والمقصود ان الله تعالى خفف عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعن الامة بما جرى من حسن استقبالهم لحكم الله ورسوله حيث قالوا سمعنا واطعنا. وهكذا ينبغي ان يكون المؤمن في مقابلة احكام الله وما يقرأه من كلامه - 00:00:00
هذا الكلام هو رسالة الله لنا لي ولك فاذا قرأت هذا الكلام فاعرض نفسك على القرآن. واياك ان تتوهب ان هذا خطاب غير موجه اليك ان هذا الخطاب غير موجه - 00:00:19
اليك بل هو موجه لكل مؤمن ومؤمنة والخطاب فيه للجميع فيجب على المؤمن ان يبذل وسعه وجهده في ان يفهم كلام ربه جل في علاه وان يعي معانيه ثم بعد ذلك - 00:00:33
ذلك يجد ويجتهد في العمل بما فتح الله تعالى عليه من ذلك فان هذا به ينال هذا الشهادة الالهية امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله - 00:00:46
لا نفرق بين احد منهم وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير هذا هو الذي ينبغي ان يكون الانسان عليه في تعامله مع ايات الذكر الحكيم. نعم باب قول الله تعالى ويونس ولوطا وكل من فضلنا على العالمين - 00:01:05
قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن مهدي قال حدثنا شعبة عن قتادة عن ابي العالية قال حدثني ابن عم نبيكم يعني ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:28
قال ما ينبغي لعبد ان يقول انا خير من يونس ابن متى قال حدثنا ادم ابن ابي اياس قال حدثنا شعبة قال اخبرنا سعد بن ابراهيم. قال سمعت ابن عبدالرحمن ابن عوف عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال - 00:01:48
فينبغي لعبد ان يقول انا خير من يونس ابن متى قوله تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه المشار اليه هو ما ذكره الله تعالى من محاجة ابراهيم لقومه في شأن ما كانوا يعبدون في قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه ازر اتتخذ اصناما الهة - 00:02:15
اني اراك وقومك في ظلال مبين اتتخذ اصناما لا تتكلم لا تخلق لا ترزق ليس منها نفع ولا تملك ضرا لاحد؟ اتتخذ اصناما الهة؟ اني اراك وقومك في ظلال مبين - 00:02:40
ثم قال تعالى في بيان ما اقامه ابراهيم عليه من حجة اذ ان قوم ابراهيم كانوا يعبدون الكواكب كانوا يعبدون الكواكب ويجعلون لهذه الكواكب صورا من الالهة والاصنام التي يتقربون اليها ترمز الى ما كانوا يعبدون - 00:03:02
من الالهة السماوية بالافلاك والنجوم ولذلك كانت الحجة في ابطال عبادة هذه النجوم وانتقى فيها متدرجا الاصغر ثم الاكبر ثم الاكبر. قال تعالى وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين اراه الله تعالى من الايات - 00:03:22
وفتح بصيرته للاعتبار بما في هذا الكون من عظائم خلق الله وبديع صنعه ما يوجب اليقين والا يكون في قلبه ريب او شك فاليقين هو اعلى مراتب اعلى مراتب الايمان - 00:03:53
وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل اي غطاه وستره فالجن هو الستر ولذلك سمي سمي الجن جنا لانهم يستترون وسميت الجنة بهذا الاسم لانها تستر ما ما في داخلها - 00:04:12
بكثافة اشجارها شدة اه تلاحم هذه الاشجار فيستتر من فيها فلما جن عليه الليل اي ستره الليل رأى كوكبا كوكبا من الكواكب فقال رأى كوكبا قال هذا ربي هذا هم يعبدون الكواكب. فانتقى كوكبا من الكواكب قال هذا ربي. يعني هذا الذي خلقني معنى ربي - 00:04:38
هذا الذي خلقني وهو الذي يستحق العبادة فلما افل غاب قال لا احب الافرين لانه لا يمكن لاله ان يغيب عن خلقه فلما غاب بعد ظهور دل ذلك على عدم صلاحيته لان يكون الها - 00:05:08
فلما رأى القمر بازغا اي ظاهرا مكتملا قال هذا ربي هذا الذي اعبد وهو الذي يستحق التوجه اليه وهذا من باب اقامة الحجة على قومه. والا حاشاه ان يكون يعتقد ذلك او يؤمن بذلك - 00:05:30
ولهذا قدم الله تعالى قبل هذه المحاجه ما كان عليه من ايمان قال وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقرين فهو موقن بما بصره الله تعالى به واراه من الايات العظيمة الدالة على عظم قدر ربه وانه لا يستحق العبادة سواه جل في علاه - 00:05:50
قال فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل غاب القمر قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين هنا لم يقل المقالة الاولى المقالة الاولى مستحظرة هنا لان الكوكب لما غاب قال لا احب الافلين - 00:06:15
ومعنى لا احب الآفلين لا يستحقون العبادة. لماذا؟ لان قوام العبادة على المحبة فاذا كنت لا تحبه فانت لا تعبده قوام العبادة على المحبة لا تكون عبادة الا بمحبة وعبادة الرحمن غاية حبه منتهى الحب - 00:06:37
له جل في علاه مع ذل عابده الذل هو الانخفاض والافتقار والتعظيم لله عز وجل مع ذل عابده هما قطبانه قطبان تقوم عليهما العبودية فالعبادة كمال الحب مع كمال الذل كمال الحب مع كمال التعظيم لله عز وجل - 00:06:58
فما قاله في الاية السابقة مستحظر هنا لانه افل وهو قد لا احب الآفلين اذا هو لا يحب القمر كما لا يحب الكوكب. لكنه زاد هنا امرا يلفت به انظار قومه الى ما ينبغي - 00:07:21
ان يستحضروه عند طلبهم الحق وسعيهم في تحصيله قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين يعني لو لم ييسر الله تعالى لي الهدى ويفتح لي ابواب الهداية فانني ساكون من الظالين وهذا لا شك فيه - 00:07:36
وقد نادى الله تعالى عباده كما في الصحيح من حديث ابي ذر قال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني يعني اطلبوا الهداية مني - 00:07:58
اهدكم وهذا ما ذكره ابراهيم عليه السلام هنا قال لان لم يهدني ربي اي لان لم يفتح الله تعالى قلبي ويشرح ويشرح صدري وينير بصيرتي لاكونن من القوم الضالين المشتغلين بعبادة ما سواه - 00:08:17
وهنا بين ان له ربا ليس ما ذكره في الاية في الموقفين السابقين. قال فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي جريا على ما كانوا يعتقدون من ربوبية هذه الكواكب - 00:08:39
هذا اكبر يعني هذا فيه ميزة اكثر من غيره انه اكبر اكبر من كل ناحية اكبر اضاءة واكبر حجما واكبر حرارة فهو من حيث التأثير على الارظ اعظم من تأثير - 00:09:01
الكواكب واعظم من تأثير القمر فلما افلت غابت قال يا قومي اني بريء مما تشركون. فكل هذه الالهة الثلاثة التي يعبدها قومه لا تصلح ان تكون الهة لانها تأفل وتغيب وتستتر - 00:09:15
ولا تعلم شيئا عما عمن يعبدوها قال يا قوم الان تمت الحجة عليهم ببيان ظلال سعيهم قال يا قوم اني بريء مما تشركون. بريء والبراءة هي الخلوص التام فالبراءة التي ذكرها الله تعالى هنا في مقال ابراهيم عليه السلام اي انه خلص خلص منهم - 00:09:35
بكل وجه قد ذكر الله تعالى ذلك عن ابراهيم حيث قال لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. اي خالص البراءة تام الانفكاك عن عبادتكم لغير الله تعالى مما تشركون اي من الذي تشركون به جل في علاه - 00:10:05
بعد هذا بين لهم من الذي يعبد؟ ومن الذي يستحق العبادة؟ فقال اني وجهت وجهي للذي خلق السماوات والارض للذي فطر السماوات والارض وما انا من المشركين فطر السماوات والارض - 00:10:26
وذكر السماوات التي هي محل هذه الكواكب التي يتوجهون اليها بالعبادة. وذكر الارظ لانهم نصبوا لهذه الكواكب فرب السماوات خالقها ومالكها ورازقها ومدبرها والارض كذلك هو المستحق للعبادة هو الذي يتوجه اليه قال اني قال قال عليه السلام اني وجهت وجهي وجهي - 00:10:43
يعني طلبي وغرظي قلبي فالوجهة هنا هي القصد والارادة اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا حنيفا يعني ومستقيما على التوحيد مائلا عن الشرك حنيفا ولتأكيد هذا المعنى وما انا من المشركين في شيء من اعمالهم ولا في شيء من عقائدهم - 00:11:11
ثم ذكر المحاجة التي بينه وبين قومه بعد هذا البيان قال وحاجه قومه قال اتحاجوني في الله وقد هداني اهداني الى عبادته وحده لا شريك له ثم هددوه بالهتهم قال ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء الله ربي شيئا. يعني لا اخاف ما يمكن ان يقع بي من - 00:11:38
الضر الذي تتوعدون لكني اخاف ما يشاءه الله تعالى مما قد يقدره. فالخوف له فالا هنا استثناء منقطع بمعنى لكن لكن ان يشاء ربي شيئا فهنا هو الذي ينبغي ان ان يخاف وسع ربي كل شيء علما. افلا تتذكرون؟ ثم قال وكيف اخاف ما اشركتم - 00:12:03
ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فليس لكم حجة ولا برهان ولا ما يقيكم غضب الرحمن من البينات على صحة ما انتم عليه. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون؟ الذين امنوا. الجواب الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم - 00:12:30
بظلم بالنظر الى الاية السابقات الظلم هو الشرك كما دل عليه السياق اولئك لهم الامن وهم مهتدون. بعد ذلك قال وتلك حجتنا يعني المتقدمة في بيان صدق عبادة الله وحده وبطلان عبادة ما سواه وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه - 00:12:55
نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم. ورفع العبد بالدرجات انما يكون بالايمان والعلم والتقوى والصلاح وهذا الذي رفعها الله تعالى به ابراهيم بما كان عليه من علم بالله وتوحيد له واستقامة على شرعه وصبر على - 00:13:18
فيه جل في علاه ووهبنا له ذكر ما انعم به على ابراهيم عليه السلام بعد ما ذكر ما جرى قال وهبنا له ويعقوب اسحاق ابن المباشر ويعقوب ابن ابن فهو حفيد - 00:13:42
كلا هدينا وهذا من رحمة الله ولطفه بابراهيم ان وهبه ذرية وهدى هذه الذرية فاسحاق فاسحاق وعليه السلام نبي ويعقوب كذلك نبي. ثم قال ونوحا هدينا ونوحا هدينا نوح سابق على ابراهيم - 00:13:58
ولكنه ذكره لانه من اولي العزم من الرسل وهو ابو الانبياء الثاني كما آآ وهو ابو الانبياء الاول لان كل الانبياء من ذرية نوح عليه السلام اما ادم فهو ابو البشرية جميعا. الانبياء وغيرهم - 00:14:18
ابو البشرية جميعا الانبياء وغيرهم. قال ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته الظمير يعود الى من قيل يعود الى اقرب مذكور وهو نوح وقيل يعود الى ابراهيم لان الحديث عنه وعن ما كان عليه وما منحه الله تعالى اياه - 00:14:37
جئ بنوح عليه السلام انما هو لذكر خاصيته في سبقه وانه من اولي العزم من الرسل. قال ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وهؤلاء كلهم من ذرية ابراهيم عليه السلام - 00:15:02
وكذلك نجزي المحسنين وهذا يدل على ان الحديث عن ابراهيم لان الله ذكر وهبة ثم ذكر سبب هذه الهبة ما سبب هبة ابراهيم؟ ما وهب فهو ايش ها الاحسان ولذلك قال وكذلك نجزي المحسنين ففهم من هذا ان الحديث ما زال عن ابراهيم ثم عاد قال وزكريا ويحيى وعيسى - 00:15:23
والياس كل من الصالحين هؤلاء من ذريته والذي جمع هؤلاء جميعا انهم من الصالحين. ثم قال واسماعيل وهذا يدل على ان الحديث عن ابراهيم عليه السلام فاسماعيل صنه اسحاق فهو ابن ابراهيم - 00:15:47
المباشر بل هو ابنه الاول اليه يرجع نسب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واما اسحاق عليه السلام فعنه تفرع جميع انبياء بني اسرائيل فكل انبياء بني اسرائيل كانوا من ذرية اسحاق عليه السلام. قال تعالى واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا - 00:16:08
فضلنا على العالمين. لوط ليس من ذرية ابراهيم انما هو ابن عمه او ابن اخيه كما قيل او من قبيلته انما ليس من ذرية ابراهيم عليه السلام فليس ابنا له - 00:16:39
وهذا ما جعل بعظهم يقول المقصود بالظمير ومن ذريته نوح لان لوطن ليس من ذرية ابراهيم وقيل بل هو من ذريته من جهة انه اخذ عنه العلم وكان معه تنبئ لما - 00:16:56
ارسله الله تعالى الى قومه قوم لوط وعلى كل حال هو ليس من من ذريته ولكنه تلقى عنه وذكره معهم لكونه من ممن نشأ على يد ابراهيم عليه السلام وتلقى عنه واخذ عنه - 00:17:14
والذرية نوعان ذرية نسل وذرية تلقي وعلم ووراثة هدى وهذا اوسع على كل حال المقصود من قراءتها ثم قال ومن ابائهم من اباء هؤلاء وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم. وهذا اجتباه لكل من ذكر ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده - 00:17:38
ثم قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وبه يتبين بركات التوحيد فكل هذه الخيرات هي بالتوحيد واخلاص العبادة لله. والناس ايها الاخوة يستقلون شأن التوحيد ويرون انه من فضول الحديث ان تتحدث عن عبادة الله وحده لا شريك له - 00:18:05
وهذا في الحقيقة من تزيين الشيطان ومن مداخله. اذ ان التوحيد اهم المهمات. ولهذا جميع المرسلين من نوح الى خاتمهم محمد بن عبد الله الى خاتمهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم - 00:18:29
كلهم يدعون الخلق جاءوا لدعوة الخلق الى عبادة الله وحده لا شريك له. ومثل هذا لا يمكن ان يكون امرا فاضلة يعني ان امرا زائدا او امرا تكميليا. بل لا يكون ذلك الا في اهم المهمات. ولما لا يكون اهم المهمات - 00:18:47
الناس انما خلقوا لعبادة الله وحده فمتى خرجوا عن هذا الاصل تورطوا في انواع الضلالات وصنوف الانحرافات؟ قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون - 00:19:05
الامام البخاري رحمه الله في هذه الايات ذكر ما جاء في شأن يونس وهو من انبياء من الانبياء المذكورين واختلف فيه هل هو من انبياء بني اسرائيل او لا؟ على قولين فقال جماعة من اهل العلم ان نوحا ان - 00:19:24
ان يونس عليه السلام ليس من انبياء بني اسرائيل بل هو قبل ابراهيم. بل قال بعضهم انه قبل نوح ولكن هذا ليس بصحيح فان يونس اما ان يكون من ذرية نوح - 00:19:43
واما ان يكون من ذرية ابراهيم فاذا كان من ذرية ابراهيم فهو نبي من انبياء بني اسرائيل عليه السلام ما ذكره الله تعالى من خبر يونس انه امره الله تعالى بامر فاستعجل - 00:19:57
هذا الامر وخرج مغاضبا فكان ما كان من مساهمته ركب سفينة فساهم اي فاقترع اهل السفينة في من يخرجون لينجوا بسفينتهم فكان السهم خرج على يونس فالقي في البحر فالتقمه الحوت وهو مليب - 00:20:19
فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون فانجاه الله تعالى بصلاته وبفزعه الى ربه في ظلمات - 00:20:46
بطن الحوت ولجة البحر لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فنجاه الله تعالى فنبذ بالعراء وهو سقيم وهو مليم وبقي سقيما وانبت عليه شجرة من يقطين وهي شجرة ايش - 00:21:05
شجرة القرع الدب وذلك للطافة ملمسها غلظ ورقها الذي يحصل له به المقصود من الحماية بعد هذه الغيبة الطويلة في او الغيبة الممتدة في بطن الحوت فانجاه الله عز وجل. فلما كان قد وقع منه ما وقع عليه السلام - 00:21:28
قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم محذرا امته ان يتوهم احد انه افضل من يونس عليه السلام فقال صلى الله عليه وسلم لا يقول احدكم انا خير من يونس ابن متى ويونس ابن متى نسب الى امه - 00:21:52
هي امه عليه السلام ونسبته الى امه اما لشهرتها او لسبب من الاسباب انما متى اسم لامه المباشرة او احد امهاته وهذا يجري في لسان العرب ان ينسب الرجل الى امه - 00:22:14
فيما وذلك لمناسبة اما ان تكون شهيرة بعمل او شهيرة علم او شهيرة بشيء فينسب اليها. قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين حديث عبد الله بن عباس - 00:22:33
وحديث ابي هريرة الاول قال ما ينبغي لعبد ان يقول لعبد ان يقول انا خير من يونس ابن متى ما ينبغي يعني ويمتنع ما ينبغي تستعمل بيان الامتناع وهو اما ان يكون امتناعا شرعيا واما ان يكون امتناعا قدريا. من الامتناع القدري ما ذكره الله تعالى في - 00:22:49
قل هو ما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فهذا ممتنع قدرا ومستحيل ان يكون ذلك في تقدير الله عز وجل وهو ايضا ممتنع شرعا واما هنا فان ذلك ممتنع شرعا ان يعتقد احد انه افظل من عيسى ابن متى عليه السلام. لكونه قد وقع منه ما وقع من - 00:23:15
بلاء بسبب مخالفته ما امر الله تعالى وما جرى له من التقام الحوت. فقال ما ينبغي لعبد ان يقول انا يعني العبد يعني ان يقول العبد نفسه انا خير من يونس ابن متى - 00:23:42
فهو نبي من انبياء الله وله من المنزلة ما ينبغي ان تحفظ وان تصان فقد تاب الله تعالى عليه كما تاب على ادم في قوله تعالى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى - 00:24:02
وقيل انما مقصود ان معنى قوله انا يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يعني يعني الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بهذا الظمير ما ينبغي لعبد ان يقول محمد صلى الله عليه وسلم خير من يونس ابن متى. هذا المعنى الثاني الذي ذكره - 00:24:21
اهل العلم وهنا سؤال كيف يستقيم هذا مع كوننا نعتقد ان النبي صلى الله عليه وسلم افضل الخلق وقد قال كما في الصحيح من حديث انس كما في حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر - 00:24:41
فكيف ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ان يقال ان يقال هذه المقالة وهو صلى الله عليه وسلم خير ليس فقط من يونس ابن متى بل من كل احد. الجواب على هذا من جهتين - 00:25:01
الاول قال قال بعض اهل العلم ان هذا قبل ان يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه خير الناس وافضل الخلق هذا الجواب الاول ان قوله لا يقل ما ينبغي لعبد ان يقول - 00:25:16
انا خير من يونس ابن متى يعني محمد خير من يونس ابن متى ان ذلك قبل ان يخبر بخيريته على الخلق وهذا فيه نوع من البعد فيه نوع من البعد فانه ولو لم يكن خير الناس فهو من اولي العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليه. هو من افضل الانبياء - 00:25:32
فيبعد هذا المعنى والاحتمال الثاني وهو الاقرب في معنى الحديث ان ذلك محمول على المفاضلة بين النبي ويونس فيما اذا كان ذلك على وجه التنقص لان المفاضلة تأتي على نحوين النحو الاول تكون مفاضلة بين اثنين - 00:25:53
لبيان المنزلة والمكانة وهذا لا حرج فيه. كقوله صلى الله عليه وسلم انا نعم انا سيد ولد ادم. فهنا بين فظله لكن هذا خبر عن واقع وانه خير الناس صلوات الله وسلامه عليه. فتكون المفاضلة لبيان السبق - 00:26:17
والتقدم وهذا ليس فيه اشكال النوع الثاني من المفاضلة يكون لتنقص المفضول وليس لاثبات الفضل للفاضل واضح ومنه ما جرى بين الصحابي والاسرائيلي لما اقسم بموسى عليه السلام او ذكر موسى في قسمه - 00:26:33
فصفعه قال وذلك لتفظيله على آآ لتفضيله موسى على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تفاضلوا بين الانبياء فالنهي عن المفاضلة بين الانبياء هنا ليس لالغاء الفضل لكن لدفع توهم ان المفاضلة تقتضي التنقص - 00:27:00
عندما تأتي المفاضلة سياق التنقص او في سياق التنقص عند ذلك تكون ما تكون منهيا عنها وعدناكم نعطي وقتا للاسئلة فنقتصر على هذا فيما يتعلق التفسير نستمع الى ما جاء من اسئلة - 00:27:25
Transcription
والمقصود ان الله تعالى خفف عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعن الامة بما جرى من حسن استقبالهم لحكم الله ورسوله حيث قالوا سمعنا واطعنا. وهكذا ينبغي ان يكون المؤمن في مقابلة احكام الله وما يقرأه من كلامه - 00:00:00
هذا الكلام هو رسالة الله لنا لي ولك فاذا قرأت هذا الكلام فاعرض نفسك على القرآن. واياك ان تتوهب ان هذا خطاب غير موجه اليك ان هذا الخطاب غير موجه - 00:00:19
اليك بل هو موجه لكل مؤمن ومؤمنة والخطاب فيه للجميع فيجب على المؤمن ان يبذل وسعه وجهده في ان يفهم كلام ربه جل في علاه وان يعي معانيه ثم بعد ذلك - 00:00:33
ذلك يجد ويجتهد في العمل بما فتح الله تعالى عليه من ذلك فان هذا به ينال هذا الشهادة الالهية امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله - 00:00:46
لا نفرق بين احد منهم وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير هذا هو الذي ينبغي ان يكون الانسان عليه في تعامله مع ايات الذكر الحكيم. نعم باب قول الله تعالى ويونس ولوطا وكل من فضلنا على العالمين - 00:01:05
قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن مهدي قال حدثنا شعبة عن قتادة عن ابي العالية قال حدثني ابن عم نبيكم يعني ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:28
قال ما ينبغي لعبد ان يقول انا خير من يونس ابن متى قال حدثنا ادم ابن ابي اياس قال حدثنا شعبة قال اخبرنا سعد بن ابراهيم. قال سمعت ابن عبدالرحمن ابن عوف عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال - 00:01:48
فينبغي لعبد ان يقول انا خير من يونس ابن متى قوله تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه المشار اليه هو ما ذكره الله تعالى من محاجة ابراهيم لقومه في شأن ما كانوا يعبدون في قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه ازر اتتخذ اصناما الهة - 00:02:15
اني اراك وقومك في ظلال مبين اتتخذ اصناما لا تتكلم لا تخلق لا ترزق ليس منها نفع ولا تملك ضرا لاحد؟ اتتخذ اصناما الهة؟ اني اراك وقومك في ظلال مبين - 00:02:40
ثم قال تعالى في بيان ما اقامه ابراهيم عليه من حجة اذ ان قوم ابراهيم كانوا يعبدون الكواكب كانوا يعبدون الكواكب ويجعلون لهذه الكواكب صورا من الالهة والاصنام التي يتقربون اليها ترمز الى ما كانوا يعبدون - 00:03:02
من الالهة السماوية بالافلاك والنجوم ولذلك كانت الحجة في ابطال عبادة هذه النجوم وانتقى فيها متدرجا الاصغر ثم الاكبر ثم الاكبر. قال تعالى وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين اراه الله تعالى من الايات - 00:03:22
وفتح بصيرته للاعتبار بما في هذا الكون من عظائم خلق الله وبديع صنعه ما يوجب اليقين والا يكون في قلبه ريب او شك فاليقين هو اعلى مراتب اعلى مراتب الايمان - 00:03:53
وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل اي غطاه وستره فالجن هو الستر ولذلك سمي سمي الجن جنا لانهم يستترون وسميت الجنة بهذا الاسم لانها تستر ما ما في داخلها - 00:04:12
بكثافة اشجارها شدة اه تلاحم هذه الاشجار فيستتر من فيها فلما جن عليه الليل اي ستره الليل رأى كوكبا كوكبا من الكواكب فقال رأى كوكبا قال هذا ربي هذا هم يعبدون الكواكب. فانتقى كوكبا من الكواكب قال هذا ربي. يعني هذا الذي خلقني معنى ربي - 00:04:38
هذا الذي خلقني وهو الذي يستحق العبادة فلما افل غاب قال لا احب الافرين لانه لا يمكن لاله ان يغيب عن خلقه فلما غاب بعد ظهور دل ذلك على عدم صلاحيته لان يكون الها - 00:05:08
فلما رأى القمر بازغا اي ظاهرا مكتملا قال هذا ربي هذا الذي اعبد وهو الذي يستحق التوجه اليه وهذا من باب اقامة الحجة على قومه. والا حاشاه ان يكون يعتقد ذلك او يؤمن بذلك - 00:05:30
ولهذا قدم الله تعالى قبل هذه المحاجه ما كان عليه من ايمان قال وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقرين فهو موقن بما بصره الله تعالى به واراه من الايات العظيمة الدالة على عظم قدر ربه وانه لا يستحق العبادة سواه جل في علاه - 00:05:50
قال فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل غاب القمر قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين هنا لم يقل المقالة الاولى المقالة الاولى مستحظرة هنا لان الكوكب لما غاب قال لا احب الافلين - 00:06:15
ومعنى لا احب الآفلين لا يستحقون العبادة. لماذا؟ لان قوام العبادة على المحبة فاذا كنت لا تحبه فانت لا تعبده قوام العبادة على المحبة لا تكون عبادة الا بمحبة وعبادة الرحمن غاية حبه منتهى الحب - 00:06:37
له جل في علاه مع ذل عابده الذل هو الانخفاض والافتقار والتعظيم لله عز وجل مع ذل عابده هما قطبانه قطبان تقوم عليهما العبودية فالعبادة كمال الحب مع كمال الذل كمال الحب مع كمال التعظيم لله عز وجل - 00:06:58
فما قاله في الاية السابقة مستحظر هنا لانه افل وهو قد لا احب الآفلين اذا هو لا يحب القمر كما لا يحب الكوكب. لكنه زاد هنا امرا يلفت به انظار قومه الى ما ينبغي - 00:07:21
ان يستحضروه عند طلبهم الحق وسعيهم في تحصيله قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين يعني لو لم ييسر الله تعالى لي الهدى ويفتح لي ابواب الهداية فانني ساكون من الظالين وهذا لا شك فيه - 00:07:36
وقد نادى الله تعالى عباده كما في الصحيح من حديث ابي ذر قال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني يعني اطلبوا الهداية مني - 00:07:58
اهدكم وهذا ما ذكره ابراهيم عليه السلام هنا قال لان لم يهدني ربي اي لان لم يفتح الله تعالى قلبي ويشرح ويشرح صدري وينير بصيرتي لاكونن من القوم الضالين المشتغلين بعبادة ما سواه - 00:08:17
وهنا بين ان له ربا ليس ما ذكره في الاية في الموقفين السابقين. قال فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي جريا على ما كانوا يعتقدون من ربوبية هذه الكواكب - 00:08:39
هذا اكبر يعني هذا فيه ميزة اكثر من غيره انه اكبر اكبر من كل ناحية اكبر اضاءة واكبر حجما واكبر حرارة فهو من حيث التأثير على الارظ اعظم من تأثير - 00:09:01
الكواكب واعظم من تأثير القمر فلما افلت غابت قال يا قومي اني بريء مما تشركون. فكل هذه الالهة الثلاثة التي يعبدها قومه لا تصلح ان تكون الهة لانها تأفل وتغيب وتستتر - 00:09:15
ولا تعلم شيئا عما عمن يعبدوها قال يا قوم الان تمت الحجة عليهم ببيان ظلال سعيهم قال يا قوم اني بريء مما تشركون. بريء والبراءة هي الخلوص التام فالبراءة التي ذكرها الله تعالى هنا في مقال ابراهيم عليه السلام اي انه خلص خلص منهم - 00:09:35
بكل وجه قد ذكر الله تعالى ذلك عن ابراهيم حيث قال لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. اي خالص البراءة تام الانفكاك عن عبادتكم لغير الله تعالى مما تشركون اي من الذي تشركون به جل في علاه - 00:10:05
بعد هذا بين لهم من الذي يعبد؟ ومن الذي يستحق العبادة؟ فقال اني وجهت وجهي للذي خلق السماوات والارض للذي فطر السماوات والارض وما انا من المشركين فطر السماوات والارض - 00:10:26
وذكر السماوات التي هي محل هذه الكواكب التي يتوجهون اليها بالعبادة. وذكر الارظ لانهم نصبوا لهذه الكواكب فرب السماوات خالقها ومالكها ورازقها ومدبرها والارض كذلك هو المستحق للعبادة هو الذي يتوجه اليه قال اني قال قال عليه السلام اني وجهت وجهي وجهي - 00:10:43
يعني طلبي وغرظي قلبي فالوجهة هنا هي القصد والارادة اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا حنيفا يعني ومستقيما على التوحيد مائلا عن الشرك حنيفا ولتأكيد هذا المعنى وما انا من المشركين في شيء من اعمالهم ولا في شيء من عقائدهم - 00:11:11
ثم ذكر المحاجة التي بينه وبين قومه بعد هذا البيان قال وحاجه قومه قال اتحاجوني في الله وقد هداني اهداني الى عبادته وحده لا شريك له ثم هددوه بالهتهم قال ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء الله ربي شيئا. يعني لا اخاف ما يمكن ان يقع بي من - 00:11:38
الضر الذي تتوعدون لكني اخاف ما يشاءه الله تعالى مما قد يقدره. فالخوف له فالا هنا استثناء منقطع بمعنى لكن لكن ان يشاء ربي شيئا فهنا هو الذي ينبغي ان ان يخاف وسع ربي كل شيء علما. افلا تتذكرون؟ ثم قال وكيف اخاف ما اشركتم - 00:12:03
ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فليس لكم حجة ولا برهان ولا ما يقيكم غضب الرحمن من البينات على صحة ما انتم عليه. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون؟ الذين امنوا. الجواب الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم - 00:12:30
بظلم بالنظر الى الاية السابقات الظلم هو الشرك كما دل عليه السياق اولئك لهم الامن وهم مهتدون. بعد ذلك قال وتلك حجتنا يعني المتقدمة في بيان صدق عبادة الله وحده وبطلان عبادة ما سواه وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه - 00:12:55
نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم. ورفع العبد بالدرجات انما يكون بالايمان والعلم والتقوى والصلاح وهذا الذي رفعها الله تعالى به ابراهيم بما كان عليه من علم بالله وتوحيد له واستقامة على شرعه وصبر على - 00:13:18
فيه جل في علاه ووهبنا له ذكر ما انعم به على ابراهيم عليه السلام بعد ما ذكر ما جرى قال وهبنا له ويعقوب اسحاق ابن المباشر ويعقوب ابن ابن فهو حفيد - 00:13:42
كلا هدينا وهذا من رحمة الله ولطفه بابراهيم ان وهبه ذرية وهدى هذه الذرية فاسحاق فاسحاق وعليه السلام نبي ويعقوب كذلك نبي. ثم قال ونوحا هدينا ونوحا هدينا نوح سابق على ابراهيم - 00:13:58
ولكنه ذكره لانه من اولي العزم من الرسل وهو ابو الانبياء الثاني كما آآ وهو ابو الانبياء الاول لان كل الانبياء من ذرية نوح عليه السلام اما ادم فهو ابو البشرية جميعا. الانبياء وغيرهم - 00:14:18
ابو البشرية جميعا الانبياء وغيرهم. قال ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته الظمير يعود الى من قيل يعود الى اقرب مذكور وهو نوح وقيل يعود الى ابراهيم لان الحديث عنه وعن ما كان عليه وما منحه الله تعالى اياه - 00:14:37
جئ بنوح عليه السلام انما هو لذكر خاصيته في سبقه وانه من اولي العزم من الرسل. قال ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وهؤلاء كلهم من ذرية ابراهيم عليه السلام - 00:15:02
وكذلك نجزي المحسنين وهذا يدل على ان الحديث عن ابراهيم لان الله ذكر وهبة ثم ذكر سبب هذه الهبة ما سبب هبة ابراهيم؟ ما وهب فهو ايش ها الاحسان ولذلك قال وكذلك نجزي المحسنين ففهم من هذا ان الحديث ما زال عن ابراهيم ثم عاد قال وزكريا ويحيى وعيسى - 00:15:23
والياس كل من الصالحين هؤلاء من ذريته والذي جمع هؤلاء جميعا انهم من الصالحين. ثم قال واسماعيل وهذا يدل على ان الحديث عن ابراهيم عليه السلام فاسماعيل صنه اسحاق فهو ابن ابراهيم - 00:15:47
المباشر بل هو ابنه الاول اليه يرجع نسب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واما اسحاق عليه السلام فعنه تفرع جميع انبياء بني اسرائيل فكل انبياء بني اسرائيل كانوا من ذرية اسحاق عليه السلام. قال تعالى واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا - 00:16:08
فضلنا على العالمين. لوط ليس من ذرية ابراهيم انما هو ابن عمه او ابن اخيه كما قيل او من قبيلته انما ليس من ذرية ابراهيم عليه السلام فليس ابنا له - 00:16:39
وهذا ما جعل بعظهم يقول المقصود بالظمير ومن ذريته نوح لان لوطن ليس من ذرية ابراهيم وقيل بل هو من ذريته من جهة انه اخذ عنه العلم وكان معه تنبئ لما - 00:16:56
ارسله الله تعالى الى قومه قوم لوط وعلى كل حال هو ليس من من ذريته ولكنه تلقى عنه وذكره معهم لكونه من ممن نشأ على يد ابراهيم عليه السلام وتلقى عنه واخذ عنه - 00:17:14
والذرية نوعان ذرية نسل وذرية تلقي وعلم ووراثة هدى وهذا اوسع على كل حال المقصود من قراءتها ثم قال ومن ابائهم من اباء هؤلاء وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم. وهذا اجتباه لكل من ذكر ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده - 00:17:38
ثم قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وبه يتبين بركات التوحيد فكل هذه الخيرات هي بالتوحيد واخلاص العبادة لله. والناس ايها الاخوة يستقلون شأن التوحيد ويرون انه من فضول الحديث ان تتحدث عن عبادة الله وحده لا شريك له - 00:18:05
وهذا في الحقيقة من تزيين الشيطان ومن مداخله. اذ ان التوحيد اهم المهمات. ولهذا جميع المرسلين من نوح الى خاتمهم محمد بن عبد الله الى خاتمهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم - 00:18:29
كلهم يدعون الخلق جاءوا لدعوة الخلق الى عبادة الله وحده لا شريك له. ومثل هذا لا يمكن ان يكون امرا فاضلة يعني ان امرا زائدا او امرا تكميليا. بل لا يكون ذلك الا في اهم المهمات. ولما لا يكون اهم المهمات - 00:18:47
الناس انما خلقوا لعبادة الله وحده فمتى خرجوا عن هذا الاصل تورطوا في انواع الضلالات وصنوف الانحرافات؟ قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون - 00:19:05
الامام البخاري رحمه الله في هذه الايات ذكر ما جاء في شأن يونس وهو من انبياء من الانبياء المذكورين واختلف فيه هل هو من انبياء بني اسرائيل او لا؟ على قولين فقال جماعة من اهل العلم ان نوحا ان - 00:19:24
ان يونس عليه السلام ليس من انبياء بني اسرائيل بل هو قبل ابراهيم. بل قال بعضهم انه قبل نوح ولكن هذا ليس بصحيح فان يونس اما ان يكون من ذرية نوح - 00:19:43
واما ان يكون من ذرية ابراهيم فاذا كان من ذرية ابراهيم فهو نبي من انبياء بني اسرائيل عليه السلام ما ذكره الله تعالى من خبر يونس انه امره الله تعالى بامر فاستعجل - 00:19:57
هذا الامر وخرج مغاضبا فكان ما كان من مساهمته ركب سفينة فساهم اي فاقترع اهل السفينة في من يخرجون لينجوا بسفينتهم فكان السهم خرج على يونس فالقي في البحر فالتقمه الحوت وهو مليب - 00:20:19
فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون فانجاه الله تعالى بصلاته وبفزعه الى ربه في ظلمات - 00:20:46
بطن الحوت ولجة البحر لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فنجاه الله تعالى فنبذ بالعراء وهو سقيم وهو مليم وبقي سقيما وانبت عليه شجرة من يقطين وهي شجرة ايش - 00:21:05
شجرة القرع الدب وذلك للطافة ملمسها غلظ ورقها الذي يحصل له به المقصود من الحماية بعد هذه الغيبة الطويلة في او الغيبة الممتدة في بطن الحوت فانجاه الله عز وجل. فلما كان قد وقع منه ما وقع عليه السلام - 00:21:28
قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم محذرا امته ان يتوهم احد انه افضل من يونس عليه السلام فقال صلى الله عليه وسلم لا يقول احدكم انا خير من يونس ابن متى ويونس ابن متى نسب الى امه - 00:21:52
هي امه عليه السلام ونسبته الى امه اما لشهرتها او لسبب من الاسباب انما متى اسم لامه المباشرة او احد امهاته وهذا يجري في لسان العرب ان ينسب الرجل الى امه - 00:22:14
فيما وذلك لمناسبة اما ان تكون شهيرة بعمل او شهيرة علم او شهيرة بشيء فينسب اليها. قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين حديث عبد الله بن عباس - 00:22:33
وحديث ابي هريرة الاول قال ما ينبغي لعبد ان يقول لعبد ان يقول انا خير من يونس ابن متى ما ينبغي يعني ويمتنع ما ينبغي تستعمل بيان الامتناع وهو اما ان يكون امتناعا شرعيا واما ان يكون امتناعا قدريا. من الامتناع القدري ما ذكره الله تعالى في - 00:22:49
قل هو ما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فهذا ممتنع قدرا ومستحيل ان يكون ذلك في تقدير الله عز وجل وهو ايضا ممتنع شرعا واما هنا فان ذلك ممتنع شرعا ان يعتقد احد انه افظل من عيسى ابن متى عليه السلام. لكونه قد وقع منه ما وقع من - 00:23:15
بلاء بسبب مخالفته ما امر الله تعالى وما جرى له من التقام الحوت. فقال ما ينبغي لعبد ان يقول انا يعني العبد يعني ان يقول العبد نفسه انا خير من يونس ابن متى - 00:23:42
فهو نبي من انبياء الله وله من المنزلة ما ينبغي ان تحفظ وان تصان فقد تاب الله تعالى عليه كما تاب على ادم في قوله تعالى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى - 00:24:02
وقيل انما مقصود ان معنى قوله انا يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يعني يعني الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بهذا الظمير ما ينبغي لعبد ان يقول محمد صلى الله عليه وسلم خير من يونس ابن متى. هذا المعنى الثاني الذي ذكره - 00:24:21
اهل العلم وهنا سؤال كيف يستقيم هذا مع كوننا نعتقد ان النبي صلى الله عليه وسلم افضل الخلق وقد قال كما في الصحيح من حديث انس كما في حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر - 00:24:41
فكيف ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ان يقال ان يقال هذه المقالة وهو صلى الله عليه وسلم خير ليس فقط من يونس ابن متى بل من كل احد. الجواب على هذا من جهتين - 00:25:01
الاول قال قال بعض اهل العلم ان هذا قبل ان يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه خير الناس وافضل الخلق هذا الجواب الاول ان قوله لا يقل ما ينبغي لعبد ان يقول - 00:25:16
انا خير من يونس ابن متى يعني محمد خير من يونس ابن متى ان ذلك قبل ان يخبر بخيريته على الخلق وهذا فيه نوع من البعد فيه نوع من البعد فانه ولو لم يكن خير الناس فهو من اولي العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليه. هو من افضل الانبياء - 00:25:32
فيبعد هذا المعنى والاحتمال الثاني وهو الاقرب في معنى الحديث ان ذلك محمول على المفاضلة بين النبي ويونس فيما اذا كان ذلك على وجه التنقص لان المفاضلة تأتي على نحوين النحو الاول تكون مفاضلة بين اثنين - 00:25:53
لبيان المنزلة والمكانة وهذا لا حرج فيه. كقوله صلى الله عليه وسلم انا نعم انا سيد ولد ادم. فهنا بين فظله لكن هذا خبر عن واقع وانه خير الناس صلوات الله وسلامه عليه. فتكون المفاضلة لبيان السبق - 00:26:17
والتقدم وهذا ليس فيه اشكال النوع الثاني من المفاضلة يكون لتنقص المفضول وليس لاثبات الفضل للفاضل واضح ومنه ما جرى بين الصحابي والاسرائيلي لما اقسم بموسى عليه السلام او ذكر موسى في قسمه - 00:26:33
فصفعه قال وذلك لتفظيله على آآ لتفضيله موسى على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تفاضلوا بين الانبياء فالنهي عن المفاضلة بين الانبياء هنا ليس لالغاء الفضل لكن لدفع توهم ان المفاضلة تقتضي التنقص - 00:27:00
عندما تأتي المفاضلة سياق التنقص او في سياق التنقص عند ذلك تكون ما تكون منهيا عنها وعدناكم نعطي وقتا للاسئلة فنقتصر على هذا فيما يتعلق التفسير نستمع الى ما جاء من اسئلة - 00:27:25