العقيدة السفارينية

الدرس (40) من شرح كتاب العقيدة السفارينية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى واجزم بامر البعث والنشور والحشر جزما بعد نفخ الصور كذا وقوف الخلق للحساب - 00:00:00ضَ

والصحف والميزان للثواب كذا الصراط ثم حوض المصطفى. فيا هنا لمن به نال الشفاء عنه يزاد المفتري كما ورد ومن نحى سبل السلامة لم يرد فكن مطيعا وقف اهل الطاعة في الحوض والكوثار والشفاعة - 00:00:18ضَ

فانها ثابتة للمصطفى كغيره من كل ارباب الوفاء من عالم كالرسل والابرار سوى التي خصت بذي اللهم صلي وسلم على رسول الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله - 00:00:38ضَ

واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الفصل آآ عقده المؤلف رحمه الله في بيان امر المعاد امر المعاد وهو المعادن الجسماني الذي يعود فيه الناس الى رب العالمين وقد اقام الله جل وعلا في كتابه الادلة - 00:00:56ضَ

من العقل والحس النظر على ان الله جل وعلا يحيي الاجساد بعد موتها وقد اقام ادلة العقل وادلة الحس في ذلك فادلة العقل كثيرة ومن ابرزها قوله تعالى قل يحييها الذي انشأها اول اول مرة - 00:01:20ضَ

وهو بكل خلق عليم اما الحس فالله تعالى قد احيا في في مقص من كتابه عددا من الموتى احياهم بعد ان ماتوا وقد قص الله تعالى في سورة البقرة خمسة - 00:01:52ضَ

مواضع فيها احياء الموتى خمس مواضع في سورة البقرة فيها احياء الله تعالى الموتى في الدنيا يموت من يقضي الله موته ثم فيحييه وهي محفوظة ومشهودة ومعلومة وهي امثلة هذا في احياء الحيوان واما احياء الارض بعد موتها فهذا من الادلة التي - 00:02:14ضَ

تتكرر على الناس فيرونها ويشاهدونها بانفسهم في ما يجريه الله تعالى من حوادث زمانهم على مر العصور وتكررها تعاقب الفصول فيشهد الانسان الاحياء بعد الاماتة في النباتات وفي الارض لكن الاحياء الحيواني - 00:02:43ضَ

ذكر الله تعالى له شواهد في في القرآن عديدة منها قصة ارني كيف تحيي الموتى ابراهيم عليه السلام قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم جعل على كل جبر من - 00:03:08ضَ

ثم اجعل على كل جبل منه ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا هذا شاهد. الشاهد الثاني صاحب الحمار الذي آآ قص الله تعالى صاحب القرية الذي مر على قرية - 00:03:21ضَ

وما وامات الله تعالى حماره ثم بعثه قال كم لبث قال لبثت هو وحماره كلاهما اميت ثم احيي وصاحب البقرة اضربوه ببعضها كذلك يحله الموتى هذه شواهد في اربعة شواهد في - 00:03:36ضَ

سورة البقرة وثمة شاهد خامس ذكره الله جل وعلا ايضا في سورة البقرة كلها شواهد تدل على ان الله تعالى يبعث الناس بعد موتهم فالذي احياهم في هذه الحياة الدنيا قادر على احيائهم - 00:03:59ضَ

في الاخرة وليس في ذلك عجز ولا امتراء ولا تردد ولا ريب ولذلك المصنف رحمه الله بامر البعث والنشور جاء اعلى درجات الاثبات قال واجزم بامر البعث والنشور والحشر جزما بعد نفخ الصور - 00:04:17ضَ

فجاء به على وجه التأكيد ثبوته وتوافر ادلته وتنوعها وقد ابان الله تعالى من الايات والدلائل ما يكذب قول الملحدين والدهريين والمشركين الذين يكذبون بالبعث والنشور فقوله واجزم اي اعتقد - 00:04:42ضَ

اعتقادا جازما ويقينا راسخا وعلما ثابتا بما اخبر الله تعالى به من شأن البعث والنشور فقوله بامر اي بشأن فالامر هنا المقصود به الشأن وما يتصل بالشيء والنشور والحشر فذكر ثلاثة امور البعث - 00:05:08ضَ

بعد الموت والنشور وهو الخروج من القبور والحشر وهو الحشد والاجتماع لاجل الجزاء وفصل القضاء وهذا من التفصيل والا البعث يتضاء الايمان بالبعث يتضمن الايمان بالنشور والحشر والامر والايمان بالحشر يتضمن - 00:05:38ضَ

ايمان بالبعث والنشوء والنشور والنشور يتضمن الايمان بالبعث والحشر لكن لما ذكرها في سياق واحد كان كل منها يدل على امر يختلف عن الاخر فالبعث هو الاحياء بعد الموت والنشور هو - 00:06:06ضَ

الخروج من القبور والحشر هو الاجتماع لاجل فصل القضاء اجل الجزاء وقوله رحمه الله جزما هذا مصدر مؤكد لقوله اجزم وهذا تأكيد ل اعتقاد هذه الامور التي دل عليها كتاب - 00:06:27ضَ

والسنة وقوله رحمه الله بعد النفخ بعد نفخ الصور بيان موضع هذه الحوادث التي ذكر من البعث والنشور والحشر وليعلم ان الحشر هو الوالي لما تقدم فهذا الذكر فيه الترتيب - 00:06:54ضَ

للحوادث زمنيا فاول ما يكون البعث ثم بعد ذلك النشور وهو وان كان يرادف البعث لكن المقصود به انه بعد الاحياء لا يبقون في اماكنهم وقبورهم بل يخرجون منها وينشرون - 00:07:21ضَ

وهم موحي بالتفرق والحركة والانطلاق والحجر هو الجمع كما تقدم هذه الحوادث كل هذه الحوادث كلها تقع بعد نفخ الصور ونفخ النفخ في الصور ذكره الله جل وعلا في كتابه - 00:07:51ضَ

بعدة مواضع والمقصود بالسور هو القرن الذي ينفخ فيه قد قسم العلماء النفخ الى ثلاث نفخات نفخة فزع ونفخة موت ونفخت بعث ونشورى اما نفخة الفزع فهي قول فهي التي اشار اليها قوله جل وعلا ونفخ في الصور - 00:08:23ضَ

فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله هذي تظمنت الفزع والموت لانه يقول فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وقال بعض المفسرين - 00:08:58ضَ

وما في في نفخة الصور انها المقصودة بقوله وما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة ما لها من فواقه واما النفخة التي تكون اه يكون بها البعث والنشور فهي التي ذكرها الله جل وعلا في قوله - 00:09:11ضَ

يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قالوا الرادفة هي النفخة التي يخرج بها الناس من قبورهم حفاة عراة غرلا وهي التي ذكر الله تعالى فيها الاحوال في قوله واذا الوحوش نشرت - 00:09:44ضَ

وفي قوله جل وعلا آآ ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون فهذه النفخة التي يكون بها الخروج من القبور يكون بها البعث والنشور ومن اهل العلم من قال ان النفخ نفختان - 00:10:08ضَ

نفخة فزع وصعق ونفخت بعد ونشوره فنفخة الفزع والصعق هي التي ذكر الله جل وعلا فيها ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله - 00:10:33ضَ

واما الثانية ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون وهذا اقرب الى الظاهر والله تعالى اعلم في سياق الايات ان النفخ نفختان نفخة صعق ونفخت بعث. واما ما يتعلق - 00:10:51ضَ

الفزع فالفزع هو مقدمة الصعق فانهم يفزعون ثم يصعقون. فقوله ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض هذه النفخة هي التي يكون بها الصعق فمرة ذكر صعقا ومرة ذكر فزعا - 00:11:12ضَ

رزاء فالفزع هو مبدأ الحاء حال الناس عند عند سماع النفخ واما منتهى ذلك هو انهم يصعقون بعد ذلك قال المصنف رحمه الله هذه الاحداث كلها الفزع ثم الصاعق ثم ينفخ في الصور اذا هم قيام - 00:11:29ضَ

ينظرون بعد هذا آآ تبين ان الحشى ان الناس اذا خرجوا من قبورهم انتشروا وهو النشور وحشروا الى آآ عرصات يوم القيامة ارضها ثم يفصل بينهم ويقضى بينهم فيما كانوا فيه - 00:11:49ضَ

اه يختلفون يميز آآ المؤمن من الكافر ويقع حشر اخر وهو حشر الكفار الى جهنم وهو الذي قال فيه الله تعالى الذين يحشرون الى جهنم على وجوههم. فيحشر الكافر على وجهه - 00:12:17ضَ

وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك؟ فقال اليس الذي امشاه على الرجلين في الدنيا قادر على ان يمشيه على وجهه هذا الحشر حشر مختلف عن الحشر الذي اشار اليه المصنف رحمه الله لانه الحشر الذي يساق فيه الناس الى - 00:12:38ضَ

منتهى مآلهم ومصيرهم والمقصود ان هذه الاحداث من البعث والنشور الحشر لا تكون الا بعد النفخ كما قال الله تعالى يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا وهذا او هذه الافواج - 00:12:59ضَ

هي مجموع ما خلق الله تعالى من كل ما خلق. كما قال تعالى واذا الوحوش حشرت وكما قال وكما قال تعالى وحشرناهم فلم نغادر منهم احد او كما قال تعالى ليجمعنكم الى يوم القيامة - 00:13:25ضَ

لا ريب فيه كما قال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدي فهو حشر عظيم يجمع الله تعالى فيه الخلائق على نحو من الاضطراب والفزع كما قال تعالى يوم يخرجون من الاجداث سراعا كانهم الى نصب - 00:13:42ضَ

يوفظون فهذه حال الناس بذلك اليوم العظيم الذي يقوم فيه الخلق لرب العالمين كما قال تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون فيقوم فيه الخلق جميعا لخالقهم وبارئهم جل في علاه سبحانه وبحمده - 00:14:01ضَ

هذا الحشر لاجل الحساب ولذلك قال المصنف رحمه الله في البيت الذي يليه كذا وقوف الخلق للحساب يعني هذا البعث وهذا النشوء وهذا الحشر مقصوده وغرضه هو وقوف الخلق للحساب. والحساب اصله مأخوذ من العد - 00:14:22ضَ

وسمي حسابا لانه تعد فيه الحسنات والسيئات توزن فيه الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته كان من اهل الجنة نسأل الله ان نكون منهم ومن خفت موازينه فرجحت سيئاته كان من كان مستحقا للنار اما ان - 00:14:50ضَ

يعاقب بها حتى يطهر واما ان يتفضل الله تعالى عليه المغفرة والعفو او الشفاعة التي تكون سببا لانجاءه والمقصود ان الحساب هو السؤال عن العمل والوزن والعد للحسنات والسيئات ولذلك قال تعالى فوربك - 00:15:15ضَ

لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. فكل مسؤول عما كان يعمل هذا الحساب لا يغادر فيه المحاسب شيئا من العمل صغيرا او كبيرا كما قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - 00:15:40ضَ

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وكما قال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون وهذا القول يكون منهم لما يعاينونه من مناقشة الحساب الذي يجزون فيه على الدقيق - 00:16:01ضَ

والجليل القطمير والنقير يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا الاحصاء يشمل كل الاعمال سواء ما تذكره الانسان وما نسيه - 00:16:22ضَ

في الصالح والسيء يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا اي بكل ما عملوه احصاه الله ونسوه الحساب هو الذي من اجله يجمع الناس. لكن ينبغي ان يعلم ان الحساب وهو العد - 00:16:42ضَ

للحسنات والسيئات لا يكون لاهل الكفر لان الكفار لا حسنات لهم فتعد بل يقدمون يوم القيامة ليس معهم حسنة كما قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا - 00:17:04ضَ

فليس معهم صالح من العمل يردون به على الله عز وجل انما آآ يحاسب اهل الاسلام وحسابهم على نوعين حساب عرض وحساب مناقشة فمن نوقش الحساب عذب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:23ضَ

واما من لم يناقش الحساب فيعرظ عليه عمله ولا يكون في ذلك عذاب له. وقد جاء ببيان ما يحاسب عليه الانسان وما يسأل عنه ما جاء في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:47ضَ

لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به وقد ذكر الله تعالى انقسام الناس - 00:18:07ضَ

بعد الحساب الى قسمين فريق في الجنة وفريق في السعير وهو المذكور في قوله فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. او اما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصل سعيرا انه كان في اهله مسرورا - 00:18:29ضَ

هذا حاله في الدنيا انه ظن الا يحر ايش معنى ان لا يحر اي ان لا يرجع الى الله عز وجل. كذب بالرجوع والحساب على العمل هذا معنى قوله انه ظن ان لن يحور - 00:18:46ضَ

اذا الحساب للاعمال نوعان حساب عد وموازنة فهذا لا يكون الا لاهل الاسلام وحساب عرظ وتقرير فهذا يكون لاهل الكفر لكنه ليس عدا وانما هو تقرير لما اه كانوا عليه من كفر حتى تشهد عليهم - 00:19:07ضَ

انفسهم اسماعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا عليه من كفر آآ جحود والحساب يكون بعد آآ بعد البعث والنشور والحشر لكنه لا يكون مباشرة حتى يشفع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في اهل الموقف كما جاء في - 00:19:33ضَ

آآ الصحيح في ما تقدم من شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم في المقام المحمود والشفاعة العظمى انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم آآ يأتيه الناس لطلب فصل القضاء طلب مجيء الله عز وجل حتى يرفع عنهم ما حل بهم يشفع فيشفع فيأتي - 00:20:01ضَ

الله عز وجل وآآ يفصل بين الناس فيقضي بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ذكر من آآ من اول من يحاسب وما هي اول الاعمال التي يحاسب عليها الانسان - 00:20:23ضَ

نجعل هذا ان شاء الله تعالى في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:42ضَ