الأربعون النووية

الدرس (36) من شرح الأربعين النووية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولاهل العلم والمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ

الحديث الثاني والعشرون عن ابي عبدالله جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ارأيت اذا صليت المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا. اادخل الجنة - 00:00:14ضَ

قال نعم رواه مسلم ومعنى حرمت الحرام اجتنبته. ومعنى احللت الحلال فعلتهم معتقدا حلة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الحديث الثاني والعشرون من احاديث - 00:00:33ضَ

الاربعين النووية نقل فيه المؤلف النووي رحمه الله عن ابي عبد الله جابر ابن عبد الله الانصاري ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليتوا المكتوبات الى اخر الحديث - 00:00:53ضَ

هذا الحديث اه اخرجه مسلم انفرد به عن طريق معقل ابن عبيد الله عن ابي الزبير عن جابر اه موضوع الحديث بيان ان دخول الجنة يكون باداء الواجب المفروض وانما زاد على الواجبات - 00:01:08ضَ

وفي رفعة الدرجات وتكميل النقص وليس ليه استحقاق الدخول انما استحقاق دخول الجنة يكون فعل المفروظات والواجبات يقول جابر رضي الله عنه جابر ابن عبد الله اه من الصحابة الكرام الانصار - 00:01:33ضَ

وهو صحابي ابن اه ابن صحابي والده عبد الله بن حرام من الصحابة وقد استشهد زمن النبي صلى الله عليه وسلم بو جابر من اه الصحابة الذين نقل نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا - 00:01:59ضَ

توفي بالمدينة سنة بعد السبعين للهجرة وطال عمره رضي الله عنه مات عن اربعا وتسعين سنة يقول رضي الله عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت - 00:02:20ضَ

اذا صليت المكتوبات السؤال من رجل لم يبين هذا الرجل وهذا هو الغالب في مثل هذه السياقات من الاخبار النبوية ان يكتفى بالوصف دون التعيين لان الشأن غالبا الخبر لا فيمن صدر عنه - 00:02:37ضَ

وقد جاء التصريح باسم هذا الرجل في بعض روايات مسلم وانه النعمان ابن قوقل وهو من الصحابة الكرام سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ارأيت اذا صليت اذا صليت المكتوبات - 00:03:04ضَ

وصمت رمظان واحللوا الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة السؤال هذا مضمونه هذي جملة استفهامية قوله ارأيت جملة استفهامية الهمزة في اول الكلام للاستفهام وقوله ارأيت - 00:03:22ضَ

السؤال هنا عن الرؤية العلمية لا البصرية لان المذكورات امور ترى وقد تعلم وصلت مشاهدة مرئية لكن الصوم ليس مشاهدا ولا مرئيا لذلك احلال الحلال وتحريم الحرام امر اعتقاد قلبي - 00:03:47ضَ

لا يرى فقوله ارأيت الرؤيا هنا علمية وليست بصرية اذا صليت المكتوبات اذا صليت الصلاة هي العبادة المفتتحة التكبيرة المختتمة بالتسليم التعبد لله عز وجل باقوال واعمال تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم - 00:04:16ضَ

وقول المكتوبات المكتوبات جمع مكتوبة والمقصود بالمكتوبات اي المفروظات ودليل ذلك قول الله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا اي فرظا موقوتة تسمية الصلاة بالمكتوبات شهير في زمن الصحابة رضي الله عنهم - 00:04:40ضَ

وهو مأخوذ من القرآن والمكتوب هو الشيء المفروض والكتابة هنا بمعنى الفرض الشرعي والقضاء الديني قد قضى الله تعالى على عباده بهذه الصلوات التي فرضها عليهم وسميت بذلك لانها لازمة مطلوبة - 00:05:11ضَ

قوله صلى الله عليه وسلم قول الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم اذا صليت المكتوبات ينصرف الذهن مباشرة الى الصلوات الخمس الموصوفة بذلك وهي صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء - 00:05:38ضَ

وقوله وصمت وصمت رمظان صمت شهر رمضان الذي فرض الله تعالى على اهل الايمان على الوجه الذي فرض على الوجه الذي الزم بالامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس - 00:05:58ضَ

وهذا ركن من اركان الاسلام الصلاة هي اول وركان العملية وهنا ذكر الصيام وهو ثاني وهو في الذكر هنا ثان ما ذكر من الاركان واختصر على هذين الركنين فلم يذكر ما بقي - 00:06:19ضَ

من اركان الاسلام حيث قال في الثالث واحللت الحلال وحرمت الحرام احللت الحلال اي اعتقدت حله بقبول اباحة ما احل الله تعالى وقبول تحريم ما حرمه الله تعالى الاباحة قد تأتي بنص شرعي - 00:06:40ضَ

قد تكون مما سكت عنه الاول منه قول الله تعالى واحل الله البيع. هنا الاحلال جاء بالنص الشرعي وقد يأتي الحل بالسكوت كما جاء في حديث ابي ثعلبة ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها - 00:07:05ضَ

سكت عن اشياء رحمة بكم من غير اسلام فلا تبحثوا عنها فهذا يشمل كل ما لم يأتي تحريمه في الكتاب ولا في السنة وقوله واحللت الحلال اي ما جاء النص باباحته واندرج في عموم - 00:07:30ضَ

النصوص التي اباحت ما عدا ما حرم فان المحرم محدود والمباح غير محدود. يقول الله تعالى وقد فسر لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه المحرم محدود بالتفصيل والبيان والايضاح - 00:07:52ضَ

بخلاف المباح فانه موصوف يشمل كل ما لم ينص الشرع على تحريمه وقول واحللت الحلال اي اعتقدت حل ما جاء الشرع في اباحته اعتقدت حل ما سكت عنه الشرع وقوله احللت الحلال - 00:08:12ضَ

هل اعتقدت اباحته ولو لم افعله هذا المقصود بالاحلال؟ لا يلزم ان يباشره الانسان والحلال هو كل ما اذن الشارع فيه نصا او سكت عنه ثم قال وحرمت الحرام. اي اعتقدت منعه - 00:08:45ضَ

وحظرة وهذا لابد فيه من نص وبهذا يكون قد اكتمل ما ذكر الرجل في سؤاله من الاعمال التي يسأل عنها ارأيت ان صليت المكتوبات وصمت رمظان واحللت الحلال وحرمت الحرام - 00:09:04ضَ

ثم قال ولم ازد على ذلك اي لم اتي باكثر من هذه من هذا فلم يأتي باكثر من هذا جملة من الاعمال ام المقصود من هذه الاعمال ذاتها فلم ازد على المكتوبات - 00:09:32ضَ

ولم ازد على في الصيام على الصيام رمظان ولم ازد في الاعتقاد على اباحة ما احل الله وتحريم ما حرم الله ام انه المقصود لم ازد على ذلك في اعتقادي ما يجب - 00:09:51ضَ

اعتقاده من الواجبات او التزام ما يجب التزامه من الشرائع و الاحكام الظاهر والله تعالى اعلم انه اراد بذلك ما يتصل بهذه مذكورات فلم يزد في الصلاة على المفروظة ولم يزد في - 00:10:11ضَ

الصيام على المفروض ولم يزد في آآ الاعتقاد على آآ اعتقاد الحل في الحلال واعتقاد التحريم في الحرام والا فان من اقام الصلاة صام رضوان احل الحلال وحرم الحرام وترك - 00:10:40ضَ

الزكاة وكان عنده مال او ترك الحج وهو مستطيع لانهم مستحق للعقوبة وليس المقصود في هذا حصر ما يطلب من الانسان انما المقصود لذلك انه لا يزيد على ما فرض - 00:11:09ضَ

الله تعالى في الصلاة على المكتوبات ولا فيما فرض من الصوم على ما ذكر من الصيام ويشهد لهذا ما في الصحيحين من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه - 00:11:30ضَ

قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل نجد سائل الرأس يسمع له دوي ولا يفقه ما يقول اي يسمع له صوته ضجيج لكن لا يتبين كلامه - 00:11:45ضَ

فاذا هو يسأل عن الاسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرها قال لا الا ان تطوع ثم ذكر له صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها؟ فقال لا الا ان تطوع ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصيام فقال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان - 00:12:04ضَ

فذكر له ثلاثة اعمال. الصلاة والزكاة والصوم وقال الرجل يا رسول الله والله لا ازيد على هذا ولا انقص قال النبي صلى الله عليه وسلم افلح ان صدق هو المقصود بالفلاح في اداء ما طلب عليه من هذه المطلوبات - 00:12:28ضَ

المذكورة لكن هذا لا يعني انه لا يفرض عليه سوى ذلك من بر الوالدين مثلا من من من الحج اذا كان مستطيعا من اداء الحقوق الامانات المقصود في هذه الاحاديث انه لا يطلب منه في هذه الاعمال سوى - 00:12:51ضَ

ما كان من المفروضات ونظير هذا ايضا ما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث انس بن مالك رضي الله عنه وهو من اوسع الاحاديث في ذكر المطلوبات حيث انه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذا عقل - 00:13:10ضَ

ورأي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اكان رسولك فزعم انك تزعم ان الله ارسلك قال صدق ثم قال فمن خلق السماء قال الله هذا من اللي يسأل - 00:13:30ضَ

الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم يقول فمن خلق السماء؟ قال الله. قال فمن خلق الارض قال الله قال الله يعني هذا الذي خلق السماء وخلق الارض بعد ايضا سأله عن الجبال - 00:13:49ضَ

الله ارسلك فبالذي خلق السماء وبالذي خلق الارض ونصب الجبال الله ارسلك محلف النبي صلى الله عليه وسلم. قال نعم ثم بعد ذلك انتقل الى ذكر المفروظات وان رسولك زعم ان - 00:14:06ضَ

علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا ثم قال وزعم ان علينا زكاة في اموالنا ثم قال وزعم رسولك ان علينا صوم شهر آآ رمضان في سنتنا ثم قال وزعم رسولك ان علينا - 00:14:28ضَ

حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا. كل ذلك يسأله فيقول صدق صدق ثم ولى الرجل وهو يقول والذي بعثك بالحق لا ازيد عليهن ولا انقص منهن قال النبي صلى الله عليه وسلم لئن صدق - 00:14:47ضَ

لا يدخلن الجنة لكن هذا لا يعني تعطيل بقية غير المذكورات. فقوله هنا في الحديث ارأيت ان صليت ارأيت اذا صليت المكتوبات ان صليت المكتوبات وصمت رمظان واحللت الحلال وحرمت الحرام - 00:15:04ضَ

اادخل الجنة المقصود بذلك اداء ذلك على وجه الفرض والوجوب واستحقاق العطاء على العمل وليس انه اه لا يطلب منه سوى ذلك من الاعمال. ثم قال الرجل في في سؤاله اادخل الجنة؟ اي ايكون ذلك - 00:15:28ضَ

سببا لدخول الجنة موجبا لدخول الجنة والمقصود بالجنة هنا دار النعيم الكامل التي اعد الله تعالى لعباده الصالحين فيها ما لا عين رأت سمعت ولا خطر على قلب بشر قال النبي صلى الله عليه وسلم في اجابة سؤاله نعم اي - 00:15:52ضَ

انه اذا فعل ذلك دخل الجنة وهذا الحديث له نظائر ما ذكرت في حديث ابي طلحة بن عبيد الله هو حديث انس آآ ابن مالك في قصة مجيء ظمام بن ثعلبة وكذلك في - 00:16:10ضَ

حديث ابي ايوب وحديث ابي هريرة كلها احاديث فيها سؤالات رجال عن اعمال اذا اقتصروا عليها يدخلون الجنة او لا وهذا محمول على انهم يقتصرون على المفروض من تلك الاعمال - 00:16:29ضَ

وانهم لا يجدون عليها تطوعات قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الصلاة خمس صلوات الا ان تطوع هذا بيان ان المفروض هو هذه الخمس المكتوبات دون ما عداها - 00:16:49ضَ

ولذلك لم يذكر لهذا الرجل سوى نعم في الاجابة لان اداء المكتوبات صوم رمضان واحلال الحلال وتحريم الحرام يوجب دخول الجنة والمراد ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الاقتصار على الواجب في هذه الفرائض - 00:17:11ضَ

سبب لدخول الجنة. هذا الحديث فيه فوائد؟ اه الفائدة الاولى من فوائد الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يسأله اصحابه ويجيبهم على ما يسألونه وهذا احد الطرق التي يحصل بها نيل العلم وتحصيله - 00:17:33ضَ

فان التعلم يكون المعرفة الابتدائية والذكر الاولي للشيء دون سؤال ويكون ايضا باجابة الاسئلة ولذلك قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون من فوائد الحديث ان هذا الرجل - 00:17:51ضَ

ذكر جملة من اصول العمل التي بها النجاة فانه سأل عن هذه الاعمال ثم قال اادخل الجنة قال نعم وفي الحديث عظيم منزلة الصلاة عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:22ضَ

حيث انهم يذكرونها في كل المسائل التي سألوه عن اسباب دخول الجنة وعن الاعمال الموجبة لدخول الجنة ويقدمونها في الذكر على غيرها وهذا يبين عظيم منزلتها ورفعة مكانتها ولا غروة ولا عجر فان الصلاة - 00:18:42ضَ

لم يأتي في في نصوص الشريعة في الكتاب والسنة الحث والندب والبيان لمكانتها وفضلها وعظيم منزلتها كما جاء في الصلاة. وفيها ان الصلاة نوعان من حيث الطلب منها ما هو مكتوب مفروض - 00:19:02ضَ

ومنها ما هو متطوع به نافلة وفيه ان اطلاق وصف الصلوات المكتوبات على الصلوات الخمس من زمن النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستفسر ماذا تريد بالمكتوبات - 00:19:19ضَ

وفيه ايضا من الفوائد ان اداء الصلوات المكتوبات من موجبات دخول الجنة وكذلك ان صوم رمضان من موجبات دخول الجنة. وكذلك ان احلال الحلال وتحريم الحرام الحرام من موجبات دخول الجنة - 00:19:41ضَ

هو فيه ان الاقتصار على الفرض من موجبات دخول الجنة لقوله ولم ازد على ذلك شيئا اي في العمل وفيه سهولة الجواب وعدم تطويله حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم واقتصر على ذلك - 00:20:00ضَ

وفيه من الفوائد ان من اعظم المقاصد التي يسعى اليها العاملون ويطلبها الطائعون الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها فانها حاضرة في اذهان العاملين وينبغي الا تغيب عنهم لان الرجل سأل عن هذه الاعمال هل هي مما يدخل به الجنة او لا - 00:20:25ضَ

وفي هذه وفي هذا الحديث من فوائد ان هذه الاعمال مرتبة حسب اهميتها في الاستحقاق وان جميعها مما يتحقق به العبودية لله عز وجل وان العامل اذا عمل هذه الاعمال - 00:21:02ضَ

يريد الجنة فانه قد ادى ما عليه. فطلب الجنة في العمل لا لا يؤثر على صحته. ولا ينقص مقام صاحبه نقتصر على هذا والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:29ضَ