علم الصرف: المستوى الأول صرف الأفعال
الدرس ١٩٧ | معرفة الأمور التي يصير بها الفعل اللازم متعديًا: بناء المغالبة بين السماع والقياس
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس السابع والتسعين بعد المئة. من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم وصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء - 00:00:14ضَ
في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين. مهارة التصنيف ومهارة التصريف. بدأت بمهارة تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد. ثم انتقلت الى الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي. فقلت لكم ان الافعال - 00:00:34ضَ
العربية تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف بالتعدي او اللزوم. والقسم الثاني ما لا يوصف لا بالتعدي ولا باللزوم وقلت لكم ان القسم الاول هو الاكبر من افعال العربية لانه هو الاصل - 00:01:04ضَ
فالاصل في افعال العربية ان تكون اما لازمة واما متعدية. بينت لكم بعد ذلك معنى اللزوم ومعنى ثم ربطت هذين المعنيين بابواب الفعل من حيث التجرد والزيادة. فكشفت لكم حالة اللزوم - 00:01:24ضَ
تعدي في كل باب من تلك الابواب على حدة في سلسلة من الدروس. ثم انتقلت الى شرح اقسام الفعل المتعدي وقلت لكم ان له اقساما ثلاثة. القسم الاول الفعل المتعدي الى مفعول به واحد. القسم - 00:01:44ضَ
الفعل المتعدي الى مفعولين اثنين وهذا القسم له نوعان. لانه اما ان يكون متعديا الى ما مفعولين ليس اصلهما المبتدأ والخبر. واما ان يكون متعديا الى مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر - 00:02:04ضَ
الاسم الثالث من اقسام الفعل المتعدي هو الفعل المتعدي الى مفعولات ثلاثة. شرحت لكم هذه الاقسام بجميع تفصيلاتها ثم وقفت وقفة متأنية مع ظاهرة الاشتراك فيما بينها وقلت لكم ان الفعل - 00:02:24ضَ
العربية قد يصنف في قسمين او اكثر من هذه الاقسام نظرا لتعدد معناه. من بعد ذلك الى شرح الطرق التي ذكرها العلماء للتفريق بين اللازم والمتعدي وهي اربع. الطريقة الاولى تحليل - 00:02:44ضَ
الحدث الذي يدل عليه الفعل وقد فرغت من شرحها. الطريقة الثانية وصل الفعل بضمير المفعول به نقدم وقد فرغت من شرحها. الطريقة الثالثة بناء اسم مفعول تام من الفعل وقد فرغت من شرحها - 00:03:04ضَ
ثم انتقلت الى شرح الطريقة الرابعة. وهي معرفة الحالات التي يكون الفعل فيها لازما. والامور التي يصير بها الفعل اللازم متعديا. وهذه الطريقة كما ترون ذات فرعين. وقد فرغت من شرح الفرع - 00:03:24ضَ
الاول فبينت لكم الحالات التي يكون الفعل فيها لازمة. ثم انتقلت الى شرح الفرع وقلت لكم ان الامور التي يصير بها الفعل اللازم متعديا اربعة. لانه قد تعدى بزيادة الصرفية وقد يتعدى بمعنى المغالبة وقد يتعدى باسقاط حرف الجر وقد يتعدى - 00:03:44ضَ
بالتظمين. فرغت من شرح تعدية الفعل بالزيادة الصرفية. ثم انتقلت الى الحديث عن تعدية الفعل لازم بمعنى المغالبة. وقلت لكم ان مبحث المغالبة من المباحث الغائبة او شبه الغائبة عن دراستنا. لذلك - 00:04:14ضَ
لابد ان اقف اولا مع مبحث المغالبة لبيانه وتفصيله ثم اعود بعد ذلك للحديث عن تعدية الفعل اللازم بمعنى المغالبة. قلت لكم المغالبة هي تباري اثنين في معنى مع بيان الغالب منهما. وقلت لكم مذهب الجمهور في استنباط قاعدة بناء المغامرة - 00:04:34ضَ
طلبتي من كلام العرب هو ان العرب تقول فعلني ففعلته فانا افعله بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع في جميع الافعال ما عدا ثلاثة انواع هي المثال الواوي والاجوف الياء والناقص الياء. هذه الانواع - 00:05:04ضَ
ثلاثة جعلت العرب لها قاعدة فرعية خاصة هي فعلني ففعلته فانا افعله فتح العين في الماضي وكسرها في المضارع. شرحت لكم هذه القاعدة التي استنبطها جمهور النحاة. واتفق عليها من تصرف العربي في لغته. ثم وقفت وقفة تطبيقية فاجريت هذه القاعدة على - 00:05:24ضَ
مجموعة كبيرة من الافعال من ابواب الفعل الثلاثي الستة تتنوع في صحتها واعتلالها ثم بدأت بعد ذلك في شرح الاستثناءات او التنبيهات او التقييدات التي خالف بها بعض النحاة كلام الجمهور. وهي ثلاثة تنبيهات شرحتها في الدروس الثلاثة السابقة. ثم - 00:05:54ضَ
ما وقفت في الدرس السابق وقفة متأنية وضعت فيها قاعدة بناء المغالبة بجميع تفصيلها امامكم في صورة واحدة لتروا مذهب الجمهور والمخالفات التي وردت عليه مثلت لكم بافعال لا تحتمل الا وجها واحدة وبافعال تحتمل وجهين وبافعال تحتمل - 00:06:24ضَ
ثلاثة اوجه هذا ملخص ما ذكرناه الى الدرس السابق. وفي هذا الدرس ساختم الحديث عن معنى المغالبة وفي الدرس القادم ساعود للحديث عن تعدية الفعل اللازم بمعنى المغالبة. عندي في هذا الدرس ثلاث مسائل. المسألة الاولى بناء المغالبة على هذه القاعدة القاعدة التي - 00:06:54ضَ
عليها جمهور النحاة السماعي هو ام قياسي؟ اسمعي يعني هل نقف به عند حدود الساعة عن العرب الفعل الذي بنت العرب منه معنى المغالبة نبني منه معنى المغالبة. والفعل الذي لم ينقل لنا في كتب اللغة ان العربي الاول بنى منه المغالبة لا نبني منه المغالبة. هذا معنى - 00:07:24ضَ
السماعي هو ام قياسي؟ قياسي يعني اقيس ما لم تقله العرب على ما قالت بمعنى اني العرب في بناء المغالبة في الافعال التي بنوا المغالبة منها فابني مثلها من الافعال التي - 00:07:54ضَ
الى بناء المغالبة منها. هذا هو معنى هذه المسألة. وقد اختلف العلماء في ذلك على اقوال فمنهم من قال هو سماعي. نقف به عند السماع يحفظ ولا يقاس عليه. فمن العلماء من قال - 00:08:15ضَ
فهو سماعي مطلقا. وهو ظاهر عبارة سيبويه. ومنهم من قال هو قياسي مطلقا. يعني الباب مفتوح للقياس على كلام العرب ومنهم من قال هو قياسي في كل فعل متصرف وهذا هو الصحيح. انه قياسي في كل فعل ثلاثي متصرف. لماذا - 00:08:35ضَ
لان الحاجة تدعو الى ان اه تعبر عن معنى المغالبة. لذلك لا يمكن ان نقف بهذه الحاجة الكلامية التي يحتاج اليها المتكلم بالعربية عند حدود الافعال التي احتاجها العربي الاول - 00:09:05ضَ
العربي الاول احتاج الى بناء المغالبة من مجموعة من الافعال ولكن الحاجة قد تتوسع فتشمل سوء افعالا اخرى غير تلك الافعال التي تكلم بها العربي لذلك لا يمكن في مثل هذه المسألة - 00:09:25ضَ
ان نحجر على المتكلم بالعربية ان يعبر عن معنى المغالبة فيما تجده عنده الحاجة اليه. لذلك الذي قال من مدقق العلماء هو قياسي في كل فعل ثلاثي قد احسن ضبط هذه القاعدة وفتح الباب لتوسع اللغة لتغطية الحاجات - 00:09:45ضَ
لغوية لدى المتكلم. لاحظوا قال في كل فعل ثلاثي لان باب المغالبة يتعلق ابواب الفعل الثلاثي الستة كما رأيتم في اثناء شرحنا. وقال متصرف لانه لا يمكن ان نبني المغالبة - 00:10:15ضَ
من الافعال الجامدة لان هذا ظرب من التصرف. الافعال الجامدة التي شرحتها سابقا مثل وبئس وعسى وليس وما في حكمها من الافعال الجامدة هذه هي المسألة الاولى من مسائل هذا الدرس لذلك الاصوب والاوفق لطبيعة اللغة ولوظيفة اللغة هو ان بناء المغادر - 00:10:35ضَ
قياسي في كل فعل ثلاثي متصرف. طيب المسألة الثانية هل لبناء المغالبة في القرآن الكريم وقعت على شاهد واحد. وربما وجد غيري شواهد اخرى من كلام العرب البحث والتقصي. لذلك اه في قول الله تعالى في سورة الانبياء وقالوا اتخذ الرحمن ولدا - 00:11:05ضَ
سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. لاحظوا لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. قرئ لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. قال الشيخ ابو السعود في تفسيره عند تفسير هذه الاية وقرأ لا - 00:11:35ضَ
يسبقون بظم الباء من سابقته فسبقته فانا اسبقه. وفيه زيدو استهجان للسبق واشعار بان من سبق قوله قول الله تعالى فقد تصدى لمغالبته في السبق فسبقه فغلبه والعياذ بالله تعالى. وزيادة تنزيه لهم. اي للملائكة - 00:12:05ضَ
وزيادة تنزيه لهم عما نفي عنهم ببيان ان ذلك عندهم بمنزلة الغلبة بعد المغالبة فانى يتوهم صدوره عنهم وحاشاهم. فهذه الاية شاهد من القرآن على هذا المعنى وهو معنى المغالبة والحق ان الشواهد على هذا المعنى شحيحا - 00:12:37ضَ
لا من القرآن الكريم ولا من غيره في كلام العرب. هذه هي المسألة الثانية. والمسألة ثالثة هي ان العلماء نقلوا عن بعض العرب الفصحاء انه قال في بناء المغالبة من الفعل خصم - 00:13:07ضَ
يخصم خاصمني فخاصمته فانا اخصمه. فخصمته فانا اخصمه. بفتح العين في الماضي في المضارع ونحن لو عرظنا هذا النقل هذا السماع على هذه القاعدة لوجدناه مخالفا لها ان القاعدة تقول عند بناء المغالبة من خصم يخصم خاصمني فخاصمته فانا اخصمه - 00:13:27ضَ
بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع. لذلك حكم العلماء على هذا النقل بانه شاذ يحفظ ولا يقاس عليه. وبهذه المسائل الثلاث التي تحدثت فيها عن بناء مطالبة من حيث السماعية والقياسية. وتحدثت عن هذا الشاهد القرآني وكيف استثمر المفسر ابو - 00:14:00ضَ
سعود رحمه الله المعنى الصرفي في تفسيره وبيانه وتحدثت عن هذا الشاهد الشاذ الذي خرج عن هذه القاعدة اكون قد اعطيت مبحث المغالبة حقه من الشرح والايظاء والتجلية وقد اصبح الان مبحثا مألوفا. ليس غريبا ولا بعيدا واصبحت - 00:14:30ضَ
امور مهيأة لاتحدث عن تعدية الفعل اللازم بمعنى المغالبة وهذا هو الدرس القادم والى ان التقيكم فيه ان شاء الله تعالى. استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد - 00:15:00ضَ