قال المصنف رحمه الله ولا يكون الا ما يريد اي ان الله تعالى لا يوجد في كونه ولا في خلقه الا ما يشاؤه فلا يوجد في الكون ولا يحصل في الوجود - 00:00:00
الا الذي اراده الله تعالى والذي شاءه فيكون قوله الا ما يريد الماء هنا موصولة بمعنى الذي لا يكون الا الذي يريده الله جل في علاه ويمكن ان تكون مصدرية - 00:00:21
ويكون المعنى ولا يكون الا مراده اي لا يوجد الا مراد الله جل في علاه. والمعنيان واحد فلا يكون في الكون الا ما اراده تعالى وهذا ثابت بالكتاب والسنة والاجماع - 00:00:43
والعقل وفيه اثبات صفة الارادة لله سبحانه وبحمده والارادة دلت عليها النصوص والاجماع وايضا العقل يقول الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله و يقول جل وعلا من يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يريد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يتصعد في السماء - 00:01:03
المقصود ان الادلة في اثبات صفة الارادة لله عز وجل وانه لا يكون في الكون الا ما يريد متوافرة في كتاب الله والصريح في ذلك قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فلا خروج لما يشاءه العباد عن مشيئة الرب - 00:01:39
تابعني جل في علاه والارادة الثابتة لله عز وجل نوعان ارادة كونية قدرية خلقية وارادة شرعية دينية امرية. الذي ذكره المصنف هنا هو الارادة الكونية الخلقية القدرية لانه لا يكون الا ما يريد اي لا يكون الا ما يشاءه ما يقدره كونا - 00:02:01
فمراده بقوله ولا يكون الا ما يريد اي لا يوجد في الكون الا ما اراده سبحانه وبحمده وهذه هي الارادة الكونية لان الارادة الكونية هي التي يصدر عنها كل شيء في الكون - 00:02:33
فكل شيء في الكون في سماءه وارضه وبره وبحره وحية وجماده انما هو مراد لله جل في علاه وهذا من الايمان بالقدر و افادنا قوله ولا يكون الا ما يريد ان ما اراده لابد ان يكون لابد ان يقع لابد ان يحصل - 00:02:49
انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وهذه ارادته الكونية الخلقية القدرية. هناك ارادة اخرى غير هذه الارادة وهي الارادة الشرعية وتسمى الارادة الامرية وتسمى الارادة الدينية - 00:03:14
وهي التي تتعلق بما يحبه جل في علاه فالارادة الدينية الشرعية الامرية تشمل كل ما امر الله تعالى به من الطاعات الواجبة والمستحبة الظاهرة والباطنة ومن خلال هذا التقسيم للارادة - 00:03:38
يتبين لنا الفرق بينهما. ان الارادة الكونية لا بد ان تقع بخلاف الارادة الشرعية فقد تقع وقد لا تقع الفرق الثاني ان الارادة الكونية لا علاقة لها بمحبة الله تعالى ورضاه - 00:04:02
بخلاف الارادة الشرعية فهي مما يحبه ويرضاه هذان الفرقان الرئيسان بين هذين النوعين من الارادة ولو اراد مطالعا يستعرض الايات الواردة في الارادة يستطيع من هذا المنطلق ان يميز بين هذين النوعين من الايرادات - 00:04:20
فمثلا قول الله تعالى ولا ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم لو قيل لك ما نوع الارادة في هذه الاية؟ ان كان الله يريد ان يغويكم - 00:04:44
ما نوع الارادة كونية او شرعية كونية لماذا؟ لانها الله تعالى لا يحب الغواية لعباده كما قال تعالى ولا يرضى لعباده الكفر فلا يرضاه ولا يحبه جل في علاه فهو لا يحب الكفر ولا يحب الكافرين - 00:05:01
فعلم ان ان قوله ان اراد الله ان يغويكم ان كان الله يريد ان يغويكم ان الارادة هنا هي الارادة الكونية القدرية خلقية التي يكون بها كل ما يكون في الكون - 00:05:25
وفي مثل قوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر هذي ارادة شرعية لانها تتعلق بالمحبة ومنه قوله تعالى يريد الله ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم. فكل هذه الانواع من الايرادات ايرادات - 00:05:43
شرعية لانها متعلقة بما يحبه الله جل في علاه هذا ما يتصل بقوله رحمه الله ولا يكون الا ما يريد وعرفنا الفرق بين نوع الارادة وان قوله رحمه الله ولا يكون الا ما يريد - 00:06:11
مقصود المؤلف بذلك الارادة الكونية الارادة القدرية الارادة الخلقية وقد خفي هذا التفريق على جماعة من المتكلمين فجعلوا الارادة شيئا واحدا فلم يميزوا بين الارادة الكونية والارادة الشرعية بل هي شيء واحد وهذا - 00:06:30
ورطهم واوقعهم في انواع من الضلالات فيما يتعلق الايمان بالقدر وفيما يتعلق بالتوفيق بين القدر والشرع وهم يجعلون جميع الارادة متعلقة بالمحبة. فيقول لا يريد الا ما يحب فكل ما اراد اراده الله فهو محبوب له - 00:06:55
وكل ما وقع فهو محبوب له وعلى هذا فان المعاصي محبوبة له وهذا كذب على الله وتكذيب لخبره فان الكفر اعظم المعاصي وقد قال الله تعالى فيه ولا يرظى لعباده الكفر - 00:07:18
ونفى محبته للكافرين والظالمين والمعتدين وما الى ذلك من اصحاب المعاصي بالوانها فدل ذلك على انه لم يرد ذلك شرعا وانه لا تعلق للمحبة بما يريده كونا جل في علاه - 00:07:39
وسيأتي مزيد تفصيل وايظاح لهذه القظية في آآ فيما نستقبل من مسائل القدر قال رحمه الله لا تبلغه الاوهام لا تبلغه الاوهام لا تبلغه اي ان الله تعالى لا تنتهي اليه - 00:08:04
الاوهام لا تصله الاوهام لا تطاله الاوهام هذا معنى قوله لا تبلغه الاوهام فالاوهام تقصر عن ادراكه والاوهام جمع وهم وهو ادنى درجات الادراك والمراد به هنا الخيالات فلا تدركه الخيالات - 00:08:29
ولا تبلغه الظنون فمهما كد الانسان ذهنه واعمل فكرة وشغل عقله في التوصل لمعرفة حقيقة الله عز وجل وما له من الصفات وما له من الكمال فانه يعود منكسرا حسيرا لا - 00:08:56
لا يبلغ من ذلك شيء ولذلك مهما وقع في بال الانسان او خطر على ذهنه او دار في خياله فليتيقن ان الله تعالى اجل من ذلك واعظم ان الله اجل من ذلك واعظم - 00:09:19
فالعباد مهما اوتوا من قدرة لا يحيطون بصفة من صفاته وهي صفة قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه فكيف الاحاطة به جل في علاه وقد نفى الاحاطة به فقال ولا يحيطون به - 00:09:41
علما بل انه يوم القيامة اذا من الله تعالى على من يشاء من عباده رؤيته والتنعم بالنظر اليه فان العباد لا يحيطون به جل في علاه لا يدركونه ولذلك قال لا تدركوا الابصار - 00:09:58
وهو يدرك الابصار فالابصار على قوتها وحدتها وكثرتها لا تدركه اي لا تبلغ ادراك حقيقة ما له من الكمال جل في علاه ولا عجب في هذا فان السماوات وهي خلق من خلق الله تعالى - 00:10:19
لا يحيط الناظر بها فمهما اجال فيها البصر فانه لا يدركها ادراكا كاملا وها نحن نرى الشمس في ربيعة النهار لكن لا نستطيع ان نحيط لا نستطيع ان نحيط بها مع نظرنا اليها - 00:10:44
قال الله تعالى ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسيب وهذا في خلق من خلقه. فكيف بالمبدع العظيم الحميد المجيد الذي له كمال الصفات سبحانه وبحمده لا يدرك عباده حقيقته ولا كنهى وهذا معنى قوله رحمه الله ولا - 00:11:02
تبلغه الاوهام لذلك ينبغي للمؤمن ان يقطع الطريق على ما يلقيه الشيطان في قلبه من الوساوس والخيالات والظنون الكاذبة ويذكر دائما انه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فيريح باله ويهدأ قلبه - 00:11:26
ويسلم من تلك الوساوس الرديئة. ثم قال رحمه الله ولا تدركه الافهام بعد ان قطع عن الادراك الاوهام وهي الخيالات والظنون انتقل الى لا تدركه الافهام اي ان الافهام لا تحيط به جل وعلا والافهام جمع فهم - 00:11:46
وهو الفقه والمعرفة والعلم فالافهام لا تحيط به العقول لا تحيط بالله تعالى فهما وعلما ومعرفة كما قال ولا يحيطون به علما وكما قال ولا يحيطون بشيء من علمه وكما قال لا تدركوا الابصار. كل هذه الادلة - 00:12:11
تدل على معنى هذه الجملة فانه لا تدركه العقول ولا تحيط به جل في علاه وهنا من ادلة هذا ما ذكرته قبل قليل قول ولا تدركه الابصار لكن لو قيل لك ما وجه الدلال؟ كيف استدللت بهذه الاية؟ على انه لا تدركه الافهام - 00:12:31
نعم عبد الله نعم اذا كان البصر وهو اقوى ما تحصل به الادراكات يعجز عن ادراك كونه الله عز وجل وحقيقته مع انه شيء يدرك الرؤية فكيف بما يتعلق بالذهن - 00:12:57
الادراك فيه ابعد فاذا كان الادراك البصري محالا الادراك الذهني العقلي الفهمي محال من باب او لا بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر هذه الجملة من العبارات التي - 00:13:24
تبين ما لله عز وجل من الكمالات المطلقة سبحانه وبحمده قال ولا يشبه الانام اي ان الله تعالى لا يماثل الانام وهذا تكرار مع ما تقدم في قوله رحمه الله ولا شيء مثله - 00:13:47
لكنه تخصيص بالانام فهناك عموم وهنا خصوص وهناك نفي للمطابقة وهنا نفي للمقاربة فالفرق بين المماثلة والمشابهة ان المماثلة تقتضي المطابقة بين الشيئين. زيد مثل عمرو اي يطابقه في اوصافه - 00:14:07
زيد يشبه عمرو اي يقاربه فقوله رحمه الله ولا يشبه الانام اي ان الله تعالى لا يماثله احد من الخلق فالانام هم الخلق فالله تعالى لا يماثل احدا من الخلق من الانس والجن وغيرهم - 00:14:35
وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والعقل فانه جل وعلا لا مثيل له ولا نظير ولا ولا سمية ولا كفؤ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في اسمائه - 00:14:53
ولا فيما يجب له وقد تقدم تقرير ذلك فيما ما المؤلف استعمل في هذا الموضع المشابهة فقال ولا يشبه الانام استعمل نفي المشابهة لتقرير معنى نفي المماثلة والذي جاء في القرآن هو نفي المماثلة - 00:15:10
بنفي المثل ونفي الند ونفي الكفء ونفي النظير ونفي السمي وليس في القرآن ولا في السنة نفي الشبيه ولذلك ذهب جماعة من المحققين من اهل العلم الى الى ان الذي ينفع عن الله عز وجل - 00:15:32
هو المثل لا الشبيه لانه الذي ورد به النصوص ولان نفي المشابهة قد يوهم تعمية المعاني التي اضافها الله تعالى لنفسه ذلك ان الله تعالى على سبيل المثال وصف نفسه بالكرم - 00:15:50
والعرب ولسان العرب الكرم هو العطاء الواسع الذي يعطي من غير انتظار مكافأة هذا المعنى هو معنى الكرم فاذا قلنا انه لا مشابهة بالكلية بينما اثبته الله لنفسه وما اثبته - 00:16:18
لخلقه فمعنى هذا انتفاء القدر المشترك في المعنى والقدر المشترك في المعنى به يفهم الكلام ولهذا انتقد جماعة من اهل العلم نفي المشابهة في حق الله لانه يستلزم نفي المعنى المشترك الذي يفهم به الكلام - 00:16:45
ومعلوم ان وجود المعنى المشترك بينما اخبر الله تعالى به عن نفسه وما اخبر به عن خلقه او ما يتصف به خلقه لا يقتضي المماثلة فالكرم الذي له لا يماثل مال المخلوقين فمال المخلوقين ما يناسبهم وما لله يناسبه جل في علاه مالك الملك سبحانه وبحمده. نقف عند - 00:17:13
عند هذه وان شاء الله تعالى نتناولها في الدرس القادم والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:17:37
Transcription
قال المصنف رحمه الله ولا يكون الا ما يريد اي ان الله تعالى لا يوجد في كونه ولا في خلقه الا ما يشاؤه فلا يوجد في الكون ولا يحصل في الوجود - 00:00:00
الا الذي اراده الله تعالى والذي شاءه فيكون قوله الا ما يريد الماء هنا موصولة بمعنى الذي لا يكون الا الذي يريده الله جل في علاه ويمكن ان تكون مصدرية - 00:00:21
ويكون المعنى ولا يكون الا مراده اي لا يوجد الا مراد الله جل في علاه. والمعنيان واحد فلا يكون في الكون الا ما اراده تعالى وهذا ثابت بالكتاب والسنة والاجماع - 00:00:43
والعقل وفيه اثبات صفة الارادة لله سبحانه وبحمده والارادة دلت عليها النصوص والاجماع وايضا العقل يقول الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله و يقول جل وعلا من يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يريد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يتصعد في السماء - 00:01:03
المقصود ان الادلة في اثبات صفة الارادة لله عز وجل وانه لا يكون في الكون الا ما يريد متوافرة في كتاب الله والصريح في ذلك قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فلا خروج لما يشاءه العباد عن مشيئة الرب - 00:01:39
تابعني جل في علاه والارادة الثابتة لله عز وجل نوعان ارادة كونية قدرية خلقية وارادة شرعية دينية امرية. الذي ذكره المصنف هنا هو الارادة الكونية الخلقية القدرية لانه لا يكون الا ما يريد اي لا يكون الا ما يشاءه ما يقدره كونا - 00:02:01
فمراده بقوله ولا يكون الا ما يريد اي لا يوجد في الكون الا ما اراده سبحانه وبحمده وهذه هي الارادة الكونية لان الارادة الكونية هي التي يصدر عنها كل شيء في الكون - 00:02:33
فكل شيء في الكون في سماءه وارضه وبره وبحره وحية وجماده انما هو مراد لله جل في علاه وهذا من الايمان بالقدر و افادنا قوله ولا يكون الا ما يريد ان ما اراده لابد ان يكون لابد ان يقع لابد ان يحصل - 00:02:49
انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وهذه ارادته الكونية الخلقية القدرية. هناك ارادة اخرى غير هذه الارادة وهي الارادة الشرعية وتسمى الارادة الامرية وتسمى الارادة الدينية - 00:03:14
وهي التي تتعلق بما يحبه جل في علاه فالارادة الدينية الشرعية الامرية تشمل كل ما امر الله تعالى به من الطاعات الواجبة والمستحبة الظاهرة والباطنة ومن خلال هذا التقسيم للارادة - 00:03:38
يتبين لنا الفرق بينهما. ان الارادة الكونية لا بد ان تقع بخلاف الارادة الشرعية فقد تقع وقد لا تقع الفرق الثاني ان الارادة الكونية لا علاقة لها بمحبة الله تعالى ورضاه - 00:04:02
بخلاف الارادة الشرعية فهي مما يحبه ويرضاه هذان الفرقان الرئيسان بين هذين النوعين من الارادة ولو اراد مطالعا يستعرض الايات الواردة في الارادة يستطيع من هذا المنطلق ان يميز بين هذين النوعين من الايرادات - 00:04:20
فمثلا قول الله تعالى ولا ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم لو قيل لك ما نوع الارادة في هذه الاية؟ ان كان الله يريد ان يغويكم - 00:04:44
ما نوع الارادة كونية او شرعية كونية لماذا؟ لانها الله تعالى لا يحب الغواية لعباده كما قال تعالى ولا يرضى لعباده الكفر فلا يرضاه ولا يحبه جل في علاه فهو لا يحب الكفر ولا يحب الكافرين - 00:05:01
فعلم ان ان قوله ان اراد الله ان يغويكم ان كان الله يريد ان يغويكم ان الارادة هنا هي الارادة الكونية القدرية خلقية التي يكون بها كل ما يكون في الكون - 00:05:25
وفي مثل قوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر هذي ارادة شرعية لانها تتعلق بالمحبة ومنه قوله تعالى يريد الله ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. يريد الله ان يخفف عنكم. فكل هذه الانواع من الايرادات ايرادات - 00:05:43
شرعية لانها متعلقة بما يحبه الله جل في علاه هذا ما يتصل بقوله رحمه الله ولا يكون الا ما يريد وعرفنا الفرق بين نوع الارادة وان قوله رحمه الله ولا يكون الا ما يريد - 00:06:11
مقصود المؤلف بذلك الارادة الكونية الارادة القدرية الارادة الخلقية وقد خفي هذا التفريق على جماعة من المتكلمين فجعلوا الارادة شيئا واحدا فلم يميزوا بين الارادة الكونية والارادة الشرعية بل هي شيء واحد وهذا - 00:06:30
ورطهم واوقعهم في انواع من الضلالات فيما يتعلق الايمان بالقدر وفيما يتعلق بالتوفيق بين القدر والشرع وهم يجعلون جميع الارادة متعلقة بالمحبة. فيقول لا يريد الا ما يحب فكل ما اراد اراده الله فهو محبوب له - 00:06:55
وكل ما وقع فهو محبوب له وعلى هذا فان المعاصي محبوبة له وهذا كذب على الله وتكذيب لخبره فان الكفر اعظم المعاصي وقد قال الله تعالى فيه ولا يرظى لعباده الكفر - 00:07:18
ونفى محبته للكافرين والظالمين والمعتدين وما الى ذلك من اصحاب المعاصي بالوانها فدل ذلك على انه لم يرد ذلك شرعا وانه لا تعلق للمحبة بما يريده كونا جل في علاه - 00:07:39
وسيأتي مزيد تفصيل وايظاح لهذه القظية في آآ فيما نستقبل من مسائل القدر قال رحمه الله لا تبلغه الاوهام لا تبلغه الاوهام لا تبلغه اي ان الله تعالى لا تنتهي اليه - 00:08:04
الاوهام لا تصله الاوهام لا تطاله الاوهام هذا معنى قوله لا تبلغه الاوهام فالاوهام تقصر عن ادراكه والاوهام جمع وهم وهو ادنى درجات الادراك والمراد به هنا الخيالات فلا تدركه الخيالات - 00:08:29
ولا تبلغه الظنون فمهما كد الانسان ذهنه واعمل فكرة وشغل عقله في التوصل لمعرفة حقيقة الله عز وجل وما له من الصفات وما له من الكمال فانه يعود منكسرا حسيرا لا - 00:08:56
لا يبلغ من ذلك شيء ولذلك مهما وقع في بال الانسان او خطر على ذهنه او دار في خياله فليتيقن ان الله تعالى اجل من ذلك واعظم ان الله اجل من ذلك واعظم - 00:09:19
فالعباد مهما اوتوا من قدرة لا يحيطون بصفة من صفاته وهي صفة قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه فكيف الاحاطة به جل في علاه وقد نفى الاحاطة به فقال ولا يحيطون به - 00:09:41
علما بل انه يوم القيامة اذا من الله تعالى على من يشاء من عباده رؤيته والتنعم بالنظر اليه فان العباد لا يحيطون به جل في علاه لا يدركونه ولذلك قال لا تدركوا الابصار - 00:09:58
وهو يدرك الابصار فالابصار على قوتها وحدتها وكثرتها لا تدركه اي لا تبلغ ادراك حقيقة ما له من الكمال جل في علاه ولا عجب في هذا فان السماوات وهي خلق من خلق الله تعالى - 00:10:19
لا يحيط الناظر بها فمهما اجال فيها البصر فانه لا يدركها ادراكا كاملا وها نحن نرى الشمس في ربيعة النهار لكن لا نستطيع ان نحيط لا نستطيع ان نحيط بها مع نظرنا اليها - 00:10:44
قال الله تعالى ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسيب وهذا في خلق من خلقه. فكيف بالمبدع العظيم الحميد المجيد الذي له كمال الصفات سبحانه وبحمده لا يدرك عباده حقيقته ولا كنهى وهذا معنى قوله رحمه الله ولا - 00:11:02
تبلغه الاوهام لذلك ينبغي للمؤمن ان يقطع الطريق على ما يلقيه الشيطان في قلبه من الوساوس والخيالات والظنون الكاذبة ويذكر دائما انه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فيريح باله ويهدأ قلبه - 00:11:26
ويسلم من تلك الوساوس الرديئة. ثم قال رحمه الله ولا تدركه الافهام بعد ان قطع عن الادراك الاوهام وهي الخيالات والظنون انتقل الى لا تدركه الافهام اي ان الافهام لا تحيط به جل وعلا والافهام جمع فهم - 00:11:46
وهو الفقه والمعرفة والعلم فالافهام لا تحيط به العقول لا تحيط بالله تعالى فهما وعلما ومعرفة كما قال ولا يحيطون به علما وكما قال ولا يحيطون بشيء من علمه وكما قال لا تدركوا الابصار. كل هذه الادلة - 00:12:11
تدل على معنى هذه الجملة فانه لا تدركه العقول ولا تحيط به جل في علاه وهنا من ادلة هذا ما ذكرته قبل قليل قول ولا تدركه الابصار لكن لو قيل لك ما وجه الدلال؟ كيف استدللت بهذه الاية؟ على انه لا تدركه الافهام - 00:12:31
نعم عبد الله نعم اذا كان البصر وهو اقوى ما تحصل به الادراكات يعجز عن ادراك كونه الله عز وجل وحقيقته مع انه شيء يدرك الرؤية فكيف بما يتعلق بالذهن - 00:12:57
الادراك فيه ابعد فاذا كان الادراك البصري محالا الادراك الذهني العقلي الفهمي محال من باب او لا بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر هذه الجملة من العبارات التي - 00:13:24
تبين ما لله عز وجل من الكمالات المطلقة سبحانه وبحمده قال ولا يشبه الانام اي ان الله تعالى لا يماثل الانام وهذا تكرار مع ما تقدم في قوله رحمه الله ولا شيء مثله - 00:13:47
لكنه تخصيص بالانام فهناك عموم وهنا خصوص وهناك نفي للمطابقة وهنا نفي للمقاربة فالفرق بين المماثلة والمشابهة ان المماثلة تقتضي المطابقة بين الشيئين. زيد مثل عمرو اي يطابقه في اوصافه - 00:14:07
زيد يشبه عمرو اي يقاربه فقوله رحمه الله ولا يشبه الانام اي ان الله تعالى لا يماثله احد من الخلق فالانام هم الخلق فالله تعالى لا يماثل احدا من الخلق من الانس والجن وغيرهم - 00:14:35
وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والعقل فانه جل وعلا لا مثيل له ولا نظير ولا ولا سمية ولا كفؤ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في اسمائه - 00:14:53
ولا فيما يجب له وقد تقدم تقرير ذلك فيما ما المؤلف استعمل في هذا الموضع المشابهة فقال ولا يشبه الانام استعمل نفي المشابهة لتقرير معنى نفي المماثلة والذي جاء في القرآن هو نفي المماثلة - 00:15:10
بنفي المثل ونفي الند ونفي الكفء ونفي النظير ونفي السمي وليس في القرآن ولا في السنة نفي الشبيه ولذلك ذهب جماعة من المحققين من اهل العلم الى الى ان الذي ينفع عن الله عز وجل - 00:15:32
هو المثل لا الشبيه لانه الذي ورد به النصوص ولان نفي المشابهة قد يوهم تعمية المعاني التي اضافها الله تعالى لنفسه ذلك ان الله تعالى على سبيل المثال وصف نفسه بالكرم - 00:15:50
والعرب ولسان العرب الكرم هو العطاء الواسع الذي يعطي من غير انتظار مكافأة هذا المعنى هو معنى الكرم فاذا قلنا انه لا مشابهة بالكلية بينما اثبته الله لنفسه وما اثبته - 00:16:18
لخلقه فمعنى هذا انتفاء القدر المشترك في المعنى والقدر المشترك في المعنى به يفهم الكلام ولهذا انتقد جماعة من اهل العلم نفي المشابهة في حق الله لانه يستلزم نفي المعنى المشترك الذي يفهم به الكلام - 00:16:45
ومعلوم ان وجود المعنى المشترك بينما اخبر الله تعالى به عن نفسه وما اخبر به عن خلقه او ما يتصف به خلقه لا يقتضي المماثلة فالكرم الذي له لا يماثل مال المخلوقين فمال المخلوقين ما يناسبهم وما لله يناسبه جل في علاه مالك الملك سبحانه وبحمده. نقف عند - 00:17:13
عند هذه وان شاء الله تعالى نتناولها في الدرس القادم والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:17:37