Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا والحاضرين واهل العلم والمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ
الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض والصلاة نور والصدقة - 00:00:18ضَ
برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدو فبايعوا نفسه فمعتقها او موبقها. رواه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:00:40ضَ
هذا الحديث هو الحادث الثالث والعشرون من احاديث الاربعين النووية و وهو حديث عظيم قال عنه النووي رحمه الله اصل من اصول الاسلام اشتمل على مهمات من قواعد الاسلام وهذا بين فانه تكلم - 00:01:01ضَ
عن الذكر وعن الصلاة وعن الصدقة وعن القرآن وعن الصبر وهذه مهمات وقواعد في دين الاسلام لا يصح دين انسان الا بها وقد اخرج هذا الحديث الامام مسلم وانفرد باخراجه - 00:01:28ضَ
عن البخاري من طريق يحيى بن سلام ابن ابي سلام عن زيد ان ابا سلام حدثه عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه وقد سمى المصنف رحمه الله اما ابا مالك - 00:01:46ضَ
الصحابي رأوا الحديث فقال الحارث ابن عاصم الاشعري وقيل كعب بن عاصم ذكر ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في التقريب وعلى كل وهو شهير بكنيته رضي الله عنه وهذا في جملة من الصحابة - 00:02:09ضَ
يقع اه الخلاف في بالاسم وان كانت الكلية متفقا عليها او مشهورة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان الطهور بظم الطاء هذا الذي عليه اكثر اهل العلم - 00:02:32ضَ
قد ذكر بعضهم الفتح فقالوا الطهور شطر الايمان وقال اخرون بل يصح الوجهان يصح الطهور والطهور لا فرق بينهما فالمعنى واحد اما على القول الاول والثاني فان فهذا على قول المفرقين بين الظم والفتح - 00:02:54ضَ
فمن قال انها بالظم قال المراد بذلك المصدر مصدر الكلمة الطهور هو التطهر وبالفتح يكون المراد اسم لما يتطهر به اسم لما يتطهر به الماء مثلا او التراب فيما اذا كان تيمما - 00:03:29ضَ
وقوله صلى الله عليه وسلم الطهور هنا فيه وجهان من حيث الظم والفتح منهم من يرى الظم ومنهم من يرى الفتح ومنهم من يرى استواء الوجهين والاقرب هو الظم وهذا هو اللغة المشهورة والذي عليه اكثر اهل العلم - 00:04:04ضَ
قوله رحمه الله الطهور مشتق من الطهارة وهي في اللغة النظافة والمراد بالطهارة هنا الطهارة من المدام والقبائح الطهارة هو الطهارة هي سلامة من كل مذمة ونقص وعيب انما يريد الله ليذهب عنكم الرئس اهل البيت - 00:04:28ضَ
ويطهركم تطهيرا هذا من حيث اللغة واما من حيث المعنى الشرعي المراد بالطهور في هذا الحديث فقد تعددت فيه كلمات العلماء فقيل المراد بالطهور طهارة الباطن والظاهر طهارة الباطن والظاهر - 00:04:57ضَ
طالت الباطن بالتنزه عن الافات وطهرت الظاهر بما امر الله تعالى به من توقي الخبائث الحسية الطهور والتنزه عن الخبائث الحسية كالنجاسات والخبائث المعنوية كالسيئ من القول والعمل الله تعالى - 00:05:30ضَ
اطلق على بعض الاعمال وصف الرجس والنجس مع انها ليست اعيانا فقال يا ايها الذين امنوا انما الخمر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون الميسر والانصاب والازلام - 00:06:06ضَ
نجاستها حسية وليس المراد ان انها نجسة العين وكذلك الخمر على الصحيح فان نجاستها نجاسة معنوية وليست حسية ومثله قوله تعالى انما المشركون نجس المقصود ان ان الطهارة هنا هي التنزه والتنظف والتخلي - 00:06:28ضَ
من الخبائث الحسية كالنجاسات والخبائث المعنوية كسيء العمل والقول وهذا احد ما قيل في معنى الحديث وقيل المراد طهور هنا الوضوء الوضوء نفسه تأتي هذا ان شاء الله تعالى يتشرح - 00:06:52ضَ
تتمة الحديث في قول شطر الايمان فنرجع الحديث عن اوجه معنى الطهور الى الى تتمة الحديث اذا المعنى المتبادر الذي يشمله الحديث ان الطهارة هنا تشمل طهارة الباطن وطهارة الظاهر - 00:07:39ضَ
قول شطر الايمان الشطر هو النصف في الاصل وهذا هو الغالب في استعمال اهل اللغة وقد يطلق اه الشطر ويراد به اه البعض بعض الشيء ولو لم يكن نسفه يعني جزء الشيء ولو لم يبلغ النصف - 00:08:00ضَ
و قد جاء في سياق حديث الترمذي تقريرات الترمذي لهذا الحديث عن رجل من بني سليم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الطهور نصف الايمان. وهذا يؤيد المعنى الاول للشطر وانه - 00:08:27ضَ
النصف وعلى المعنى الثاني لكلمة الشطر فيكون قوله الطهور شطر الايمان اي خصلة من خصاله وشعبة من شعبه وهذا لا خلاف فيه لكن لا يلزم ان يبلغ النسب اذا شطر فيها وجهان - 00:08:56ضَ
الوجه الاول انها النصف ويشهد لذلك رواية الترمذي حيث قال الطهور نصف الايمان والوجه الثاني انها جزء الايمان او بعض الايمان والمراد به خصلة من خصال الايمان والاقرب هو الاول - 00:09:16ضَ
والاقرب هو الاول لانه الغالب في الاستعمال وقوله الايمان الايمان في الاصل عمل قلبي جماعه والانقياد و اختلف العلماء رحمهم الله بمعنى الايمان بهذا الحديث في قوله الطهور شطر الايمان. بناء على اختلافهم في معنى الطهور - 00:09:35ضَ
فقيل المراد بالايمان هنا المعنى الشهير للايمان وهو قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح والايمان هنا بمفهومه العام يشمل كل ما يكون من الخصال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. سواء كان ذلك ما ينبغي التحلي به وما ينبغي - 00:09:58ضَ
التنزه عنه لان الايمان افعال وتروك يفعلها الانسان كالصلاة والزكاة والصوم وامر يتركها الانسان ليحقق الايمان. يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن امر الله تعالى المؤمنين باجتناب كثير من الظن وهو تركه - 00:10:21ضَ
ان ابونا يتحقق الا بتركه وكذلك يا ايها الذين امنوا انما الخمر والمنسر والاعصاب والازلام ليسوا من عمل الشيطان فاجتنبوه على ترك ايضا فالايمان خصال ترجع الى افعال يطلب وجودها والى خصال - 00:10:40ضَ
يطلب تركها وتوقيها. فيكون طهور شطر الايمان على هذا اي نصفه بالنظر الى الاعمال التي ينبغي للمؤمن ان يتنزه عنها فانه الطهور وهو تنزهه عما يجب تركه من سيء العمل والقول والخصال - 00:11:03ضَ
من الايمان ويكون نصفه لان الايمان قائم على افعال وطروك فالايمان تخلية وتحلية. التخلية هي الطهور هذا المعنى الاول في معنى الايمان وبه يتضح معنى الطهور وانه النظافة والتنزه وترك سيء العمل - 00:11:21ضَ
الظاهر والباطن واضح يا اخوان طيب وقيل الايمان هنا المراد به خصاله من الاعمال والاقوال ايصاله من الاقوال والاعمال وهذا قريب من الاول فخصال الايمان كلها تطهر القلب وتزكيه والطهارة - 00:11:48ضَ
هنا المراد بالطهارة تطهير الجسد وتنظيفه. فصارت خصال الايمان قسمان. منها ما يتعلق تزكية الباطن ومنها ما يتعلق بتطهير الظاهر صار الايمان وصار الطهور الذي هو تنظيف الظاهر شطر الايمان بهذا الاعتبار باعتبار ان له مقابل ان له مقابلا وله قسيما وهو - 00:12:20ضَ
تطهير الباطل تطهير الباطن وهذا ليس ببعيد عن المعنى الاول لكنهم لكن بعض الشرح ميزه بقوله المقصود بالطهور هنا الماء الطهارة الطهارة التي تستعمل فيها الماء تطهيرا للجسد فيكون تطهيرا للظاهر - 00:12:47ضَ
والظاهر هنا المقصود به البدن والجسد تطهير الباطن بسائر ما جعله الله تعالى من الاعمال التي يطيب بها القلب ويصلح. المعنى الثالث للايمان قيل الايمان الصلاة يكون معنا الطهور شطر الايمان - 00:13:11ضَ
اي شطر الصلاة شاطر الصلاة وهذا سائغ فان الله تعالى سمى الصلاة ايمانا فقال وما كان الله وضيع ايمانكم وان يغفر الله ليبطل ما كان من اعمالكم في صلاتكم الى بيت المقدس وذلك قبل تحول القبلة. هذا المعنى ويقويه - 00:13:28ضَ
رواية النسائي وابن ماجة حيث قال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء شطر الايمان اسباغ الوضوء شطر الايمان فجعل اتمام الوضوء وتكميله نصف الايمان فكان الايمان هنا بمعنى الصلاة - 00:13:51ضَ
طيب واوردوا على هذا جملة من الاشكالات وقالوا كيف يطلق على شرط يطلق على شرط الشيء انه شطره فمعلوم ان الطهارة شرط من شروط الصلاة فاجابوا بان هذا الشرط هو مفتاح الصلاة - 00:14:11ضَ
ولما كان بهذه المنزلة كان شطرا لها فاصطها فالصلاة اعمال وطهارة اعمال وافتتح بالتكبير واختتم بالتسليم وطهارة. فالطهارة اصبحت شطرا بالنظر الى هذه هذه القسمة وهذا الاعتبار وعلى هذا المعنى تكون الطهارة - 00:14:32ضَ
نصف الايمان قولا وعملا المعنى الرابع للايمان قالوا ان الايمان هنا ما هو ضد الكفر وهو والمقصود به ان الايمان يكفر الخطايا العظيمة والذنوب كبيرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو - 00:14:57ضَ
العاص لما قال اريد ان اشترط في مبايعته على الاسلام قال اريد ان اشترط قال ما تشترط قال ان يغفر لي او ان يغفر لي ما تقدم من ذنبي. فقال يا عمر الم تعلم ان - 00:15:28ضَ
الاسلام يهدم ما كان قبله فالمقصود بالايمان هنا الاسلام الذي يحبط ما كان من سيء العمل يكفر الخطايا المتقدمة طيب فكيف يكون الطهور شطره؟ قالوا الطهور هنا المقصود به الوضوء - 00:15:44ضَ
والوضوء يكفر الله تعالى به الصغائر ويحط به السيئات فان الصلاة الى الصلاة كفارة لما بينهما و اذا توظأ المؤمن واحسن الوضوء كان ذلك من اسباب تساقط السيئات والخطايا عنه - 00:16:04ضَ
فكان الطهور وهو الوضوء ونحوه مما يكفر الله به الصغائر صار نصفا للايمان شطرا للايمان لان الايمان يكفر الصغائر والكبائر والطهور يكفر الصغائر وقيل في المعنى ان ثواب الطهور يبلغ في مضاعفته نصف ثواب الايمان هذا معنى قوله الطهور شطر الايمان - 00:16:29ضَ
ثواب الطهور وهو الوضوء و الغسل نحو ذلك مما يحصل به رفع الحدث والخبث نصف ثواب الايمان في المضاعفة فيكون هذا ترغيبا في الطهور وبيان وبيان لفظله وعظيم آآ ثوابه - 00:17:07ضَ
واقرب هذه الاقوال للصواب اقرب هذه الاقوال للصواب القول بان الطهور هنا يراد به اصلاح الظاهر وتطييبه تنقيته فيكون الطهور هنا طيب المظهر بالنظافة والطهارة والنقاء من الانجاس وكذلك تلقي القبائح - 00:17:30ضَ
والرذائل والمذاق يشمل الامر الطهارة الحسية والطهارة المعنوية والطهور شطر الايمان بهذا المعنى ومنه الوضوء فان الوضوء طهارة ظاهرة وباطنة طهارة ظاهرة تنقية البدن من الاحداث ومن النجاسات وباطنة بما - 00:18:11ضَ
يلقيه على القلب من الايمان والاقبال على الله عز وجل فلا يحافظ على الوضوء الا مؤمن وله تأثير على قلب الانسان لذلك امر غاض الغضبان بان يتوضأ لما في الوضوء من تسكير النفس وازالة - 00:18:44ضَ
السوء عنها. ثم قال صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان. اذا تبين لنا معنى الطهور شطر الايمان. خلاصة المعنى ايش انه الطهور هنا يشمل طهارة الظاهر حسيا ومعنويا - 00:19:05ضَ
طهارة الظاهر حسيا بالطهارة من الانجاس والاقذار ومعنويا يعني عمليا بان لا يصدر عنه خبث في قولها وعمله يصدر عنه قول خبيث ولا عمل خبيث قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله والحمد لله تملأ الميزان - 00:19:27ضَ
اي قول الحمد لله تملأ الميزان اي ترجح به والحمد هو ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما فعندما تقول الحمد لله اي اذكر الله تعالى بصفاتي مجده وكماله وعظمته محبة له وتعظيما له هذا معنى الحمد - 00:19:53ضَ
عندما تقول الحمد لله فانت تذكر الله عز وجل بقلبك ولسانك معظما له جل في علاه بما تذكر من صفاته على وجه المحبة والتعظيم وقيل في معنى الحمد الثناء مطلق الثناء على المحمود - 00:20:26ضَ
ولكن الذي يظهر انه اخص من ذلك فان الحمد يقترن بعمل قلبي وهو محبة الله تعالى وتعظيمه وليس مجرد الذكر الذكر المحمود بصفات الجمال وقوله الحمد لله تملأ الميزان اي - 00:20:51ضَ
تملأه ثوابا واجرا وملء الشيء يدل على رجحانه واستوائه شيء يدل على نجحانه واستوائه فملأ الميزان هو الا يبقى فيه فارغ. وقول تملأ الميزان هذا اما ان يكون ضرب مثل - 00:21:13ضَ
اما ان يكون على وجه التمثيل يعني لتقريب المعنى فاذا لبيان كي الاجر الذي يحصل لمن قال الحمد لله هذا واحد وقيل بل هو خبر عما تصير اليه الاعمال يوم القيامة فان الاعمال - 00:21:37ضَ
تتشكل اجساما يوم القيامة كما جاء ذلك في جملة من الاحاديث كقوله سعد صلى الله عليه وسلم يأتي القرآن يوم القيامة تخدمه البقرة وال عمران كانهما غمامتان او غايتان او فرقان من طير صواف - 00:22:01ضَ
وقولك صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ونحو ذلك مما يصور فيه العمل على صورة وشكل - 00:22:22ضَ
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم اثقل شيء في الميزان حسن الخلق العمل يتشكل يوم القيامة ومثاله ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في البرزخ من ان الانسان يأتيه في قبره عمله على صورة حسنة ان كان حسنا وعلى صورة قبيحة ان كان - 00:22:43ضَ
قبيحا فقوله تملأ الميزان اما ان يكون على وجه ضربة على وجه التمثيل لبيان لتقريب اجر هذه الكلمة واما ان يكون على الحقيقة وذلك ان ثوابها يوم القيامة يتشكل ويكون جسما على هذا النحو الذي يملأ الميزان - 00:23:04ضَ
وقوله الميزان الميزان المراد به ما يوزن به العمل وهو ميزان حقيقي له كفتان جاء به الخبر في كلام الله عز وجل وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم واجمعت عليه الامة - 00:23:33ضَ
وهو كما ذكرت ميزانا حقيقي خلافا لما ذكره المعتزلة من انه العدل فان العدل من لازم الميزان لكن لا يفسر به لا يفسر باللازم ويترك الاصل بل هو ميزان حقيقي كما دل عليه النص - 00:23:48ضَ
والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:05ضَ