الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه - 00:00:00
وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين امين اما بعد نستمع الى بعض ايات سورة الانعام ثم نواصل ان شاء الله تعالى القراءة في تفسيرها فاسأل الله ان يرزقني واياكم الفقه في الدين والعمل بالتنزيل - 00:00:17
وان يجعلنا من اهل القرآن الذي لهم اهله وخاصته وان يفتح لنا فيه فهما وتدبرا واستنباطا وعلما وعملا وان يجعله شفيعا لنا يوم نلقاه امين يا رب. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:40
وتلك حجتنا اتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا. ونوحا هدينا من قبل قبل ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون - 00:01:05
وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيى وعيسى واليا كل من الصالحين واسماعيل واليسع ويونس ولوطا كل فضلنا على العالمين. ومن آباءهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. ولو اشركوا - 00:01:46
عنهم ما كانوا يعملون. اولئك الذين اتيناهم الكتاب ابو الحكم والنبوة. فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا ابيها فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا اسألكم عليه - 00:02:36
اجرا ان هو الا ذكرى للعالمين وما قدروا الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من ان شئت قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى - 00:03:16
للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا. وعلم انتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قل الله ثم ذرهم في لخوضهم يلعبون وهذا كتاب انزلناه مبارك. مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها. والذين يؤمنون - 00:03:44
اخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون هذه الايات الكريمات ذكر الله تعالى فيها جملة من انبيائه الكرام عليهم الصلاة والسلام ابتدأهم بذكر ابراهيم عليه السلام لان السياق كان في ذكر ما جرى بينه وبين قومه - 00:04:28
من المحاجة في الله عز وجل واقامة الحجة عليهم في بطلان ما يعبدون من دونه سبحانه وبحمده. قال تعالى وتلك حجتنا اتيناها إبراهيم على قومه فاتاه الله تعالى الحجة وهذا - 00:04:54
يبين بيانا جليا واضحا ان النصر بالعلم والبيان انما هو بتوفيق الرحمن جل في علاه كما قال الله تعالى وجعلنا لكل نبي عدوا وجعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا - 00:05:12
هاديا بالعلم والبيان ونصيرا بالسيف والسنان فلا حجة تقوم الا باقامة الله عز وجل. ولا برهان يظهر الا اعانة الله تعالى وتسديده. ولذلك قال وتلك فهي حجة الله عز وجل على عباده. اتيناها ابراهيم فلم يخترعها ابراهيم ولم يأت بها من قبل نفسه. بل ذاك تيسير - 00:05:36
الله وتوفيقه وذلك الهامه ووحيه الذي وفقه الى هذه الحجة وكل علم يوفق اليه الانسان وكل برهان وحجة انما هي من الله عز وجل بهدايته وتسديده وتوفيقه ولهذا من اراد العلم واراد تحصيله فليجد في الالحاح على الله عز وجل في ان يفتح له من ابواب العلم ما يكون به - 00:06:03
عارفا بالله عارفا بالطريق الموصل اليه. فان العلم انما يدرك بهبة من الله عز وجل. لا شك ان العلم يحتاج الى بذل جهد ويتطلب معاناة تكلفة في تحصيله بالصبر والمصابرة والبذل والاجتهاد والجد لكن ذلك كله لن يؤتي ثماره الا - 00:06:30
فاذا فتح الله تعالى على العبد والهمه من علمه ما يستنير به وهداه الى معرفة ما يكون به صلاحه وانتفاعه. لهذا سؤال الهداية من الله عز وجل في كل صلاة انما لضرورة الانسان لهذه الهداية - 00:06:58
قد فرض الله تعالى هذا الدعاء على كل احد من الناس فكل مصل من ذكر او انثى صغير او كبير عالم او جاهل مهتد او منحرف يقول في صلاته اهدنا الصراط المستقيم في طلب من الله الهداية - 00:07:21
وذلك ان الهداية تحتاج الى دوام واستمرار حتى يصل الانسان الى مبتغاه. ثم انه فوق كل هداية هداية. فليس ثمة هداية ينتهي اليها خلق بل فوق كل هداية هداية واعلى ذلك ما هدى الله تعالى اليه رسوله - 00:07:39
ما هدى الله تعالى اليه رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والهداية المطلوبة في قوله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم هي بيان الحق وظهوره واتظاح معالمه وكذلك الاعانة على العمل بالحق. الاعانة على سلوك الصراط المستقيم. فانه قد يتبين للانسان الحق - 00:08:01
يظهر له الهدى لكنه لا يوفق الى العمل به. فيكون محروما من الهداية التي هي الثمرة والمقصود وهي هداية العمل هداية التوفيق هداية الالهام فجدير بالمؤمن ان يعرف عظيم ضرورته الى ربه جل وعلا في تحقيق الهداية الى الرشد والعمل به - 00:08:25
القيام بالحق فان ذلك بتوفيق الله وتيسيره قال الله جل وعلا في الحديث الالهي يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم فكلنا ظال والظلال هنا درجات ومراتب فقد يظل الانسان ظلالا مبينا فيخرج عن الصراط المستقيم. وقد يظل ظلالا جزئيا - 00:08:50
فيكون فيه من القصور او التقصير في تحصيل ما يجب معرفته او في العمل بما يجب العمل به من طاعة الله ما يكون به متخلفا عن الاستقامة على الصراط المستقيم على وجه الكمال الذي يدرك به كمال الرفقة للذين انعم الله - 00:09:15
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. فان مرافقة هؤلاء لك منها بقدر ما معك من سلوك الصراط المستقيم علما وعملا. فلهذا ينبغي ان يلح الانسان دائما وابدا على الله عز وجل في ان - 00:09:35
يلهمه العلم وان يفتح له المغلق وان يهديه سواء الصراط ولم يأمر الله عز وجل بطلب الزيادة في شيء الا في امرين في العلم به والعلم بشرعه وفي العمل بما يرضيه - 00:09:55
جل في علاه قال تعالى وقل ربي الله يأمر محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو امر لكل الامة وقل ربي زدني علما فنحن بحاجة الى ان نزداد من العلم. والعلم المطلوب الزيادة فيه هو العلم الموصل الى رضوان الله عز - 00:10:12
عز وجل الموصل الى تحقيق العبودية له وما هو العلم؟ ما هو العلم الذي يدرك به الانسان هذه الغاية؟ هو العلم بالكتاب والسنة العلم بالله والعلم بالطريق الموصل اليه يعني بالشرائع والاحكام. فبذلك يحقق الانسان - 00:10:32
ويدرك المطلوب والمأمول من العلم الذي هو هداية الله عز وجل فاذا الح على ربه جل في علاه في ذلك فتح الله له فتح الله له من المعارف ما ينشرح به صدره ويستقيم به عمله - 00:10:52
ويصلح به حاله وتعلو به مرتبته يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فالعلم يرفع شيء يرفع العبد منازل عالية كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:11:12
فيما جاء في الصحيح من حديث عمر ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين وانما الرفعة بالقرآن بعلمه ومعرفة معانيه وادراك ما فيه من الهدى ودين الحق وكذلك بالعمل بما فيه. فان العمل بما فيه هو الموجب للهداية به. وهو الموجب لتحصيل بركاته وخيراته. وهو - 00:11:29
موجب للفوز والسبق الى كل بر وخير فينبغي للمؤمن ان يستشعر هذا المعنى ولا يلتفت الى جهده وقوته فانه ضعيف الا بالله وجاهل الا بتعليم ربه له وضال الا بهداية الله له جل في علاه - 00:11:57
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. فينبغي ان يظهر الانسان افتقاره الى الله في تحصيل هذه المعارف والعمل ويشكره جل في علاه على ما من به من العلم والمعرفة - 00:12:20
وقد قيل لاحد السلف وهذه نحتاجها في هذا الوقت بعد نهاية هذا العمل الصالح من صيام وقيام وسائر صالح الاعمال التي وفق الله تعالى اليها سئل احد العلماء على مسألة قبول العمل - 00:12:37
فقال ما عن سئل عن اجر العمل وكيف اعرف حصوله لي او لا؟ فقال اولى بك من ان تسأل عن حصول اجري ان تشكر من وفقك الى العمل به وهذا معنى - 00:13:00
لطيف وهو ان يكون الانسان في عمله ناظرا الى فظل ربه عليه لا الى ما عمله وما قدمه فان الله تعالى لا يضيع عمل عامل من ذكر او انثى. والله لا يهضم ولا يظلم بل يعطي جل وعلا العطاء الجزيل - 00:13:19
وهو سبحانه الشكور الحميد ومن شكره انه يتفضل على عباده بالقبول. فاذا قبل من العبد شيئا ولو يسيرا فتح له من ابواب العطاء وخزائن الرحمة وهبات الفضل ما لا يقف له على ما لا يرد له على بال - 00:13:37
ولا يقف له على خاطر ولذلك ينبغي للمؤمن ان يجد في التعرض لفظل الله في كل اموره وفي العلم من من اهم ما ينبغي ان يعتني بذلك لان العلم منحة - 00:13:57
منحة وهبة قال ابن القيم فيما نقل من ابيات قال في العلم واشباهه من الفضائل التي يمن الله تعالى بها العبد قال وتلك مواهب الرحمن تلك مواهب الرحمن ليست تحصل باجتهاد او بكسب يعني لا يستقل تحصيلها - 00:14:13
هذه المواهب بجدك واجتهادك وكسبك انما هو فضل الله هي مواهب يلقيها الله تعالى على عباده ليس سببها هو الجهد والبذل. انما هي منح لها اسباب ومن اعظم اسبابها ما يكون في القلب ولهذا يقول وتلك مواهب الرحمن ليست تحصل باجتهاد او بكسب ولكن - 00:14:33
لا غنى عن بذل جهد باخلاص وجد لا بلعب كونها هبات لا بد ان يبذل الانسان الاسباب لادراك تلك العطايا والهبات. يقول تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على نرفع درجات من نشاء هذا الرفع رفع العلم - 00:14:57
والبرهان والفضل من الله عز وجل باستبانة الحق وظهوره والاخذ به والعمل. نرفع درجات من نشاء. من نشاء؟ من نشاء؟ انتبه من نشاء اي بمشيئتنا ومشيئته جل وعلا وفق علمه وحكمته - 00:15:18
ليس ذمة مشيئة خالية عن علم وحكمة. الله اعلم حيث يجعل رسالته. وهو اعلم بالمهتدين فهو سبحانه وبحمده انما يضع الفضل في مواطنه. فلا تظن ان المشيئة خبط عشواء تصيب وتخطئ - 00:15:36
دون حكمة وعلم بل الله عز وجل قد قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله ثم قال ان الله كان عليما حكيمة فكل ما شاء وكل ما قظاه جل في علاه انما هو وفق علمه - 00:15:55
التام الكامل وحكمته سبحانه وبحمده وبهما يظمن الانسان انه لن يظلم شيئا فمن اهتدى فبفظل الله وعطائه وعلمه جل وعلا بمن يستحق الهداية ومن ضل فانما حرم الهدى لا خبط عشواء بل لما في قلبه من - 00:16:14
عدم قبول بتلك الانوار وما في قلبه من قسوة وظلمة لا تصلح تنزل الهدايات والوحي فكان ذلك مانعا له. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم يقول جل وعلا نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم. ثم ذكر الله عز وجل ما من به على ابراهيم من الهبات في صلاح ذريته - 00:16:37
وتمام النعمة عليه بان جعل النبوة في عقبه. قال ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هديناه فهو الهادي جل في علاه الذي يتفضل على عباده بانواع الهبات والعطايا ثم قال ونوحا هدينا - 00:17:03
نوحا هدينا يعني ما مناسبة ذكر نوح عليه السلام في سياق انبياء بني اسرائيل كل من ذكرهم في الغالب هم من ذرية ابراهيم عليه السلام الله اعلم باسرارك كتابه لكن - 00:17:23
ذكر نوح عليه السلام بعد ذكر ما من به على ابراهيم من هداية ولديه لفت لنظر الناس الى حال ابن نوح الذي حرم الهداية حيث ان نوحا عليه السلام كان له ابن - 00:17:40
ابى ان يهتدي وقال لما قال له ابوه اركب معنا قال يا ابتي قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم - 00:17:59
بينهما الموج فكان من المغرقين فسار في في ركاب الضالين وهلك مع الهالكين وهنا يتبين عظيم حكمة الله فيما يجريه على عباده من صلاح اولادهم ومن عدم صلاح اولادهم. هي هبات - 00:18:11
وعطايا ومنن يتفضل الله تعالى بها على من يشاء من عباده فهدى اسحاق ويعقوب وهما ابناء احد اولي العزم من الرسل ابن حفيد نوحا عليه السلام ونوح عليه السلام هداه - 00:18:30
فكان من اولي العزم من الرسل وكرمه الله بانه اول رسول ارسله الله الى اهل الارض وكل البشر بعده هم من ذريته عليه السلام فهو ابو البشرية الثاني لانه لما ركب السفينة لم يبقى الا - 00:18:49
عقبه عليه السلام فخصه الله بخصائص عديدة لكن لم يكن من صلبه المباشر ذاك الذي لكن كان من صلبه المباشر ذاك الذي امتنع عن الهداية والله في ذلك له الحكمة البالغة. ونوحا هدينا من قبل ومنذ - 00:19:06
ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وهؤلاء كلهم من ذرية ابراهيم ومن ذرية نوح نوح ابو البشرية الثاني لان البشر كلهم تفرعوا عنه بعد غرق اهل الارض وآآ ابراهيم عليه السلام ابو هؤلاء ايضا فهو ابو الانبياء عليهم الصلاة والسلام. وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين - 00:19:27
واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ثم قال ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم اي اصطفيناهم كما قال تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فهو اجتباء واصطفاء وذاك وفق حكمته وعلمه - 00:19:53
الى صراط مستقيم. هذا مقتضى الاجتباء. الاهتداء الاهتداء الى الصراط المستقيم. بعد ذلك قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ذلك اي ما فتح الله تعالى به على ابراهيم - 00:20:16
وعلى هؤلاء الانبياء الكرام من توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له وتعظيمه ودعوة الخلق الى عبادته دون غيره سبحانه وبحمده قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده فيتفضل عليهم بالهدايات والمنن ولو اشركوا - 00:20:33
هذا يبين خطورة الشرك وانه مهلك وانه اعظم موبقة قال ولو اشركوا من الذين لو اشركوا هؤلاء الذين سمى الله عز وجل من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. ولو اشركوا - 00:20:55
فما هو مآلهم؟ هل يغفر الله لهم لعلو منزلتهم واصطفائهم وخصوصيتهم؟ قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما اكانوا يعملون اي لذهب كل ما عملوه هباء منثورا حابطا لا نفع فيه. فما حبط - 00:21:13
فهو ذاهب هالك ليس فيه نفع ولا قائدة قال تعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون طيب هل يمكن ان يقع الشرك من انبياء الله ورسله؟ الجواب هم معصومون من الشرك بالله عز وجل - 00:21:33
فلماذا ذكر هذا؟ ما دام انهم معصومون؟ الجواب على هذا ان الله سبحانه وتعالى يذكر ذلك لا لإحتمال وقوعه منهم انما لبيان ما يكون من حالهم لو وقع منهم وذلك لبيان - 00:21:55
ثبت العمل وانه في الخطورة والعلو في التأثير على الانسان انه لو وقع الشرك من الانبياء لكان سببا لحبوط عملهم والامر ادهى من هذا واعظم فان الله عز وجل قال لمحمد لان اشركت - 00:22:15
يخاطب من محمدا صلى الله عليه وسلم يقول لئن اشركت يعني وقع منك الشرك وهو تسوية غير الله بالله ليحبطن عملك فاذا كان الشرك محبط لعمل سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه ومحبط لعمل سادات الدنيا من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه - 00:22:36
لديهم تعرف بذلك قطر الشرك وعظيم اه منزلته في افساد الدين والدنيا. وانه يحبط العمل مهما جل وعظم العمل ومهما زان وطاب فانه لو وقع شيء من الشرك في عمل هؤلاء - 00:22:57
العباد الاتقياء من المرسلين والنبيين كان ذلك موجبا حبوط عملهم على عظمه وعلى وعلى كثرته وعلى اتقانه وعلى ما فيه من اتباع لامر الله عز وجل وارتسام لما امر به. قال تعالى ولو - 00:23:20
لحبط عنهم ما كانوا يعملون ثم عاد قائلا اولئك اذا ذكر هذا غرظه وغايته لا انه لاحتمال ان يقع منهم فحاشاهم ان يقع منهم ذلك انما لبيان ايش العمل وخطورة الشرك - 00:23:39
بيان مراتب الاعمال هذا مقصود الاية في هذا الموضع وفي قوله تعالى لان اشركت لاحبطن ليحبطن عملك. قال تعالى اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. اولئك الانبياء من تقدم ذكرهم - 00:23:58
الذين من الله تعالى عليهم بالكتاب فما من رسول الا واتاه الله تعالى كتابا نؤمن بذلك انه ما من رسول ارسله الله تعالى الا وله كتاب وقد ذكر الله هم من الكتب في - 00:24:16
كتابه الحكيم اربعة كتب التوراة والانجيل الزبور كتاب داوود وصحف ابراهيم هذه التي سماها الله تعالى فنؤمن بها نؤمن بانها كتب انزلها الله تعالى على هؤلاء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم - 00:24:31
ولكن جرى عليها من التحريف والتبديل ما اسقط الاحتجاج بها ولا يرجع اليها لا في معرفة عقائد ولا في معرفة احكام فقد جاءنا الله بالكتاب المبين الصراط المستقيم والقرآن العظيم - 00:24:52
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فقد اغنانا الله بالكتاب الحكيم عن كل ما سواه من الكتب فنؤمن بهذه الكتب انها انزلها الله تعالى على الرسل - 00:25:17
ونؤمن بانه ما من رسول ارسله الله الا وقد اتاه كتابا كما قال اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. فتفضل الله تعالى عليهم بالكتاب الذي هو الهادي. والحكم وهو الفصل بين الناس - 00:25:34
بما يقتضيه بما تفيده تلك الكتب وتهدي اليه والنبوة التي هي اصل الوحي ومبدأه. فاتاهم الله تعالى ذلك. قال فان يكفر بها هؤلاء. يعني الذين تخاطبهم يا محمد وتدعوهم الى عبادة الله عز وجل فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين - 00:25:52
هذا اقرب ما يقال في تفسير الاية وان كانت تحتمل ان الاشارة في قول هؤلاء الى الانبياء ان وقع منهم كفر فان الله سيأتي بمن يقيم الحق لكن حاشاهم ان يقع منهم كفر - 00:26:20
او ان يقع منهم اه اعراض عن الله بل اصطفاهم الله عز وجل وخصهم بهذه الهدايات فكانوا اطوع الخلق لله عليهم افضل صلاة واتم تسليم - 00:26:36
Transcription
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه - 00:00:00
وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين امين اما بعد نستمع الى بعض ايات سورة الانعام ثم نواصل ان شاء الله تعالى القراءة في تفسيرها فاسأل الله ان يرزقني واياكم الفقه في الدين والعمل بالتنزيل - 00:00:17
وان يجعلنا من اهل القرآن الذي لهم اهله وخاصته وان يفتح لنا فيه فهما وتدبرا واستنباطا وعلما وعملا وان يجعله شفيعا لنا يوم نلقاه امين يا رب. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:40
وتلك حجتنا اتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا. ونوحا هدينا من قبل قبل ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون - 00:01:05
وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيى وعيسى واليا كل من الصالحين واسماعيل واليسع ويونس ولوطا كل فضلنا على العالمين. ومن آباءهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. ولو اشركوا - 00:01:46
عنهم ما كانوا يعملون. اولئك الذين اتيناهم الكتاب ابو الحكم والنبوة. فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا ابيها فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا اسألكم عليه - 00:02:36
اجرا ان هو الا ذكرى للعالمين وما قدروا الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من ان شئت قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى - 00:03:16
للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا. وعلم انتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قل الله ثم ذرهم في لخوضهم يلعبون وهذا كتاب انزلناه مبارك. مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها. والذين يؤمنون - 00:03:44
اخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون هذه الايات الكريمات ذكر الله تعالى فيها جملة من انبيائه الكرام عليهم الصلاة والسلام ابتدأهم بذكر ابراهيم عليه السلام لان السياق كان في ذكر ما جرى بينه وبين قومه - 00:04:28
من المحاجة في الله عز وجل واقامة الحجة عليهم في بطلان ما يعبدون من دونه سبحانه وبحمده. قال تعالى وتلك حجتنا اتيناها إبراهيم على قومه فاتاه الله تعالى الحجة وهذا - 00:04:54
يبين بيانا جليا واضحا ان النصر بالعلم والبيان انما هو بتوفيق الرحمن جل في علاه كما قال الله تعالى وجعلنا لكل نبي عدوا وجعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا - 00:05:12
هاديا بالعلم والبيان ونصيرا بالسيف والسنان فلا حجة تقوم الا باقامة الله عز وجل. ولا برهان يظهر الا اعانة الله تعالى وتسديده. ولذلك قال وتلك فهي حجة الله عز وجل على عباده. اتيناها ابراهيم فلم يخترعها ابراهيم ولم يأت بها من قبل نفسه. بل ذاك تيسير - 00:05:36
الله وتوفيقه وذلك الهامه ووحيه الذي وفقه الى هذه الحجة وكل علم يوفق اليه الانسان وكل برهان وحجة انما هي من الله عز وجل بهدايته وتسديده وتوفيقه ولهذا من اراد العلم واراد تحصيله فليجد في الالحاح على الله عز وجل في ان يفتح له من ابواب العلم ما يكون به - 00:06:03
عارفا بالله عارفا بالطريق الموصل اليه. فان العلم انما يدرك بهبة من الله عز وجل. لا شك ان العلم يحتاج الى بذل جهد ويتطلب معاناة تكلفة في تحصيله بالصبر والمصابرة والبذل والاجتهاد والجد لكن ذلك كله لن يؤتي ثماره الا - 00:06:30
فاذا فتح الله تعالى على العبد والهمه من علمه ما يستنير به وهداه الى معرفة ما يكون به صلاحه وانتفاعه. لهذا سؤال الهداية من الله عز وجل في كل صلاة انما لضرورة الانسان لهذه الهداية - 00:06:58
قد فرض الله تعالى هذا الدعاء على كل احد من الناس فكل مصل من ذكر او انثى صغير او كبير عالم او جاهل مهتد او منحرف يقول في صلاته اهدنا الصراط المستقيم في طلب من الله الهداية - 00:07:21
وذلك ان الهداية تحتاج الى دوام واستمرار حتى يصل الانسان الى مبتغاه. ثم انه فوق كل هداية هداية. فليس ثمة هداية ينتهي اليها خلق بل فوق كل هداية هداية واعلى ذلك ما هدى الله تعالى اليه رسوله - 00:07:39
ما هدى الله تعالى اليه رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والهداية المطلوبة في قوله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم هي بيان الحق وظهوره واتظاح معالمه وكذلك الاعانة على العمل بالحق. الاعانة على سلوك الصراط المستقيم. فانه قد يتبين للانسان الحق - 00:08:01
يظهر له الهدى لكنه لا يوفق الى العمل به. فيكون محروما من الهداية التي هي الثمرة والمقصود وهي هداية العمل هداية التوفيق هداية الالهام فجدير بالمؤمن ان يعرف عظيم ضرورته الى ربه جل وعلا في تحقيق الهداية الى الرشد والعمل به - 00:08:25
القيام بالحق فان ذلك بتوفيق الله وتيسيره قال الله جل وعلا في الحديث الالهي يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم فكلنا ظال والظلال هنا درجات ومراتب فقد يظل الانسان ظلالا مبينا فيخرج عن الصراط المستقيم. وقد يظل ظلالا جزئيا - 00:08:50
فيكون فيه من القصور او التقصير في تحصيل ما يجب معرفته او في العمل بما يجب العمل به من طاعة الله ما يكون به متخلفا عن الاستقامة على الصراط المستقيم على وجه الكمال الذي يدرك به كمال الرفقة للذين انعم الله - 00:09:15
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. فان مرافقة هؤلاء لك منها بقدر ما معك من سلوك الصراط المستقيم علما وعملا. فلهذا ينبغي ان يلح الانسان دائما وابدا على الله عز وجل في ان - 00:09:35
يلهمه العلم وان يفتح له المغلق وان يهديه سواء الصراط ولم يأمر الله عز وجل بطلب الزيادة في شيء الا في امرين في العلم به والعلم بشرعه وفي العمل بما يرضيه - 00:09:55
جل في علاه قال تعالى وقل ربي الله يأمر محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو امر لكل الامة وقل ربي زدني علما فنحن بحاجة الى ان نزداد من العلم. والعلم المطلوب الزيادة فيه هو العلم الموصل الى رضوان الله عز - 00:10:12
عز وجل الموصل الى تحقيق العبودية له وما هو العلم؟ ما هو العلم الذي يدرك به الانسان هذه الغاية؟ هو العلم بالكتاب والسنة العلم بالله والعلم بالطريق الموصل اليه يعني بالشرائع والاحكام. فبذلك يحقق الانسان - 00:10:32
ويدرك المطلوب والمأمول من العلم الذي هو هداية الله عز وجل فاذا الح على ربه جل في علاه في ذلك فتح الله له فتح الله له من المعارف ما ينشرح به صدره ويستقيم به عمله - 00:10:52
ويصلح به حاله وتعلو به مرتبته يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فالعلم يرفع شيء يرفع العبد منازل عالية كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:11:12
فيما جاء في الصحيح من حديث عمر ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين وانما الرفعة بالقرآن بعلمه ومعرفة معانيه وادراك ما فيه من الهدى ودين الحق وكذلك بالعمل بما فيه. فان العمل بما فيه هو الموجب للهداية به. وهو الموجب لتحصيل بركاته وخيراته. وهو - 00:11:29
موجب للفوز والسبق الى كل بر وخير فينبغي للمؤمن ان يستشعر هذا المعنى ولا يلتفت الى جهده وقوته فانه ضعيف الا بالله وجاهل الا بتعليم ربه له وضال الا بهداية الله له جل في علاه - 00:11:57
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. فينبغي ان يظهر الانسان افتقاره الى الله في تحصيل هذه المعارف والعمل ويشكره جل في علاه على ما من به من العلم والمعرفة - 00:12:20
وقد قيل لاحد السلف وهذه نحتاجها في هذا الوقت بعد نهاية هذا العمل الصالح من صيام وقيام وسائر صالح الاعمال التي وفق الله تعالى اليها سئل احد العلماء على مسألة قبول العمل - 00:12:37
فقال ما عن سئل عن اجر العمل وكيف اعرف حصوله لي او لا؟ فقال اولى بك من ان تسأل عن حصول اجري ان تشكر من وفقك الى العمل به وهذا معنى - 00:13:00
لطيف وهو ان يكون الانسان في عمله ناظرا الى فظل ربه عليه لا الى ما عمله وما قدمه فان الله تعالى لا يضيع عمل عامل من ذكر او انثى. والله لا يهضم ولا يظلم بل يعطي جل وعلا العطاء الجزيل - 00:13:19
وهو سبحانه الشكور الحميد ومن شكره انه يتفضل على عباده بالقبول. فاذا قبل من العبد شيئا ولو يسيرا فتح له من ابواب العطاء وخزائن الرحمة وهبات الفضل ما لا يقف له على ما لا يرد له على بال - 00:13:37
ولا يقف له على خاطر ولذلك ينبغي للمؤمن ان يجد في التعرض لفظل الله في كل اموره وفي العلم من من اهم ما ينبغي ان يعتني بذلك لان العلم منحة - 00:13:57
منحة وهبة قال ابن القيم فيما نقل من ابيات قال في العلم واشباهه من الفضائل التي يمن الله تعالى بها العبد قال وتلك مواهب الرحمن تلك مواهب الرحمن ليست تحصل باجتهاد او بكسب يعني لا يستقل تحصيلها - 00:14:13
هذه المواهب بجدك واجتهادك وكسبك انما هو فضل الله هي مواهب يلقيها الله تعالى على عباده ليس سببها هو الجهد والبذل. انما هي منح لها اسباب ومن اعظم اسبابها ما يكون في القلب ولهذا يقول وتلك مواهب الرحمن ليست تحصل باجتهاد او بكسب ولكن - 00:14:33
لا غنى عن بذل جهد باخلاص وجد لا بلعب كونها هبات لا بد ان يبذل الانسان الاسباب لادراك تلك العطايا والهبات. يقول تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على نرفع درجات من نشاء هذا الرفع رفع العلم - 00:14:57
والبرهان والفضل من الله عز وجل باستبانة الحق وظهوره والاخذ به والعمل. نرفع درجات من نشاء. من نشاء؟ من نشاء؟ انتبه من نشاء اي بمشيئتنا ومشيئته جل وعلا وفق علمه وحكمته - 00:15:18
ليس ذمة مشيئة خالية عن علم وحكمة. الله اعلم حيث يجعل رسالته. وهو اعلم بالمهتدين فهو سبحانه وبحمده انما يضع الفضل في مواطنه. فلا تظن ان المشيئة خبط عشواء تصيب وتخطئ - 00:15:36
دون حكمة وعلم بل الله عز وجل قد قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله ثم قال ان الله كان عليما حكيمة فكل ما شاء وكل ما قظاه جل في علاه انما هو وفق علمه - 00:15:55
التام الكامل وحكمته سبحانه وبحمده وبهما يظمن الانسان انه لن يظلم شيئا فمن اهتدى فبفظل الله وعطائه وعلمه جل وعلا بمن يستحق الهداية ومن ضل فانما حرم الهدى لا خبط عشواء بل لما في قلبه من - 00:16:14
عدم قبول بتلك الانوار وما في قلبه من قسوة وظلمة لا تصلح تنزل الهدايات والوحي فكان ذلك مانعا له. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم يقول جل وعلا نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم. ثم ذكر الله عز وجل ما من به على ابراهيم من الهبات في صلاح ذريته - 00:16:37
وتمام النعمة عليه بان جعل النبوة في عقبه. قال ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هديناه فهو الهادي جل في علاه الذي يتفضل على عباده بانواع الهبات والعطايا ثم قال ونوحا هدينا - 00:17:03
نوحا هدينا يعني ما مناسبة ذكر نوح عليه السلام في سياق انبياء بني اسرائيل كل من ذكرهم في الغالب هم من ذرية ابراهيم عليه السلام الله اعلم باسرارك كتابه لكن - 00:17:23
ذكر نوح عليه السلام بعد ذكر ما من به على ابراهيم من هداية ولديه لفت لنظر الناس الى حال ابن نوح الذي حرم الهداية حيث ان نوحا عليه السلام كان له ابن - 00:17:40
ابى ان يهتدي وقال لما قال له ابوه اركب معنا قال يا ابتي قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم - 00:17:59
بينهما الموج فكان من المغرقين فسار في في ركاب الضالين وهلك مع الهالكين وهنا يتبين عظيم حكمة الله فيما يجريه على عباده من صلاح اولادهم ومن عدم صلاح اولادهم. هي هبات - 00:18:11
وعطايا ومنن يتفضل الله تعالى بها على من يشاء من عباده فهدى اسحاق ويعقوب وهما ابناء احد اولي العزم من الرسل ابن حفيد نوحا عليه السلام ونوح عليه السلام هداه - 00:18:30
فكان من اولي العزم من الرسل وكرمه الله بانه اول رسول ارسله الله الى اهل الارض وكل البشر بعده هم من ذريته عليه السلام فهو ابو البشرية الثاني لانه لما ركب السفينة لم يبقى الا - 00:18:49
عقبه عليه السلام فخصه الله بخصائص عديدة لكن لم يكن من صلبه المباشر ذاك الذي لكن كان من صلبه المباشر ذاك الذي امتنع عن الهداية والله في ذلك له الحكمة البالغة. ونوحا هدينا من قبل ومنذ - 00:19:06
ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وهؤلاء كلهم من ذرية ابراهيم ومن ذرية نوح نوح ابو البشرية الثاني لان البشر كلهم تفرعوا عنه بعد غرق اهل الارض وآآ ابراهيم عليه السلام ابو هؤلاء ايضا فهو ابو الانبياء عليهم الصلاة والسلام. وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين - 00:19:27
واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ثم قال ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم اي اصطفيناهم كما قال تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فهو اجتباء واصطفاء وذاك وفق حكمته وعلمه - 00:19:53
الى صراط مستقيم. هذا مقتضى الاجتباء. الاهتداء الاهتداء الى الصراط المستقيم. بعد ذلك قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ذلك اي ما فتح الله تعالى به على ابراهيم - 00:20:16
وعلى هؤلاء الانبياء الكرام من توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له وتعظيمه ودعوة الخلق الى عبادته دون غيره سبحانه وبحمده قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده فيتفضل عليهم بالهدايات والمنن ولو اشركوا - 00:20:33
هذا يبين خطورة الشرك وانه مهلك وانه اعظم موبقة قال ولو اشركوا من الذين لو اشركوا هؤلاء الذين سمى الله عز وجل من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. ولو اشركوا - 00:20:55
فما هو مآلهم؟ هل يغفر الله لهم لعلو منزلتهم واصطفائهم وخصوصيتهم؟ قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما اكانوا يعملون اي لذهب كل ما عملوه هباء منثورا حابطا لا نفع فيه. فما حبط - 00:21:13
فهو ذاهب هالك ليس فيه نفع ولا قائدة قال تعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون طيب هل يمكن ان يقع الشرك من انبياء الله ورسله؟ الجواب هم معصومون من الشرك بالله عز وجل - 00:21:33
فلماذا ذكر هذا؟ ما دام انهم معصومون؟ الجواب على هذا ان الله سبحانه وتعالى يذكر ذلك لا لإحتمال وقوعه منهم انما لبيان ما يكون من حالهم لو وقع منهم وذلك لبيان - 00:21:55
ثبت العمل وانه في الخطورة والعلو في التأثير على الانسان انه لو وقع الشرك من الانبياء لكان سببا لحبوط عملهم والامر ادهى من هذا واعظم فان الله عز وجل قال لمحمد لان اشركت - 00:22:15
يخاطب من محمدا صلى الله عليه وسلم يقول لئن اشركت يعني وقع منك الشرك وهو تسوية غير الله بالله ليحبطن عملك فاذا كان الشرك محبط لعمل سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه ومحبط لعمل سادات الدنيا من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه - 00:22:36
لديهم تعرف بذلك قطر الشرك وعظيم اه منزلته في افساد الدين والدنيا. وانه يحبط العمل مهما جل وعظم العمل ومهما زان وطاب فانه لو وقع شيء من الشرك في عمل هؤلاء - 00:22:57
العباد الاتقياء من المرسلين والنبيين كان ذلك موجبا حبوط عملهم على عظمه وعلى وعلى كثرته وعلى اتقانه وعلى ما فيه من اتباع لامر الله عز وجل وارتسام لما امر به. قال تعالى ولو - 00:23:20
لحبط عنهم ما كانوا يعملون ثم عاد قائلا اولئك اذا ذكر هذا غرظه وغايته لا انه لاحتمال ان يقع منهم فحاشاهم ان يقع منهم ذلك انما لبيان ايش العمل وخطورة الشرك - 00:23:39
بيان مراتب الاعمال هذا مقصود الاية في هذا الموضع وفي قوله تعالى لان اشركت لاحبطن ليحبطن عملك. قال تعالى اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. اولئك الانبياء من تقدم ذكرهم - 00:23:58
الذين من الله تعالى عليهم بالكتاب فما من رسول الا واتاه الله تعالى كتابا نؤمن بذلك انه ما من رسول ارسله الله تعالى الا وله كتاب وقد ذكر الله هم من الكتب في - 00:24:16
كتابه الحكيم اربعة كتب التوراة والانجيل الزبور كتاب داوود وصحف ابراهيم هذه التي سماها الله تعالى فنؤمن بها نؤمن بانها كتب انزلها الله تعالى على هؤلاء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم - 00:24:31
ولكن جرى عليها من التحريف والتبديل ما اسقط الاحتجاج بها ولا يرجع اليها لا في معرفة عقائد ولا في معرفة احكام فقد جاءنا الله بالكتاب المبين الصراط المستقيم والقرآن العظيم - 00:24:52
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فقد اغنانا الله بالكتاب الحكيم عن كل ما سواه من الكتب فنؤمن بهذه الكتب انها انزلها الله تعالى على الرسل - 00:25:17
ونؤمن بانه ما من رسول ارسله الله الا وقد اتاه كتابا كما قال اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. فتفضل الله تعالى عليهم بالكتاب الذي هو الهادي. والحكم وهو الفصل بين الناس - 00:25:34
بما يقتضيه بما تفيده تلك الكتب وتهدي اليه والنبوة التي هي اصل الوحي ومبدأه. فاتاهم الله تعالى ذلك. قال فان يكفر بها هؤلاء. يعني الذين تخاطبهم يا محمد وتدعوهم الى عبادة الله عز وجل فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين - 00:25:52
هذا اقرب ما يقال في تفسير الاية وان كانت تحتمل ان الاشارة في قول هؤلاء الى الانبياء ان وقع منهم كفر فان الله سيأتي بمن يقيم الحق لكن حاشاهم ان يقع منهم كفر - 00:26:20
او ان يقع منهم اه اعراض عن الله بل اصطفاهم الله عز وجل وخصهم بهذه الهدايات فكانوا اطوع الخلق لله عليهم افضل صلاة واتم تسليم - 00:26:36