قال رحمه الله ذي النعم الواسعة الغزيرة ذي بمعنى صاحب كما قال ابن مالك من ذا كذو ان صحبة ابانا تذي هنا بمعنى صاحب والمراد اي صاحب النعم الغزيرة وقوله رحمه الله ذي النعم - 00:00:00
الغزيرة النعم جمع نعمة النعم جمعها هنا لكثرتها وتنوعها وهي في الجملة تنقسم الى قسمين نعم دينية ونعم دنيوية فهو صاحب النعم جل في علاه ما يتعلق منها بالدين وما يتعلق منها - 00:00:23
بالدنيا قوله رحمه الله ذي النعم اي صاحب النعم الغزيرة هذا وصف للنعم ولو قال قائل ما المقصود النعم النعم هو كل ما افاضه الله تعالى على عباده من الاحسان - 00:00:55
ايجادا وامدادا صيانة وحفظا كل ما افاضه الله تعالى على عباده من الاحسان ايجادا هذا في الابتداء وامدادا في الاستمرار صيانة وحفظ صيانة حفظا اي ابقاء وصيانة اي اصلاحا وتكميلا لما يمكن ان يكون من نقص - 00:01:27
فالبصر نعمة اوجدها الله عز وجل كل ما تبصره فهو امداد لهذه النعمة واستمرار لها فهو المتفضل بهذه النعم ايجادا وامدادا فالنعم كل ما افاض الله تعالى على عباده من الخير والاحسان ايجادا وامدادا - 00:01:59
صيانة وحفظا وقوله رحمه الله في النظم الغزيرة بالنعم نعم قوله رحمه الله الواسعة الغزيرة هذا ذكر وصفين لنعمه السعة وهذا في الكيف والغزيرة وهذا في الكم فهي غزيرة كثيرة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها - 00:02:23
وواسعة هذا في الكيف انها شاملة سابغة كما قال تعالى واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فنعم الله التي انعم بها على كل فرد منا على هذا النحو والوصف. نعم واسعة ونعم غزيرة - 00:02:52
بعد ان ذكر ما يتعلق بالنعم المتصلة بالعباد في الظاهر والباطن رجع الى الثناء على الله تعالى فقال والحكم الباهرة تلك كثيرة والحكم والحكم معطوفة على النعم فيكون المعنى وصاحب الحكم - 00:03:15
وصاحبي الحكم هذه النعم وذي الحكم اي صاحب اي اي انه صاحب الحكم والحكم جمع حكمة وهي الغاية والمقصود والسر فيما يشرعه ويقدره وقوله والحكم يشمل الحكم في قضائه الكوني والحكم في قضائه الشرعي - 00:03:39
فان حكم الله تعالى الكون والشرع كله لا يخلو من حكمة فالحكم ليست مقصورة على القضاء والحكم الشرعي بل على الامرين ودليل ذلك في الخلق والكون قوله جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:04:13
ان الله كان عليما حكيما اي فيما يشاؤه فما يشاؤه صادر عن علم وحكمة هذا فيما يتعلق حك بكونه حكيم بكونه حكيما في قضائه الكون القدري وكذلك هو حكيم في قضائه - 00:04:41
الشرعي الديني دليل ذلك قول الله تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. والكتاب جاء لبيان الشرع والدين وهو وهو المظمن لاحكام الله القدرية. وهو المظمن احكام الله تعالى القدرية عفوا وهو المظمن احكام الله تعالى الشرعية الدينية - 00:05:07
فمن اراد الحكم الشرعي الديني قرأ الكتاب فقوله رحمه الله والحكم يشمل النوعين وقوله الباهرة الكثيرة هنا لفتة مهمة تتعلق بالحكم وهو ان حكم التشريع باهرة والباهر هو الشيء الذي يندهش له العقل - 00:05:40
الذي يصاب العقل فيه بنوع من الدهشة وقد لا يدركه العقل فيقصر عن ادراك تلك الحكمة فهي حكم باهرة قد تقصر عنها العقول وقد تندهش لها العقول ولذلك وصفها بالباهرة - 00:06:10
لانها على هذا النحو من الاتقان وعلى هذا النحو من السمو وقد تخفى على الناس فلا يدركوها لا لانه لا حكمة في خلقه وشرعه لكنها مما يقصر عنه عقل الانسان. ولهذا من القواعد - 00:06:39
من القواعد ان الشريعة تأتي بما يبهر العقول يبهر العقول او بما تحار فيه العقول. لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بما تمنعه العقول او بما تحيله العقول وهذا فرق بين - 00:07:08
واضح بين القسمين ما تحاروا فيه العقول ان الشريعة تأتي بما لا يدرك العقل معناه لا لانه لا معنى فيه لكن لانه لم يستطع ان يراه. يقصر عن ادراكه ورؤيته - 00:07:33
الان لو سألتكم اترون القمر هل ترون القمر الان لا ترونه هل هو هل عدم رؤيتكم للقمر دليل على عدم وجوده؟ لا لماذا؟ لانه يوجد حائل بينكم وبينهم وهو ان ابصاركم لا - 00:07:53
تنفذ من هذا البناء لترى هل ثمة قمر او لا فقد تقصر العقول عن ادراك اسرار وحكم الشريعة لكن لا يمكن ان يكون هذا القصور دليلا على عدم الحكمة او عدم - 00:08:13
السر فيما شرعه الله عز وجل بل ما من شيء قظاه الله لا شرعا ولا كونا الا ولابد فيه من حكمة هذه الحكمة تظهر لمن فتح الله قلبه وبصيرته وتخفى على من لم يدرك ذلك بفضله. وقد يكون شيء - 00:08:32
يعجز الناس عن ادراكه وهو ما يسميه الفقهاء بايش يسميه الفقهاء بايش الاحكام التعبدية الاحكام التعبدية هم يقولون تعبدي هذا حكم تعبدي بمعنى انه ليس له علة معقولة لكن هذا لا يعني انه لا علة له - 00:08:52
واضح يا اخوان فاذا رأيت في كلام الفقهاء ان هذا من احكام التعبدية ليس معنى ذلك انه لا حكمة له او لا حكمة فيه بل ثمة حكمة انما ليس ثمة - 00:09:13
اتى حكمة تطيقها العقول تدركها العقول لو سألتكم صلينا المغرب كم حنا ثلاث ركعات لماذا صلينا المغرب ثلاث؟ لماذا شرع الله المغرب ثلاث ركعات هل هل ثمة حكمة او لا سؤال - 00:09:30
نعم ثمة حكمة هل نعلم هذه الحكمة فيما يظهر انه ما وقفت على احد ذكر الحكمة لمثل هذا. لكن عدم وجود الحكمة لا يعني انه لا حكمة على انه ثمة حكمة يمكن ان تجيب بها على كل - 00:09:50
حكم لا تدرك حكمته وهو التعبد انك تطيع الله فيما عقلت معناه وفيما لا وفيما لم تعقل معناه هذه الحكمة تنتظم كل التشريع جميع التشريع تنتظمه هذه الحكمة تحقيق العبودية تحقيق الرق لله عز وجل ان تتعبد لله بما لا تدرك - 00:10:08
معناه تصلي الفجر ركعتين الظهر اربعا العصر اربعا المغرب ثلاثا العشاء اربعا ليش؟ هذا العدد الله اعلم لكني عبد لله اطيعه فيما امرني. ولو لم يكن الا هذه الحكمة لكان هذا كافيا - 00:10:31
فانه مما تظهر به العبودية ولو كان الانسان لا يستجيب الا لما الا لما ادركه عقله لكان عابدا لعقله لا لربه ولكن من حكمة الله ان اخفى بعض الحكم ولم يبينها لعباده حتى يتميز - 00:10:51
من يصدق وينقاد ومن يعارض ويأبى فيكون مهتديا في الحالة الاولى ويكون ضالا في الحالة الثانية اذا قوله والحكم الباهرة اي التي تعجز التي تنبهر لها العقول تندهش لها العقول. وهذا وصف كيفي او كمي - 00:11:14
كيفي كيفية الحكمة انها باهرة وقوله الكثيرة هذا وصف يتعلق بالكم انها حكم كثيرة لا يحصيها العباد. وبهذا يكون قد تناسب وصف الحكم مع وصف النعم فالنعم واسعة غزيرة والحكم باهرة - 00:11:43
كثيرة كلاهما جمع وصفا كيفيا ووصفا كميا ثم قال رحمه الله بعد ذلك ثم الصلاة بعد ان فرغ من حمد الله والثناء عليه بما هو اهله وذكر الجمع والتفريق والحكم وهي مما - 00:12:03
تصل القواعد ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم الصلاة مع سلام دائم على الرسول رشي الخاتمي اي بعد الحمد فالثم هنا للترتيب الذكري وقول الصلاة اي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:28
فالاف واللام هنا للعهد الذهني للعهد الذهني لان الالف واللام تأتي للعهد الذكري وتأتي العهد الذهني. العهد الذهني ما هو؟ هو ما ينصرف اليه الذهن عند الذكر واما اه العهد الذكري فهو ما سبق - 00:12:51
التنبيه اليه وما سبق ذكره في الكلام. هنا الصلاة لم يسبق لها كلام. فعلم انها للعهد الذهني لما يقول ثم الصلاة ايش؟ الصلاة اي الدعاء بالصلاة على النبي صلوات الله وسلامه عليه - 00:13:12
والدعاء بالصلاة على النبي معناه هو ذكره هو سؤال الله تعالى لنبيه الخير الكثير في الدنيا والاخرة. هذا معنى اللهم على محمد اي اعطه خيرا كثيرا في دنياه وفي اخراه. وهذا اجمع ما قيل في تعريف الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم - 00:13:27
ثم الصلاة مع سلام مع اي صلاة مقترنة صلاة مصاحبة للسلام لان الله امر امر المؤمنين بان يصلوا عليه ويسلموا تسليما يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. قال رحمه الله - 00:13:47
مع سلام اي مع الدعاء له بالسلامة في دينه وفي شرعه وفي سنته وفي اتباعه وفي اهل بيته وفي اصحابه وفي قبره وفي بعثة وفي كل احواله صلوات الله وسلامه عليه - 00:14:08
على الرسول القرشي الخاتمي الصلاة والسلام على الرسول الالف واللام هنا ايضا للعهد ايش على العهد الذهني وهو ما ينصرف اليه الذهن عند ذكر الرسول من هو؟ محمد صلى الله عليه وسلم - 00:14:26
ثم ميزه باوصاف تميزه عن غيره من الرسل. لان الرسول هنا يمكن ان يقول انه الالف واللام للاستغراق للجنس كل رسول هذا لكن لما قال القرشي الخاتمي فقد ميزه بوصفين لا يشاركهما فيه رسول - 00:14:43
نسب ووصف الرسالة النسب قرشي ووصف الرسالة خاتمة فبذلك ميز النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره. قال واله اي والصلاة والسلام على اله وال النبي صلى الله عليه وسلم هم قراباته ممن امن به ممن ادركه او - 00:15:01
جاء بعدها كل قرابات النبي صلى الله عليه وسلم ممن امن به وافقه او جاء بعده عاصره او جاء بعده صلوات الله وسلامه عليه. وقيل الان هنا هم كل من اتبع النبي صلى الله - 00:15:24
عليه وسلم وامن به من اله من اقاربه ومن غيرهم قال وصحبه الابرار وصحبه اذا قلنا الصحب الال هم القرابات فالصحب هم من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به - 00:15:41
ومات على ذلك من غير قراباته ويمكن ان يجمل ويقال هم كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فيكون هذا من باب عطف العام على الخاص - 00:16:01
من باب عطف العام على الخاص. واذا قلنا الان هم الاتباع فيكون من باب عطف العكس الخاص على العام وخص الصحابة لشريف منزلتهم وعلو مكانتهم وقوله الابرار الابرار جمع بر. والبر هو الطائع القائم بالبر - 00:16:17
والبر مأخوذ من السعة الفسحة وذاك ان الطاعة تتسع به تتسع بها على الانسان المضايق ويدرك بها شرح الصدر وطمأنينة الفؤاد الا بذكر الله تطمئن القلوب كما انه يدرك الفوز في الاخرة فان الله عز وجل قال لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وقد فسر جماعة من اهل العلم - 00:16:42
البر هنا بالجنة لن تنالوا الجنة حتى تنفقوا مما تحبون. قال الحائزي مرأتي بالفخار هذا وصف للال والاصحاب فكلاهما بر وكلاهما حائز مراتب الفخار مراتب اي منازل ودرجات والفخار اي السمو العلو دون افتخار. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انا ولد انا سيد ولد ادم - 00:17:11
يوم القيامة ولا فخر. اي وليس ذلك على وجه الافتخار. انما على وجه ذكر ما من الله به به علي من هذه المنزلة العظيمة العالية السامية وهو انه سيد ولد ادم يوم القيامة صلوات الله وسلامه عليه. فقوله الحائز مراتب - 00:17:46
الفخار اي مراتب الفخر والعلو لكن دون افتخار وعلو على الخلق فانهم كانوا اشد الناس طاعة لله عز وجل كانوا ابر الامة قلوبا واقومها سبيلا واكثرها تواضعا واعظمها حرصا على تبليغ الرسالة ونشرها - 00:18:06
قال بعد ذلك الان صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عاد بعد ذلك الى مقصودة في هذا بعد الحمد والثناء قال اعلم اعلم يأتي بها العرب عند لفت الانتباه الى كلام مهم - 00:18:28
في كل سياقاتها اعلم يستعملها العرب للفت الانتباه الى كلام مهم فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسا وقد جاء في القرآن ذكرها في مقام التنبيه الى مهمات اما مهمات - 00:18:48
في ذاتها او مهمات لغيرها قوله رحمه الله اعلم هديت وهنا جمع المصنف رحمه الله في نظمه بين لفتتين. اللفتة الاولى التنبيه الى مهم سيقوله واللفتة الثانية التنبيه الى ان هذا التعليم باعثه الحرص - 00:19:12
على هداية المتعلمين الشفقة عليهم الرحمة لهم ولذلك دعا لهم بالهداية وبهذا ينكسر حدة ما يمكن ان يتسرب الى النفس من انه كلام من علو لدون لان احيانا قد تمتلئ النفس من المعلم شيئا من اه العلو على - 00:19:36
متعلمين فكسر ذلك وازال هذا الوهم بذكر ما يؤمنه لمن يعلمه من الهداية والتوفيق اعلم هديت ان اعظم المنن علم يزيل الشك عنك والدرن. ولو قيل لك اعطني ضابطا للعلم النافع لم تجد افضل من هذا الضابط - 00:20:00
هذا ضابط للعلم النافع العلم النافع هو العلم الذي يزيل الشك والدرن ويكشف الحق لذي القلوب ويوصل العبد الى المطلوب. هذه مقومات العلم النافع ان يكون علما يزول به الشك والدرن من القلوب - 00:20:25
ان ينكشف به الحق ان تصل به الى المطلوب وما هو المطلوب؟ تحقيق العبودية للملك الغلاب جل في علاه هذا هو المقصود والمطلوب من هذا العلم. وعندما يغيب هذا المقصود عنا فاننا - 00:20:48
اقعد يا ولدي فاننا سنظل يا اخواني عندما تغيب النية عن طالب العلم تماما كالذي يقود سفينة بلا بوصلة ما يدري وين يروح ترمه به الرياح يمنة ويسرة ويطول عناؤه ويتعب سيره ولا يدرك مطلوبا. لكن عندما تتضح الغاية - 00:21:09
ويتوحد الهدف ويحظر في قلبك اثناء الطلب فانه سيوفقك الله تعالى الى ما تريد فاحرص على سلامة القصد والنية حتى تصل الى المطلوب لان العلم لا يطلب لاجل الاستكثار من المعرفة - 00:21:35
انما يطلب لتحقيق العبودية لله في نفسك وتحقيق العبودية لله بدعوة الخلق الى الهدى. هذا هو مقصود العلم هذا هو المطلوب من التعلم. ان العبودية لله في قولك في قلبك وقالبك في قولك وعملك وظاهرك وباطنك - 00:21:55
وايضا ان تجمع الى هذا ان تكون سببا لانقاذ الناس وهدايتهم الى الصراط المستقيم تتعلم لرفع الجهل عن نفسك لما يقولون رفع الجهل عن نفسك مو انك تعرف وبس. ورفع الجهل عن غيرك مو انك والله تعلمهم معلومات وبس. الجهل هنا ليس فقط - 00:22:12
عدم العلم لما يقول العلماء رفع الجهل عن نفسك ليس المقصود فقط عدم العلم انما المقصود عدم انما المقصود عدم العلم ان ترفع عن نفسك عدم العلم وعدم العمل بالعلم - 00:22:31
فان عدم العمل بالعلم ها جهل دليل ذلك قوله تعالى ها ها ما اقدر اسمع واجد لا مو بهذي الاية كما الحمار يحملها هذي غيرها في شقايا ذكر الله تعالى فيها الجهل - 00:22:45
باسمه ها انما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. قوله يعملون السوء بجهالة احفظوها. ايش معنى بجهالة؟ انه ما يدرون انه حرام لو كان ما يدرون انه حرام - 00:23:12
ما كانوا وقعوا في اثم لان الشريعة لا تترتب الا لا تثبت الا بعد العلم بالحكم. لكن هنا الجهالة المذكورة انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة اي بعدم عمل بالعلم لا بعدم علم بالعلم - 00:23:31
ولذلك الجهل ليس فقط كما يظنه البعض انه عدم عدم العلم بالشيء. انما عدم العلم به وعدم العمل به جهل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابي ذر انما انك امرؤ فيك جاهلية. والمراد بالجاهلية هنا هو عدم - 00:23:47
قل عملي بالعلم وقوله رحمه الله هنا ببيان ضابط العلم النافع ذكر ثلاثة امور علم يزيل الشك عنك والدرن هذه الضابط الاول ويكشف الحق لذي القلوب هذا الظابط الثاني ويوصل العبد الى المطلوب يعني لابد من عمل اذا زالت - 00:24:07
عن قلبك الادراج وانكشف له الحق ورآه فان المطلوب هو ان تمتثل ذلك العلم عملا فيصلك يوصلك الى المطلوب طيب لماذا بدأ بازالة الشك قبل انكشاف الحق لانه لا يمكن ان ترى - 00:24:32
الحق على وجه بي جلي الا اذا زالت عن عينك الشكوك والشبه والحوائل فقوله فقوله علم يزيل فقوله رحمه الله آآ علم يزيل الشك هذه تخلية ويكشف الحق هذه تحلية - 00:24:53
وتكميل ويوصل العبد الى المطلوب هذا عمل بعد العلم المصنف يقول اعلم هديت ان افضل المنن افضل ما يمن الله به على العبد افضل ما ينعم الله به عليك ان يرزقك العلم النافع - 00:25:17
وهو ما بعث به النبي صلى ما بعث الله تعالى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما بعث به الله عز وجل النبي صلوات الله وسلامه فانه بعث بالعلم النافع والعمل الصالح. يقول الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. الهدى - 00:25:36
علم النافع ودين الحق العمل الصالح. طيب اه قال رحمه الله لماذا سماها منا ما قال نعم لان الله سمى الهداية الى الصراط المستقيم منا بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. الله ما من على عباده بمنة بنعمة سوى الهداية - 00:25:56
لم يذكر الله النعم في سياق المنة الا في نعمة الهداية وهذا لشريفها وعظيم المنحة التي وهبها الله تعالى من شرح صدره اللهم اشرح صدورنا للهدى كذلك كنتم من قبل - 00:26:22
ايش فمن الله عليكم اي شرح صدوركم للهداية فلذلك ينبغي ان يستحضر المعنى انه المصنف رحمه الله من دقيق آآ نظمه ان اختار في مقام الهداية اللفظ القرآني الذي ساق الله تعالى فيه ذكر هذه النعمة - 00:26:40
الهداية وهي نعمة ايش يا اخواني وهي المنة تسميتها بالمنة بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. ثم قال بعد هذا فاحرص على فهمك القواعد هذا المقطع من كلام المصنف دخول في المقصود بعد الكلام عن العلم النافع على وجه العموم - 00:27:04
Transcription
قال رحمه الله ذي النعم الواسعة الغزيرة ذي بمعنى صاحب كما قال ابن مالك من ذا كذو ان صحبة ابانا تذي هنا بمعنى صاحب والمراد اي صاحب النعم الغزيرة وقوله رحمه الله ذي النعم - 00:00:00
الغزيرة النعم جمع نعمة النعم جمعها هنا لكثرتها وتنوعها وهي في الجملة تنقسم الى قسمين نعم دينية ونعم دنيوية فهو صاحب النعم جل في علاه ما يتعلق منها بالدين وما يتعلق منها - 00:00:23
بالدنيا قوله رحمه الله ذي النعم اي صاحب النعم الغزيرة هذا وصف للنعم ولو قال قائل ما المقصود النعم النعم هو كل ما افاضه الله تعالى على عباده من الاحسان - 00:00:55
ايجادا وامدادا صيانة وحفظا كل ما افاضه الله تعالى على عباده من الاحسان ايجادا هذا في الابتداء وامدادا في الاستمرار صيانة وحفظ صيانة حفظا اي ابقاء وصيانة اي اصلاحا وتكميلا لما يمكن ان يكون من نقص - 00:01:27
فالبصر نعمة اوجدها الله عز وجل كل ما تبصره فهو امداد لهذه النعمة واستمرار لها فهو المتفضل بهذه النعم ايجادا وامدادا فالنعم كل ما افاض الله تعالى على عباده من الخير والاحسان ايجادا وامدادا - 00:01:59
صيانة وحفظا وقوله رحمه الله في النظم الغزيرة بالنعم نعم قوله رحمه الله الواسعة الغزيرة هذا ذكر وصفين لنعمه السعة وهذا في الكيف والغزيرة وهذا في الكم فهي غزيرة كثيرة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها - 00:02:23
وواسعة هذا في الكيف انها شاملة سابغة كما قال تعالى واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فنعم الله التي انعم بها على كل فرد منا على هذا النحو والوصف. نعم واسعة ونعم غزيرة - 00:02:52
بعد ان ذكر ما يتعلق بالنعم المتصلة بالعباد في الظاهر والباطن رجع الى الثناء على الله تعالى فقال والحكم الباهرة تلك كثيرة والحكم والحكم معطوفة على النعم فيكون المعنى وصاحب الحكم - 00:03:15
وصاحبي الحكم هذه النعم وذي الحكم اي صاحب اي اي انه صاحب الحكم والحكم جمع حكمة وهي الغاية والمقصود والسر فيما يشرعه ويقدره وقوله والحكم يشمل الحكم في قضائه الكوني والحكم في قضائه الشرعي - 00:03:39
فان حكم الله تعالى الكون والشرع كله لا يخلو من حكمة فالحكم ليست مقصورة على القضاء والحكم الشرعي بل على الامرين ودليل ذلك في الخلق والكون قوله جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:04:13
ان الله كان عليما حكيما اي فيما يشاؤه فما يشاؤه صادر عن علم وحكمة هذا فيما يتعلق حك بكونه حكيم بكونه حكيما في قضائه الكون القدري وكذلك هو حكيم في قضائه - 00:04:41
الشرعي الديني دليل ذلك قول الله تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. والكتاب جاء لبيان الشرع والدين وهو وهو المظمن لاحكام الله القدرية. وهو المظمن احكام الله تعالى القدرية عفوا وهو المظمن احكام الله تعالى الشرعية الدينية - 00:05:07
فمن اراد الحكم الشرعي الديني قرأ الكتاب فقوله رحمه الله والحكم يشمل النوعين وقوله الباهرة الكثيرة هنا لفتة مهمة تتعلق بالحكم وهو ان حكم التشريع باهرة والباهر هو الشيء الذي يندهش له العقل - 00:05:40
الذي يصاب العقل فيه بنوع من الدهشة وقد لا يدركه العقل فيقصر عن ادراك تلك الحكمة فهي حكم باهرة قد تقصر عنها العقول وقد تندهش لها العقول ولذلك وصفها بالباهرة - 00:06:10
لانها على هذا النحو من الاتقان وعلى هذا النحو من السمو وقد تخفى على الناس فلا يدركوها لا لانه لا حكمة في خلقه وشرعه لكنها مما يقصر عنه عقل الانسان. ولهذا من القواعد - 00:06:39
من القواعد ان الشريعة تأتي بما يبهر العقول يبهر العقول او بما تحار فيه العقول. لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بما تمنعه العقول او بما تحيله العقول وهذا فرق بين - 00:07:08
واضح بين القسمين ما تحاروا فيه العقول ان الشريعة تأتي بما لا يدرك العقل معناه لا لانه لا معنى فيه لكن لانه لم يستطع ان يراه. يقصر عن ادراكه ورؤيته - 00:07:33
الان لو سألتكم اترون القمر هل ترون القمر الان لا ترونه هل هو هل عدم رؤيتكم للقمر دليل على عدم وجوده؟ لا لماذا؟ لانه يوجد حائل بينكم وبينهم وهو ان ابصاركم لا - 00:07:53
تنفذ من هذا البناء لترى هل ثمة قمر او لا فقد تقصر العقول عن ادراك اسرار وحكم الشريعة لكن لا يمكن ان يكون هذا القصور دليلا على عدم الحكمة او عدم - 00:08:13
السر فيما شرعه الله عز وجل بل ما من شيء قظاه الله لا شرعا ولا كونا الا ولابد فيه من حكمة هذه الحكمة تظهر لمن فتح الله قلبه وبصيرته وتخفى على من لم يدرك ذلك بفضله. وقد يكون شيء - 00:08:32
يعجز الناس عن ادراكه وهو ما يسميه الفقهاء بايش يسميه الفقهاء بايش الاحكام التعبدية الاحكام التعبدية هم يقولون تعبدي هذا حكم تعبدي بمعنى انه ليس له علة معقولة لكن هذا لا يعني انه لا علة له - 00:08:52
واضح يا اخوان فاذا رأيت في كلام الفقهاء ان هذا من احكام التعبدية ليس معنى ذلك انه لا حكمة له او لا حكمة فيه بل ثمة حكمة انما ليس ثمة - 00:09:13
اتى حكمة تطيقها العقول تدركها العقول لو سألتكم صلينا المغرب كم حنا ثلاث ركعات لماذا صلينا المغرب ثلاث؟ لماذا شرع الله المغرب ثلاث ركعات هل هل ثمة حكمة او لا سؤال - 00:09:30
نعم ثمة حكمة هل نعلم هذه الحكمة فيما يظهر انه ما وقفت على احد ذكر الحكمة لمثل هذا. لكن عدم وجود الحكمة لا يعني انه لا حكمة على انه ثمة حكمة يمكن ان تجيب بها على كل - 00:09:50
حكم لا تدرك حكمته وهو التعبد انك تطيع الله فيما عقلت معناه وفيما لا وفيما لم تعقل معناه هذه الحكمة تنتظم كل التشريع جميع التشريع تنتظمه هذه الحكمة تحقيق العبودية تحقيق الرق لله عز وجل ان تتعبد لله بما لا تدرك - 00:10:08
معناه تصلي الفجر ركعتين الظهر اربعا العصر اربعا المغرب ثلاثا العشاء اربعا ليش؟ هذا العدد الله اعلم لكني عبد لله اطيعه فيما امرني. ولو لم يكن الا هذه الحكمة لكان هذا كافيا - 00:10:31
فانه مما تظهر به العبودية ولو كان الانسان لا يستجيب الا لما الا لما ادركه عقله لكان عابدا لعقله لا لربه ولكن من حكمة الله ان اخفى بعض الحكم ولم يبينها لعباده حتى يتميز - 00:10:51
من يصدق وينقاد ومن يعارض ويأبى فيكون مهتديا في الحالة الاولى ويكون ضالا في الحالة الثانية اذا قوله والحكم الباهرة اي التي تعجز التي تنبهر لها العقول تندهش لها العقول. وهذا وصف كيفي او كمي - 00:11:14
كيفي كيفية الحكمة انها باهرة وقوله الكثيرة هذا وصف يتعلق بالكم انها حكم كثيرة لا يحصيها العباد. وبهذا يكون قد تناسب وصف الحكم مع وصف النعم فالنعم واسعة غزيرة والحكم باهرة - 00:11:43
كثيرة كلاهما جمع وصفا كيفيا ووصفا كميا ثم قال رحمه الله بعد ذلك ثم الصلاة بعد ان فرغ من حمد الله والثناء عليه بما هو اهله وذكر الجمع والتفريق والحكم وهي مما - 00:12:03
تصل القواعد ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم الصلاة مع سلام دائم على الرسول رشي الخاتمي اي بعد الحمد فالثم هنا للترتيب الذكري وقول الصلاة اي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:28
فالاف واللام هنا للعهد الذهني للعهد الذهني لان الالف واللام تأتي للعهد الذكري وتأتي العهد الذهني. العهد الذهني ما هو؟ هو ما ينصرف اليه الذهن عند الذكر واما اه العهد الذكري فهو ما سبق - 00:12:51
التنبيه اليه وما سبق ذكره في الكلام. هنا الصلاة لم يسبق لها كلام. فعلم انها للعهد الذهني لما يقول ثم الصلاة ايش؟ الصلاة اي الدعاء بالصلاة على النبي صلوات الله وسلامه عليه - 00:13:12
والدعاء بالصلاة على النبي معناه هو ذكره هو سؤال الله تعالى لنبيه الخير الكثير في الدنيا والاخرة. هذا معنى اللهم على محمد اي اعطه خيرا كثيرا في دنياه وفي اخراه. وهذا اجمع ما قيل في تعريف الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم - 00:13:27
ثم الصلاة مع سلام مع اي صلاة مقترنة صلاة مصاحبة للسلام لان الله امر امر المؤمنين بان يصلوا عليه ويسلموا تسليما يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. قال رحمه الله - 00:13:47
مع سلام اي مع الدعاء له بالسلامة في دينه وفي شرعه وفي سنته وفي اتباعه وفي اهل بيته وفي اصحابه وفي قبره وفي بعثة وفي كل احواله صلوات الله وسلامه عليه - 00:14:08
على الرسول القرشي الخاتمي الصلاة والسلام على الرسول الالف واللام هنا ايضا للعهد ايش على العهد الذهني وهو ما ينصرف اليه الذهن عند ذكر الرسول من هو؟ محمد صلى الله عليه وسلم - 00:14:26
ثم ميزه باوصاف تميزه عن غيره من الرسل. لان الرسول هنا يمكن ان يقول انه الالف واللام للاستغراق للجنس كل رسول هذا لكن لما قال القرشي الخاتمي فقد ميزه بوصفين لا يشاركهما فيه رسول - 00:14:43
نسب ووصف الرسالة النسب قرشي ووصف الرسالة خاتمة فبذلك ميز النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره. قال واله اي والصلاة والسلام على اله وال النبي صلى الله عليه وسلم هم قراباته ممن امن به ممن ادركه او - 00:15:01
جاء بعدها كل قرابات النبي صلى الله عليه وسلم ممن امن به وافقه او جاء بعده عاصره او جاء بعده صلوات الله وسلامه عليه. وقيل الان هنا هم كل من اتبع النبي صلى الله - 00:15:24
عليه وسلم وامن به من اله من اقاربه ومن غيرهم قال وصحبه الابرار وصحبه اذا قلنا الصحب الال هم القرابات فالصحب هم من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به - 00:15:41
ومات على ذلك من غير قراباته ويمكن ان يجمل ويقال هم كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فيكون هذا من باب عطف العام على الخاص - 00:16:01
من باب عطف العام على الخاص. واذا قلنا الان هم الاتباع فيكون من باب عطف العكس الخاص على العام وخص الصحابة لشريف منزلتهم وعلو مكانتهم وقوله الابرار الابرار جمع بر. والبر هو الطائع القائم بالبر - 00:16:17
والبر مأخوذ من السعة الفسحة وذاك ان الطاعة تتسع به تتسع بها على الانسان المضايق ويدرك بها شرح الصدر وطمأنينة الفؤاد الا بذكر الله تطمئن القلوب كما انه يدرك الفوز في الاخرة فان الله عز وجل قال لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وقد فسر جماعة من اهل العلم - 00:16:42
البر هنا بالجنة لن تنالوا الجنة حتى تنفقوا مما تحبون. قال الحائزي مرأتي بالفخار هذا وصف للال والاصحاب فكلاهما بر وكلاهما حائز مراتب الفخار مراتب اي منازل ودرجات والفخار اي السمو العلو دون افتخار. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انا ولد انا سيد ولد ادم - 00:17:11
يوم القيامة ولا فخر. اي وليس ذلك على وجه الافتخار. انما على وجه ذكر ما من الله به به علي من هذه المنزلة العظيمة العالية السامية وهو انه سيد ولد ادم يوم القيامة صلوات الله وسلامه عليه. فقوله الحائز مراتب - 00:17:46
الفخار اي مراتب الفخر والعلو لكن دون افتخار وعلو على الخلق فانهم كانوا اشد الناس طاعة لله عز وجل كانوا ابر الامة قلوبا واقومها سبيلا واكثرها تواضعا واعظمها حرصا على تبليغ الرسالة ونشرها - 00:18:06
قال بعد ذلك الان صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عاد بعد ذلك الى مقصودة في هذا بعد الحمد والثناء قال اعلم اعلم يأتي بها العرب عند لفت الانتباه الى كلام مهم - 00:18:28
في كل سياقاتها اعلم يستعملها العرب للفت الانتباه الى كلام مهم فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسا وقد جاء في القرآن ذكرها في مقام التنبيه الى مهمات اما مهمات - 00:18:48
في ذاتها او مهمات لغيرها قوله رحمه الله اعلم هديت وهنا جمع المصنف رحمه الله في نظمه بين لفتتين. اللفتة الاولى التنبيه الى مهم سيقوله واللفتة الثانية التنبيه الى ان هذا التعليم باعثه الحرص - 00:19:12
على هداية المتعلمين الشفقة عليهم الرحمة لهم ولذلك دعا لهم بالهداية وبهذا ينكسر حدة ما يمكن ان يتسرب الى النفس من انه كلام من علو لدون لان احيانا قد تمتلئ النفس من المعلم شيئا من اه العلو على - 00:19:36
متعلمين فكسر ذلك وازال هذا الوهم بذكر ما يؤمنه لمن يعلمه من الهداية والتوفيق اعلم هديت ان اعظم المنن علم يزيل الشك عنك والدرن. ولو قيل لك اعطني ضابطا للعلم النافع لم تجد افضل من هذا الضابط - 00:20:00
هذا ضابط للعلم النافع العلم النافع هو العلم الذي يزيل الشك والدرن ويكشف الحق لذي القلوب ويوصل العبد الى المطلوب. هذه مقومات العلم النافع ان يكون علما يزول به الشك والدرن من القلوب - 00:20:25
ان ينكشف به الحق ان تصل به الى المطلوب وما هو المطلوب؟ تحقيق العبودية للملك الغلاب جل في علاه هذا هو المقصود والمطلوب من هذا العلم. وعندما يغيب هذا المقصود عنا فاننا - 00:20:48
اقعد يا ولدي فاننا سنظل يا اخواني عندما تغيب النية عن طالب العلم تماما كالذي يقود سفينة بلا بوصلة ما يدري وين يروح ترمه به الرياح يمنة ويسرة ويطول عناؤه ويتعب سيره ولا يدرك مطلوبا. لكن عندما تتضح الغاية - 00:21:09
ويتوحد الهدف ويحظر في قلبك اثناء الطلب فانه سيوفقك الله تعالى الى ما تريد فاحرص على سلامة القصد والنية حتى تصل الى المطلوب لان العلم لا يطلب لاجل الاستكثار من المعرفة - 00:21:35
انما يطلب لتحقيق العبودية لله في نفسك وتحقيق العبودية لله بدعوة الخلق الى الهدى. هذا هو مقصود العلم هذا هو المطلوب من التعلم. ان العبودية لله في قولك في قلبك وقالبك في قولك وعملك وظاهرك وباطنك - 00:21:55
وايضا ان تجمع الى هذا ان تكون سببا لانقاذ الناس وهدايتهم الى الصراط المستقيم تتعلم لرفع الجهل عن نفسك لما يقولون رفع الجهل عن نفسك مو انك تعرف وبس. ورفع الجهل عن غيرك مو انك والله تعلمهم معلومات وبس. الجهل هنا ليس فقط - 00:22:12
عدم العلم لما يقول العلماء رفع الجهل عن نفسك ليس المقصود فقط عدم العلم انما المقصود عدم انما المقصود عدم العلم ان ترفع عن نفسك عدم العلم وعدم العمل بالعلم - 00:22:31
فان عدم العمل بالعلم ها جهل دليل ذلك قوله تعالى ها ها ما اقدر اسمع واجد لا مو بهذي الاية كما الحمار يحملها هذي غيرها في شقايا ذكر الله تعالى فيها الجهل - 00:22:45
باسمه ها انما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. قوله يعملون السوء بجهالة احفظوها. ايش معنى بجهالة؟ انه ما يدرون انه حرام لو كان ما يدرون انه حرام - 00:23:12
ما كانوا وقعوا في اثم لان الشريعة لا تترتب الا لا تثبت الا بعد العلم بالحكم. لكن هنا الجهالة المذكورة انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة اي بعدم عمل بالعلم لا بعدم علم بالعلم - 00:23:31
ولذلك الجهل ليس فقط كما يظنه البعض انه عدم عدم العلم بالشيء. انما عدم العلم به وعدم العمل به جهل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابي ذر انما انك امرؤ فيك جاهلية. والمراد بالجاهلية هنا هو عدم - 00:23:47
قل عملي بالعلم وقوله رحمه الله هنا ببيان ضابط العلم النافع ذكر ثلاثة امور علم يزيل الشك عنك والدرن هذه الضابط الاول ويكشف الحق لذي القلوب هذا الظابط الثاني ويوصل العبد الى المطلوب يعني لابد من عمل اذا زالت - 00:24:07
عن قلبك الادراج وانكشف له الحق ورآه فان المطلوب هو ان تمتثل ذلك العلم عملا فيصلك يوصلك الى المطلوب طيب لماذا بدأ بازالة الشك قبل انكشاف الحق لانه لا يمكن ان ترى - 00:24:32
الحق على وجه بي جلي الا اذا زالت عن عينك الشكوك والشبه والحوائل فقوله فقوله علم يزيل فقوله رحمه الله آآ علم يزيل الشك هذه تخلية ويكشف الحق هذه تحلية - 00:24:53
وتكميل ويوصل العبد الى المطلوب هذا عمل بعد العلم المصنف يقول اعلم هديت ان افضل المنن افضل ما يمن الله به على العبد افضل ما ينعم الله به عليك ان يرزقك العلم النافع - 00:25:17
وهو ما بعث به النبي صلى ما بعث الله تعالى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما بعث به الله عز وجل النبي صلوات الله وسلامه فانه بعث بالعلم النافع والعمل الصالح. يقول الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. الهدى - 00:25:36
علم النافع ودين الحق العمل الصالح. طيب اه قال رحمه الله لماذا سماها منا ما قال نعم لان الله سمى الهداية الى الصراط المستقيم منا بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. الله ما من على عباده بمنة بنعمة سوى الهداية - 00:25:56
لم يذكر الله النعم في سياق المنة الا في نعمة الهداية وهذا لشريفها وعظيم المنحة التي وهبها الله تعالى من شرح صدره اللهم اشرح صدورنا للهدى كذلك كنتم من قبل - 00:26:22
ايش فمن الله عليكم اي شرح صدوركم للهداية فلذلك ينبغي ان يستحضر المعنى انه المصنف رحمه الله من دقيق آآ نظمه ان اختار في مقام الهداية اللفظ القرآني الذي ساق الله تعالى فيه ذكر هذه النعمة - 00:26:40
الهداية وهي نعمة ايش يا اخواني وهي المنة تسميتها بالمنة بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. ثم قال بعد هذا فاحرص على فهمك القواعد هذا المقطع من كلام المصنف دخول في المقصود بعد الكلام عن العلم النافع على وجه العموم - 00:27:04