Transcription
اقرأ الحديث بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان ابن سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا - 00:00:00ضَ
قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث هو الحديث الحادي والعشرون من احاديث - 00:00:24ضَ
الاربعين نووية نقل فيه المصنف رحمه الله عن ابي عمرة سفيان ابن عبد الله اه وهو من الصحابة الكرام عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الذي انفرد باخراجه - 00:00:45ضَ
مسلم من حديث هشام ابن عروة عن ابيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يحكي ما كان منه وما جرى القائل سفيان ابن عبد الله يقول قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا - 00:01:15ضَ
لا اسأل عنه احدا غيرك قل لي في الاسلام اي في شأنه وما يجمع خصاله وما يقيمه وما يحفظ به وما الذي جاء به؟ كل هذا يتضمنه قوله رضي الله عنه قل لي في الاسلام اي في شأنه - 00:01:36ضَ
وفيما يقيمه ما يصلحه فيما يحفظه وما اشبه ذلك من المعاني قولا اي كلاما لا اسأل عنه احدا غيرك اي يكفيني عن ان اطلب ذلك عند غيرك وهذا يدل على - 00:02:02ضَ
انه طلب قولا جامعا يغنيه عن كل نظر ويكفيه عن كل بحث معلوم ان مثل هذا من المسائل الشديدة العظيمة لان الاسلام عظيم الاحكام كثير الفرائض منه ما هو عقيدة منه ما هو عمل - 00:02:34ضَ
هو في حق الله تعالى ومنهما هو في حق الخلق اختصار كل هذا كلمة موجزة لا يوفق اليها الا موفق ولا يسدد اليها الا من امده الله تعالى بالنور والهدى - 00:03:11ضَ
ولذلك جاء الجواب مطابقا للسؤال جامعا لكل خير مختصرا لما جاء به الاسلام وقول قل لي في الاسلام اي اعلمني واخبرني بقول لا احتاج ان اسأل غيرك عنه تفصيلا وبيانا - 00:03:32ضَ
طلب قولا واضحا جليا يجمع ما يتصل بهذا الدين ثم قال في جوابي هذا السؤال قال قل هذا امر بالقول والقول الاصل ما جرى على اللسان من كلام ويصدق على ما قر في القلب - 00:03:54ضَ
من اعتقاد قل امنت بالله ثم استقم امر النبي صلى الله عليه وسلم سفيان ابن عبد الله لما سأله عن هذه الوصية الجامعة قال قل امنت بالله ثم استقم وقلنا القول هنا قول القلب وقول اللسان - 00:04:23ضَ
امنت بالله اي اقررت الله عز وجل وجودا ربوبية والهية واسماء وصفاتا الايمان بالله يشمل كل فروع الايمان وكل اصوله فانه لا يتحقق الايمان بالله الا من امن ايمانا بكل ما امر الله تعالى - 00:04:51ضَ
ان يؤمن به اجمالا وتفصيلا اجمالا في ما لم يبلغه تفصيلا فيما بلغ وقوله امنت بالله يشمل الامام بالملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل. الايمان بالقدر الايمان باليوم الاخر لان الكتب كلام الله - 00:05:28ضَ
والرسل وسائطه بينه وبين خلقه والملائكة عباده خالقهم الذين لا يعصونهما امر ويفعلون ما يؤمرون والقدر فعله جل في علاه واليوم الاخر هو ما قضى فيه ان يفصل بين الناس - 00:05:54ضَ
وقوله امنت بالله كلمة جامعة تجمع هذا كله وهي عنوان صلاح الباطن لان الايمان عمل قلبي جماعه الخضوع لله تعالى والانقياد له الايمان عمل قلبي جماعه الخضوع لله تعالى والانقياد - 00:06:20ضَ
له وهذا معنى قوله امنت بالله قل امنت بالله وما يكون من اظهار ذلك بالقول انما وترجمة عم في الظمير فاذا لم يكن ما في القلب مطابقا لما في اللسان لم ينتفع الانسان من هذا القول - 00:06:46ضَ
بل كان حجة عليه وكان منافقا كما قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا بعد ذلك قال في الشطر الثاني من جملة الوصية - 00:07:11ضَ
قال ثم استقم ثم تفيد الترتيب والتعقيب اذا كمل باطلك كمل قلبك بالايمان بالله تعالى وبما يجب الايمان به عقب ذلك الاستقامة على شرع الله تعالى قال ثم استقم اي - 00:07:26ضَ
اطلب القيام القيام على الخير والهدى والصراط المستقيم فان الاستقامة لا تكون الا على الصراط المستقيم والدين القويم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم ثم استقم - 00:08:05ضَ
اي اسعى في كل عمل وقول يحقق به ذلك الايمان الذي في قلبك وتسعى به الى تكميل ما في فؤادك وقد امر الله تعالى الاستقامة رسوله صلى الله عليه وسلم وخاتم انبيائه فقال فاستقم كما امرت ومن تاب معك - 00:08:28ضَ
ولا تطأ انه بما تعملون بصير كما امر الله تعالى بالاستقامة موسى وهارون حيث قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون وامر بالاستقامة عموم الناس فقال قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي - 00:08:53ضَ
انما الهكم اله واحد استقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين وامر الله تعالى كل مؤمن ومؤمنة في كل صلاة ان يسأله الهداية الى الصراط المستقيم الفاتحة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:17ضَ
لا صلاة لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب الفاتحة فيها اعظم الادعية واشرف المطالب كذلك في قوله اهدنا الصراط المستقيم. هذا الدعاء فرض واجب على كل مؤمن ومؤمنة وبه يتحقق ما امر الله به في قوله فاستقيموا اليه - 00:09:41ضَ
وبه يتحقق ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ثم استقم والاستقامة المأمور بها هي القيام على طاعة الله عز وجل هي التزام ما امر الله تعالى به - 00:10:04ضَ
في الظاهر والباطن واجتناب ما نهى عنه في الظاهر والباطن وبقدر ما يحقق العبد هذه الخصال في ظاهره وباطنه ينال العطايا والفظائل المرتبة على الاستقامة يقول الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:10:23ضَ
تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم ما تدعون. سلام قولا من رب رحيم - 00:10:47ضَ
ها ولكم فيها ما تدعوا. سلام قولا من رب رحيم هذا العطاء الجزيل من تنزل الملائكة والتثبيتهم قولهم لا تخافوا ولا تحزنوا وتبشيرهم بالجنة تبشير بالولاية وما الى ذلك مما ذكر الله تعالى كله ثمرة الاستقامة - 00:11:07ضَ
كله من فضائلها وبيان جميل عواقبها وقوله قل امنت بالله ثم استقم يوافق قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك حيث قدم الايمان على العمل الحديث - 00:11:39ضَ
تضمن فوائد عديدة ففيه من الفوائد حرص الصحابة رضي الله عنهم على تعلم العلم حيث كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ويسترشدون في كلامه ويستفتونه فيما ينفعهم ومن فوائده - 00:12:00ضَ
شريف عقل سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه حيث طلب من النبي صلى الله عليه وسلم وصية موجزة جامعة تغنيه عن سؤال غيره صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد - 00:12:39ضَ
ان السؤال الاعلى والاعلم الاورع اولى من سؤال غيره ولذلك قال لا اسأل عنه احدا غيرك اكتفاءه بسؤاله بسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الامة اخشاها لله عز وجل - 00:13:04ضَ
وفيه من الفوائد سرعة استجابة النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه على النحو الذي يتحقق به مراده من من الوضوح والاختصار وفيه من الفوائد تحفيز السائل بكل اسلوب يشوقه حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له قل امنت بالله - 00:13:39ضَ
وهذا مطابق لما سأل عنه فانه قال قل لي في الاسلام قولا. فقال له قل امنت بالله وفيه من الفوائد شريف منزلة الايمان وان الايمان يجمع خصال الخير شعب البر - 00:14:27ضَ
ولا غرو في ذلك ولا عجب فان كل فضيلة ظاهرة او باطنة قولية او عملية خاصة او عامة في معاملة الله او في معاملة الخلق هي ثمرة الايمان والايمان شعب وخصال قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:51ضَ
في ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة الايمان بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان وفيه من الفوائد - 00:15:12ضَ
تقديم اصلاح الباطن على الظاهر حيث قال له صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله والايمان في الاصل عمل قلبي وفيه من الفوائد ان الايمان بالله ينبثق عنه كل اصول الايمان - 00:15:33ضَ
كل خصاله حيث اكتفى به ذكرا عن ان يذكر غيره لان كل ايمان هو متفرع عنه كما تقدم وفيه من الفوائد ان صلاح الباطن يحتاج الى شيء من الوقت حتى يثمر صلاح الظاهر - 00:15:59ضَ
حيث قال ثم استقم ثم تفيد التعقيب والترتيب مع شيء من التراخي وفي من الفوائد ان الايمان مقدم على كل عمل وهذا تقدم انه العناية بالاعمال الباطلة لكن من الفوائد - 00:16:27ضَ
تقديم الايمان على كل الاعمال تقديم الايمان بالله على كل الاعمال وفي من الفوائد شريف مقام اقامة وان الاستقامة تجمع للانسان الخير كله وتصرف عنه الشر كله وان الاستقامة جامعة للديانة - 00:16:56ضَ
فمن استقام فقد اقام الدين ومن قصر في الاستقامة فقد نقص من دينه بقدر ما حصل من تقصيره في في الاستقامة وقوله ثم استقم ان الامر بالاستقامة عام لكل المؤمنين وليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:18ضَ
توافق في هذا المؤمنون النبيين ان الله امر بالاستقامة نبيه وامر انبياءه بذلك وامر عموم المؤمنين بذلك حيث قال فاستقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين وفيه من الفوائد ان المطلوب من المؤمن الاستقامة - 00:17:50ضَ
والاستقامة هي اصابة الحق سلوك الطريق المستقيم دون زيادة ولا نقص وهذا اعلى المطلوبات ويندرج فيه اذا عجز عن السداد عن الاستقامة التامة المقاربة كما في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا - 00:18:23ضَ
سددوا وقاربوا فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالسداد وهو الاستقامة التامة وقاربوا اي قارب السداد وهو نوع من الاستقامة التي فيها شيء من القصور او التقصير السداد هو الموافقة - 00:18:57ضَ
على امر الله وامر رسوله على على وجه الكمال والمقاربة هي الموافقة على امر الله وعلى امر رسوله مع بعض القصور او التقصير هذا ما يسر الله تعالى من الفوائد - 00:19:22ضَ
المتعلقة قوله صلى الله عليه وسلم لسفيان بن عبد الله الثقفي قل امنت بالله ثم استقم والله تعالى اعلم - 00:19:39ضَ