الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان الله عز وجل بالامة رؤوف رحيم. وقد مهد الله جل وعلا - 00:00:20
لشرعه بما يجعل القلوب تقبل على ما يقضيه ويحكم سبحانه وبحمده. لهذا قبل ان يحول الله تعالى القبلة من جهة الشام بيت المقدس الى الكعبة المشرفة. ذكر الله تعالى حكم النسل - 00:00:50
وانه مما يجريه الله تعالى في شرعه. فقال تعالى ما ننسخ من لكن بخير منها او مثلها. فاخبر الله تعالى عما اقتضته حكمته من ان الشرائع قد تبدل بما هو احسن وافضل او - 00:01:20
ما هو مثل ما كان مشروعا على وجه يحقق المصلحة في الزمان اللاحق غير الزمان السابق ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من تحويل القبلة التي اخبر الله تعالى عن تحويلها في محكم كتابه بعد ذكر النسخ الذي اخبر به - 00:01:50
في سورة البقرة وبدأ الله تعالى الخبر عن تحويل القبلة بالرد على المعارضين. من اليهود والمشركين والمنافقين. فوصفهم جل وعلا انهم سفهاء فقال سبحانه وبحمده سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. ثم قال - 00:02:20
تعالى قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فاثبت جل في علاه وصف سفه لقوم عارضوا شرع الله عز وجل بعقولهم. وبتشغيباتهم وبما اوردوه على شرعه الحكيم من ايرادات باطلة. ليس الغرض منها تقرير حق ولا - 00:02:50
طلب هدى انما الغرض منها التشكيك والتشبيه. ورد ما كان عليهم اهل الاسلام من الاستسلام لدين الله عز وجل والانقياد لشرعه. ثم ان الله عز وجل اخبر عن خيرية هذه الامة وانها امة تسمو على كل الامم. ليس ذلك - 00:03:20
الا محض فضل الله عز وجل وما كمل به هذه الرسالة التي جاءت على اكمل ما يكون من الشرائع والاديان. يقول الله جل وعلا في محكم كتابه اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم - 00:03:50
نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فدين الاسلام اكمل الاديان واتمها. ولذلك كان جديرا بوصف رب العالمين وكذلك جعلناكم امة وسطا. اي عدلا خيارا لتكونوا شهداء على الناس ويكون عليكم شهيدا وشهادة الامة على سائر الامم في الدنيا والاخرة. اما في الدنيا فقد بين الله - 00:04:10
وفي كتابه اقسام الناس في الهدى وانهم ثلاثة اصناف. المنعم عليهم والضالون والمغضوب عليهم. ومن الله على هذه الامة بان جعلها من المنعم الموفقين للعلم النافع والعمل الصالح. وبين الطرق المنحرفة فكانت هذه الامة - 00:04:40
شاهدة على كل الامم في الدنيا. وتظهر شهادتها على سائر الامم يوم القيامة كما جاء في الصحيح ان الله عز وجل يسأل الامم عن انبيائهم. ابتداء فيسأل قوم نوح عن نوح هل بلغهم؟ ما ما ارسله به؟ فيقولون ما جاءنا من نذير - 00:05:10
يكذبون نوحا عليه السلام ويزعمون انه لم يأتهم برسالة وهداية. ثم بعد ذلك يقول الله عز وجل لنوح ما تقول فيقول ربي قد بلغت. فيقول من يشهد لك؟ فيقول وامته محمد وامته. يعني النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه امن به ونحن منهم نسأل الله - 00:05:40
ان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين وان يحشرنا في زمرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. فيشهد فتشهد الامة على الامم السابقة كما قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا - 00:06:10
ثم عاد الى الحديث عن موضوع القبلة التي هي سبب كل هذا السياق في ايات الله عز وجل التي ذكرها في شأن القبلة. فقال جل وعلا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن - 00:06:30
ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله. اي كان تحويلها وتغيرها الا على اولئك الذين صدقوا في ايمانهم. واتبعوا الرسول وانقادوا لما جاء به ثم قال الله تعالى مبشر الامة وما كان الله وضع ايمانكم اي ما كان الله تعالى يوضع ما سبق من صالح اعمالكم من - 00:06:50
الى بيت المقدس ان الله بالناس لرؤوف رحيم. ثم قال جل وعلا في الخبر عن التحويل وقد نرى تقلب وجهك في السماء. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ان يتوجه الى مكة. فكان يقلب وجهه - 00:07:20
صلى الله عليه وسلم في العلو طلبا للفرج من الله عز وجل والرحمة ان يوجهه الى مكة عوضا عن بيت المقدس فقال ربنا جل وعلا قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها - 00:07:40
ثم جاء التحويل بقوله فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. بعد ان اخبر الله تعالى بنسخ التوجه الى بيت بتحويل القبلة الى الكعبة. وهذه اول اية يخبر الله تعالى فيها بالنساء. ولان الامر عظيم - 00:08:00
وتحويل القبلة هو اول حكم نسخ في الاسلام. كما قال ذلك جمع من اهل العلم كرره الله تعالى في ثلاثة في ثلاثة مواضع لان الامر عظيم والشأن كبير فيحتاج الى تقرير الحكم كما ان المعارضة - 00:08:30
كانت من اليهود والمشركين واهل النفاق كانت معارضة كبيرة وكانت تشكيكا عظيما حتى ان بعض من كان قد امن بالنبي صلى الله عليه وسلم رجع عن ايمانه كما قال وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه يرجع عن الاسلام. فلذلك كرر الله تعالى - 00:08:50
الخبر بالنسخ في سياق الايات ثلاثة ثلاثة مرات. ثلاث مرات وجه فيها خطابة للنبي صلى الله عليه وسلم والامة في تشريع التحويل الى جهة الكعبة قال جل وعلا فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شر الغسل الحرام. ثم قال وحيثما كنت - 00:09:20
فولي وجهك يعني ايه يا محمد؟ ونحن نؤمن به ونتبعه. ثم جاء الخطاب للامة قل لي فولي وجهك شرع مسجد الحرم وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. ثم عاد الخطاب للرد على المبطلين المعارضين - 00:09:50
لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من التحويل قال وان الذين اوتوا الكتاب من هم؟ اليهود الذين شق عليهم ان يتحول النبي صلى الله عليه وسلم من قبلتهم التي كانوا عليها الى بيت الى الى الكعبة. قال الله تعالى وان الذي - 00:10:10
اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم انه الحق الظمير يعود الى النبي صلى الله عليه وسلم وقيل الظمير يعود الى التحويل الذي انكروه وعابوه على النبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام. قال الله - 00:10:30
تعالى وما الله بغافل عما يعملون. وهذا تهديد الهي لاولئك المتلاعبين بشرع رب العالمين. الذين يعلمون الحق ويعرضون عنه. الذين تبين لهم الهدى ولم ينقادوا له فيقول جل وعلا وما الله بغافل عما يعملون. بل يحصيه عليهم. ويعلم به جل وعلا ولا يخفى عليه - 00:10:50
ثم ان ذلك كله سيجزون به في الدنيا ظيقا وكدرا وضنكا وفي الاخرة عذابا اليما مقيما. لانهم مكذبون رادون لشرع الله معارضون بديلة يقول الله جل وعلا في خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب - 00:11:20
بكل اية يعني لو قدرنا انك جئت اهل الكتاب اليهود بكل اية تدل على صدقك وعلى صدق ما اخبرت به من تحويل القبلة ما تبيع قبلتك. لان هؤلاء مردت قلوبهم على النفاق. فليس - 00:11:50
غرضهم ولا قصدهم ولا سعيهم في طلب الحق والهدى بل كانوا في معارضة في دين الله عز وجل والتشغيب على اهل الاسلام والتشكيك فيما جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك قال الله - 00:12:10
جل وعلا ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبع قبلته. وما انت بتابع قبلتهم اي بعد التحويل الذي الله تعالى به فلا يكون من الرسول صلى الله عليه وسلم في حال من الاحوال قبول لما يريدونه عليه من تشكيك او تشبيه او حجج - 00:12:30
او ما الى ذلك مما يطمعون من خلاله ان يرجع النبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام الى استقبال قبلتهم فقد قطع الله امالهم بقوله وما انت بتابع قبلتهم. فمهما صنعوا ومهما عملوا ومهما بذلوا - 00:12:50
فلن يتحقق لهم مرادهم ولن يتحقق لهم مطلوبهم وهو ان تتبع قبلتهم. والامر اعظم من هذا فهم قوم مختلفون في قبلتهم مختلفون في دينهم ليسوا على سواء ولا على قلب واحد بل كما - 00:13:10
قال الله جل وعلا تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. فهم اهل شقاق وفرقة ونزاع. ولذلك قال وما بعضهم بتابع القبلة بعض ثم عاد الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم واهل الايمان ولئن اتبعت اهواءهم اي ولئن سرت - 00:13:30
ووافقت ما يحبون وما يشتهون من تحويل القبلة من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لن انك اذا لمن الظالمين. هذا الخطاب لمن يا اخوان؟ لمن؟ للنبي صلى الله عليه وسلم. والنبي - 00:13:50
صلى الله عليه وسلم حاشاه ان يتبعهم او ان يعصي ربه. فانه قائم بامر الله ملتزم بشرعه عامل بما امره الله تعالى به. لكن الله عز وجل بين ما يترتب على الواقع وان كانت - 00:14:10
لا تقع في حقه صلى الله عليه وسلم لبيان مراتب العمل. لانه لقائل ان يقول كيف يقول الله عز وجل او لماذا يقول الله عز وجل ولئن تبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين وهذا لا يمكن ان يقع من النبي صلى الله عليه وسلم ما فائدة هذا - 00:14:30
فائدة هذا هو بيان مرتبة العمل. وانه عظيم كبير لو صدر من سيد المرسلين لكان من الظالمين. ومثله قوله تعالى ولقد اوحينا اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت لا يحبطن عملك - 00:14:50
مع انه صلى الله عليه وسلم معصوم ان يقع منه شرك. فهو جاء داعية الى التوحيد. فلا يمكن ان يقع منه شرك صلى الله عليه وسلم لكن فائدة هذا الخطاب وهذا النوع من الاخبار هو بيان عظيم - 00:15:10
الجرم الواقع بالعمل وايضا بيان مرتبة الاعمال. وانه متى ما وجد العمل من اي عامل فانه يستحق هذه العقوبة فالله عز وجل ليس بينه وبين عباده نسب فلو وقع هذا من سيد ولد ادم لكان هذا - 00:15:30
ما ذكره الله تعالى من عاقبة ذلك الفعل. وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يقع منه شيء من ذلك. قال الله تعالى ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين. ثم عاد الى بيان سلف - 00:15:50
وعظيم تكذيبهم لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مع كمال علمه. الله عز وجل يقول وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون لانه الحق من ربه ثم اكد هذا العلم ببيان مرتبته هل هو علم يقبل الشك؟ علم متردد علم - 00:16:10
يدخله ريب علم فيه ظن؟ الجواب في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه اي يعرفون محمدا وصدقه وصدق ما جاء به من دين وشرعة كما يعرفون ابناءهم. اذا هذا الغاية في العلم - 00:16:30
هل يمكن ان ينسى او يضل او يخطئ في اي شيء من امور دنياه لكنه لا يمكن ان يخطئ في ولده. ولذلك قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفون اي يعرفون صدق محمد وانه رسول الله وان ما جاء به من الدين والحق هو - 00:16:50
الدين القويم والصراط المستقيم والطريق الموصل الى جنة رب العالمين لكنهم معرفة تامة كاملة كما يعرفون ابناءهم لكنهم عمت قلوبهم وانطمست بصائرهم فلم يقبلوا ما جاء به من الحق والهدى. يقول الله تعالى - 00:17:10
يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتبون الحق وهم يعلمون. الحق من ربك اي يا محمد جاءك الحق من ربك فاحذر مهما شغب المشغبون ومهما تكلم المتكلمون ومهما طاعن الطاعنون في طريقك - 00:17:30
وما او ما اوحاه الله اليك احذر ان تميل اليهم او ان تأخذ بطريقهم فالحق من ربك فلا تكونن من الممترين الشاكين المترددين المرتابين في صحة ما جاء عن رب العالمين - 00:17:50
بعد ذلك عاد لبيان اختلاف الناس وان هذا الاختلاف واقع من بني ادم في شرائعهم وفي اعمالهم. قال ولكل وجهة هو موليها. اي لكل امة من الامم. جهة تتوجه اليها - 00:18:10
لعبادة الله وفي طاعته وفي طريق العمل الذي تعمل به هذا التنوع موجود في الامم كما قال النبي صلى الله عليه وعلى وسلم الانبياء اخوة لعلاك. دينهم واحد وامهاتهم شتى. والمقصود بالامهات الشرائع - 00:18:30
فالشرائع مختلفة كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا لكن الاتفاق والاجتماع على اصل الدين وهو التوحيد لرب العالمين. فما من رسول ارسله الله عز وجل الا دعا قومه الى عبادة الله وحده. قال تعالى - 00:18:50
ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. الرسل جميعا جاؤوا بالدعوة الى هذه العبادة وهي عبادة الله وحده وان اختلفت الطرائق والشرائع والسبل الموصلة الى هذا. يقول - 00:19:10
الله جل وعلا ولكل وجهة هو موليها. فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا في اي مكان تكونون. وفي اي وضع تصيرون وفي اي جهة توجد يأتي بكم سبحانه وبحمده اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا. فهو جل وعلا القادر على الجمع مهما تفرق الخلق. ان الله على كل شيء - 00:19:30
شيء قدير فمن قدرته وتمام الايمان واليقين بقدرته انه يجمع هذا الشتات وهذا التفرق مهما كان. ثم عاد الى تقرير وجوب استقبال الكعبة. ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام - 00:20:00
فانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون. هذا ثاني موضع يذكر الله جل وعلا لرسوله استقبال البيت وذلك تأكيدا لما تقدم من نسخ القبلة وتحويلها من جهة بيت المقدس الى جهة الكعبة. ثم يقول جل وعلا مطمئنا رسوله وانه للحق من ربك. اي - 00:20:20
هذا الذي امرت به وهذا الذي شرع لك هو الحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون. وهذا فيه التحذير من المخالفة لان الله مطلع على العمل عالم بما يكون من الخلق وهذا يقتضي ان يكون الانسان على - 00:20:50
غاية الحذر من ان يقع منه مخالفة او تردد في ظاهر او باطن في امر الله تعالى وامتثال ما جاء به سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه ثم عاد ثالثة وهذا ثالث موضع يؤكد فيه الله عز وجل نسخ استقبال بيت المقدس وتحويل القبلة الى - 00:21:10
الكعبة يقول تعالى ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. لئلا افعلوا هذا والتزموا لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني. اي من استمسك - 00:21:30
بالهدى وجاء من يشغب عليه ومن يرد طريقه ومن يعيب سبيله فلا يلتفت اليه لانه الحق من الله عز وجل وينبغي الا يؤبه للمشاغبين لان المشاغبين الذين يعيبون الحق واهلا - 00:21:50
ويذمون السنة وطريق سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه كثر. وليس معهم حجة ستكون لهم الحجة على اهل الحق عندما يتركون الحق. وعندما يتخلون عن العمل به ولذلك قال الله تعالى لرسوله - 00:22:10
في هذه الايات قال سبحانه وتعالى لان لا يستمسكوا القبلة التي حولتم اليها لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا. اي كل من ناقشكم بعد تبين الحق لكم واستمساككم به فهو ظالم. الا الذين ظلموا فلا تخشوهم - 00:22:30
واخشوني وليتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون. وبهذا يتبين ان تحويل القبلة حدث في تاريخ الامة عظيم. وكان له وقع كبير. وهو بيان لكمال هذه شريعة وعدم الالتفات لكل المغرظين المعارظين الذين همهم ابطال ابطال تشريع رب العالمين - 00:22:50
والطعن في ما جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. هذا نموذج ذكره الله تعالى في كتابه وبين وجوب لزوم الحق والاستمساك به. مهما عظمت الدعاية التي تصد عن الحق. ومما زين المبطلون - 00:23:20
المعارض لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على المؤمن ان يثبت نفسه على الصراط المستقيم وان يستمسك بسنة خير المرسلين فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:23:40
وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. بقي علينا فيما يتعلق بهذه الايات. شيئا مما يتصل في الاحاديث الواردة ذكرت في اثناء الحديث قبل قليل ان الله عز وجل كرر الامر بالتوجه الى - 00:24:00
الكعبة كم مرة يا اخوان؟ ثلاث مرات ثلاث مرات. ما السبب في التكرار؟ ما السبب في التكرار؟ ذكرته قبل قليل. قلت تأكيد النسخ تأكيد النسخ. قال بعض اهل العلم بل السبب في التكرار ان الاول بيان لقبلة - 00:24:20
من كان يعاين الكعبة وانه يجب عليه ان يستقبل عينه الان الكعبة امامنا. فالواجب علينا ان نستقبل عين الكعبة لا الجهة فقط هذا هذه الاية الاولى والاية الثانية بيان قبلة من غاب عن الكعبة - 00:24:40
ممن كان في الحرم. فالواجب عليه التوجه الى المسجد الحرام. والثالثة هي بيان من غاب عن الكعبة في سفر او في سعر الامصار. هكذا قال بعض اهل العلم والذي يظهر والله تعالى اعلم - 00:25:00
ان الحكمة الكبرى من ذلك هي التأكيد على وجوب استقبال الكعبة وان الحكم المتقدم قد مسخ وبيان حكم واحكام واثار لهذا التحويل. اما ما يتعلق باستقبال الكعبة فمن عاين الكعبة من كان من كانت الكعبة بين يديه فالواجب عليه استقبال عينها. لا شئت لا استقبال جهتها وانا انبه لهذا - 00:25:20
لان كثير من الناس يغفل عن هذا فتجده مثلا في هذا الصف الان يقف على هذه على هذه الصورة يقول الله اكبر هذي جهة لكن الواجب لمن كانت القبلة الكعبة بين يديه ان لا يستقبل الجهة بل يجب ان يستقبل العين يعني يدور - 00:25:50
الكعبة الكعبة يمنة قليلا فلابد من الانحراف هكذا وتقول الله اكبر وتستقبل عين الكعبة. بمعنى انه لو خرج لو مشيت لاصطدمت بها. هذا معنى عين الكعبة. النذر خلى النظر مسألة اخرى. الكلام على الاستقبال والتوجه. اما النظر فالنظر في موضع السجود - 00:26:10
هذا ما يتصل بالفرظ في حق من كان من كانت الكعبة بين اما من غاب عن الكعبة كالذي يصلي خارج والان بالنسبة لعين الكعبة الامر ولله الحمد ميسر في هذه الابنية - 00:26:30
التي يسرت للناس الاستقبال فهذه الرخام الموضوع في الارض اذا وقفت عليه في اكثر جهات الحرم يتوجه بك الى عين الكعبة. فما عليك الا ان تنظر بين بين قدميك. تنظر الى - 00:26:50
موضع قدميك وترى توجيه الرخاء الرخام الى الكعبة فتوجه اليه. الان بعض الناس في القريب ارى احد المصلين الكعبة ها هنا ويصلي هكذا. وقد فرشت له فرشة. واضحة في التوجه - 00:27:10
القبلة ومع ذلك يصلي هكذا. هذا الصلاة لا تصح. لا تصح وان كانت فرضا وجب عليه ان يعيدها. فيجب على المؤمن ان يحتاط في هذا الامر وان يتنبه والامور ميسرة ولله الحمد. من من اصل البناء ومن عمل القائمين على الرئاسة وفقهم - 00:27:30
في توجيه الفرشات ووضع خطوط يعني ما بقي الا يجيب لك واحد ويوجهك للقبلة. بعد كل هذا العمل الذي يعني لا يخطئ به الانسان لكن بعض الناس ما يتنبه ولا يضع يعني يضع الامر في في ذهنه وبعضهم يجهل. لكن الجهل يعلم والذي لا يتنبه يتنبه انه اذا - 00:27:50
في داخل المسجد فالواجب استقبال عين الكعبة. اما من غاب عن الكعبة فانه يستقبل جهتها. فولي وجهك المسجد الحرام لا فرق في ذلك بين اهل مكة وبين سائر الجهاد يستقبلون جهة الكعبة ولا يلزم ان يستقبل - 00:28:10
لها لان هذا لا يتمكن منه اكثر الناس في اكثر الجهاد. وقد جاء في حديث عبد الله بن رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل وهو في الصحيحين دخل الكعبة فكبر في ارجائها ثم خرج صلى الله - 00:28:30
وسلم فقال هذه قبلتكم واشار الى عينها. فدل هذا على ان من كان في الحرم في المسجد مسجد الكعبة يستقبل عينها واما من خرج فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما بين المشرق والمغرب قبلة ما بين - 00:28:50
والمغرب قبلة فالاستقبال للجهة لا للعيب. ولهذا فيما اذا كان الانسان غائبا عن الكعبة فان الواجب عليه ان يتوجه الى الجهة فولي وجهك شطرا المسجد الحرام اي جهته. فينبغي الاعتناء بهذا الامر حتى يخرج الانسان من اه - 00:29:10
آآ حرج الا تصح صلاته لعدم استقباله القبلة - 00:29:30
Transcription
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان الله عز وجل بالامة رؤوف رحيم. وقد مهد الله جل وعلا - 00:00:20
لشرعه بما يجعل القلوب تقبل على ما يقضيه ويحكم سبحانه وبحمده. لهذا قبل ان يحول الله تعالى القبلة من جهة الشام بيت المقدس الى الكعبة المشرفة. ذكر الله تعالى حكم النسل - 00:00:50
وانه مما يجريه الله تعالى في شرعه. فقال تعالى ما ننسخ من لكن بخير منها او مثلها. فاخبر الله تعالى عما اقتضته حكمته من ان الشرائع قد تبدل بما هو احسن وافضل او - 00:01:20
ما هو مثل ما كان مشروعا على وجه يحقق المصلحة في الزمان اللاحق غير الزمان السابق ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من تحويل القبلة التي اخبر الله تعالى عن تحويلها في محكم كتابه بعد ذكر النسخ الذي اخبر به - 00:01:50
في سورة البقرة وبدأ الله تعالى الخبر عن تحويل القبلة بالرد على المعارضين. من اليهود والمشركين والمنافقين. فوصفهم جل وعلا انهم سفهاء فقال سبحانه وبحمده سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. ثم قال - 00:02:20
تعالى قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فاثبت جل في علاه وصف سفه لقوم عارضوا شرع الله عز وجل بعقولهم. وبتشغيباتهم وبما اوردوه على شرعه الحكيم من ايرادات باطلة. ليس الغرض منها تقرير حق ولا - 00:02:50
طلب هدى انما الغرض منها التشكيك والتشبيه. ورد ما كان عليهم اهل الاسلام من الاستسلام لدين الله عز وجل والانقياد لشرعه. ثم ان الله عز وجل اخبر عن خيرية هذه الامة وانها امة تسمو على كل الامم. ليس ذلك - 00:03:20
الا محض فضل الله عز وجل وما كمل به هذه الرسالة التي جاءت على اكمل ما يكون من الشرائع والاديان. يقول الله جل وعلا في محكم كتابه اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم - 00:03:50
نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فدين الاسلام اكمل الاديان واتمها. ولذلك كان جديرا بوصف رب العالمين وكذلك جعلناكم امة وسطا. اي عدلا خيارا لتكونوا شهداء على الناس ويكون عليكم شهيدا وشهادة الامة على سائر الامم في الدنيا والاخرة. اما في الدنيا فقد بين الله - 00:04:10
وفي كتابه اقسام الناس في الهدى وانهم ثلاثة اصناف. المنعم عليهم والضالون والمغضوب عليهم. ومن الله على هذه الامة بان جعلها من المنعم الموفقين للعلم النافع والعمل الصالح. وبين الطرق المنحرفة فكانت هذه الامة - 00:04:40
شاهدة على كل الامم في الدنيا. وتظهر شهادتها على سائر الامم يوم القيامة كما جاء في الصحيح ان الله عز وجل يسأل الامم عن انبيائهم. ابتداء فيسأل قوم نوح عن نوح هل بلغهم؟ ما ما ارسله به؟ فيقولون ما جاءنا من نذير - 00:05:10
يكذبون نوحا عليه السلام ويزعمون انه لم يأتهم برسالة وهداية. ثم بعد ذلك يقول الله عز وجل لنوح ما تقول فيقول ربي قد بلغت. فيقول من يشهد لك؟ فيقول وامته محمد وامته. يعني النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه امن به ونحن منهم نسأل الله - 00:05:40
ان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين وان يحشرنا في زمرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. فيشهد فتشهد الامة على الامم السابقة كما قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا - 00:06:10
ثم عاد الى الحديث عن موضوع القبلة التي هي سبب كل هذا السياق في ايات الله عز وجل التي ذكرها في شأن القبلة. فقال جل وعلا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن - 00:06:30
ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله. اي كان تحويلها وتغيرها الا على اولئك الذين صدقوا في ايمانهم. واتبعوا الرسول وانقادوا لما جاء به ثم قال الله تعالى مبشر الامة وما كان الله وضع ايمانكم اي ما كان الله تعالى يوضع ما سبق من صالح اعمالكم من - 00:06:50
الى بيت المقدس ان الله بالناس لرؤوف رحيم. ثم قال جل وعلا في الخبر عن التحويل وقد نرى تقلب وجهك في السماء. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ان يتوجه الى مكة. فكان يقلب وجهه - 00:07:20
صلى الله عليه وسلم في العلو طلبا للفرج من الله عز وجل والرحمة ان يوجهه الى مكة عوضا عن بيت المقدس فقال ربنا جل وعلا قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها - 00:07:40
ثم جاء التحويل بقوله فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. بعد ان اخبر الله تعالى بنسخ التوجه الى بيت بتحويل القبلة الى الكعبة. وهذه اول اية يخبر الله تعالى فيها بالنساء. ولان الامر عظيم - 00:08:00
وتحويل القبلة هو اول حكم نسخ في الاسلام. كما قال ذلك جمع من اهل العلم كرره الله تعالى في ثلاثة في ثلاثة مواضع لان الامر عظيم والشأن كبير فيحتاج الى تقرير الحكم كما ان المعارضة - 00:08:30
كانت من اليهود والمشركين واهل النفاق كانت معارضة كبيرة وكانت تشكيكا عظيما حتى ان بعض من كان قد امن بالنبي صلى الله عليه وسلم رجع عن ايمانه كما قال وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه يرجع عن الاسلام. فلذلك كرر الله تعالى - 00:08:50
الخبر بالنسخ في سياق الايات ثلاثة ثلاثة مرات. ثلاث مرات وجه فيها خطابة للنبي صلى الله عليه وسلم والامة في تشريع التحويل الى جهة الكعبة قال جل وعلا فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شر الغسل الحرام. ثم قال وحيثما كنت - 00:09:20
فولي وجهك يعني ايه يا محمد؟ ونحن نؤمن به ونتبعه. ثم جاء الخطاب للامة قل لي فولي وجهك شرع مسجد الحرم وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. ثم عاد الخطاب للرد على المبطلين المعارضين - 00:09:50
لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من التحويل قال وان الذين اوتوا الكتاب من هم؟ اليهود الذين شق عليهم ان يتحول النبي صلى الله عليه وسلم من قبلتهم التي كانوا عليها الى بيت الى الى الكعبة. قال الله تعالى وان الذي - 00:10:10
اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم انه الحق الظمير يعود الى النبي صلى الله عليه وسلم وقيل الظمير يعود الى التحويل الذي انكروه وعابوه على النبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام. قال الله - 00:10:30
تعالى وما الله بغافل عما يعملون. وهذا تهديد الهي لاولئك المتلاعبين بشرع رب العالمين. الذين يعلمون الحق ويعرضون عنه. الذين تبين لهم الهدى ولم ينقادوا له فيقول جل وعلا وما الله بغافل عما يعملون. بل يحصيه عليهم. ويعلم به جل وعلا ولا يخفى عليه - 00:10:50
ثم ان ذلك كله سيجزون به في الدنيا ظيقا وكدرا وضنكا وفي الاخرة عذابا اليما مقيما. لانهم مكذبون رادون لشرع الله معارضون بديلة يقول الله جل وعلا في خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب - 00:11:20
بكل اية يعني لو قدرنا انك جئت اهل الكتاب اليهود بكل اية تدل على صدقك وعلى صدق ما اخبرت به من تحويل القبلة ما تبيع قبلتك. لان هؤلاء مردت قلوبهم على النفاق. فليس - 00:11:50
غرضهم ولا قصدهم ولا سعيهم في طلب الحق والهدى بل كانوا في معارضة في دين الله عز وجل والتشغيب على اهل الاسلام والتشكيك فيما جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك قال الله - 00:12:10
جل وعلا ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبع قبلته. وما انت بتابع قبلتهم اي بعد التحويل الذي الله تعالى به فلا يكون من الرسول صلى الله عليه وسلم في حال من الاحوال قبول لما يريدونه عليه من تشكيك او تشبيه او حجج - 00:12:30
او ما الى ذلك مما يطمعون من خلاله ان يرجع النبي صلى الله عليه وسلم واهل الاسلام الى استقبال قبلتهم فقد قطع الله امالهم بقوله وما انت بتابع قبلتهم. فمهما صنعوا ومهما عملوا ومهما بذلوا - 00:12:50
فلن يتحقق لهم مرادهم ولن يتحقق لهم مطلوبهم وهو ان تتبع قبلتهم. والامر اعظم من هذا فهم قوم مختلفون في قبلتهم مختلفون في دينهم ليسوا على سواء ولا على قلب واحد بل كما - 00:13:10
قال الله جل وعلا تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. فهم اهل شقاق وفرقة ونزاع. ولذلك قال وما بعضهم بتابع القبلة بعض ثم عاد الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم واهل الايمان ولئن اتبعت اهواءهم اي ولئن سرت - 00:13:30
ووافقت ما يحبون وما يشتهون من تحويل القبلة من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لن انك اذا لمن الظالمين. هذا الخطاب لمن يا اخوان؟ لمن؟ للنبي صلى الله عليه وسلم. والنبي - 00:13:50
صلى الله عليه وسلم حاشاه ان يتبعهم او ان يعصي ربه. فانه قائم بامر الله ملتزم بشرعه عامل بما امره الله تعالى به. لكن الله عز وجل بين ما يترتب على الواقع وان كانت - 00:14:10
لا تقع في حقه صلى الله عليه وسلم لبيان مراتب العمل. لانه لقائل ان يقول كيف يقول الله عز وجل او لماذا يقول الله عز وجل ولئن تبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين وهذا لا يمكن ان يقع من النبي صلى الله عليه وسلم ما فائدة هذا - 00:14:30
فائدة هذا هو بيان مرتبة العمل. وانه عظيم كبير لو صدر من سيد المرسلين لكان من الظالمين. ومثله قوله تعالى ولقد اوحينا اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت لا يحبطن عملك - 00:14:50
مع انه صلى الله عليه وسلم معصوم ان يقع منه شرك. فهو جاء داعية الى التوحيد. فلا يمكن ان يقع منه شرك صلى الله عليه وسلم لكن فائدة هذا الخطاب وهذا النوع من الاخبار هو بيان عظيم - 00:15:10
الجرم الواقع بالعمل وايضا بيان مرتبة الاعمال. وانه متى ما وجد العمل من اي عامل فانه يستحق هذه العقوبة فالله عز وجل ليس بينه وبين عباده نسب فلو وقع هذا من سيد ولد ادم لكان هذا - 00:15:30
ما ذكره الله تعالى من عاقبة ذلك الفعل. وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يقع منه شيء من ذلك. قال الله تعالى ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين. ثم عاد الى بيان سلف - 00:15:50
وعظيم تكذيبهم لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مع كمال علمه. الله عز وجل يقول وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون لانه الحق من ربه ثم اكد هذا العلم ببيان مرتبته هل هو علم يقبل الشك؟ علم متردد علم - 00:16:10
يدخله ريب علم فيه ظن؟ الجواب في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه اي يعرفون محمدا وصدقه وصدق ما جاء به من دين وشرعة كما يعرفون ابناءهم. اذا هذا الغاية في العلم - 00:16:30
هل يمكن ان ينسى او يضل او يخطئ في اي شيء من امور دنياه لكنه لا يمكن ان يخطئ في ولده. ولذلك قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفون اي يعرفون صدق محمد وانه رسول الله وان ما جاء به من الدين والحق هو - 00:16:50
الدين القويم والصراط المستقيم والطريق الموصل الى جنة رب العالمين لكنهم معرفة تامة كاملة كما يعرفون ابناءهم لكنهم عمت قلوبهم وانطمست بصائرهم فلم يقبلوا ما جاء به من الحق والهدى. يقول الله تعالى - 00:17:10
يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتبون الحق وهم يعلمون. الحق من ربك اي يا محمد جاءك الحق من ربك فاحذر مهما شغب المشغبون ومهما تكلم المتكلمون ومهما طاعن الطاعنون في طريقك - 00:17:30
وما او ما اوحاه الله اليك احذر ان تميل اليهم او ان تأخذ بطريقهم فالحق من ربك فلا تكونن من الممترين الشاكين المترددين المرتابين في صحة ما جاء عن رب العالمين - 00:17:50
بعد ذلك عاد لبيان اختلاف الناس وان هذا الاختلاف واقع من بني ادم في شرائعهم وفي اعمالهم. قال ولكل وجهة هو موليها. اي لكل امة من الامم. جهة تتوجه اليها - 00:18:10
لعبادة الله وفي طاعته وفي طريق العمل الذي تعمل به هذا التنوع موجود في الامم كما قال النبي صلى الله عليه وعلى وسلم الانبياء اخوة لعلاك. دينهم واحد وامهاتهم شتى. والمقصود بالامهات الشرائع - 00:18:30
فالشرائع مختلفة كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا لكن الاتفاق والاجتماع على اصل الدين وهو التوحيد لرب العالمين. فما من رسول ارسله الله عز وجل الا دعا قومه الى عبادة الله وحده. قال تعالى - 00:18:50
ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. الرسل جميعا جاؤوا بالدعوة الى هذه العبادة وهي عبادة الله وحده وان اختلفت الطرائق والشرائع والسبل الموصلة الى هذا. يقول - 00:19:10
الله جل وعلا ولكل وجهة هو موليها. فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا في اي مكان تكونون. وفي اي وضع تصيرون وفي اي جهة توجد يأتي بكم سبحانه وبحمده اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا. فهو جل وعلا القادر على الجمع مهما تفرق الخلق. ان الله على كل شيء - 00:19:30
شيء قدير فمن قدرته وتمام الايمان واليقين بقدرته انه يجمع هذا الشتات وهذا التفرق مهما كان. ثم عاد الى تقرير وجوب استقبال الكعبة. ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام - 00:20:00
فانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون. هذا ثاني موضع يذكر الله جل وعلا لرسوله استقبال البيت وذلك تأكيدا لما تقدم من نسخ القبلة وتحويلها من جهة بيت المقدس الى جهة الكعبة. ثم يقول جل وعلا مطمئنا رسوله وانه للحق من ربك. اي - 00:20:20
هذا الذي امرت به وهذا الذي شرع لك هو الحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون. وهذا فيه التحذير من المخالفة لان الله مطلع على العمل عالم بما يكون من الخلق وهذا يقتضي ان يكون الانسان على - 00:20:50
غاية الحذر من ان يقع منه مخالفة او تردد في ظاهر او باطن في امر الله تعالى وامتثال ما جاء به سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه ثم عاد ثالثة وهذا ثالث موضع يؤكد فيه الله عز وجل نسخ استقبال بيت المقدس وتحويل القبلة الى - 00:21:10
الكعبة يقول تعالى ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. لئلا افعلوا هذا والتزموا لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني. اي من استمسك - 00:21:30
بالهدى وجاء من يشغب عليه ومن يرد طريقه ومن يعيب سبيله فلا يلتفت اليه لانه الحق من الله عز وجل وينبغي الا يؤبه للمشاغبين لان المشاغبين الذين يعيبون الحق واهلا - 00:21:50
ويذمون السنة وطريق سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه كثر. وليس معهم حجة ستكون لهم الحجة على اهل الحق عندما يتركون الحق. وعندما يتخلون عن العمل به ولذلك قال الله تعالى لرسوله - 00:22:10
في هذه الايات قال سبحانه وتعالى لان لا يستمسكوا القبلة التي حولتم اليها لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا. اي كل من ناقشكم بعد تبين الحق لكم واستمساككم به فهو ظالم. الا الذين ظلموا فلا تخشوهم - 00:22:30
واخشوني وليتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون. وبهذا يتبين ان تحويل القبلة حدث في تاريخ الامة عظيم. وكان له وقع كبير. وهو بيان لكمال هذه شريعة وعدم الالتفات لكل المغرظين المعارظين الذين همهم ابطال ابطال تشريع رب العالمين - 00:22:50
والطعن في ما جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. هذا نموذج ذكره الله تعالى في كتابه وبين وجوب لزوم الحق والاستمساك به. مهما عظمت الدعاية التي تصد عن الحق. ومما زين المبطلون - 00:23:20
المعارض لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على المؤمن ان يثبت نفسه على الصراط المستقيم وان يستمسك بسنة خير المرسلين فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:23:40
وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. بقي علينا فيما يتعلق بهذه الايات. شيئا مما يتصل في الاحاديث الواردة ذكرت في اثناء الحديث قبل قليل ان الله عز وجل كرر الامر بالتوجه الى - 00:24:00
الكعبة كم مرة يا اخوان؟ ثلاث مرات ثلاث مرات. ما السبب في التكرار؟ ما السبب في التكرار؟ ذكرته قبل قليل. قلت تأكيد النسخ تأكيد النسخ. قال بعض اهل العلم بل السبب في التكرار ان الاول بيان لقبلة - 00:24:20
من كان يعاين الكعبة وانه يجب عليه ان يستقبل عينه الان الكعبة امامنا. فالواجب علينا ان نستقبل عين الكعبة لا الجهة فقط هذا هذه الاية الاولى والاية الثانية بيان قبلة من غاب عن الكعبة - 00:24:40
ممن كان في الحرم. فالواجب عليه التوجه الى المسجد الحرام. والثالثة هي بيان من غاب عن الكعبة في سفر او في سعر الامصار. هكذا قال بعض اهل العلم والذي يظهر والله تعالى اعلم - 00:25:00
ان الحكمة الكبرى من ذلك هي التأكيد على وجوب استقبال الكعبة وان الحكم المتقدم قد مسخ وبيان حكم واحكام واثار لهذا التحويل. اما ما يتعلق باستقبال الكعبة فمن عاين الكعبة من كان من كانت الكعبة بين يديه فالواجب عليه استقبال عينها. لا شئت لا استقبال جهتها وانا انبه لهذا - 00:25:20
لان كثير من الناس يغفل عن هذا فتجده مثلا في هذا الصف الان يقف على هذه على هذه الصورة يقول الله اكبر هذي جهة لكن الواجب لمن كانت القبلة الكعبة بين يديه ان لا يستقبل الجهة بل يجب ان يستقبل العين يعني يدور - 00:25:50
الكعبة الكعبة يمنة قليلا فلابد من الانحراف هكذا وتقول الله اكبر وتستقبل عين الكعبة. بمعنى انه لو خرج لو مشيت لاصطدمت بها. هذا معنى عين الكعبة. النذر خلى النظر مسألة اخرى. الكلام على الاستقبال والتوجه. اما النظر فالنظر في موضع السجود - 00:26:10
هذا ما يتصل بالفرظ في حق من كان من كانت الكعبة بين اما من غاب عن الكعبة كالذي يصلي خارج والان بالنسبة لعين الكعبة الامر ولله الحمد ميسر في هذه الابنية - 00:26:30
التي يسرت للناس الاستقبال فهذه الرخام الموضوع في الارض اذا وقفت عليه في اكثر جهات الحرم يتوجه بك الى عين الكعبة. فما عليك الا ان تنظر بين بين قدميك. تنظر الى - 00:26:50
موضع قدميك وترى توجيه الرخاء الرخام الى الكعبة فتوجه اليه. الان بعض الناس في القريب ارى احد المصلين الكعبة ها هنا ويصلي هكذا. وقد فرشت له فرشة. واضحة في التوجه - 00:27:10
القبلة ومع ذلك يصلي هكذا. هذا الصلاة لا تصح. لا تصح وان كانت فرضا وجب عليه ان يعيدها. فيجب على المؤمن ان يحتاط في هذا الامر وان يتنبه والامور ميسرة ولله الحمد. من من اصل البناء ومن عمل القائمين على الرئاسة وفقهم - 00:27:30
في توجيه الفرشات ووضع خطوط يعني ما بقي الا يجيب لك واحد ويوجهك للقبلة. بعد كل هذا العمل الذي يعني لا يخطئ به الانسان لكن بعض الناس ما يتنبه ولا يضع يعني يضع الامر في في ذهنه وبعضهم يجهل. لكن الجهل يعلم والذي لا يتنبه يتنبه انه اذا - 00:27:50
في داخل المسجد فالواجب استقبال عين الكعبة. اما من غاب عن الكعبة فانه يستقبل جهتها. فولي وجهك المسجد الحرام لا فرق في ذلك بين اهل مكة وبين سائر الجهاد يستقبلون جهة الكعبة ولا يلزم ان يستقبل - 00:28:10
لها لان هذا لا يتمكن منه اكثر الناس في اكثر الجهاد. وقد جاء في حديث عبد الله بن رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل وهو في الصحيحين دخل الكعبة فكبر في ارجائها ثم خرج صلى الله - 00:28:30
وسلم فقال هذه قبلتكم واشار الى عينها. فدل هذا على ان من كان في الحرم في المسجد مسجد الكعبة يستقبل عينها واما من خرج فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما بين المشرق والمغرب قبلة ما بين - 00:28:50
والمغرب قبلة فالاستقبال للجهة لا للعيب. ولهذا فيما اذا كان الانسان غائبا عن الكعبة فان الواجب عليه ان يتوجه الى الجهة فولي وجهك شطرا المسجد الحرام اي جهته. فينبغي الاعتناء بهذا الامر حتى يخرج الانسان من اه - 00:29:10
آآ حرج الا تصح صلاته لعدم استقباله القبلة - 00:29:30