في هذه الاية التي ذكرناها قبل قليل - 00:25:43
بعد ان ذكر الله تعالى ما يتعلق بالربوبية قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر ما هو جوابهم؟ قص الله جوابهم. فسيقولون الله ولو كانوا يقولون غير الله هل يسكتون ويجاملون النبي صلى الله عليه وسلم في هذا كان - 00:26:04
فيقولون لا غير الله يفعل هذا لكن لم يحفظ ان احدا من المشركين جادل النبي في هذا فسيقولون الله ثم جاء الاحتجاج بهذا التوحيد على التوحيد الالهية فقال افلا تتقون؟ اي فالافلا تتقون ما انتم عليه من الشرك بالله تعالى - 00:26:24
والتكذيب للرسول فيما دعاكم اليه من افراد الله بالعبادة. هنا لم يذكر المتقى يعني ما ذكر المفعول. قال افلا تتقون ولم يذكر ايش اتقون وهذا لافادة ايش العموم ليعم كل ما يتقى - 00:26:44
فيشمل الاتقاء افلا تتقون الشرك افلا تتقون تكذيب الرسل افلا تتقون الله الذي اشركتم به افلا تتقون النار التي وعدها الله المشركين يشمل كل هذا لاجل ترك المعبول وحذف المعمول يفيد العموم في المعنى - 00:27:00
ثم قال رحمه الله نعم والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها. ويفردونه بالحب والخوف الرجاء والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطلب والتوكل ونحو هذه الاشياء. فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات عن عن الاسباب - 00:27:17
فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى. وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. واذا عرفت ذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه - 00:27:49
كما ان الرحمة هي الوصلة بينهم وبينه عز وجل المالد رحمه الله عطف على بيان الربوبية بيان الالهية فقال والالهية الالهية مأخوذة في الاصل من الاله وهي كلمة مشتقة نعم وهي كلمة يدور معناها على التأله وهو الحب. فالمألوه هو المعبود المحبوب - 00:28:18
وسيأتي مزيد بيان هذا التوحيد في كلام المؤلف رحمه الله لكن بين المؤلف رحمه الله شيئا مما يندرج او اصول ما يندرج في في الالهية والالهية توحيد الالهية هو افراد الله تعالى بالعبادة. هذا - 00:28:43
اجود واوضح تعريف الالهية افراد الله تعالى بالعبادة اي انه لا يعبد سواه. قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اي مخلصين له العمل فالالهية هو عبادة الله وحده لا شريك له. ويذكر بعض اهل العلم تعريفات اخرى منها افراد الله تعالى بافعال العباد - 00:28:59
لكن هذه التعاريف لا يتبين بها المعنى على وجه الوضوح كما انها لا تخلو من اعتراض على بعض ما يفهم منها لكن التعريف الواضح الذي يتبادر الى الذهن وتقبله النفوس ان يقال توحيد الالهية هو ان يعبد الله وحده لا شريك له افراد الله - 00:29:25
الله تعالى بالعبادة الا يعبد مع الله غيره. الالهية هي لا اله الا الله. هذا ايسر تعريف واسهل تعريف معنى توحيد الالهية الذي يدور هذا الكتاب على تجريده وتوظيحه. وقد احسن المؤلف رحمه الله لما بدأ ببيان - 00:29:46
التوحيد لان بيان الشيء يعطي تصورا للعبد عن حقيقة هذا النوع من التوحيد ثم اذا تحقق له هذا النوع وتبين فهذا اعظم تخليص للتوحيد والتجريد له لانه به يتبين ان كل انحراف بصرف اي نوع من انواع العبادة لغير الله تعالى سواء كانت عبادة قولية او فعلية او عملية يقدح في توحيد - 00:30:04
الالهية يقول رحمه الله والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها وانما ذكر الحب لان الحب اصل العبادة وهي التي تبقى مع العباد حتى في الاخرة فاصل عبادة محبة الله تعالى - 00:30:32
ولذلك كان اول شرك ذكره الله على وجه البيان والظهور في كتابه في المصحف العثماني شرك المحبة ذكر الله عز وجل الشرك اجمالا في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون في اول سورة البقرة ثم قال في بيان اول سورة منصور الشرك ظاهرة ومن الناس من يتخذ من - 00:30:52
من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله وهذا يبين ان كل خلل في توحيد العبادة مبعثه واصله نقص في المحبة وان لها من اخص لوازم العبادة. اذ لا تقوم العبادة - 00:31:18
الا بالمحبة ولا يدرك الانسان سعادة الدنيا ونعيم الاخرة الا بالمحبة وهذا امر اضطراري وليس اختياري يعني ليس للانسان عنه غنى فالقلب مضطر الى محبوبه الاعلى فلا يغنيه حب ثاني. كما قال ابن القيم رحمه الله - 00:31:37
القلب مضطر الى محبوبه الاعلى يعني الله جل وعلا فلا يغنيه حب ثاني وصلاحه ونعيمه وفلاحه تجريد هذا الحب للرحمن اي تخليصه فاذا خلصه ادرك النعيم والصلاح والفلاح وادرك سعادة الدنيا وفوق الاخرة. فاذا تخلى منه اصبح حائرا. يعني اذا خذا القلب من محبة الله تعالى - 00:31:58
اصبح الانسان في حيرة اصبح حائرا ويعود في ذا الكون ذاه يماني. اي انه يهيم على وجهه لا يدرك خيرا ولا يحصل بل هو في ظلمات لا حد لها ولا وصف انما هي تعاسات وشهوات - 00:32:23
فالذي يريد السعادة يجرد هذا الحب لله تعالى ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله في اول ما ذكر مما يتعلق بتوحيد الالهية المحبة فقال كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا قد ذكرنا ان محبة الله تعالى هي اصل العبادات وهي اصل الاعمال لان المحرك الذي يوجد العمل فالمحبة حادي يقود الانسان الى - 00:32:42
الاعمال والى الصالح منها من طاعة الله تعالى. وذكر بعد المحبة فقال ويفردونه بالحب والخوف والرجاء. يعني هم يحبونه سبحانه وبحمده. وهذه المحبة لا يصلح ان يكون فيها شركة بل لا بد لا بد ان تكون خالصة. ولذلك ذكر ابن القيم في اه نونيته قال وصلاحه وفلاحه ونعيمه وصلاحه وفلاحه تجريد - 00:33:07
وهذا الحب للرحمن فلابد من تجريد هذا الحب لله جل وعلا وتخليصه ولذلك يقول المؤلف رحمه الله ويفردونه اي يوحدونه بالحب والخوف والرجاء والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطلب والتوكل ونحو هذه الاشياء اي - 00:33:35
ما يتعلق بانواع العبادات. بدأ باصولها وهي ثلاثة. الحب والخوف والرجاء وهذه الامور الثلاثة هي اركان الايمان ومقامات الاحسان التي عليها مدار مقامات السالكين الى الله تعالى فالسالكون الى الله تعالى لا يصلون اليه الا بطائر. رأسه الحب وجناحاه الخوف والرجاء. فاذا - 00:33:54
قطع الرأس مات الطائر وانقطع السير الى الله تعالى واذا اختل الجناحان او احدهما كان السير الى الله تعالى عاثرا فينبغي للعبد ان يكمل خوفه اولا يكمل محبته لله تعالى لانها - 00:34:22
الرأس ويكمل خوفه ورجاءه لله تعالى فبهما يتم السير الى الله تعالى. ما دليل ان هذه اصول العبادة قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون - 00:34:40
يبتغون الى ربهم وسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فهذه لا يتظمنت هذه المقامات الثلاثة. وبدأ الله تعالى بذكر المحبة اولا وذلك في قوله الذين يبتغون الى ربهم الوسيلة القربى وذلك بمحبته فان ابتغاء الوسيلة - 00:34:58
اليه جل وعلا هي التقرب اليه بحبه سبحانه وبحمده. فالتقرب اليه بالحب هو اول المقامات واعظمها الذي اذا حققه العبد فاز وسبق سبقا كبيرا ثم ذكر بعد ذلك انواعا من اعمال القلوب والجوارح. فقال والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطلب - 00:35:20
وهذه اعمال تكون في القلب وتكون في الجوارح. منها قولي ومنها عملي. كل هذه يجب افراد الله تعالى بها. ومن هنا نفهم ان عيد الالهية هو ان تفرد الله تعالى بالعبادة. فلا تعبد معه غيره. هذا هو توحيد الالهية. افراد الله تعالى بالعبادة - 00:35:43
فلا يعبد معه سواه جل وعلا بل هو المتفرد سبحانه وبحمده بالحب والخوف والرجاء وسائر الاعمال الواجبة والمستحبة الظاهرة والباطنة التي امر الله تعالى بها ورسوله. وهذا التعريف اجود من ما شاع في بعظ الكتب وانتشر من ان توحيد الالهية - 00:36:03
مراد الله تعالى بافعال العباد فان هذا التعريف لا يبين المعرف. ومن وظائف التعاريف ومهامها ايش؟ الكشف عن معاني الالفاظ اليس كذلك؟ اذا قلت تعريف التوحيد تعريف الفقه تعريف الاصول تعريف كذا - 00:36:27
انما تريد ان تبين وتعرف فكيف تختار تعريفا من هذه التعاريف؟ او ترشح تعريفا من التعاريف الكثيرة التي تذكر انظر الى مدى بيانه فانه كلما كان التعريف مبينا لللفظ وموظحا للمعنى كان ذلك اجدر واولى بالترشيح من غيره في الاختيار. يقول رحمه الله - 00:36:43
الله فان التوحيد حقيقته فان التوحيد حقيقته اي منتهاه واصله. حقيقة الشيء تطلق على منتهاه يعني ما ينتهي اليه. ويطلق ايضا على اصله الذي به تبين ويتضح ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط - 00:37:03
الله اكبر هذه حقيقة التوحيد ان ترى الامور كلها من الله تعالى. رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط في جلب المنافع ودفع مع بعض فان التوكل ثمرة كمال توحيد الربوبية وتوحيد الالهية. فاذا كمل العبد تعلقه بالله تعالى في ربوبيته وفي الهيته وفي اسمائه وصفاته - 00:37:25
صار الى هذه المنزلة العظمى وهي ان يرى الامور كلها من الله تعالى. فلا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وهذه الكلمات نرددها بعد صلواتنا وفي ادبار الفرائض والمكتوبات ونقولها في غير ذلك من المناسبات والاحوال ينبغي ان نقف عند - 00:37:52
انا لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت فهو جل وعلا عنه يصدر كل شيء. فكل خير يصل اليك وكل شر يندفع عنك انما هو من الله تعالى فينبغي للعبد ان - 00:38:12
يحقق هذه المرتبة وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ففي صحيح الامام مسلم من طريق ثابت البناني عن انس بن مالك رضي الله عنه يقول خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات. لم يقل لي قط في شيء - 00:38:26
جعلته لما فعلته ولا في شيء لم افعله هلا فعلت وكان اذا لامني اهله او عاتبني عاتبوني في شيء قال دعوه فلو قضي شيء لكان. وهذا هو التسليم التام الذي يشير اليه المؤلف رحمه الله في قوله فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية - 00:38:44
الالتفات على الاسباب والوسائط. وانظر الى قطع الالتفات وليس الشأن في عدم الاخذ بالاسباب والوسائط لكن هناك من يأخذ بالسب والوسيلة كما سيأتي توظيحه والواسطة التي توصله الى الغاية لكنه يأخذ بها على انها امر الله وانها الوسيلة التي يصل بها الى - 00:39:10
وليس هناك تعلق ولا نظر ولا اعتماد على هذه الوسيلة او هذه آآ او هذا السبب او هذا هذه الواسطة التي توصله الى الغاية فرق بين الاخذ بالاسباب وبين الالتفات اليها. الالتفات اليها نقص في التوحيد - 00:39:30
والاخذ بها من كمال الشرع والدين والعقل ونفي الاسباب بالكلية هذا لا يقره شرع ولا عقل. فعندنا مراتب ثلاثة التفات اخذ قطع وترك للاسباب الطريق القويم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر الله به ورسوله ان يأخذ الانسان بالاسباب لكن يأخذ بها على انها وسائل قد تؤدي الى النتيجة - 00:39:49
وقد لا تؤدي الى النتيجة والفاصل في ذلك والحاكم هو الله جل وعلا الذي لا معقب لحكمه ولا رد لقضائه. يقول المؤلف رحمه الله فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى كما جاء ذلك في الذكر المأثور الذي رواه البخاري ومسلم من - 00:40:15
المغيرة بن شعبة فيما كتبه لمعاوية ابن ابي سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر الصلوات لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله - 00:40:35
والحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. يقول رحمه الله وهذا المقام يثمر التوكل يعني اذا تحقق للعبد هذا المقام وهو ان بلغ حقيقة التوحيد فان التوكل ثمرة ذلك السعي - 00:40:45
ايوة نتيجة ذلك العمل وترك شكاية الخلق يعني يثمر ايضا ترك شكاية الخلق لا يلومه كما ذكرنا في احاديث انس ابن مالك ان النبي وسلم لم يقل له في شيء فعله لما فعلته ولا في شيء لم يفعله هلا فعلته. وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والرضا عن الله جل وعلا - 00:41:04
غاية نعيم الدنيا كما انه غاية نعيم الاخرة ففي صحيح الامام مسلم من حديث عامر بن سعد عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا - 00:41:24
وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. ذاق طعم الايمان اي حصله ذوقا طعما يجده في قلبه وفي فؤاده يجده كما ان يجد الانسان ضعنا الحلو والمر والمالح وغيره بلسانه لكنه لا يذوق ذلك الا من حقق الوصف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد - 00:41:42
الله عليه وسلم نبيا والرضا عن الله تعالى اي يثمر هذا المقام من مقام التوحيد تكميل الالهية وتكميل الربوبية يثمر الرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:42:09
Transcription
الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه وتن عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله هو صفيه وخليله صلى الله عليه - 00:00:04
وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد هذا هو اول الدروس المتعلقة التعليق على كتاب تجريد التوحيد المفيد للامام العلامة احمد ابن علي المقريزي رحمه الله - 00:00:19
هذا الكتاب يعالج ما يتعلق بتوحيد الالهية اي انه تضمن تخليص وتوظيح توحيد الالهية فقوله تجريد التوحيد المقصود بالتوحيد هنا توحيد الالوهية كما ستتبين من مباحث هذا الكتاب وهو كتاب ماسع مفيد - 00:00:38
كتبه مؤلفه رحمه الله في القرن الثامن او التاسع الهجري مدة حياته رحمه الله في هذين القرنين فيه من بيان حق الله تعالى في التوحيد و مكملاته وبيان اسباب الضرر عنه - 00:01:00
ما هو حري بالوقوف عليه؟ والكتاب تضمن نقولا من كلام الشيخين كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله ولم يشر المؤلف رحمه الله فيما نقل وهذا ما جرى عليه عمل العلماء - 00:01:21
ما في السابق انهم ينقلون كلام بعضهم دون عزو وليس في هذا تثريب فالامر في هذا واسع لان المقصود العلم وهذا على حد قول الشافعي وددت ان الناس اخذوا عني دون ان يذكروني - 00:01:35
فهم رحمهم الله لم يكونوا يدققون في هذا الامر ويشددون كما هو حال المتأخرين فان المتأخرين يعيبون نقل كلام الغير دون عزوه او بيانه ولعل من الاسباب التي جعلت المؤلف رحمه الله - 00:01:53
لا يعزو ما نقله من كلام الشيخين ان الشيخين رحمهما الله لقي معارضة شديدة من كثير من الناس فخشي من ذكر الاسم ان يكون ذلك من اسباب الرد وعدم القبول - 00:02:11
فذكر الحق الذي رآه من كلامهما دون ان يعزوه اليهما وهذا ادعى لقبول ما كتب رحمه الله والمراد ان المؤلف رحمه الله ذكر في هذا الكتاب وجل ما يتعلق بتوحيد - 00:02:28
الالهية ولم يجري فيه رحمه الله على تنسيق او ترتيب معين بل جرى في كلامه بعض التكرار ولكنه في الجملة كلام عذب لبيب تتوق الاسماع الى سماعه والانفس الى عقله بعبارة سهلة موجزة رفيعة. وهذا ما تميز به هذا الكتاب عن غيره. والذي يظهر انه اول - 00:02:44
كتاب افرد فيما يتعلق بتوحيد الالهية على وجه التخصيص لهذا العلم فلم يسبق فيما وقفنا عليه وسمعناه من كلام العلماء فيما يتعلق بتوحيد الالهية انه صنف في هذا الباب كتاب مستقل قبل هذا الكتاب - 00:03:10
وفوق كل ذي علم عليم. ولعل المؤلف رحمه الله خص هذا الموضوع هذا الكتاب لكثرة الانحراف الذي طرأ على هذا الاصل الاصيل من اصول الايمان وقواعد الدين فاحتاج الى تجليته وتوظيحه بمؤلف مستقل وسيجري ان شاء الله تعالى - 00:03:30
تنبيه على بعض ما ورد في كلام المؤلف رحمه الله في بعض المواضع اذا جاء محل ذلك مما قد يكون فيه بعض النظر لكن في الجملة هذا الكتاب من انفع الكتب - 00:03:53
ومن ادعاها قبولا عند الناس فيما يظهر والسبب ان الشيخ رحمه الله من العلماء المتقدمين ولا يمكن ان ينسب لمدرسة معينة كالوهابية على سبيل المثال فان محمد بن عبد الوهاب - 00:04:07
متأخر عن المؤلف بقرون مع كونه موافقا له في مسائل هذا الباب واصول هذا اه الاصل الاصيل من قواعد الدين وهذا يؤكد ان العلماء وان اختلفت ازمانهم واختلفت مذاهبهم وان اختلفت طرائقهم - 00:04:24
فهم فيما يتعلق بعبادة الله تعالى وتوحيده على اصل واحد لا خلاف بينهم. فكل من ورد الكتاب والسنة وصحح القصد وصدق الطلب فلا بد ان يصل الى النتيجة التي هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من اخلاص الله تعالى وافراده بالعبادة. نسأل الله جل وعلا ان يجعل هذه القراءة مباركة - 00:04:43
وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام المقرزي رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد - 00:05:07
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين بديع الفرائض ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة. سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد. والله اسأل العون - 00:05:40
على العمل به بمنه المؤلف رحمه الله هو احمد بن علي المقريزي المصري الشافعي وهو من علماء القرن الثامن والتاسع الهجري والمؤلف رحمه الله من الكبراء الذين اكثروا التأليف في فنون شتى - 00:06:20
الا ان بروزه الاكبر والاظهر فيما يتعلق التواريخ فهو امام كبير له مؤلفات معتمدة ونظر ثاقب فيما يتعلق تواريخ الامم الاسلامية وله مؤلفات في الفقه وفي غيره من العلوم ومنه هذا المؤلف فيما يتعلق باصل الدين وهو التوحيد - 00:06:43
المؤلف رحمه الله سمى هذا الكتاب تجريد التوحيد المفيد ومعنى التجريد التخليص فتجريد الشيء تخليصه وازالة العوائق العالقة به والتوحيد المقصود بالتوحيد هنا توحيد الالهية وهو افراد الله تعالى بالعبادة - 00:07:09
واصل التوحيد مأخوذ من وحد يوحد توحيدا فهو بمعنى التفريط واما في الاصطلاح فذكرت انه افراد الله تعالى بالعبادة. وقوله رحمه الله المفيد اي الذي يفيد الانسان في تحقيق الفضائل وتحصيل - 00:07:32
ما رتبه الله تعالى من الاجور على التوحيد فقول تجريد التوحيد المفيد اي تخليص التوحيد الذي تحصل به الفائدة وذلك ان التوحيد الذي جاءت به الرسل متفق عليه بينهم وهو ظاهر بين في كتاب الله تعالى - 00:07:53
لا يتعب الناظر في كتاب الله تعالى والقارئ لكلام الله جل وعلا في التوصل الى معناه وانه افراد الله تعالى بالعبادة لكن هذا التوحيد طرأ عليه من العلائق والشوائب ما اوجب - 00:08:14
تخليصه حتى يصفو ويسلم مما علق به. فجعل المؤلف رحمه الله كتابه بهذا الاسم ليبين ان مقصوده من كتابه تجلية التوحيد وتوظيحه والتوحيد الذي يريد تجليته وتوظيحه هو التوحيد الذي - 00:08:32
يحصل به الفائدة لمن حققه وعمل به ابتدأ المؤلف رحمه الله هذا الكتاب المبارك بالبسملة كسائر عمل العلماء في مؤلفاتهم والبسملة جملة مفيدة تامة وهي اما اسمية او فعلية على حسب التقدير - 00:08:51
والبداءة بالبسملة هي ما جرى عليه كلام الله تعالى في كتابه فان الله تعالى افتتح كتابه بالبسملة وافتتح السور للبسملة عدا سورة البراءة. فافتتاح الكتب بالبسملة سنة قرآنية كما انه سنة نبوية فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح كتبه بالبسملة كما جرى ذلك في كتاباته للملوك - 00:09:09
اصحابه غيرهم ممن كتب لهم. فكان يفتتح كتبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ببسم الله الرحمن الرحيم او باسمك اللهم او ما الى ذلك مما جرى به عمله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:09:36
وقد جاءت احاديث عديدة في الندب الى الافتتاح بالبسملة لكن لا يصح منها شيء فكلها ظعيف وعطف المؤلف رحمه الله على الافتتاح بالبسملة الحنبلة فجمع في هذا الكتاب بين الامرين البسملة والحمدلة - 00:09:50
وكان يكفي ان يبتدأ كتابه بالبسملة لانه الاصل فيما تفتتح به المكاتبات لكن ذكر الحمدلة مما جرى عليه عمل العلماء وان كان المحفوظ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كتبه انه يقتصر في الافتتاح على البسملة ثم يشرع في المقصود من الكتاب - 00:10:11
لكن جرى عمل العلماء على ذكر الحنبلة فجمعوا بين الامرين والامر في هذا واسع. لكن من حيث المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم هو ذكر البسملة. في اول كتبه - 00:10:31
قال رحمه الله الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين. اقتضب المؤلف رحمه الله في هذه المقدمة في افتتاح الكتاب مسارعة في البداء بالمقصود. وذكر في الحمدلة - 00:10:45
نوعين من انواع التوحيد الالهية والربوبية وهذا قد يقال انه من براعة الاستهلال لان المؤلف رحمه الله سيتكلم عن هذين النوعين. وان كان المقصود الاصلي في الكلام والكلام على توحيد الالهية لكنه ذكر ايضا توحيد - 00:11:07
الربوبية في ثنايا كلامه ثم بين ان العاقبة للمتقين والعاقبة اي الخاتمة وما يؤول اليه الامر للمتقين وهي في الدنيا على وجه الاحتمال بالنسبة للافراد وفي الاخرة على وجه اليقين لكل احد ممن اتصف بهذا الوصف. اما في الدنيا فهي في حق الافراد على الاحتمال - 00:11:26
قد تكون العاقبة لهم بمعنى انهم يظفرون ويظهرون على خصومهم وقد لا يكون ذلك. لكنها لا تفوت في الاخرة بل هي لهم على وجه اليقين. واما من حيث العموم بوصف المتقين فان العاقبة لهم حتى في الدنيا - 00:11:51
لان الله تعالى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله باظهار هذا الدين على كل دين امر لابد منه لانه وعد الله الذي لا يخلف الميعاد ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك - 00:12:11
قال وبعد والغالب في كلام العلماء استعمال اما بعد وهذا هو الذي جاءت به السنة واما كلمة وبعد فانها لم تذكر في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وليست مما عرف في كلام المتقدمين فيما يظهر - 00:12:29
لكن جرى عليها كلام المتأخرين ولعل ذلك على وجه الاختصار بكثرة ورود هذه الكلمة والا فان الاصل في الكلمة انها اما بعد يقول رحمه الله فهذا كتاب جمع الفوائد بديع الفرائض. المشار اليه هو ما سنقرأه من هذا الكتاب - 00:12:47
والمشار اليه هنا مشار الى موجود وقبل تأليفه مشار الى منوي وصف الكتاب رحمه الله بوصفين انه جمع الفوائد بديع الفرائض. جمع الفوائد اي كثيرها كما قال الله تعالى وتحبون المال حبا - 00:13:09
جما اي كثيرة قوله جمع الفوائد اي كثير الفوائد بديع الفرائض بديع اي انه يأتي بفوائد مبتكرة لم يسبق اليها وهذا على وجه التجوز وليس في كل ما ذكر انما فيه فوائد اشار اليها ونبه اليها لم يسبق اليها ولعل - 00:13:28
الكتاب ذاته بديع من حيث هو لانه لم يسبق الى التأليف في هذا الباب من ابواب العلم على وجه الخصوص فاصل التأليف على وجه الاختصاص بهذا الموضوع لم يسبق اليه المؤلف رحمه الله كما ذكرنا قبل قليل - 00:13:52
فقول بديع الفرائد اي انه يأتي بفرائض لم يسبق اليها وهو صادق من حيث بعض ما تضمنه الكتاب ومن حيث الكتاب اصله فانه بدعة حسنة دعت اليه الحاجة قال رحمه الله ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة. المؤلف رحمه الله - 00:14:11
بعد ان اثنى على كتابه وهذا الثناء ليس من العجاب بالعمل بشيء انما هو للترغيب والحث نظير قول يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فوصف نفسه بهذين لا على وجه العلو والارتفاع والكبر والعجب انما - 00:14:32
ذلك على وجه البيان للواقع حتى يقبل الملك على تعيينه والاستفادة منه فكذلك المؤلف رحمه الله وصف كتابه بهذا الوصف ليحث القراء على قراءته والسامعين على سماعه. والدارسين على دراسته - 00:14:56
لكنه اشترط للانتفاع به شرطين. وهذان الشرطان لا بد منهما لمن اراد العلم النافع. قال رحمه الله ينتفع به من اراد الله والدار الاخرة من اراد الله اي قصد الله تعالى في عمله واراد الاخرة يعني اراد ثواب الله تعالى - 00:15:13
ولم يكن همه امرا من امور الدنيا بل همه الدار الاخرة يسعى لتحصيلها والفوز بها والدار الاخرة هي ما يستقر فيه الناس وسميت الاخرة لانها اخر المراحل واخر الطباق التي يمر بها الناس - 00:15:32
قال الله تعالى لتركبن طبقا عن طبق اي معاني هذه الاية ان الانسان يمر بمراحل اولا تراب ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظام ثم يكسو العظام لحم ثم يولد الانسان - 00:15:52
صغيرا ثم يشب حتى يهرب ثم يموت فيقبر ثم ينشر ويحاسب ثم بعد ذلك يصير الى ما ذكر الله تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير. وهذا منتهى المراحل ومنتهى الطباق ولذلك سميت - 00:16:11
تلك الدار بالدار الاخرة لانها اخر الدور التي يسكنها الانسان. والدور دار العدم ودار الوجود الدنيوي ودار الحياة البرزخية والدار الاخرة التي ينتهي اليه الناس وهي اربعة دور في الجملة - 00:16:30
على اجمال للمراحل التي تقدمت يقول رحمه الله سميته كتاب تجريد التوحيد المفيد تجريد التوحيد المفيد وتكلمنا على هذا المعنى ثم بعد ذلك قال والله اسأل العون على العمل به بمنه - 00:16:46
يعني بعد علمه ومعرفته ينتقل الانسان الى العمل وهذي اللفتات لفتات مهمة لطالب العلم وانه انما يتعلم ليعمل لا ليستكثر من المعلومات والمعارف فقط فان الاستكثار من المعلومات والمعارف دون ان يرتقل ذلك الى عمل - 00:17:03
لا ينفع الانسان بل لابد للمؤمن ان يجتهد في العمل بكل ما علم. وقد كان السلف يحرصون على العمل بما علموه ولو مرة واحدة. ولو مرة واحدة حتى ان الامام احمد رحمه الله عمل في الحجامة واعطى الحاجم - 00:17:23
دينارا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. تأثيم بعمله صلى الله عليه وسلم واخذا بسنته فينبغي للمؤمن ان يحرص على ان يكون عمله تابعا لعلمه والا يكون العلم مجرد معارف - 00:17:42
نظرية فان المرء اذا لم يقيد العلم بالعمل لم ينتفع وكان علمه حجة عليه ومزيدا من حجج الله تعالى التي تقوم عليه يوم القيامة يقول رحمه الله بعد هذا اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه. فالرب مصدر رب يرد ربا - 00:17:59
فهو راب فمعنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين فان الرب سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد لعباده القائم بتربيتهم واصلاحهم المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين ودنيا يقول رحمه الله اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه واله. هذا شروع في - 00:18:23
المقصود من هذا الكتاب وابتدأه رحمه الله بطلب العلم فقال اعلم وهذا يكون فيما يهم ادراكه وفيما يشرف من المعلومات قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك - 00:18:58
ولذلك الغالب ان ذلك يأتي فيما يهم ادراكه ويختل امر الانسان تركه وجهله. فطلب العلم في مثل هذا المقام للتنبيه الى اهمية المعلوم. اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء ومالكه والهه. فعرف المؤلف - 00:19:18
الله تعالى بربوبيته والهيته فقال اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء والله تعالى رب كل شيء كما قال جل وعلا اه رب العالمين الحمد لله رب العالمين والعالم - 00:19:40
هو كل ما سوى الله تعالى في العالمين جمع عالم والعالم هو سوء كل ما سوى الله تعالى. فهو رب كل شيء ومالكه اي مالك كل شيء فالملك كله لله تعالى ولله ملك السماوات والارض - 00:19:57
وهذا مما ذكره الله تعالى في كتابه كثيرا فان الله تعالى مالك كل شيء جل وعلا. والهه اي ومألوه وسيأتينا بيان معنى الالهية في كلام المؤلف رحمه الله بعد ان بين المؤلف رحمه الله ان الله جل وعلا رب كل شيء - 00:20:12
وانه اله كل شيء بين معنى الربوبية فقال فالرب مصدر ربا يرب ربا وابتدأ المؤلف رحمه الله ببيان الربوبية لانه الاصل الذي تبنى عليه الالهية الاصل الذي تبنى عليه الالهية. ولذلك ابتدأ بذكره وابتدأ ببيانه. فقال اعلم ان الله سبحانه هو رب كل شيء - 00:20:32
ومالكه ثم قال واله وبدأ في التفسير والتفصيل ببيان وشرح الربوبية فقال فالرب مصدر يرب ربا فهو راب وهذه الكلمة تدور على معنى التربية وهو التدرج في الشيء الى ان يبلغ كماله - 00:20:56
هذا المعنى الجامع لكلمة الرب واذا تأملت ما ذكره العلماء في معنى هذه الكلمة وجدت انه لا يخرج عن هذا المعنى فالرب في كلام العلماء هو ايد المالك الرازق المصلح المدبر - 00:21:21
وما اشبه ذلك من المعاني وهذه المعاني مقتضاها ان الرب هو القائم على العبد بما يصلحه خلقا وملكا ورزقا وتدبيرا وهذا المعنى يتبين به قول الله تعالى رب العالمين. اي القائم على العالمين جميعا كما قال الله تعالى افمن هو قائم على كل نفس - 00:21:39
بما كسبت فالله تعالى قائم على كل نفس بما كسبت اي بكسبها وكل شيء يقوم به فلا قيام لشيء الا به سبحانه وبحمده وهذا من معاني اسمه القيوم فبه قامت السماوات والارض وبه قام الخلق فالرب هو القائم على عباده بما - 00:22:06
يصلحهم خلقا ملكا رزقا تدبيرا يقول المؤلف رحمه الله فمعنى قوله تعالى رب العالمين رب العالمين فهو مصدر في معنى اسم الفاعل راب بمعنى قائم بما تحصل به مصالح العالمين - 00:22:28
فان الرب سبحانه هو الخالق الموجد لعباده والخلق من اول ما يندرج بمعنى الربوبية ثم قال القائم بتربيتهم واصلاحهم بتربيتهم واصلاح تربية هنا هي القيام بكل ما يحصل به نموهم وذكاؤهم - 00:22:50
وارتفاعهم لان التربية مأخوذة من الربو وهو الزكاة والصلاح والارتفاع. المتكفل بصلاحهم من خلق ورزق وعافية واصلاح دين اذا الملخص من هذا الكلام ان الربوبية هي القيام معنى الربوبية هي القيام على الخلق بما يصلحه. القيام على الخلق بما يصلحه خلقا - 00:23:13
وملكا ورزقا وتدبيرا والدليل على ان الربوبية تشتمل على هذه المعاني الاربعة قول الله تعالى في سورة يونس قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر - 00:23:39
فسيقولون الله قل افلا تتقون هذه الاية تضمنت هذه المعاني الاربعة وهي اصول ما يتعلق باثبات الربوبية لله تعالى الرزق في قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض الملك في قوله - 00:24:01
امن يملك السمع والابصار الخلق في قوله ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي التدبير في قوله ومن يدبر الامر فهذه المعاني الاربعة كلها من لوازم الاقرار بربوبية الله تعالى لا يتم ايمان احد بان الله رب العالمين الا اذا اقر بهذه المعاني الاربعة فمن - 00:24:20
على خالق غير الله فانه كفر بالربوبية. من جعل مالكا مع الله فانه كفر بربوبية الله تعالى من جعل خالقا رازقا مع الله فقد اشرك في الربوبية من جعل مدبرا مع الله يدبر الكون ويصرف امر الخلق - 00:24:44
ولو في جزء من الاجزاء وامر من الامور فقد اشرك في الربوبية. وهذه الاصول كانت العرب تقر بها بل ان جميع من ارسل الله تعالى اليهم الرسل كانوا يقرون في الجملة هذه المعاني وان كان بعض من ارسل اليهم اشركوا في الربوبية - 00:25:04
كما قال فرعون انا ربكم الاعلى وكما قال النمرود انا احيي واميت لكن هذا على وجه الشذوذ لا على وجه العموم. فعامة من بعثت اليهم الرسل يقرون بهذا النوع من التوحيد - 00:25:27
ليس عندهم انكار ولا تكذيب لتوحيد الربوبية ولذلك تجد ان القرآن يحتج على المشركين فيما وقعوا من تقصير في توحيد الالهية باي شيء بتوحيد الربوبية ولذلك في هذه الاية التي ذكرناها قبل قليل - 00:25:43
بعد ان ذكر الله تعالى ما يتعلق بالربوبية قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر ما هو جوابهم؟ قص الله جوابهم. فسيقولون الله ولو كانوا يقولون غير الله هل يسكتون ويجاملون النبي صلى الله عليه وسلم في هذا كان - 00:26:04
فيقولون لا غير الله يفعل هذا لكن لم يحفظ ان احدا من المشركين جادل النبي في هذا فسيقولون الله ثم جاء الاحتجاج بهذا التوحيد على التوحيد الالهية فقال افلا تتقون؟ اي فالافلا تتقون ما انتم عليه من الشرك بالله تعالى - 00:26:24
والتكذيب للرسول فيما دعاكم اليه من افراد الله بالعبادة. هنا لم يذكر المتقى يعني ما ذكر المفعول. قال افلا تتقون ولم يذكر ايش اتقون وهذا لافادة ايش العموم ليعم كل ما يتقى - 00:26:44
فيشمل الاتقاء افلا تتقون الشرك افلا تتقون تكذيب الرسل افلا تتقون الله الذي اشركتم به افلا تتقون النار التي وعدها الله المشركين يشمل كل هذا لاجل ترك المعبول وحذف المعمول يفيد العموم في المعنى - 00:27:00
ثم قال رحمه الله نعم والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها. ويفردونه بالحب والخوف الرجاء والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطلب والتوكل ونحو هذه الاشياء. فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات عن عن الاسباب - 00:27:17
فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى. وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. واذا عرفت ذلك فاعلم ان الربوبية منه تعالى لعباده والتأله من عباده له سبحانه - 00:27:49
كما ان الرحمة هي الوصلة بينهم وبينه عز وجل المالد رحمه الله عطف على بيان الربوبية بيان الالهية فقال والالهية الالهية مأخوذة في الاصل من الاله وهي كلمة مشتقة نعم وهي كلمة يدور معناها على التأله وهو الحب. فالمألوه هو المعبود المحبوب - 00:28:18
وسيأتي مزيد بيان هذا التوحيد في كلام المؤلف رحمه الله لكن بين المؤلف رحمه الله شيئا مما يندرج او اصول ما يندرج في في الالهية والالهية توحيد الالهية هو افراد الله تعالى بالعبادة. هذا - 00:28:43
اجود واوضح تعريف الالهية افراد الله تعالى بالعبادة اي انه لا يعبد سواه. قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اي مخلصين له العمل فالالهية هو عبادة الله وحده لا شريك له. ويذكر بعض اهل العلم تعريفات اخرى منها افراد الله تعالى بافعال العباد - 00:28:59
لكن هذه التعاريف لا يتبين بها المعنى على وجه الوضوح كما انها لا تخلو من اعتراض على بعض ما يفهم منها لكن التعريف الواضح الذي يتبادر الى الذهن وتقبله النفوس ان يقال توحيد الالهية هو ان يعبد الله وحده لا شريك له افراد الله - 00:29:25
الله تعالى بالعبادة الا يعبد مع الله غيره. الالهية هي لا اله الا الله. هذا ايسر تعريف واسهل تعريف معنى توحيد الالهية الذي يدور هذا الكتاب على تجريده وتوظيحه. وقد احسن المؤلف رحمه الله لما بدأ ببيان - 00:29:46
التوحيد لان بيان الشيء يعطي تصورا للعبد عن حقيقة هذا النوع من التوحيد ثم اذا تحقق له هذا النوع وتبين فهذا اعظم تخليص للتوحيد والتجريد له لانه به يتبين ان كل انحراف بصرف اي نوع من انواع العبادة لغير الله تعالى سواء كانت عبادة قولية او فعلية او عملية يقدح في توحيد - 00:30:04
الالهية يقول رحمه الله والالهية كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا مألوها وانما ذكر الحب لان الحب اصل العبادة وهي التي تبقى مع العباد حتى في الاخرة فاصل عبادة محبة الله تعالى - 00:30:32
ولذلك كان اول شرك ذكره الله على وجه البيان والظهور في كتابه في المصحف العثماني شرك المحبة ذكر الله عز وجل الشرك اجمالا في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون في اول سورة البقرة ثم قال في بيان اول سورة منصور الشرك ظاهرة ومن الناس من يتخذ من - 00:30:52
من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله وهذا يبين ان كل خلل في توحيد العبادة مبعثه واصله نقص في المحبة وان لها من اخص لوازم العبادة. اذ لا تقوم العبادة - 00:31:18
الا بالمحبة ولا يدرك الانسان سعادة الدنيا ونعيم الاخرة الا بالمحبة وهذا امر اضطراري وليس اختياري يعني ليس للانسان عنه غنى فالقلب مضطر الى محبوبه الاعلى فلا يغنيه حب ثاني. كما قال ابن القيم رحمه الله - 00:31:37
القلب مضطر الى محبوبه الاعلى يعني الله جل وعلا فلا يغنيه حب ثاني وصلاحه ونعيمه وفلاحه تجريد هذا الحب للرحمن اي تخليصه فاذا خلصه ادرك النعيم والصلاح والفلاح وادرك سعادة الدنيا وفوق الاخرة. فاذا تخلى منه اصبح حائرا. يعني اذا خذا القلب من محبة الله تعالى - 00:31:58
اصبح الانسان في حيرة اصبح حائرا ويعود في ذا الكون ذاه يماني. اي انه يهيم على وجهه لا يدرك خيرا ولا يحصل بل هو في ظلمات لا حد لها ولا وصف انما هي تعاسات وشهوات - 00:32:23
فالذي يريد السعادة يجرد هذا الحب لله تعالى ولذلك ذكر المؤلف رحمه الله في اول ما ذكر مما يتعلق بتوحيد الالهية المحبة فقال كون العباد يتخذونه سبحانه محبوبا قد ذكرنا ان محبة الله تعالى هي اصل العبادات وهي اصل الاعمال لان المحرك الذي يوجد العمل فالمحبة حادي يقود الانسان الى - 00:32:42
الاعمال والى الصالح منها من طاعة الله تعالى. وذكر بعد المحبة فقال ويفردونه بالحب والخوف والرجاء. يعني هم يحبونه سبحانه وبحمده. وهذه المحبة لا يصلح ان يكون فيها شركة بل لا بد لا بد ان تكون خالصة. ولذلك ذكر ابن القيم في اه نونيته قال وصلاحه وفلاحه ونعيمه وصلاحه وفلاحه تجريد - 00:33:07
وهذا الحب للرحمن فلابد من تجريد هذا الحب لله جل وعلا وتخليصه ولذلك يقول المؤلف رحمه الله ويفردونه اي يوحدونه بالحب والخوف والرجاء والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطلب والتوكل ونحو هذه الاشياء اي - 00:33:35
ما يتعلق بانواع العبادات. بدأ باصولها وهي ثلاثة. الحب والخوف والرجاء وهذه الامور الثلاثة هي اركان الايمان ومقامات الاحسان التي عليها مدار مقامات السالكين الى الله تعالى فالسالكون الى الله تعالى لا يصلون اليه الا بطائر. رأسه الحب وجناحاه الخوف والرجاء. فاذا - 00:33:54
قطع الرأس مات الطائر وانقطع السير الى الله تعالى واذا اختل الجناحان او احدهما كان السير الى الله تعالى عاثرا فينبغي للعبد ان يكمل خوفه اولا يكمل محبته لله تعالى لانها - 00:34:22
الرأس ويكمل خوفه ورجاءه لله تعالى فبهما يتم السير الى الله تعالى. ما دليل ان هذه اصول العبادة قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون - 00:34:40
يبتغون الى ربهم وسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فهذه لا يتظمنت هذه المقامات الثلاثة. وبدأ الله تعالى بذكر المحبة اولا وذلك في قوله الذين يبتغون الى ربهم الوسيلة القربى وذلك بمحبته فان ابتغاء الوسيلة - 00:34:58
اليه جل وعلا هي التقرب اليه بحبه سبحانه وبحمده. فالتقرب اليه بالحب هو اول المقامات واعظمها الذي اذا حققه العبد فاز وسبق سبقا كبيرا ثم ذكر بعد ذلك انواعا من اعمال القلوب والجوارح. فقال والاخبات والتوبة والنذر والطاعة والطلب - 00:35:20
وهذه اعمال تكون في القلب وتكون في الجوارح. منها قولي ومنها عملي. كل هذه يجب افراد الله تعالى بها. ومن هنا نفهم ان عيد الالهية هو ان تفرد الله تعالى بالعبادة. فلا تعبد معه غيره. هذا هو توحيد الالهية. افراد الله تعالى بالعبادة - 00:35:43
فلا يعبد معه سواه جل وعلا بل هو المتفرد سبحانه وبحمده بالحب والخوف والرجاء وسائر الاعمال الواجبة والمستحبة الظاهرة والباطنة التي امر الله تعالى بها ورسوله. وهذا التعريف اجود من ما شاع في بعظ الكتب وانتشر من ان توحيد الالهية - 00:36:03
مراد الله تعالى بافعال العباد فان هذا التعريف لا يبين المعرف. ومن وظائف التعاريف ومهامها ايش؟ الكشف عن معاني الالفاظ اليس كذلك؟ اذا قلت تعريف التوحيد تعريف الفقه تعريف الاصول تعريف كذا - 00:36:27
انما تريد ان تبين وتعرف فكيف تختار تعريفا من هذه التعاريف؟ او ترشح تعريفا من التعاريف الكثيرة التي تذكر انظر الى مدى بيانه فانه كلما كان التعريف مبينا لللفظ وموظحا للمعنى كان ذلك اجدر واولى بالترشيح من غيره في الاختيار. يقول رحمه الله - 00:36:43
الله فان التوحيد حقيقته فان التوحيد حقيقته اي منتهاه واصله. حقيقة الشيء تطلق على منتهاه يعني ما ينتهي اليه. ويطلق ايضا على اصله الذي به تبين ويتضح ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط - 00:37:03
الله اكبر هذه حقيقة التوحيد ان ترى الامور كلها من الله تعالى. رؤية تقطع الالتفات عن الاسباب والوسائط في جلب المنافع ودفع مع بعض فان التوكل ثمرة كمال توحيد الربوبية وتوحيد الالهية. فاذا كمل العبد تعلقه بالله تعالى في ربوبيته وفي الهيته وفي اسمائه وصفاته - 00:37:25
صار الى هذه المنزلة العظمى وهي ان يرى الامور كلها من الله تعالى. فلا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وهذه الكلمات نرددها بعد صلواتنا وفي ادبار الفرائض والمكتوبات ونقولها في غير ذلك من المناسبات والاحوال ينبغي ان نقف عند - 00:37:52
انا لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت فهو جل وعلا عنه يصدر كل شيء. فكل خير يصل اليك وكل شر يندفع عنك انما هو من الله تعالى فينبغي للعبد ان - 00:38:12
يحقق هذه المرتبة وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ففي صحيح الامام مسلم من طريق ثابت البناني عن انس بن مالك رضي الله عنه يقول خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات. لم يقل لي قط في شيء - 00:38:26
جعلته لما فعلته ولا في شيء لم افعله هلا فعلت وكان اذا لامني اهله او عاتبني عاتبوني في شيء قال دعوه فلو قضي شيء لكان. وهذا هو التسليم التام الذي يشير اليه المؤلف رحمه الله في قوله فان التوحيد حقيقته ان ترى الامور كلها من الله تعالى رؤية - 00:38:44
الالتفات على الاسباب والوسائط. وانظر الى قطع الالتفات وليس الشأن في عدم الاخذ بالاسباب والوسائط لكن هناك من يأخذ بالسب والوسيلة كما سيأتي توظيحه والواسطة التي توصله الى الغاية لكنه يأخذ بها على انها امر الله وانها الوسيلة التي يصل بها الى - 00:39:10
وليس هناك تعلق ولا نظر ولا اعتماد على هذه الوسيلة او هذه آآ او هذا السبب او هذا هذه الواسطة التي توصله الى الغاية فرق بين الاخذ بالاسباب وبين الالتفات اليها. الالتفات اليها نقص في التوحيد - 00:39:30
والاخذ بها من كمال الشرع والدين والعقل ونفي الاسباب بالكلية هذا لا يقره شرع ولا عقل. فعندنا مراتب ثلاثة التفات اخذ قطع وترك للاسباب الطريق القويم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر الله به ورسوله ان يأخذ الانسان بالاسباب لكن يأخذ بها على انها وسائل قد تؤدي الى النتيجة - 00:39:49
وقد لا تؤدي الى النتيجة والفاصل في ذلك والحاكم هو الله جل وعلا الذي لا معقب لحكمه ولا رد لقضائه. يقول المؤلف رحمه الله فلا ترى الخير والشر الا منه تعالى كما جاء ذلك في الذكر المأثور الذي رواه البخاري ومسلم من - 00:40:15
المغيرة بن شعبة فيما كتبه لمعاوية ابن ابي سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر الصلوات لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله - 00:40:35
والحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. يقول رحمه الله وهذا المقام يثمر التوكل يعني اذا تحقق للعبد هذا المقام وهو ان بلغ حقيقة التوحيد فان التوكل ثمرة ذلك السعي - 00:40:45
ايوة نتيجة ذلك العمل وترك شكاية الخلق يعني يثمر ايضا ترك شكاية الخلق لا يلومه كما ذكرنا في احاديث انس ابن مالك ان النبي وسلم لم يقل له في شيء فعله لما فعلته ولا في شيء لم يفعله هلا فعلته. وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والرضا عن الله جل وعلا - 00:41:04
غاية نعيم الدنيا كما انه غاية نعيم الاخرة ففي صحيح الامام مسلم من حديث عامر بن سعد عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا - 00:41:24
وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. ذاق طعم الايمان اي حصله ذوقا طعما يجده في قلبه وفي فؤاده يجده كما ان يجد الانسان ضعنا الحلو والمر والمالح وغيره بلسانه لكنه لا يذوق ذلك الا من حقق الوصف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد - 00:41:42
الله عليه وسلم نبيا والرضا عن الله تعالى اي يثمر هذا المقام من مقام التوحيد تكميل الالهية وتكميل الربوبية يثمر الرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:42:09