الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد في بحث المؤلف رحمه الله في مسألة القدر يقول فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:00:00
ثم قال رحمه الله يهدي من يشاء ويعصم ويعافي من يشاء فضلا ذكر مصنف رحمه الله هنا الهداية والعصمة والمعافاة وذكر ان الله تعالى يهدي من يشاء والهداية هنا هي هداية التوفيق - 00:00:23
والالهام والعمل وقوله رحمه الله ويعصم الهداية هي الدلالة الى العلم النافع والعمل الصالح والعصمة هي المنع والحفظ مما يخرج به الانسان على الصراط المستقيم و قوله ويعافي اي يسلم - 00:00:43
ويشفي ويبرئ من يشاء من اثار المخالفات التي هي خروج عن الصراط المستقيم زيغ عن الهدى القويم فعندنا العصمة وقاية والمعافاة معالجة العصمة وقاية دفع للسوء قبل حصوله والمعافاة دفع لاثار السوء بعد حصوله - 00:01:12
الهداية هي الاصل وهي الدلالة الى الطريق المستقيم العصمة هي المنع من الزيغ والخروج عن الهدى القويم والمعافاة تحمد يمكن ان يكون معناها اي انه اذا خرج وعثر فان الله تعالى يرده ويسلمه ويبريه ويشفيه ويشفيه - 00:01:51
فهي نوع معالجة وهذه الامور الثلاثة اذا حصلت العبد جمعت له مصالح الدنيا والاخرة فبالهداية التوفيق الى علم نافع وعمل صالح وبالعصمة الوقاية من الزيغ والضلال والانحراف وبالمعافاة الاصحاح والتسليم من علل المخالفات - 00:02:16
وقوله رحمه الله فضلا اي ان ذلك يجري في كل هذه الامور بفضله سبحانه وبحمده يتفظل بذلك على عباده فيعافيه فيهديهم ويعصمهم ويعافيهم كما قال جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان - 00:02:45
اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فكل ذلك فضلا من الله ونعمة اي الهداية الى محبة ايمان وتزينه في القلوب وكراهية كفر والفسوق والعصيان كل ذلك بفضله جل في علاه - 00:03:11
فلولا فضل الله عليكم ورحمتهما زكى منكم من احد ابدا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم احدا ويقول الله تعالى فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين - 00:03:34
واستشعار وشهود الفظل مما يوجب الشكر وذلك ان العبد اذا شكر اذا شهد فظل الله تعالى عليه بهدايته وفي حفظه وفي معافاته كان ذلك موجبا لشكره وموجبا لمزيد فضله وهذا من اعلى المقامات في الدين ان يشهد الانسان منة الله عليه بالهداية فيتلاشى من قلبه كل - 00:03:46
عشب و غرور والله لولا الله وما اهتدينا ولا تصدقن ولا صلينا ففظله جل وعلا على العباد في كل هداية واستقامة اذا عندنا الان المصنف ذكر ثلاثة امور واعادها الى فضل الله عز وجل وذكر في في مقابلها ثلاثة امور - 00:04:18
فقال ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا قوله رحمه الله يضل اي لا يوفق للهداية فالاظلال هنا هو منع التوفيق للهداية الى العمل الصالح والله تعالى يظل من يشاء واظلاله - 00:04:43
جل في علاه لحكمة فلا يضل الا من هو اهل للضلال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ويخذل ان يخليه يخلي من يشاء عن اسباب الفلاح والفوز يترك اعانته على الرشد والهدى - 00:05:09
وهذا هو الخذلان ان يكل الله تعالى العبد الى نفسه فيترك اعانته على سلوك الصراط المستقيم ويبتلي هذا ثالث ما ذكر ان يمتحن بما يجريه من الاقدار يمتحن عبادة بما يجريه عليهم من الاقدار التي تمحصهم - 00:05:37
وقوله عدلا اي ان كل ما ذكر من الاظلال والخذلان والابتلاء وبعدلك الله تعالى لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون فما منعهم الله تعالى الفضل وهم اهل له - 00:06:04
بل الامر كما قال الله جل في علاه فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وهو اعلم بالمهتدين الله اعلم حيث يجعل رسالته فلما استحقوا الزيغ والخذلان خلى بينه وبين انفسهم وكل ذلك - 00:06:20
انما هو بعدله فالله لم يظلم فلم فالله لم يظلم الناس شيئا وبه يتبين ما قرره في الجملة التالية حيث قال رحمه الله وكلهم اي المهتدون المعصومون المعافون وكذلك الضالون - 00:06:41
مخذولون والمبتلون كل اولئك يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله فقوله كلهم عائد الى الخلق الذين بين احوالهم وقسمهم الى فريقين فجميع الخلق لا يخرجون عن فضل الله وعدله بكل ما يجري عليهم من اقدار الله تعالى واقضيته - 00:07:04
ومن ذلك الهداية والعصمة والمعافاة وكذلك الاضلال والخذلان والابتلاء فليس في حكم الله الكوني ولا في حكمه الشرعي ظلم بل الظلم منتف عن الرب جل في علاه يقول الله تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا - 00:07:31
وما ربك بظلام للعبيد وقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما - 00:07:54
بل في ظلمه عن الله تعالى يدل على كمال العدل من توهم ان الله تعالى يمنع عباده وان منعه الهداية لعباده ظلم فهو جاهل بحقه جل في علاه الهداية فظله واما - 00:08:11
حصول الضلال فهو عادله سبحانه وبحمده ولذلك نقل عطاء بن ابي رباح قال كنت عند ابن عباس فاتاه رجل فقال فيما اورده على ابن عباس يقول ارأيت من حرمني من حرمني الهدى واورثني الضلالة والردى - 00:08:36
اتراه احسن بي او ظلمني كانه معترظ على قدر الله جل في علاه بل هو يوحي نوع معارضة ما يختاره الله تعالى ويقضيه فقال ابن عباس ان كان الهدى شيئا - 00:08:59
لك عنده منعك اياه فقد ظلمك وان كان الهدى له يؤتيه من يشاء فما ظلمك شيئا ولا تجالسني بعده اي بعد هذا الكلام الذي يشير او يوحي بالاعتراض على قدر الله وقضائه - 00:09:21
بعد ان ذكر المصنف رحمه الله ان الخلق بين العدل والفضل في الدنيا والاخرة وفي كل ما يجري عليهم من الاقضية والاقدار انتقل الى تقرير ان ما يقضيه الله تعالى ويقدره - 00:09:42
ليس له فيه معارض فقال رحمه الله وهو متعال عن الاضداد والانداد هذا موجود في بعض النسخ وفي بعض النسخ لم يذكر هذه الجملة وهو متعال على الارداد والاندال اي ان الله تعالى مقدس منزه - 00:10:00
عن ان يكون له ضد جل في علاه او ان يكون له ند والضد هو هو المناوئ المعارض فليس لله تعالى معارض يناوئ ما قضاه وقدره وحكم به في كونه جل في علاه - 00:10:20
فلا شيء يقابل حكمه والله جل وعلا كما انه لابد له يقوم لارادته ويقابل حكمه كذلك لا ند له فلا ند له سبحانه وبحمده والند هو المثيل والمكافئ والنظير ويطلق ايضا على المناوة - 00:10:38
فيكون بمعنى الضد فاذا فسرنا الانداد بالمناوئين يكون عطف الشي على نفسه بتنويع العبارة والذي يظهر ان المراد هنا الند بمعنى المثيل والمكافئ والنظير فالله تعالى ليس له ند ولا نظير ولا مثيل - 00:11:08
بل قد قال جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فمعنى هذا معنى هذه العبارة انه متعالم في قضائه وقدره عنان يكون له ضد فيرد اقداره - 00:11:37
او ند فيقضي خلاف ما يقضيه او يقضي كما يقضي فما قضاه كائن وليس في احوال العباد ما يعارض الله تعالى يكون مثيلا له او كفؤا له او او نظيرا او سميا له جل في علاه - 00:11:58
بعد ان قرر هذه الجملة فسرها فقال لا راد لقظائه لا رد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره كل هذا تقرير لمعنى متعال عن الاضداد والانداد - 00:12:24
Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد في بحث المؤلف رحمه الله في مسألة القدر يقول فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:00:00
ثم قال رحمه الله يهدي من يشاء ويعصم ويعافي من يشاء فضلا ذكر مصنف رحمه الله هنا الهداية والعصمة والمعافاة وذكر ان الله تعالى يهدي من يشاء والهداية هنا هي هداية التوفيق - 00:00:23
والالهام والعمل وقوله رحمه الله ويعصم الهداية هي الدلالة الى العلم النافع والعمل الصالح والعصمة هي المنع والحفظ مما يخرج به الانسان على الصراط المستقيم و قوله ويعافي اي يسلم - 00:00:43
ويشفي ويبرئ من يشاء من اثار المخالفات التي هي خروج عن الصراط المستقيم زيغ عن الهدى القويم فعندنا العصمة وقاية والمعافاة معالجة العصمة وقاية دفع للسوء قبل حصوله والمعافاة دفع لاثار السوء بعد حصوله - 00:01:12
الهداية هي الاصل وهي الدلالة الى الطريق المستقيم العصمة هي المنع من الزيغ والخروج عن الهدى القويم والمعافاة تحمد يمكن ان يكون معناها اي انه اذا خرج وعثر فان الله تعالى يرده ويسلمه ويبريه ويشفيه ويشفيه - 00:01:51
فهي نوع معالجة وهذه الامور الثلاثة اذا حصلت العبد جمعت له مصالح الدنيا والاخرة فبالهداية التوفيق الى علم نافع وعمل صالح وبالعصمة الوقاية من الزيغ والضلال والانحراف وبالمعافاة الاصحاح والتسليم من علل المخالفات - 00:02:16
وقوله رحمه الله فضلا اي ان ذلك يجري في كل هذه الامور بفضله سبحانه وبحمده يتفظل بذلك على عباده فيعافيه فيهديهم ويعصمهم ويعافيهم كما قال جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان - 00:02:45
اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فكل ذلك فضلا من الله ونعمة اي الهداية الى محبة ايمان وتزينه في القلوب وكراهية كفر والفسوق والعصيان كل ذلك بفضله جل في علاه - 00:03:11
فلولا فضل الله عليكم ورحمتهما زكى منكم من احد ابدا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم احدا ويقول الله تعالى فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين - 00:03:34
واستشعار وشهود الفظل مما يوجب الشكر وذلك ان العبد اذا شكر اذا شهد فظل الله تعالى عليه بهدايته وفي حفظه وفي معافاته كان ذلك موجبا لشكره وموجبا لمزيد فضله وهذا من اعلى المقامات في الدين ان يشهد الانسان منة الله عليه بالهداية فيتلاشى من قلبه كل - 00:03:46
عشب و غرور والله لولا الله وما اهتدينا ولا تصدقن ولا صلينا ففظله جل وعلا على العباد في كل هداية واستقامة اذا عندنا الان المصنف ذكر ثلاثة امور واعادها الى فضل الله عز وجل وذكر في في مقابلها ثلاثة امور - 00:04:18
فقال ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا قوله رحمه الله يضل اي لا يوفق للهداية فالاظلال هنا هو منع التوفيق للهداية الى العمل الصالح والله تعالى يظل من يشاء واظلاله - 00:04:43
جل في علاه لحكمة فلا يضل الا من هو اهل للضلال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ويخذل ان يخليه يخلي من يشاء عن اسباب الفلاح والفوز يترك اعانته على الرشد والهدى - 00:05:09
وهذا هو الخذلان ان يكل الله تعالى العبد الى نفسه فيترك اعانته على سلوك الصراط المستقيم ويبتلي هذا ثالث ما ذكر ان يمتحن بما يجريه من الاقدار يمتحن عبادة بما يجريه عليهم من الاقدار التي تمحصهم - 00:05:37
وقوله عدلا اي ان كل ما ذكر من الاظلال والخذلان والابتلاء وبعدلك الله تعالى لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون فما منعهم الله تعالى الفضل وهم اهل له - 00:06:04
بل الامر كما قال الله جل في علاه فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وهو اعلم بالمهتدين الله اعلم حيث يجعل رسالته فلما استحقوا الزيغ والخذلان خلى بينه وبين انفسهم وكل ذلك - 00:06:20
انما هو بعدله فالله لم يظلم فلم فالله لم يظلم الناس شيئا وبه يتبين ما قرره في الجملة التالية حيث قال رحمه الله وكلهم اي المهتدون المعصومون المعافون وكذلك الضالون - 00:06:41
مخذولون والمبتلون كل اولئك يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله فقوله كلهم عائد الى الخلق الذين بين احوالهم وقسمهم الى فريقين فجميع الخلق لا يخرجون عن فضل الله وعدله بكل ما يجري عليهم من اقدار الله تعالى واقضيته - 00:07:04
ومن ذلك الهداية والعصمة والمعافاة وكذلك الاضلال والخذلان والابتلاء فليس في حكم الله الكوني ولا في حكمه الشرعي ظلم بل الظلم منتف عن الرب جل في علاه يقول الله تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا - 00:07:31
وما ربك بظلام للعبيد وقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما - 00:07:54
بل في ظلمه عن الله تعالى يدل على كمال العدل من توهم ان الله تعالى يمنع عباده وان منعه الهداية لعباده ظلم فهو جاهل بحقه جل في علاه الهداية فظله واما - 00:08:11
حصول الضلال فهو عادله سبحانه وبحمده ولذلك نقل عطاء بن ابي رباح قال كنت عند ابن عباس فاتاه رجل فقال فيما اورده على ابن عباس يقول ارأيت من حرمني من حرمني الهدى واورثني الضلالة والردى - 00:08:36
اتراه احسن بي او ظلمني كانه معترظ على قدر الله جل في علاه بل هو يوحي نوع معارضة ما يختاره الله تعالى ويقضيه فقال ابن عباس ان كان الهدى شيئا - 00:08:59
لك عنده منعك اياه فقد ظلمك وان كان الهدى له يؤتيه من يشاء فما ظلمك شيئا ولا تجالسني بعده اي بعد هذا الكلام الذي يشير او يوحي بالاعتراض على قدر الله وقضائه - 00:09:21
بعد ان ذكر المصنف رحمه الله ان الخلق بين العدل والفضل في الدنيا والاخرة وفي كل ما يجري عليهم من الاقضية والاقدار انتقل الى تقرير ان ما يقضيه الله تعالى ويقدره - 00:09:42
ليس له فيه معارض فقال رحمه الله وهو متعال عن الاضداد والانداد هذا موجود في بعض النسخ وفي بعض النسخ لم يذكر هذه الجملة وهو متعال على الارداد والاندال اي ان الله تعالى مقدس منزه - 00:10:00
عن ان يكون له ضد جل في علاه او ان يكون له ند والضد هو هو المناوئ المعارض فليس لله تعالى معارض يناوئ ما قضاه وقدره وحكم به في كونه جل في علاه - 00:10:20
فلا شيء يقابل حكمه والله جل وعلا كما انه لابد له يقوم لارادته ويقابل حكمه كذلك لا ند له فلا ند له سبحانه وبحمده والند هو المثيل والمكافئ والنظير ويطلق ايضا على المناوة - 00:10:38
فيكون بمعنى الضد فاذا فسرنا الانداد بالمناوئين يكون عطف الشي على نفسه بتنويع العبارة والذي يظهر ان المراد هنا الند بمعنى المثيل والمكافئ والنظير فالله تعالى ليس له ند ولا نظير ولا مثيل - 00:11:08
بل قد قال جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فمعنى هذا معنى هذه العبارة انه متعالم في قضائه وقدره عنان يكون له ضد فيرد اقداره - 00:11:37
او ند فيقضي خلاف ما يقضيه او يقضي كما يقضي فما قضاه كائن وليس في احوال العباد ما يعارض الله تعالى يكون مثيلا له او كفؤا له او او نظيرا او سميا له جل في علاه - 00:11:58
بعد ان قرر هذه الجملة فسرها فقال لا راد لقظائه لا رد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره كل هذا تقرير لمعنى متعال عن الاضداد والانداد - 00:12:24