الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى واصحابه اجمعين اما بعد نقرأ في المح في كتاب المحجة في سير الدرجة وكنا قد وقفنا على قول المصنف رحمه الله وعند تحقيق النظر - 00:00:00
وما تقدم ذكر فيه الاصل وما ورد عليه. الاصل الذي تقدم في اول الرسالة هو ان الانسان لا ينجيه عمله من النار ولا يدخله الجنة وان ذلك كله انما يحصل بمغفرة الله ورحمته - 00:00:35
وساق الادلة وما يرد على اه هذا الاصل من اعتراض ثم قال رحمه الله وعند تحقيق النظر فالجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر - 00:00:54
المصنف ولشيخنا والحاضرين. اما بعد يقول ان اصنف عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه المحج في سيرة وعند تحقيق النظر والجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمة على عباده المؤمنين - 00:01:18
ولهذا يقول اهل الجنة عند دخولها الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. لقد جاءت رسل ربنا بالحق فلما اعترفوا بنعمته عليهم بالجنة وباسبابها من الهداية وحمدوا الله على ذلك كله جوزوا بان نودوا - 00:01:37
يوزوا بانوا له ان تلكم الجنة الجنة ورثتموها بما كنتم تعملون واضيف العمل اليهم وشكروا عليه. ونظير هذا ما قاله بعض السلف ان العبد اذا اذنب ثم قال يا رب انت قضيت - 00:01:57
قال له ربه انت اذنبت وانت عصيت. فان قال العبد يا رب انا اخطأت وانا اذنبت وانا اسأت. قال الله تعالى انا قضيت عليك وقدرت وانا اغفر لك مما يتحقق به معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة بعمله ولن ينجي احدا عمله. انه - 00:02:13
عدد الحسنات انما هي من فضل الله عز وجل واحسانه. طيب الان اه المؤلف رحمه الله بين معنى من المعاني التي تقدمت او التي تعزز الدليل السابق والذي فتح به المؤلف هذه رسالة وهي دائرة على تقريره آآ لن ينجي احد - 00:02:36
منكم آآ عمله ولن يدخل الجنة احد بعمله في الرواية الثانية آآ ذلك ان النجاة لا تكون بالعمل مجردا بل لا يكون ذلك الا بفظل الله تعالى الذي وفق العمل - 00:02:56
ولولا توفيقه لما كان من اهل الجنة والله لولا الله وما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. فالله هو الذي انعم بالعمل جل في علاه سبحانه وبحمده. فانت تصلي عز وجل يسر لك ذلك وهيأ لك اسباب الصلاة وهو الذي دلك وهو الذي امرك وهو الذي اعانك - 00:03:13
فعند ذلك يعلم الانسان ان عمله اي الفعل الراجع له ليس هو السبب الموجب للجنة. انما هو فضل الله الذي يسر ذلك واعان وتفضل بقبوله والاثابة عليه. فالكل منه جل في علاه وهذا ما اشار اليه في هذا المعنى عندما قال وعند تحقيق النظر فالجن - 00:03:36
والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين. نعم حيث جاز بالحسنة عشرة. ايضا مما يؤكد هذا المعنى ان ان الجنة تحصل بفضل الله وبرحمته لا بعمل الانسان يقول واما يتحقق به معنى قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة - 00:03:56
لن يدخل احد الجنة بعمله او لن ينجي احدا عمله ان مضاعفة ان مضاعفة الحسنات انما هي من فضل الله عز وجل واحسانه حيث جازى بالحسنة عشرا ثم ضاعها الى سبعمائة ضعف. الى سبعمائة الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة - 00:04:20
فهذا كله فضل منه عز وجل. ولو جاز بالحسنة مثلها كالسيئات لم تقوى الحسنات على احباط السيئات. فكان يهلك وصاحب العمل لا محالة. كما قال ابن مسعود في صفات الحسنات ان كان وليا لله فضل الله له مثقال ذرة. ضاعفها الله له حد - 00:04:42
لا يدخله بها الجنة. وان كان شقيا قال الملك قال الملك يا رب فنيت حسناته وبقي لهم ظالمون كثير. قال خذوا من سيئاتهم فاضيقوها الى سيئاته ثم صبوا له صكا الى النار - 00:05:02
فتبين بهذا ان من اراد الله سعادته ما اراد الله ان من اراد الله سعادته اضعف الله له الحسنات حتى نستوفي منه الغرماء ويبقي له مثقال ذرة فتضاعف له ويدخل بها الجنة. وذلك من فضل الله ورحمته. ومن اراد - 00:05:18
شقاوته وله غرماء لم يضاعف حسناته كما تضاعف كما تضاعف لمن اراد الله سعادته. بل يضاعفها عشرا على الغرماء ويستوفونها كلها وتبقى لهم عليه مظالم. ويطرح عليه من سيئاتهم ويدخل بها النار. وهذا عدله وذلك - 00:05:38
تفضل ومن هنا قال يحيى ابن معاذ اذا بسط فضله لم ينفي اذا بسط فضله. اذا بسط فضله لم يبقى لاحد سيئا. الله اكبر واذا جاء عدله لم يبقى لاحد حسنة. وايضا وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نوقش الحساب - 00:05:58
هلك وفي رواية عذب وفي رواية خصم وخرج ابو ابو نعيم من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا اوحى الله الى نبي من انبياء بني اسرائيل. قل لاهل طاعتي من امتك - 00:06:19
نقول لاهل طاعتي من امتك لا يتكلوا على اعمالهم فاني لا اخاص عبدا الحساب يوم القيامة اشاء ان اعذبه انا عذبته وقل لاهل معصيتي من امتك لا يرضوا بايديهم فاني اغفر الذنب العظيم ولا ابالي. جل في علاه سبحانه - 00:06:34
وقال عبد العزيز ابن ابي ابن ابي رواد اوحى الله الى داوود عليه السلام يده بشر المذنبين وانذر المصدقين وكانه عجب وقال يا رب ابشر المذنبين وانذر المصدقين؟ قال نعم بشر المذنبين انه لا يتعاظمني ذنب اغفره - 00:06:54
وانذر المصدقين اني لا اضع عدلي وحسابي على احد الا انا. الله اكبر. وقال ابن عيينة المناقشة سوء الاستقصاء حتى لا يدرك منه شيء. وقال ابن زيد الحساب الشديد الذي ليس فيه شيء من العفو والحساب اليسير الذي تغفر - 00:07:14
حزنه وجبة من حسناته. فتبين بهذا انه لا نجاة للعبد بدون مغفرة. والعفو والرحمة والتجاوز وانه متى اقيم العدل على عبد الملك واما يبين ذلك هذا المعنى الذي ذكره رحمه الله - 00:07:34
هو مما يؤكد ما في الحديث لن ينجي احدا عمله ولن يدخل الجنة احد بعمله. ذاك ان العمل مهما كان فان الله تعالى يثيب على الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف - 00:07:52
الى اضعاف كثيرة فاذا بسط الله فظله على العبد ظاعف له من الحسنات ما تفنى به سيئاته ويرجح له حسنة فيدخل بها الجنة فيكون ذلك فضل الله الذي تفضل به على العبد في عمله وفي اثابته عليه. ولولا ان الله ضاعف في المثوبة والاجر على الحسنات لهلك - 00:08:07
انه جزيئ في الحسنة بعشر امثالها وكان عنده من السيئات ما يقابل ذلك فلم يبق له حسنة ترجح بها موازينه وبقي له من السيئات ما رجح به ميزانه فيهلك فتكون النجاة ويكون - 00:08:31
دخول الجنة بفظل الله عز وجل. وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب او هلك او خصم فان المناقشة هي الاستقصاء والمساءلة عن الدقيق والجليل - 00:08:47
واما العرض فهذا هو الحساب اليسير الذي ذكره الله تعالى في قوله فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا تبين من هذا انه لولا الله في رحمته واحسانه وفضله لهلك عباده. ولهذا جاء في في الحديث الصحيح عن زيد ابن ثابت - 00:09:06
وعن يحذيفة ابن اليمان وعن عبد الله ابن مسعود وعن ابي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان الله عذب اهل سماواته وارضه لعذبهم وهو غير - 00:09:33
له لا كأن العباد عندهم من القصور والتقصير ما يوجب العقوبة لولا فضل الله على عباده وجميل احسانه عليهم سبحانه وبحمده نعم فتبين بهذا فتبين بهذا انه لا نجاة للعبد بدون مغفرة. والعفو والرحمة والتجاوز. وانه متى اقيم العدل المحض على عبد هلك. واما - 00:09:50
ما يبين ذلك ايضا قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم فهذا يدل على ان الناس يسألون عن النعيم في الدنيا هل قاموا بشكره ام لا؟ فمن طلب بالشكر على كل نعمة من عافية وستر وصحة - 00:10:21
وسلامة حواس وطيب عيش واستقصي على ذلك لم تفئ اعماله كلها بشكر بعض هذه النعم. وتبقى النعم غير مقابلة شكر ويستحق صاحبها العذاب في ذلك وخرج الفرائض في اهداف الشكر من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يؤتى بعبد يوم القيامة ويوفق بين يديه - 00:10:37
لله عز وجل ويقول الله للملائكة انظروا في عمل عبدي ونعمي عليه فينظرون فيقولون ولا بقدر نعمة واحدة من نعمك ويقول انظروا في عمله سيئه وصالحه. فينظرونه فيجدونه كفافا فيقول عبدي قد قبلت - 00:11:02
حسناتك حسناتك وغفرت لك سيئاتك. وقد وردت لك نعمي فيما بين ذلك. الله اكبر وخرج الطبراني من حديث ابن عمر ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان الرجل يأتي يوم القيامة بالعمل ولو وضع على جبل لاثقله - 00:11:22
نعمة من نعم الله وتكاد ان تستنفذ ذلك الا ان يتطاول الله برحمته وخرج ابن ابي الدنيا من حديث انس رضي الله عنه مرفوعا يؤتى بالنعم يوم القيامة ويؤتى بالحسنات والسيئات. ويقول الله لنعمة من نعمه - 00:11:41
خذي حقك من حسناتك. فما تترك له حسنة الا ذهبت بها. وباسناده عن وهب ابن منبه قال عبد عابد خمسين سنة فاوحى الله اليه اني قد غفرت لك. قال يا رب وما تغفر لي ولم اذنب. فاذن الله لعرق في عنقه - 00:11:57
ارقد واذن الله لعرق في عنقه وضرب عليه فلم ينم ولم يصلي ثم سكن ونام واتاه ملك فشكى اليهما العرق وقال الملك ان ربك عز وجل يقول عبادتك خمسين خمسين سنة تعدل سكون ذلك - 00:12:17
الله اكبر يعني ثمن ومقابل تسكين ذلك العرق الذي هو جزء يسير من البدن نعم وفي صحيح الحاكم عن جابر رضي الله عنه مرفوعا عن جبريل عليه السلام ان عابدا عبد الله تعالى على رأس جبل في البحر - 00:12:37
خمسمائة سنة ثم سأل ربه ان يقبضه ساجدا. قال جبريل ونحن نمر عليه اذا هبطنا واذا اعرجنا ونجد في العلم ان انه اذا بعث ونجد في العلم ونجد في العلم انه اذا بعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول الله عز وجل - 00:12:57
ادخلوا عبدي الجنة برحمته. ويقول العبد بعملي يا رب يفعل ذلك ثلاث مرات ثم يقول الله تعالى للملائكة قيس وعبدي بنعمي عليه وبعمله فيجدون نعمة البصر قد احاطت بعبادة خمس مئة خمس مئة سنة خمسا خمس مئة سنة - 00:13:17
بقيت نعمة الجسد له فيقول ادخلوا عبدي النار فيجر فيجر الى النار في نادي برحمتك يا رب ادخلني الجنة الجنة قال جبريل انما الاشياء برحمة الله يا محمد فمن حقق معرفة اسأل الله ان لا يخلينا من رحمته - 00:13:37
ومن حقق معرفة هذه الامور طيب اذا خلاصة هذا النقل طبعا الاحاديث ظعيفة التي ذكرها رحمه الله لكن المعنى مقرر بالتأكيد ومتفق عليه ان نعم الله تعالى على العبد لا توازي عمله مهما كان طيبا واتقانا - 00:13:58
فان نعم الله تعالى صابغة سابقة حاضرة ولاحقة وما بكم من نعمة فمن الله مهما كان العمل متقنا فان نعم الله فان جزءا من نعم الله تعالى لا يقوم لا تقوم تلك الحسنات - 00:14:17
لشكر الله تعالى على تلك النعمة. هذا خلاصة ما ذكر وهو يؤكد انه لن ينجو احد بعمله. وانه لن يدخل احد الجنة بعمله نعم ومن حقق معرفة هذه الامور عرف ان العمل وان عظم فانه لا يستقل بنجاة العبد. لا يستقل يعني لا يكفي ولا ينفرد - 00:14:38
ولا يستحق به على الله دخول الجنة ولا النجاة من النار. وحينئذ فيفلس العبد العبد من عمله وييأس من الاتكال عليه. ومن اليه وان كثر العمل وحسن فكيف بمن ليس له عمل كثيرا وليس له عمل حسن؟ فان هذا ينبغي ان يشغله الفكر في التقصير في - 00:15:02
ويشتغل بالتوبة من تقصيره والاستغفار منه. فاما من حسن عمله وكثر فانه ينبغي ان يشتغل بالشكر عليه. فان ذلك من اعظم ونعم الله على عبدك فيجب مقابلته مقابلته بالشكر عليه وبرؤية التقصير في القيام بشكره. كما كان ابراهيم ابن الوهب اذا سئل عن - 00:15:22
عمل من الاعمال يقول لا تسألوا عن اجره ولكن سلوا عما يجب علي من هدي له من عائشة اسألوا عما يجب على من هدي من هدي له من الشكر عليه. الله اكبر - 00:15:42
وكما انت على الهداية الى العمل الصالح هي الموجبة للشكر لا العمل الصالح في ذاته بمعنى انه هو لا ينظر الى اجر الثواب يرى ان التوفيق الى العمل الصالح هو ثواب ولو لم يؤجر عليه - 00:15:57
هذا معنى قوله رحمه الله اذا سئل قال كذا كان وهيب ابن الورد اذا سئل عن اجر عمل من الاعمال يعني ما اجر الصيام في اليوم الصائف الصلاة في اخر الليل كان يقول رحمه الله لا تسألوا عن اجره اي اجر هذا العمل لكن سلوا عما يجب على من هدي اليه يعني من - 00:16:15
الى القيام بذلك العمل من الشكر عليه. كم عليه؟ كم ما الذي يجب من الشكر لله تعالى ان وفقه الى العمل فانه لولا الله وتوفيقه لما كان ذلك العمل وهذا آآ مما يذهب عن النفس العجب - 00:16:35
ويقتل فيها الرياء فانه من يعجب بعمله ويرى نفسه فضلا عن الناس فليذكر انه لولا فضل الله عليه وتوفيقه وتسديده واعانته قلت له لما كان ذلك الصالح من العمل نعم - 00:16:54
كان ابو سليمان يقول كيف يعجب عاقل بعمله وانما يعد العمل نعمة من نعم الله عز وجل. انما ينبغي له ينبغي له ان يشكر ويتواضع. انما يعجب بعمله القدرية. الذين لا يرون اعمال العباد مخلوقة لله عز وجل. وما احسن ما قال - 00:17:09
ابو بكر النهش انها النشأ النهشري يوم مات داوود الطائف وقام ابن سماك بعد دفنه يثني عليه بصانع عمله يبكي والناس يبكون ويصدق ويصدقون مقالتهم ويشهدون بما يثني عليه. فقام فقام ابو بكر النحشري فقال اللهم اغفر له - 00:17:29
وارحمه ولا تكله الى عمله. الله اكبر. وفي سنن ابي داود. لانه اذا وكل الى عمله هلك انما النجاة في ان يأكلك الله تعالى الى فضله واحسانه نعم وفي سنن ابي داوود عن زيد بن ثابت رضي الله عنه مرفوعا لو عذب الله اهل سماواته واهل ارضه لعذبه وهو غير ظالم لهم - 00:17:49
ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم وفي صحيح الحاكم عن جابر ان رجلا جاء وهذا معناه ان الله لو اجرى عدله على خلقه لما نجحت لكنه عامل خلقه بفظله - 00:18:12
حتى خير الخلق صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه لما قال للناس لاصحابه. واعلموا ان احدا منكم لا يدخل الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا - 00:18:28
مع عظيم ما كان عليه من التقوى والصلاح والايمان والعبادية وتحقيق العبودية لله عز وجل في الظاهر والباطن في السر والعلن وفي المنشأ والمكره اللهم صلي عليه ومع هذا ايقن بان النجاة انما تكون برحمة الله. وهذا معنى لو عذب الله اهل سماواته - 00:18:43
واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم لان الله لا يظلم الناس شيئا. لكن اعمال العباد مهما بلغت طيبا حسنا فانها لا توجب لهم النجاة لولا فضل الله ورحمته نعم - 00:19:04
في صحيح الحاكم عن جابر ان رجل عن جابر ان رجلا جاء الى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فقال واذنوباه واذنوباه قال امرتين امرتين او ثلاثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم مغفرتك اوسع من ذنوبي - 00:19:22
برحمتك ارجى ورحمتك ورحمتك ارجى عندي من عملي فقالها ثم قال عد فعاد ثم قال عد فعاد ثم فقال تقوم فقد غفر الله لك. الله اكبر. وقيل في هذا المعنى ذنوبي اذا فكرت فيها كثيرا رحمة ربي من ذنوبي اوسع. من ذنوب - 00:19:39
اوسع ورحمة ربي من ذنوبي اوسعه. وما طمعي في صالح قد عملته ولكنني في رحمة الله اطمعه فاذا تقرر ذلك اي هذا فصل عظيم. وعلم ان العمل بنفسه لا يوجب النجاة من النار ولا دخول الجنة. فضلا عن ان يوجب بنفسه وصولا - 00:19:59
والى اعلى ما في الجنة من منازل المقربين والنظر الى وجه رب العالمين. وانما ذلك كله برحمة الله وفضله. ومغفرته فذلك على المؤمن ان يقطع نظره عن عمله بالكلية والا ينظر الا الى فضل الله ومنته. الله اكبر. كما سئل بعض العارفين اي - 00:20:18
اعمالي افضل قال رؤية فضل الله عز وجل وانشد ان المقادير اذا ساعدت الحقت الحقت العاجزة بالحائط حازم وتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة من النار ولدخول الجنة وللقرب من مولاه والنظر اليه في دار كرامته. يطلب ذلك - 00:20:38
الاسباب الموصلة الى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ومحبته. طيب هذا الاصل في غاية الاهمية وهذا التنبيه ظرورة عدم الاتكال على رحمة الله دونها ان يكون الانسان مشتغلا بما يوجب الرحمة فان الرحمة لها موجبات - 00:21:00
حتى لا يقول الانسان والله يعني طيب اذا كان دخول الجنة بفضل الله ورحمته اذا نترك العمل. هذا ليس بصحيح بل الله تعالى جعل حصول الرحمة منوطا باسباب. يقول الله تعالى واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا - 00:21:22
لعلكم ترحمون فجعل الانصات للقرآن والاستماع له والاقبال عليه من موجبات الرحمة كل رحمة يرجوها العبد من من رحمة الله تعالى لها اسباب ينبغي ان يبذل الاسباب لتحصيلها ولا يتكل على العمل لكن الذي يفيده - 00:21:41
هذا الحديث وامثاله هو ان يقطع النظر الى عمله لان لا يعجب به. فان الاعجاب بالعمل محبط له. ومذهب لبركته فمهما كنت صلاحا واستقامة في الظاهر والباطن فاحمد الله واشكره على ان يسر لك هذا الصلاح والهدى - 00:22:06
فانه لولا الله ما كان ذلك. لهذا الصحابة كانوا يرتجزون بهذا المعنى في غزوة الاحساء فيقولون والله لولا الله وما اهتدينا يعني لولا ان الله وفقنا ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فكل عمل صالح انما هو بتوفيق الله. ولهذا كان ما قاله بعض العارفين - 00:22:26
اي الاعمال افضل؟ قال رؤية فضل الله في غاية اتقان لان من رأى فضل الله تعرظ له ولم يعجب بعمله فالعجاب بالعمل محبط للعمل مهما كان العمل صالحا مهما كان العمل متقنا مهما كان العمل حسنا - 00:22:48
انه اذا عجب به الانسان ذهب ذلك العمل وحبط نعم. فتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة من النار ولدخول الجنة وللقرب من مولاه والنظر اليه في دار كرامته. ان يطلب ذلك - 00:23:07
بالاسباب الموصلة الى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ورضاه ومحبته. فبها وبها ينال ما عند الله من الكرامة الله سبحانه وتعالى قد جعل الموصل الى ذلك اسبابا من الاعمال الصالحة. التي جعلها موصلة اليها وليس ذلك موجودا - 00:23:23
الا فيما شرعه الله لعباده على لسان رسوله واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انه يقرب الى الله ويوجب رضوانه ومغفرته وانه مما يحبه الله او انه احب الاعمال الى الله عز وجل. قال الله تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين. وقال - 00:23:43
ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون. اشهد هذه الايات واضح قريب ممن من المحسنين فاشتغل بالاحسان لتكون رحمة الله منك قريبة وسعت كل شيء فلا شيء الا وقد شملته رحمة الله عز وجل. لكن - 00:24:03
اعظم الناس نصيبا من تلك الرحمة وحظا منها فساكتبها للذين يتقون هم عملوا عملا اوجب لهم نصيبا وافرا من رحمة الله عز وجل نعم فالواجب الواجب على العبد البحث عن خصال التقوى وخصال الاحسان التي شرعها الله في كتابه او على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:24:25
والتقرب بذلك الى الله عز وجل. فانه لا طريق للعبد ان لا طريق للعبد يوصله الى رضا مولاه وقربه ورحمته وعفوه ومغفرته سوى ذلك. سوى خصال التقوى وخصال الاحسان المشار اليه ما تقدم. نعم. وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الاحاديث المشار اليها في اول الجزء من رواية عائشة - 00:24:49
وابي هريرة الى ان احب الاعمال الى الله شيئان. احدهما ما داوم عليه صاحبه وان كان قليلا. وهكذا كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم وعمل اله وازواجه من بعده وكان ينهى عن قطع العمل. وقال صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص ما - 00:25:14
نزل فلان كان يقوم الليل كان يقوم الليل فترك قيام الليل. وقال صلى الله عليه وسلم يستجاب لاحدكم ما لم يعجل وقد دعوه فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء - 00:25:34
قال الحسن اذا نظر اليك الشيطان فرآك مداوما على طاعة الله عز وجل فباغاك وباراك فرآك مداوما من لك امن لك ورفضك واذا رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك - 00:25:50
الثاني ان احب الاعمال الى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير. دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير. كما قال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يسروا ولا تعسروا. وقال انما بعثت للميسرين ولم تبعثوا معسرين - 00:26:07
والمسند عن ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي الاديان احب الى الله عز وجل؟ قال الحنفية السبع وفيه ايضا عن مهجن ابن الادرع ان النبي صلى الله عليه وسلم الادرع ابن الادرع ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل الى المسجد فرأى رجلا - 00:26:27
قائما يصلي وقال اتراه اتراه صادقا؟ فقيل يا نبي الله هذا فلان هذا من احسن اهل المدينة او من اكثر كان من المدينة صلاة وقال لا تسمعه فتهلكه فتهلكه. مرتين او ثلاثة. انكم امة اريد بكم اليسر. وفي رواية - 00:26:49
الاخرى له قال ان خير دينكم ايسر. وفي رواية اخرى له انكم لن تنالوا هذا الامر بالمغالبة. وخرجه حميد ابن زنجري وزاد فيه الطعام واكلفوا من العمل ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا الغزوة الغدوة والروحة - 00:27:09
وشيئا وشيء من الدنيا وفي المسند عن بريدة قال خرجت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي طيب الان هو بعد ان فرغ المصنف رحمه الله من تقرير الاساس والاصل وهي ان العمل - 00:27:29
لا يستقل ولا يكفي للفوز بفظل الله وعطائه انما هي فظله انما هو رحمته وفضله واحسانه. الذي يستوجب المجازاة زات على العمل ذكر امرين من الاسباب الرئيسة في تحصيل فضل الله واحسانه. الامر الاول - 00:27:46
ايش المداومة على العمل احب العمل الى الله ادومه وان قل الثاني ايش السداد والاقتصاد وعدم وعدم تحميل النفس ما لا تطيق. اكلفوا من الاعمال ما تطيقون. ان الله لا يمل - 00:28:07
حتى تملوا نعم بالمسند عن بريدة قال نقف على هذا لانه نقف على هذا لان الوقت جاء وقت الصلاة - 00:28:26
Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى واصحابه اجمعين اما بعد نقرأ في المح في كتاب المحجة في سير الدرجة وكنا قد وقفنا على قول المصنف رحمه الله وعند تحقيق النظر - 00:00:00
وما تقدم ذكر فيه الاصل وما ورد عليه. الاصل الذي تقدم في اول الرسالة هو ان الانسان لا ينجيه عمله من النار ولا يدخله الجنة وان ذلك كله انما يحصل بمغفرة الله ورحمته - 00:00:35
وساق الادلة وما يرد على اه هذا الاصل من اعتراض ثم قال رحمه الله وعند تحقيق النظر فالجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر - 00:00:54
المصنف ولشيخنا والحاضرين. اما بعد يقول ان اصنف عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه المحج في سيرة وعند تحقيق النظر والجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمة على عباده المؤمنين - 00:01:18
ولهذا يقول اهل الجنة عند دخولها الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. لقد جاءت رسل ربنا بالحق فلما اعترفوا بنعمته عليهم بالجنة وباسبابها من الهداية وحمدوا الله على ذلك كله جوزوا بان نودوا - 00:01:37
يوزوا بانوا له ان تلكم الجنة الجنة ورثتموها بما كنتم تعملون واضيف العمل اليهم وشكروا عليه. ونظير هذا ما قاله بعض السلف ان العبد اذا اذنب ثم قال يا رب انت قضيت - 00:01:57
قال له ربه انت اذنبت وانت عصيت. فان قال العبد يا رب انا اخطأت وانا اذنبت وانا اسأت. قال الله تعالى انا قضيت عليك وقدرت وانا اغفر لك مما يتحقق به معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة بعمله ولن ينجي احدا عمله. انه - 00:02:13
عدد الحسنات انما هي من فضل الله عز وجل واحسانه. طيب الان اه المؤلف رحمه الله بين معنى من المعاني التي تقدمت او التي تعزز الدليل السابق والذي فتح به المؤلف هذه رسالة وهي دائرة على تقريره آآ لن ينجي احد - 00:02:36
منكم آآ عمله ولن يدخل الجنة احد بعمله في الرواية الثانية آآ ذلك ان النجاة لا تكون بالعمل مجردا بل لا يكون ذلك الا بفظل الله تعالى الذي وفق العمل - 00:02:56
ولولا توفيقه لما كان من اهل الجنة والله لولا الله وما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. فالله هو الذي انعم بالعمل جل في علاه سبحانه وبحمده. فانت تصلي عز وجل يسر لك ذلك وهيأ لك اسباب الصلاة وهو الذي دلك وهو الذي امرك وهو الذي اعانك - 00:03:13
فعند ذلك يعلم الانسان ان عمله اي الفعل الراجع له ليس هو السبب الموجب للجنة. انما هو فضل الله الذي يسر ذلك واعان وتفضل بقبوله والاثابة عليه. فالكل منه جل في علاه وهذا ما اشار اليه في هذا المعنى عندما قال وعند تحقيق النظر فالجن - 00:03:36
والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين. نعم حيث جاز بالحسنة عشرة. ايضا مما يؤكد هذا المعنى ان ان الجنة تحصل بفضل الله وبرحمته لا بعمل الانسان يقول واما يتحقق به معنى قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة - 00:03:56
لن يدخل احد الجنة بعمله او لن ينجي احدا عمله ان مضاعفة ان مضاعفة الحسنات انما هي من فضل الله عز وجل واحسانه حيث جازى بالحسنة عشرا ثم ضاعها الى سبعمائة ضعف. الى سبعمائة الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة - 00:04:20
فهذا كله فضل منه عز وجل. ولو جاز بالحسنة مثلها كالسيئات لم تقوى الحسنات على احباط السيئات. فكان يهلك وصاحب العمل لا محالة. كما قال ابن مسعود في صفات الحسنات ان كان وليا لله فضل الله له مثقال ذرة. ضاعفها الله له حد - 00:04:42
لا يدخله بها الجنة. وان كان شقيا قال الملك قال الملك يا رب فنيت حسناته وبقي لهم ظالمون كثير. قال خذوا من سيئاتهم فاضيقوها الى سيئاته ثم صبوا له صكا الى النار - 00:05:02
فتبين بهذا ان من اراد الله سعادته ما اراد الله ان من اراد الله سعادته اضعف الله له الحسنات حتى نستوفي منه الغرماء ويبقي له مثقال ذرة فتضاعف له ويدخل بها الجنة. وذلك من فضل الله ورحمته. ومن اراد - 00:05:18
شقاوته وله غرماء لم يضاعف حسناته كما تضاعف كما تضاعف لمن اراد الله سعادته. بل يضاعفها عشرا على الغرماء ويستوفونها كلها وتبقى لهم عليه مظالم. ويطرح عليه من سيئاتهم ويدخل بها النار. وهذا عدله وذلك - 00:05:38
تفضل ومن هنا قال يحيى ابن معاذ اذا بسط فضله لم ينفي اذا بسط فضله. اذا بسط فضله لم يبقى لاحد سيئا. الله اكبر واذا جاء عدله لم يبقى لاحد حسنة. وايضا وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نوقش الحساب - 00:05:58
هلك وفي رواية عذب وفي رواية خصم وخرج ابو ابو نعيم من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا اوحى الله الى نبي من انبياء بني اسرائيل. قل لاهل طاعتي من امتك - 00:06:19
نقول لاهل طاعتي من امتك لا يتكلوا على اعمالهم فاني لا اخاص عبدا الحساب يوم القيامة اشاء ان اعذبه انا عذبته وقل لاهل معصيتي من امتك لا يرضوا بايديهم فاني اغفر الذنب العظيم ولا ابالي. جل في علاه سبحانه - 00:06:34
وقال عبد العزيز ابن ابي ابن ابي رواد اوحى الله الى داوود عليه السلام يده بشر المذنبين وانذر المصدقين وكانه عجب وقال يا رب ابشر المذنبين وانذر المصدقين؟ قال نعم بشر المذنبين انه لا يتعاظمني ذنب اغفره - 00:06:54
وانذر المصدقين اني لا اضع عدلي وحسابي على احد الا انا. الله اكبر. وقال ابن عيينة المناقشة سوء الاستقصاء حتى لا يدرك منه شيء. وقال ابن زيد الحساب الشديد الذي ليس فيه شيء من العفو والحساب اليسير الذي تغفر - 00:07:14
حزنه وجبة من حسناته. فتبين بهذا انه لا نجاة للعبد بدون مغفرة. والعفو والرحمة والتجاوز وانه متى اقيم العدل على عبد الملك واما يبين ذلك هذا المعنى الذي ذكره رحمه الله - 00:07:34
هو مما يؤكد ما في الحديث لن ينجي احدا عمله ولن يدخل الجنة احد بعمله. ذاك ان العمل مهما كان فان الله تعالى يثيب على الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف - 00:07:52
الى اضعاف كثيرة فاذا بسط الله فظله على العبد ظاعف له من الحسنات ما تفنى به سيئاته ويرجح له حسنة فيدخل بها الجنة فيكون ذلك فضل الله الذي تفضل به على العبد في عمله وفي اثابته عليه. ولولا ان الله ضاعف في المثوبة والاجر على الحسنات لهلك - 00:08:07
انه جزيئ في الحسنة بعشر امثالها وكان عنده من السيئات ما يقابل ذلك فلم يبق له حسنة ترجح بها موازينه وبقي له من السيئات ما رجح به ميزانه فيهلك فتكون النجاة ويكون - 00:08:31
دخول الجنة بفظل الله عز وجل. وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب او هلك او خصم فان المناقشة هي الاستقصاء والمساءلة عن الدقيق والجليل - 00:08:47
واما العرض فهذا هو الحساب اليسير الذي ذكره الله تعالى في قوله فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا تبين من هذا انه لولا الله في رحمته واحسانه وفضله لهلك عباده. ولهذا جاء في في الحديث الصحيح عن زيد ابن ثابت - 00:09:06
وعن يحذيفة ابن اليمان وعن عبد الله ابن مسعود وعن ابي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان الله عذب اهل سماواته وارضه لعذبهم وهو غير - 00:09:33
له لا كأن العباد عندهم من القصور والتقصير ما يوجب العقوبة لولا فضل الله على عباده وجميل احسانه عليهم سبحانه وبحمده نعم فتبين بهذا فتبين بهذا انه لا نجاة للعبد بدون مغفرة. والعفو والرحمة والتجاوز. وانه متى اقيم العدل المحض على عبد هلك. واما - 00:09:50
ما يبين ذلك ايضا قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم فهذا يدل على ان الناس يسألون عن النعيم في الدنيا هل قاموا بشكره ام لا؟ فمن طلب بالشكر على كل نعمة من عافية وستر وصحة - 00:10:21
وسلامة حواس وطيب عيش واستقصي على ذلك لم تفئ اعماله كلها بشكر بعض هذه النعم. وتبقى النعم غير مقابلة شكر ويستحق صاحبها العذاب في ذلك وخرج الفرائض في اهداف الشكر من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يؤتى بعبد يوم القيامة ويوفق بين يديه - 00:10:37
لله عز وجل ويقول الله للملائكة انظروا في عمل عبدي ونعمي عليه فينظرون فيقولون ولا بقدر نعمة واحدة من نعمك ويقول انظروا في عمله سيئه وصالحه. فينظرونه فيجدونه كفافا فيقول عبدي قد قبلت - 00:11:02
حسناتك حسناتك وغفرت لك سيئاتك. وقد وردت لك نعمي فيما بين ذلك. الله اكبر وخرج الطبراني من حديث ابن عمر ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان الرجل يأتي يوم القيامة بالعمل ولو وضع على جبل لاثقله - 00:11:22
نعمة من نعم الله وتكاد ان تستنفذ ذلك الا ان يتطاول الله برحمته وخرج ابن ابي الدنيا من حديث انس رضي الله عنه مرفوعا يؤتى بالنعم يوم القيامة ويؤتى بالحسنات والسيئات. ويقول الله لنعمة من نعمه - 00:11:41
خذي حقك من حسناتك. فما تترك له حسنة الا ذهبت بها. وباسناده عن وهب ابن منبه قال عبد عابد خمسين سنة فاوحى الله اليه اني قد غفرت لك. قال يا رب وما تغفر لي ولم اذنب. فاذن الله لعرق في عنقه - 00:11:57
ارقد واذن الله لعرق في عنقه وضرب عليه فلم ينم ولم يصلي ثم سكن ونام واتاه ملك فشكى اليهما العرق وقال الملك ان ربك عز وجل يقول عبادتك خمسين خمسين سنة تعدل سكون ذلك - 00:12:17
الله اكبر يعني ثمن ومقابل تسكين ذلك العرق الذي هو جزء يسير من البدن نعم وفي صحيح الحاكم عن جابر رضي الله عنه مرفوعا عن جبريل عليه السلام ان عابدا عبد الله تعالى على رأس جبل في البحر - 00:12:37
خمسمائة سنة ثم سأل ربه ان يقبضه ساجدا. قال جبريل ونحن نمر عليه اذا هبطنا واذا اعرجنا ونجد في العلم ان انه اذا بعث ونجد في العلم ونجد في العلم انه اذا بعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول الله عز وجل - 00:12:57
ادخلوا عبدي الجنة برحمته. ويقول العبد بعملي يا رب يفعل ذلك ثلاث مرات ثم يقول الله تعالى للملائكة قيس وعبدي بنعمي عليه وبعمله فيجدون نعمة البصر قد احاطت بعبادة خمس مئة خمس مئة سنة خمسا خمس مئة سنة - 00:13:17
بقيت نعمة الجسد له فيقول ادخلوا عبدي النار فيجر فيجر الى النار في نادي برحمتك يا رب ادخلني الجنة الجنة قال جبريل انما الاشياء برحمة الله يا محمد فمن حقق معرفة اسأل الله ان لا يخلينا من رحمته - 00:13:37
ومن حقق معرفة هذه الامور طيب اذا خلاصة هذا النقل طبعا الاحاديث ظعيفة التي ذكرها رحمه الله لكن المعنى مقرر بالتأكيد ومتفق عليه ان نعم الله تعالى على العبد لا توازي عمله مهما كان طيبا واتقانا - 00:13:58
فان نعم الله تعالى صابغة سابقة حاضرة ولاحقة وما بكم من نعمة فمن الله مهما كان العمل متقنا فان نعم الله فان جزءا من نعم الله تعالى لا يقوم لا تقوم تلك الحسنات - 00:14:17
لشكر الله تعالى على تلك النعمة. هذا خلاصة ما ذكر وهو يؤكد انه لن ينجو احد بعمله. وانه لن يدخل احد الجنة بعمله نعم ومن حقق معرفة هذه الامور عرف ان العمل وان عظم فانه لا يستقل بنجاة العبد. لا يستقل يعني لا يكفي ولا ينفرد - 00:14:38
ولا يستحق به على الله دخول الجنة ولا النجاة من النار. وحينئذ فيفلس العبد العبد من عمله وييأس من الاتكال عليه. ومن اليه وان كثر العمل وحسن فكيف بمن ليس له عمل كثيرا وليس له عمل حسن؟ فان هذا ينبغي ان يشغله الفكر في التقصير في - 00:15:02
ويشتغل بالتوبة من تقصيره والاستغفار منه. فاما من حسن عمله وكثر فانه ينبغي ان يشتغل بالشكر عليه. فان ذلك من اعظم ونعم الله على عبدك فيجب مقابلته مقابلته بالشكر عليه وبرؤية التقصير في القيام بشكره. كما كان ابراهيم ابن الوهب اذا سئل عن - 00:15:22
عمل من الاعمال يقول لا تسألوا عن اجره ولكن سلوا عما يجب علي من هدي له من عائشة اسألوا عما يجب على من هدي من هدي له من الشكر عليه. الله اكبر - 00:15:42
وكما انت على الهداية الى العمل الصالح هي الموجبة للشكر لا العمل الصالح في ذاته بمعنى انه هو لا ينظر الى اجر الثواب يرى ان التوفيق الى العمل الصالح هو ثواب ولو لم يؤجر عليه - 00:15:57
هذا معنى قوله رحمه الله اذا سئل قال كذا كان وهيب ابن الورد اذا سئل عن اجر عمل من الاعمال يعني ما اجر الصيام في اليوم الصائف الصلاة في اخر الليل كان يقول رحمه الله لا تسألوا عن اجره اي اجر هذا العمل لكن سلوا عما يجب على من هدي اليه يعني من - 00:16:15
الى القيام بذلك العمل من الشكر عليه. كم عليه؟ كم ما الذي يجب من الشكر لله تعالى ان وفقه الى العمل فانه لولا الله وتوفيقه لما كان ذلك العمل وهذا آآ مما يذهب عن النفس العجب - 00:16:35
ويقتل فيها الرياء فانه من يعجب بعمله ويرى نفسه فضلا عن الناس فليذكر انه لولا فضل الله عليه وتوفيقه وتسديده واعانته قلت له لما كان ذلك الصالح من العمل نعم - 00:16:54
كان ابو سليمان يقول كيف يعجب عاقل بعمله وانما يعد العمل نعمة من نعم الله عز وجل. انما ينبغي له ينبغي له ان يشكر ويتواضع. انما يعجب بعمله القدرية. الذين لا يرون اعمال العباد مخلوقة لله عز وجل. وما احسن ما قال - 00:17:09
ابو بكر النهش انها النشأ النهشري يوم مات داوود الطائف وقام ابن سماك بعد دفنه يثني عليه بصانع عمله يبكي والناس يبكون ويصدق ويصدقون مقالتهم ويشهدون بما يثني عليه. فقام فقام ابو بكر النحشري فقال اللهم اغفر له - 00:17:29
وارحمه ولا تكله الى عمله. الله اكبر. وفي سنن ابي داود. لانه اذا وكل الى عمله هلك انما النجاة في ان يأكلك الله تعالى الى فضله واحسانه نعم وفي سنن ابي داوود عن زيد بن ثابت رضي الله عنه مرفوعا لو عذب الله اهل سماواته واهل ارضه لعذبه وهو غير ظالم لهم - 00:17:49
ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم وفي صحيح الحاكم عن جابر ان رجلا جاء وهذا معناه ان الله لو اجرى عدله على خلقه لما نجحت لكنه عامل خلقه بفظله - 00:18:12
حتى خير الخلق صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه لما قال للناس لاصحابه. واعلموا ان احدا منكم لا يدخل الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا - 00:18:28
مع عظيم ما كان عليه من التقوى والصلاح والايمان والعبادية وتحقيق العبودية لله عز وجل في الظاهر والباطن في السر والعلن وفي المنشأ والمكره اللهم صلي عليه ومع هذا ايقن بان النجاة انما تكون برحمة الله. وهذا معنى لو عذب الله اهل سماواته - 00:18:43
واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم لان الله لا يظلم الناس شيئا. لكن اعمال العباد مهما بلغت طيبا حسنا فانها لا توجب لهم النجاة لولا فضل الله ورحمته نعم - 00:19:04
في صحيح الحاكم عن جابر ان رجل عن جابر ان رجلا جاء الى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فقال واذنوباه واذنوباه قال امرتين امرتين او ثلاثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم مغفرتك اوسع من ذنوبي - 00:19:22
برحمتك ارجى ورحمتك ورحمتك ارجى عندي من عملي فقالها ثم قال عد فعاد ثم قال عد فعاد ثم فقال تقوم فقد غفر الله لك. الله اكبر. وقيل في هذا المعنى ذنوبي اذا فكرت فيها كثيرا رحمة ربي من ذنوبي اوسع. من ذنوب - 00:19:39
اوسع ورحمة ربي من ذنوبي اوسعه. وما طمعي في صالح قد عملته ولكنني في رحمة الله اطمعه فاذا تقرر ذلك اي هذا فصل عظيم. وعلم ان العمل بنفسه لا يوجب النجاة من النار ولا دخول الجنة. فضلا عن ان يوجب بنفسه وصولا - 00:19:59
والى اعلى ما في الجنة من منازل المقربين والنظر الى وجه رب العالمين. وانما ذلك كله برحمة الله وفضله. ومغفرته فذلك على المؤمن ان يقطع نظره عن عمله بالكلية والا ينظر الا الى فضل الله ومنته. الله اكبر. كما سئل بعض العارفين اي - 00:20:18
اعمالي افضل قال رؤية فضل الله عز وجل وانشد ان المقادير اذا ساعدت الحقت الحقت العاجزة بالحائط حازم وتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة من النار ولدخول الجنة وللقرب من مولاه والنظر اليه في دار كرامته. يطلب ذلك - 00:20:38
الاسباب الموصلة الى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ومحبته. طيب هذا الاصل في غاية الاهمية وهذا التنبيه ظرورة عدم الاتكال على رحمة الله دونها ان يكون الانسان مشتغلا بما يوجب الرحمة فان الرحمة لها موجبات - 00:21:00
حتى لا يقول الانسان والله يعني طيب اذا كان دخول الجنة بفضل الله ورحمته اذا نترك العمل. هذا ليس بصحيح بل الله تعالى جعل حصول الرحمة منوطا باسباب. يقول الله تعالى واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا - 00:21:22
لعلكم ترحمون فجعل الانصات للقرآن والاستماع له والاقبال عليه من موجبات الرحمة كل رحمة يرجوها العبد من من رحمة الله تعالى لها اسباب ينبغي ان يبذل الاسباب لتحصيلها ولا يتكل على العمل لكن الذي يفيده - 00:21:41
هذا الحديث وامثاله هو ان يقطع النظر الى عمله لان لا يعجب به. فان الاعجاب بالعمل محبط له. ومذهب لبركته فمهما كنت صلاحا واستقامة في الظاهر والباطن فاحمد الله واشكره على ان يسر لك هذا الصلاح والهدى - 00:22:06
فانه لولا الله ما كان ذلك. لهذا الصحابة كانوا يرتجزون بهذا المعنى في غزوة الاحساء فيقولون والله لولا الله وما اهتدينا يعني لولا ان الله وفقنا ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فكل عمل صالح انما هو بتوفيق الله. ولهذا كان ما قاله بعض العارفين - 00:22:26
اي الاعمال افضل؟ قال رؤية فضل الله في غاية اتقان لان من رأى فضل الله تعرظ له ولم يعجب بعمله فالعجاب بالعمل محبط للعمل مهما كان العمل صالحا مهما كان العمل متقنا مهما كان العمل حسنا - 00:22:48
انه اذا عجب به الانسان ذهب ذلك العمل وحبط نعم. فتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة من النار ولدخول الجنة وللقرب من مولاه والنظر اليه في دار كرامته. ان يطلب ذلك - 00:23:07
بالاسباب الموصلة الى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ورضاه ومحبته. فبها وبها ينال ما عند الله من الكرامة الله سبحانه وتعالى قد جعل الموصل الى ذلك اسبابا من الاعمال الصالحة. التي جعلها موصلة اليها وليس ذلك موجودا - 00:23:23
الا فيما شرعه الله لعباده على لسان رسوله واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انه يقرب الى الله ويوجب رضوانه ومغفرته وانه مما يحبه الله او انه احب الاعمال الى الله عز وجل. قال الله تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين. وقال - 00:23:43
ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون. اشهد هذه الايات واضح قريب ممن من المحسنين فاشتغل بالاحسان لتكون رحمة الله منك قريبة وسعت كل شيء فلا شيء الا وقد شملته رحمة الله عز وجل. لكن - 00:24:03
اعظم الناس نصيبا من تلك الرحمة وحظا منها فساكتبها للذين يتقون هم عملوا عملا اوجب لهم نصيبا وافرا من رحمة الله عز وجل نعم فالواجب الواجب على العبد البحث عن خصال التقوى وخصال الاحسان التي شرعها الله في كتابه او على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:24:25
والتقرب بذلك الى الله عز وجل. فانه لا طريق للعبد ان لا طريق للعبد يوصله الى رضا مولاه وقربه ورحمته وعفوه ومغفرته سوى ذلك. سوى خصال التقوى وخصال الاحسان المشار اليه ما تقدم. نعم. وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الاحاديث المشار اليها في اول الجزء من رواية عائشة - 00:24:49
وابي هريرة الى ان احب الاعمال الى الله شيئان. احدهما ما داوم عليه صاحبه وان كان قليلا. وهكذا كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم وعمل اله وازواجه من بعده وكان ينهى عن قطع العمل. وقال صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص ما - 00:25:14
نزل فلان كان يقوم الليل كان يقوم الليل فترك قيام الليل. وقال صلى الله عليه وسلم يستجاب لاحدكم ما لم يعجل وقد دعوه فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء - 00:25:34
قال الحسن اذا نظر اليك الشيطان فرآك مداوما على طاعة الله عز وجل فباغاك وباراك فرآك مداوما من لك امن لك ورفضك واذا رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك - 00:25:50
الثاني ان احب الاعمال الى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير. دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير. كما قال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يسروا ولا تعسروا. وقال انما بعثت للميسرين ولم تبعثوا معسرين - 00:26:07
والمسند عن ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي الاديان احب الى الله عز وجل؟ قال الحنفية السبع وفيه ايضا عن مهجن ابن الادرع ان النبي صلى الله عليه وسلم الادرع ابن الادرع ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل الى المسجد فرأى رجلا - 00:26:27
قائما يصلي وقال اتراه اتراه صادقا؟ فقيل يا نبي الله هذا فلان هذا من احسن اهل المدينة او من اكثر كان من المدينة صلاة وقال لا تسمعه فتهلكه فتهلكه. مرتين او ثلاثة. انكم امة اريد بكم اليسر. وفي رواية - 00:26:49
الاخرى له قال ان خير دينكم ايسر. وفي رواية اخرى له انكم لن تنالوا هذا الامر بالمغالبة. وخرجه حميد ابن زنجري وزاد فيه الطعام واكلفوا من العمل ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا الغزوة الغدوة والروحة - 00:27:09
وشيئا وشيء من الدنيا وفي المسند عن بريدة قال خرجت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي طيب الان هو بعد ان فرغ المصنف رحمه الله من تقرير الاساس والاصل وهي ان العمل - 00:27:29
لا يستقل ولا يكفي للفوز بفظل الله وعطائه انما هي فظله انما هو رحمته وفضله واحسانه. الذي يستوجب المجازاة زات على العمل ذكر امرين من الاسباب الرئيسة في تحصيل فضل الله واحسانه. الامر الاول - 00:27:46
ايش المداومة على العمل احب العمل الى الله ادومه وان قل الثاني ايش السداد والاقتصاد وعدم وعدم تحميل النفس ما لا تطيق. اكلفوا من الاعمال ما تطيقون. ان الله لا يمل - 00:28:07
حتى تملوا نعم بالمسند عن بريدة قال نقف على هذا لانه نقف على هذا لان الوقت جاء وقت الصلاة - 00:28:26