شرح شذا العرف في فن الصرف

الدرس 14 شرح شذا العرف في فن الصرف، تقسيم الفعل إلى مؤكد وغير مؤكد- سليمان العيوني- مرئي

سليمان العيوني

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد حياكم الله وبياكم في الدرس الرابع عشر من دروس شرح شذى العرف لفن الصرف - 00:00:00ضَ

لاحمد الحملاوي عليه رحمة الله نحن في الخامس عشر من شعبان بسنة اثنتين واربعين واربعمائة والف من من هجرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وفي هذا الدرس سنتكلم ايضا على تقسيم من - 00:00:16ضَ

جديد للفعل وهو تقسيم الفعل الى مؤكد بالنون وغير مؤكد وهو داخل في الكلام على صرفه الافعال ونبدأ بقراءة ما قاله المؤلف رحمه الله تعالى في ذلك اذ قال التقسيم السابع للفعل من حيث كونه مؤكدا او غير مؤكد - 00:00:37ضَ

ينقسم الفعل الى مؤكد وغير مؤكد والمؤكد ما لحقته نون التوكيد ثقيلة كانت او خفيفة نحو ليسجنن وليكونن من الصاغرين وغير المؤكد ما لم تلحقه نحو يسجن ويكون وذكر رحمه الله تعالى ان هذا الفعل من حيث - 00:01:00ضَ

كون الفعل مؤكدا بالنون او غير مؤكد بالنون وبدأ بالمراد بالفعل المؤكد بالنون وذكر ان الفعل المؤكد بالنون هو الفعل الذي لحقته نون التوكيد دواء اكانت نون التوكيد ثقيلة وهي المشددة المفتوحة - 00:01:29ضَ

نحن اذهبن او كانت خفيفة اي ساكنة نحن اذهبن ومن الشواهد التي جمعت التوكيد بالنونين قوله تعالى ليستنن ولا يكونن من الصاغرين والفعل يسجن اكد بنون التوكيد الثقيلة يسجنن والفعل يكون اكد بنون التوكيد الخفيفة يكونن - 00:01:55ضَ

والتوكيد بالنون الثقيلة اقوى وابلغ من التوكيد بالخفيفة لان فيه زيادة في المبنى. ويستعمل اذا كان المراد التوكيد القوي وعليه نقول في الاية السابقة ان حرص امرأة العزيز على سجن يوسف عليه السلام - 00:02:23ضَ

كان اشد من حرصها على صغاره ولهذا اكدت سجنه بدون التوكيد الثقيلة واكدت كونه من الصاغرين بدون التوكيد الخفيفة ثم عرف المؤلف المراد بالفعل غير المؤكد بالنون وهو الفعل الذي لم تلحقه نون التوكيد - 00:02:45ضَ

نحن يسجن وسجن واسجن ويكون وكان وكن فهذه افعال ماضية ومضارعة وافعال امر لم تلحق قانون التوكيد فهي غير مؤكدة ولا يخفى علينا ان الفعل قد يؤكد ان يقوى معناه - 00:03:07ضَ

بغير نون التوكيد توكيده بقد نحن قد افلح المؤمنون فقد هنا للتحقيق والتأكيد وتقوية المعنى وقد تكون قد ايضا للتحقيق والتأكيد مع المضارع اذا كان معناه المضي كما في قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء يعني قد رأينا - 00:03:28ضَ

وكقوله لما تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله اي وقد علمتم وقد يؤكد الفعل ايضا باللام كما في قوله تعالى وان ربك ليحكم بينهم وكان يمكن ان يقول ان ربك يحكم لكنه اكده بلا من الابتداء التي تسمى هنا باللام المزحلقة - 00:03:56ضَ

وقد يؤكد بالقسم والقسم اقوى المؤكدات كما في قولنا والله لسوف اذهب ولكن هذا الباب انما يعقد للكلام على توكيد الفعل بنون التوكيد ونذكر هنا فائدة في كتابة نون التوكيد كيف تكتب - 00:04:18ضَ

اما نون التوكيد الثقيلة فانها تكتب نونا على كل حال وتنطق في الوصل نونا مشددة وعند الوقف تنطق نون ساكنة لان الوقف انما يكون بالسكون ويقال يا محمد اذهبن بسرعة - 00:04:37ضَ

وعند الوقف نقول يا محمد اذهبن ونقف بالنون الساكنة اما الغنة فامر لا يتعلق بالوقف والوصل واما نون التوكيد الخفيفة فانها تأخذ تنوين حكم تنوين النصب ولهذا تنطق عند الوصل نون ساكنة - 00:04:58ضَ

وعند الوقف تقلب الفا وهي من حيث النطق تنطق نونا ساكنة في الوصل والفا في الوقف واما في الكتابة فالمشهور كتابتها بالنون الساكنة مع لحظ امرين الاول انها كتبت في المصحف تنوينا على الف - 00:05:23ضَ

تنبيها الى حكمها ما حكمها كما ذكرنا كحكم تنوين النصب ينطق في الوصل نون ساكنة وفي الوقف الفا كما في قوله تعالى لنسفعا بالناصية وقوله ليسجنن وليكونن من الصاغرين وقوله لنسفع بالناصية اذا وقفنا على الفعل - 00:05:46ضَ

نقف بقلب نون التوكيد الساكنة الفا فنقول لنسفعا الامر الاخر الذي ننتبه اليه ان نون الساكنة اذا وقعت في اخر البيت الشعري فانها تكتب الفا لانها حينئذ تنطق الفا على كل حال. حتى ولو وصلنا هذا البيت للبيت التالي - 00:06:09ضَ

لان نهاية البيت الشعري حكمه حكم الوقف كقول الاعشاء واياك والميتات لا تقربنها ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا اي فاعبدن وكقول النابغة الجعدي رضي الله عنه فمن يكن لم يثأر باعراض قومه فاني ورب الراقصات لاثأر اي لاثأرن - 00:06:37ضَ

ومما ينبغي ان نعرفه منذ البداية ان التوكيد بالنون يدل على شيئين على التوكيد والاستقبال ولذلك لا تدخلوا دون التوكيد الا على ما زمانه الاستقبال لانه الذي يحتمل الوقوع وعدمه فيؤكد - 00:07:02ضَ

ثم تكلم المؤلف بعد ذلك على تفصيل توكيد الافعال بالنون مبتدئا بالكلام على توكيد الفعل الماضي وقال فالماضي لا يؤكد مطلقا واما قوله دامن سعدك لو رحمتي متيما لولاك لم يكن للصبا بذيانحا - 00:07:24ضَ

وضرورة شاذة سهلها ما في الفعل من معنى الطلب وعمل معاملة الامر فبين ان الفعل الماضي لا يؤكد مطلقا وبينا سبب ذلك من قبل وهو ان الفعل الماضي لا يكون في الاستقبال - 00:07:45ضَ

وانما يكون في الماضي الذي وقع وانقطع وانتهى. ولا يحتاج حينئذ الى توكيد ثم بين المؤلف انه قد جاء فيه بعض الشواهد توكيد الفعل الماضي بالنون فهذا ان كان في الشعر فهو ضرورة وان كان في النثر فهو شذوذ مخالف للقياس - 00:08:04ضَ

ومثال ذلك في الشعر قول الشاعر ذا من سعدك والاصل دام ثم اكد الفعل الماظي بنون التوكيد ومن ذلك حديث روي بهذا اللفظ فاما ادركن احد منكم الدجال والفعل ادرك فعل ماض اكد بالنون - 00:08:29ضَ

قالوا وقد سهل توكيد الماضي هنا ان زمانه الاستقبال ففي الفعل هو على معنى الامر اي ليدومن سعدك والامر يؤكد كما نعرف وفي الحديث بمعنى المضارع اي فاما يدركن ثم تكلم المؤلف على توكيد الاسم - 00:08:52ضَ

بالنون وقال كما شذ توكيد الاسم في قول رؤبة ابن العجاج اقائلن احضروا الشهود تبين المؤلف حكم توكيد الاسم بنون التوكيد وذكر انه شاذ اي مخالف للقياس وهذا لم يرد الا في بعض الشواهد الشعرية - 00:09:19ضَ

الشاذة كما في قول رؤبة ابن العجاج ارأيت ان جاءت به املودا مرجلا ويلبس البرود ولا ترى مالا له معدودا. اقائلن احضروا شهودا اي ارأيت ان جاءت هذه المرأة برجل - 00:09:44ضَ

ناعم مرجل الشعر ولكنه فقير يلبس البرود وليس له مال هل تقول احضروا الشهود وقائلن هو اسم الفاعل قائل ثم دخلت عليه نون التوكيد فقال اقائلن اي اقائلن انت وكذلك قول رؤبة اشاهرن بعدنا السيوف - 00:10:04ضَ

فشهرنا هو اسم فاعل شاهر اكد بنون التوكيد وهذا شاد كما علمنا وانما سهل ذلك في هذين البيتين ان المؤكد اسم فاعل بمعنى الفعل المضارع اي اتقول احضروا الشهود اتشهر بعدنا - 00:10:31ضَ

السيوف او اتشهر بعدنا السيوف ثم تكلم المؤلف على توكيد فعل الامر بالنون وقال والامر يجوز توكيده مطلقا نحو اكتبن واجتهدن وفعل الامر توكيده بالنون جائز مطلقا وقوله يجوز يعني انه ليس بواجب - 00:10:54ضَ

وليس في الامر مواضع لوجوب التوكيد بل توكيده على الجواز وقوله مطلقا يعني كل افعال الامر فان توكيدها جائز على حسب المعنى اذا اردت ان تقوي معناه اكدته والا فلا تؤكده - 00:11:22ضَ

وسبب ذلك فهمناه فيما سبق وهو ان فعل الامر زمانه دائما الاستقبال فصار توكيده جائزا ويشمل ذلك الامر من كل الافعال الثلاثية والرباعية والخماسية والسداسية والثلاثية ككتب يكتب اكتب واكتبن - 00:11:41ضَ

والرباعية دحرج يدحر يدحرج ودحرجن والخماسية نحو انطلق ينطلق انطلق وانطلقن والسداسية نحو استغفر يستغفر استغفر واستغفرن ومن ذلك قول عامر بن الاكوع رضي الله عنه فانزلا سكينة علينا وثبت الاقدام ان لاقينا - 00:12:01ضَ

فالفعل انزل اكده بنون التوكيد الخفيفة وفعل الامر ثبت لم يؤكده. فمرة اكد ومرة لم نؤكد لان التوكيد جائز بحسب المعنى بعد ان انتهى من الكلام على توكيد الفعل الماضي وفعل الامر انتقل الى الكلام على توكيد الفعل المضارع - 00:12:23ضَ

وقال واما المضارع فله ست حالات الاولى ان يكون توكيده واجبا والثانية ان يكون توحيده قريبا من الواجب ثالثا ان يكون كثيرا الرابعة ان يكون قليلا الخامسة ان يكون اقل السادسة ان يكون - 00:12:48ضَ

ممتنعا تبين ان في توكيد الفعل المضارع بالنون تفصيلا والاصل في المضارع كما نعرف من حيث الزمن ان يكون في الحال او في الاستقبال وان كان المضارع في الحال فانه لا يؤكد بنون التوكيد لما شرحنا من قبل - 00:13:08ضَ

واما ان كان زمانه في الاستقبال فقد يكون وقد يؤكد بالنون وقد لا يؤكد بالنون على التفصيل الاتي ذكر ابن هشام ان ان توكيده على على ست حالات وقد يكون توكيده واجبا بمعنى ان كل الشواهد التي جاءت في هذه الحالة مؤكدة بالنون مائة بالمائة - 00:13:30ضَ

وقد يكون توكيده قريبا من الواجب. يعني ان اغلب الشواهد التي جاءت بهذه الحالة مؤكدة بالنون كأن نقول ان ان اكثر من ثمانين بالمئة من شواهدهم مؤكدة بالنون والحالة الثالثة ان يكون كثيرا - 00:13:54ضَ

يعني ان اكثر الشواهد التي جاءت هي مؤكدة بالنون اي ان كثيرا بل ان بل ان كثيرا من الشواهد جاءت مؤكدة بالنون والرابعة ان يكون قليلا يعني ان الشواهد التي جاءت مؤكدة بالنوم في هذه الحالة قليلة - 00:14:14ضَ

والسادس ان يكون اقل بمعنى نادر ما في شواهد التي جاءت مؤكدة بالنوم في هذه الحالة نادرة يعني اقل من عشرة بالمئة والسادس ان يكون ممتنعا يعني ان الشواهد كلها جاءت بغير التوكيد - 00:14:34ضَ

ولو كان هناك جائزا على ولو كان هناك جائز على السواء في هذه الحالات لا كانت نسبته من اربعين الى ستين بالمئة هذي اشياء تقديرية وليست بالتعيين والتحديد ثم بدأ المؤلف بالكلام على هذه الحالات حالة حالة - 00:14:52ضَ

فبدأ بالمضارع الواجب التوكيد فقال فيجب تأكيده ان كان مثبتا مستقبلا في جواب قسم غير مفصول عن لامه بفاصل نحن وتالله لاكيدن اصنامكم وحينئذ يجب توكيده باللام والنون عند البصريين - 00:15:16ضَ

وخلوه من احدهما شاذ او ضرورة وبين ان توكيد المضارع في هذه الحالة واجب بهذه الشروط ان يكون مثبتا اي غير منفي مستقبلا يعني زمانه ليس في الحال بجواب قسم ان يكون مسبوقا بقسم - 00:15:36ضَ

غير مفصول علامه بفاصل جواب القسم يتصل بلام القسم فاذا كان جوابه فعلا مضارعا فانهم يؤكد بالنون اذا كان متصلا بهذه اللام مثلا المؤلف لذلك بقوله تعالى وتالله لاكيدن اصنامكم - 00:15:59ضَ

والفعل مضارع اكيد وقد اكل بدون التوكيد وجوبا بانه مضارع مثبت لم يسبق بنافي مستقبل اي في المستقبل اكيد ووقع في جواب قسم فهو مسبوق بقوله تالله بغير المفصول عن لام القسم بفاصل - 00:16:21ضَ

ومن ذلك قوله تعالى تالله لتسألن عما كنتم تفترون ومعنى ذلك انه لا يجوز ان تقول مثلا والله لاجتهد في دروسي والله لابكر الى العمل بل يجب ان تؤكد بالنوم فتقول والله لا اجتهدن ولابكرن - 00:16:42ضَ

قال المؤلف وتوكيده حينئذ بالنون واجب عند البصريين وخلوه من احدهما اي من النون او من لام القسم جاذ او ضرورة فالشاهد ان وقع في النثر والضرورة ان وقع في الشعر - 00:17:04ضَ

وقوله عند البصريين اي ان الكوفيين لم يوجبوا ذلك بل رأوه الاكثر والاحسن واجازوا عدم التوكيد وان كان قليلا وننبه هنا الى ان المقسم به قد يحذف وتبقى لام القسم - 00:17:21ضَ

دالة عليه كقوله لينبذن في الحطمة اي والله لينبذن وقوله لتجدن ولتجدنهم احرص الناس على حياة اي والله لتجدنهم وكقولنا لاجتهدن في دروسي اي والله لاجتهدن ولازورنك هذه الليلة وهكذا - 00:17:43ضَ

ثم تكلم المؤلف عن المضارع القريبي من الواجب التوكيد وقال ويكون قريبا من الواجب اذا كان شرطا ليه؟ لان المؤكدة للماء الزائدة نحو واما تخافن من قوم خيانة فاما نذهبن بك - 00:18:05ضَ

فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما ومن ترك توكيده قوله يا صاحي اما تجدني غير ذي جدة وما التخلي عن الخلان من شيم وهو قليل في النثر وقيل يختص بالضرورة - 00:18:25ضَ

وبين ان المضارع يكون توكيده قريبا من الواجب اذا وقع شرطا لان المؤكدة بماء الزائدة يعني اما الشرطية وانما ذكر ان المؤكدة بماء الزائدة لان بقية ادوات الشرط لها حكم اخر سيأتي - 00:18:43ضَ

نحو اما تجتهدن تنجح قوله تعالى واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء والفعل تخاف وقع فعل شرط لاما فكان توكيده قريبا من الواجب ولو لم يؤكد بالنون لقيل واما تخف - 00:19:07ضَ

بجزمه وحذف الالف لارتقاء الساكنين. ولكن توكيده قريب من الواجب وهو عند العلماء وهو عند بعض العلماء واجب التوكيد بان الشواهد التي جاءت بلا توكيد قليلة لا يقاس عليها وكقوله تعالى فاما نذهبن بك فان منهم منتقمون - 00:19:26ضَ

وكقوله تعالى فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما وقوله تعالى واما واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله وقد جاء ترك التنوين في شواهد قليلة كقول الشاعر يا صاحي اما تجدني غير ذي جدة - 00:19:48ضَ

والفعل تجد جاء بعد اما ولم يؤكد بالنون ولو اكده الشاعر بالنون لقال اما تجدني وكقول الشنفرة في لاميته فاما تريني كابنة الرمل ضاحيا على دقة احفى ولا اتنعل وقال تريني فالنور للوقاية - 00:20:12ضَ

الاتصال الفعلي بياء المتكلم ولم يؤكد الفعل بنون التوكيد وهو قليل في النثر يعني انه جائز في النثر ولكنه قليل وقيل يختص بالضرورة وعلى هذا القول انه يختص بالضرورة اي انه ضرورة شعرية ولا يجوز في الناس لا قليلا ولا كثيرا - 00:20:33ضَ

ثم انتقل المؤلف الى الحالة التالية وهي توكيد المضارع الكثير التوكيد وقال ويكون كثيرا اذا وقع بعد اداة طلب امر او نهي او دعاء او عرض او تمن او استفهام - 00:20:56ضَ

نحو ليقومن زيد قوله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وقولي خرنق بنت هفان لا يبعد القوم الذين هم سم العداة وافات الجزر وقول الشاعر هلا تمنن بوعد غير مخلفة كما عهدتك في ايام ذي سلم - 00:21:17ضَ

وقوله فليتك يوم الملتقى ترينني به تعلمي اني امرؤ بك هائم وقوله افبعد كندة تمدحن قبيلا فذكر ان المضارع يكون توكيده كثيرا اي ان توكيده كثير وعدم توكيده كثير ايضا - 00:21:39ضَ

وذلك اذا وقع المضارع بعد اداة طلب وادوات الطلب على الراجح ثمانية اشياء وهي الامر والنهي والدعاء والعرض والتحظيظ والتمني والرجاء والاستفهام فهذه الادوات اذا دخلت على الفعل لا تخبروا - 00:22:01ضَ

ان الفعل وقع او سيقع وانما تطلب وقوع الفعل ووقوع المضارع بعد الامر كقولنا ليقومن زيد تأمر بذلك فيجوز توكيده ويجوز عدم توكيده فنقول ليقم زيد و وقوع المضارع بعد لاء الناهية كقوله تعالى - 00:22:21ضَ

ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون فتحسب وقع بعد لاء الناهية واكل بدون التوكيد الثقيلة ولو لم يؤكد لقيل في الكلام ولا تحسب الله غافلا وقول خرنق لا يبعد القوم الذين هم سم العداة وافة الجزر - 00:22:50ضَ

قولها يبعد هذا فعل مضارع اكد بنون التوكيد الخفيفة بعد لا الناهية المراد بها الدعاء وهو بمعنى يهلك وماضيه بعيدا يبعد وهي ليست من البعد وانما من الهلاك وقولها سم العداة وفي رواية سم العداة - 00:23:13ضَ

ووقوع المضارع بعد اداة العرض والتحظيظ قولنا هلا تجتهدن او الا تبكرن وقول الشاعر هلا تمنن بوعد غير مخلفة كما عهدتك في ايام ذي سلم فالفعل ثمن اصله تمني ثم ثم اكد بنون التوكيد الخفيفة - 00:23:37ضَ

ونون التوكيد الخفيفة ساكنة والفعل تمني مختوم به ساكنة فحذفت الياء من اخر الفعل لالتقاء الساكنين فقال الشاعر تمنن توكيد المضارع بعد اداة التمني واداة التمني هي ليت ان نقول ليتني ازورنك في بلدك - 00:24:02ضَ

اوليتك تزورني في بلدي مثل قول الشاعر فليت في يوما ملتقى ترينني لكي تعلمي اني امرؤ بك هائم. فاكد الفعل بدون التوكيد الثقيلة وتوكيد المضارع بعد الاستفهام ان نقول هل تسافرن اليوم - 00:24:27ضَ

وكقوله تعالى هل يذهبن كيدهما يغيظ وفي قول الشاعر قالت فطيمة حل شعرك مدحه افبعد كندة تمدحن قبيلا فالفعل تمدح وكذا بنون التوكيد الثقيلة لوقوعه بعد همزة الاستفهام ولو لم يؤكد الاجاز - 00:24:49ضَ

وقوله حلي هذا مخافه من حله اي اخلي شعرك من المدح وكقول الاعشاء وهل يمنعني ارتياد البلاد من حذر الموت ان يأتين فالفعل المضارع بعد ادوات الطلب يجوز توكيده وعدم توكيده على حسب المعنى - 00:25:12ضَ

ثم ننتقل الى المضارع القليل التوكيد وفيه يقول المؤلف ويكون قليلا اذا كان بعد لا النافية او او ما الزائدة التي لم تسبق بان الشرطية كقوله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة - 00:25:33ضَ

وانما اكد مع النافي لانه يشبه اداة النفي صورة وقوله اذا مات منهم سيد سرق ابنه ومن عظة ما ينبتن شكيرها وفي قول حاتم قليلا به ما يمدحنك وارث اذا نال مما كنت تجمع مغنما - 00:25:55ضَ

وما زائدة في الجميع وشمل الواقعة بعد ربا بقول جريمة الابرش ربما اوفيت في علم ترفع عن ثوبي شمالات وبعضهم منعها بعدها لمضي الفعل بعد رب معنى واخصه بعضهم بالضرورة - 00:26:16ضَ

وذكر ان توكيل الفعل يكون قليلا يعني انه لم يرد الا في شواهد قليلة بموضعين الاول اذا وقع المضارع بعد لاء النافية والثاني اذا وقع المضارع بعدما الزائدة التي لم تسبق بين الشرطية - 00:26:38ضَ

وانما قيد ماء الزائدة بانها التي لم تسبق بان الشرقية بان ماء الزائدة بعد ان الشرطية التي يقال فيها انما توكيد الفعل بعدها قريب من الواجب كما سبق في الحالة الثانية - 00:26:58ضَ

وذكر مثالا لتوكيد المضارع بعد لا النافية وهو قوله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة فالفعل تصيب بالاية وقع بعد لا والظاهر الى انها نافية والمعنى اتقوا فتنة ثم وصف هذه الفتنة بانها لا تصيب الظالمين خاصة - 00:27:17ضَ

ومع ذلك اكد الفعل بعد لا النافية قال المؤلف والذي سهل ذلك ان لا النافية تشبه الناهية في الصورة ومثل المؤلف لتوكيل المضارع بعد ماء الزائدة بقول الشاعر اذا مات منهم سيد سرق ابنه ومن عظة ما ينبتن شفيرها - 00:27:44ضَ

يقول اذا مات منهم سيد اخذ ابنه مكانه بكل قوة واقتدار ومثلوا بذلك بمثال فقال ومن عظة ما ينبتن شكيرها والعظة من نباتات الصحراء وشكير العظة هي روعه التي تنبت من اصلها - 00:28:10ضَ

ويقول ان العظة انما تنبت فروعا تشبهها لان هذه الفروع انما تنبت من العظة هذا مثال على ان الابناء من هؤلاء يأخذون اماكن ابائهم بكل قوة واقتدار لانهم مثلهم وقوله ومن عظة ما ينبتن شكيرها يقول من العظة - 00:28:34ضَ

ينبت الشكير من العظات ينبت شكيرها اي ينبت الشكير من العظة. فما زائدة واكد الفعل بعدها قليلا وكقول حاتم الطائي الكريم المشهور قليلا به ما يمدحنك وارث اذا نال مما كنت تجمع مغنما - 00:29:00ضَ

يقول يمدحك وارث مدحا قليلا بهذا المال اذا ناله وحازه فما زائدة لان المعنى يمدحك وارث مدحا قليلا به فاكد الفعل بعدما الزائدة وهذا توكيد قليل ومن ذلك قول العرب في امثلتها - 00:29:24ضَ

بعين ما ارينك بعين ما ارينك يريدون ان يقولوا انك تهد عيني ومراقبتي وما في كل هذه الامثلة زائدة و شمل قولنا مع الزائدة ماء الزائدة الواقعة بعد ربع كقول جريمة الابرش ربما اوفيت في علم اي جبل - 00:29:46ضَ

ترفع عن ثوبي شمالات فاكد الفعل ترفع بدون التوكيد الخفيفة قال وبعضهم منعها بعدها اي بعد رباع لان الفعل بعد ربه انما يكون في الماضي واخصه بعضهم بالضرورة يعني انه لا يجوز في النهر وانما هو من باب الضرورة الشعرية - 00:30:11ضَ

ثم تكلم المؤلف بعد ذلك على المضارع الاقل توكيدا فقال ويكون قليلا ويخون اقل ويكون اقل اذا لم ويكون اقل اذا كان بعد لم وبعد اداة جزاء غير اما شرطا كان المؤكد - 00:30:34ضَ

او جزاء بقوله في وصف جبل يحسبه الجاهل ما لم يعلم شيخا على كرسيه معمما ان يعلمن. وكقوله من تثقفا منهم فليس ابن ابدا وقتل بني قتيبة شافي. وفي قوله ومهما تشاء منه فزارة تمنعها اي تمنع عنه - 00:31:04ضَ

ما تكلم على ان توكيد الفعل المضارع قد يكون قد يكون اقل من القليل اي نادرا في موضعين بعد لم وبعد ادوات الشرط غيري اما فمثل لتوكيد المضارع بعد لم كقول الشاعر في وصف جبل - 00:31:28ضَ

عظيم عال قد احاط السحاب برأسه وقال يحسبه الجاهل ما لم يعلم شيخا على كرسيه معمما وقوله يعلما اصله يعلمن فلما وقف قلب نون التوكيد الخفيف الفا ولولا ذلك لجزم الفعل يعلم بلم فقال لم يعلم - 00:31:49ضَ

فاذا اراد ان يطلقه في القافية اطلقه باشباع الكسرة ياء فيقول ما لم يعلم ومثل لتوكيد المضارع بعد ادوات الشرط لقول الشاعرة من تثقف منهم فليس بآب اي راجع ابدا. وقتل بني قتيبة شافي - 00:32:19ضَ

فمن اداة شرط وتثقفان وقع في فعل الشرط واكد وهذا توكيد نادر وكقول الشاعر في مدح مزارة ومهما تشأ منه فزارت تعطيكم ومهما تشأ منه فزارة تمنعها فمهما جاء الفعل تشع - 00:32:42ضَ

بفعلها وتعطكم في جوابها ولم يؤكد بالنوع عن القياس ومهما الثانية وقع الفعل تشع في فعلها ولم يؤكد على القياس ولكن جوابها تمنع مؤكد بنون التوكيد الخفيفة. واصله تمنعن فلما وقف الشاعر قال باع نون التوكيد الخفيفة الفا فقالت امنعها - 00:33:01ضَ

ومن ذلك قول النجاشي الحارثي نبتم نبات الخير الخيزراني في الثرى حديثا متى ما يأتيك الخير ينفعا من مات الاعداد في الشرط ويأتيكم فعل الشرطي وهو غير مؤكد وينفعها اصله ينفعا - 00:33:26ضَ

فلما وقف قلب نون التوكيد الفاء ثم انتقل المؤلف بعد ذلك الى الكلام على امتناع توكيد الفعل المضارع وهي الحالة الاخيرة وقال ويكون توكيده ويكون ممتنعا اذا انتفت شروط الواجب ولم يكن مما سبق - 00:33:45ضَ

بان كان في جواب قسم منفي ولو كان النا في مقدرا نحو تالله لا يذهب العرف بين الله والناس ونحو قوله تعالى تالله تفتأ وتذكر يوسف اي لا تفتأ او كان حالا كقراءة ابن كثير - 00:34:10ضَ

لاقسم بيوم القيامة وقول الشاعر يمينا لابغض كل امرئ يزخرف قولا ولا يفعل او كان مفصولا من اللام نحو ولئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون ونحو ولسوف يعطيك ربك فترضى - 00:34:28ضَ

وبين ان توكيد الفعل المضارع بالنون يكون ممتنعا اذا لم يكن من الحالات السابقة او كان من الحالات السابقة مع فقد شرط من شروطها كونه ليس من الحالات السابقة كأن نقول يذهب محمد فلا يدخل في شيء من الحالات السابقة - 00:34:47ضَ

او محمد يذهب او ان محمدا يذهب او جاء محمد يضحك وكقوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر واما التي انتفت فيها الشروط كلها او بعضها فمثل المؤلف لها - 00:35:16ضَ

كأن يكون المضارع في جواب قسم منفي ونحن اشترطنا في جواب قسم الا يكون منفيا ومثال ذلك ان قلت الله لا يذهب العرف بين الله والناس فيذهب مضارع وقع في جواب القسم - 00:35:36ضَ

ولكنه منفي فلهذا لا يؤكد وهذا المثال مأخوذ من بيت شعري قطره الثاني لا يذهب العرف بين الله والناس ولكنه ادخل القسم لاتمام المثال وكقول ابي طالب في مدح نبينا عليه الصلاة والسلام واخباره انه لن يترك مناصرته - 00:35:54ضَ

والله لن يصلوا اليك بجمعهم حتى افسد في التراب دفينا فيصل مضارع وقع في جواب القسم ولكنه منفي بلن فلم يؤكد قال المؤلف ولو كان النا في مقدرا كقوله تعالى تالله تفتأ وتذكر يوسف اي لا تفتأوا - 00:36:17ضَ

بان الفعل تفتى من اخوات زادة في باب كان واخواتها ومن شرطها ان تسبق بنفي او شبهه ولو كان النفي مقدرا كما في الاية ولهذا لم يؤكد الفعل بالنون قال المؤلف او كان حالا اي - 00:36:38ضَ

او كان زمان المضارع حالا لا استقبالا بقوله تعالى في قراءة ابن كثير وهو من القراء السبعة لاقسم بيوم القيامة اي والله لاقسم فالقسم هنا زمانه الحال اي زمن زمن هذا الحديث بالاية - 00:36:58ضَ

وكذلك قول الشاعر يمينا لابغض كل امرئ يزخرف قولا ولا يفعل فالفعل ابغض ايضا واقع في جواب قسم ولكن زمانه الحال اي زمن التكلم قال المؤلف وكان مفصولا من اللام اي من لام القسم - 00:37:22ضَ

بقوله ولان متم او قتلتم لإلى الله تحشرون. فالمضارع تحشرون وقع في جواب القسم ولكنه فصل عن اللام بشبه الجملة الى الله وكقوله ولسوف يعطيك ربك فترضى ويعطيك وقعة في جواب القسم ولكنه فصل عن اللام بحرف التسويف - 00:37:42ضَ

سوف ما هذا ما تيسر شرحه في تقسيم الفعل الى مؤكد بالنون وغير مؤكد بالنون وهذا هو بتغموا هذا الدرس. استودعكم الله على امل اللقاء بكم في الدرس القادم باذن الله تعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:38:02ضَ