باب قول الله تعالى سيقول السفهاء من الناس مولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. قال حدثناكم عن ابي اسحاق عن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الى بيت المقدس ستة عشر شهرا - 00:00:00
سبعة عشر شهرا وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل البيت وانه صلى ام صلاها صلاة العصر وصلى معهم قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على اهل المسجد وهم راكعون. قال اشهد بالله لقد - 00:00:30
مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداموا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل ان تحول البيت رجال قتلوا لم ندري ما نقول فيهم. فانزل الله تبارك وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم - 00:00:50
ان الله بالناس رؤوف رحيم. هذا الحديث وهذا الباب فيه قول الله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وهذه الاية - 00:01:10
في تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله تعالى امره بالصلاة وكان صلى الله عليه وسلم يستقبل بيت المقدس حتى وهو في مكة - 00:01:30
كان يصلي صلى الله عليه وسلم قبل بيت المقدس لكنه كان يجعل البيت اذا صلى عند البيت يجعل البيت بين يديه يعني اصلي بين الركن اليماني الركن الاسود. فيكون مستقبلا الكعبة. مستقبلا الشام. هكذا - 00:01:50
صلى الله عليه وسلم يصلي فلما هاجر صلى الله عليه وسلم الى المدينة كان يصلي قبل بيت المقدس كما كان عليه الحال قبل هجرته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكان صلى الله عليه - 00:02:10
يأمل ان يوجهه الله تعالى الى جهة البيت. لعلمه بانه اول بيت وضع للناس للعبادة ولان الله فرض على الناس قصده والمجيء اليه بالحج. فكان يأمل صلوات الله وسلامه عليه ويتمنى - 00:02:30
ان يتوجه الى الكعبة. فحقق الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ما تمنى. فوجهه الله تعالى الى بيت الى الى البيت الحرام بعد ان كان صلى الله عليه وسلم يصلي الى بيت المقدس - 00:02:50
كما قال الله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء. فكان يقلب وجهه في جهة العلو صلوات الله وسلامه عليه. رغبة في ان يتوجه الى الكعبة فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطى المسجد الحرام هذا التوجيه الالهي للنبي صلى الله - 00:03:10
وسلم بان يتوجه الى بيته الى البيت الحرام كان بعد الهجرة بزمن كما سيأتي في الحديث الذي ذكر المصنف رحمه الله الا ان اليهود كانوا يفرحون بموافقة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في بعض شأنهم ومن ذلك - 00:03:30
استقبال النبي صلى الله عليه وسلم بيت المقدس. فكانوا يفرحون بهذا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اول مقدمه يحرص على موافقة اليهود في اعمالهم لانهم اهل كتاب وعلى من علم بخلاف الجاهليين من من قريش العرب فانهم كانوا في جاهلية - 00:03:50
الجهلاء لم يكن فيهم رسل ولم يبقى معهم من علم النبيين ما يستأنس به. فلما تبين للنبي صلى الله عليه وسلم صرف اليهود وما هم عليه من استكبار وعناد كان صلى الله عليه وسلم يفارقهم في اعمالهم حتى كان يوصي - 00:04:20
مخالفوا اليهود والنصارى في احاديث كثيرة وعلل جملة من الاحكام بمخالفة اليهود والنصارى لكونهم كانوا قد ظهر تكذيبهم وعنادهم وصلفهم في معاملة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ورد ما - 00:04:40
جاء به من الهدى ودين الحق. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقبل بيت المقدس في اول مجيئه الى وفرح بذلك اليهود. ثمان النبي صلى الله عليه وسلم رغب وقلب وجهه في السماء - 00:05:00
وذلك ليحولوا ليحول الله تعالى القبلة الى بيت المقدس فحقق الله له ما اراد. عند ذلك قال من اهل النفاق وقيل بل من اهل الكفر وهم اليهود. ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. فقوله تعالى - 00:05:20
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. يعني اي شيء حدث في دينهم وان شيء حدث في شرعهم جعلهم يتحولون من بيت المقدس الى الكعبة. وكأنهم - 00:05:40
في هذا ويطعنون في هذا التشريع لكن الله جل وعلا سماهم بما يحقونه من وصف فقال سيقول السفهاء من الناس والسفهاء صنفان هم اليهود و المنافقون الذين انتكسوا وارتكسوا بما جرى من تحويل القبلة - 00:06:00
فان قوما من اهل النفاق وقع في في قلوبهم ما وقع من تغيير القبلة فقال قالوا ما ما قالوه في في شأن تحويل القبلة. فسماهم الله تعالى سفهاء. سيقول السفهاء من الناس - 00:06:30
ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. فجاء الجواب من من الله عز وجل امر رسوله بان يبلغ الجواب ما ولاهم عن قبلتهم جاء الجواب قل يعني يا محمد لهؤلاء الذين يسألون عن تحول القبلة وتغييرها - 00:06:50
قل لله المشرق والمغرب. لله المشرق والمغرب. فله كل شيء جل وعلا. والمشرق يشمل كل موضع لشروق الشمس خمسة وليس مشرقا واحدا. ولذلك جاء في اية اخرى ايش؟ فلا اقسم برب - 00:07:10
مشارق والمغارب. لكن المشرق هنا اسم جنس يصدق على كل مكان تشرق منه الشمس. ومعلوم ان الشمس في كل يوم تشرق من موضع يختلف عن اليوم الذي قبله. كل يوم تطلع من مكان غير المكان الذي طلعت منه في اليوم الذي قبله ولذلك - 00:07:30
قال تعالى فلا اقسم برب المشارق والمغارب. فهي تشرق بالمكان وتغرب من مكان في كل يوم. فقوله قل لله المشرق والمغرب اي له جل وعلا الجهات كل الجهات كلها مشارقها ومغاربها - 00:07:50
واذا كان مالكا فليس لاحد ان يتحكم في ملكه فهو الذي يأمر وينهى. فالامر والنهي فرع عن الملك ولذلك قال قل لله المشرق والمغرب فاينما ثم قال يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. يهدي - 00:08:10
من يشاء وهذا فيه ان ما بدله الله تعالى من استقبال الكعبة عوضا عن بيت المقدس اية من الله عز وجل لرسوله صلوات الله وسلامه يهدي من يشاء اي من يريد وهذه الهداية هداية - 00:08:30
وبيان وهداية توفيق والهام. يهدي من يشاء الى صراط مستقيم اي الطريق القويم الموصل اليه. وهو ما جاء سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه من الدين القويم ونحن في كل صلاة نقول ايش؟ اهدنا الصراط المستقيم هذا - 00:08:50
الصراط لله وهو الذي يهدي اليه. فمن رغب في الثبات عليه والاستقامة عليه والسلوك فيه فليلح على على الله في السؤال ان يهديه اليه. اهدنا الصراط المستقيم. فالذي يهدي اليه هو الله جل وعلا. يهدي من - 00:09:10
وهذه المشيئة وفق علمه وحكمته كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان ايش عليما حكيما. فهذه المشيئة وفق علمه وحكمته. ثم ذكر الله تعالى الايات بعد ذلك المتعلقة بمنزلة هذه الامة ورفعة مكانتها وتحويل القبلة وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس - 00:09:30
ويكون الرسول عليكم شهيدا ثم قال وما جعلنا القبلة التي كنت عليها هذا من حكم التحويل وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول في التحويل والانتقال ممن ينقلب على عقبيه وهم السفهاء الذين قالوا ما - 00:10:00
ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ثم قال وان كانت اي هذا التحويل والتغيير لكبيرة الا على الذين هدى الله فمن هداه الله تيسر له كل صالح من هداه الله اعانه على كل بر من اهان من هداه الله - 00:10:20
وفقه الى قبول الاحكام والانقياد لها والمسارعة والمسابقة في الاخذ بها. لذلك قال جل وعلا وانها لكبيرة الا على الذين هدى الله ثم جاء التطمين لاهل الاسلام. وما كان الله ليضيع - 00:10:40
ايمانكم ما كان الله ان يستحيل. فما كان هنا بمعنى يستحيل ويمتنع امتناعا مطلقا ان يضيع الله تعالى ايمانكم اي ما تقدم من صالح اعمالكم وقوله وما كان الله يضيع ايمانكم الايمان - 00:11:00
المقصود به الصلاة. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الايمان الذي لا يضيعه الله تعالى ليس فقط الصلاة هي العمل بل الصلاة وما ورائها من قبول الحكم والاعتقاد له لاننا ذكرنا ان الايمان ايش - 00:11:20
تعريف الايمان يا اخوان الاقرار المستلزم للقبول والاذعان. فقوله تعالى وما كان الله يضيع ايمانكم اي ما تقدم من اقراركم بما قضاه الله وحكم به من التوجه الى بيت المقدس ثم التوجه الى الكعبة - 00:11:40
ما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. رؤوف رحيم وكلاهما دال على كمال الرحمة لكن الرأفة رحمة مع شفقة. رحمة مع شفقة ولله في ذلك المثل الاعلى - 00:12:00
جل في علاه فهي اخص من الرحمة. هذا ما ذكره الله جل وعلا في هذه الاية بعد ذلك قال قد نرى تقلب وجهك في السماء وذكر الله تعالى قصة التحويل. في ما ساقه المصنف رحمه الله من حديث - 00:12:20
في حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه في قصة تحويل الله عز وجل القبلة الى جهة الكعبة يقول رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الى بيت المقدس يعني الى جهة الشام - 00:12:40
ستة عشر شهرا. ستة عشر شهرا يعني من هجرته. من هجرته ستة عشر شهر يعني سنة واربعة اشهر او سبعة عشر شهرا. يعني سنة وخمسة اشهر. وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل - 00:13:00
يعني كان يحب ويعمل ان تكون قبلته جهة الكعبة. فالبيت في كلام العرب يطلق على الكعبة. اذا قيل فلا ينصر في الذهن الا الى الكعبة المعظمة. وسميت بهذا الاسم لانه اول بيت وضع للناس - 00:13:20
للعبادة والطاعة وقوله وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل البيت هذا الذي اشار اليه قوله تعالى قد نرى تقلبه بالسماء فلنولينك قبلة ترضاها اي تقبلها وتحبها وتأنس بها وتطمئن نفسك اليها قال رضي الله تعالى عنه وانه صلى او صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم هذا - 00:13:40
اول ما تحولت القبلة كانت في صلاة العصر. اول وقت تحولت القبلة من جهة بيت المقدس الى جهة الكعبة صلاة العصر والله عز وجل يخص آآ الاوقات والازمان والاماكن والاشخاص - 00:14:10
والاحوال بما يخص فله الحكمة فيما يخص جل في علاه. مما خص الله تعالى به صلاة العصر ان كان التحويل فيها وصلاة العصر هي التي امر الله تعالى مزيد حفظ لها ومحافظة عليها وعناية بها في قوله حافظوا على الصلوات - 00:14:30
والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم قال ملأ الله في غزوة الاحزاب قال ما رأى الله بيوتهم وقبورهم نارا يعني المشركين شغلونا عن الصلاة الوسطى ايش؟ صلاة العصر - 00:14:50
عصر فحددها النبي صلى الله عليه وسلم. فالله اعلم في كون التحويل وقع في هذه الصلاة لشرفها وعظيم منزلتها ورفعة مكانتها المهم ان اول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا البيت المعظم وقبل الكعبة كانت صلاة العصر - 00:15:10
قال فخرج رجل ممن كان صلى معه يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم. فمر على اهل المسجد هذا مسجد اخر غير مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك ان الانصار بنوا في دورهم اي في احيائهم مساجد. وكان من هذا المسجد - 00:15:30
الذي مر به وهو معروف الى الان في المدينة يسمى مسجد القبلتين الله اعلم هل هو هو؟ او انه غيره؟ المراد انه مسجد ليس بالبعيد عن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو من المساجد التي بنيت في دور الانصار رضي الله تعالى عنهم. مر على اهل المسجد - 00:15:50
وهم راكعون اي حال ركوعهم. قال الرجل يخاطب من؟ المصلين. اشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة اي صليت معه صلى الله عليه وسلم وقد توجه الى مكة - 00:16:10
كما هم قبل البيت اي تحولوا من جهة الشمال الى جهة الجنوب كما هم يعني وهم على حالهم في ركوعهم. وهذا بتصديقهم خبر الصحابي الذي اخبرهم بان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى قبل الكعبة. وهذا والله اعلم - 00:16:30
لان رغبة النبي صلى الله عليه وسلم قد انتشرت وظهرت وتسامح بها الناس وعرفوا رغبته صلى الله عليه وسلم في الى القبلة والا كان يمكن ان يتوقفوا او يترددوا او يستثبتوا او يجري شيء من الانات في قبول الخبر - 00:17:00
لكنه مباشرة تحولوا ولعل ذلك قد سبقه نوع تمهيد في تحويل القبلة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل ذلك قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. فاما ان يكون قد جرى حديث او او يكون - 00:17:20
قد تسامع الناس رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في التوجه الى الكعبة او ما اشبه ذلك. المراد انهم رضي الله تعالى عنه لما شهد هذا الرجل فقال اشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم يعني وهم راكعون قبل البيت - 00:17:40
يقول واحد كيف الامام يصير اخرهم؟ عاد هذي مسألة تفاصيل اكيد انها حلت في في بطريقة او باخرى. تحول وانتقل امامهم الى مكانه في مقدمهم لان الامام انما جعل ليؤتم به ولا يكون كذلك الا اذا كان بين - 00:18:00
لدي المصلين. قال وكان الذي مات على القبلة قبل ان تحول قبل البيت رجال قتلوا يعني ان هناك من مات من الصحابة قبل تحويل القبلة. وقوله قبل ان تحول القبلة رجال قتلوا قتلوا وين - 00:18:20
اين قتلوا؟ ما كان جهاد. ما كان جهاد لانها بعد سنة وشهرين وغزوة احد غزوة بدر كانت في السنة الثانية من الهجرة. وهذا الخبر وهي قبل وهي بعد تحويل القبلة - 00:18:40
فقوله قد قتلوا اما ان يكون هذا فيما جرى من اعتداء الكفار على اهل الاسلام واو انه القتلى اطلق الراوي القتل واراد الموت او يحمل على وجه يصح فيه فهم الكلمة وهي القتل دون ان ينظر الى لفظها ولذلك بعظ العلماء قال ان هذا - 00:19:00
فيه نوع من الوهم لان الوقائع مع المشركين لم تكن الا بعد بعد التحويل هذا من جهة وان الصحابة اشكل عليهم صلاتهم هم وليست فقط صلاة من قتلوا بل صلاتهم الى - 00:19:30
جهة الكعبة ولذلك الخطاب جاء الى من؟ الخطاب جاء موجه الى من؟ الى المؤمن وما كان الله ليضيع ايمانكم. فالخطاب لاهل الاحياء وليسوا من مات فهذا مما يرجح ان الصحابة كما في بعض الروايات اشكل عليهم صلاتهم التي - 00:19:50
قبل التحويل اتذهب دون اجر؟ فجاء الخبر من الله تعالى بان ما كان من صالح العمل في صلواتهم التي توجهوا فيها الى بيت المقدس محفوظة الاجر فان الله تعالى قد قال وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. فمن رحمته - 00:20:10
ورأفني بعبادي انه لا يضيع اعمالهم. وقد نص الله تعالى على هذا في قوله فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى جاء بعضكم من بعض فليس ثمة شيء يضيع عند رب العالمين. من يعمل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - 00:20:30
مثقال ذرة يعني وزن ذرة لا يضيع. ومن يعمل ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وفي الاية قال يا بني انا ان تك مثقال حبة من فردا وهو اداء ادنى ما يمكن ان يقاس. فتكون في صخرة او في السماوات او في الارظ يأتي بها الله من خير او شر - 00:20:50
يأتي بها الله فيأتي بها وان كانت خيرا جزي بها الانسان وان كانت شرا نال ما يستحقه ان قضى الله تعالى عليه العقوبة ولم يعفو عنه ويصفح. قال الصحابي رضي الله تعالى عنه لم ندري ما نقول فيهم. يعني - 00:21:10
في شأن صلاتهم فانزل الله ما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان الله تعالى يحدث من شرعه ما يشاء. وليس لاحد ان يتعقب حكم الله في امر من الامور. وقد مهد الله - 00:21:30
جل في علاه للنسخ بالايات السابقة في قوله ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. فالله تعالى يثبت من الاحكام ما يشاء ويمحو من الاحكام ما يشاء وليس لاحد ان يعترض على ذلك بل له الحكمة البالغة فيما - 00:21:50
شرعه جل وعلا اثباتا والغاء فهو الحكيم الخبير سبحانه وبحمده كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وفيه من الفوائد ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد يعجبه شيء خلاف ما شرع - 00:22:10
فانه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه ان يتحول الى البيت والمشروع الاستقبال للقبلة لكن كان صلى الله عليه وسلم اعبد الناس لربه ترك هوى نفسه طلبا لرضا ربه ترك هوى نفسه وهو ما يشتهيه من استقبال البيت طلبا لرضا ربه وفيه كرامة النبي صلى الله عليه وسلم على عند الله - 00:22:30
عز وجل كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها ما ارى الا ان الله يسارع في هواك يعني ما ارى الا ان الله يسرع فيما تحب فاذا احببت شيئا شرعه وهذا لعظيم منزلته ولذلك قال قد نرى تقلب - 00:22:55
وجهك في السماء فلنولينك. شف جاء الخبر في التحويل بصيغة التأكيد بالقسم فان قوله فلنولينك اللام موطئا للقسم اي فوالله لنولينك اي لا نوجهنك الى الجهة التي احببتها وهذا تعظيم منزلته ورفعة مكانته عند رب العالمين. اللهم صل على محمد. وفيه من الفوائد ان - 00:23:15
الاخبار الدينية والاحكام الشرعية تثبت بخبر واحد. فاذا جاءك الخبر من واحد بحكم شرعي وعلمت انه صادق فيجب عليك قبوله. فهؤلاء الصحابة الذين كانوا يصلون قبل بيت المقدس. تحولوا الى - 00:23:45
جهة الكعبة في موظوع خطير وركن من اركان الاسلام بخبر ايش؟ بخبر واحد لكنه خبر اوجد عندهم اما يقين او غلبة ظن. فعملوا به. فالعمل الواحد في الاحكام وكذلك في العقائد مما دلت الادلة على صحته وانه لا يسوغ للانسان ان - 00:24:05
يرد حكما شرعيا حتى يشهد عليه اكثر من واحد. بل اذا جاء الخبر عن الله وعن الرسول وعلمت ان هذا مراد الله وان هذا مراد رسوله فلا يسوغ لك ان تتردد في القبول بل بادر. وفيه مبادرة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لامتثال ما جاءت به الشريعة - 00:24:35
ما سألوا ولا ناقشوا ولا استفصلوا ولا مباشرة سمعوا فقالوا سمعنا واطعنا تحولوا على هيئتهم يعني كان ممكن خل نخلص الصلاة ونشوف الامر بعد ذلك. لكنهم رظي الله تعالى عنهم مباشرة. استداروا كما قال الصحابي فداروا كما هم - 00:24:55
وهم راكعون قبل البيت الى جهة البيت. وفيه حرص الصحابة على حفظ اعمالهم لا يضيع منها شيء وهذا ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن. فان المؤمن الحريص البصير تجده دقيق في - 00:25:15
محافظة على عمله يعمل العمل ويكمله ويحرص على اتقانه ثم يحافظ عليه من ما يمكن ان يضيعه او يفسده. فالصحابة رضي الله تعالى عنهم اهمهم شأن ما كان من الصلاة التي كانت قبل تحويل القبلة - 00:25:35
فدار سؤال ونقاش وبحث هل ستذهب سدى؟ فجاءهم الجواب من الله عز وجل وما كان الله ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. ولذلك يا اخواني كل عمل صالح تكتسبه فاحرص - 00:25:55
على حفظه لا تضحه لا تضيع ذلك العمل بافساده كما قال الله تعالى ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا. تتخذون ايمانكم دخلا بينكم فتزول قدما بعد ثبوتها الاية. فينبغي المؤمن ان يحافظ على - 00:26:15
عمله هذه مكاسب هذه تجارة فمن خبال ومن عظيم الخسار ان تعمل صالحا ثم الى الهدر ان تبني ثم تنقض فان ذلك لا يفعله راشد عاقل بل اذا عملت فاحرص على الامساك والاستمساك - 00:26:35
بما عملت وحافظ عليه لعل الله عز وجل ان يبارك فيه وان تلقاه يوم القيامة فتسر به. وفيه من الفوائد عظيمة ورحمة الله بعباده وان الله تعالى يحفظ للعباد اعمالهم وذلك بمقتضيات او من لوازم ومن اثار - 00:26:55
رحمته جل في علاه وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. وفيه من الفوائد ان الله عز وجل يفصل ويبين لاهل الايمان ما يحتاجون الى بيانه فلما اشكل عليهم حال الصلاة السابقة التي كانت قبل التحويل جاء البيان - 00:27:15
على نحو واضح جليل. والواجب على اهل الايمان ان يحمدوا الله تعالى على ما فبه من الكمال فان حفظ اعمالهم وصيانتها هو من عظيم رحمته ورأفته بالناس. ان الله بالناس - 00:27:35
لرؤوف رحيم. وفيه من الفوائد الرد على من قال ان ان الرحيم يختص بالمؤمن دون سعر الناس. فان من العلماء من قال الفرق بين الرحمن والرحيم ان الرحمن عام الرحيم يختص اهل الايمان كما قال الله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما. هذه الاية فيها قال الله تعالى - 00:27:55
ان الله بالناس لرؤوف رحيم. ويمكن ان يقال ان الناس هنا عام اريد به الخصوص لان المقصود بالناس هنا هم من لهم اعمال صالحة وايمان يثابون عليه وهم المؤمنون وعلى هذا - 00:28:25
فلا يشكل تشكل هذه الاية على قوله وكان بالمؤمنين رحيما فيستقيم بهذا ان من الفروق بين الرحمن والرحيم ان الرحمن متعلق المتعلق هو عام بكل الخلق واما الرحيم فهو خاص باهل الايمان. هذه بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث - 00:28:45
عليه ونكمل ان شاء الله تعالى يوم غد - 00:29:05
Transcription
باب قول الله تعالى سيقول السفهاء من الناس مولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. قال حدثناكم عن ابي اسحاق عن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الى بيت المقدس ستة عشر شهرا - 00:00:00
سبعة عشر شهرا وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل البيت وانه صلى ام صلاها صلاة العصر وصلى معهم قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على اهل المسجد وهم راكعون. قال اشهد بالله لقد - 00:00:30
مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداموا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل ان تحول البيت رجال قتلوا لم ندري ما نقول فيهم. فانزل الله تبارك وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم - 00:00:50
ان الله بالناس رؤوف رحيم. هذا الحديث وهذا الباب فيه قول الله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وهذه الاية - 00:01:10
في تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله تعالى امره بالصلاة وكان صلى الله عليه وسلم يستقبل بيت المقدس حتى وهو في مكة - 00:01:30
كان يصلي صلى الله عليه وسلم قبل بيت المقدس لكنه كان يجعل البيت اذا صلى عند البيت يجعل البيت بين يديه يعني اصلي بين الركن اليماني الركن الاسود. فيكون مستقبلا الكعبة. مستقبلا الشام. هكذا - 00:01:50
صلى الله عليه وسلم يصلي فلما هاجر صلى الله عليه وسلم الى المدينة كان يصلي قبل بيت المقدس كما كان عليه الحال قبل هجرته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وكان صلى الله عليه - 00:02:10
يأمل ان يوجهه الله تعالى الى جهة البيت. لعلمه بانه اول بيت وضع للناس للعبادة ولان الله فرض على الناس قصده والمجيء اليه بالحج. فكان يأمل صلوات الله وسلامه عليه ويتمنى - 00:02:30
ان يتوجه الى الكعبة. فحقق الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ما تمنى. فوجهه الله تعالى الى بيت الى الى البيت الحرام بعد ان كان صلى الله عليه وسلم يصلي الى بيت المقدس - 00:02:50
كما قال الله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء. فكان يقلب وجهه في جهة العلو صلوات الله وسلامه عليه. رغبة في ان يتوجه الى الكعبة فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطى المسجد الحرام هذا التوجيه الالهي للنبي صلى الله - 00:03:10
وسلم بان يتوجه الى بيته الى البيت الحرام كان بعد الهجرة بزمن كما سيأتي في الحديث الذي ذكر المصنف رحمه الله الا ان اليهود كانوا يفرحون بموافقة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في بعض شأنهم ومن ذلك - 00:03:30
استقبال النبي صلى الله عليه وسلم بيت المقدس. فكانوا يفرحون بهذا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اول مقدمه يحرص على موافقة اليهود في اعمالهم لانهم اهل كتاب وعلى من علم بخلاف الجاهليين من من قريش العرب فانهم كانوا في جاهلية - 00:03:50
الجهلاء لم يكن فيهم رسل ولم يبقى معهم من علم النبيين ما يستأنس به. فلما تبين للنبي صلى الله عليه وسلم صرف اليهود وما هم عليه من استكبار وعناد كان صلى الله عليه وسلم يفارقهم في اعمالهم حتى كان يوصي - 00:04:20
مخالفوا اليهود والنصارى في احاديث كثيرة وعلل جملة من الاحكام بمخالفة اليهود والنصارى لكونهم كانوا قد ظهر تكذيبهم وعنادهم وصلفهم في معاملة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ورد ما - 00:04:40
جاء به من الهدى ودين الحق. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقبل بيت المقدس في اول مجيئه الى وفرح بذلك اليهود. ثمان النبي صلى الله عليه وسلم رغب وقلب وجهه في السماء - 00:05:00
وذلك ليحولوا ليحول الله تعالى القبلة الى بيت المقدس فحقق الله له ما اراد. عند ذلك قال من اهل النفاق وقيل بل من اهل الكفر وهم اليهود. ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. فقوله تعالى - 00:05:20
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. يعني اي شيء حدث في دينهم وان شيء حدث في شرعهم جعلهم يتحولون من بيت المقدس الى الكعبة. وكأنهم - 00:05:40
في هذا ويطعنون في هذا التشريع لكن الله جل وعلا سماهم بما يحقونه من وصف فقال سيقول السفهاء من الناس والسفهاء صنفان هم اليهود و المنافقون الذين انتكسوا وارتكسوا بما جرى من تحويل القبلة - 00:06:00
فان قوما من اهل النفاق وقع في في قلوبهم ما وقع من تغيير القبلة فقال قالوا ما ما قالوه في في شأن تحويل القبلة. فسماهم الله تعالى سفهاء. سيقول السفهاء من الناس - 00:06:30
ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. فجاء الجواب من من الله عز وجل امر رسوله بان يبلغ الجواب ما ولاهم عن قبلتهم جاء الجواب قل يعني يا محمد لهؤلاء الذين يسألون عن تحول القبلة وتغييرها - 00:06:50
قل لله المشرق والمغرب. لله المشرق والمغرب. فله كل شيء جل وعلا. والمشرق يشمل كل موضع لشروق الشمس خمسة وليس مشرقا واحدا. ولذلك جاء في اية اخرى ايش؟ فلا اقسم برب - 00:07:10
مشارق والمغارب. لكن المشرق هنا اسم جنس يصدق على كل مكان تشرق منه الشمس. ومعلوم ان الشمس في كل يوم تشرق من موضع يختلف عن اليوم الذي قبله. كل يوم تطلع من مكان غير المكان الذي طلعت منه في اليوم الذي قبله ولذلك - 00:07:30
قال تعالى فلا اقسم برب المشارق والمغارب. فهي تشرق بالمكان وتغرب من مكان في كل يوم. فقوله قل لله المشرق والمغرب اي له جل وعلا الجهات كل الجهات كلها مشارقها ومغاربها - 00:07:50
واذا كان مالكا فليس لاحد ان يتحكم في ملكه فهو الذي يأمر وينهى. فالامر والنهي فرع عن الملك ولذلك قال قل لله المشرق والمغرب فاينما ثم قال يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. يهدي - 00:08:10
من يشاء وهذا فيه ان ما بدله الله تعالى من استقبال الكعبة عوضا عن بيت المقدس اية من الله عز وجل لرسوله صلوات الله وسلامه يهدي من يشاء اي من يريد وهذه الهداية هداية - 00:08:30
وبيان وهداية توفيق والهام. يهدي من يشاء الى صراط مستقيم اي الطريق القويم الموصل اليه. وهو ما جاء سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه من الدين القويم ونحن في كل صلاة نقول ايش؟ اهدنا الصراط المستقيم هذا - 00:08:50
الصراط لله وهو الذي يهدي اليه. فمن رغب في الثبات عليه والاستقامة عليه والسلوك فيه فليلح على على الله في السؤال ان يهديه اليه. اهدنا الصراط المستقيم. فالذي يهدي اليه هو الله جل وعلا. يهدي من - 00:09:10
وهذه المشيئة وفق علمه وحكمته كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان ايش عليما حكيما. فهذه المشيئة وفق علمه وحكمته. ثم ذكر الله تعالى الايات بعد ذلك المتعلقة بمنزلة هذه الامة ورفعة مكانتها وتحويل القبلة وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس - 00:09:30
ويكون الرسول عليكم شهيدا ثم قال وما جعلنا القبلة التي كنت عليها هذا من حكم التحويل وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول في التحويل والانتقال ممن ينقلب على عقبيه وهم السفهاء الذين قالوا ما - 00:10:00
ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ثم قال وان كانت اي هذا التحويل والتغيير لكبيرة الا على الذين هدى الله فمن هداه الله تيسر له كل صالح من هداه الله اعانه على كل بر من اهان من هداه الله - 00:10:20
وفقه الى قبول الاحكام والانقياد لها والمسارعة والمسابقة في الاخذ بها. لذلك قال جل وعلا وانها لكبيرة الا على الذين هدى الله ثم جاء التطمين لاهل الاسلام. وما كان الله ليضيع - 00:10:40
ايمانكم ما كان الله ان يستحيل. فما كان هنا بمعنى يستحيل ويمتنع امتناعا مطلقا ان يضيع الله تعالى ايمانكم اي ما تقدم من صالح اعمالكم وقوله وما كان الله يضيع ايمانكم الايمان - 00:11:00
المقصود به الصلاة. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الايمان الذي لا يضيعه الله تعالى ليس فقط الصلاة هي العمل بل الصلاة وما ورائها من قبول الحكم والاعتقاد له لاننا ذكرنا ان الايمان ايش - 00:11:20
تعريف الايمان يا اخوان الاقرار المستلزم للقبول والاذعان. فقوله تعالى وما كان الله يضيع ايمانكم اي ما تقدم من اقراركم بما قضاه الله وحكم به من التوجه الى بيت المقدس ثم التوجه الى الكعبة - 00:11:40
ما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. رؤوف رحيم وكلاهما دال على كمال الرحمة لكن الرأفة رحمة مع شفقة. رحمة مع شفقة ولله في ذلك المثل الاعلى - 00:12:00
جل في علاه فهي اخص من الرحمة. هذا ما ذكره الله جل وعلا في هذه الاية بعد ذلك قال قد نرى تقلب وجهك في السماء وذكر الله تعالى قصة التحويل. في ما ساقه المصنف رحمه الله من حديث - 00:12:20
في حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه في قصة تحويل الله عز وجل القبلة الى جهة الكعبة يقول رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الى بيت المقدس يعني الى جهة الشام - 00:12:40
ستة عشر شهرا. ستة عشر شهرا يعني من هجرته. من هجرته ستة عشر شهر يعني سنة واربعة اشهر او سبعة عشر شهرا. يعني سنة وخمسة اشهر. وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل - 00:13:00
يعني كان يحب ويعمل ان تكون قبلته جهة الكعبة. فالبيت في كلام العرب يطلق على الكعبة. اذا قيل فلا ينصر في الذهن الا الى الكعبة المعظمة. وسميت بهذا الاسم لانه اول بيت وضع للناس - 00:13:20
للعبادة والطاعة وقوله وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل البيت هذا الذي اشار اليه قوله تعالى قد نرى تقلبه بالسماء فلنولينك قبلة ترضاها اي تقبلها وتحبها وتأنس بها وتطمئن نفسك اليها قال رضي الله تعالى عنه وانه صلى او صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم هذا - 00:13:40
اول ما تحولت القبلة كانت في صلاة العصر. اول وقت تحولت القبلة من جهة بيت المقدس الى جهة الكعبة صلاة العصر والله عز وجل يخص آآ الاوقات والازمان والاماكن والاشخاص - 00:14:10
والاحوال بما يخص فله الحكمة فيما يخص جل في علاه. مما خص الله تعالى به صلاة العصر ان كان التحويل فيها وصلاة العصر هي التي امر الله تعالى مزيد حفظ لها ومحافظة عليها وعناية بها في قوله حافظوا على الصلوات - 00:14:30
والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم قال ملأ الله في غزوة الاحزاب قال ما رأى الله بيوتهم وقبورهم نارا يعني المشركين شغلونا عن الصلاة الوسطى ايش؟ صلاة العصر - 00:14:50
عصر فحددها النبي صلى الله عليه وسلم. فالله اعلم في كون التحويل وقع في هذه الصلاة لشرفها وعظيم منزلتها ورفعة مكانتها المهم ان اول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا البيت المعظم وقبل الكعبة كانت صلاة العصر - 00:15:10
قال فخرج رجل ممن كان صلى معه يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم. فمر على اهل المسجد هذا مسجد اخر غير مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك ان الانصار بنوا في دورهم اي في احيائهم مساجد. وكان من هذا المسجد - 00:15:30
الذي مر به وهو معروف الى الان في المدينة يسمى مسجد القبلتين الله اعلم هل هو هو؟ او انه غيره؟ المراد انه مسجد ليس بالبعيد عن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو من المساجد التي بنيت في دور الانصار رضي الله تعالى عنهم. مر على اهل المسجد - 00:15:50
وهم راكعون اي حال ركوعهم. قال الرجل يخاطب من؟ المصلين. اشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة اي صليت معه صلى الله عليه وسلم وقد توجه الى مكة - 00:16:10
كما هم قبل البيت اي تحولوا من جهة الشمال الى جهة الجنوب كما هم يعني وهم على حالهم في ركوعهم. وهذا بتصديقهم خبر الصحابي الذي اخبرهم بان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى قبل الكعبة. وهذا والله اعلم - 00:16:30
لان رغبة النبي صلى الله عليه وسلم قد انتشرت وظهرت وتسامح بها الناس وعرفوا رغبته صلى الله عليه وسلم في الى القبلة والا كان يمكن ان يتوقفوا او يترددوا او يستثبتوا او يجري شيء من الانات في قبول الخبر - 00:17:00
لكنه مباشرة تحولوا ولعل ذلك قد سبقه نوع تمهيد في تحويل القبلة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل ذلك قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. فاما ان يكون قد جرى حديث او او يكون - 00:17:20
قد تسامع الناس رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في التوجه الى الكعبة او ما اشبه ذلك. المراد انهم رضي الله تعالى عنه لما شهد هذا الرجل فقال اشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم يعني وهم راكعون قبل البيت - 00:17:40
يقول واحد كيف الامام يصير اخرهم؟ عاد هذي مسألة تفاصيل اكيد انها حلت في في بطريقة او باخرى. تحول وانتقل امامهم الى مكانه في مقدمهم لان الامام انما جعل ليؤتم به ولا يكون كذلك الا اذا كان بين - 00:18:00
لدي المصلين. قال وكان الذي مات على القبلة قبل ان تحول قبل البيت رجال قتلوا يعني ان هناك من مات من الصحابة قبل تحويل القبلة. وقوله قبل ان تحول القبلة رجال قتلوا قتلوا وين - 00:18:20
اين قتلوا؟ ما كان جهاد. ما كان جهاد لانها بعد سنة وشهرين وغزوة احد غزوة بدر كانت في السنة الثانية من الهجرة. وهذا الخبر وهي قبل وهي بعد تحويل القبلة - 00:18:40
فقوله قد قتلوا اما ان يكون هذا فيما جرى من اعتداء الكفار على اهل الاسلام واو انه القتلى اطلق الراوي القتل واراد الموت او يحمل على وجه يصح فيه فهم الكلمة وهي القتل دون ان ينظر الى لفظها ولذلك بعظ العلماء قال ان هذا - 00:19:00
فيه نوع من الوهم لان الوقائع مع المشركين لم تكن الا بعد بعد التحويل هذا من جهة وان الصحابة اشكل عليهم صلاتهم هم وليست فقط صلاة من قتلوا بل صلاتهم الى - 00:19:30
جهة الكعبة ولذلك الخطاب جاء الى من؟ الخطاب جاء موجه الى من؟ الى المؤمن وما كان الله ليضيع ايمانكم. فالخطاب لاهل الاحياء وليسوا من مات فهذا مما يرجح ان الصحابة كما في بعض الروايات اشكل عليهم صلاتهم التي - 00:19:50
قبل التحويل اتذهب دون اجر؟ فجاء الخبر من الله تعالى بان ما كان من صالح العمل في صلواتهم التي توجهوا فيها الى بيت المقدس محفوظة الاجر فان الله تعالى قد قال وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. فمن رحمته - 00:20:10
ورأفني بعبادي انه لا يضيع اعمالهم. وقد نص الله تعالى على هذا في قوله فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى جاء بعضكم من بعض فليس ثمة شيء يضيع عند رب العالمين. من يعمل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - 00:20:30
مثقال ذرة يعني وزن ذرة لا يضيع. ومن يعمل ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وفي الاية قال يا بني انا ان تك مثقال حبة من فردا وهو اداء ادنى ما يمكن ان يقاس. فتكون في صخرة او في السماوات او في الارظ يأتي بها الله من خير او شر - 00:20:50
يأتي بها الله فيأتي بها وان كانت خيرا جزي بها الانسان وان كانت شرا نال ما يستحقه ان قضى الله تعالى عليه العقوبة ولم يعفو عنه ويصفح. قال الصحابي رضي الله تعالى عنه لم ندري ما نقول فيهم. يعني - 00:21:10
في شأن صلاتهم فانزل الله ما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان الله تعالى يحدث من شرعه ما يشاء. وليس لاحد ان يتعقب حكم الله في امر من الامور. وقد مهد الله - 00:21:30
جل في علاه للنسخ بالايات السابقة في قوله ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. فالله تعالى يثبت من الاحكام ما يشاء ويمحو من الاحكام ما يشاء وليس لاحد ان يعترض على ذلك بل له الحكمة البالغة فيما - 00:21:50
شرعه جل وعلا اثباتا والغاء فهو الحكيم الخبير سبحانه وبحمده كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وفيه من الفوائد ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد يعجبه شيء خلاف ما شرع - 00:22:10
فانه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه ان يتحول الى البيت والمشروع الاستقبال للقبلة لكن كان صلى الله عليه وسلم اعبد الناس لربه ترك هوى نفسه طلبا لرضا ربه ترك هوى نفسه وهو ما يشتهيه من استقبال البيت طلبا لرضا ربه وفيه كرامة النبي صلى الله عليه وسلم على عند الله - 00:22:30
عز وجل كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها ما ارى الا ان الله يسارع في هواك يعني ما ارى الا ان الله يسرع فيما تحب فاذا احببت شيئا شرعه وهذا لعظيم منزلته ولذلك قال قد نرى تقلب - 00:22:55
وجهك في السماء فلنولينك. شف جاء الخبر في التحويل بصيغة التأكيد بالقسم فان قوله فلنولينك اللام موطئا للقسم اي فوالله لنولينك اي لا نوجهنك الى الجهة التي احببتها وهذا تعظيم منزلته ورفعة مكانته عند رب العالمين. اللهم صل على محمد. وفيه من الفوائد ان - 00:23:15
الاخبار الدينية والاحكام الشرعية تثبت بخبر واحد. فاذا جاءك الخبر من واحد بحكم شرعي وعلمت انه صادق فيجب عليك قبوله. فهؤلاء الصحابة الذين كانوا يصلون قبل بيت المقدس. تحولوا الى - 00:23:45
جهة الكعبة في موظوع خطير وركن من اركان الاسلام بخبر ايش؟ بخبر واحد لكنه خبر اوجد عندهم اما يقين او غلبة ظن. فعملوا به. فالعمل الواحد في الاحكام وكذلك في العقائد مما دلت الادلة على صحته وانه لا يسوغ للانسان ان - 00:24:05
يرد حكما شرعيا حتى يشهد عليه اكثر من واحد. بل اذا جاء الخبر عن الله وعن الرسول وعلمت ان هذا مراد الله وان هذا مراد رسوله فلا يسوغ لك ان تتردد في القبول بل بادر. وفيه مبادرة الصحابة رضي الله تعالى عنهم لامتثال ما جاءت به الشريعة - 00:24:35
ما سألوا ولا ناقشوا ولا استفصلوا ولا مباشرة سمعوا فقالوا سمعنا واطعنا تحولوا على هيئتهم يعني كان ممكن خل نخلص الصلاة ونشوف الامر بعد ذلك. لكنهم رظي الله تعالى عنهم مباشرة. استداروا كما قال الصحابي فداروا كما هم - 00:24:55
وهم راكعون قبل البيت الى جهة البيت. وفيه حرص الصحابة على حفظ اعمالهم لا يضيع منها شيء وهذا ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن. فان المؤمن الحريص البصير تجده دقيق في - 00:25:15
محافظة على عمله يعمل العمل ويكمله ويحرص على اتقانه ثم يحافظ عليه من ما يمكن ان يضيعه او يفسده. فالصحابة رضي الله تعالى عنهم اهمهم شأن ما كان من الصلاة التي كانت قبل تحويل القبلة - 00:25:35
فدار سؤال ونقاش وبحث هل ستذهب سدى؟ فجاءهم الجواب من الله عز وجل وما كان الله ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. ولذلك يا اخواني كل عمل صالح تكتسبه فاحرص - 00:25:55
على حفظه لا تضحه لا تضيع ذلك العمل بافساده كما قال الله تعالى ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا. تتخذون ايمانكم دخلا بينكم فتزول قدما بعد ثبوتها الاية. فينبغي المؤمن ان يحافظ على - 00:26:15
عمله هذه مكاسب هذه تجارة فمن خبال ومن عظيم الخسار ان تعمل صالحا ثم الى الهدر ان تبني ثم تنقض فان ذلك لا يفعله راشد عاقل بل اذا عملت فاحرص على الامساك والاستمساك - 00:26:35
بما عملت وحافظ عليه لعل الله عز وجل ان يبارك فيه وان تلقاه يوم القيامة فتسر به. وفيه من الفوائد عظيمة ورحمة الله بعباده وان الله تعالى يحفظ للعباد اعمالهم وذلك بمقتضيات او من لوازم ومن اثار - 00:26:55
رحمته جل في علاه وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم. وفيه من الفوائد ان الله عز وجل يفصل ويبين لاهل الايمان ما يحتاجون الى بيانه فلما اشكل عليهم حال الصلاة السابقة التي كانت قبل التحويل جاء البيان - 00:27:15
على نحو واضح جليل. والواجب على اهل الايمان ان يحمدوا الله تعالى على ما فبه من الكمال فان حفظ اعمالهم وصيانتها هو من عظيم رحمته ورأفته بالناس. ان الله بالناس - 00:27:35
لرؤوف رحيم. وفيه من الفوائد الرد على من قال ان ان الرحيم يختص بالمؤمن دون سعر الناس. فان من العلماء من قال الفرق بين الرحمن والرحيم ان الرحمن عام الرحيم يختص اهل الايمان كما قال الله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما. هذه الاية فيها قال الله تعالى - 00:27:55
ان الله بالناس لرؤوف رحيم. ويمكن ان يقال ان الناس هنا عام اريد به الخصوص لان المقصود بالناس هنا هم من لهم اعمال صالحة وايمان يثابون عليه وهم المؤمنون وعلى هذا - 00:28:25
فلا يشكل تشكل هذه الاية على قوله وكان بالمؤمنين رحيما فيستقيم بهذا ان من الفروق بين الرحمن والرحيم ان الرحمن متعلق المتعلق هو عام بكل الخلق واما الرحيم فهو خاص باهل الايمان. هذه بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث - 00:28:45
عليه ونكمل ان شاء الله تعالى يوم غد - 00:29:05