بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولأهل العلم والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى - 00:00:00
وقد اورث محمد بن اسحاق بن يسار هذه القصة في السيرة في سياق اخر فيها مخالفة لما تقدم. فقال حدثني يزيد ابن زياد. يقصد قصة الغلام نعم نحن في سورة البروج في بيان معنى قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود - 00:00:15
وما ورد من اه بيان اه من هم؟ وقد ذكر المصنف رحمه الله في الاخدود ثلاثة اقوال آآ انه خدود في فارس وخدود في اليمن وخدود في الشام. وان الذي نزل - 00:00:36
آآ به القرآن هو الخدود الذي في اليمن في جزيرة عرب نعم فقال حدثني يزيد ابن زياد عن محمد ابن كعب القرضي وحدثني ايضا بعض اهل نجران عن اهلها ان اهل نجران كانوا اهل شرك يعبدون الاوثان. وكان في قرية من قراها قريبا من نجران ونجران - 00:00:50
هي القرية العظمى التي اليها جماع اهل تلك البلاد ساحر يعلم الغلمان اهل نجران السحر فلما نزلها خيمون ولم يسموه لي بالاسم الذي سماه بالمنبه قالوا نزلها رجل فابتنى خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي فيها الساحل - 00:01:13
وجعل اهل نجران يرسلون غلمانهم الى ذلك الساحر يعلمهم السحر فبعد التامر ابنه عبد الله ابن التامر ماضي المال اهل نجران فكان اذا مر بصاحب الخيمة اعجبه ما يرى من عبادته وصلاته فجعل يجلس اليه ويسمع منه حتى اسلم - 00:01:33
وحد الله وعبده وجعل يسأله عن شرائع الاسلام حتى اذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم عن الاسم الاعظم وكان يعلمه فكتمه اياه وقال له يا ابن اخي انك لن تتحمله اخشى ضعفك عنه. والتامر ابو عبد الله لا يظن الا ان ابنه يختلف - 00:01:52
الى الساحر كما يختلف الغلمان فلما رأى عبد الله ان صاحبه قد ظن به عنه وتخوف ضعفه فيه عمد الى اقداح فجمعها فجمعها ثم لم ثم عبد الله من هو هذا؟ الغلام - 00:02:12
لما رأى ان صاحبه يعني الراهب قد ظن به عنه اي بخل بالاسم الاعظم عنه فلم يخبره به وتخوف ظعفه فيه آآ اي انه خاف ان ان لا يحمل هذا الاسم وان لا يقدر له قدره. عمد الى اقداح - 00:02:28
وسيأتي بقية القصة نعم فجمعها؟ فجمعها ثم لم يبقي لله اسما يعلمه الا كتبه في قدح لكل اسم قدح حتى اذا حتى اذا عصاها او قد نارا ثم جعل يقذفها فيه ثم جعل يقذفها فيها قدحا - 00:02:55
حتى اذا مر بالاسم الاعظم قدم فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها لم يضره شيء. فاخذه ثم اتى به صاحبه فاخبره فاخبره انه قد علم الاسم الاعظم الذي قد كتبه - 00:03:14
فقال فقد كتمه الذي قد كتمه فقال وما هو؟ قال هو كذا وكذا. قال وكيف علمته؟ فاخبره بما صنع؟ فقال ايا ابن اخي قد اصبته امسك على نفسك وما اظن ان تفعل؟ فجعل عبد الله ابن التامر اذا دخل نجران لم يلقى احدا به ضر الا قال له يا عبد الله اتوحد - 00:03:29
اتقوا الله وتدخلوا في ديني وادعو الله لك فيعافيك مما انت فيه من البلاء. فيقول نعم فيوحد الله ويسلم فيدعو الله له فيشفى حتى لم يبق بنجران احد به ظلم الا اتاه - 00:03:56
فاتبعه على امره ودعا له فعذي حتى رفع شأنه الى ملك نجران فدعاه فقال له افسدت علي اهل قرية وخالفت ديني ودين لامثلن بك قال لا تقدر على ذلك. قال فجعل يرسل به الى الجبل الطويل فيطرح على - 00:04:10
فيطرح على رأسه فيقع الى الارض ما به بأس. وجعل يبعث به الى مياه نجران بحور لا يلقى فيها شيء الا هلك. فيلقي به فيها فيخرج ليس به بأس فلما غلبه قال له عبدالله بن التامر انك والله لا تقدر على قتل حتى تؤمن بما امنت به وتوحد الله - 00:04:29
فانك ان فعلت سلطت علي فقتلتني. قال فوحد الله ذلك الملك وسهل شهادة عبد الله بن التامر. ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله. وهلك الملك مكانه واستجمع اهل نجران على دين عبد الله بالتامر. وكان على ما جاء به عيسى - 00:04:49
بن مريم عليه السلام من الانجيل وحكمه ثم اصابهم ما اصاب اهل دين من الاحداث. فمن هنالك كان اصل دين النصرانية بنجران قال ابن اسحاق فهذا حديث محمد ابن كعب القرضي وبعض اهل نجران عن عبدالله ابن تامر فالله اعلم اي ذلك كان - 00:05:09
قال فسار اليهم ذو نواس بجنده فدعاهم الى اليهودية وخيرهم بين ذلك بالقتل فاختاروا القتل قد الخدود فحرق بالنار وقتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين الفا. ففي ففي ذي نواس وجنده انزل الله - 00:05:27
عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد - 00:05:45
هكذا ذكر محمد ابن اسحاق في السيرة ان الذي قتل اصحاب الاخدود هو ذو نواس واسمه زرعة ويسمى في زمان مملكته بيوسف وهو ابن وهو ابن تبان اسعد ابن اسعد ابي كريب - 00:06:04
وهو تبع الذي غزا المدينة وكسا الكعبة واستصحب معه حبرين من يهود المدينة فكانت هود من تهود من اهله فكان فكان تهود من تهود من اهل اليمن على يديهما كما ذكر ابن اسحاق مبسوطا فقتل ذو نواس في غداة واحدة في الاخدود - 00:06:20
عشرين الفا ولم ينج منهم سوى رجل واحد يقال له دووس ذو ثعلبان ذهب فارسا وطردوا وراءه فلم يقدروا عليه فذهب الى قيصر ملك الشام فكتب الى النجاشي ملك الحبشة فارسل معه جيشا من نصارى الحبشة يقدمهم الرياض وابرهة فاستنقذوا اليمن - 00:06:40
بل من ايدي اليهود وذهب ذو نواس هاربا فلج فلذج في البحر فغرق واستمطر واستمر ملك الحبشة في البحر. احسن الله اليك. واستمر ملك الحبشة في ايدي النصارى سبعين سنة. ثم استنقذه سيف بن ذي يزن - 00:07:00
الحميري من ايدي النصارى لما استجاش بكسرى ملك الفرس فارسل معه من في السجون فكانوا قريبا من سبعمائة ففتح بهم اليمن ورجع الملك الى حمير وسنذكر طرفا من ذلك ان شاء الله - 00:07:17
تفسير سورة الم تر كيف فعل ربك باصحاب الجيل وقال ابن اسحاق وحدثني عبد الله بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم انه حدث ان رجلا من اهل نجران كان في زمان عمر بن الخطاب - 00:07:32
حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجته فوجد عبد الله ابن التامر تحت دفن في تحت دفن فيها قاعدا جعل يده على ضربة في رأسه وامسكا عليها بيده. فاذا اخذت يده عنها تفجر الدماء - 00:07:46
واذا ارسلت يده ردت عليها فامسكت دمها وفي يده خاتم مكتوب فيه ربي الله فكتب فيه الى عمر ابن الخطاب يخبره بامره فكتب اليهم ان اقروه على حاله وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ففعلوا - 00:08:04
وقد قال ابو بكر عبدالله بن محمد بن ابي الدنيا رحمه الله حدثنا ابو بلال الاشعري قال حدثنا ابراهيم بن محمد عن عبد الله بن جعفر بن ابي ابن جعفر ابن ابي طالب قال حدثني بعض اهل العلم ان ابا موسى لما افتتح اصبهان وجد حائطا من حيطان المدينة قد سقط - 00:08:22
فبلاغ فسقط ثم بناه فسقط فقيل له ان تحته رجلا صالحا فحفر الاساس فوجد فيه رجلا قائما معه سيف فيه مكتوب انا الحارث بن مضاد نقمت على اصحاب الاخدود استخرجه ابو موسى وبنى الحائط فثبت قلت هو الحارث بالمضاد ابن عمرو - 00:08:42
وابن مضاد ابن عمرو الجرهمي احد ملوك جرهم الذين ولوا امر الكعبة بعد ولد ثابت ابن اسماعيل ابن ابراهيم وولد الحارث هذا هو عمرو بن الحارث بن مضاف هو اخر ملوك جرهم بمكة لما اخرجتهم خزاعة واجلوهم الى اليمن وهو القائل في - 00:09:02
فعله الذي قال ابن هشام انه اول شعر قالته العرب ان لم يكن بين الحجون الى الصفا انيس ولم يسمو بمكة سامر. بلى نحن كنا اهلها فابادنا صروف الليالي والجدود العواثر - 00:09:21
وهذا يقتضي ان هذه القصة كانت قديما بعد زمان اسماعيل عليه السلام بقرب من خمسمائة سنة او نحوها وما ذكره ابن اسحاق يقتضي ان قصتهم كانت في زمن الفترة التي بين عيسى ومحمد عليهما من الله السلام وهو اشبه والله اعلم. اشبه يعني ارجح - 00:09:36
ان قصة اصحاب الخدود غير هذه القصة التي اه ذكرها اه ابن ابي الدنيا وان اصحاب الاخدود قوم جاؤوا ما بين زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن اه عيسى اه بن مريم عليه الصلاة والسلام - 00:09:55
نعم كل هذا يعني ذكر لسرد ما جرى من من اشباه لقصة الاخدود نعم وقد يحتمل وقد يحتمل ان ذلك قد وقع في العالم كثيرا. يعني الاخاديد التي جرى فيها قتل المؤمنين - 00:10:16
احراقهم بالنار يقول وقد يحتفل ان ذلك قد وقع في العالم كثيرة عذب المؤمنون باخاديد من النار نعم كما قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا صفوان عن عبد الرحمن بن جبير قال - 00:10:33
كانت الاخدود في اليمن زمان تبع وفي القسطنطينية زمان قسطنطين حينصرها النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد اتخذوا اتونا وقال والقي فيها النصارى الذين كانوا على دين المسيح والتوبة. يعني افرادا فرن - 00:10:51
يأتون الفرن وفي العراق في ارض بابل دخت نصر الذي صنع صنم وامر الناس ان يسجدوا له فامتنع داليال وصاحبا عز وميسائيل فاوقد لهما اتونا والقى فيه الحطب والنار ثم القاهما فيه فجعلها الله تعالى عليهما بردا وسلاما - 00:11:09
وانقذهما منها والقى فيها الذين بغوا عليه وهم وهم تسعة رهط فاكلتهم النار وقال اسباط عن الصديق كل هذه الاخبار مرسلة لذلك ظعف العلماء لارسالها نعم وقال اسباب علي السدي في قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود قال كانت الاخدود ثلاثة - 00:11:31
قد بالعراق وخد بالشام وخد باليمن رواه ابن ابي حاتم وعن مقاتل قال كانت الاخدود ثلاثة واحد بنجران باليمن والاخرى بالشام والاخرى بفارس حرقوا بالنار اما التي بالشام فهو انطالوس الرومي. واما التي بفارس فهو بخت نصاب - 00:11:54
واما التي بارض العرب فهو يوسف ذو نواس هام التي لفارس والشام فلم ينزل الله تعالى فيهما قرآنا وانزل في التي كانت بنجران هذا قول ابن قاتل رضي الله عنه ان المعنيين بالاية في قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود - 00:12:14
هم اهل نجران الذين جرى فيهم ما جرى على يد يوسف ذي نواس نعم وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا احمد بن عبد الرحمن الدشتكي قال حدثنا عبد الله ابن ابن ابي جعفر عن ابيه عن الربيع هو ابن انس في قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود قال سمعنا انهم كانوا - 00:12:32
قوما في زمان الفترة فلما رعوا ما وقع في الناس من الفتنة والشر وصاروا احزابا كل حزب بما لديهم فرحون اعتزلوا الى قرية اعتزلوا الى قرية سكنوها واقاموا على عبادة الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فكان هذا امرهم حتى سمع بهم جبار - 00:12:56
الجبارين وحدث حديثهم فارسل فارسل اليهم فامرهم ان يعبدوا الاوثان التي فامرهم ان يعبدوا الاوثان التي اتخذوا وانهم ابوا عليه كلهم وقالوا لا نعبد الا الله وحده لا شريك له. فقال لهم ان لم تعبدوا هذه الالهة التي عبدت فاني قاتلك - 00:13:16
هم فابوا عليه فخد اخدودا من نار فقال له الجبار ووقف عليها اختاروا هذه او الذي نحن فيه قالوا هذه احب الينا وفيهم نساء وذرية ففزع للذرية فقال لهم اي اباؤهم لا نار من بعد اليوم فوقعوا فيها - 00:13:36
قبضت ارواحهم من قبل ان يمسهم حرها وخرجت النار من مكانها فاحاطت بالجبارين فاحرقهم الله بها ففي ذلك انزل الله عز وجل قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا - 00:13:56
الله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والارض والله على كل شيء شهيد ورواه ابن جرير قال حدثت عن عمار عن عبد الله ابن ابي جعفر به نحوه وقوله تعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات اي حرقوا - 00:14:16
قالها ابن عباس ومجاهد وقتادة والظحاك وابن ابزة ثم لم يتوبوا اي لم يقلعوا لم يقلعوا طيب بهذا انتهى ما يتعلق اه ما ذكره المصنف رحمه الله من الاقوال في - 00:14:35
تحديد من هم اصحاب الاخدود واطال رحمه الله الروايات والنقولات في ذلك لاختلاف ما جاء من الاثار واصح ما فيه ما جاء في آآ اه رواية مسلم من حديث عبدالرحمن ابن ابي ليلى عن - 00:14:49
صهيب وقد رواه الامام احمد رحمه الله آآ في قصة الغلام الذي كان يختلف بين الساحر آآ الراهب فجرى منه ما جرى من الايات حتى اه كان ما كان من - 00:15:06
منتهى حاله ان امن القوم به انتقم الملك منهم بخد الاخاديد القائهم فيها والحديث في الصحيح تقريبا البخاري في صحيح الامام مسلم وقد رواه احمد وغيره هذا اقرب الاقوال وفيه كفاية لكن - 00:15:22
المصنف رحمه الله سرد كل ما جاء في هذا ولعله خير نعود الى التفسير قال الله تعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات فسر الفتنة هنا بالحرق وهذا احد معاني الفتنة - 00:15:47
وهو تفسير الشيء بمادته فان الفتنة جرت بالاحراق ولذلك قال حرقوا وليس المقصود بالفتنة التحريك بذاته لان الفتنة هي الاختبار لكن لما كان مادة الاختبار هي الاحراق اسر بها فسرت بها الفتنة - 00:16:04
ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال رحمه الله اي حرقوا اي اختبروا بالالقاء في النار التي ذكر الله تعالى شأنها فيما تقدم. قال ابن عباس وهذا يدل على ان الفتنة تطلق ويراد بها معاني عديدة - 00:16:28
يراد بها الاحراق ويراد بها الاختبار ويراد بها الابتلاء يراد بها الاثم ويراد بها آآ المعصية كما قال تعالى الا في الفتنة سقطوا. ولهذا اجمع ما يقال في تعريف الفتنة - 00:16:48
ان الفتنة هي الاختبار وما يؤول اليه من اخفاق ان اخفق الانسان. فيقال هذا مفتون وكما قال الله تعالى الا في الفتنة سقطوا اي في المعصية الا يرون انهم في كل عام يفتنون مرة - 00:17:06
او مرتين اي يبتلون باختبار فيسقطون فيه فالفتنة تطلق على الاختبار وتطلق على نتيجته اذا اخفق فيه الانسان فقوله تعالى هنا فتنوا المؤمنين اي اختبروهم بالاحراق وابتلوهم بالاخاديد التي خدوها يصدوهم عن دينهم وعن الايمان بربهم. يقول رحمه الله - 00:17:30
نعم ثم لم يتوبوا اي لم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما افتهوا. فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. وذلك كأن الجزاء من جنس العمل قال الحسن البصري ولهذا لم يقل فلهم عذاب جهنم فقط - 00:17:57
معا جهنم هي السعير لكن قال ولهم عذاب الحريق لان جهنم فيها عذاب بشدة الحر وبشدة البرد فان فيها الزمهرير وفيها النار نار السعير ولذلك نص الله تعالى على صنف العذاب - 00:18:17
بعد ذكره لمجازاتهم بجنس عمله. فلما كانوا قد حرقوا المؤمنين ليصدوهم عن سبيل الله. عوقبوا في الاخرة بجنس ما قاموا به في الدنيا من تحريق فكان عذابه عذاب في الاخرة - 00:18:45
فكان عذابه في الاخرة عذاب الحريق نعم وقوله ثم لم يتوبوا اي ثم لم يرجعوا التوبة هي الرجوع والاوبة والاقلاع هنا فسرها قال اي لم يقلعوا عما فعلوا طبعا قد فعلوا وانتهوا - 00:19:01
هذا يدل على انهم في قلوبهم هم بالرجوع الى هذا اذا وجد من يؤمن الاقلاع هنا ليس المقصود ترك ترك المعصية المتورط فيها فعلا بل المعصية التي وقع فيها ولم يتب منها ولم يستعتب منها - 00:19:21
لان الاقلاع هنا هم قد حرقوا المؤمن ان الذين فتنوا المؤمنين اي حرقوهم انتهت المعصية فلماذا يقول ثم لم يتوبوا ويفسرها مصنف يعني ثم لم يقلعه المقصود بالاقلاع هنا الرجوع بالندم والتوبة وليس التوقف عن الاحراق - 00:19:40
لانه قد جرى وانتهى ولا سبيل لاستدراكه فالمقصود بالتوبة هنا الندم على ما كان وعدم الرجوع الى الفعل فيما لو تكرر سببه نعم قال حسن قال الحسن البصري انظروا الى هذا الكرم والجود. الله اكبر. قتلوا اولياءه. وهو يدعوه من التوبة والمغفرة - 00:20:00
يعني الى كرم الله وعظيم جوده سبحانه وبحمده حيث يعرض عليهم التوبة وقد فعلوا ما فعلوا باوليائه وهذا من اه من من سعة فضل الله وعظيم احسانه وان التوبة لا - 00:20:26
يغلق بابها على احد مهما عظم الذنب وكبر الخطأ اباب التوبة مفتوح الله تعالى يعرض عليهم التوبة ثم يقول تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انتهى الوقت طيب على اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:42
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولأهل العلم والمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى - 00:00:00
وقد اورث محمد بن اسحاق بن يسار هذه القصة في السيرة في سياق اخر فيها مخالفة لما تقدم. فقال حدثني يزيد ابن زياد. يقصد قصة الغلام نعم نحن في سورة البروج في بيان معنى قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود - 00:00:15
وما ورد من اه بيان اه من هم؟ وقد ذكر المصنف رحمه الله في الاخدود ثلاثة اقوال آآ انه خدود في فارس وخدود في اليمن وخدود في الشام. وان الذي نزل - 00:00:36
آآ به القرآن هو الخدود الذي في اليمن في جزيرة عرب نعم فقال حدثني يزيد ابن زياد عن محمد ابن كعب القرضي وحدثني ايضا بعض اهل نجران عن اهلها ان اهل نجران كانوا اهل شرك يعبدون الاوثان. وكان في قرية من قراها قريبا من نجران ونجران - 00:00:50
هي القرية العظمى التي اليها جماع اهل تلك البلاد ساحر يعلم الغلمان اهل نجران السحر فلما نزلها خيمون ولم يسموه لي بالاسم الذي سماه بالمنبه قالوا نزلها رجل فابتنى خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي فيها الساحل - 00:01:13
وجعل اهل نجران يرسلون غلمانهم الى ذلك الساحر يعلمهم السحر فبعد التامر ابنه عبد الله ابن التامر ماضي المال اهل نجران فكان اذا مر بصاحب الخيمة اعجبه ما يرى من عبادته وصلاته فجعل يجلس اليه ويسمع منه حتى اسلم - 00:01:33
وحد الله وعبده وجعل يسأله عن شرائع الاسلام حتى اذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم عن الاسم الاعظم وكان يعلمه فكتمه اياه وقال له يا ابن اخي انك لن تتحمله اخشى ضعفك عنه. والتامر ابو عبد الله لا يظن الا ان ابنه يختلف - 00:01:52
الى الساحر كما يختلف الغلمان فلما رأى عبد الله ان صاحبه قد ظن به عنه وتخوف ضعفه فيه عمد الى اقداح فجمعها فجمعها ثم لم ثم عبد الله من هو هذا؟ الغلام - 00:02:12
لما رأى ان صاحبه يعني الراهب قد ظن به عنه اي بخل بالاسم الاعظم عنه فلم يخبره به وتخوف ظعفه فيه آآ اي انه خاف ان ان لا يحمل هذا الاسم وان لا يقدر له قدره. عمد الى اقداح - 00:02:28
وسيأتي بقية القصة نعم فجمعها؟ فجمعها ثم لم يبقي لله اسما يعلمه الا كتبه في قدح لكل اسم قدح حتى اذا حتى اذا عصاها او قد نارا ثم جعل يقذفها فيه ثم جعل يقذفها فيها قدحا - 00:02:55
حتى اذا مر بالاسم الاعظم قدم فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها لم يضره شيء. فاخذه ثم اتى به صاحبه فاخبره فاخبره انه قد علم الاسم الاعظم الذي قد كتبه - 00:03:14
فقال فقد كتمه الذي قد كتمه فقال وما هو؟ قال هو كذا وكذا. قال وكيف علمته؟ فاخبره بما صنع؟ فقال ايا ابن اخي قد اصبته امسك على نفسك وما اظن ان تفعل؟ فجعل عبد الله ابن التامر اذا دخل نجران لم يلقى احدا به ضر الا قال له يا عبد الله اتوحد - 00:03:29
اتقوا الله وتدخلوا في ديني وادعو الله لك فيعافيك مما انت فيه من البلاء. فيقول نعم فيوحد الله ويسلم فيدعو الله له فيشفى حتى لم يبق بنجران احد به ظلم الا اتاه - 00:03:56
فاتبعه على امره ودعا له فعذي حتى رفع شأنه الى ملك نجران فدعاه فقال له افسدت علي اهل قرية وخالفت ديني ودين لامثلن بك قال لا تقدر على ذلك. قال فجعل يرسل به الى الجبل الطويل فيطرح على - 00:04:10
فيطرح على رأسه فيقع الى الارض ما به بأس. وجعل يبعث به الى مياه نجران بحور لا يلقى فيها شيء الا هلك. فيلقي به فيها فيخرج ليس به بأس فلما غلبه قال له عبدالله بن التامر انك والله لا تقدر على قتل حتى تؤمن بما امنت به وتوحد الله - 00:04:29
فانك ان فعلت سلطت علي فقتلتني. قال فوحد الله ذلك الملك وسهل شهادة عبد الله بن التامر. ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله. وهلك الملك مكانه واستجمع اهل نجران على دين عبد الله بالتامر. وكان على ما جاء به عيسى - 00:04:49
بن مريم عليه السلام من الانجيل وحكمه ثم اصابهم ما اصاب اهل دين من الاحداث. فمن هنالك كان اصل دين النصرانية بنجران قال ابن اسحاق فهذا حديث محمد ابن كعب القرضي وبعض اهل نجران عن عبدالله ابن تامر فالله اعلم اي ذلك كان - 00:05:09
قال فسار اليهم ذو نواس بجنده فدعاهم الى اليهودية وخيرهم بين ذلك بالقتل فاختاروا القتل قد الخدود فحرق بالنار وقتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين الفا. ففي ففي ذي نواس وجنده انزل الله - 00:05:27
عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد - 00:05:45
هكذا ذكر محمد ابن اسحاق في السيرة ان الذي قتل اصحاب الاخدود هو ذو نواس واسمه زرعة ويسمى في زمان مملكته بيوسف وهو ابن وهو ابن تبان اسعد ابن اسعد ابي كريب - 00:06:04
وهو تبع الذي غزا المدينة وكسا الكعبة واستصحب معه حبرين من يهود المدينة فكانت هود من تهود من اهله فكان فكان تهود من تهود من اهل اليمن على يديهما كما ذكر ابن اسحاق مبسوطا فقتل ذو نواس في غداة واحدة في الاخدود - 00:06:20
عشرين الفا ولم ينج منهم سوى رجل واحد يقال له دووس ذو ثعلبان ذهب فارسا وطردوا وراءه فلم يقدروا عليه فذهب الى قيصر ملك الشام فكتب الى النجاشي ملك الحبشة فارسل معه جيشا من نصارى الحبشة يقدمهم الرياض وابرهة فاستنقذوا اليمن - 00:06:40
بل من ايدي اليهود وذهب ذو نواس هاربا فلج فلذج في البحر فغرق واستمطر واستمر ملك الحبشة في البحر. احسن الله اليك. واستمر ملك الحبشة في ايدي النصارى سبعين سنة. ثم استنقذه سيف بن ذي يزن - 00:07:00
الحميري من ايدي النصارى لما استجاش بكسرى ملك الفرس فارسل معه من في السجون فكانوا قريبا من سبعمائة ففتح بهم اليمن ورجع الملك الى حمير وسنذكر طرفا من ذلك ان شاء الله - 00:07:17
تفسير سورة الم تر كيف فعل ربك باصحاب الجيل وقال ابن اسحاق وحدثني عبد الله بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم انه حدث ان رجلا من اهل نجران كان في زمان عمر بن الخطاب - 00:07:32
حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجته فوجد عبد الله ابن التامر تحت دفن في تحت دفن فيها قاعدا جعل يده على ضربة في رأسه وامسكا عليها بيده. فاذا اخذت يده عنها تفجر الدماء - 00:07:46
واذا ارسلت يده ردت عليها فامسكت دمها وفي يده خاتم مكتوب فيه ربي الله فكتب فيه الى عمر ابن الخطاب يخبره بامره فكتب اليهم ان اقروه على حاله وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ففعلوا - 00:08:04
وقد قال ابو بكر عبدالله بن محمد بن ابي الدنيا رحمه الله حدثنا ابو بلال الاشعري قال حدثنا ابراهيم بن محمد عن عبد الله بن جعفر بن ابي ابن جعفر ابن ابي طالب قال حدثني بعض اهل العلم ان ابا موسى لما افتتح اصبهان وجد حائطا من حيطان المدينة قد سقط - 00:08:22
فبلاغ فسقط ثم بناه فسقط فقيل له ان تحته رجلا صالحا فحفر الاساس فوجد فيه رجلا قائما معه سيف فيه مكتوب انا الحارث بن مضاد نقمت على اصحاب الاخدود استخرجه ابو موسى وبنى الحائط فثبت قلت هو الحارث بالمضاد ابن عمرو - 00:08:42
وابن مضاد ابن عمرو الجرهمي احد ملوك جرهم الذين ولوا امر الكعبة بعد ولد ثابت ابن اسماعيل ابن ابراهيم وولد الحارث هذا هو عمرو بن الحارث بن مضاف هو اخر ملوك جرهم بمكة لما اخرجتهم خزاعة واجلوهم الى اليمن وهو القائل في - 00:09:02
فعله الذي قال ابن هشام انه اول شعر قالته العرب ان لم يكن بين الحجون الى الصفا انيس ولم يسمو بمكة سامر. بلى نحن كنا اهلها فابادنا صروف الليالي والجدود العواثر - 00:09:21
وهذا يقتضي ان هذه القصة كانت قديما بعد زمان اسماعيل عليه السلام بقرب من خمسمائة سنة او نحوها وما ذكره ابن اسحاق يقتضي ان قصتهم كانت في زمن الفترة التي بين عيسى ومحمد عليهما من الله السلام وهو اشبه والله اعلم. اشبه يعني ارجح - 00:09:36
ان قصة اصحاب الخدود غير هذه القصة التي اه ذكرها اه ابن ابي الدنيا وان اصحاب الاخدود قوم جاؤوا ما بين زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن اه عيسى اه بن مريم عليه الصلاة والسلام - 00:09:55
نعم كل هذا يعني ذكر لسرد ما جرى من من اشباه لقصة الاخدود نعم وقد يحتمل وقد يحتمل ان ذلك قد وقع في العالم كثيرا. يعني الاخاديد التي جرى فيها قتل المؤمنين - 00:10:16
احراقهم بالنار يقول وقد يحتفل ان ذلك قد وقع في العالم كثيرة عذب المؤمنون باخاديد من النار نعم كما قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا صفوان عن عبد الرحمن بن جبير قال - 00:10:33
كانت الاخدود في اليمن زمان تبع وفي القسطنطينية زمان قسطنطين حينصرها النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد اتخذوا اتونا وقال والقي فيها النصارى الذين كانوا على دين المسيح والتوبة. يعني افرادا فرن - 00:10:51
يأتون الفرن وفي العراق في ارض بابل دخت نصر الذي صنع صنم وامر الناس ان يسجدوا له فامتنع داليال وصاحبا عز وميسائيل فاوقد لهما اتونا والقى فيه الحطب والنار ثم القاهما فيه فجعلها الله تعالى عليهما بردا وسلاما - 00:11:09
وانقذهما منها والقى فيها الذين بغوا عليه وهم وهم تسعة رهط فاكلتهم النار وقال اسباط عن الصديق كل هذه الاخبار مرسلة لذلك ظعف العلماء لارسالها نعم وقال اسباب علي السدي في قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود قال كانت الاخدود ثلاثة - 00:11:31
قد بالعراق وخد بالشام وخد باليمن رواه ابن ابي حاتم وعن مقاتل قال كانت الاخدود ثلاثة واحد بنجران باليمن والاخرى بالشام والاخرى بفارس حرقوا بالنار اما التي بالشام فهو انطالوس الرومي. واما التي بفارس فهو بخت نصاب - 00:11:54
واما التي بارض العرب فهو يوسف ذو نواس هام التي لفارس والشام فلم ينزل الله تعالى فيهما قرآنا وانزل في التي كانت بنجران هذا قول ابن قاتل رضي الله عنه ان المعنيين بالاية في قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود - 00:12:14
هم اهل نجران الذين جرى فيهم ما جرى على يد يوسف ذي نواس نعم وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا احمد بن عبد الرحمن الدشتكي قال حدثنا عبد الله ابن ابن ابي جعفر عن ابيه عن الربيع هو ابن انس في قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود قال سمعنا انهم كانوا - 00:12:32
قوما في زمان الفترة فلما رعوا ما وقع في الناس من الفتنة والشر وصاروا احزابا كل حزب بما لديهم فرحون اعتزلوا الى قرية اعتزلوا الى قرية سكنوها واقاموا على عبادة الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فكان هذا امرهم حتى سمع بهم جبار - 00:12:56
الجبارين وحدث حديثهم فارسل فارسل اليهم فامرهم ان يعبدوا الاوثان التي فامرهم ان يعبدوا الاوثان التي اتخذوا وانهم ابوا عليه كلهم وقالوا لا نعبد الا الله وحده لا شريك له. فقال لهم ان لم تعبدوا هذه الالهة التي عبدت فاني قاتلك - 00:13:16
هم فابوا عليه فخد اخدودا من نار فقال له الجبار ووقف عليها اختاروا هذه او الذي نحن فيه قالوا هذه احب الينا وفيهم نساء وذرية ففزع للذرية فقال لهم اي اباؤهم لا نار من بعد اليوم فوقعوا فيها - 00:13:36
قبضت ارواحهم من قبل ان يمسهم حرها وخرجت النار من مكانها فاحاطت بالجبارين فاحرقهم الله بها ففي ذلك انزل الله عز وجل قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا - 00:13:56
الله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والارض والله على كل شيء شهيد ورواه ابن جرير قال حدثت عن عمار عن عبد الله ابن ابي جعفر به نحوه وقوله تعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات اي حرقوا - 00:14:16
قالها ابن عباس ومجاهد وقتادة والظحاك وابن ابزة ثم لم يتوبوا اي لم يقلعوا لم يقلعوا طيب بهذا انتهى ما يتعلق اه ما ذكره المصنف رحمه الله من الاقوال في - 00:14:35
تحديد من هم اصحاب الاخدود واطال رحمه الله الروايات والنقولات في ذلك لاختلاف ما جاء من الاثار واصح ما فيه ما جاء في آآ اه رواية مسلم من حديث عبدالرحمن ابن ابي ليلى عن - 00:14:49
صهيب وقد رواه الامام احمد رحمه الله آآ في قصة الغلام الذي كان يختلف بين الساحر آآ الراهب فجرى منه ما جرى من الايات حتى اه كان ما كان من - 00:15:06
منتهى حاله ان امن القوم به انتقم الملك منهم بخد الاخاديد القائهم فيها والحديث في الصحيح تقريبا البخاري في صحيح الامام مسلم وقد رواه احمد وغيره هذا اقرب الاقوال وفيه كفاية لكن - 00:15:22
المصنف رحمه الله سرد كل ما جاء في هذا ولعله خير نعود الى التفسير قال الله تعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات فسر الفتنة هنا بالحرق وهذا احد معاني الفتنة - 00:15:47
وهو تفسير الشيء بمادته فان الفتنة جرت بالاحراق ولذلك قال حرقوا وليس المقصود بالفتنة التحريك بذاته لان الفتنة هي الاختبار لكن لما كان مادة الاختبار هي الاحراق اسر بها فسرت بها الفتنة - 00:16:04
ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال رحمه الله اي حرقوا اي اختبروا بالالقاء في النار التي ذكر الله تعالى شأنها فيما تقدم. قال ابن عباس وهذا يدل على ان الفتنة تطلق ويراد بها معاني عديدة - 00:16:28
يراد بها الاحراق ويراد بها الاختبار ويراد بها الابتلاء يراد بها الاثم ويراد بها آآ المعصية كما قال تعالى الا في الفتنة سقطوا. ولهذا اجمع ما يقال في تعريف الفتنة - 00:16:48
ان الفتنة هي الاختبار وما يؤول اليه من اخفاق ان اخفق الانسان. فيقال هذا مفتون وكما قال الله تعالى الا في الفتنة سقطوا اي في المعصية الا يرون انهم في كل عام يفتنون مرة - 00:17:06
او مرتين اي يبتلون باختبار فيسقطون فيه فالفتنة تطلق على الاختبار وتطلق على نتيجته اذا اخفق فيه الانسان فقوله تعالى هنا فتنوا المؤمنين اي اختبروهم بالاحراق وابتلوهم بالاخاديد التي خدوها يصدوهم عن دينهم وعن الايمان بربهم. يقول رحمه الله - 00:17:30
نعم ثم لم يتوبوا اي لم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما افتهوا. فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. وذلك كأن الجزاء من جنس العمل قال الحسن البصري ولهذا لم يقل فلهم عذاب جهنم فقط - 00:17:57
معا جهنم هي السعير لكن قال ولهم عذاب الحريق لان جهنم فيها عذاب بشدة الحر وبشدة البرد فان فيها الزمهرير وفيها النار نار السعير ولذلك نص الله تعالى على صنف العذاب - 00:18:17
بعد ذكره لمجازاتهم بجنس عمله. فلما كانوا قد حرقوا المؤمنين ليصدوهم عن سبيل الله. عوقبوا في الاخرة بجنس ما قاموا به في الدنيا من تحريق فكان عذابه عذاب في الاخرة - 00:18:45
فكان عذابه في الاخرة عذاب الحريق نعم وقوله ثم لم يتوبوا اي ثم لم يرجعوا التوبة هي الرجوع والاوبة والاقلاع هنا فسرها قال اي لم يقلعوا عما فعلوا طبعا قد فعلوا وانتهوا - 00:19:01
هذا يدل على انهم في قلوبهم هم بالرجوع الى هذا اذا وجد من يؤمن الاقلاع هنا ليس المقصود ترك ترك المعصية المتورط فيها فعلا بل المعصية التي وقع فيها ولم يتب منها ولم يستعتب منها - 00:19:21
لان الاقلاع هنا هم قد حرقوا المؤمن ان الذين فتنوا المؤمنين اي حرقوهم انتهت المعصية فلماذا يقول ثم لم يتوبوا ويفسرها مصنف يعني ثم لم يقلعه المقصود بالاقلاع هنا الرجوع بالندم والتوبة وليس التوقف عن الاحراق - 00:19:40
لانه قد جرى وانتهى ولا سبيل لاستدراكه فالمقصود بالتوبة هنا الندم على ما كان وعدم الرجوع الى الفعل فيما لو تكرر سببه نعم قال حسن قال الحسن البصري انظروا الى هذا الكرم والجود. الله اكبر. قتلوا اولياءه. وهو يدعوه من التوبة والمغفرة - 00:20:00
يعني الى كرم الله وعظيم جوده سبحانه وبحمده حيث يعرض عليهم التوبة وقد فعلوا ما فعلوا باوليائه وهذا من اه من من سعة فضل الله وعظيم احسانه وان التوبة لا - 00:20:26
يغلق بابها على احد مهما عظم الذنب وكبر الخطأ اباب التوبة مفتوح الله تعالى يعرض عليهم التوبة ثم يقول تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انتهى الوقت طيب على اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:42