القاعدة التاسعة والستون من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. وهذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع كثيرة فمنها ما ذكره الله عن المهاجرين الاولين الذين هجروا اوطانهم واموالهم - 00:00:00
احبابهم لله فعوضهم الله الرزق الواسع في الدنيا والعز والتمكين. وابراهيم عليه السلام لما اعتزل قومه واباه وما يدعون من دون الله وهب له اسحاق ويعقوب والذرية الصالحين وسليمان عليه السلام لما الهته الخيل عن ذكر ربه فاتلفا. عوضه الله الريح تجري بامره - 00:00:20
اعطينا كل بناء وواس واهل الكهف لما اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله وهب لهم من رحمة وهيأ لهم اسباب التوفيق والراحة وجعلهم هداية للضالين. والتي احسنت فرجها فنفخوا - 00:00:50
فيها من روحنا وجعلناها وابناها اية للعالمين. ومن ترك ما تهواه نفسه من الشهوات لله تعالى عوضه من محبته وعبادته والانابة اليه. ما يفوق جميع لذات الدنيا اسأل الله من فضله. على كل حال يا اخوان هذه قاعدة مهمة. والتعويض لا يلزم اذا ترك الانسان شيئا - 00:01:10
عز وجل لا يلزم ان يعوض امرا حسيا بل ما يعوضه من الاجور في الاخرة والحبور في القلوب اعظم بكثير ولكن الناس يؤثرون العاجل على الاجل والقريب على البعيد والمحسوس على الغائب - 00:01:40
والواجب على المؤمن ان ينفث ببصره ويستعين الله ويستعين الله عز وجل على ذلك. الى ما وراء اللحظة الحاضرة. فان الانسان اذا استعان الله عز وجل اعانه وكثيرا ما يغفل انسان ويؤثر القريب على البعيد ويؤثر الحظ - 00:02:00
اجل على الآجل فيكون ما قصده من اللذة حسرة. بخلاف ما لو اثر ما عند الله جل وعلا فيكون هذا يكاد الذي يصيبه بسبب فوات ما تشتهي نفسه مما حرمه الله عليه نعمة وانشراحا في الصدر واستنارة - 00:02:20
في القلب وبصيرة وذكرا حسنا في الدنيا واجرا وفوزا في الاخرة نسأل الله من فضله. لكن المهم ان لا الا تربط المسألة بكسب وتعويض مادي. فالتعويض قد لا يكون محسوسا. قد يترك مثلا الانسان امرا تسهل له من المعاصي - 00:02:40
ولا يدرك نظيره في الدنيا من شهوة اكل او شرب او جماع او مال او ما اشبه ذلك. ولا يعوض نظيرها في الدنيا لكنه يعوض ما هو اعظم من اللذة والانابة والعبادة التي لا يجدها بدون هذا العمل. نعم. نعم. القاعدة - 00:03:00
السبعون القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين. ولا يعصم من جميع الشرور الا التمسك باصوله وفروعه قد تقدم من الادلة على هذا الاصل الكبير في دعوة القرآن الى الصلاح والاصلاح وفي طريقته في - 00:03:20
حاجة اهل الباطل وفي سياسته الداخلية والخارجية ما يدل على هذا الاصل. ويعرف الخلق ان العصمة من الشرور كلها التمسك بهذا القرآن واصوله وعقائده واخلاقه وادابه واعماله ولكن نزيد هنا بعض التفصيلات فنقول اهل الشر والفساد نوعان احدهما المبطلون في عقائدهم - 00:03:40
واديانهم ومذاهبهم التي يدعون اليها. ففي القرآن من الاحتجاج على هؤلاء فساد اقوالهم شيء لا يأتي مبطل بقول الا وفي القرآن بيانه بالحق الواضح والبرهان الجليل. ففيه الرد على جميع - 00:04:10
المبطلين من الدهرين والماديين والمعطلين والمعطلين والمشركين والمتمسكين بالاديان مبدلة والمنسوخة من اليهود والنصارى والاميين. ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن يذكر الله حجج هؤلاء وينقضها ويبدي من الاساليب المتنوعة في افسادها ما هو - 00:04:30
وتفصيل هذه الجملة لا يحتمله هذا الموضع. والنوع الثاني من المقاومين للاديان والدنيا والسيادة والحقوق الشيوعيون الذين انتشر شرهم وتفاقم امرهم وسرت دعايتهم في طبقات الخلق سريان النار في العشب الهشيم ولم يكن عند الاكثرين ما يرد صلتهم ويقمع شرهم. وانما عندهم من الاصول - 00:05:00
عقائد والاخلاق والسياسات ما يمكن امثال هؤلاء الذين هم فساد العباد والبلاد. ولكن ولله القرآن العظيم والدين القويم. قد تكفل بمقاومة هؤلاء كما تكفل بمقاومة غيرهم وفيه من الاصول والاخلاق والاداب الراقية ما يردهم على اعقابهم منهزمين. فما فيه من العدل - 00:05:30
ووجوب الحقوق العادلة بين طبقات الناس بحسب احوالهم. وما فيه من ايجاب الزكاة والالزام بها ودفع حاجات الفقراء والمضطرين ووجوب القيام بالمصالح الكلية والجزئية ووجوب حفظ الاملاك والحقوق كل هذا اعظم سد واحكم حصن. للوقاية من شرور هؤلاء المفسدين. وكذلك ما حظ عليه القرآن - 00:06:00
من لزوم الاداب العالية والاخلاق السامية والاخوة الدينية والرابطة الاسلامية يمنع من تغلغل شرورهم التي طريقها الاقوم تحليل الاخلاق وانحلال الاداب وتحلل الروابط النافعة وثورة العامة على الرأسمالية الذين يجمعون ويمنعون. فهؤلاء وان ابدوا من القوة المادية والتسلط على العباد بالقهر والاستعداد - 00:06:30
والطمع والطمع والجشع فانهم لا ثبوت لهم على مقاومة هذا التيار المزعج المخرب. المدمرين لما مر عليه فما معهم سلاح يقاوم سلاحهم ولا قوة تجابه قوتهم. لكونهم لم يتمسكوا قرآن الذي فيه العصمة والقوة المعنوية والصلاح والاصلاح والعدل ودفع الظلم والاداب والاخلاق - 00:07:00
التي لا تزعزعها عواصف الخراب بل تقذف بالحق على الباطل فتدمغه فاذا هو زاهق فاذا جاء هؤلاء المفسدون بالتعطيل المحن والانكار الصرف ابدى القرآن من الحجج والبراهين على وجود الله - 00:07:30
لا وجود الله وعظمته وتوحيده وصدقه وصدق من جاء به ما تصدى له الجبال. ما تصدع له جبال وتخضع له فحول الرجال. واذا تسرب هؤلاء الاشرار بتوسط الاخلاق الرذيلة وانحلال - 00:07:50
الجميلة ووجدوا مسلكا في هذا الطريق يعينهم على تنفيذ باطلهم. جاءهم هذا القرآن بالحث على الاخلاق العالية والاعمال الصالحة والاداب الجميلة. التي لا تدع للشر على صاحبها سبيلا. واذا صالوا - 00:08:10
بالفقر والفقراء ووجوب المواساة واحتجوا على ارباب الاموال بالاحتكار والسيطرة واستعبادهم للعباد واستبدادهم الاملاك والاموال ولم يجد هؤلاء قوة عليهم وليس بهم طاقة بوجه من الوجوه تصدى هذا القرآن العظيم بعدل - 00:08:30
وقسطه وايجابه حقوق المتنوعة الدافعة للحاجات كلها بعد قيامها بالضرورات لصدهم وابطال كل ما به يصولون ويجولون. ثم اذا برز بصلاحه واصلاحه العظيم ونظامه وهديه القويم وحثه على سلوك الصراط المستقيم. ونوره الساطع وحججه القواطع. لم يبق في وجهه بعد - 00:08:50
باطل الا ما حقه ولا شر الا سحقه ولا بقي من قصده الحق والصواب الا اختاره واعتنقه. ولا تأمل صاحب عقل ورأي الا خضع له. فهو الحصن الحصين من جميع الشرور. وهو القاهر لكل من قاومه في كل - 00:09:20
للامور الحمد لله. وكفاه انه كلام رب العالمين. الشيخ رحمه الله ذكر في هذه القاعدة ان القرآن جمع الرد على جميع الشبه ما كان منها موجودا في وقت نزوله كشبه المبطلين في عقائدهم - 00:09:40
اديانهم وبذاهبهم من اليهود والنصارى والوثنيين. وهذا واضح بين يدركه الوصول اليه يدركه كل من نظر الى القرآن الكريم وتدبر تدبرا يسيرا ايات الكتاب الحكيم. فهو واضح وظاهر ابين. النوع - 00:10:00
من الباطل الذي رده القرآن هو ما جد من مخترعات الاقوال الاراء ومنحرف السبل مما لم يكن له وجود ظاهر وقت الوحي وهذا ايضا قد يكفل القرآن برده وهو من معجزات هذا الكتاب الكريم واياته وبراهينه. وهو صدق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:20
وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا. فهو اية مستمرة استمرار الليل والنهار دائمة دوام الليل والنهار الى ان يرث الله الارض ومن عليها الى ان تقوم الساعة ويرفع هذا الكتاب. فهو - 00:10:50
حجة على كل مبطل. قديم او حديث. لكن القسم الثاني والفريق الثاني من المبطلين الوصول الى شبهته وبيان فساد قوله يحتاج الى نظر من اهل العلم. وجمع وتتبع حتى لا يستطيع ان يردوا على باطل المبطلين. والشيخ رحمه الله خص في كلامه المذهب الشيوعي لكونه شاعر - 00:11:10
في وقته وانتشر وسرى في الناس كما قال الشيخ رحمه الله سريان النار في العشب الهشيم. اي سرى فيهم سريانا حتى تأثر به كثير من الناس. بل ان بعض المنتسبين الى العلم الف من من - 00:11:40
ما يستدل به على ان الاسلام يدعو الى المبادئ الشيوعية او الاشتراكية. فيقول اشتراكية الاسلام وما اشبه ذلك لشدة الفتنة في ذلك الوقت بهذا المبدأ الخطير. ونحمد الله عز وجل ان الله عز وجل قوظ - 00:12:00
هذا المذهب وذهبت افكاره ادراج الرياح ونسأله سبحانه وتعالى ان يتبع به كل قول منحرف عن الاسلام والله على كل شيء قدير. قد جعل الله لكل شيء قدرا. ان الله بالغ امره. سبحانه وتعالى. القاعدة - 00:12:20
والسبعون في اشتمال كثير من الفاظ القرآن على جوامع المعاني. اعلم ان ما مضى من القواعد السابقة هي المقصود في وضع هذا الكتاب وهو بيان الطرق والمسالك التي ترجع اليها كثير من الايات وانها وان - 00:12:40
الفاظها واختلفت اساليبها فانها ترجع الى اصل واحد وقاعدة كلية. واما نفس الفاظ القرآن كريمي فان كثيرا منها من الالفاظ الجوامع. وهي من اعظم الادلة على انها تنزيل من حكيم حميد. وعلى صدق - 00:13:00
لمن اعطي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا. ولنمثل لهذا النوع امثلة ونذكر انموذجا منه منها قوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها للذين احسنوا الحسنى وزيادة. هل - 00:13:20
الاحسان الا الاحسان. والسابقون السابقون ان الله يأمر بالعدل والاحسان. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن. فلنحيينه حياة طيبة - 00:13:40
ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة ذرة شرا يره وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. انما - 00:14:00
الصابرون اجرهم بغير حساب. يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وامرهم شورى بينهم وشاورهم في الامر. ان الله لا يظلم الناس شيئا. يوم تجد كل نفس ما عملت من خير - 00:14:20
محضر وما عملت من سوء. والصلح خير. ان الله لا يصلح عمل المفسدين. والله لا يحب يوم لا تملك نفس لنفسي شيئا فلا تدعوا مع الله احدا. فلا تجعلوا لله اندادا. الا - 00:14:40
الدين الخالص فاتقوا الله ما استطعتم. ان اريد الا الاصلاح ما استطعت. ولا تنسوا الفضل بينكم. ولا تبخلوا فاستقم كما امرت واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. ان الحسنات يذهبن السيئات - 00:15:00
كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. انه من عبادنا المخلصين كذلك نجزي المحسنين والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل. وجزاء سيئة سيئة مثلها وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. ان هذا - 00:15:20
القرآن يهدي للتي هي اقوم. وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ما على المحسنين من سبيل ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. فمن عفا واصلح فاجره على الله. والباقيات الصالحات - 00:15:50
خير عند ربك ثوابا وخير مردا. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وما جعل عليكم في الدين من انحرج والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. لقد - 00:16:10
كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا - 00:16:30
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. فهذه الايات الكريمة وما اشبهها كل كلمة منها قاعدة اصل كبير تحتوي على معاني كثيرة. وقد تقدم في اثناء القواعد منها شيء كثير وهي متيسرة على - 00:16:50
حافظ القرآن المعتني بمعرفة معانيه ولله الحمد. المقصود من هذه القاعدة ان الشيخ رحمه الله ما جمعه من القواعد ليس حاصلا لكل ما في القرآن او لكل قواعد القرآن انما هو آآ اجتهاد آآ - 00:17:10
ابرز ما توخى المؤلف رحمه الله ان ينفع قارئ القرآن. على انه رحمه الله اشار ان الفاظ القرآن فيها من معاني وجوامع الكلم والنفع ما ينبغي ان يعتنى به وان يحرص عليه وهو شيء كثير سمعنا شيئا من ذلك في - 00:17:30
الايات التي ساقها وظرب بها المثل. ثم قال رحمه الله في ختم هذا الكتاب المبارك نعم. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وقد يسر الله ما من علينا بجمعه فجاء ولله الحمد على اختصاره ووجازته ووضوحه كتابا - 00:17:50
ان يسروا الناظرين ويعين على فهم كلام رب العالمين. ويبدي لاهل البصائر والعلم من المآخذ والمسالك والطرق والاصول النافعة ما لا يجده مجموعا في محل واحد. ومخبر الكتاب يغني عن وصفه. واسأله تعالى ان يجعله - 00:18:10
خالصا لوجهه الكريم مقربا لديه في جنات النعيم. وان ينفع به مؤلفه وقارئه والناظر فيه المسلمين بمنه وكرمه وجوده واحسانه وهو خير الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله واصحابه الطيبين الطاهرين. وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. امين. قال ذلك - 00:18:30
جامعه العبد الفقير الى الله في كل احواله عبدالرحمن بن ناصر العبد الله السعدي وقد تم ذلك في السادس من شوال سنة خمس وستين وثلاثمائة والف والحمدلله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. الحمد لله حمدا كثيرا - 00:19:00
طيبا مباركا فيه وجزاه الله عنا خير الجزاء نسأل الله عز وجل ان يكون نافعا لنا معينا لنا على تدبر كلام الله عز - 00:19:20
Transcription
القاعدة التاسعة والستون من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. وهذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع كثيرة فمنها ما ذكره الله عن المهاجرين الاولين الذين هجروا اوطانهم واموالهم - 00:00:00
احبابهم لله فعوضهم الله الرزق الواسع في الدنيا والعز والتمكين. وابراهيم عليه السلام لما اعتزل قومه واباه وما يدعون من دون الله وهب له اسحاق ويعقوب والذرية الصالحين وسليمان عليه السلام لما الهته الخيل عن ذكر ربه فاتلفا. عوضه الله الريح تجري بامره - 00:00:20
اعطينا كل بناء وواس واهل الكهف لما اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله وهب لهم من رحمة وهيأ لهم اسباب التوفيق والراحة وجعلهم هداية للضالين. والتي احسنت فرجها فنفخوا - 00:00:50
فيها من روحنا وجعلناها وابناها اية للعالمين. ومن ترك ما تهواه نفسه من الشهوات لله تعالى عوضه من محبته وعبادته والانابة اليه. ما يفوق جميع لذات الدنيا اسأل الله من فضله. على كل حال يا اخوان هذه قاعدة مهمة. والتعويض لا يلزم اذا ترك الانسان شيئا - 00:01:10
عز وجل لا يلزم ان يعوض امرا حسيا بل ما يعوضه من الاجور في الاخرة والحبور في القلوب اعظم بكثير ولكن الناس يؤثرون العاجل على الاجل والقريب على البعيد والمحسوس على الغائب - 00:01:40
والواجب على المؤمن ان ينفث ببصره ويستعين الله ويستعين الله عز وجل على ذلك. الى ما وراء اللحظة الحاضرة. فان الانسان اذا استعان الله عز وجل اعانه وكثيرا ما يغفل انسان ويؤثر القريب على البعيد ويؤثر الحظ - 00:02:00
اجل على الآجل فيكون ما قصده من اللذة حسرة. بخلاف ما لو اثر ما عند الله جل وعلا فيكون هذا يكاد الذي يصيبه بسبب فوات ما تشتهي نفسه مما حرمه الله عليه نعمة وانشراحا في الصدر واستنارة - 00:02:20
في القلب وبصيرة وذكرا حسنا في الدنيا واجرا وفوزا في الاخرة نسأل الله من فضله. لكن المهم ان لا الا تربط المسألة بكسب وتعويض مادي. فالتعويض قد لا يكون محسوسا. قد يترك مثلا الانسان امرا تسهل له من المعاصي - 00:02:40
ولا يدرك نظيره في الدنيا من شهوة اكل او شرب او جماع او مال او ما اشبه ذلك. ولا يعوض نظيرها في الدنيا لكنه يعوض ما هو اعظم من اللذة والانابة والعبادة التي لا يجدها بدون هذا العمل. نعم. نعم. القاعدة - 00:03:00
السبعون القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين. ولا يعصم من جميع الشرور الا التمسك باصوله وفروعه قد تقدم من الادلة على هذا الاصل الكبير في دعوة القرآن الى الصلاح والاصلاح وفي طريقته في - 00:03:20
حاجة اهل الباطل وفي سياسته الداخلية والخارجية ما يدل على هذا الاصل. ويعرف الخلق ان العصمة من الشرور كلها التمسك بهذا القرآن واصوله وعقائده واخلاقه وادابه واعماله ولكن نزيد هنا بعض التفصيلات فنقول اهل الشر والفساد نوعان احدهما المبطلون في عقائدهم - 00:03:40
واديانهم ومذاهبهم التي يدعون اليها. ففي القرآن من الاحتجاج على هؤلاء فساد اقوالهم شيء لا يأتي مبطل بقول الا وفي القرآن بيانه بالحق الواضح والبرهان الجليل. ففيه الرد على جميع - 00:04:10
المبطلين من الدهرين والماديين والمعطلين والمعطلين والمشركين والمتمسكين بالاديان مبدلة والمنسوخة من اليهود والنصارى والاميين. ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن يذكر الله حجج هؤلاء وينقضها ويبدي من الاساليب المتنوعة في افسادها ما هو - 00:04:30
وتفصيل هذه الجملة لا يحتمله هذا الموضع. والنوع الثاني من المقاومين للاديان والدنيا والسيادة والحقوق الشيوعيون الذين انتشر شرهم وتفاقم امرهم وسرت دعايتهم في طبقات الخلق سريان النار في العشب الهشيم ولم يكن عند الاكثرين ما يرد صلتهم ويقمع شرهم. وانما عندهم من الاصول - 00:05:00
عقائد والاخلاق والسياسات ما يمكن امثال هؤلاء الذين هم فساد العباد والبلاد. ولكن ولله القرآن العظيم والدين القويم. قد تكفل بمقاومة هؤلاء كما تكفل بمقاومة غيرهم وفيه من الاصول والاخلاق والاداب الراقية ما يردهم على اعقابهم منهزمين. فما فيه من العدل - 00:05:30
ووجوب الحقوق العادلة بين طبقات الناس بحسب احوالهم. وما فيه من ايجاب الزكاة والالزام بها ودفع حاجات الفقراء والمضطرين ووجوب القيام بالمصالح الكلية والجزئية ووجوب حفظ الاملاك والحقوق كل هذا اعظم سد واحكم حصن. للوقاية من شرور هؤلاء المفسدين. وكذلك ما حظ عليه القرآن - 00:06:00
من لزوم الاداب العالية والاخلاق السامية والاخوة الدينية والرابطة الاسلامية يمنع من تغلغل شرورهم التي طريقها الاقوم تحليل الاخلاق وانحلال الاداب وتحلل الروابط النافعة وثورة العامة على الرأسمالية الذين يجمعون ويمنعون. فهؤلاء وان ابدوا من القوة المادية والتسلط على العباد بالقهر والاستعداد - 00:06:30
والطمع والطمع والجشع فانهم لا ثبوت لهم على مقاومة هذا التيار المزعج المخرب. المدمرين لما مر عليه فما معهم سلاح يقاوم سلاحهم ولا قوة تجابه قوتهم. لكونهم لم يتمسكوا قرآن الذي فيه العصمة والقوة المعنوية والصلاح والاصلاح والعدل ودفع الظلم والاداب والاخلاق - 00:07:00
التي لا تزعزعها عواصف الخراب بل تقذف بالحق على الباطل فتدمغه فاذا هو زاهق فاذا جاء هؤلاء المفسدون بالتعطيل المحن والانكار الصرف ابدى القرآن من الحجج والبراهين على وجود الله - 00:07:30
لا وجود الله وعظمته وتوحيده وصدقه وصدق من جاء به ما تصدى له الجبال. ما تصدع له جبال وتخضع له فحول الرجال. واذا تسرب هؤلاء الاشرار بتوسط الاخلاق الرذيلة وانحلال - 00:07:50
الجميلة ووجدوا مسلكا في هذا الطريق يعينهم على تنفيذ باطلهم. جاءهم هذا القرآن بالحث على الاخلاق العالية والاعمال الصالحة والاداب الجميلة. التي لا تدع للشر على صاحبها سبيلا. واذا صالوا - 00:08:10
بالفقر والفقراء ووجوب المواساة واحتجوا على ارباب الاموال بالاحتكار والسيطرة واستعبادهم للعباد واستبدادهم الاملاك والاموال ولم يجد هؤلاء قوة عليهم وليس بهم طاقة بوجه من الوجوه تصدى هذا القرآن العظيم بعدل - 00:08:30
وقسطه وايجابه حقوق المتنوعة الدافعة للحاجات كلها بعد قيامها بالضرورات لصدهم وابطال كل ما به يصولون ويجولون. ثم اذا برز بصلاحه واصلاحه العظيم ونظامه وهديه القويم وحثه على سلوك الصراط المستقيم. ونوره الساطع وحججه القواطع. لم يبق في وجهه بعد - 00:08:50
باطل الا ما حقه ولا شر الا سحقه ولا بقي من قصده الحق والصواب الا اختاره واعتنقه. ولا تأمل صاحب عقل ورأي الا خضع له. فهو الحصن الحصين من جميع الشرور. وهو القاهر لكل من قاومه في كل - 00:09:20
للامور الحمد لله. وكفاه انه كلام رب العالمين. الشيخ رحمه الله ذكر في هذه القاعدة ان القرآن جمع الرد على جميع الشبه ما كان منها موجودا في وقت نزوله كشبه المبطلين في عقائدهم - 00:09:40
اديانهم وبذاهبهم من اليهود والنصارى والوثنيين. وهذا واضح بين يدركه الوصول اليه يدركه كل من نظر الى القرآن الكريم وتدبر تدبرا يسيرا ايات الكتاب الحكيم. فهو واضح وظاهر ابين. النوع - 00:10:00
من الباطل الذي رده القرآن هو ما جد من مخترعات الاقوال الاراء ومنحرف السبل مما لم يكن له وجود ظاهر وقت الوحي وهذا ايضا قد يكفل القرآن برده وهو من معجزات هذا الكتاب الكريم واياته وبراهينه. وهو صدق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:20
وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا. فهو اية مستمرة استمرار الليل والنهار دائمة دوام الليل والنهار الى ان يرث الله الارض ومن عليها الى ان تقوم الساعة ويرفع هذا الكتاب. فهو - 00:10:50
حجة على كل مبطل. قديم او حديث. لكن القسم الثاني والفريق الثاني من المبطلين الوصول الى شبهته وبيان فساد قوله يحتاج الى نظر من اهل العلم. وجمع وتتبع حتى لا يستطيع ان يردوا على باطل المبطلين. والشيخ رحمه الله خص في كلامه المذهب الشيوعي لكونه شاعر - 00:11:10
في وقته وانتشر وسرى في الناس كما قال الشيخ رحمه الله سريان النار في العشب الهشيم. اي سرى فيهم سريانا حتى تأثر به كثير من الناس. بل ان بعض المنتسبين الى العلم الف من من - 00:11:40
ما يستدل به على ان الاسلام يدعو الى المبادئ الشيوعية او الاشتراكية. فيقول اشتراكية الاسلام وما اشبه ذلك لشدة الفتنة في ذلك الوقت بهذا المبدأ الخطير. ونحمد الله عز وجل ان الله عز وجل قوظ - 00:12:00
هذا المذهب وذهبت افكاره ادراج الرياح ونسأله سبحانه وتعالى ان يتبع به كل قول منحرف عن الاسلام والله على كل شيء قدير. قد جعل الله لكل شيء قدرا. ان الله بالغ امره. سبحانه وتعالى. القاعدة - 00:12:20
والسبعون في اشتمال كثير من الفاظ القرآن على جوامع المعاني. اعلم ان ما مضى من القواعد السابقة هي المقصود في وضع هذا الكتاب وهو بيان الطرق والمسالك التي ترجع اليها كثير من الايات وانها وان - 00:12:40
الفاظها واختلفت اساليبها فانها ترجع الى اصل واحد وقاعدة كلية. واما نفس الفاظ القرآن كريمي فان كثيرا منها من الالفاظ الجوامع. وهي من اعظم الادلة على انها تنزيل من حكيم حميد. وعلى صدق - 00:13:00
لمن اعطي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا. ولنمثل لهذا النوع امثلة ونذكر انموذجا منه منها قوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها للذين احسنوا الحسنى وزيادة. هل - 00:13:20
الاحسان الا الاحسان. والسابقون السابقون ان الله يأمر بالعدل والاحسان. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن. فلنحيينه حياة طيبة - 00:13:40
ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة ذرة شرا يره وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. انما - 00:14:00
الصابرون اجرهم بغير حساب. يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وامرهم شورى بينهم وشاورهم في الامر. ان الله لا يظلم الناس شيئا. يوم تجد كل نفس ما عملت من خير - 00:14:20
محضر وما عملت من سوء. والصلح خير. ان الله لا يصلح عمل المفسدين. والله لا يحب يوم لا تملك نفس لنفسي شيئا فلا تدعوا مع الله احدا. فلا تجعلوا لله اندادا. الا - 00:14:40
الدين الخالص فاتقوا الله ما استطعتم. ان اريد الا الاصلاح ما استطعت. ولا تنسوا الفضل بينكم. ولا تبخلوا فاستقم كما امرت واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. ان الحسنات يذهبن السيئات - 00:15:00
كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. انه من عبادنا المخلصين كذلك نجزي المحسنين والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل. وجزاء سيئة سيئة مثلها وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. ان هذا - 00:15:20
القرآن يهدي للتي هي اقوم. وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ما على المحسنين من سبيل ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. فمن عفا واصلح فاجره على الله. والباقيات الصالحات - 00:15:50
خير عند ربك ثوابا وخير مردا. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وما جعل عليكم في الدين من انحرج والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. لقد - 00:16:10
كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا - 00:16:30
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. فهذه الايات الكريمة وما اشبهها كل كلمة منها قاعدة اصل كبير تحتوي على معاني كثيرة. وقد تقدم في اثناء القواعد منها شيء كثير وهي متيسرة على - 00:16:50
حافظ القرآن المعتني بمعرفة معانيه ولله الحمد. المقصود من هذه القاعدة ان الشيخ رحمه الله ما جمعه من القواعد ليس حاصلا لكل ما في القرآن او لكل قواعد القرآن انما هو آآ اجتهاد آآ - 00:17:10
ابرز ما توخى المؤلف رحمه الله ان ينفع قارئ القرآن. على انه رحمه الله اشار ان الفاظ القرآن فيها من معاني وجوامع الكلم والنفع ما ينبغي ان يعتنى به وان يحرص عليه وهو شيء كثير سمعنا شيئا من ذلك في - 00:17:30
الايات التي ساقها وظرب بها المثل. ثم قال رحمه الله في ختم هذا الكتاب المبارك نعم. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وقد يسر الله ما من علينا بجمعه فجاء ولله الحمد على اختصاره ووجازته ووضوحه كتابا - 00:17:50
ان يسروا الناظرين ويعين على فهم كلام رب العالمين. ويبدي لاهل البصائر والعلم من المآخذ والمسالك والطرق والاصول النافعة ما لا يجده مجموعا في محل واحد. ومخبر الكتاب يغني عن وصفه. واسأله تعالى ان يجعله - 00:18:10
خالصا لوجهه الكريم مقربا لديه في جنات النعيم. وان ينفع به مؤلفه وقارئه والناظر فيه المسلمين بمنه وكرمه وجوده واحسانه وهو خير الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله واصحابه الطيبين الطاهرين. وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. امين. قال ذلك - 00:18:30
جامعه العبد الفقير الى الله في كل احواله عبدالرحمن بن ناصر العبد الله السعدي وقد تم ذلك في السادس من شوال سنة خمس وستين وثلاثمائة والف والحمدلله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. الحمد لله حمدا كثيرا - 00:19:00
طيبا مباركا فيه وجزاه الله عنا خير الجزاء نسأل الله عز وجل ان يكون نافعا لنا معينا لنا على تدبر كلام الله عز - 00:19:20