الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. حمدا يرضيه ملء السماء والارض. وملء ما ما شاء من شيء بعده احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا - 00:00:00
اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا - 00:00:20
وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله اي حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى ترك الامة على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلى الله عليه اللهم صلي على - 00:00:40
محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد كنا قد قرأنا في سورة البقرة قول الله عز وجل واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى - 00:01:10
عهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. هذه الاية امر الله تعالى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وامته ان يتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وقلنا في مقام ابراهيم - 00:01:30
انه اما ان يكون الحجر الذي قام عليه ابراهيم عليه السلام لبناء الكعبة واما ان يكون هنا كل المقامات التي قام فيها ابراهيم لعبادة الله وحده لا شريك له في - 00:01:50
البيت وفي الصفا والمروة وكذلك في سائر البقاع التي تقرب فيها الى الله بانواع القربات من المشاعر منى والمزدلفة و عرفة وسائر البقاع. هذا وذاك كلاهما مما يندرج في قول الله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم - 00:02:10
مصلى وفي هذا اليوم ننتقل الى الاية التي تليها نسأل الله عز وجل العلم النافع والعمل الصالح نعم اللي عنده سؤال يكتب سؤاله حتى نجيب عليه اخر المجلس ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد - 00:02:40
لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الله يجزاك خير. باب قول الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم - 00:03:00
القرآن فهو اساس واحدتها قاعدة. والقواعد من النساء واحدها قاعدا. قال اسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله ان عبد الله ابن محمد ابن ابي بكر الاخضر - 00:03:30
عبد الله بن عمر عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه ثم قال الم تر ان امك بلغوا الكعبة واقتصروا عن قواعد ابراهيم. فقلت يا رسول الله الا تموت - 00:03:50
على قواعد إبراهيم قال لولا انه قومه منهم. فقال عبد الله ابن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك استلام الركنين اللذين ينهيان - 00:04:10
الا ان البيت المتمم على قواعد ابراهيم. الاية الكريمة التي الله تعالى فيها عن بناء هذا البيت المبارك. وذلك ان هذا البيت هو اول بيت عبد الله تعالى فيه على الارض. قال الله جل في علاه ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين - 00:04:30
فيها ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا. فاول البيوت عبد الله تعالى فيها وعندها هو هذا البيت المعظم الذي حرمه الله تعالى يوم خلق السماوات والارض. فمكة حرمها الله ولم يحرمها الناس - 00:05:00
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حج هذا البيت امم من عباد الله من النبيين والمرسلين. فما من نبي الا حج البيت كما جاء ذلك في بعض الاحاديث. ثم ان هذا البيت اندثرت معالمه - 00:05:20
وزالت في الناس حرمته. لم يبقى له اثر حتى اعاد بناءه ابراهيم عليه السلام فان الله تعالى بوأبراهيم مكان البيت. اي هيأه واعده. حتى اراه اياه جاء اليه ووضع عنده ولده الذي جاءه على كبر وهو اسماعيل عليه السلام. مع هاجر - 00:05:40
ثم لم يكن البيت قائما مبنيا لكن له معالم يعرف بها ولذلك قال لما دعا ولده قال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم مع انه لم يكن مبنيا ولم يرفعه بعد. لكنه كان قد بوأ وهيأ - 00:06:10
وعرف مكانه لكنه لم يبنى حتى كتب الله تعالى رفع هذا البيت فجاء إبراهيم عليه السلام ورفع هو وابراهيم هو وابنه اسماعيل كما قال الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل - 00:06:40
فالبيت كان قبل ابراهيم عليه السلام وانما الذي احدثه ابراهيم في البيت هو انه اعاد بناء جاءه عمارة ومنذ بناء ابراهيم عليه السلام الى يومنا هذا بل الى ان يرث الله الارض ومن عليها فهذا البيت محفوظ - 00:07:00
حتى تقوم الساعة وما جاء من هدمه في اخر الزمان انما يكون ذلك عندما لا يكون دين ولا اسلام. فمن الله تعالى على بيته يزول وكذلك كما انه من غيرة الله على كلامه عندما يهجره - 00:07:20
ويتركونه يرفعه الله عز وجل فيسرى عليه في ليلة والمقصود ان هذا البيت بناه ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل كما قص الله تعالى في محكم كتابه واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت - 00:07:40
والبيت المراد به الكعبة فرفع الله تعالى فرفع الله تعالى فرفع ابراهيم عليه السلام القواعد من البيت على هذا النحو الذي يشاهده الناس اليوم. ولكنه كان قائما على كل ساحة البيت بما فيه الحجر. فالحجر داخل في البيت. وهو من وجزء منه - 00:08:00
مندرج في قواعد البيت التي بنى ابراهيم البيت عليها. الا ان قريشا لما قصرت نفقتها عند بناء الكعبة بعد ان تهدمت واوشكت ان تسقط اعادوا بناءها لكن ان لم يكن عندهم من المال والقدرة ما يتمكنون من بناء كامل البيت. فاقتصروا على القدر - 00:08:30
المبني الان وما بقي منه احاطوه بجدار احاطوه بجذر وهو الحجر هذا الحجر الذي يسميه بعض الناس حجر اسماعيل هو من البيت جزء من الكعبة. وسبب ذلك ان قريشا لم تتمكن من تكميل البيت لقصور نفقتها عن بناء البيت كاملا. واما نسبة - 00:09:00
اسماعيل عليه السلام فلا وجه لها. فان اسماعيل عليه السلام بنى البيت مع ابيه على القواعد كاملة ليس فيه نقص كما قال تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل. فنسبته الى اسماعيل امر حادث وليس في شيء - 00:09:30
من السنة ولا في كلام الصحابة الكرام بل ولا حتى في كلام ومأثور العرب قبل الاسلام ان هذا مكان يسمى حجر إسماعيل بل هو حجر جزء من البيت وسمي حجر لأنهم حجروه تحجروه وحدوه بحجارة - 00:09:50
ليميزوا بقية البيت عن خارجه. وقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيح ايه ها ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة فان عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:10:10
النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال لها النبي صلى الله عليه وسلم الم تر ان قومك بنوا الكعبة واقتصروا على عن قواعد ابراهيم. الم تر ان قومك بنوا الكعبة اي لما تهدمت وكان النبي قد - 00:10:30
تاركهم في البناء هو وعمه العباس. فكان ينقلان الحجارة لبناء الكعبة. كانا ينقلان الحجارة لبناء الكعبة لكن قريش لم تتمكن من التكبير فاقتصروا عن قواعد إبراهيم فقالت يا رسول الله الا تردها على الا تردها على قواعد ابراهيم؟ اي الا ترجعها بناء؟ على قواعد - 00:10:50
ابراهيم يعني كما كانت في زمن ابراهيم عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا عام الفتح قال صلى الله عليه وسلم لولا حثان قومك بالكفر اي لولا ان قومك قريب عهدهم بالكفر فانهم لم يطل عهدهم بالاسلام - 00:11:20
في عام الفتح وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح في رمضان ففتح الله له هذه البقعة المباركة وبقي فيها وهذا الحديث فيما يظهر انه كان في ذلك الوقت فقال النبي - 00:11:40
صلى الله عليه وسلم لولا حدثان قومك بالكفر يعني لا اعدتها على ما كانت عليه في بناء ابراهيم عليه السلام لكنه امتنع من ذلك لان قريشا كانت قريبة العهد بالكفر وقريبة العهد بالجاهلية - 00:12:00
فخشي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يكون في تعديل البناء على نحو بناء إبراهيم عليه السلام ما يكون سبب لريبة او شك او سوء او سوء يقع في الناس. فلذلك امتنع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:20
عن الاحداث الذي هم به من اعادة البيت على قواعد ابراهيم. فقال عبد الله ابن عمر لان كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين - 00:12:40
الذين يليان الحجر وهما الركنان الشاميان. جهاد الشام. وهما شمال كعبة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الركنين اي لم يكن يمسح على ركني البيت من جهة شمال الكعبة - 00:13:00
من جهة الشام يقول رضي الله تعالى عنه لم ما ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر الا ان البيت لم يتمم على قواعد ابراهيم. يعني ان البيت قصر عن قواعد ابراهيم وانما كان يستلم صلى الله عليه - 00:13:20
الاركان التي كانت على بناء ابراهيم وعلى قواعده. هذا الحديث فيه جملة من فوائد من فوائده ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يحدث ازواجه بما يدور في خاطره فانه صلى الله عليه وسلم حدث عائشة بهذا الحديث ولم ينقله عن - 00:13:40
عن النبي صلى الله عليه وسلم سواها. فكان يحدث اهله صلى الله عليه وسلم بما يدور في خاطره مما يتعلق بالشأن العام. ومما يتعلق بمصالح المسلمين. وفيه من الفوائد ان - 00:14:10
قريشا لم تبني البيت على قواعد ابراهيم. وذلك للسبب الذي جاء النص عليه في بعض الروايات وهو انهم لم يملكوا من النفقة ما يكملون به البيت. وهذا يشير الى قلة - 00:14:30
ذات يد الناس في ذلك الزمان او انهم بنوه على نحو من البناء الفاخر الذي يحتاج الى مال فقصر ذلك عن قدرتهم فلم فلم يكملوا على النحو الذي ارادوا وفيه من الفوائد ان المرأة تقترح على زوجها ما في - 00:14:50
مصلحة وما فيه خير. مما يتعلق بالمصالح الدينية. فان النبي صلى الله عليه وسلم قالت له عائشة يا رسول الله الا تردها على قواعد ابراهيم يعني الكعبة بناء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مقولته في الاعتذار بان قريشا كانت - 00:15:20
قريبة العهد بالكفر فخشي ان يترتب على ذلك فتنة. وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يرد البيت الى بنائه الذي بني على ابراهيم. لكنه امتنع من ذلك مع كونه محبوبا له ومع - 00:15:40
ولذلك مصلحة خشية ما يترتب عليه من المفاسد فان هؤلاء الذين كانوا على عهد قريب بالكفر يوشك ان ان يكون فتنة لهم وان يقولوا ان محمدا قد جاء مغيرا جاء مبدلا جاء مهينا للكعبة لا معظما لها. ولذلك - 00:16:00
لما قال سعد بن عبادة وهو داخل مكة عام الفتح اليوم يوم الملحمة اليوم تستباح ابى رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وعزل فقال اليوم يوم المرحمة اليوم تعظم الكعبة - 00:16:20
فلاجل هذا امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من تحقيق رغبته في بناء الكعبة على قواعد ابراهيم خشية ما يترتب على ذلك من المفاسد. وفيه من الفوائد ان الانسان يمتنع عما فيه مصلحة - 00:16:40
وما هو افضل مراعاة ما قد يترتب على الافضل من شرور ومفاسد ولهذا ذكر العلماء بناء على هذا جملة من الفوائد ان الانسان مثلا اذا جاء الى بلد يكون الناس فيها بعمل مرجوح او مفضول فانه يوافقهم على عملهم المفضول اذا كان اظهار العمل الذي يراه افظل - 00:17:00
يترتب عليه مفسدة او يفضي الى تنافر او يعكر على ائتلاف القلوب. فان تأليف القلوب واجتماعها مما ينبغي ان يراعيه الانسان في تصرفاته وعمله سواء كان ذلك فيما يتصل بامور الدين او امور الدنيا. فينبغي الا يشغب على الناس او ان يأتي بما بما يراه خيرا مما - 00:17:30
قد يفضي الى تفريق واختلاف وتنازع. وفيه من الفوائد ان الانسان اذا لم يرسخ الايمان في فانه قد يرد ما هو اكمل واحسن لضعف ايمانه. وكلما كمل ايمان الانسان واستقر في قلبه اليقين بالله عز وجل. وقام في قلبه تعظيم شرائعه ودينه - 00:18:00
كان ذلك مما يؤدي الى قبوله. ما يخالف ما عهد او ما تخالف ما الف فان النبي صلى الله عليه وسلم اعتذر عن اعادة الكعبة على كانت عليه في قواعد ابراهيم بان ذلك قد يفضي الى مفسدة لكون من حوله من - 00:18:30
اهل مكة قريب عهد بكفر. وفيه من الفوائد ان ابن عمر رضي الله تعالى عنه فهم من عدم ميسي ومسح النبي صلى الله عليه وسلم الركنين في جهة الحجر لانهما ليس على قواعد ابراهيم وهذا استنباط - 00:19:00
وهذا استنباط فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح الركنين اليمانيين لكونهما مبنيان على قواعد ابراهيم دون الركنين الشاميين لانهما على غير قواعد ابراهيم. هذه جملة من المسائل والفوائد المتعلقة - 00:19:20
بهذا الحديث وفيه ان استلام الركن تعظيم لما كان على عهد ابراهيم من الكعبة على تلك القواعد التي بينها الله تعالى وبوأها لابراهيم عليه السلام. ومسح الركنين اب وليس فرضا فلو تركهم الانسان عمدا او نسيان - 00:19:40
فانه لا شيء عليه. سواء ترك المسح بيده او الاشارة بيده الى الركن الى الحجر الاسود فان ذلك لا حرج عليه فيه وكذلك لو ترك التكبير. فالمطلوب هو الطواف وهو المشروع فرضا - 00:20:10
ولزوما في طواف الحج والعمرة وكذلك فرضا ولزوما في طواف التطوع لكن لو انه ترك التكبير والمسح للركنين ما قصر ذلك في طوافه فسادا ولا افضى الى عدم القبول بل يكون قد فوت سنة فحسب. نعم. باب قول الله تعالى قولوا - 00:20:30
امنا بالله وما انزل الينا. قال حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا عثمان ابن عمر وقال اخبرنا علي المبارك عن يحيى اليمني كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:21:00
قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وقولوا امنا بالله وما انزل اليها. هذه الاية الكريمة فيها جماع الايمان - 00:21:20
بكل ما جاءت به الرسل. فهي من اجمع الايات في بيان ما يجب اعتقاده اجمالا في دين رب العالمين الايمان ايها الاخوة هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول. هذا هذا اجود ما قيل في تعريف الايمان - 00:21:50
الايمان هو اقرار القلب وهذا الاقرار يستلزم امرين الامر الاول القبول وهذا في حق في حق الاخبار تقبل كل ما جاء به الخبر عن الله و عن رسوله. والثاني الاذعان والاذعان المقصود به الانقياد - 00:22:10
والقبول للقبول ما جاءت به الشريعة من الاحكام. فالقبول يكون لاصله للاخبار ولاصل الاحكام والاذعان يختص بالاحكام لانهم قياد للحكم وعمل به. فالايمان هو في حقيقته اقرار يستلزم قبولا للاخبار واذعانا للاحكام. فقول الله عز وجل - 00:22:30
نقول امنا امر الله تعالى اهل الايمان واهل الاسلام ان يقولوا هذا القول وهو امنا بالله وما انزل الينا اي بع ما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم ما علمناه وما لم نعلمه. ما احطنا به فهما وما لم نحط به فهما - 00:23:00
كل ما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يسميه العلماء الايمان المجمل. وهو الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قولوا امنا بالله وما انزل الينا ثم عاد الى الايمان بكل ما نزل في - 00:23:20
الشرائع السابقة وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم. وهذا من باب عطف العام على الخاص. فانه ذكر ابراهيم واسماعيل - 00:23:40
اسحاق ويعقوب والاسباب وذكر موسى وعيسى وهم من اشراف بني اسرائيل ثم قال وما اوتي النبيون اي ممن تقدم ذكرهم ومن غيرهم. وما اوتي النبيون من ربهم ثم هذا الايمان ايمان - 00:24:00
لا يختلف ولا يتأرجح بل هو ايمان على نحو واحد في التسليم لله عز وجل اقرار بما جاءت به رسله وما جاء به سيدهم صلى الله عليه وسلم. لا نفرق بين احد منهم ثم عاد وقال ونحن له مسلمون - 00:24:20
وانظر الاية ابتدأت بذكر الايمان الامر بالايمان واختتمت بالاسلام. والمقصود بذلك هي ان للانسان باطنه وظاهره. فان الايمان صلاح الباطن. وبه يصلح القلب والاسلام صلاح به تستقيم الاعمال فيأتي الاركان والفرائض ويأتي الخيرات في معاملة - 00:24:40
في معاملة الخالق وفي معاملة الخلق. ويكف شره عن الناس. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من المسلمون من لسانه ويده فهذا جزء من الاسلام في معاملة الخلق ان تكف شرك عن الناس. فان ذلك من دلائل الاسلام وخصاله - 00:25:10
واعماله فالاية رتبت الامور على حسب اهميتها اول ما ينبغي ان يعتني به الانسان ما يتعلق بصلاح قلبه فان القلب اذا صلح صلح سائر العمل واستقام سائر الشأن وقد قال النبي صلى الله عليه - 00:25:30
على اله وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب رواه الشيخان من حديث النعمان ابن بشير رضي الله تعالى عنه. فينبغي للمؤمن ان يحرص على تحقيق هذا وكان - 00:25:50
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهذه الاية في احدى ركعتي الفجر وذلك تذكيرا لنفسه وتذكيرا للامة بالايمان المجمل الذي ينبغي ان يستحضره الانسان ليسلم من واما الايمان المفصل فهو ان تؤمن بكل ما وصلك به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:26:10
او جاء في كلام الله عز وجل وفي كتابه. فالايمان مجمل ومفصل. المجمل تقول امنت بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم امنا بما انزل الينا في الكتاب وفي السنة الا واني اوتيت القرآن ومثله معه - 00:26:40
هذا ما يتعلق بالايمان المجمل دون ان تذكر شيئا بالتفصيل فهذا يشمل ما علمت وما لم تعلم وما بلغك وما لم يبلغك وما فهمته وما لم تفهم كله يندرج تحت الايمان المجمل. اما الايمان المفصل فانه ايمان باشياء معينة جاء بها الخبر. فمثلا - 00:27:00
نؤمن بالملائكة. وهذا اصل من اصول الايمان. الايمان بالملائكة اصل من اصول الايمان. فاذا قلت امنت بالله وملائكته فقد امنت بجميع الملائكة. وهذا ايمان مجمل لكن عندما يأتيك الخبر ان ثمة - 00:27:20
ملكا اسمه جبريل فانك تؤمن به على وجه التفصيل. تعتقد ان جبريل من الملائكة هذا ايمان مفصل. ان ميكائيل من الملائكة ان اسرافيل من الملائكة هذا ايمان مفصل لانه ايمان بمعين وخبر خاص جاء عن النبي - 00:27:40
الله عليه وسلم ومثله الايمان بالرسل تؤمن بجميع الانبياء وما اتاهم الله تعالى هذا امام مجمل وما اوتي النبيون من ربهم لكن لما تؤمن بابراهيم وموسى وعيسى واسحاق ويعقوب فانت تؤمن بمعينين هذا هذا - 00:28:00
ايش؟ مفصل. وهلم جر في سائر ما جاء به الخبر عن سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. منه ما هو مجمل ومنهما ما هو مفصل؟ المجمل لا يستقيم ايمان احد الا به. واما المفصل فهذا يختلف فيه الناس - 00:28:20
فمن بلغه شيء عن الله وعن رسوله على وجه يعتقد ثبوته وصحته وجب عليه ان يؤمن به وان يقبله ومن لم يبلغه فانه لا شيء عليه. والله تعالى قد قد قص علينا في كتابه في شأن الرسل اقوام - 00:28:40
من المرسلين وابهم اقواما اخرين فقال منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك والواجب على المؤمن ان يؤمن بهذا وهذا يؤمن بمن قص الله خبره في كتابه من المرسلين ويؤمن بمن لم يقص الله تعالى خبرا على - 00:29:00
الاجمال نؤمن بكل من ارسله الله عز وجل وبكل نبي من انبيائه وبكل ما اوتيه نبي من النبيين صلوات الله وسلامه عليهم لكن لا ندخل في ذلك بالتفصيل الا بالوحي. اذا جاء به الوحي من كلام الله عز وجل او كلام رسوله - 00:29:20
صلوات الله وسلامه عليه عند ذلك نؤمن بما جاء به الخبر عن الله وعن رسوله تفصيلا. فهذه الاية ذكرت ايمانا مجملا ومفصلا قولوا امنا بالله هذا مجمل لانه كل اركان الايمان تنطوي تحت الايمان بالله - 00:29:40
انزل الينا هذا واسع ايضا ايمان مجمل. ثم وما اوتي النبيون هذا مجمل. كل هذه مجملات والتفصيل في بعض ما ذكره الله عز وجل. فالايمان المفصل في الايمان بالانبياء الايمان بما اوتيهم. ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وموت - 00:30:00
موسى وعيسى والنبيون من ربهم هذا جمع مجمل ومفصل. ساق المصنف رحمه الله في الباب ما من حديث ابي سلمة بن عبد الرحمن وهو من اكثر من روى عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن ابي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله - 00:30:20
العن من جلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واكثرهم رواية وكان قد تأخر اسلامه على كثرة روايته لكنه رضي الله تعالى عنه وفر نفسه على حفظ ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه حتى حوى علما جما غزيرا - 00:30:40
على قصر مدة صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم مقارنة بغيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين طالت صحبتهم يقول ابي هريرة رضي الله تعالى عنه كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية يعني بلغتهم. التي كتبوا - 00:31:00
فيها كتابهم كانوا يقرأون التوراة بالعبرانية والتوراة هو الكتاب الذي انزله الله تعالى على موسى عليه السلام وهو اعظم الكتب بعد القرآن. ولذلك يذكره الله تعالى مقدما على الانجيل. ويذكره قرينا للقرآن في مواضع - 00:31:20
عديدة وقد شرفه الله عز وجل بان كتبه لموسى عليه السلام بيده في الالواح التي القاها اليه فكان هذا الكتاب من اميز كتب الله عز وجل التي انزلها على المرسلين - 00:31:40
اليهود يقرأون التوراة بالعبرانية بلغتهم ويفسرونها ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام ان قولونها الى لسان العرب لاهل الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم - 00:32:00
لا تصدقوا اهل الكتاب اي لا تقبلوا ما جاء بهم ما جاءوا به من الاخبار. لا تصدقوا اي لا تقبلوا ما جاء ما جاءوا به من الاخبار والتصديق هو قبول الخبر. والتصديق يقابل الاخبار. واما الاحكام فانهم لم - 00:32:20
يكونوا يأخذون عنهم الاحكام لكن الاخبار كانوا يسمعونها منهم لانهم يقصون خبر النبيين السابقين وما جرى للانبياء مع اممهم. فكان فكانوا يسمعون منهم الاخبار. اما الاحكام فلم يكونوا يتلقون عنهم شيئا من الاحكام ولا يأخذونه عنهم. وذلك جاء التنبيه الى ما يتعلق بالاخبار فقال صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا - 00:32:40
اهل الكتاب اي لا تقبلوا اخبارهم. واهل الكتاب هم اليهود والنصارى. وسموا اهل الكتاب لانهم كانوا على كتاب يستمسكون به ويصدرون عنه ويرجعون اليه. وان كان هذا الكتاب محرفا وجرى فيه من التبديل والتغيير ما طمس معالم شرع رب العالمين الا انه بقي فيه من اثار - 00:33:10
هو وانوار الهداية ما بقي على اعراض منهم وجهل وتحريف وتبديل وتغيير. قال ولا كذبوهم اي لا تقبلوا اخبارهم ولا تردوها. وسبب هذا ان التصديق يحتاج الى ان يثبت ان يثبت بطريق صحيح. وهذه الكتب قد جرى عليها من التبديل والتحريف. ما يمنع - 00:33:40
قال احتمال الكذب فيها. ولاحتمال عدم مطابقتها للواقع. فلذلك قال لا تصدقوهم. لكنه ايضا قال ولا تكذبوهم يعني فيما يخبرون به. ذلك ان هؤلاء قد يخبرون بشيء يكون للواقع او بعضه مطابقا للحقيقة ولم يجري عليه تحريف ولا تبديل لكنهم - 00:34:10
لم يثبتوا ذلك متميزا حتى يقبل فقال لا تكذبوهم لاحتمال ان يكونوا في في تلك الاخبار صادقين فلذلك قال صلى الله عليه وسلم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم. طيب ما المخرج؟ المخرج ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:34:40
من قوله صلى الله عليه وسلم ولكن قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل اسحاق ويعقوب والاسباب وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. فامر الله - 00:35:00
عز وجل المؤمنين بهذا الامر. وهو الايمان المجمل. نؤمن بكل ما انزله الله عز وجل على رسوله من كتاب لكن لا نستطيع ان نؤمن بهذا على وجه التفصيل لاحتمال ان يكون صدقا واحتمال ان يكون كذبا. فلذلك لا نصدقه - 00:35:20
ولا نكذب. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد. من فوائده جواز السماع من اهل الكتاب ما يخبرون به من كتبهم. لكن ذلك لا على وجه التلقي. عنهم ولا على وجه الاعتبار بما يقولون - 00:35:40
انما لينظر الانسان ما عند القول وليستبصر بما لديهم لكن لا على وجه القبول والايمان والتصديق وفيه من الفوائد ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا حريصين على معرفة وسماع اخبار النبيين السابقين. وذلك كانوا يسمعون منهم ما كان في كتبهم وما - 00:36:00
به اليهود عن التوراة. وفيه عدل النبي صلى الله عليه وسلم وانصافه. وهذا ما كان عليه صلى الله عليه وسلم مع القريب والبعيد. ومع الموافق والمخالف. فعلى عظيم عداوة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:30
وكبير اذاهم له صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا انه قال لا تصدقوهم ولا تكذبوهم لاحتمال ان يكون ما يخبرنا به صدقا واحتمال ان يكون كذبا فلذلك يقف الانسان في اخبارهم على هذا النحو لا يصدق ولا - 00:36:50
لكن ما اخبروا به لا يخلو من احوال ثلاثة اما ان يوافق خبر القرآن والسنة فعند ذلك نقبله لان القرآن والسنة صدقاه. واما ان يكون خلافا. ما اقبل به القرآن والسنة اما خلاف ذلك بالنص او خلاف ذلك بالعموم - 00:37:10
فعند ذلك لا يقبل من اخبارهم ما خالف ما جاء في الكتاب والسنة نصا وما جاء خلاف الكتاب والسنة عموما فاليهود والنصارى ينسبون الشر والفساد لبعض الانبياء داوود وسليمان عليهما السلام ومثل هذا لا يقبل خبرهم ولو لم يأتي تكذيب ما اخبروه بالنص لكن - 00:37:40
يعلم انهم اذا نسبوا نبيا الى كذب او الى ما يتنافى مع العصمة فانه لا يقبل قولهم ولا يرجع اليهم للعلم بان الله صان رسله عن الكبائر وسيئاته وسيء العمل. هذا القسم الاول اذا وافق الكتاب - 00:38:10
والسنة قبل اذا خالف الكتاب والسنة اما مخالفة خاصة لنص خاص او مخالفة لما علم في الكتاب والسنة من احوال النبيين والمرسلين وما تقدم من احوال الامم فهنا لا يقبل ايضا. الثالث ما لا - 00:38:30
نعلم صدقه ولا كذبه يعني لم يأتي في القرآن ما يصدقه ولم يأتي في القرآن والسنة ما يكذبه فهذا يعمل في بما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وذلك ان ما يخبرنا به خبر يحتمل - 00:38:50
والكذب فلا يصدق فيعتقد ولا يكذب فيرد ما يمكن ان يكون حقا وصدقا اه هذا بعض ما في هذا الحديث من مسائل نعم - 00:39:10
Transcription
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. حمدا يرضيه ملء السماء والارض. وملء ما ما شاء من شيء بعده احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا - 00:00:00
اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا - 00:00:20
وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله اي حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى ترك الامة على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلى الله عليه اللهم صلي على - 00:00:40
محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد كنا قد قرأنا في سورة البقرة قول الله عز وجل واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى - 00:01:10
عهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. هذه الاية امر الله تعالى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وامته ان يتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وقلنا في مقام ابراهيم - 00:01:30
انه اما ان يكون الحجر الذي قام عليه ابراهيم عليه السلام لبناء الكعبة واما ان يكون هنا كل المقامات التي قام فيها ابراهيم لعبادة الله وحده لا شريك له في - 00:01:50
البيت وفي الصفا والمروة وكذلك في سائر البقاع التي تقرب فيها الى الله بانواع القربات من المشاعر منى والمزدلفة و عرفة وسائر البقاع. هذا وذاك كلاهما مما يندرج في قول الله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم - 00:02:10
مصلى وفي هذا اليوم ننتقل الى الاية التي تليها نسأل الله عز وجل العلم النافع والعمل الصالح نعم اللي عنده سؤال يكتب سؤاله حتى نجيب عليه اخر المجلس ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد - 00:02:40
لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الله يجزاك خير. باب قول الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم - 00:03:00
القرآن فهو اساس واحدتها قاعدة. والقواعد من النساء واحدها قاعدا. قال اسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله ان عبد الله ابن محمد ابن ابي بكر الاخضر - 00:03:30
عبد الله بن عمر عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه ثم قال الم تر ان امك بلغوا الكعبة واقتصروا عن قواعد ابراهيم. فقلت يا رسول الله الا تموت - 00:03:50
على قواعد إبراهيم قال لولا انه قومه منهم. فقال عبد الله ابن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك استلام الركنين اللذين ينهيان - 00:04:10
الا ان البيت المتمم على قواعد ابراهيم. الاية الكريمة التي الله تعالى فيها عن بناء هذا البيت المبارك. وذلك ان هذا البيت هو اول بيت عبد الله تعالى فيه على الارض. قال الله جل في علاه ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين - 00:04:30
فيها ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا. فاول البيوت عبد الله تعالى فيها وعندها هو هذا البيت المعظم الذي حرمه الله تعالى يوم خلق السماوات والارض. فمكة حرمها الله ولم يحرمها الناس - 00:05:00
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حج هذا البيت امم من عباد الله من النبيين والمرسلين. فما من نبي الا حج البيت كما جاء ذلك في بعض الاحاديث. ثم ان هذا البيت اندثرت معالمه - 00:05:20
وزالت في الناس حرمته. لم يبقى له اثر حتى اعاد بناءه ابراهيم عليه السلام فان الله تعالى بوأبراهيم مكان البيت. اي هيأه واعده. حتى اراه اياه جاء اليه ووضع عنده ولده الذي جاءه على كبر وهو اسماعيل عليه السلام. مع هاجر - 00:05:40
ثم لم يكن البيت قائما مبنيا لكن له معالم يعرف بها ولذلك قال لما دعا ولده قال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم مع انه لم يكن مبنيا ولم يرفعه بعد. لكنه كان قد بوأ وهيأ - 00:06:10
وعرف مكانه لكنه لم يبنى حتى كتب الله تعالى رفع هذا البيت فجاء إبراهيم عليه السلام ورفع هو وابراهيم هو وابنه اسماعيل كما قال الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل - 00:06:40
فالبيت كان قبل ابراهيم عليه السلام وانما الذي احدثه ابراهيم في البيت هو انه اعاد بناء جاءه عمارة ومنذ بناء ابراهيم عليه السلام الى يومنا هذا بل الى ان يرث الله الارض ومن عليها فهذا البيت محفوظ - 00:07:00
حتى تقوم الساعة وما جاء من هدمه في اخر الزمان انما يكون ذلك عندما لا يكون دين ولا اسلام. فمن الله تعالى على بيته يزول وكذلك كما انه من غيرة الله على كلامه عندما يهجره - 00:07:20
ويتركونه يرفعه الله عز وجل فيسرى عليه في ليلة والمقصود ان هذا البيت بناه ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل كما قص الله تعالى في محكم كتابه واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت - 00:07:40
والبيت المراد به الكعبة فرفع الله تعالى فرفع الله تعالى فرفع ابراهيم عليه السلام القواعد من البيت على هذا النحو الذي يشاهده الناس اليوم. ولكنه كان قائما على كل ساحة البيت بما فيه الحجر. فالحجر داخل في البيت. وهو من وجزء منه - 00:08:00
مندرج في قواعد البيت التي بنى ابراهيم البيت عليها. الا ان قريشا لما قصرت نفقتها عند بناء الكعبة بعد ان تهدمت واوشكت ان تسقط اعادوا بناءها لكن ان لم يكن عندهم من المال والقدرة ما يتمكنون من بناء كامل البيت. فاقتصروا على القدر - 00:08:30
المبني الان وما بقي منه احاطوه بجدار احاطوه بجذر وهو الحجر هذا الحجر الذي يسميه بعض الناس حجر اسماعيل هو من البيت جزء من الكعبة. وسبب ذلك ان قريشا لم تتمكن من تكميل البيت لقصور نفقتها عن بناء البيت كاملا. واما نسبة - 00:09:00
اسماعيل عليه السلام فلا وجه لها. فان اسماعيل عليه السلام بنى البيت مع ابيه على القواعد كاملة ليس فيه نقص كما قال تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل. فنسبته الى اسماعيل امر حادث وليس في شيء - 00:09:30
من السنة ولا في كلام الصحابة الكرام بل ولا حتى في كلام ومأثور العرب قبل الاسلام ان هذا مكان يسمى حجر إسماعيل بل هو حجر جزء من البيت وسمي حجر لأنهم حجروه تحجروه وحدوه بحجارة - 00:09:50
ليميزوا بقية البيت عن خارجه. وقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيح ايه ها ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة فان عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:10:10
النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال لها النبي صلى الله عليه وسلم الم تر ان قومك بنوا الكعبة واقتصروا على عن قواعد ابراهيم. الم تر ان قومك بنوا الكعبة اي لما تهدمت وكان النبي قد - 00:10:30
تاركهم في البناء هو وعمه العباس. فكان ينقلان الحجارة لبناء الكعبة. كانا ينقلان الحجارة لبناء الكعبة لكن قريش لم تتمكن من التكبير فاقتصروا عن قواعد إبراهيم فقالت يا رسول الله الا تردها على الا تردها على قواعد ابراهيم؟ اي الا ترجعها بناء؟ على قواعد - 00:10:50
ابراهيم يعني كما كانت في زمن ابراهيم عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا عام الفتح قال صلى الله عليه وسلم لولا حثان قومك بالكفر اي لولا ان قومك قريب عهدهم بالكفر فانهم لم يطل عهدهم بالاسلام - 00:11:20
في عام الفتح وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح في رمضان ففتح الله له هذه البقعة المباركة وبقي فيها وهذا الحديث فيما يظهر انه كان في ذلك الوقت فقال النبي - 00:11:40
صلى الله عليه وسلم لولا حدثان قومك بالكفر يعني لا اعدتها على ما كانت عليه في بناء ابراهيم عليه السلام لكنه امتنع من ذلك لان قريشا كانت قريبة العهد بالكفر وقريبة العهد بالجاهلية - 00:12:00
فخشي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يكون في تعديل البناء على نحو بناء إبراهيم عليه السلام ما يكون سبب لريبة او شك او سوء او سوء يقع في الناس. فلذلك امتنع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:20
عن الاحداث الذي هم به من اعادة البيت على قواعد ابراهيم. فقال عبد الله ابن عمر لان كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين - 00:12:40
الذين يليان الحجر وهما الركنان الشاميان. جهاد الشام. وهما شمال كعبة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الركنين اي لم يكن يمسح على ركني البيت من جهة شمال الكعبة - 00:13:00
من جهة الشام يقول رضي الله تعالى عنه لم ما ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر الا ان البيت لم يتمم على قواعد ابراهيم. يعني ان البيت قصر عن قواعد ابراهيم وانما كان يستلم صلى الله عليه - 00:13:20
الاركان التي كانت على بناء ابراهيم وعلى قواعده. هذا الحديث فيه جملة من فوائد من فوائده ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يحدث ازواجه بما يدور في خاطره فانه صلى الله عليه وسلم حدث عائشة بهذا الحديث ولم ينقله عن - 00:13:40
عن النبي صلى الله عليه وسلم سواها. فكان يحدث اهله صلى الله عليه وسلم بما يدور في خاطره مما يتعلق بالشأن العام. ومما يتعلق بمصالح المسلمين. وفيه من الفوائد ان - 00:14:10
قريشا لم تبني البيت على قواعد ابراهيم. وذلك للسبب الذي جاء النص عليه في بعض الروايات وهو انهم لم يملكوا من النفقة ما يكملون به البيت. وهذا يشير الى قلة - 00:14:30
ذات يد الناس في ذلك الزمان او انهم بنوه على نحو من البناء الفاخر الذي يحتاج الى مال فقصر ذلك عن قدرتهم فلم فلم يكملوا على النحو الذي ارادوا وفيه من الفوائد ان المرأة تقترح على زوجها ما في - 00:14:50
مصلحة وما فيه خير. مما يتعلق بالمصالح الدينية. فان النبي صلى الله عليه وسلم قالت له عائشة يا رسول الله الا تردها على قواعد ابراهيم يعني الكعبة بناء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مقولته في الاعتذار بان قريشا كانت - 00:15:20
قريبة العهد بالكفر فخشي ان يترتب على ذلك فتنة. وفيه من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يرد البيت الى بنائه الذي بني على ابراهيم. لكنه امتنع من ذلك مع كونه محبوبا له ومع - 00:15:40
ولذلك مصلحة خشية ما يترتب عليه من المفاسد فان هؤلاء الذين كانوا على عهد قريب بالكفر يوشك ان ان يكون فتنة لهم وان يقولوا ان محمدا قد جاء مغيرا جاء مبدلا جاء مهينا للكعبة لا معظما لها. ولذلك - 00:16:00
لما قال سعد بن عبادة وهو داخل مكة عام الفتح اليوم يوم الملحمة اليوم تستباح ابى رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وعزل فقال اليوم يوم المرحمة اليوم تعظم الكعبة - 00:16:20
فلاجل هذا امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من تحقيق رغبته في بناء الكعبة على قواعد ابراهيم خشية ما يترتب على ذلك من المفاسد. وفيه من الفوائد ان الانسان يمتنع عما فيه مصلحة - 00:16:40
وما هو افضل مراعاة ما قد يترتب على الافضل من شرور ومفاسد ولهذا ذكر العلماء بناء على هذا جملة من الفوائد ان الانسان مثلا اذا جاء الى بلد يكون الناس فيها بعمل مرجوح او مفضول فانه يوافقهم على عملهم المفضول اذا كان اظهار العمل الذي يراه افظل - 00:17:00
يترتب عليه مفسدة او يفضي الى تنافر او يعكر على ائتلاف القلوب. فان تأليف القلوب واجتماعها مما ينبغي ان يراعيه الانسان في تصرفاته وعمله سواء كان ذلك فيما يتصل بامور الدين او امور الدنيا. فينبغي الا يشغب على الناس او ان يأتي بما بما يراه خيرا مما - 00:17:30
قد يفضي الى تفريق واختلاف وتنازع. وفيه من الفوائد ان الانسان اذا لم يرسخ الايمان في فانه قد يرد ما هو اكمل واحسن لضعف ايمانه. وكلما كمل ايمان الانسان واستقر في قلبه اليقين بالله عز وجل. وقام في قلبه تعظيم شرائعه ودينه - 00:18:00
كان ذلك مما يؤدي الى قبوله. ما يخالف ما عهد او ما تخالف ما الف فان النبي صلى الله عليه وسلم اعتذر عن اعادة الكعبة على كانت عليه في قواعد ابراهيم بان ذلك قد يفضي الى مفسدة لكون من حوله من - 00:18:30
اهل مكة قريب عهد بكفر. وفيه من الفوائد ان ابن عمر رضي الله تعالى عنه فهم من عدم ميسي ومسح النبي صلى الله عليه وسلم الركنين في جهة الحجر لانهما ليس على قواعد ابراهيم وهذا استنباط - 00:19:00
وهذا استنباط فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح الركنين اليمانيين لكونهما مبنيان على قواعد ابراهيم دون الركنين الشاميين لانهما على غير قواعد ابراهيم. هذه جملة من المسائل والفوائد المتعلقة - 00:19:20
بهذا الحديث وفيه ان استلام الركن تعظيم لما كان على عهد ابراهيم من الكعبة على تلك القواعد التي بينها الله تعالى وبوأها لابراهيم عليه السلام. ومسح الركنين اب وليس فرضا فلو تركهم الانسان عمدا او نسيان - 00:19:40
فانه لا شيء عليه. سواء ترك المسح بيده او الاشارة بيده الى الركن الى الحجر الاسود فان ذلك لا حرج عليه فيه وكذلك لو ترك التكبير. فالمطلوب هو الطواف وهو المشروع فرضا - 00:20:10
ولزوما في طواف الحج والعمرة وكذلك فرضا ولزوما في طواف التطوع لكن لو انه ترك التكبير والمسح للركنين ما قصر ذلك في طوافه فسادا ولا افضى الى عدم القبول بل يكون قد فوت سنة فحسب. نعم. باب قول الله تعالى قولوا - 00:20:30
امنا بالله وما انزل الينا. قال حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا عثمان ابن عمر وقال اخبرنا علي المبارك عن يحيى اليمني كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:21:00
قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وقولوا امنا بالله وما انزل اليها. هذه الاية الكريمة فيها جماع الايمان - 00:21:20
بكل ما جاءت به الرسل. فهي من اجمع الايات في بيان ما يجب اعتقاده اجمالا في دين رب العالمين الايمان ايها الاخوة هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول. هذا هذا اجود ما قيل في تعريف الايمان - 00:21:50
الايمان هو اقرار القلب وهذا الاقرار يستلزم امرين الامر الاول القبول وهذا في حق في حق الاخبار تقبل كل ما جاء به الخبر عن الله و عن رسوله. والثاني الاذعان والاذعان المقصود به الانقياد - 00:22:10
والقبول للقبول ما جاءت به الشريعة من الاحكام. فالقبول يكون لاصله للاخبار ولاصل الاحكام والاذعان يختص بالاحكام لانهم قياد للحكم وعمل به. فالايمان هو في حقيقته اقرار يستلزم قبولا للاخبار واذعانا للاحكام. فقول الله عز وجل - 00:22:30
نقول امنا امر الله تعالى اهل الايمان واهل الاسلام ان يقولوا هذا القول وهو امنا بالله وما انزل الينا اي بع ما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم ما علمناه وما لم نعلمه. ما احطنا به فهما وما لم نحط به فهما - 00:23:00
كل ما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يسميه العلماء الايمان المجمل. وهو الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قولوا امنا بالله وما انزل الينا ثم عاد الى الايمان بكل ما نزل في - 00:23:20
الشرائع السابقة وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم. وهذا من باب عطف العام على الخاص. فانه ذكر ابراهيم واسماعيل - 00:23:40
اسحاق ويعقوب والاسباب وذكر موسى وعيسى وهم من اشراف بني اسرائيل ثم قال وما اوتي النبيون اي ممن تقدم ذكرهم ومن غيرهم. وما اوتي النبيون من ربهم ثم هذا الايمان ايمان - 00:24:00
لا يختلف ولا يتأرجح بل هو ايمان على نحو واحد في التسليم لله عز وجل اقرار بما جاءت به رسله وما جاء به سيدهم صلى الله عليه وسلم. لا نفرق بين احد منهم ثم عاد وقال ونحن له مسلمون - 00:24:20
وانظر الاية ابتدأت بذكر الايمان الامر بالايمان واختتمت بالاسلام. والمقصود بذلك هي ان للانسان باطنه وظاهره. فان الايمان صلاح الباطن. وبه يصلح القلب والاسلام صلاح به تستقيم الاعمال فيأتي الاركان والفرائض ويأتي الخيرات في معاملة - 00:24:40
في معاملة الخالق وفي معاملة الخلق. ويكف شره عن الناس. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من المسلمون من لسانه ويده فهذا جزء من الاسلام في معاملة الخلق ان تكف شرك عن الناس. فان ذلك من دلائل الاسلام وخصاله - 00:25:10
واعماله فالاية رتبت الامور على حسب اهميتها اول ما ينبغي ان يعتني به الانسان ما يتعلق بصلاح قلبه فان القلب اذا صلح صلح سائر العمل واستقام سائر الشأن وقد قال النبي صلى الله عليه - 00:25:30
على اله وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب رواه الشيخان من حديث النعمان ابن بشير رضي الله تعالى عنه. فينبغي للمؤمن ان يحرص على تحقيق هذا وكان - 00:25:50
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهذه الاية في احدى ركعتي الفجر وذلك تذكيرا لنفسه وتذكيرا للامة بالايمان المجمل الذي ينبغي ان يستحضره الانسان ليسلم من واما الايمان المفصل فهو ان تؤمن بكل ما وصلك به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:26:10
او جاء في كلام الله عز وجل وفي كتابه. فالايمان مجمل ومفصل. المجمل تقول امنت بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم امنا بما انزل الينا في الكتاب وفي السنة الا واني اوتيت القرآن ومثله معه - 00:26:40
هذا ما يتعلق بالايمان المجمل دون ان تذكر شيئا بالتفصيل فهذا يشمل ما علمت وما لم تعلم وما بلغك وما لم يبلغك وما فهمته وما لم تفهم كله يندرج تحت الايمان المجمل. اما الايمان المفصل فانه ايمان باشياء معينة جاء بها الخبر. فمثلا - 00:27:00
نؤمن بالملائكة. وهذا اصل من اصول الايمان. الايمان بالملائكة اصل من اصول الايمان. فاذا قلت امنت بالله وملائكته فقد امنت بجميع الملائكة. وهذا ايمان مجمل لكن عندما يأتيك الخبر ان ثمة - 00:27:20
ملكا اسمه جبريل فانك تؤمن به على وجه التفصيل. تعتقد ان جبريل من الملائكة هذا ايمان مفصل. ان ميكائيل من الملائكة ان اسرافيل من الملائكة هذا ايمان مفصل لانه ايمان بمعين وخبر خاص جاء عن النبي - 00:27:40
الله عليه وسلم ومثله الايمان بالرسل تؤمن بجميع الانبياء وما اتاهم الله تعالى هذا امام مجمل وما اوتي النبيون من ربهم لكن لما تؤمن بابراهيم وموسى وعيسى واسحاق ويعقوب فانت تؤمن بمعينين هذا هذا - 00:28:00
ايش؟ مفصل. وهلم جر في سائر ما جاء به الخبر عن سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. منه ما هو مجمل ومنهما ما هو مفصل؟ المجمل لا يستقيم ايمان احد الا به. واما المفصل فهذا يختلف فيه الناس - 00:28:20
فمن بلغه شيء عن الله وعن رسوله على وجه يعتقد ثبوته وصحته وجب عليه ان يؤمن به وان يقبله ومن لم يبلغه فانه لا شيء عليه. والله تعالى قد قد قص علينا في كتابه في شأن الرسل اقوام - 00:28:40
من المرسلين وابهم اقواما اخرين فقال منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك والواجب على المؤمن ان يؤمن بهذا وهذا يؤمن بمن قص الله خبره في كتابه من المرسلين ويؤمن بمن لم يقص الله تعالى خبرا على - 00:29:00
الاجمال نؤمن بكل من ارسله الله عز وجل وبكل نبي من انبيائه وبكل ما اوتيه نبي من النبيين صلوات الله وسلامه عليهم لكن لا ندخل في ذلك بالتفصيل الا بالوحي. اذا جاء به الوحي من كلام الله عز وجل او كلام رسوله - 00:29:20
صلوات الله وسلامه عليه عند ذلك نؤمن بما جاء به الخبر عن الله وعن رسوله تفصيلا. فهذه الاية ذكرت ايمانا مجملا ومفصلا قولوا امنا بالله هذا مجمل لانه كل اركان الايمان تنطوي تحت الايمان بالله - 00:29:40
انزل الينا هذا واسع ايضا ايمان مجمل. ثم وما اوتي النبيون هذا مجمل. كل هذه مجملات والتفصيل في بعض ما ذكره الله عز وجل. فالايمان المفصل في الايمان بالانبياء الايمان بما اوتيهم. ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وموت - 00:30:00
موسى وعيسى والنبيون من ربهم هذا جمع مجمل ومفصل. ساق المصنف رحمه الله في الباب ما من حديث ابي سلمة بن عبد الرحمن وهو من اكثر من روى عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن ابي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله - 00:30:20
العن من جلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واكثرهم رواية وكان قد تأخر اسلامه على كثرة روايته لكنه رضي الله تعالى عنه وفر نفسه على حفظ ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه حتى حوى علما جما غزيرا - 00:30:40
على قصر مدة صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم مقارنة بغيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين طالت صحبتهم يقول ابي هريرة رضي الله تعالى عنه كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية يعني بلغتهم. التي كتبوا - 00:31:00
فيها كتابهم كانوا يقرأون التوراة بالعبرانية والتوراة هو الكتاب الذي انزله الله تعالى على موسى عليه السلام وهو اعظم الكتب بعد القرآن. ولذلك يذكره الله تعالى مقدما على الانجيل. ويذكره قرينا للقرآن في مواضع - 00:31:20
عديدة وقد شرفه الله عز وجل بان كتبه لموسى عليه السلام بيده في الالواح التي القاها اليه فكان هذا الكتاب من اميز كتب الله عز وجل التي انزلها على المرسلين - 00:31:40
اليهود يقرأون التوراة بالعبرانية بلغتهم ويفسرونها ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام ان قولونها الى لسان العرب لاهل الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم - 00:32:00
لا تصدقوا اهل الكتاب اي لا تقبلوا ما جاء بهم ما جاءوا به من الاخبار. لا تصدقوا اي لا تقبلوا ما جاء ما جاءوا به من الاخبار والتصديق هو قبول الخبر. والتصديق يقابل الاخبار. واما الاحكام فانهم لم - 00:32:20
يكونوا يأخذون عنهم الاحكام لكن الاخبار كانوا يسمعونها منهم لانهم يقصون خبر النبيين السابقين وما جرى للانبياء مع اممهم. فكان فكانوا يسمعون منهم الاخبار. اما الاحكام فلم يكونوا يتلقون عنهم شيئا من الاحكام ولا يأخذونه عنهم. وذلك جاء التنبيه الى ما يتعلق بالاخبار فقال صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا - 00:32:40
اهل الكتاب اي لا تقبلوا اخبارهم. واهل الكتاب هم اليهود والنصارى. وسموا اهل الكتاب لانهم كانوا على كتاب يستمسكون به ويصدرون عنه ويرجعون اليه. وان كان هذا الكتاب محرفا وجرى فيه من التبديل والتغيير ما طمس معالم شرع رب العالمين الا انه بقي فيه من اثار - 00:33:10
هو وانوار الهداية ما بقي على اعراض منهم وجهل وتحريف وتبديل وتغيير. قال ولا كذبوهم اي لا تقبلوا اخبارهم ولا تردوها. وسبب هذا ان التصديق يحتاج الى ان يثبت ان يثبت بطريق صحيح. وهذه الكتب قد جرى عليها من التبديل والتحريف. ما يمنع - 00:33:40
قال احتمال الكذب فيها. ولاحتمال عدم مطابقتها للواقع. فلذلك قال لا تصدقوهم. لكنه ايضا قال ولا تكذبوهم يعني فيما يخبرون به. ذلك ان هؤلاء قد يخبرون بشيء يكون للواقع او بعضه مطابقا للحقيقة ولم يجري عليه تحريف ولا تبديل لكنهم - 00:34:10
لم يثبتوا ذلك متميزا حتى يقبل فقال لا تكذبوهم لاحتمال ان يكونوا في في تلك الاخبار صادقين فلذلك قال صلى الله عليه وسلم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم. طيب ما المخرج؟ المخرج ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:34:40
من قوله صلى الله عليه وسلم ولكن قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل اسحاق ويعقوب والاسباب وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. فامر الله - 00:35:00
عز وجل المؤمنين بهذا الامر. وهو الايمان المجمل. نؤمن بكل ما انزله الله عز وجل على رسوله من كتاب لكن لا نستطيع ان نؤمن بهذا على وجه التفصيل لاحتمال ان يكون صدقا واحتمال ان يكون كذبا. فلذلك لا نصدقه - 00:35:20
ولا نكذب. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد. من فوائده جواز السماع من اهل الكتاب ما يخبرون به من كتبهم. لكن ذلك لا على وجه التلقي. عنهم ولا على وجه الاعتبار بما يقولون - 00:35:40
انما لينظر الانسان ما عند القول وليستبصر بما لديهم لكن لا على وجه القبول والايمان والتصديق وفيه من الفوائد ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا حريصين على معرفة وسماع اخبار النبيين السابقين. وذلك كانوا يسمعون منهم ما كان في كتبهم وما - 00:36:00
به اليهود عن التوراة. وفيه عدل النبي صلى الله عليه وسلم وانصافه. وهذا ما كان عليه صلى الله عليه وسلم مع القريب والبعيد. ومع الموافق والمخالف. فعلى عظيم عداوة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:30
وكبير اذاهم له صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا انه قال لا تصدقوهم ولا تكذبوهم لاحتمال ان يكون ما يخبرنا به صدقا واحتمال ان يكون كذبا فلذلك يقف الانسان في اخبارهم على هذا النحو لا يصدق ولا - 00:36:50
لكن ما اخبروا به لا يخلو من احوال ثلاثة اما ان يوافق خبر القرآن والسنة فعند ذلك نقبله لان القرآن والسنة صدقاه. واما ان يكون خلافا. ما اقبل به القرآن والسنة اما خلاف ذلك بالنص او خلاف ذلك بالعموم - 00:37:10
فعند ذلك لا يقبل من اخبارهم ما خالف ما جاء في الكتاب والسنة نصا وما جاء خلاف الكتاب والسنة عموما فاليهود والنصارى ينسبون الشر والفساد لبعض الانبياء داوود وسليمان عليهما السلام ومثل هذا لا يقبل خبرهم ولو لم يأتي تكذيب ما اخبروه بالنص لكن - 00:37:40
يعلم انهم اذا نسبوا نبيا الى كذب او الى ما يتنافى مع العصمة فانه لا يقبل قولهم ولا يرجع اليهم للعلم بان الله صان رسله عن الكبائر وسيئاته وسيء العمل. هذا القسم الاول اذا وافق الكتاب - 00:38:10
والسنة قبل اذا خالف الكتاب والسنة اما مخالفة خاصة لنص خاص او مخالفة لما علم في الكتاب والسنة من احوال النبيين والمرسلين وما تقدم من احوال الامم فهنا لا يقبل ايضا. الثالث ما لا - 00:38:30
نعلم صدقه ولا كذبه يعني لم يأتي في القرآن ما يصدقه ولم يأتي في القرآن والسنة ما يكذبه فهذا يعمل في بما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وذلك ان ما يخبرنا به خبر يحتمل - 00:38:50
والكذب فلا يصدق فيعتقد ولا يكذب فيرد ما يمكن ان يكون حقا وصدقا اه هذا بعض ما في هذا الحديث من مسائل نعم - 00:39:10