Transcription
اي نعم اعوز بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلينظر الانسان الى طعامه خفا ثم شققنا الارض شقا. فانبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونه ونخلاق وحدائق غلبا وفاكهته واكبا متاعا لكم ولانعامكم - 00:00:00ضَ
ذكر المؤلم رحمه الله تعالى وقال فلينظر الانسان الى طعامه في امتنان وفيه استدلال باحياء النبات من الارض الهامدة على احياء الاجسام كانت عظاما بالية وترابا ممزقا انا صببنا الماء صبا اي انزلناه من السماء على الارض ثم شفقنا الارض شقا اي اسكناه فيها فدخل في - 00:00:43ضَ
لحومها وتخلل في اجزاء الحب الموجع فيها. فنبت وارتفع وظهر على وجه الارض تنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا. الحب كل ما كل ما يذكر من الحبوب والعنب. كل ما يذكر من - 00:01:11ضَ
حبوب والغنم معروف والقصب هو الفصفصة التي والقضب هو الفصفصة التي تأكلها الدواب رطبة. ويقال لها القط ايضا. قال ذلك ابن عباس وقتادة وقال الحسن البصري القضب العلف وزيتونا وهو معروف وهو ادم وعصيره ادب. ويستصبح به ويدهن به - 00:01:30ضَ
ونخلا يؤكل بلحا مصرا ورطبا وتمرا ونيئا ومطبوخا ويعصر منه رب وخل وحدائق غلبة اي بساتين قال الحسن وقتادة غلبة نخل غلاظ كرام. وقال ابن عباس ومجاهد الحدائق كل ما التف واجتمع - 00:02:02ضَ
وقال ابن عباس ايضا غلب الشجر الذي يستظل به. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس وحدائق غلبة اي طوال وقال عكرمة غلبة اي غلاظ الاوساخ. وفي رواية هلاب الرقاب. الم تر الى الرجل اذا كان غليظ الرقبة؟ قيل - 00:02:27ضَ
انه لاغلب. رواه ابن ابي حاتم وانشد ابن جرير للفرزدق. وعوى فاثار اغلب بيغميا وويل ابن المراغة ما استتار وقوله وفاكهة اما الفاكهة فهو كل ما يتفكه به من الثمار. قال ابن عباس قال ابن عباس - 00:02:47ضَ
جهة كل ما اكل ربا والاب ما انبتت الارض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس. وفي رواية عنه هو الحشيش للبهائم. وقال مجاهد وسعيد ابن جبير وابو مالك الاب الكلأ وعن مجاهد وعن - 00:03:11ضَ
مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد الاب للبهائم كالفاكهة لبني ادم. وعن عطاء كل شيء على وجه الارض فهو اب. وقال الضحاك كل شيء انبتته الارض سوى سوى الفاكهة فهو اب - 00:03:31ضَ
قال ابن ادريس عن عاصم ابن كليب عن ابيه عن ابن عباس الاب نبت الارض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس. ورواه ابن جرير من ثلاث غيبني ادريس ثم قال حدثنا ابو قريمن وابو السائل قال حدثنا ابن ادريس قال حدثنا عبد الملك عن سعيد ابن جبير قال - 00:03:51ضَ
عد ابن عباس وقال الاب ما انبتت الارض للانعام. هذا لفظ ابي قريب. وقال ابو وقال ابو السائل ما انبت الارض مما يأكل الناس وتأكل الانعام. وقال عوفي عن ابن عباس الاب الكلأ والمرعى. وكذا قال المجاهد والحسن وقتادة - 00:04:13ضَ
هو ابن زيد هو غير واحد. وقال ابو عبيد القاسم سلام حدثنا محمد ابن يزيد. قال حدثنا العوام ابن حوشب عن ابراهيم التيمي قال سئل ابو بكر الصديق الصديق رضي الله عنه وعن قوله تعالى وفاكهة وابا فقال اي سماء تظل تظلني واي - 00:04:33ضَ
تقل لي ان قلت في كتاب الله ما لا اعلم. وهذا منقطع بين ابراهيم التيمي والصديق. فاما ما رواه ابن جرير حيث قال حدثنا ابن بشار قال حدثنا ابن ابي عدي قال حدثنا حميد عن انس قال قرأ عمر ابن الخطاب عبس وتولى - 00:04:54ضَ
لما اتى على هذه الاية وفاكهة وابا قال قد عرفنا قد عرفنا ما الفاكهة فما الاب؟ وقال لعمرك يا ابن البعض ان هذا لهو التكلم فهو اسناد صحيح وقد رواه غير واحد عن انس به وهو محمول على انه اراد ان يعرف - 00:05:14ضَ
وجنسه وعينه والا فهو وكل من قرأ هذه الاية يعلم انه من من نبات الارض لقوله وامتنا فيها حبا وعنبا وقذبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا. وقوله متاعا لكم ولانعامكم اي - 00:05:34ضَ
عيشة لكم ولانعامكم في هذه الدار الى يوم القيامة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الايات الكريمات متصلة بما تقدم - 00:05:54ضَ
مما ذكره الله تعالى قبلها من هلاك الانسان بكفره واعراضه عما خلق له. قتل الانسان ما اكفره من اي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدر ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره ثم اذا شاء انشره كلا - 00:06:10ضَ
لما يقضي ما امره ولردعه عن هذا المسار الذي ذكره جل وعلا من حال الانسان الكافر امره بالنظر فقال فلينظر الانسان الى طعامه والنظر المأمور به هنا هو نظر الاعتبار والاتعاظ - 00:06:31ضَ
والافتكار والادكار ليس المقصود بالنظر هو مجرد الابصار الذي لا ثمرة له ولا اثر. يقول الله تعالى فلينظر الانسان الى طعامه اي ليعتبر ويتعظ بهذا الذي يبصره مما يلابسه وهو قريب منه - 00:06:52ضَ
وهو طعامه الذي قوام حياته به فلينظر الانسان الى طعامه حتى يصل من هذا النظر الى التصديق بما كذب ما الذي كذبه هؤلاء البعث والنشور والاحياء بعد الموت فيقول الله تعالى - 00:07:20ضَ
للانسان مذكرا بما يشاهده من احياء الله تعالى وقدرته على الاحياء احياء الموتى ان في النظر الى هذه الايات المحيطة بك ما يجعلك تصدق ما غاب عنك من البعث بعد الموت - 00:07:43ضَ
فلينظر الانسان الى طعامه انا صببنا الماء صبا اي انزلناه من السماء كثيفا كثيرا دافقا ان نصب ابنا الماء صبا اي انزلناه من السماء على هذا النحو الذي يحصل به ارواء الارض - 00:08:05ضَ
ثم شققنا الارض شقا وهذا الصب قابل بذرا وهذا البذر لا حياة فيه ميت فلما جاءه الماء حيا ونبت وبنباته تشققت الارض ولذلك قال ثم شققنا الارض شقا واذا نظرت - 00:08:28ضَ
الى هذه النبتة اللطيفة كيف مكنها الله تعالى بقدرته ان تشق الارظ الصلبة عرفت عظيمة تسخير الله تعالى وبديع صنعه وهنا تعرف ان هذا الشق للارض هو من فعله وتدبيره - 00:08:56ضَ
وحسن تقديره جل وعلا. والا فهذه النبتة التي تطيرها الرياح تقطفها ايدي الصغار لا تقوى في العادة على شق هذه الارض الصلبة الا باقدار الله جل وعلا وتيسيره ثم شققنا الارض - 00:09:20ضَ
شقة والشق هنا فسره المصنف رحمه الله لانه نتاج نزول الماء اي اسكناه فيها في تخومها وتخلل في اجزاء الحب المودع فيها فنبت وارتفع وظهر على وجه الارض فالشق هنا يشمل الشق الناتج عن نزول المطر والشق الناتج عن - 00:09:41ضَ
نبات الحبوب والبذر وكلاهما صادق على الاية فان المطر اذا نزل تشققت الارض والنبات اذا خرج تشقق تشققت الارض وكلاهما آآ يقصد به قوله تعالى ثم شققنا الارض شقا فاذا شققنا الارض شقا عند انزال المطر - 00:10:05ضَ
وعند نبات الحب والبذر قال فانبتنا فيها هب وعنبا وقظبا وهذا اشارة الى تنوع ما يخرج من الارض بهذا الماء رغم اتحاد المادة المادة هي الماء والارض بما فيها من تربة - 00:10:28ضَ
انتجت ثمرا ونتاجا مختلفا وهذا دال على عظيم القدرة الذي يخرج من هذه الامور المتحدة اصنافا مختلفة هو القدير جل في علاه الذي احسن كل شيء خلقه واتقنه سبحانه وبحمده - 00:10:53ضَ
فانبتنا فيها اي في الارض حب والحب جاء والحب هو ما يكون مما يقتاته الناس من الحنطة والبر والشعير وما اشبه ذلك من الحبوب فقول حبا جنس للحبوب كلها باصنافها وانواعها - 00:11:19ضَ
من القوت وغيره وعنبا وهذا جنس للقوت من الثمار وقضب هذا ثالث ما ذكر الله تعالى وفسر القضب هنا بانه الفصفصة التي تأكلها الدواب رطبة وقيل هو القت القت والبرسيم - 00:11:43ضَ
وقيل العلف فذكر هنا ثلاثة اجناس او اصناف مما تنبته الارض اثنان منها الاصل فيها انها لبني ادم وواحد للانعام الحب والعنب مما ينتفع به بنو ادم والانعام ملحق به. واذا تأملت - 00:12:11ضَ
انه الله تعالى قال فلينظر الانسان الى طعامه. فلماذا يذكر طعام البهائم لان البهائم من طعام الانسان لان البهائم من طعام الانسان فذكر الله الانسان بما يطعمه بما يسره من طعام بهائمه التي في المآل والمنتهى - 00:12:35ضَ
هي طعام الانسان. فالانسان اما ان يأكل نباتا واما ان يأكل لحما ولهذا ذكر الله تعالى طعام البهائم مع انه قال فلينظر الانسان الى طعامه والانسان لا يأكل القت ولا العلف - 00:12:58ضَ
لكن هو يأكل ليأكل اه القت والعلف وهي البهائم فهي من جملة طعامه حيث يسر الله تعالى لها هذا الطعام قال جل وعلا فانبتنا فيها حبا وعنبا وقضباء وذكر الاقوال في في القضب ثلاثة اقوال الفصفصة وقيل القت وقيل العلف - 00:13:12ضَ
ويمكن حمل الاية على المعاني كلها كما هو معروف في قواعد التفسير ان الاية اذا احتملت معاني صحيحة آآ فانه آآ يصح حملها عليها جميعا قال رحمه الله في التفسير في تفسير قوله وزيتونا قال وهو معروف - 00:13:37ضَ
ثم ذكر مما يحصل من الانتفاع بالزيتون واوجهه فقال وهو ادم وعصيره اه اه وعصيره ادم ويستصبح به يعني يستعمل في الاضاءة ويدهن به او يستعمل دهنا للابدان غيرها فتتنوع منافعه - 00:13:57ضَ
ثم قال ونخلا ولم ولم يقل تمرا اشارة الى ان النخلة في ذاتها نافعة وهذا السر في ذكر النخل دون ثمره وهذا كثير في القرآن يذكر الله تعالى النخلة في ذاتها - 00:14:17ضَ
لان النخلة ليس فيها شيء لا نفع فيه بل كلها نافع كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ان شجرة مثلها مثلها كمثل المؤمن فخاض الناس شجر البوادي ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة فهي نافعة بكل ما فيها - 00:14:37ضَ
في ثمرها واوراقها وليفها وما يكون من اه اه اغصانها اه كرمها وما الى ذلك. قال جل وعلا وحدائق غلبان اي بساتين وهذا عطف ليشمل كل ما تقدم فان مجموع ما تقدم من النباتات - 00:15:00ضَ
من الحبوب والثمار يتكون منه الحدائق فهو من من عطف الشيء على هناك في العام على الخاص يمكن ان يقال او من عطف الشامل لاجزائه قال وحدائق غلبة اي بساتين. ثم ذكر جملة من الاقوال في تفسير غلبة - 00:15:27ضَ
فقال نخل غلاظ كرام هذا قول قيل كل ما التف واجتمع هذا قول وقيل الشجر الذي يستظل به هذا قول وقيل طوال وقيل غلاظ الاوساط وهذا قريب مما تقدم اذا عندنا الان اربعة اقوال - 00:15:55ضَ
واربعة غلاف آآ الاوساط وغلاظ آآ الرقاب لا يخرج عما تقدم بقوله غلاظ كرام لان هناك لم يحدد موظع الغلظة اذا في غلبة اربعة اقوال القول الاول انها غلاظ وهذا يدل على المتانة والشدة والقوة - 00:16:20ضَ
والثاني انه الشجر الذي يستظل به والثالث ما ما التف واجتمع والرابع طوال انها طوال وكما ذكرنا انه يصح حمل آآ الاية على كل هذه المعاني قال وفاكهة وابا والفاكهة هي ما يؤكل على وجه - 00:16:45ضَ
التلذذ من النباتات من الثمار من الثمار ويقابلها القوت فما ينبت نوعان فواكه واقواك الفاكهة هي ما يتفكه به الانسان ويلتذ لكن لا تقوم به حياته واما القوت فهو ما يقيم اودى الانسان ويحفظ حياته - 00:17:14ضَ
هذا الفرق بين القوت وبين الفاكهة. الفاكهة شيء مستطاب واستلذ ويتفكه باكله فليس مما تقوم الحياة به اما القوت فهو ما يقيم الحياة من الطعام فالتمر قوت او فاكهة قوت البر قوتة فاكهة - 00:17:43ضَ
قوت التفاح قوت او فاكهة لانه لا يمكن ان يقوم تقوم حياة الانسان بالاقتصار على اكل التفاح بل لابد له مما يقيم حياته من الاقوات المعتادة المعهودة التي تقيم الحياة. قوله تعالى - 00:18:07ضَ
وابى ذكر في ابى جملة من الاقوال و يمكن ان ترجع الى قولين الاب ما تأكله كل نبات يأكله الانسان او يأكله الناس والبهائم فيكون قول ابا عطف عام على - 00:18:26ضَ
خاص ليشمل كل ما تقدم والقول الثاني انه ما يأكله ما تأكله البهائم فقط دون الانسان فيكون هذا تذكيرا بنعمة الله تعالى على الانسان ان يسر لبهائمه التي يطعمها ويأكلها ما تتغذى به - 00:18:48ضَ
كقوله تعالى وقضبا والذي يظهر والله اعلم ان الاب هو كل ما نبت في الارض مما يأكله الناس والبهائم واما ما جاعا عمر رضي الله عنه من انه قال بعد ان قرأ قوله تعالى وفاكهة وابا قد عرفنا ما الفاكهة فما الاب؟ فتوجيهه جيد وهو انه لما قل عمرك - 00:19:12ضَ
لعمرك يا ابن الخطاب ان هذا لهو التكلف ان هذا محمول على انه اراد تحديد صنف واوصاف وحقيقة الاب تحديدا تعيينيا فهذا توجيه جيد والا فالاب معروف عندهم وقد اه - 00:19:41ضَ
آآ ذكره آآ ابن عباس وجماعة من آآ اهل العلم فليس مجهولا عند العرب لكن قد تطلق النبتة على ما لا يعلم تعيينه او على ما لا يعرف الانسان حقيقته وعينه فهذا يكفي فيه الفهم العام. الخلاصة ان قوله تعالى وابى فيها قولان. القول الاول - 00:20:02ضَ
كل ما يأكله الانسان والبهائم ويكون هذا من باب عطف ايش العام على الخاص واما ان يقال ما تأكله البهائم فقط الصحيح هو الاول والله اعلم - 00:20:27ضَ