نقرأ ما قاله الامام البخاري رحمه الله في هذا الباب قصاص قال حدثني محمد بن سلام قال اخبرنا الفزاري عن حميد عن انس رضي الله عنه قال كسرت الربيع وهي عمة انس - 00:00:00
ابن مالك رضي الله عنه ثنية جارية من الانصار. فطلب القوم القصاص. فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال انس بن النظر عم انس - 00:00:24
ابن مالك لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه يا انس كتاب الله القصاص. فرضي القوم وقبلوا العرش. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:44
ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله لبيان معنى قوله والجروح قصاص وقد تقدم ان قوله تعالى والجروح قصاص ينتظم كل ما سبقه من - 00:01:04
المذكورات في قوله تعالى والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن فكلها مندرجة في قوله تعالى والجروح قصاص و تشمل ايضا ما لم يأتي ذكره من جنايات على الابعاد - 00:01:25
سواء بالقطع او بالجرح. وسواء في البدن او في الرأس فان الجروح تكون في الرؤوس كما تكون في الابدان. وكلها محل للقصاص شريطة تحقق امرين الاول امكان الاستيفاء الثاني الامن من الحيث - 00:01:48
فكل جناية يمكن استيفاء القصاص فيها مع الامن من ان يزيد على القدر الذي جرى تلفه او الاعتداء عليه فانه يدخل في قول الله تعالى والجروح قصاص. حتى ان بعض العلماء - 00:02:12
اخذ من هذه الاقتصاص في اللطمة فاذا لطم احد احدا وجاء يشكو فان للقاضي ان يحكم بالقصاص في اللطمة يأذن لمنظرب ان يلطم صاحبه كما لطما وبعض العلماء وهو قول الجمهور يرى انه لا امكان في القصاص هنا لان ذلك لا يمكن ضبطه بالا يقع فيه حيف - 00:02:34
اي لا يقع فيه ظلم فشرط القصاص في الجروح هو ان ان يمكن الاستيفاء يعني يمكن ان يقتص من الجاني بمثل ما جنى وان يأمن الزيادة وهي ما يسمى بالحي في الظلم. وان يأمن الحيث - 00:03:04
والزيادة على الجناية. فاذا تحقق هذان فانه يقتص و من ادلة ان هذه الاية او من اوجه ان هذه الاية تشمل كل ما تقدم ما ذكره الامام البخاري رحمه الله فانه ذكر الاية ثم ذكر خبر - 00:03:25
انس ساقه باسناده من حديث حميد عن عن انس رضي الله تعالى عنه انس ابن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين مدة مكثه في المدينة - 00:03:43
رضي الله تعالى عنه ويخبر في هذه القصة او في هذا الحديث عن امر يتعلق بقراباته فالربيع بنت النظر عمة انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه. قال كسرت الربيع - 00:04:00
وهي عمة انس ابن مالك ثنية جارية من الانصار ثنية جارية الثنية هي مقدم الاسنان وهما اربع في الانسان اثنان في العلو واثنان في الفك السفلي كسرت ثنية جارية يعني - 00:04:17
امرأة من الانصار فطلب القوم يعني اهل الجارية اهل الفتاة المجني عليها القصاص طلبوه ممن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون ذلك - 00:04:40
فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص لقول الله تعالى وكذبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن ثم قال والجروح قصاص وهنا جنت على ثنية وهي سن فمقتضى - 00:04:58
الاية ان يقتص مجني عليها من الجاني بكسر السن التي نسرتها وهذا اذا قلعت السن بالكلية. اما اذا كسرت دون قلع تاب فهنا للعلماء قولان صواب انه اذا امكن استيفاء - 00:05:16
القصاص دون ظلم فانه يشرع المقصود انه لما جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه القصاص قال انس بن النظر وهو اخو الربيع وعم انس ابن مالك قال انس بن النظر عم انس بن مالك - 00:05:39
لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا انس يخاطب انس ابن النضر كتاب الله القصاص اي ما فرضه الله واثبت القصاص هنا - 00:06:00
اعاد انس كما في بعض الروايات قال والله لا تكسر يا رسول الله قول والله لا تكسر هل هو رد لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجواب لا ليس ردا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان انس من خيار الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ومن افاضلهم - 00:06:24
ولا يتصور منه بالمطلق ان يرد حكم رسول الله كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فما قضاه الله تعالى ليس للمؤمن الا ان - 00:06:45
يقبله وليس له ان يرده. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فماذا اراد انس بن النظر رضي الله تعالى عنه ماذا اراد انس بن النظر رضي الله تعالى عنه عندما قال والله لا تكسر - 00:07:05
اراد بذلك قال العلماء ان يشفع رسول الله صلى الله ان يشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى هؤلاء في عدم طلب القصاص وقال اخرون بل اراد ان يتنازل هؤلاء - 00:07:27
عن القصاص الى الدية وقال اخرون بل بل كان عظيم الثقة بالله وحسن الظن به ان الله سيقذف في قلوب هؤلاء ما يجعلهم يتنازلون عن القصاص الى الدية فكان قسمه - 00:07:46
ليس معارضة لحكم الله وانما كان من احسان الظن بالله ان الله سيفعل ما يقول ولهذا قال رضي الله تعالى عنه بعد ان جرى ما ما جرى يقول انس فرضي القوم وقبلوا العرش - 00:08:09
رضيوا رضوا بماذا رظوا بترك القصاص رظوا بترك القصاص وقبلوا العرش اي التعويض بالدياء عما جرى من جناية فبلغ ذلك رسول الله بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:31
فقال رسول الله ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره هذا ثناء وبيان فضل انس ابن النضر الذي بلغ هذه المنزلة والمرتبة انه اقسم الا يقتص من اخته - 00:08:51
في جنايتها فابر الله قسمه وقذف في قلوب خصومه ان يرظوا بالعرش عن الدية وهذا معنى قوله ان من عباد الله اي من اولياءه. من لو اقسم على الله يعني حلف بالله - 00:09:16
لابره اي لا فعلى ما اقسم عليه هذا معنى لابره. اي فعل ما اقسم عليه فان الله تعالى بر قسم انس ابن النضر رضي الله تعالى عنه حيث انه ارظى هؤلاء مع كونهم كانوا مصرين على - 00:09:37
المطالبة بالقصاص لكن قذف الله في قلوبهم التحول من القصاص الى الدية فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره - 00:09:58
وهذا القسم ليس تأليا على الله وانما هو ثقة به وحسن ظن به وتعظيم له وحسن صلة به جل في علاه هذا القسم لا يصدر عن علو ورؤية فضل للنفس ومكانة وعجب بها فان هذا لا يمكن ان يدرك شيئا - 00:10:15
لان هذا يحلف على الله فيما لا يفعله له لانه قد امتلأ قلبه بالعلو على الخلق ومثل هذا لا يمكن ان يجاب وانما هؤلاء يجابون في اقسامهم على الله ان يفعل او الا يفعل - 00:10:40
جل في علاه سبحانه وهو يتفضل عليهم بمنه وكرمه. فينفذ ما حلفوا عليه اكراما لهم لما في قلوبهم من محبته لما في قلوبهم من تعظيمه لما في قلوبهم من حسن الظن به - 00:11:00
هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره والعجيب يا اخوان ان هذه العائلة عائلة ان عائلة انس ابن مالك رضي الله تعالى عنها عنهم - 00:11:16
فيهم ثلاثة كلهم من ممن لو اقسم على الله لابره انس ابن النظر احدهم وفي رواية مسلم ان الربيع جرى او ان الربيع او اختها جرى منها جناية على جارية اخرى - 00:11:35
لكن دون كسر سنها فجاء القوم يطلبون القصاص في الجراح التي جرت قال النبي صلى الله عليه وسلم القصاص فجاءت ام الربيع ام الربيع بنت النظر فقالت والله لا يقتص منها يا رسول الله - 00:11:55
فكان ما اقسمت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما قال في انس ابن ابن النظر ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره هذان اثنان انس وام الربيع بنت النضر - 00:12:19
الثالث اخو انس ابن مالك البراء ابن مالك رضي الله تعالى عنه وهو من خيار الصحابة وشجعانهم كان مجاب الدعوة رضي الله تعالى عنه واذا اقسم على الله ابره وكان المسلمون بعد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:35
اذا غزوا ومعهم ومعهم البراء البراء بن مالك اخ انس بن مالك قالوا له ان انك لمجاب الدعوة فاقسم على الله وكان في وقعة قد نال المشركون من المسلمين ليلا عظيما - 00:12:57
فاقسم على الله قائلا اللهم اني اقسم عليك ان تمنحنا رقابهم او اكتافهم وان تجعلني اول شهيد فكان اول من قتل ونصر الله اهل الاسلام على عدوهم هذي قصة البراء بن مالك رضي الله تعالى عنه - 00:13:17
وهو من شجعان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لهم مواقف مشهورة حتى ان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لا تأمرن على احد فان امارتك مهلكة يعني لمن معك لما كان عليه رضي الله تعالى عنه من الاقدام والشجاعة والقوة وشدة البأس والاقدام حتى انه في قتاله - 00:13:42
اهل الردة حمله الصحابة على رماحهم في ترس فقذفوا به الى داخل حصن مسيلمة فدخل الحصن رضي الله تعالى عنه وقاتل حتى فتح للصحابة الباب فدخلوا فكان بذلك نصر الصحابة على - 00:14:06
المرتدين المقصود ان هؤلاء رضي الله تعالى عنهم كان فيهم هؤلاء الثلاثة الذين لهم من اجابة الدعوة ابرار الله لاقسامهم ما يلفت الانظار فهم في دائرة واحدة من اسرة واحدة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - 00:14:28
واما ما يتعلق بحكم القسم على الله القسم على الله يصدر عن حالة اه يصدر في حالين الحالة الاولى ان يكون قسم على ان يكون قسما على الله منطلق من حسن الظن به والثقة به ومعرفته في الرخاء - 00:14:52
ورجاء الخير من قبله وفيما يحقق خيرا ومصلحة مما اذن الله تعالى به يعني ليس على معصية اما على مباح او على مشروع فهذا لا بأس به وهو مندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لبره. النوع الثاني من الاقسام على الله ان يكون صادرا عن - 00:15:12
اغترار اغترار بالنفس واعجاب بها او ان يكون اقساما على الله فيما لا يحل ولا يأذن الله تعالى به كان يقسم على الله في فعل معصية او ايقاع شر وفساد - 00:15:40
فهذا لا يجوز ولا يدخل فيما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره وفي كل الاحوال ينبغي ان يلاحظ الانسان قلبه عندما يقسم على الله - 00:15:58
وان يكون عامر القلب بمحبته وتعظيمه واجلاله وحسن الظن به وتفويض الامر اليه وان يكون ما اقسم عليه مباحا او مشروعا لاجل الا يقع في محظور او محرم هذا ما يتصل - 00:16:15
ما جاء في هذا الباب يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته. والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين - 00:16:39
قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم ولا يزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا كفرا فلا تأس على القوم الكافرين - 00:17:09
هذه الاية الكريمة هي من اعظم الايات التي وجهها الله تعالى لرسوله في امره بالقيام بما اوحي اليه من تبليغ وهداية للخلق يقول الله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك - 00:17:45
بلغ ما انزل اليك اي ابلغه من امرت بتبليغهم وهم عامة الناس قال الله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فهو المبعوث لكافة الورى وعامة الخلق - 00:18:11
صلى الله عليه وسلم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا صلى الله عليه وسلم فامره الله تعالى بالبلاغ العام يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك وهو القرآن العظيم - 00:18:30
بلغه جميعه ولا تخفي منه شيئا ولا تتأخر في ذلك فان البلاغ مقتضاه ايصال الرسالة الى من امر بايصال الرسالة اليهم دون خوف ولا وجل ولذلك قال اهل التفسير اي - 00:18:48
ابلغه مجاهرة دون خوف ولا مراقبة لاحد من الخلق. فان الله قد وعد رسوله صلى الله عليه وسلم ان يحميه ويمنعه من خصومه قال جل قال سبحانه وتعالى والله يعصمك من الناس ان يحميك - 00:19:13
ويمنعك من ان ينالوك بسوء او يتطرق اليك بما تكره مما يمنع رسالتك وقد جاء فيما رواه ابن ابي حاتم انه لما نزلت يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. قال صلى الله عليه وسلم يا رب - 00:19:34
كيف ابلغ واصنع ذلك وانا وحدي يجتمعون علي فانزل الله تعالى وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فكان هذا مما حمله صلى الله عليه وسلم على المبادرة الى امتثال امر ربه - 00:19:53
وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما امره الله تعالى بابلاغه لم يخف من ذلك شيء بل شمل ما بلغه صلى الله عليه وسلم حتى ما كان مما يتعلق بخاصته - 00:20:18
وقد قالت عائشة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفيا شيئا من القرآن لاخفى قوله تعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه - 00:20:37
لو كان مخفيا شيئا من القرآن لا اخفى هذه الاية لكنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم بلغ البلاغ المبين ولذلك بلغ حتى ما كان يمكن ان يكون فيه ملامح عليه صلى الله عليه وسلم وحاشاه ان تطاله ملامة - 00:20:52
ففي الصحيحين قالت رضي الله تعالى عنها لو كان محمد كاتما شيئا لكتم هذه الاية وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه وقد شهدت له امته بالبلاغ - 00:21:14
باعظم محفل ومجمع فقال انكم في عرفة قال انكم مسؤولون عني غدا فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت فقال لهم اللهم تشهد وكان يرفع اصبعه الى السماء وينكتها عليهم - 00:21:31
وقد نزل توثيق ذلك اي تمام البلاغ من سيد الانام صلى الله عليه وسلم لكل ما اوحي اليه في قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:21:51
ولا يكون كمال للدين الا بتمام التبليغ فلم يبق شيء من دين رب العالمين لم لم يبلغه سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فقد بلغ الدقيق والجليل والصغير والكبير ولم يخفي شيئا - 00:22:05
مما امره الله تعالى ببلاغه هذا ما دلت عليه ما دلت عليه الاية وذكر الامام البخاري عن عائشة انها قالت من حدثك ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما انزل الله - 00:22:26
عليه فقد كذب كذب اي اخطأ ان كان جاهلا وكذب اي قال خلاف الحق وهو من الكافرين ان كان عالما والله تعالى يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك - 00:22:42
وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس وقد شهد له بالبلاغ وشهدت له الامة بكمال البلاغ صلوات الله وسلامه عليه. هذا ما تظمنته هذه الاية ونقتصر على هذا القدر من التفسير ونقرأ ما يسر الله تعالى من الاسئلة اسأل الله السداد في الجواب - 00:22:58
Transcription
نقرأ ما قاله الامام البخاري رحمه الله في هذا الباب قصاص قال حدثني محمد بن سلام قال اخبرنا الفزاري عن حميد عن انس رضي الله عنه قال كسرت الربيع وهي عمة انس - 00:00:00
ابن مالك رضي الله عنه ثنية جارية من الانصار. فطلب القوم القصاص. فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال انس بن النظر عم انس - 00:00:24
ابن مالك لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه يا انس كتاب الله القصاص. فرضي القوم وقبلوا العرش. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:44
ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله لبيان معنى قوله والجروح قصاص وقد تقدم ان قوله تعالى والجروح قصاص ينتظم كل ما سبقه من - 00:01:04
المذكورات في قوله تعالى والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن فكلها مندرجة في قوله تعالى والجروح قصاص و تشمل ايضا ما لم يأتي ذكره من جنايات على الابعاد - 00:01:25
سواء بالقطع او بالجرح. وسواء في البدن او في الرأس فان الجروح تكون في الرؤوس كما تكون في الابدان. وكلها محل للقصاص شريطة تحقق امرين الاول امكان الاستيفاء الثاني الامن من الحيث - 00:01:48
فكل جناية يمكن استيفاء القصاص فيها مع الامن من ان يزيد على القدر الذي جرى تلفه او الاعتداء عليه فانه يدخل في قول الله تعالى والجروح قصاص. حتى ان بعض العلماء - 00:02:12
اخذ من هذه الاقتصاص في اللطمة فاذا لطم احد احدا وجاء يشكو فان للقاضي ان يحكم بالقصاص في اللطمة يأذن لمنظرب ان يلطم صاحبه كما لطما وبعض العلماء وهو قول الجمهور يرى انه لا امكان في القصاص هنا لان ذلك لا يمكن ضبطه بالا يقع فيه حيف - 00:02:34
اي لا يقع فيه ظلم فشرط القصاص في الجروح هو ان ان يمكن الاستيفاء يعني يمكن ان يقتص من الجاني بمثل ما جنى وان يأمن الزيادة وهي ما يسمى بالحي في الظلم. وان يأمن الحيث - 00:03:04
والزيادة على الجناية. فاذا تحقق هذان فانه يقتص و من ادلة ان هذه الاية او من اوجه ان هذه الاية تشمل كل ما تقدم ما ذكره الامام البخاري رحمه الله فانه ذكر الاية ثم ذكر خبر - 00:03:25
انس ساقه باسناده من حديث حميد عن عن انس رضي الله تعالى عنه انس ابن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين مدة مكثه في المدينة - 00:03:43
رضي الله تعالى عنه ويخبر في هذه القصة او في هذا الحديث عن امر يتعلق بقراباته فالربيع بنت النظر عمة انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه. قال كسرت الربيع - 00:04:00
وهي عمة انس ابن مالك ثنية جارية من الانصار ثنية جارية الثنية هي مقدم الاسنان وهما اربع في الانسان اثنان في العلو واثنان في الفك السفلي كسرت ثنية جارية يعني - 00:04:17
امرأة من الانصار فطلب القوم يعني اهل الجارية اهل الفتاة المجني عليها القصاص طلبوه ممن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون ذلك - 00:04:40
فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص لقول الله تعالى وكذبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن ثم قال والجروح قصاص وهنا جنت على ثنية وهي سن فمقتضى - 00:04:58
الاية ان يقتص مجني عليها من الجاني بكسر السن التي نسرتها وهذا اذا قلعت السن بالكلية. اما اذا كسرت دون قلع تاب فهنا للعلماء قولان صواب انه اذا امكن استيفاء - 00:05:16
القصاص دون ظلم فانه يشرع المقصود انه لما جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه القصاص قال انس بن النظر وهو اخو الربيع وعم انس ابن مالك قال انس بن النظر عم انس بن مالك - 00:05:39
لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا انس يخاطب انس ابن النضر كتاب الله القصاص اي ما فرضه الله واثبت القصاص هنا - 00:06:00
اعاد انس كما في بعض الروايات قال والله لا تكسر يا رسول الله قول والله لا تكسر هل هو رد لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجواب لا ليس ردا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان انس من خيار الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ومن افاضلهم - 00:06:24
ولا يتصور منه بالمطلق ان يرد حكم رسول الله كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فما قضاه الله تعالى ليس للمؤمن الا ان - 00:06:45
يقبله وليس له ان يرده. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فماذا اراد انس بن النظر رضي الله تعالى عنه ماذا اراد انس بن النظر رضي الله تعالى عنه عندما قال والله لا تكسر - 00:07:05
اراد بذلك قال العلماء ان يشفع رسول الله صلى الله ان يشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى هؤلاء في عدم طلب القصاص وقال اخرون بل اراد ان يتنازل هؤلاء - 00:07:27
عن القصاص الى الدية وقال اخرون بل بل كان عظيم الثقة بالله وحسن الظن به ان الله سيقذف في قلوب هؤلاء ما يجعلهم يتنازلون عن القصاص الى الدية فكان قسمه - 00:07:46
ليس معارضة لحكم الله وانما كان من احسان الظن بالله ان الله سيفعل ما يقول ولهذا قال رضي الله تعالى عنه بعد ان جرى ما ما جرى يقول انس فرضي القوم وقبلوا العرش - 00:08:09
رضيوا رضوا بماذا رظوا بترك القصاص رظوا بترك القصاص وقبلوا العرش اي التعويض بالدياء عما جرى من جناية فبلغ ذلك رسول الله بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:31
فقال رسول الله ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره هذا ثناء وبيان فضل انس ابن النضر الذي بلغ هذه المنزلة والمرتبة انه اقسم الا يقتص من اخته - 00:08:51
في جنايتها فابر الله قسمه وقذف في قلوب خصومه ان يرظوا بالعرش عن الدية وهذا معنى قوله ان من عباد الله اي من اولياءه. من لو اقسم على الله يعني حلف بالله - 00:09:16
لابره اي لا فعلى ما اقسم عليه هذا معنى لابره. اي فعل ما اقسم عليه فان الله تعالى بر قسم انس ابن النضر رضي الله تعالى عنه حيث انه ارظى هؤلاء مع كونهم كانوا مصرين على - 00:09:37
المطالبة بالقصاص لكن قذف الله في قلوبهم التحول من القصاص الى الدية فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره - 00:09:58
وهذا القسم ليس تأليا على الله وانما هو ثقة به وحسن ظن به وتعظيم له وحسن صلة به جل في علاه هذا القسم لا يصدر عن علو ورؤية فضل للنفس ومكانة وعجب بها فان هذا لا يمكن ان يدرك شيئا - 00:10:15
لان هذا يحلف على الله فيما لا يفعله له لانه قد امتلأ قلبه بالعلو على الخلق ومثل هذا لا يمكن ان يجاب وانما هؤلاء يجابون في اقسامهم على الله ان يفعل او الا يفعل - 00:10:40
جل في علاه سبحانه وهو يتفضل عليهم بمنه وكرمه. فينفذ ما حلفوا عليه اكراما لهم لما في قلوبهم من محبته لما في قلوبهم من تعظيمه لما في قلوبهم من حسن الظن به - 00:11:00
هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره والعجيب يا اخوان ان هذه العائلة عائلة ان عائلة انس ابن مالك رضي الله تعالى عنها عنهم - 00:11:16
فيهم ثلاثة كلهم من ممن لو اقسم على الله لابره انس ابن النظر احدهم وفي رواية مسلم ان الربيع جرى او ان الربيع او اختها جرى منها جناية على جارية اخرى - 00:11:35
لكن دون كسر سنها فجاء القوم يطلبون القصاص في الجراح التي جرت قال النبي صلى الله عليه وسلم القصاص فجاءت ام الربيع ام الربيع بنت النظر فقالت والله لا يقتص منها يا رسول الله - 00:11:55
فكان ما اقسمت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما قال في انس ابن ابن النظر ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره هذان اثنان انس وام الربيع بنت النضر - 00:12:19
الثالث اخو انس ابن مالك البراء ابن مالك رضي الله تعالى عنه وهو من خيار الصحابة وشجعانهم كان مجاب الدعوة رضي الله تعالى عنه واذا اقسم على الله ابره وكان المسلمون بعد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:35
اذا غزوا ومعهم ومعهم البراء البراء بن مالك اخ انس بن مالك قالوا له ان انك لمجاب الدعوة فاقسم على الله وكان في وقعة قد نال المشركون من المسلمين ليلا عظيما - 00:12:57
فاقسم على الله قائلا اللهم اني اقسم عليك ان تمنحنا رقابهم او اكتافهم وان تجعلني اول شهيد فكان اول من قتل ونصر الله اهل الاسلام على عدوهم هذي قصة البراء بن مالك رضي الله تعالى عنه - 00:13:17
وهو من شجعان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لهم مواقف مشهورة حتى ان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لا تأمرن على احد فان امارتك مهلكة يعني لمن معك لما كان عليه رضي الله تعالى عنه من الاقدام والشجاعة والقوة وشدة البأس والاقدام حتى انه في قتاله - 00:13:42
اهل الردة حمله الصحابة على رماحهم في ترس فقذفوا به الى داخل حصن مسيلمة فدخل الحصن رضي الله تعالى عنه وقاتل حتى فتح للصحابة الباب فدخلوا فكان بذلك نصر الصحابة على - 00:14:06
المرتدين المقصود ان هؤلاء رضي الله تعالى عنهم كان فيهم هؤلاء الثلاثة الذين لهم من اجابة الدعوة ابرار الله لاقسامهم ما يلفت الانظار فهم في دائرة واحدة من اسرة واحدة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - 00:14:28
واما ما يتعلق بحكم القسم على الله القسم على الله يصدر عن حالة اه يصدر في حالين الحالة الاولى ان يكون قسم على ان يكون قسما على الله منطلق من حسن الظن به والثقة به ومعرفته في الرخاء - 00:14:52
ورجاء الخير من قبله وفيما يحقق خيرا ومصلحة مما اذن الله تعالى به يعني ليس على معصية اما على مباح او على مشروع فهذا لا بأس به وهو مندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لبره. النوع الثاني من الاقسام على الله ان يكون صادرا عن - 00:15:12
اغترار اغترار بالنفس واعجاب بها او ان يكون اقساما على الله فيما لا يحل ولا يأذن الله تعالى به كان يقسم على الله في فعل معصية او ايقاع شر وفساد - 00:15:40
فهذا لا يجوز ولا يدخل فيما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره وفي كل الاحوال ينبغي ان يلاحظ الانسان قلبه عندما يقسم على الله - 00:15:58
وان يكون عامر القلب بمحبته وتعظيمه واجلاله وحسن الظن به وتفويض الامر اليه وان يكون ما اقسم عليه مباحا او مشروعا لاجل الا يقع في محظور او محرم هذا ما يتصل - 00:16:15
ما جاء في هذا الباب يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته. والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين - 00:16:39
قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم ولا يزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا كفرا فلا تأس على القوم الكافرين - 00:17:09
هذه الاية الكريمة هي من اعظم الايات التي وجهها الله تعالى لرسوله في امره بالقيام بما اوحي اليه من تبليغ وهداية للخلق يقول الله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك - 00:17:45
بلغ ما انزل اليك اي ابلغه من امرت بتبليغهم وهم عامة الناس قال الله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فهو المبعوث لكافة الورى وعامة الخلق - 00:18:11
صلى الله عليه وسلم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا صلى الله عليه وسلم فامره الله تعالى بالبلاغ العام يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك وهو القرآن العظيم - 00:18:30
بلغه جميعه ولا تخفي منه شيئا ولا تتأخر في ذلك فان البلاغ مقتضاه ايصال الرسالة الى من امر بايصال الرسالة اليهم دون خوف ولا وجل ولذلك قال اهل التفسير اي - 00:18:48
ابلغه مجاهرة دون خوف ولا مراقبة لاحد من الخلق. فان الله قد وعد رسوله صلى الله عليه وسلم ان يحميه ويمنعه من خصومه قال جل قال سبحانه وتعالى والله يعصمك من الناس ان يحميك - 00:19:13
ويمنعك من ان ينالوك بسوء او يتطرق اليك بما تكره مما يمنع رسالتك وقد جاء فيما رواه ابن ابي حاتم انه لما نزلت يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. قال صلى الله عليه وسلم يا رب - 00:19:34
كيف ابلغ واصنع ذلك وانا وحدي يجتمعون علي فانزل الله تعالى وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فكان هذا مما حمله صلى الله عليه وسلم على المبادرة الى امتثال امر ربه - 00:19:53
وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما امره الله تعالى بابلاغه لم يخف من ذلك شيء بل شمل ما بلغه صلى الله عليه وسلم حتى ما كان مما يتعلق بخاصته - 00:20:18
وقد قالت عائشة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفيا شيئا من القرآن لاخفى قوله تعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه - 00:20:37
لو كان مخفيا شيئا من القرآن لا اخفى هذه الاية لكنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم بلغ البلاغ المبين ولذلك بلغ حتى ما كان يمكن ان يكون فيه ملامح عليه صلى الله عليه وسلم وحاشاه ان تطاله ملامة - 00:20:52
ففي الصحيحين قالت رضي الله تعالى عنها لو كان محمد كاتما شيئا لكتم هذه الاية وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه وقد شهدت له امته بالبلاغ - 00:21:14
باعظم محفل ومجمع فقال انكم في عرفة قال انكم مسؤولون عني غدا فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت فقال لهم اللهم تشهد وكان يرفع اصبعه الى السماء وينكتها عليهم - 00:21:31
وقد نزل توثيق ذلك اي تمام البلاغ من سيد الانام صلى الله عليه وسلم لكل ما اوحي اليه في قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:21:51
ولا يكون كمال للدين الا بتمام التبليغ فلم يبق شيء من دين رب العالمين لم لم يبلغه سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فقد بلغ الدقيق والجليل والصغير والكبير ولم يخفي شيئا - 00:22:05
مما امره الله تعالى ببلاغه هذا ما دلت عليه ما دلت عليه الاية وذكر الامام البخاري عن عائشة انها قالت من حدثك ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما انزل الله - 00:22:26
عليه فقد كذب كذب اي اخطأ ان كان جاهلا وكذب اي قال خلاف الحق وهو من الكافرين ان كان عالما والله تعالى يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك - 00:22:42
وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس وقد شهد له بالبلاغ وشهدت له الامة بكمال البلاغ صلوات الله وسلامه عليه. هذا ما تظمنته هذه الاية ونقتصر على هذا القدر من التفسير ونقرأ ما يسر الله تعالى من الاسئلة اسأل الله السداد في الجواب - 00:22:58