الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعده احمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون اما بعد فان اهم ما ينبغي ان يعتني به المؤمن في صلاته حضور قلبه - 00:00:01
فان حضور القلب هو المقصود الاعظم الذي به تدرك الحسنات و تحصن به مقاصد الصلاة فبقدر ما يكون المؤمن حاضر القلب في صلاته بقدر ما يدرك من الاجور ويفوز بالعطايا والهبات - 00:00:26
والخشوع يكون في القلب ويكون في البدن اما الخشوع الذي يكون في القلب فهو بخضوعه وانكساره وذله لله عز وجل واقباله عليه وانصرافه عما سواه. هذا المتعلق القلب خشوع القلب هو ان يقبل العبد على صلاته - 00:00:50
وان يفرغ قلبه في مناجاة ربه واما الخشوع الذي يكون في البدن فانه يتحقق سكون البدن وطمأنينته وعدم اضطرابه هذا من جهة ومن جهة اخرى يتحقق الخشوع في البدن بالصمت والسكوت عن - 00:01:19
حديث الناس فلا يحدث احدا ولا يشتغل بكلام احد لا في ابتداء كلام ولا في جواب فان ذلك من الخشوع ولذلك كان قالوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في اول الامر انه كان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يجيب من - 00:01:51
يسأله او من يحدثه في الصلاة كما جاء في الصحيح من حديث زيد ابن ارقب حيث قال كان الرجل يحدث الرجل في حاجته وهو في صلاته حتى نزل قول الله تعالى - 00:02:18
وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت فسكتنا وهذا في ابتداء الكلام وفي رد الجواب ايضا وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بداية الامر يرد عليهم السلام اذا سلموا عليه وهو في الصلاة صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:02:36
ثم انه ترك ذلك لاشتغاله بالصلاة حتى ان عبد الله ابن مسعود ابن مسعود رضي الله تعالى عنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فسلم عليه فلما لم يرد عليه السلام استغرب من ذلك خلافا لما - 00:03:02
ما كان عليه العمل والحال قبل هذا فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان في الصلاة لشغلا. ان في الصلاة لشغلا. اي في الصلاة ما يشغل المصلي عن - 00:03:23
ان يرد السلام على المسلمين او ان يجيب احدا من المحدثين له في صلاته فهذا يبين ان الصلاة يتحقق فيها الخشوع بان يصمت المصلي فيمتنع من الكلام كما امر الله عز وجل في قوله - 00:03:41
في محكم كتابه وقوموا لله قانتين. هذا الذي يتحقق به المطلوب في صلاة العبد من الخشوع. فهو خشوع في القلب بخضوعه وذله وانكساره بين يدي الله عز وجل. وهو خظوع - 00:04:04
في البدن بالطمأنينة وعدم الحركة التي تخرجه عن ان يكون ساكنا قانتا وكذلك يكون ذلك في امر ثالث وهو بالصمت والسكوت وعدم الحديث. فان الحديث يفسد حال المصلي. الحديث والكلام - 00:04:22
يفسد حال المصلي في اقباله على صلاته فتفسد صلاته و مما يتحقق به الخشوع للمصلي ان يجد وان يجتهد في قطع كل ما يشغله عن صلاته. فان ذلك من اسباب - 00:04:46
حصول الخشوع فان الخشوع لا يتأتى الا بتمام الاقبال على الصلاة والانقطاع عن كل ما يشغل الانسان في صلاته سواء كان الاشتغال بفكر او كان الاشتغال بنظر او كان الاشتغال - 00:05:04
عمل كل ذلك مما ينبغي للمصلي ان يتوقاه وان يتجنب ليتحقق له ما يؤمله من الخشوع فالخشوع تمامه وكماله بان يكون الانسان على خضوع في قلبه وسكون في بدنه فراغ من شاغل في لسانه بكلام او نحوه. وفي هذا الحديث الذي - 00:05:24
سنقرأه ان شاء الله تعالى بيان ان المؤمن ينبغي له ان يبعد عن كل ما يحصل له به الشغل في صلاته. اقرأ حديث القراءة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على - 00:05:52
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن انس رضي الله عنه قال كان قرام لعائشة رضي الله عنها سترت به جانب بيتها. فقال النبي - 00:06:16
صلى الله عليه وسلم اميطي عنا قرامك هذا فانه لا تزال تصاويره اعرض لي في صلاتي. رواه البخاري. واتفقا على حديثها في قصة ام بجانية انت ابي جهم وفيه فانها الهتني عن صلاتي - 00:06:47
وعن جابر ابن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى السماء في الصلاة او لا ترجع اليهم رواه مسلم - 00:07:14
وله عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الاخبثان وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:07:36
التثاؤب من الشيطان فاذا تثاءب احدكم فليكظم ما استطاع. رواه مسلم والترمذي وزاد في الصلاة اه هذه الاحاديث كلها دائرة على بيان كيف يحصل المصلي الخشوع وذلك بقطع كل الاسباب التي تشغله عن الاقبال على صلاته. اول ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:08:02
في الصحيحين عن انس رضي الله تعالى عنه قال كان قرام لعائشة القراب هو ستر رقيق وقيل ستر صفيق غليظ من الصوف. ومهما يكن فهو قماش اما غليظ واما خفيف يستعمل للستر فكانت عائشة رضي الله تعالى عنها في بيتها قرار هذا القرار - 00:08:40
هذا الستر استعملته في ستر جانب من جوانب بيتها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اميطي عنا قرامتك اميطي عنا قراءة يعني ازيلي عنا هذا الستر الذي سترتي به جانب البيت - 00:09:09
ثم قال صلى الله عليه وسلم في سبب امر عائشة ان تزيل القراب؟ قال فانه لا تزال تصاويره اعرضوا الي في صلاتي هذي هي العلة التي من اجلها امر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:09:27
ان تميط القران عن الجانب الذي سترته الذي سترت به ما تريد ستره من جهة بيتها السبب في ذلك ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجد شغلا بهذا القرار بهذا الستر وما فيه من - 00:09:47
نقوش وتصاوير كانت تعرض له في صلاته اي يرمي اليها بطرفه او انها تعرض له بين يديك اما لهبوب ريح او ما اشبه ذلك فكان صلى الله عليه وسلم يشتغل بالنظر اليها عن صلاته - 00:10:10
ولذلك لما فرغ صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لعائشة هذا المقال قال اميطي عنا قرامك. فانه لا تزال تصاويره اي ما فيه من صور وما فيه من الوان تعرض لي في صلاتي. وهذا الحديث - 00:10:30
فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث جواز ستر جانب البيت او بعض جوانبه بما الى ان يستره به من قماش رقيق او صفيق. وهذا يلتئم مع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن كساء - 00:10:51
الجدر بقوله صلى الله عليه وسلم انا لم نؤمر ان نكسوا الحجارة والطين ان ذلك كان للحاجة فاذا دعت حاجة للكساء لستر جانب من جوانب البيت فان ذلك لا حرج فيه ولكن الذي - 00:11:17
من اجله امر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ان تميط هذا القرار هو ما يتعلق باشتغاله صلى الله عليه وسلم عن صلاتي بتصاوير هذا القراب هذا الستر الذي سترت به جانب بيتها رضي الله تعالى عنها. وقوله - 00:11:37
صلى الله عليه وسلم فان الهتنا انفا في صلاة بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض له من الالتهاء المشعلات في صلاته ما يصرفه عن الاقبال عليها. وهذا بطبيعة البشر. والنبي والله عز وجل بين - 00:11:57
ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر من البشر يعرض عليه وله ما يعرض للناس صلوات الله وسلامه عليه ما كان يعرض له من الاشتغال بهذا الذي رآه بين يديه من - 00:12:17
تصاوير القراب امر طبيعي. لا ينقص الايمان ولا يخل بمنزلة الانسان في التقوى والاحسان. الا ان الذي ينبغي للمؤمن ان ان يسعى في الابتعاد عن كل ما يشغله. وهذا من فوائد الحديث فان من فوائد الحديث - 00:12:34
انه ينبغي للمصلي ان يبعد كل ما يشغله عن صلاته. كلما يشغله ويلهيه في صلاته فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة في تعليل ابعاد هذا هذا هذه التصاوير التي كانت بين يديه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانها الهتني انفا في صلاتي. وفي - 00:12:54
من الفوائد ايضا ان الانسان اذا عرظ له شيء في الصلاة لم يتمكن من دفعه الا بالخروج منها فانه او يدافع ذلك حتى يفرغ من صلاته ثم يسعى في ازالة ما يشغله. وهذا الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:20
اين هذه التصاوير عرضت له في الصلاة لكنه لم يفعل شيئا صلى الله عليه وسلم لم يمت القراب ولم يشر الى عائشة بشيء من الاشارات التي تفهم منها ازالة هذا القراب بل مضى صلى الله عليه وسلم في صلاته فلما فرغ - 00:13:40
امر بازالته وبه يعلم انه اذا عرظ عرظ لك في صلاتك شيء يشغلك فان تمكنت من ازالته فافعل فان لم تتمكن الا بالخروج عن هيئة المصلي اما بكلام او بفعل زائد او بحركة زائدة عن المعتاد فاصبر وابذل جهدك في حضور قلبك - 00:14:00
ثم اذا فرغت من صلاتك امت ما اشغلك وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الخشوع في صلاته فانه لما عرضت له هذه التصاوير بادر صلى الله عليه وسلم الى اماطتها وازالتها - 00:14:25
وفيه من الفوائد ان الرجل اذا امر اهله بامر فانه ينبغي له ان يبين لهم السبب فان النبي صلى الله عليه وسلم لما امر عائشة ان تميط القرامة. قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعائشة فانها الهتني انفا - 00:14:45
عن صلاته فدل ذلك على انه ينبغي للانسان فيما يأمر به اهله ان يبين السبب فان ذلك اسمح لنفوسهم واقوى في حصول الامتثال منهم. وايضا من فوائد هذا الحديث ان النقوش والتصاوير - 00:15:05
والالوان التي تكون بين يدي المصلين تشغلهم عن الصلاة فهذا اكمل المؤمنين ايمانا واتمهم واعظمهم خشية واعلمهم بالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يخبر ان هذه التصاوير مع كونها تعرض له الا انها الهته في صلاته. فينبغي ان - 00:15:25
يتجنب المصلي الصلاة عند كل ما يلهيه وعند كل ما يشغله فان ذلك من فقه الرجل لان بعد عن المشغلات مما يحصل له به حضور قلبه. ومن امثلة هذا مثلا اذا صلى الانسان في مكان متقدم - 00:15:51
وكان بين يديه مارة فاذا بقي في هذا المكان اشتغل بالنظر الى المارة الذاهبين والجائين فانه ينبغي له ان يغير مكانه وان ان نصلي في مكان ولو كان متأخرا عن الصف الاول لاجل حصول المقصود من الخشوع. فانه اذا ابعد - 00:16:11
الذهاب والبعد عما يلهيه كان ذلك اكمل في صلاته. وهذا مما ينبغي ان يراعيه الانسان في فقه صلاته فان من فقه الصلاة ان يتجنب المؤمن كل ما يشغله. وقد ذكر العلماء ان المصلي اذا احتاج الى غمض - 00:16:31
عينيه لاجل ان يحضر قلبه لاجل ان يحظر قلبه في الصلاة فانه لا بأس بغمض العينين البعد عما يشغل وهذي مسألة ينبغي التنبه اليها وهي ان الاصل في غمظ العينين في الصلاة الكراهة - 00:16:51
وعلى هذا عامة العلماء قالوا يكره للمصلي ان يغمض عينيه اي ان يصلي وقد اغمض عينيه والاصل في ذلك ما جاء عن عائشة ان ذلك من فعل اليهود وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك وقد قال صلوا كما رأيتموني اصلي فينبغي للمؤمن - 00:17:11
ان يصلي وهو مبصر يرى ما بين يديه يكون في صلاته على حال من الابصار التغمير فان دعت حاجة الى ان يغمض عينيه كأن يكون بين يديه ما يشغل فالعلماء قالوا هنا الكراهة تزول لاجل - 00:17:31
ما وجد من حاجة وهي حاجة الانسان الى ان يغض بصره عما يشغله في صلاته. فان كان الذي الى غض البصر هو جزء من النظر لا جميع النظر فيغمض من النظر ما يحتاج الى غمضه فان كان المشغل في - 00:17:51
الجهة اليمنى فله ان يصلي باغماظ عين واحدة حتى ينصرف عما يلهيه وهذا من فقه الانسان. اذ ان حظور قلبه من اهم ما ينبغي له ان يعتني به في صلاته. لكن ينبغي له ان يبعد عن وساوس الشيطان لان الشيطان قد يأتي اليك - 00:18:11
هو يقول انك لن تخشع في صلاتك حتى تغمض عينيك. هنا يقال له لا تفعل ذلك بل صل وانت قد وضعت عينيك في موضع في موضع سجودك واجتهد في حضور قلبك فان غمض العينين مما - 00:18:31
عنه في الصلاة لاجل ما فيه من من مشابهة اهل الكتاب. اما الحديث الاخر الذي ذكره المؤلف رحمه الله فهو موافق لهذا في المعنى وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها صلى في - 00:18:51
خميصة لها اعلام. الخميصة نوع من الثياب والكساء. وهو مربع. صلى في خميسة له اعلام اي لها خطوط. هذا المقصود بالاعلام ليست خالصة من الالوان او النقش بل كانت خميصة لها اعلام فيها خطوط - 00:19:11
مميزة لها فلما صلى فيها صلى الله عليه وسلم جعل ينظر اليها في صلاته ثم انه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من صلاته قال اذهبوا بخميستي هذه يعني بهذا الكساء. هذا الثوب هذا اللباس - 00:19:37
المربع الذي فيه اعلام اذهبوا بخميصة هذه الى ابي جهل وهو احد الصحابة رضي الله تعالى عنهم. واتوني ابي جهل. ايتوني الامبجانية وهي نوع من اللباس مربع ايضا كما قال بعض اهل العلم لكن ليس فيه اعلام. فالفرق بين الخميس - 00:19:57
التي امر بردها والذهاب بها الى ابي جهم والتي امر المجيء بغيرها ان هذه فيها اعلام وان التي امر بالمجيء بها ليس فيها علاقة. وما العلة في هذا التغيير؟ ما سبب - 00:20:24
ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب التغيير في هذا اللباس الذي اشغل الذي صلى فيه قال فانها الهتني انفا في صلاتي. العلم واحدة ان النبي صلى الله عليه وسلم حصل له شغل بهذا اللباس. وهذا يحصل احيانا عندما يلبس الانسان شيئا - 00:20:44
مجملا او فيه نقوش او فيه رسوب اذا صلى قد يشتغل بالنظر اليه. فينصرف قلبه عن في هذه الحال يقال له انه يكره ان تصلي في هذا الثوب. لاجل ان هذا الثوب سيخرج بك عن - 00:21:04
في الصلاة من حضور القلب. فحضور القلب هو الغاية والمقصود. التي ينبغي للمصلي ان يعتني بها. ولا يعني هذا ان يلبس رثا من الثياب بل الله عز وجل يقول يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد لكن ينبغي ان تكون هذه الزينة - 00:21:24
لا تفظي الى ذهاب المقصود من الصلاة بالاشتغال عن حظور القلب وخشوعه. فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان قالت لي انفا عن صلاتي موافق للعلة السابقة وبه يعلم ان المصلي ينبغي له ان يتخلى عن كل ما يشغله عن صلاته سواء - 00:21:44
كان في بدنه ولباسه او كان منفصلا عنه كان يكون في قبلته او يكون في موضع سجوده في الفرش الذي يصلي عليه او يكون في المحيط والمكان الذي يصلي فيه فان ذلك كله - 00:22:04
مما ينبغي ان يكون محل عناية للمصلي حتى يتجنب الصلاة في موقع او مكان يكون فيه مشغول الخاطر عن الاقبال على الله في صلاته. يا اخواني حضور القلب في الصلاة من - 00:22:20
اعظم ما يفتح للانسان ابواب الخير والبر والعطاء والفضل. فان الله يحط به الخطايا ويرفع به الدرجات. ويضاعف به المثوبة العبد وبه يحصل مقصود الصلاة من طمأنينة القلب وانشراحه وبهجته وسكونه الذي قال فيه جل وعلا - 00:22:40
في محكم كتابه ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر يعني ما في الصلاة من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر وذكر الله انما يحصل بخشوع القلب. هذان الحديث ان موضوعهما واحد وهو انه ينبغي للمصلي - 00:23:00
ان يقطع كل ما يشغله من المشغلات عن حضور قلبه. وليعلم ان المشغلات اما ان تكون مشغلات بصرية واما ان تكون مشغلات سمعية واما ان مشغلات حالية واما ان تكون مشغلات مكانية واما ان تكون مشغلات زمانية. هذه خمسة احوال - 00:23:20
المشغلات التي تعتري الانسان في صلاته. مكانية زمانية حالية ايش؟ سمعية بصرية. البصرية جاءت في حديثين حديث انس في القرام الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم باماطته وفي اللباس الذي امر بتغييره لاجل ما فيه من الاعلام - 00:23:45
ان يبعد عن كل ما يشغله بصرا كذلك سمعا ينبغي له ان يبعد عن كل ما يشغله سمعا دليل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سلم عليه اصحابه - 00:24:09
لم يرد عليهم السلام وعلل ذلك كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال ان في الصلاة لشغلا اما ما يتعلق بالمشغلات الزمانية فامره صلى الله عليه وسلم بالابراد في شدة الحر. فانه قال - 00:24:23
بالظهر فان شدة الحر من فيح جهنم. ومعلوم ان الانسان اذا صلى بوقت الظهيرة شديد الحر في الصيف لن يحضر قلبه على الوجه المطلوب فيكون ذلك من اسباب ضعف خشوعه - 00:24:43
لهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالابراك وهو التأخير وهذا يجمع مشغلين مشغل حالي ومشغل زماني وهما مرتبطان فشدة الحر حال وسببه الزمان. فامر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالابراد. اما المكان - 00:25:00
فان المكان يقاس على ما تقدم من المذكورات فاذا كان الانسان اذا صلى في الصف الاول كان ذلك من اسباب عدم خشوعه وعدم حضور قلبه بسبب ما في قبلته من زخارف او بسبب ما يكون بين يديه من مار - 00:25:20
كما هو في المسجد الحرام على سبيل المثال في بعض المواقع التي يكون المرور فيها كثير حتى في اثناء الصلاة فانه اذا كان ذلك يشغله ينبغي له ان يبحث عن مكان يبعد فيه عن هذه المشغلات - 00:25:42
والخلاصة ان الحريص على صلاته الراغب في تحقيق خضوعه وخشوعه لربه الحريص على ان يكون من الذين قال الله فيهم والذين هم في صلاتهم خاشعون يقين انه سيبحث عما يكون سببا لحظور قلبه وسيقطع كل ما يشغل ذهنه عن حضور - 00:26:01
القلب في صلاته فلك من صلاتك بقدر ما حظر قلبك. اما الحديث الذي يليه فهو حديث جابر ابن سمرة رضي الله تعالى عنه في بيان الادب في الوقوف بين يدي الرب جل في علاه. يا اخواني المصلي اذا وقف في الصلاة فانه يناجي الله عز - 00:26:26
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما جاء في الصحيحين من حديث انس وقد تقدم قال اذا قام احدكم في الصلاة فانه يناجي من يناجي ربه ايش معنى يناجي ربه؟ اي يتكلم مع ربه سرا مخافتة هذا هو المناجاة. فكل مصل - 00:26:52
يناجي الله عز وجل بتلاوة كلامه وبتمجيده وحمده وتقديسه والثناء عليه وبتعظيمه وذكره بما هو اهله جل في وكذلك بدعائه وسؤاله وانزال الحوائج به. هذا هو حال المصلي. فاذا كان كذلك فانه ينبغي له ان يكون في غاية - 00:27:16
الادب مع الله. لهذا جاء في حديث جابر بن سمرة قال صلى الله عليه وسلم لينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى في الصلاة او لا ترجع اليهم انتبه لهذا الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لينتهين قوم ايش معنى لينتهين؟ هذا امر وهو امر مؤكد - 00:27:36
بالقسم ومعناه والله لينتهين فاللام هنا واقعة في جواب القسم والقسم هنا يقول ما ذكر القسم وين القسم العرب يعرفون القسم بدلالة اللام الموطئة له. فمعنى الكلام والله هذا قسم من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:00
المقدم لينتهين اقوام اي ليكفن قوم عن قال لينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى السماء اي الى جهة العلو. المقصود بالسماء هنا ليس السماء السقف المحفوظ فقد يصلي الانسان في مكان مسقوف فلا يرى السماء. فلا فرق بين ان يرفع بصره الى - 00:28:20
السماء الدنيا بالنظر الى النجوم او الى السقف اذا كان يصلي في مكان مسخون فان المقصود بالسماء هنا العلو كما قال الله جل وعلا اامنتم من في السماء اي امنتم من في العلو جل في علاه سبحانه وبحمده - 00:28:47
فقوله صلى الله عليه وسلم لينتهين اقوام لينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى السماء اي الى جهة العلو في الصلاة اي في اثناء صلاتهم سواء كان ذلك اثناء الوقوف او بعد الرفع من الركوع او كان ذلك في القعود من السجود. او غير ذلك من الاحوال فهذا شامل لكل - 00:29:07
الصلاة في جميع احوالها قياما واعتدالا بعد الركوع وجلوسا بعد بين السجدتين او قعودا في التشهد الاول او التشهد الاخير اذا كانت الصلاة ذات تشهدين لينتهين اقوام يرفعون ابصارهم اي يرفعون - 00:29:37
الى السماء في الصلاة اي في حال صلاتهم في اولها او في اخرها وقوله في الصلاة يشمل الصلاة المفروضة والصلاة المتنفل بها فقوله الصلاة شامل لكل الصلوات سواء كانت الصلاة فرض او كانت الصلاة نفل سواء كانت صلاة ليل او كانت صلاة - 00:30:00
نهار - 00:30:25
Transcription
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعده احمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون اما بعد فان اهم ما ينبغي ان يعتني به المؤمن في صلاته حضور قلبه - 00:00:01
فان حضور القلب هو المقصود الاعظم الذي به تدرك الحسنات و تحصن به مقاصد الصلاة فبقدر ما يكون المؤمن حاضر القلب في صلاته بقدر ما يدرك من الاجور ويفوز بالعطايا والهبات - 00:00:26
والخشوع يكون في القلب ويكون في البدن اما الخشوع الذي يكون في القلب فهو بخضوعه وانكساره وذله لله عز وجل واقباله عليه وانصرافه عما سواه. هذا المتعلق القلب خشوع القلب هو ان يقبل العبد على صلاته - 00:00:50
وان يفرغ قلبه في مناجاة ربه واما الخشوع الذي يكون في البدن فانه يتحقق سكون البدن وطمأنينته وعدم اضطرابه هذا من جهة ومن جهة اخرى يتحقق الخشوع في البدن بالصمت والسكوت عن - 00:01:19
حديث الناس فلا يحدث احدا ولا يشتغل بكلام احد لا في ابتداء كلام ولا في جواب فان ذلك من الخشوع ولذلك كان قالوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في اول الامر انه كان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يجيب من - 00:01:51
يسأله او من يحدثه في الصلاة كما جاء في الصحيح من حديث زيد ابن ارقب حيث قال كان الرجل يحدث الرجل في حاجته وهو في صلاته حتى نزل قول الله تعالى - 00:02:18
وقوموا لله قانتين فامرنا بالسكوت فسكتنا وهذا في ابتداء الكلام وفي رد الجواب ايضا وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بداية الامر يرد عليهم السلام اذا سلموا عليه وهو في الصلاة صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:02:36
ثم انه ترك ذلك لاشتغاله بالصلاة حتى ان عبد الله ابن مسعود ابن مسعود رضي الله تعالى عنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فسلم عليه فلما لم يرد عليه السلام استغرب من ذلك خلافا لما - 00:03:02
ما كان عليه العمل والحال قبل هذا فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان في الصلاة لشغلا. ان في الصلاة لشغلا. اي في الصلاة ما يشغل المصلي عن - 00:03:23
ان يرد السلام على المسلمين او ان يجيب احدا من المحدثين له في صلاته فهذا يبين ان الصلاة يتحقق فيها الخشوع بان يصمت المصلي فيمتنع من الكلام كما امر الله عز وجل في قوله - 00:03:41
في محكم كتابه وقوموا لله قانتين. هذا الذي يتحقق به المطلوب في صلاة العبد من الخشوع. فهو خشوع في القلب بخضوعه وذله وانكساره بين يدي الله عز وجل. وهو خظوع - 00:04:04
في البدن بالطمأنينة وعدم الحركة التي تخرجه عن ان يكون ساكنا قانتا وكذلك يكون ذلك في امر ثالث وهو بالصمت والسكوت وعدم الحديث. فان الحديث يفسد حال المصلي. الحديث والكلام - 00:04:22
يفسد حال المصلي في اقباله على صلاته فتفسد صلاته و مما يتحقق به الخشوع للمصلي ان يجد وان يجتهد في قطع كل ما يشغله عن صلاته. فان ذلك من اسباب - 00:04:46
حصول الخشوع فان الخشوع لا يتأتى الا بتمام الاقبال على الصلاة والانقطاع عن كل ما يشغل الانسان في صلاته سواء كان الاشتغال بفكر او كان الاشتغال بنظر او كان الاشتغال - 00:05:04
عمل كل ذلك مما ينبغي للمصلي ان يتوقاه وان يتجنب ليتحقق له ما يؤمله من الخشوع فالخشوع تمامه وكماله بان يكون الانسان على خضوع في قلبه وسكون في بدنه فراغ من شاغل في لسانه بكلام او نحوه. وفي هذا الحديث الذي - 00:05:24
سنقرأه ان شاء الله تعالى بيان ان المؤمن ينبغي له ان يبعد عن كل ما يحصل له به الشغل في صلاته. اقرأ حديث القراءة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على - 00:05:52
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن انس رضي الله عنه قال كان قرام لعائشة رضي الله عنها سترت به جانب بيتها. فقال النبي - 00:06:16
صلى الله عليه وسلم اميطي عنا قرامك هذا فانه لا تزال تصاويره اعرض لي في صلاتي. رواه البخاري. واتفقا على حديثها في قصة ام بجانية انت ابي جهم وفيه فانها الهتني عن صلاتي - 00:06:47
وعن جابر ابن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى السماء في الصلاة او لا ترجع اليهم رواه مسلم - 00:07:14
وله عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الاخبثان وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:07:36
التثاؤب من الشيطان فاذا تثاءب احدكم فليكظم ما استطاع. رواه مسلم والترمذي وزاد في الصلاة اه هذه الاحاديث كلها دائرة على بيان كيف يحصل المصلي الخشوع وذلك بقطع كل الاسباب التي تشغله عن الاقبال على صلاته. اول ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:08:02
في الصحيحين عن انس رضي الله تعالى عنه قال كان قرام لعائشة القراب هو ستر رقيق وقيل ستر صفيق غليظ من الصوف. ومهما يكن فهو قماش اما غليظ واما خفيف يستعمل للستر فكانت عائشة رضي الله تعالى عنها في بيتها قرار هذا القرار - 00:08:40
هذا الستر استعملته في ستر جانب من جوانب بيتها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اميطي عنا قرامتك اميطي عنا قراءة يعني ازيلي عنا هذا الستر الذي سترتي به جانب البيت - 00:09:09
ثم قال صلى الله عليه وسلم في سبب امر عائشة ان تزيل القراب؟ قال فانه لا تزال تصاويره اعرضوا الي في صلاتي هذي هي العلة التي من اجلها امر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:09:27
ان تميط القران عن الجانب الذي سترته الذي سترت به ما تريد ستره من جهة بيتها السبب في ذلك ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجد شغلا بهذا القرار بهذا الستر وما فيه من - 00:09:47
نقوش وتصاوير كانت تعرض له في صلاته اي يرمي اليها بطرفه او انها تعرض له بين يديك اما لهبوب ريح او ما اشبه ذلك فكان صلى الله عليه وسلم يشتغل بالنظر اليها عن صلاته - 00:10:10
ولذلك لما فرغ صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لعائشة هذا المقال قال اميطي عنا قرامك. فانه لا تزال تصاويره اي ما فيه من صور وما فيه من الوان تعرض لي في صلاتي. وهذا الحديث - 00:10:30
فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث جواز ستر جانب البيت او بعض جوانبه بما الى ان يستره به من قماش رقيق او صفيق. وهذا يلتئم مع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن كساء - 00:10:51
الجدر بقوله صلى الله عليه وسلم انا لم نؤمر ان نكسوا الحجارة والطين ان ذلك كان للحاجة فاذا دعت حاجة للكساء لستر جانب من جوانب البيت فان ذلك لا حرج فيه ولكن الذي - 00:11:17
من اجله امر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ان تميط هذا القرار هو ما يتعلق باشتغاله صلى الله عليه وسلم عن صلاتي بتصاوير هذا القراب هذا الستر الذي سترت به جانب بيتها رضي الله تعالى عنها. وقوله - 00:11:37
صلى الله عليه وسلم فان الهتنا انفا في صلاة بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض له من الالتهاء المشعلات في صلاته ما يصرفه عن الاقبال عليها. وهذا بطبيعة البشر. والنبي والله عز وجل بين - 00:11:57
ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر من البشر يعرض عليه وله ما يعرض للناس صلوات الله وسلامه عليه ما كان يعرض له من الاشتغال بهذا الذي رآه بين يديه من - 00:12:17
تصاوير القراب امر طبيعي. لا ينقص الايمان ولا يخل بمنزلة الانسان في التقوى والاحسان. الا ان الذي ينبغي للمؤمن ان ان يسعى في الابتعاد عن كل ما يشغله. وهذا من فوائد الحديث فان من فوائد الحديث - 00:12:34
انه ينبغي للمصلي ان يبعد كل ما يشغله عن صلاته. كلما يشغله ويلهيه في صلاته فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة في تعليل ابعاد هذا هذا هذه التصاوير التي كانت بين يديه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانها الهتني انفا في صلاتي. وفي - 00:12:54
من الفوائد ايضا ان الانسان اذا عرظ له شيء في الصلاة لم يتمكن من دفعه الا بالخروج منها فانه او يدافع ذلك حتى يفرغ من صلاته ثم يسعى في ازالة ما يشغله. وهذا الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:20
اين هذه التصاوير عرضت له في الصلاة لكنه لم يفعل شيئا صلى الله عليه وسلم لم يمت القراب ولم يشر الى عائشة بشيء من الاشارات التي تفهم منها ازالة هذا القراب بل مضى صلى الله عليه وسلم في صلاته فلما فرغ - 00:13:40
امر بازالته وبه يعلم انه اذا عرظ عرظ لك في صلاتك شيء يشغلك فان تمكنت من ازالته فافعل فان لم تتمكن الا بالخروج عن هيئة المصلي اما بكلام او بفعل زائد او بحركة زائدة عن المعتاد فاصبر وابذل جهدك في حضور قلبك - 00:14:00
ثم اذا فرغت من صلاتك امت ما اشغلك وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الخشوع في صلاته فانه لما عرضت له هذه التصاوير بادر صلى الله عليه وسلم الى اماطتها وازالتها - 00:14:25
وفيه من الفوائد ان الرجل اذا امر اهله بامر فانه ينبغي له ان يبين لهم السبب فان النبي صلى الله عليه وسلم لما امر عائشة ان تميط القرامة. قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعائشة فانها الهتني انفا - 00:14:45
عن صلاته فدل ذلك على انه ينبغي للانسان فيما يأمر به اهله ان يبين السبب فان ذلك اسمح لنفوسهم واقوى في حصول الامتثال منهم. وايضا من فوائد هذا الحديث ان النقوش والتصاوير - 00:15:05
والالوان التي تكون بين يدي المصلين تشغلهم عن الصلاة فهذا اكمل المؤمنين ايمانا واتمهم واعظمهم خشية واعلمهم بالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يخبر ان هذه التصاوير مع كونها تعرض له الا انها الهته في صلاته. فينبغي ان - 00:15:25
يتجنب المصلي الصلاة عند كل ما يلهيه وعند كل ما يشغله فان ذلك من فقه الرجل لان بعد عن المشغلات مما يحصل له به حضور قلبه. ومن امثلة هذا مثلا اذا صلى الانسان في مكان متقدم - 00:15:51
وكان بين يديه مارة فاذا بقي في هذا المكان اشتغل بالنظر الى المارة الذاهبين والجائين فانه ينبغي له ان يغير مكانه وان ان نصلي في مكان ولو كان متأخرا عن الصف الاول لاجل حصول المقصود من الخشوع. فانه اذا ابعد - 00:16:11
الذهاب والبعد عما يلهيه كان ذلك اكمل في صلاته. وهذا مما ينبغي ان يراعيه الانسان في فقه صلاته فان من فقه الصلاة ان يتجنب المؤمن كل ما يشغله. وقد ذكر العلماء ان المصلي اذا احتاج الى غمض - 00:16:31
عينيه لاجل ان يحضر قلبه لاجل ان يحظر قلبه في الصلاة فانه لا بأس بغمض العينين البعد عما يشغل وهذي مسألة ينبغي التنبه اليها وهي ان الاصل في غمظ العينين في الصلاة الكراهة - 00:16:51
وعلى هذا عامة العلماء قالوا يكره للمصلي ان يغمض عينيه اي ان يصلي وقد اغمض عينيه والاصل في ذلك ما جاء عن عائشة ان ذلك من فعل اليهود وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك وقد قال صلوا كما رأيتموني اصلي فينبغي للمؤمن - 00:17:11
ان يصلي وهو مبصر يرى ما بين يديه يكون في صلاته على حال من الابصار التغمير فان دعت حاجة الى ان يغمض عينيه كأن يكون بين يديه ما يشغل فالعلماء قالوا هنا الكراهة تزول لاجل - 00:17:31
ما وجد من حاجة وهي حاجة الانسان الى ان يغض بصره عما يشغله في صلاته. فان كان الذي الى غض البصر هو جزء من النظر لا جميع النظر فيغمض من النظر ما يحتاج الى غمضه فان كان المشغل في - 00:17:51
الجهة اليمنى فله ان يصلي باغماظ عين واحدة حتى ينصرف عما يلهيه وهذا من فقه الانسان. اذ ان حظور قلبه من اهم ما ينبغي له ان يعتني به في صلاته. لكن ينبغي له ان يبعد عن وساوس الشيطان لان الشيطان قد يأتي اليك - 00:18:11
هو يقول انك لن تخشع في صلاتك حتى تغمض عينيك. هنا يقال له لا تفعل ذلك بل صل وانت قد وضعت عينيك في موضع في موضع سجودك واجتهد في حضور قلبك فان غمض العينين مما - 00:18:31
عنه في الصلاة لاجل ما فيه من من مشابهة اهل الكتاب. اما الحديث الاخر الذي ذكره المؤلف رحمه الله فهو موافق لهذا في المعنى وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها صلى في - 00:18:51
خميصة لها اعلام. الخميصة نوع من الثياب والكساء. وهو مربع. صلى في خميسة له اعلام اي لها خطوط. هذا المقصود بالاعلام ليست خالصة من الالوان او النقش بل كانت خميصة لها اعلام فيها خطوط - 00:19:11
مميزة لها فلما صلى فيها صلى الله عليه وسلم جعل ينظر اليها في صلاته ثم انه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من صلاته قال اذهبوا بخميستي هذه يعني بهذا الكساء. هذا الثوب هذا اللباس - 00:19:37
المربع الذي فيه اعلام اذهبوا بخميصة هذه الى ابي جهل وهو احد الصحابة رضي الله تعالى عنهم. واتوني ابي جهل. ايتوني الامبجانية وهي نوع من اللباس مربع ايضا كما قال بعض اهل العلم لكن ليس فيه اعلام. فالفرق بين الخميس - 00:19:57
التي امر بردها والذهاب بها الى ابي جهم والتي امر المجيء بغيرها ان هذه فيها اعلام وان التي امر بالمجيء بها ليس فيها علاقة. وما العلة في هذا التغيير؟ ما سبب - 00:20:24
ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب التغيير في هذا اللباس الذي اشغل الذي صلى فيه قال فانها الهتني انفا في صلاتي. العلم واحدة ان النبي صلى الله عليه وسلم حصل له شغل بهذا اللباس. وهذا يحصل احيانا عندما يلبس الانسان شيئا - 00:20:44
مجملا او فيه نقوش او فيه رسوب اذا صلى قد يشتغل بالنظر اليه. فينصرف قلبه عن في هذه الحال يقال له انه يكره ان تصلي في هذا الثوب. لاجل ان هذا الثوب سيخرج بك عن - 00:21:04
في الصلاة من حضور القلب. فحضور القلب هو الغاية والمقصود. التي ينبغي للمصلي ان يعتني بها. ولا يعني هذا ان يلبس رثا من الثياب بل الله عز وجل يقول يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد لكن ينبغي ان تكون هذه الزينة - 00:21:24
لا تفظي الى ذهاب المقصود من الصلاة بالاشتغال عن حظور القلب وخشوعه. فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان قالت لي انفا عن صلاتي موافق للعلة السابقة وبه يعلم ان المصلي ينبغي له ان يتخلى عن كل ما يشغله عن صلاته سواء - 00:21:44
كان في بدنه ولباسه او كان منفصلا عنه كان يكون في قبلته او يكون في موضع سجوده في الفرش الذي يصلي عليه او يكون في المحيط والمكان الذي يصلي فيه فان ذلك كله - 00:22:04
مما ينبغي ان يكون محل عناية للمصلي حتى يتجنب الصلاة في موقع او مكان يكون فيه مشغول الخاطر عن الاقبال على الله في صلاته. يا اخواني حضور القلب في الصلاة من - 00:22:20
اعظم ما يفتح للانسان ابواب الخير والبر والعطاء والفضل. فان الله يحط به الخطايا ويرفع به الدرجات. ويضاعف به المثوبة العبد وبه يحصل مقصود الصلاة من طمأنينة القلب وانشراحه وبهجته وسكونه الذي قال فيه جل وعلا - 00:22:40
في محكم كتابه ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر يعني ما في الصلاة من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر وذكر الله انما يحصل بخشوع القلب. هذان الحديث ان موضوعهما واحد وهو انه ينبغي للمصلي - 00:23:00
ان يقطع كل ما يشغله من المشغلات عن حضور قلبه. وليعلم ان المشغلات اما ان تكون مشغلات بصرية واما ان تكون مشغلات سمعية واما ان مشغلات حالية واما ان تكون مشغلات مكانية واما ان تكون مشغلات زمانية. هذه خمسة احوال - 00:23:20
المشغلات التي تعتري الانسان في صلاته. مكانية زمانية حالية ايش؟ سمعية بصرية. البصرية جاءت في حديثين حديث انس في القرام الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم باماطته وفي اللباس الذي امر بتغييره لاجل ما فيه من الاعلام - 00:23:45
ان يبعد عن كل ما يشغله بصرا كذلك سمعا ينبغي له ان يبعد عن كل ما يشغله سمعا دليل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سلم عليه اصحابه - 00:24:09
لم يرد عليهم السلام وعلل ذلك كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال ان في الصلاة لشغلا اما ما يتعلق بالمشغلات الزمانية فامره صلى الله عليه وسلم بالابراد في شدة الحر. فانه قال - 00:24:23
بالظهر فان شدة الحر من فيح جهنم. ومعلوم ان الانسان اذا صلى بوقت الظهيرة شديد الحر في الصيف لن يحضر قلبه على الوجه المطلوب فيكون ذلك من اسباب ضعف خشوعه - 00:24:43
لهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالابراك وهو التأخير وهذا يجمع مشغلين مشغل حالي ومشغل زماني وهما مرتبطان فشدة الحر حال وسببه الزمان. فامر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالابراد. اما المكان - 00:25:00
فان المكان يقاس على ما تقدم من المذكورات فاذا كان الانسان اذا صلى في الصف الاول كان ذلك من اسباب عدم خشوعه وعدم حضور قلبه بسبب ما في قبلته من زخارف او بسبب ما يكون بين يديه من مار - 00:25:20
كما هو في المسجد الحرام على سبيل المثال في بعض المواقع التي يكون المرور فيها كثير حتى في اثناء الصلاة فانه اذا كان ذلك يشغله ينبغي له ان يبحث عن مكان يبعد فيه عن هذه المشغلات - 00:25:42
والخلاصة ان الحريص على صلاته الراغب في تحقيق خضوعه وخشوعه لربه الحريص على ان يكون من الذين قال الله فيهم والذين هم في صلاتهم خاشعون يقين انه سيبحث عما يكون سببا لحظور قلبه وسيقطع كل ما يشغل ذهنه عن حضور - 00:26:01
القلب في صلاته فلك من صلاتك بقدر ما حظر قلبك. اما الحديث الذي يليه فهو حديث جابر ابن سمرة رضي الله تعالى عنه في بيان الادب في الوقوف بين يدي الرب جل في علاه. يا اخواني المصلي اذا وقف في الصلاة فانه يناجي الله عز - 00:26:26
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما جاء في الصحيحين من حديث انس وقد تقدم قال اذا قام احدكم في الصلاة فانه يناجي من يناجي ربه ايش معنى يناجي ربه؟ اي يتكلم مع ربه سرا مخافتة هذا هو المناجاة. فكل مصل - 00:26:52
يناجي الله عز وجل بتلاوة كلامه وبتمجيده وحمده وتقديسه والثناء عليه وبتعظيمه وذكره بما هو اهله جل في وكذلك بدعائه وسؤاله وانزال الحوائج به. هذا هو حال المصلي. فاذا كان كذلك فانه ينبغي له ان يكون في غاية - 00:27:16
الادب مع الله. لهذا جاء في حديث جابر بن سمرة قال صلى الله عليه وسلم لينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى في الصلاة او لا ترجع اليهم انتبه لهذا الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لينتهين قوم ايش معنى لينتهين؟ هذا امر وهو امر مؤكد - 00:27:36
بالقسم ومعناه والله لينتهين فاللام هنا واقعة في جواب القسم والقسم هنا يقول ما ذكر القسم وين القسم العرب يعرفون القسم بدلالة اللام الموطئة له. فمعنى الكلام والله هذا قسم من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:00
المقدم لينتهين اقوام اي ليكفن قوم عن قال لينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى السماء اي الى جهة العلو. المقصود بالسماء هنا ليس السماء السقف المحفوظ فقد يصلي الانسان في مكان مسقوف فلا يرى السماء. فلا فرق بين ان يرفع بصره الى - 00:28:20
السماء الدنيا بالنظر الى النجوم او الى السقف اذا كان يصلي في مكان مسخون فان المقصود بالسماء هنا العلو كما قال الله جل وعلا اامنتم من في السماء اي امنتم من في العلو جل في علاه سبحانه وبحمده - 00:28:47
فقوله صلى الله عليه وسلم لينتهين اقوام لينتهين قوم يرفعون ابصارهم الى السماء اي الى جهة العلو في الصلاة اي في اثناء صلاتهم سواء كان ذلك اثناء الوقوف او بعد الرفع من الركوع او كان ذلك في القعود من السجود. او غير ذلك من الاحوال فهذا شامل لكل - 00:29:07
الصلاة في جميع احوالها قياما واعتدالا بعد الركوع وجلوسا بعد بين السجدتين او قعودا في التشهد الاول او التشهد الاخير اذا كانت الصلاة ذات تشهدين لينتهين اقوام يرفعون ابصارهم اي يرفعون - 00:29:37
الى السماء في الصلاة اي في حال صلاتهم في اولها او في اخرها وقوله في الصلاة يشمل الصلاة المفروضة والصلاة المتنفل بها فقوله الصلاة شامل لكل الصلوات سواء كانت الصلاة فرض او كانت الصلاة نفل سواء كانت صلاة ليل او كانت صلاة - 00:30:00
نهار - 00:30:25